سأل داود عليه السلام الربّ العزيز :
يا ربّ من المشتاقون إليك ؟

قال سبحانه :
( إنّ المشتاقين إليّ الذين صفيتهم من كلّ كدر .....
ونبّهتهم بالحذر .....
وخرقتُ من قلوبهم إليّ خرقاً ينظرون إلي ّ....
وإني لأحمل قلوبهم بيدي فأضعها على سمائي .....
ثم أدعو نجباء ملائكتي .....
فإذا اجتمعوا سجدوا لي .....
فأقول :
إني لم أدعكم لتسجدوا لي .....
ولكني دعوتكم لأعرض عليكم قلوب المشتاقين إليّ .....
وأباهي بهم أهل الشوق إلي ّ.....
فإنّ قلوبهم لتضيء في سمائي لملائكتي
كما تضيء الشمس لأهل الأرض ......
يا داود
إني خلقتُ قلوب المشتاقين من رضواني
ونعّمتها بنور وجهي ....
فاتخذتهم لنفسي محدّثي .....
وجعلتُ أبدانهم موضع نظري في الأرض .....
وقطّعتُ من قلوبهم طريقاً ينظرون به إلي ّ....
يزدادون في كلّ يوم لي شوقا ً)

قال داود عليه السلام :
يا رب بمَ نالوا هذا منك ؟

قال :
(بحسن الظن .... والكفّ عن الدنيا وأهلها .......
والخلوات بي ومناجاتهم لي ...
وإنّ هذا منزلٌ لا يناله إلاّ من رفض الدنيا وأهلها .....
ولم يشتغل بشيءٍ من ذكرها .....
وفرّغ قلبه لي ......واختارني على جميع خلقي......

فعند ذلك أعطف عليه وأفرّغ نفسه ...
واكشف الحجاب فيما بيني وبينه
حتى ينظر إليّ نظرَ الناظر بعينه إلى الشيء ......
وأريه كرامتي في كلّ ساعة .....
وأقرّبه من نور وجهي ....
إن مرض مرّضته كما تمرّض الوالدة الرحيمة ولدها .....
وإن عطش أرويته وأذقته طعم ذكري .....
فإذا فعلتُ به ذلك عميتُ نفسه عن الدنيا وأهلها
ولم أحببها إليه ....
لا يفتر عن الاشتغال بي .....
يستعجلني القدوم وأنا أكره أن أميته
لأنه موضع نظري من بين خلقي ......
لا يرى غيري ، ولا أرى غيره ....
قد ذابت نفسه ... ونحل جسمه ...
وتهشّمت أعضاؤه ... وانخلع قلبه إذا سمع ذكري ..
أُباهي به ملائكتي وأهل سمواتي ...
يزداد خوفاً وعبادة ....
وعزّتي وجلالي لأُقعدنه في الفردوس ...
ولأشفين صدره من النظر إليّ حتى يرضى وفوق الرضا ) ♥

الله الله الله
الله الله الله
الله الله الله