من مقالات الدكتور خالد محمد المدني

اذكر حسناتك وإيجابياتك..



تحدثت حتى الآن عن مهارتين من مهارات الحياة الطيبة الأولى : الاستمتاع بالموجود والثانية إسقاط الأغيار من الإعتبار وفي تدوينة هذا الأسبوع أتحدث عن ثالثها وهي: ذكر الحسنات والإيجابيات وضدّها ذكر الذنوب والعيوب، فمن أراد حياة طيبة ممتعة فلا يذكر إلاّ حسناته وإيجابياته ويبتعد عن ذكر ذنوبه وعيوبه، قد يقول قائل: طيّب ومحاسبة النفس، أُجيبه: إن كنت تقصد بمحاسبة النفس لومها ونقدها وجلدها وتقريعها فليس ذلك من محاسبة النفس بشيء، ما أفهمه أنا شخصياً بمحاسبة الذات هو رصد الإنجازات التي تحققت والاستمتاع بها ومعرفة عدم تحقيق غيرها ثم وضع خطة جديدة أمّا اللوم والتقريع فهو إهانة للذّات، أنا أفهم النفس اللوّامة في القرآن هي النفس التي تقيّم الإنجازات وتسعى لتحقيقها لومٌ إيجابي بلطف يتبعه عملٌ مُتقن من مثل لابأس عليك يا خالد خططت وبذلت ولسوف تكون أفضل في الأيام القادمة لأنّ اللّوم بمعناه السلبي وهو التقريع يتصادم مع "ولقد كرمنا بني آدم" فإن ارتكبت ذنباً بادر بالتوبة افعل ولا تنفعل"إنّ الحسنات يُذهبن السيّئات"
وذكر الإيحابيات يعني أن تذكر نقاط قوتك وتركز عليها وتستثمرها ولا تذكر نقاط ضعفك ولا تركّز عليها من يركزون على نقاط ضعفهم يتيهون ومن يركزون على نقاط قوتهم يرشدون، نقاط القوة تنميك ونقاط الضعف تُرديك ، الصورة الذهنية عن ذاتك تعتمد على ماتعتقده عنها فلا تنسى ذلك أبدًا.