صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-11-2020 الساعة : 05:34 PM رقم #1

    افتراضي قصّة الأعرابي وزوجته في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي



    شاملى مميز


    الصورة الرمزية الدمشقي

    • بيانات الدمشقي
      رقم العضوية : 33087
      عضو منذ : Feb 2019
      المشاركات : 166
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 7
      التقييم : Array





  2. قصّة الأعرابي وزوجته في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي

    بين التصوير الفني والمعنى الصوفي الإشاري

    بقلم :د. قول معمر



    إن قراءة أعمال مولانا جلال الدين الرومي (المثنوي خصوصا ) قبضة من أثر الرسول تقودنا إلى عالم روحاني جميل مُتْرع بالقيم واليقين حيث تنشد الذات ذاتها وترى جمالها في مرآة جامعة للقيم الإنسانية العليا حيث الرحم الإنسانية الواحدة التي تذوب معها كل الحواجز والأطر الملية والمذهبية والعرقية واللسانية ،فليس ثمة إلا عالم الربوبية والميثاق الأول ،لكن الكتابة عن عالم مولانا جلال الرومي أمر في غاية الصعوبة ،أو هكذا يبدو لي ،لكن حفّزني على الكتابة نصيحة أحد المهتمين بعالمه وتراثه، وهو الأستاذ الباحث خالد محمّد عبده، الذي تعلّمت من عالمه الجميل (كتاباته ومنشوراته ومقالاته) أن أكتب ما يمليه عليّ قلبي، فما أخطهّ في هذه الكلمات هو خواطر حاولت تسجيلها حول أحد القصص في المثنوي فأردت أن أشارك بخاطراتي هذه المهتمين بعالم مولانا الرومي، فلست من الدارسين المتخصصين إلّا أنني من المحبين العاشقين لعالم مولانا الرومي وللمشتغلين به، فإنما هي خطرات وخواطر لكلّ المحبين .
    من أجمل القصص في المثنوي وأطولها نصا قصة الأعرابي وزوجته حيث تمتد على صفحات طوال في المثنوي، وملخص القصة حول حوار دار بين أعرابي درويش وزوجته من جراء الفقر والمسكنة ، وتمتد القصة على أبيات تصل إلى 254 بيتا من الشعر .

    وظّف فيها الرومي خياله الواسع وبيانه الساحر ، وسنقف مع القصة في تفاصيلها ومجريات أحداثها متأملين أحداثها مستمعين إلى مولانا الرومي ،وسنحاول الوقوف على أمرين –قدر المستطاع – أولاهما :التصوير الفني في هذه القصة وسنشير إلى ما وظفه الرومي من صور بيانية وما أضفاه من بيان ساحر وخيال خلاّق استطاع مولانا الرومي من خلاله أن يحفر في بناء اللفظ ليولّد لنا معاني مختلفة ،رسم من خلالها لوحة في منتهى الجمال والثراء .

    وثانيهما :مقصدية المعنى الصوفي والإشارة التي أراد الرومي الوقوف عليها والإحالة إليها.
    وهذه القصة من أطول قصص المثنوي وهي تشكل في مجملها بناء عاما ووحدة متكاملة لا يمكن الاستغناء بجزئها عن كلّها ،فكل بيت فيها يُمثل خيطا يقودنا إلى ما بعده ،وحبات المعنى التي يحملها خيط اللفظ متناثرة هنا وهناك ،مما يجعل تركيبها في عقد واحد أمر يحتاج إلى صبر وأناة ،لذا رأيت أن تناول هذه القصة بوجهيها الفني البلاغي والصوفي الإشاري يتطلب تناولها على حلقات ،مما قد يجلبه الطول من نفور للقارىء ،ففي تقسيمها تشويق للنفس كما تعلمنا من مولانا الرومي في قالبه القصصي في ديوانه المثنوي .

    وصف حال الزوجين : جاء عنوان القصة في المثنوي معنونا ب [ قصة الأعرابي الدرويش ،وما جرى بينه وبين زوجه من جراء الفقر والمسكنة ].

    يفتتح الرومي القصة بحديثه عن فقر الزوجين ووصف حالهما وفي صورة تراجيدية وبخيال واسع جدا وعبقرية فذة يصور لنا الرومي درجة فقرهما على لسان الزوجة :” جملة العالم سعداء ،وأما نحن فأشقياء ،وليس خبزنا خبزا ،فطعامنا الألم والحسد،وليس لنا كوز فماؤنا دمع أعيننا ورداؤنا بالنهار حرارة الشمس ،وأما وسادنا ولحافنا فمن نور القمر ،نظن قرص القمر قرصا من الخبز فنرفع أيدينا إلى السماء …” [1].

