علاقة الكبالاه والأرقام



الجيماتريا أو علم الأعداد اليهودي هو نظام عددي تتوافق من خلاله الأحرف العبرية مع الأرقام، وهي تحريف لكلمة يونانية الأصل اسمها جيماتريا يمكن العثور على مفهومها في كتابات الفيلسوف اليوناني أفلاطون في محاورة كراتيليوس؛ إذ أشار إلى الكلمات والأسماء بوصفها الطبيعة «الأساسية» للشخص أو الكائن، وتعد هذه الإشارة الأفلاطونية ذات تأثير رئيس في المفهوم اليوناني للجيماتريا وبطبيعة الحال المفهوم العبري اللاحق عليه كذاك.

وقد ظهر المصطلح للمرة الأولى في مجموعة من القواعد عددها 32، كتبها الحاخام عكيفا بن يوسف (40م– 145م) وهو نص لم يعد موجودًا إلا في المراجع التي تشير إلى فقرات منه. وقد وضع ابن يوسف 32 قاعدة لتفسير الكتاب المقدس وتضمنت القاعدة رقم 29 استخدام الجيماتريا في التفسير.

هذا النظام الذي طوره ممارسو الكبالاه أصبح أداة مهمة لتفسير النصوص التوراتية؛ إذ يجري تمثيل كل حرف عبري برقم مقابل له، ويمكن للمرء بعد ذلك حساب القيمة العددية للكلمة عن طريق جمع قيم كل حرف فيه، وهو شبيه بما نعرفه في العربية بحساب الحروف والجمل. فإذا كانت القيمة العددية للكلمة تساوي القيمة العددية لكلمة أخرى فقد يربط القارئ بين هاتين الكلمتين والآيات التي تظهران فيها ليستخدم حساب الأرقام هذا لإثبات استنتاجات مفاهيمية أوسع وأبعد.

وهناك استخدامان للجيماتريا، أولهما الاستخدام التقليدي القائم على المقارنة بين القيم العددية، وهو المستعمل في العديد من المدارس التأويلية اليهودية، أما الاستخدام الثاني فيستخدم لما يعرف بـ«كشف بواطن النصوص»، بحسب الكبالاه.



في محاولة لإضفاء الأقدمية التاريخية وفقًا للاعتقاد التقليدي، فقد نُقلت المعرفة الكبالية المبكرة شفهيًّا من قبل البطاركة والأنبياء والحكماء، ليجري في النهاية «نسجها» في الكتابات الدينية والثقافة اليهودية. وفقًا لهذا الرأي، كانت الكبالاه في العصور الوسطى تعد امتداد فترة مبكرة تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، حيث يقدمون تفسيرًا بكونها كانت معرفة مخفية منذ ذلك الوقت المبكر في التاريخ بسبب الغزوات الأجنبية التي دفعت القيادة الروحية اليهودية في ذلك الوقت «السنهدرين» إلى إخفاء المعرفة وجعلها سرية، خوفًا من إساءة استخدامها إذا وقعت في الأيدي الخطأ.