    فتأمل في الاستعارة المكنية في جعل الألم والحسد قوتا وطعاما ،نتيجة ما تراه العين من نعم على غيرها ،وهو في غاية الدقّة ،فللعين نصيب من الطعام بما تبصره وللأنف نصيب أيضا بما يصله من روائح مختلفة تثير شهية الإنسان ،ومما يؤكد فقرهما أيضا افتقارهما لكوز وهو كأس يستعمل للشرب والكوز يحتاج لإبريق مما يجعل الزوجين تحت خط الفقر ،فليس هناك ماء إلا ما ينبع من العين وهو صورة بيانية أخرى كناية عن الفقر والألم ودوام البكاء على الحال ،وما يؤكد فقرهما أيضا خلو البيت من رداء أو لحاف ،فأشعة الشمس رداؤهم ،ووسادهم ولحافهم من نور القمر ،وهذه براعة في التصوير وسعة خيال من مولانا الرومي ،إذ أشعة الشمس تنشر نورها على صفحة الأرض فتكسو بأشعتها الدافئة أجزاء الكون ،وذِكْر الرومي للباس بالنهار دون الليل ،لأن الليل لباس يواري سوءات الفقر والمسكنة ، وذكر النهار وصف بارع من الرومي ،فالأعين مبصرة ،أما في الليل بعد أن ترتدي الأجساد سواد الليل ،تبقى الحاجة إلى وساد ولحاف [2] ،وهو تصوير في غاية الدقة تؤكده التجربة البيولوجية للإنسان وحاجته إلى ما يلتحف به عند نومه ،والتحاف الزوجين لنور القمر صورة بيانية دقيقة جدا وخيال واسع من الرومي ،فإن كان الثوب ضروريا لتغطية الجسد ،فاللحاف ليس كذلك ،وهو ما يجعلنا نقابل بين الضروري والكمالي ( نور الشمس التي غدت ثوبا للأجساد العارية وضوء القمر الذي غدا لحافا ووسادا ) ،مما يجعلنا نتخيل دخول ضوء القمر إلى كوخ الزوجين بنوره الخافت مما يجعل الأشياء تظهر ظهورا خفيفا بعكس نور الشمس ،وهو ما يتناسب مع هذه الصورة البيانية الدقيقة التي يرسمها الرومي بخياله الواسع واعتبار نور القمر لحافا ،فالشمس كست الأجساد بأشعتها في النهار فكانت رداء لها من البرد ،بينما الأجساد في الليل تحتاج إلى ما تلتحف به ،وهو ما يؤكد من ناحية علمية أخرى أن نوم الإنسان بجنب غيره يُكسبه شيئا من الدفء ،ليبقى اللحاف والوساد كمالا وهو ما يقدمه نور القمر ،مما يؤكد على وجود صورة خفية من صور الفقر وهو أن الكوخ سقفه مفتوح ،فهو ليس كأشعة الشمس فحتى يتسلل نوره إلى الكوخ لا بد من وجود نافذة ينفذ نوره الخافت من خلالها ،ومما يؤكد أيضا على فقر الزوجين أنهما ظلا طوال اليوم جائعين ،إذ تتحول صورة القمر هنا إلى قرص خبز ،وهذا في غاية الدقة والتصوير والبراعة ،فحضور القمر في هذه اللحظة تذكير بموعد لم يتحقق في ساعات النهار والليل ( الغذاء والعشاء) ،ولما كان الخبز هو الأساس في مائدة الطعام في كل زمان ،كان غيابه محركا لألف خيال ،وما حضور القمر في الليل إلا تذكير بمعاناة النهار ،فيرسم الخيال من قرص القمر خبزا ،ورفع الزوجين يديهما إلى السماء تأكيد على دافعية الجوع والوهم المنبثق من الخيال .
    -ومن الصور البيانية الجميلة التي يرسمها الرومي بخياله عن حال الزوجين وفقرهما :” وقد أصبح الأقرباء والغرباء يفرون منا كما فرّ السامري من الناس ،فلو طلبت من إنسان قبضة من العدس لقال :اسكتي جاءك الطاعون والموت .” [3]
    ويشير الدكتور كفافي –رحمه الله- في تعليقه على البيت أن فيه إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن السامري) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ( طه/97 معتمدا في ذلك على ما أورده القرطبي في تفسيره ،فقد أغرى السامري بني إسرائيل بعبادة العجل ،وكان جزاؤه أن نبذ من الناس فصار لا يقربه أحد [4] ،وجاء في تفسير القرطبي في بيان تفسير قوله تعالى )لَا مِسَاسَ(:
    ” لَا أُمَسُّ وَلَا أَمَسُّ طول الحياة. فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه ولا يقربوه ولا يكلموه عقوبة له.” [5]

    فانظر إلى الصورة التي رسمها الرومي لحال الزوجين ،وفرار الخلق منهم لأن الفقر أضحى شعارا وعلامة لهما ،وهو تشبيه ضمني بحال السامري الذي حلت به العقوبة جراء فعله الشنيع في إضلال بني إسرائيل ،وهو حال الزوجين جراء الفقر والمسكنة .فكأن الفقر أضحى جُرما .

    وقد صاغ البعض هذه الصورة شعرا

    يمشي الفقير وكل شيء ضده ---- والناس تغلق دونه أبوابها
    وتراه مبغوضا وليس بمذنب ---- ويرى العداوة لا يرى أسبابها
    حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة ---- خضعت لديه وحركت أذنابها
    وإذا رأت يوما فقيرا عابرا ---- نبحت عليه وكشرت أنيابها [6]

    وتأمل معي في الصورة الأخرى التي يرسمها الرومي للزوجة التي تؤكد لزوجها أنها لو طلبت قبضة من العدس من إنسان لدعا عليها بالهلاك لأنها وجه شؤم عليه ،وتمنيه الطاعون لها له دلالته أيضا ،فحال الزوجة وفقرها ومسكنتها كالوباء والعدوى التي تنتقل من شخص إلى آخر ولا نجاة إلا بهلاك حاملها ،وفي هذا التوظيف توصيف لواقع رآه الرومي بأم عينيه في القرن 07هـ الذي كان الإنسان فيه يتذوق الموت مرارا ،نتيجة الحروب والأوبئة والطواعين والمجاعات المختلفة [7]،لكن رغم هذا كله كان مولانا الرومي يحمل الوروود بدل النبال و الحب والسلام بدل الدمار والحروب ،وشعلة من الأمل في رحمة الله بدل اليأس والقنوط الذي استبد بالنفوس .

    ومن الصور الفنية الأخرى التي يرسمها لنا الرومي عن حال الزوجين وفقرهما ،قوله على لسان الزوجة وهي تخاطب زوجها :” إن للعرب فخرا بالغزو والعطاء ،وأنت بين العرب مثل الخطأ في الكتابة ! ،وأي غزو (بوسعنا ) وقد قتلنا بدون غزو ؟ لقد أذهلت رؤوسنا ضربة سيف العدم .وأي عطاء (نقدمه ) ونحن في سؤال دائم ،نضرب عرق الذبابة في الهواء (لنشرب دمها ) .فلو نزل بي ضيف ،وطاوعت نفسي ،لعمدت إلى (سلب) دلقه حين ينام .” [8]

    والزوجة في هذا السياق تهجو زوجها بتذكيره بمآثر أجداده العرب ( الغزو والعطاء) ،وهو أمر ثابت ومعروف في تاريخهم ، فينقل لنا ابن عبد ربّه مآثرهم قائلا :” أصحاب إبل وغنم، وسكان شعر وأَدَم؛ يجود أحدهم بقُوته، ويتفضّل بمجهوده، ويشارك في ميسوره ومعسوره ” [9]وهو ما يفتقر إليهما الزوج لذا شبهت الزوجة حال زوجها بين العرب كحال الخطأ في الكتابة ،وهي صورة فنية وبيانية جميلة جدا ،فالخطأ يحتاج إلى محو مما يجعله أكثر وضوحا وبروزا كما أنه يذهب بجمال النص ،فكأن الأعرابي بافتقاره للكرم والشجاعة ألحق العار بأجداده وأذهب جمالهم ،بل ترى الزوجة أن سيف الفقر قد قطع رقابهم ،أما الكرم والعطاء فليس هناك ما يُقدِّمه السائل الذي يقتل الذبابة في الهواء ليشرب دمها ،وهذا أبلغ وأدق في وصف الفقر ،فالذي يتمكن من ضرب الذبابة في الهواء متمرس على فعل هذا ،فانظر كيف تحولت الذبابة بفعل الفقر والمسكنة إلى صيد ثمين ؟!

    وتواصل الزوجة وصف حال فقرهما مبينة أنه لو نزل بها ضيف ( وهذه أماني ) لفكرت في سلب ما يحمله الضيف معه من زاد ومتاع ،فانظر إلى ما أفرزه الفقر من خيال لدرجة التفكير في سرقة الضيف الذي يُعتبر مقدسا في المخيال العربي .

    ويتوقف مولانا الرومي في المثنوي ليقدم لنا إشارة لما يحمله البيت الأخير في تفكير الزوجة في سرقة متاع الضيف ،فنزول هذا الأخير عند أهل البيت كان طمعا في كرمهم وجودهم ،وهو حال الإنسان الساعي إلى طلب العلوم والحكمة من عند غير أهلها ،ويستدل الرومي بقول الحكماء :” على المرء ألا ينزل ضيفا إلا بالمحسنين ” [10]،والرومي هنا لا يشير إلى الشفة والجسد والبطن إنما يُشير إلى لقيمات الغيب والسرّ ، فالحقُّ عندما قال: )كلوا من رزق ربكم ( سبأ /15. فهمَ منها الإنسان أنّها الخبز ولم يفهم أنّها الحكمة، ورزق الحكمة هو الأصل فإغلاق فم الجسد يجعل فم السّر مفتوحًا يأكل من لقيماته، وإن فطم الجسد عن لبن الشّيطان يجعل الإنسان آكلاً من النّعم [11]، ولقيمات السّر إشارة إلى حديث المصطفى:

    «إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ »[12]، قال مولانا الرّومي في بيان معنى هذا الحديث أيْ يطعمني ويسقيني كناية عن غذاء الرّوح وعلى الإنسان أن يقبله ( المعنى ) بلا تأويل، فصاحب التّأويل يرى الحقيقة خطأ ورؤية الخطأ من ضعف العقل، فعلى الإنسان أن يؤوّل نفسه ولا يؤوّل الأخبار[13].

    ويوظف الرومي هذا السياق للنقد المبطن لمدعي التصوف والفقر ،مؤكدا على فراغ جعابهم وأوعيتهم من أي معنى ،ففاقد الشيء لا يعطيه ،وأشار الرومي إلى خلو المدعي من معاني أهل الله ومنها : ليس قويا فلا يمنحك القوة ،وليس منيرا بل يجعلك مُظلما ،ومن لم يكن مضيئا بذاته ،فلا يقتبس منه الآخرون النور ،وهل رأيت أعمشا يداوي العيون ؟! فلن يضع في أعينهم سوى الصوف !.[14]
    فتأمل في الصفات التي خلا منها المدعون وهي ( القوة-النور-البصر) ،وهي أمداد من الحقّ ومن عون المعبود وليست بالكسب وبذل المجهود ، ولا تحسبن أنها خصائص وصفات للجسد بل هي لبراق الروح ،وأضدادها هي ( الضعف-الظلمة-العمى) ،ففي القوة والإبصار الروحي قوله تعالى في الحديث القدسي « مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِهَا … »[15]،وفي النور اقرأ إن شئت قوله تعالى : )وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (النور /40 .

    قال ابن عجيبة في معناها :”ومن لم يجعل الله له نورا في قلبه، من نور توحيده ومعرفته، فما له من نور أي: من لم يشأ الله أن يهديه لنوره: لم يهتد » [16]،لذا كان شمع الدين وشمس الوجود سيدنا محمد r يناجي ربّه قائلا : «اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا» [17]،بل نجد أن الله تعالى ربط ولايته بعباده المؤمنين بمنحهم النور الأزلي الخالد فعنايته لهم سابقة ،قال تعالى : )اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ( البقرة /257.

    إن ولاية الله لعباده المؤمنين كونه:” تولاهم بسابق العناية، وكلأهم بعين الرعاية، يخرجهم أولا من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ثم من ظلمات الحس ورؤية الأكوان إلى نور المعاني بحصول الشهود والعيان،فافن عن الإحساس تر عبرا.” [18] ومن منح النور كان مانحا له ومن أُعطي ماء الحياة سقى بمائه غيرَه ،وإن كان الجزء مانحا فالفضل للكل ،فالقطرة من البحر ،فبحر الجود هو الحقّ يقينا .
    أما في معنى أولياؤهم الطاغوت، فهم:” القواطع: من الهوى والشيطان والدنيا والناس، )يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ( أي: يمنعونهم من شهود تلك الأنوار السابقة، إلى الوقوف مع تلك الظلمات المتقدمة، فهم متعاكسون مع من سبقت لهم العناية .” [19]

    ويواصل مولانا الرومي حديثه عن الأعرابي وزوجه واصفا فقرهما ومسكنتهما ليرسم لنا مأساة بأتم معنى الكلمة ،لكنه يخيط من ثوب هذه القصة معنى عميقا جدا ،ويُقارب بين صورة الزوجين ( المثال والرمز) وبين مُدّعي التصوف والمشيخة الذين لبست أجسادهم خِرَقا وخلت أرواحهم من الحُرق والآهات ،فيقول على لسان الزوجة :” فإن لم تكن قد شاهدت صورة قحط دام عشر سنين ،فافتح عينيك وانظر إلينا !.” [20]،وهذه صورة في غاية الدقة والتصوير فكأن الزمن نحت على وجه الزوجين أخاديد الألم والفقر والمسكنة والضعف والهزال كما يفعل القحط بالأرض ويذهب بجمالها ورونقها وخضرتها ،فلا تجد إلا الغبار ،فكذلك يذهب الفقر بجمال الزوجين وشبابهما وماء وجههما فلن تجد إلا آهة الألم وأخاديد المسكنة والفقر ،وهذه سعة خيال من مولانا الرومي وتشبيه بليغ جدا .فالذي فاته رؤية القحط في مشهد الطبيعة ومسرح الكون ،فليتأمل في وجه الزوجين ،وهذا النص يحمل قيمة علمية وطبية ،فقد ذكر ابن سينا في كتابه [القانون في الطب ] فصلا في الاستدلالات المأخوذة من أحوال الأعضاء ،وذكر الأمارات البادية على الوجه ،ومنها :

    ” وأما المأخوذ من الوجه فإما من لونه فأنت تعلم دلالة الألوان على الأمزجة وإما من سمنه وهزاله فإن سمنه وحمرته يدل على غلبة الدم وهزاله مع الصفرة يدل على غلبة الصفراء وهزاله مع الكمودة يدل على غلبة اليبس السوداوي والتهيج يدل على غلبة الدم والمائية بعد أن تكون هذه أحوالا عارضة ليست أصلية .” [21]،وفي الحاوي في الطب للرازي :” استدل على سبب الوجع بالسبب البادي وبحال الوجه والبدن .” [22]،وهذه الحقيقة يوظفها الوحي جاعلا الوجه مرآة للباطن واسطرلابا له ،في أكثر من موضع ،منها قوله تعالى 🙂 وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ( الحج /72. يقول ابن عاشور في معناها :” وهذا كناية عن امتلاء نفوسهم من الإنكار والغيظ حتى تجاوز أثره بواطنهم فظهر على وجوههم. “[23]

    فتأمل في انعكاس المعاني من مشاعر وأحاسيس على صفحة وجه الإنسان فيتحول الجانب البسيكلوجي الباطني إلى مظهر فيزيولوجي ظاهر على ملامح الوجه ،وهذه أمارة على عوالم الإنسان المختلفة وتحقيق لقوله تعالى 🙂 وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(الذاريات /21.مما يؤكد على سعة خيال مولانا الرومي وشاعريته وخياله الخلاّق .

    ويجعل الرومي هذا المقطع من القصّة لباسا يُواري به ما أراد بلوغه من معنى ويوظف قصة الأعرابي وزوجته هنا ليقف في نقد مُبطن لمدعي التصوف والمشيخة في مُقابلة بين ظاهر حال الزوجين وباطن المدعي ،فلما كان وجه الزوجين وظاهرهما مُظلما وبشعا بفعل المسكنة والفقر وما خطّه الزمن في وجههما من أخاديد الذل والحاجة ،فكذلك حال المدّعي الذي أضحى باطنه مظلما :” إن ظاهرنا كباطن المدّعي ،ففي باطنه ظُلمة وإن شعّ لسانه .وهو لا رائحة به من الله ولا أثر ،(ومع هذا ) فدعواه أكبر من دعوى شيث وأبي البشر ،ومع أن الشيطان نفسه لم يُظهر له صورته ،فهو يقول دائما ( إنني من الأبدال بل أعظم منهم )) .فكثيرا ما سرق لغة الدراويش ،حتى يُظن أنه إنسان ( من رجال الله ) .” [24]

    يُقابل الرومي هنا بين الصورة التراجيدية لحال الزوجين (الظاهر ) بصفات مدّعي التصوف ( الباطن ) ويستعير الرومي الظلمة الظاهرية البادية على الزوجين لباطن المدعي حتى وإن أشرق لسانه وشعّ بالنور ،والرومي هنا يبطل حقيقة باطن المدعي ( الطهر والصفاء والنقاء) بالصفات نفسها التي ألبسها الزوجين (الظلمة ) فهي استعارة صورة ووصف ظاهري لعالم باطني مخفي ،فقد ينطق اللسان بالشكر ولا رائحة به عن الله ،فحاله كحال إخوة يوسف )وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ (يوسف /18 فأدرك نبي الله يعقوب كذبهم لأن عبير المعشوق يوقظ براق الروح ويجعل القلب مضطربا والخطى متسارعة ويمحو الزمان ،لذا كان الجواب من العاشق العارف )قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( يوسف /18 ،فمدعي التصوف جعل لنفسه مقاما فوق مقام الأنبياء والصديقين ( شيث وآدم عليهما السلام ) ،وتخصيص الرومي هذين النبيين بالذكر لكونهما أول الأنبياء ،وكأن الرومي أراد أن يقول لنا لم يدّعي أحد منذ سيدنا هذه الحال التي يزعمها منتحلوا صفات الصديقين والأبرار ،بل حتى الشيطان نفسه لم يُظهر له صورته وهذا ليس مدحا أو كرامة بل هي تورية أراد الرومي من خلالها أن يبين أن حال هذا المدّعي ليست هناك حاجة للشيطان في إغوائه وإغرائه بالأحوال والمقامات والرتب ،فإبليس الشيخ أضحى تلميذا في ساحته كيف لا والرجل يرى نفسه من الأبدال بل أعظم منهم ،وما حاجة إبليس إلى تعليم أمثال هؤلاء وقد وصلوا إلى الغاية والمنتهى مما يأمله إبليس نفسه وهو رؤيتهم لأنفسهم وقد تحققت وهذا منتهى ما يسعى إليه إبليس ولهذا طرد من رحمت الله لأنه رأى نفسه في حضرة الله )أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ (الأعراف /12 . فأدرك أن هذا الطلسم هو الحَبَّ الذي يجلب به طائر بني آدم .[25]

    إن لسان هذا المدعي الذي يشع نورا إنما هو عارية فقط سرقت من أجساد الدراويش الفقراء ومن حُرقهم وآهاتهم حتى يُظن أنه من أهل الله .

    ومن الصّور الفنّيّة الجميلة التي رسمها مولانا لمدّعي التّصوّف حكاية ابن آوى وسقوطه في دهن صباغ، وتلوّنه وادّعاؤه الطّاووسيّة بين أبناء آوى[26]،وحكاية الصياد الذي لف نفسه في العشب ووضع باقة ورد وشقائق كالقلنسوة فوق رأسه حتى تظنه الطيور عشبا ،وسؤال الطائر له ما بالك تركت خلانك وأصحابك وأقمت في الصحراء بين الوحوش ؟ وجواب الرجل له بقوله :” اخترت الزهد والتقوى دينا ومذهبا وقد وعظني موت جاري ،وما دمت سأتجه آخر الأمر إلى اللحد ،فمن الأفضل أن يكون الفتى مع الأحد .” [27]
    ويُضفي مولانا الرومي على مدّعي التصوف مجموعة من الصفات، منها كونه [يقلل من شأن أبي يزيد البسطامي، مع أن يزيد يرى في وجوده العار ]، ولا يتوقف الأستاذ عبد السلام كفافي عند مقصدية المعنى ووجه الاستدلال،وكل ما قدمه في شروحه وتعليقاته كون أبي يزيد البسطامي قطب من أقطاب التصوف وكون يزيد بن معاوية أصيب بسوء السمعة في التاريخ الإسلامي نظرا لما حدث في عهده من انقسامات وما أريق من دماء [28] ،بينما الأستاذ دسوقي شتا يرى أن مثال أبي يزيد إشارة إلى الظاهر ويزيد بن معاوية إشارة إلى الباطن .وأظن أن هذه العبارة مُغلقة تحتاج إلى توضيح وبيان ،خصوصا مع استعمال الرومي لضمير الغائب ( هو ) مرتين في بيت واحد .

    ومن الصفات التي يُضفيها مولانا الرومي أيضا على المدعي كونه ” محروما من خبز السماء ومائدتها ولم يُلْقِ الله أمامه بعظمة واحدة ،فهو يُنادي قائلا لقد أعددت المائدة وأنا نائب الحق فاجتمعوا أيها البسطاء لتأكلوا من خوان جودي .” [29]

    والمائدة هنا هي خوان الحقّ وألطافه ،هي كما سماها مولانا الرومي سابقا [لقيمات السرّ] ،وهي ما أشار به المصطفى «إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ » ،بل إن الحقّ لم يلق لهذا المدعي عظمة واحدة ،والعظمة تُلقى في العادة للكلب ،أما الخوان فهو من نصيب ضيوف الغيب والحقّ ،وإن كان الكلب ينتظر عند عتبة الباب فإن ضيوف الغيب والسماء في حجر الحقّ جلّ جلاله ،ورغم هذا كله فلا يفتأ هذا المدعي يدعي أنه خليفة الله في أرضه !
    إن معرفة أهل الله وخاصته وتمييز الخبيث من الطيب ومعرفة معادن الناس ومداخلهم ودخائلهم يحتاج إلى عون الله ومدده ،ويحتاج إلى تجارب وآلام وجروح وآهات ،يقول مولانا الرومي في حكمة أزلية خالدة :” فمن الضروري أن يمضي وقت طويل ،حتى يتكشّف سرّ الآدمي ،كثيره وقليله .وقد يكون تحت حائط البدن كنز ،وقد يكون هناك جُحر حيّة أو نمل أو تنين ،فإذا ما تبيّن للطالب أنه لم يكن شيئا ،يكون عمره قد انقضى ،فما جدوى المعرفة؟ .” [30]

    وهذه الحكمة المولوية أشار إليها سنائي الغزنوي في ديوانه الشعري بقوله :

    ومتى وصل كل خسيس من تلوين الكلام إلى هذا الطريق .

    ينبغي ألم محرق للعمر وينبغي أن يكون المرء جَلَدا .

    وتلزم سنين حتى يصير حجر من تأثير الشمس .

    ياقوتا في بدخشان أو عقيقا في اليمن .

    وتلزم شهور حتى تصير بذرة قطن من الماء والتراب .

    حُلة لإحدى الحسان أو كفنا لواحد من الشهداء .

    وتلزم أيام حتى تصير قبضة من الصوف في ظهر شاة .

    خرقة لزاهد أو مقودا لحمار.

    وتلزم أعمار لكي يصير طفل موهوب .

    عالما فاضلا أو شاعرا حلو الكلام .

    وتلزم قرون حتى تصير نطفة من ظهر آدم .

    عارفا كأبي الوفاء الكردي أو أويس القرني .[31]

    يتبع في حلقة أخرى إن شاء الله .

    وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين




    منقول

    الدمشقي غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  3. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-11-2020 الساعة : 05:47 PM رقم #2
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى مميز


    الصورة الرمزية الدمشقي

    • بيانات الدمشقي
      رقم العضوية : 33087
      عضو منذ : Feb 2019
      المشاركات : 166
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 7
      التقييم : Array


  4. تابع



    [1] المثنوي ،ج01، ص 286.بيت :2252 وما بعده.
    [2] تلحف بالملحفة واللحاف والتحف ولحف بهما: تغطى بهما .لسان العرب ،دار صادر – بيروت،ط03،1414ه،ج09،ص 314.
    [3] مثنوي جلال الدّين الرّومي، الرّومي، ترجمة: محمّد عبد السّلام كفافي، المكتبة العصريّة، صيدا، بيروت، ط01، 1966،ج01، ص 287.
    [4] انظر تعليقات عبد السلام كفافي على البيت رقم: 2258،ج 01،ص 537-538.
    [5] الجامع لأحكام القرآن ،القرطبي تحقيق:أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ،دار الكتب المصرية ،القاهرة ،ط02، 1964 م،ج11،ص 240.
    [6] لم أقف على قائل هذه الأبيات وقد نسبها البعض للإمام الشافعي ،ولا وجود لها في ديوانه ،ونسبت أيضا إلى العباس بن الأحنف ولا وجود لها في ديوانه أيضا .
    [7] لو كان مولانا الرومي في عصرنا لوظف في نصه الشعري الوباء (كوفيد 19) ،نسأل الله السلامة للإنسانية جمعاء .
    [8] المثنوي ، ج 01،ص 287..
    [9] العقد الفريد، ابن عبد ربّه ،دار الكتب العلمية ، بيروت ،ط01، 1404هـ،ج03،ص 279.
    [10] المثنوي ،ج 01،ص 287،بيت رقم: 2264.
    [11] اُنظر: المثنوي، ج 03، ص 320 / 321 بتصرّف.
    [12] أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بلفظ «إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِين»، البخاري كتاب كراهية تمنّي لقاء العدو،
    باب ما يجوز من اللّو، رقم: 7241، ج 09، ص 85. ومسلم كتاب الصّوم، باب النّهي عن الوصال في الصّوم، رقم: 1103، ج 02 / 774.
    اُنظر: المثنوي، ج 01 / 421.[13]
    [14] اُنظر: المثنوي، ج 01 / 288.
    أخرجه البخاري عن أبي هريرة، كتاب الرّقاق، باب التّواضع، رقم: 6502، ج 08 / 105. [15]
    [16] البحر المديد في تفسير القرآن المجيد ،ابن عجيبة ،تحقيق: أحمد عبد الله القرشي رسلان الناشر، حسن عباس زكي ،القاهرةط 1419 هـ
    ،ج04،ص 48.
    [17] أخرجه البخاري عن ابن عباس ،كتاب الدعوات ، باب، باب الدعاء إذا انتبه بالليل ،رقم:6316
    [18] البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، مرجع سابق ،ج01،ص 289.
    [19] البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، مرجع سابق ،ج01،ص 290.
    [20] المثنوي ،ج01،،ص 288،بيت رقم: 2270.
    [21] القانون في الطب،ابن سينا ،تحقيق: محمد أمين الضناوي،ج02،ص 21.
    [22] الحاوي في الطب،محمد بن زكرياء الرازي ، تحقيق:خليفة طعيمي ،دار احياء التراث العربي ، لبنان،بيروت ،ط01، 2002م ،ج01،ص 376.
    [23] التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ،الدار التونسية للنشر – تونس ،ج 17،ص 334.
    [24] المثنوي ،ج 01،ص 288 ،بيت رقم : 2272.
    [25] إن هذا ليس دعوة إلى استلاب الذات أو تجاوزها وهدر قيمتها في زمن نحن بحاجة إلى إعلاء قيمة الإنسان واستعادة ذاته من الآلهة المتعددة ،إنما سياق الربوبية والألوهية والأحدية والأمر التكويني والتكليفي يفرض على المخَاطب العاشق أن تكون إرداته تبعا لإرادة محبوبه ،وهذا ما يسعى أساطين التصوف إلى إرسائه .
    اُنظر: المثنوي، جلال الدّين الرّومي، ترجمة: الدّسوقي شتّا، المكتبة العربيّة الشّرقيّة، ط 1996، ج 03 ص 82.[26]
    [27] انظر: المثنوي ،ترجمة شتا ،ج 06،ص 66.بيت رقم: 440 وما بعده .بتصرف .ونقد مولانا الرومي لمدعي التصوف مشروع يحتاج لدراسة مستقلة قد نقف معها في الأيام المقبلة ونفرد لها مساحة مستقلة ،لأنها محطة مهمة جدا في حياة مولانا الرومي تؤرخ للحياة الروحية في عصره وتمثل النقد الداخلي للتصوف ،وهي رؤية نقدية هامة تساهم في إعادة بناء التصوف الإسلامي وتجديده .
    [28] انظر :تعليقات عبد السلام كفافي على البيت رقم : 2275،ج01،ص 538.
    [29] انظر : المثنوي ،ج01،ص 288-289،الأبيات : 2276-2277-2278 بتصرف .
    [30] المثنوي ،ترجمة كفافي ، ج01، ص 289، الأبيات : 2280-2281-2282.
    [31] نقلا عن حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة ، سنائي الغزنوي ، ترجمة: إبراهيم الدسوقي شتّا ،دار الأمين للنشر والتوزيع ، القاهرة ، ط01، 1995، ج01، ص 10

    الدمشقي غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  5. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 14-11-2020 الساعة : 07:17 PM رقم #3
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    مراقب


    الصورة الرمزية هاشم

    • بيانات هاشم
      رقم العضوية : 124
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 2,464
      بمعدل : 0.43 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  6. مشكور وبارك الله فيك ومتعك الله بالصحة والعافية

    هاشم غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-11-2020 الساعة : 01:31 PM رقم #4
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية محمود

    • بيانات محمود
      رقم العضوية : 40
      عضو منذ : Jul 2008
      المشاركات : 1,340
      بمعدل : 0.23 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 29
      التقييم : Array


  8. نفع الله بكم

    محمود غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  9. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 15-11-2020 الساعة : 09:35 PM رقم #5
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى مميز


    • بيانات عبد الرحمن المنصوري
      رقم العضوية : 32027
      عضو منذ : Jul 2015
      المشاركات : 217
      بمعدل : 0.07 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 11
      التقييم : Array


  10. الله يعطيك الف عافيه

    عبد الرحمن المنصوري غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  11. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 16-11-2020 الساعة : 12:47 PM رقم #6
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى فضى


    • بيانات على خليفة
      رقم العضوية : 32185
      عضو منذ : Nov 2015
      المشاركات : 417
      بمعدل : 0.14 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 13
      التقييم : Array


  12. جزاكم الله خيرا

    على خليفة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 17-11-2020 الساعة : 01:28 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى فضى


    • بيانات habiboallah
      رقم العضوية : 18962
      عضو منذ : Sep 2012
      المشاركات : 375
      بمعدل : 0.09 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 15
      التقييم : Array


  14. بارك الله فيكم

    habiboallah غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  15. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 18-11-2020 الساعة : 03:27 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى ماسى


    الصورة الرمزية صقر البرارى

    • بيانات صقر البرارى
      رقم العضوية : 32080
      عضو منذ : Aug 2015
      المشاركات : 1,276
      بمعدل : 0.41 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 21
      التقييم : Array


  16. بارك الله فيكم وفِي مجهوداتكم

    صقر البرارى غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  17. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 20-11-2020 الساعة : 12:12 PM رقم #9
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى ذهبى


    الصورة الرمزية فريدة

    • بيانات فريدة
      رقم العضوية : 6014
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 608
      بمعدل : 0.14 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 19
      التقييم : Array


  18. بارك الله في جهودكم المعطاءة

    فريدة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 19-01-2021 الساعة : 12:06 PM رقم #10
    كاتب الموضوع : الدمشقي


    شاملى جديد


    • بيانات amine
      رقم العضوية : 31522
      عضو منذ : Sep 2014
      المشاركات : 37
      بمعدل : 0.01 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 0
      التقييم : Array


  20. بارك الله فيكم

    amine غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك