صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:10 AM رقم #1

    Thumbs up الامام ابو العزائم المجدد الصوفى



    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  2. الامام ابو العزائم المجدد الصوفى

    ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
    (32 فاطر)
    إِنَّ الرِّجَـــالَ كُنُوزٌ لَيْسَ يَدْرِيـــــهَا
    إِلا مُــرَادٌ تَحَلَّى مِنْ مَعَانِيهَــــا
    فِى الأَرْضِ أَجْسَامُهُمْ وَالْعَرْشُ مَقْعَدَهُمْ
    قُلُوبُهُـمْ صَفَتْ وَاللهُ هَادِيهَــــا
    هُمُ الشُّمُوسُ لِشَرعِ الْمُصْطَفَى وَهُـــمُ
    سَفِينَةُ الْوَصْلِ بـِسْمِ اللهِ مَجْرِيهَا
    أبو العزائم
    نسبه
    ينتسب إلى العترة الطاهرة من آل البيت الكرام، فهو :
    - حسيني من جهة والده.
    - وحسني من جهة أمه.
    - ونسبه كما هو مثبت في كتبه هو السيد محمد ماضي أبو العزائم:
    بن السيد/ عبد الله المحجوب:
    بن السيد أحمد، بن السيد مصطفى، بن السيد إبراهيم، بن السيد صالح، بن السيد ماضي، بن السيد درويش، بن السيد محمد، بن السيد علي، بن السيد محمد، بن السيد إبراهيم، بن السيد رمضان، بن السيد أحمد، بن السيد عبد الحميد، بن السيد محمد، بن السيد علي، بن السيد حسن، بن السيد زيد، بن السيد حسن، بن السيد علي الطويل، بن السيد محمد، بن السيد إبراهيم، بن السيد محمد، بن السيد عبد الله العوكلاني، بن السيد أبو الحسن موسى الكاظم، بن السيد جعفر الصادق، بن السيد محمد الباقر، بن السيد علي زين العابدين، بن سيدنا الحسين، بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هذا من جهة أبيه رضى الله تعالى عنه
    أما نسبه من جهة أمه فهي:
    السيدة آمنة المهدية:
    ابنة السيد أحمد العربي الفرجاني، بن السيد علي، بن السيد سليمان، بن السيد مصطفى، بن السيد زين الدين، بن السيد محمد درويش، بن السيد حسام الدين، بن السيد ولي الدين، بن السيد زين الدين، بن السيد شرف الدين، بن السيد شمس الدين، بن السيد محمد الهتاكي، بن السيد عبد العزيز، بن السيد عبد القادر الجيلاني، بن أبي صالح موسى جنكي دست، بن السيد عبد الله الجيلي، بن السيد يحي الزاهد، بن السيد محمد، بن السيد داود، بن السيد عبد الله، بن السيد موسى الجون، بن السيد عبد الله المحض، بن السيد حسن المثنى، بن سيدنا الإمام الحسن، بن الإمام علي بن أبي طالب وكرم الله وجهه ....
    أسرته وكنيته
    ونلاحظ هنا أن اسمه محمد بن عبد الله المحجوب أما ماضي وأبو العزائم، فهما كنيتان تكنى بهما في حياته
    وترجع الكنية الأولى (ماضى)
    إلى الأمير ماضي بن مقرب من بني هلال:
    وهي القبيلة العربية المشهورة، التي كانت تسكن في بلاد الحجاز حتى تمكن الفاطميون من إنشاء الدولة الفاطمية، وجعلوا مصراً مقراً لحكمهم، وكان من سياستهم، جلب كل من ينتسب إلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها إلى دولتهم، لإكرامهم وتعويضهم عما شعروا به من ظلم واضطهاد تحت حكم الأمويين والعباسيين، فأرسلوا إلى بني هلال، واستقدموهم إلى مصر
    وتحكي الروايات التاريخية، أن عددهم كان يزيد على الأربعمائة ألف، ونظراً لكثرتهم العددية، وجهوهم إلى جنوب البلاد، وأسكنوهم في بلاد الصعيد.
    ثم حدثت بعض الثورات على الدولة الفاطمية في بلاد المغرب، فما كان منهم إلا أن طلبوا من إخوانهم من بني هلال، أن يهبوا لنجدتهم، والقضاء على هذه الثورات، خاصة وأنهم كانوا مشهورين بالفروسية والبطولة والفداء والتضحية.
    فوافق البعض وذهبوا إلى بلاد المغرب واستطاعوا القضاء على هذه الثورات، وأشهرها القضاء على الدولة الزناتية، التي كانت تسيطر على تونس وجزء كبير من الجزائر، واستقروا هناك في أماكن متفرقة.
    فذهب الأمير ماضي بن مقرب إلى منطقة الأغواط، الواقعة على الحدود الآن بين الجزائر والمغرب، وأسس عين ماضي واستقر بها هو وذريته.
    بينما انتشر الجزء الذي تبقى في مصر في محافظات سوهاج وقنا وأسوان، وهم ما يسمون بالأشراف الآن
    أما الكنية الثانية: (أبو العزائم):
    فترجع إلى جده الأعلى (ماضي بن سلطان):
    والذي كان له الباع الطويل في خدمة ومصاحبة سيدي أبي الحسن الشاذلي وهو الذي كنَّاه بهذه الكنية نظراً لما لمسه فيه من جد واجتهاد واخلاص في طاعة الله ومن عزيمة شديدة في العمل على نشر محاسن طريقته .
    ونظراً لأهمية دوره في حياة الإمام أبي العزائم واعتباره له مثلاً أعلى في حياته الصوفية، نذكر على سبيل التبرك، قبساً من سيرته


    جده الأعلى
    أبو العزائم ماضي بن سلطان
    تعرف على سيدي أبي الحسن الشاذلي في أوائل ظهور دعوته في بلاد المغرب العربي، وذلك أثناء سياحاته الروحية وتجواله في هذه البلاد، ناشراً لهديه، بعد أن أمر بذلك، وسمع النداء ((يا علي انزل اهدِ الناس إلينا)).
    وقد كان ذلك الوقت يقيم في جبل بالقرب من ((شاذلة)) بتونس الآن، فاستجاب للنداء، ونزل تنفيذ لأمر الله، فتجمع عليه خلائق لا يحصون، كان من بينهم الشيخ ((ماضي بن سلطان))، وتفرس فيه الشيخ علو الهمة، وصدق الإرادة، فأختاره خادماً ذاتياً له، يطلعه على شئونه الخاصة، ويوكل إليه جلائل الأعمال.
    ومنذ ذلك الوقت، لزم الشيخ ماضي أستاذه أبي الحسن الشاذلي، حتى رحل معه إلى الإسكندرية، عندما جاء إليها، ولم يبرح عنه حتى انتقل إلى جوار ربه، وكان يلازمه في كل أسفاره، وخاصة سياحاته في البلاد، ورحلاته لأداء فريضة الحج.
    ولذا يعول عليه كتَّاب التراجم والسير، لصدق روايته، عندما يكتبون عن سيدي أبي الحسن الشاذلي ولقد كان له وقائع كثيرة مع شيخه، تدل على علو همته، وصفاء سريرته، وصدق إرادته، وتبين المنهج العظيم الذي أتبعه الإمام أبو الحسن الشاذلي في تربيته لمريديه، والذي اختاره الإمام أبو العزائم نهجاً قويماً، لتربية أبنائه ومحبيه، كما سنذكر فيما بعد.
    ومن ذلك على سبيل المثال، هذه الوقائع التي يذكرها ابن الصباغ في درة الأسرار وينقلها عنه ابن عياد في المفاخر العلية في المآثر الشاذلية وتتداولها كتب الطبقات وتراجم الشاذلية إلى يومنا هذا:
    قال بن الصباغ ((حدثني الشيخ الصالح أبو العزائم ماضي قال:
    تحدث الشيخ في حقيقة الشيخ مع أصحابه فقال:
    ((أن تكون يده عليهم يحفظهم حيثما كانوا)) قال: فاعترضت على ذلك في نفسي وقلت: لا يكون ذلك إلا لله فلما أصبحت أخذتني ضيقة شديدة في نفسي، فخرجت لخارج الإسكندرية، وجلست على ساحل البحر اليوم كله، فلما صليت العصر، زيقت، يعني أدخلت رأسي في طوقي، وإذا بيد تحركني، فظننت أنه بعض الفقراء يمازحني
    قال: فأخرجت رأسي من طوقي، وإذا بها امرأة حسناء عليها لباس حسن، وحلي، فقلت لها: ما تريدين؟
    قالت: أنت. فقلت: أعوذ بالله منك. فقالت: والله مالي عنك براح؛ فدافعتها عن نفس، فأخذتني فى حضنها، ولعبت بي كما يلعب الطفل بالعصفور وما ملكت من نفس شيئاً، ورمتنى بين فخذيها، فحنت نفسي إليها، وإذا بيد أخذتني من أطواقي، وإذا أنا بالشيخ يقول لي: يا ماضي، ما هذا الذى تقع فيه..؟ ورمانى عنها، فظننت أن الشيخ أجتاز بذلك المكان، فرفعت رأسي، فما وجدت الشيخ ولا المرأة ..
    فتعجبت من ذلك، وعلمت أني أصبت باعتراضي عليه. فاستغفرت الله، وصليت المغرب، وآتيت إلى الباب الأخضر، وقد غلقت أبواب البلد كلها، فلما دنوت منه .. انفتح لي ودخلت المدينه ثم أغلق، وهذا الباب، لا يفتح إلا بعد صلاة الجمعة، يخرج منه الأمير والناس إلى الساحل، ثم يغلق إلى الجمعة الأخرى، قال: وأتيت القلعة، ودخلت بيتى مختفياًعن الفقراء.
    فلما صلى الشيخ العشاء الآخرة، صرف الناس، وكان في كل ليلة، يعمل ميعاداً يأتي إليه الناس من البلدان، يستمعون كلامه. قال: ثم دخل الخلوة وقال: أين ماضى..؟ قالوا: مارأيناه اليوم، قال: أطلبوه فى بيته، فأتوا إلي، فقلت لهم: إنني مريض، وكان كذلك، فإني ما أتيت إلا بحال عظيم، فقال: احملوه بينكم، قال: فحملوني إليه، وأدخلونى عليه، وأمرهم بالإنصراف !!
    فجلست بين يديه وأنا أبكي، فقال لى: يا ماضي. لما قلت بالأمس كذا وكذا، فاعترضت أنت علي، أين كانت يدي اليوم منك لما أردت أن تقع في المعصية؟ .. من لم يمكن من ذلك فليس بشيخ....
    قال ابن الصباغ: وحدثنا أيضا قال:
    كنا بدمنهور الوحش، فلما صلينا العصر، أعطانى كتاباً للشيخ الفقيه فخر الدين الفتزي بالإسكندرية، برسم حاجة عرضت له، فقلت له: يا سيدى إذا كان غداً إن شاء الله، أى أسافر غداً - وهذا الموضع مسيرة يوم للفارس - فقال لى: الساعة تسافر وتعود إلى بالجواب إن شاء الله تعالى.
    قال: فتقلدت نمشة كانت عندى، وخرجت متوجهاً، فوصلت إلى الإسكندرية في أقرب وقت، وأعطيت الكتاب للشيخ ورجعت إليه قبل اصفرار الشمس. وكنت مررت بجبال الحاجر في طريقي، فأسمع بها دوياً وحس المشي، فأظن أنهم اللصوص يعترضونني في طرف النهار، فأرسل النمشة وأبقى منتظراً، قال: فما رأيت أحداً.
    قال: فلما رجعت إلى الشيخ وجلست بين يديه تبسم وقال لي: يا ماضي، تجبز نمشتك تتقي بها اللصوص ..؟ الدوي الذي كنت تسمع دوي الملائكة !!
    والله ما خرجت من بين يدي حتى تكفل بك ثمانون ألفاً من الملائكة، يحفظونك من أمر الله حتى وصلت إلى الإسكندرية وعدت إلينا....
    وقال أيضاً: حدثنا الشيخ أبو العزائم ماضي رحمه الله قال:
    بعثني الشيخ من الإسكندرية إلى دمياط في بعض حوائجه، وكان عندنا رجل من أهلها، فأراد السفر معي، فاستأذن الشيخ، فأذن له في السفر، فلما توجهنا لباب السدرة - باب من أبواب الإسكندرية - اخرج الرجل دراهم ليشتري بها خبزاً وأداماً، فقلت له: ما نحتاج إلى شئ. فقال لي: نجد دكان فلان في الصحراء .... وأشار إلى دكان حلواني بالإسكندرية. فقلت له إن شاء الله.
    وكنت مهما سافرت، لا أحمل معي زاداً، فإذا أصابني جوع أسمع كلامه من خلفي يقول: يا ماضي: اخرج عن يمينك تجد ما تأكل، وكذا إذا عطشت، فأجد طعاماً طيباً وماء عذباً.
    قال: فخرجنا عن الإسكندرية ومشينا، وجد بنا السير حتى تعالى النهار بنا، فقال لي: يا ماضي: اطعمني فإني قد جعت. وإذا بكلام الشيخ على العادة يقول: يا ماضي: جاع ضيفك، اخرج عن يمينك تجد ما تطعمه، قال: فخرجت عن يميني، فوجدنا محفلة مملوءة بكنافة سكرية مخلطة بالمسك وماء الورد، فأكلنا حتى ملينا، فبكى الرجل وتعجب مما رأى، فقلت له: أيهما أطيب .. هذا الطعام أو ما أشرت إليه في دكان الحلواني .... ؟ فقال: والله ما رأيت مثل هذا قط .... وما صنع مثله في قصر ملك من الملوك، وأراد أن يرفع بقيته فمنعته، وتركتها على حالها.
    ومشينا يسيراً فعطشنا. وإذا بكلام الشيخ يقول: يا ماضي اخرج عن يمينك تجد الماء، فوجدنا عين ماء عذب في الرمل فشربنا، واضطجعنا ساعة، وقمنا، فما وجدنا قطرة ماء، فقال الرجل: أين الماء الذي كان ها هنا؟ فقلت: لا علم لي به، فقال: والله لقد مكن لهذا الشيخ تمكيناً عظيماً. والله لا رجعت إلى أهلي، حتى أنال ما نال هذا الشيخ، أو أموت في الله تعالى، فخلى فروته عندي ..!! ، ومشى في البرية يقول: الله ... الله !!!
    قال: فلما قضيت سفري، ورجعت إليه قال لي: يا ماضي: ودَّرت (أهلكت) ضيفك .. ، فقلت له: أنت الذي ودَّرته - أطعمته الكنافة السكرية في البرية، وأسقيته الماء العذب في الرمل، فقال لي: مرَّ في الذاهبين إلى الله تعالى ....
    وقال: حدثنا الشيخ ماضي رحمه الله أيضاً قال:
    حججت سنة من السنين عن إذنه، فلما قضيت مناسك الحج، وأتيت أطوف طواف الوداع، قام أهل مكة على من بقي في الحرم من الحجاج فنهبوهم، وكانت عندي أمانات للناس، فدخلت في الحجر، ووقفت تحت الميزاب وقلت: إن خرجت نهبوني، وإن أقمت أقمت بأموال الناس عندي، فتحيرت في أمري، فناديت بالشيخ.
    وإذا به واقف بباب الندوة، وهو يشير إلي، فبادرت إليه، فولى خارجاً، فاتبعته، ولم أقدر على اللحاق به، والوصول إليه، فلم أزل كذلك حتى دخلت الركب، فلما دخلت الركب، طلبته، فلم أجده، فلما وصلت إلى الإسكندرية، أتيت إليه، وسلمت عليه، فسألني عن حالي وقال لي: يا ماضي: لما أشتد الحال عليك وناديت بنا، أتينا إليك وخلصناك مما كنت فيه ...
    وهذا نذر يسير مما روى عن الشيخ ماضي بن سلطان في صحبته لسيدي أبي الحسن الشاذلي، وقد ذكرنا ذلك، لعلمنا بشدة تعلق الإمام أبي العزائم بهذه الأحوال وبحثه عنها، وطلبه لها، وتأسيه بأهلها وهو الذي كان يقول لأبنائه دائماً حاثاً لهم على التحلي بها:
    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
    إن التشبه بالرجال فلاح

    ومن شدة تعلقه به تكنى بكنيته، وتشبه بسيرته، ونسب طريقته إلى السادة الشاذلية، رضي الله تعالى عنهم
    هذا وقد ظل الشيخ ماضي في محبة شيخه أبي الحسن، حتى كان سفره الأخير إلى الحج، ويحكي ذلك: سيدي ماضي بن سلطان رحمه الله فيقول:
    لما توجه رحمه الله في سفرته التي توفى فيها، وكنت تزوجت امرأة من أهل الإسكندرية، وكانت حاملاً، فجعلت تبكي وتقول لي:
    تتركني على ولادة وتسافر عني.
    قال: فأخبرت بذلك الشيخ فقال: ادعها إلي، فأتيت بها إليه فلما دخلت بها عليه، قال لها: يا أم عبد الدائم. أتركي لي ماضي يسافر معي، وأرجو لك من الله خيراً، فقالت له: يا سيدي السمع والطاعة.
    فدعا لها وانصرفت.
    فولدت ونحن مسافرون مولوداً ذكراً وسمته ((عبد الدائم))...
    وقد انتقل الشيخ أبي الحسن الشاذلي إلى جوار ربه في ذلك السفر في ((حميثرا)) بالقرب من قنا، بعد أن أوصى بأن يخلفه على الإخوان، سيدي أبو العباس المرسي فأكمل بهم السفر.
    وبعد أداء فريضة الحج والعودة إلى الإسكندرية ...
    استأذن الشيخ ماضي سيدي أبي العباس في الذهاب إلى اقليم دسوق، لنشر طريقة شيخه هناك.
    وقد اختار قرية ((محلة أبو علي)) لقربها من النيل، ولأنها كانت ميناء هاماً في ذلك الوقت، واستقر بها، وبنى بها زاوية للطريقة الشاذلية، ينشر فيها تعاليم شيخه، وهديه، وقد توارثها أولاده من بعده، ووسعوها، وجعلوها مسجداً كبيراً.
    حتى صار الأمر إلى السيد عبد الله المحجوب والد الإمام أبي العزائم.
    والذي كان خليفة الشاذلية على هذا الإقليم، وأحيا الطريقة في زاويته، وظل مجاهداً في نشر مبادئها وآدابها متجولاً في ربوع البلاد، لزيارة الصالحين، والتبرك بهم، والتعرف على آثارهم، حتى لقى الله ، ولا يزال ضريحه إلى يومنا هذا بالمسجد الذي أسسه الشيخ ماضي بن سلطان ------ يتبع ان شاء الله


    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  3. رد مع اقتباس
  4. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:14 AM رقم #2
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  5. مولده ونشأته
    مولده
    كان والده السيد عبد الله المحجوب يزاول التجارة في الغلال إلى جانب عمله في الزراعة، وكان يجمع الأرز من الفلاحين، ويقوم بتوريده إلى مضرب الأرز بمدينة رشيد، ولما كان يكثر من زيارة الصالحين أحياءاً وأمواتاً، وكانت زوجته السيدة/ آمنة المهدية تشاركه نفس هذا الحب لآل بيت رسول الله وللصالحين أجمعين، فكان يأخذها معه كل عام مرة إلى مدينة رشيد، حيث يباشر عمله، ويمكنها من زيارة الصالحين في تلك البلدة.
    ولما حملت بالإمام أبي العزائم وكان ميعاد الوضع يصادف أيام ذهابهم إلى رشيد، أراد أن يصرفها عن الزيارة في هذا العام لقرب أيام وضعها، ولكنها أصرت وتوسلت إليه أن يحملها معه حتى لا تتخلف عن عادتها، وذلك ليقضي الله أمراً كان مقدوراً.
    وشاءت إرادة الله تعالى تكريم هذا الولي من لحظة ولادته، وقد ذهبت السيدة آمنة المهدية لزيارة مسجد سيدي زغلول برشيد، وهو أكبر جامع بها، ويزيد عدد أعمدته على الثلاثمائة والستين، وهو المسجد الذي أذن من فوقه مؤذن الجهاد ضد الحملة الإنجليزية عام (1807) ميلادية ((حملة فريزر)) ويتوسطه ضريح سيدي زغلول ولما دخلت رضي الله عنها إلى هذا الضريح المبارك، إذا بآلام الوضع الشديدة تنتابها فجأة بدون مقدمات، حتى أنها لم تتمكن من الخروج من الضريح ولو لأي مكان في داخل المسجد، فأغلق الخادم عليها باب الضريح، وأسندت ظهرها إلى المقصورة الكائنة به وولدت الإمام محمد ماضي أبو العزائم بدون ألم ولا تعب في الوضع كالعادة المرعية، وكان ذلك في صبيحة يوم الاثنين السابع والعشرين من رجب سنة ألف ومائتين وست وثمانين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، والموافق الثاني من شهر نوفمبر سنة ألف وثمانمائة وتسعة وستين ميلادية، فجاءها الخادم بقطعة من القماش الموجود على ظهر الضريح، فلفته فيها وخرجت به في الحال، طفلاً بهيجاً يسر الناظرين.
    نشأته
    وقد اهتم السيد عبد الله المحجوب بتربية أولاده تربية علمية، وساعده على ذلك ثراؤه الواسع، وثقافته الدينية، وقد اهتم بصفة خاصة بمن أقبل منهم على العلم وهم: أحمد ومحمد وزينب.
    فأحضر الشيخ عبد الرحمن عبد الغفار، ليحفظهم المتون كالعادة المرعية في ذلك الزمن، وذلك بعد حفظ القرآن الكريم كله، وقد أتمه الإمام أبو العزائم في ثلاث سنوات، حيث ذهب إلى الكتاب في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم في السابعة تقريباً، وقد أشار الإمام أبو العزائم إلى المتون التي حفظها على الشيخ عبد الرحمن عبد الغفار في مقدمة كتابه أصول الوصول طبعة (1912) ميلادية فقال
    ((وقد أتممت حفظ متن أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك بن أنس، وقسم العبادات من الموطأ، ومتن السنوسية في علم التوحيد، ومن علم النحو الأجرومية والألفية، ومن علم الحديث المختصر للإمام الزبيدي، وذلك على الشيخ عبد الرحمن عبد الغفار)).
    وقد انتهى من حفظ تلك المتون في فترة وجيزة ولما رأى والده شغفه الكبير بالعلم، اهتم بتلقينه العلوم الدينية، فعهد إلى الشيخ محمد القفاص تدريس علم التوحيد له وطلب من الشيخ محمد الخطيب أن يدرس له الفقه، وقام بنفسه بتلقينه الطريقة الشاذلية وأورادها وأحزابها، ودرس معه الكتب الهامة في علم التصوف، وخاصة كتاب ((إحياء علوم الدين للإمام الغزالي)) وكتاب ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي، وركز معه أيضاً على دراسة السيرة النبوية العطرة، فقرأ معه كتاب ((الشفا في التعريف بحقوق المصطفى)) للقاضي عياض، وسيرة الرسول لابن هشام، ((والطبقات الكبرى)) لابن سعد، وساعده على ذلك، المكتبة الضخمة التي كان يحتفظ بها في بيته، والتي تضم أمهات الكتب الدينية واللغوية والصوفية في ذلك الوقت.
    ميوله الصوفية
    ظهر لنا كما أوضحنا، أن الإمام أبا العزائم نشأ في بيئة صوفية، إذ أن والده كان نائب السادة الشاذلية في إقليم ((دسوق)) وليس هذا فحسب، بل إنه كان يميل إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً في مختلف الجهات، حتى أنه أخذه في عام واحد وعنده اثنى عشر سنة إلى رحلة الحج، فرافقه في هذه الرحلة، وبعد رجوعهما، أخذه في سياحة في ربوع البلاد للتعرف على الصالحين وزيارتهم، ويتضح لنا مدى ثقافة السيد عبد الله المحجوب وسعة صدره في أنه رغم أنه من أخلص أتباع الطريقة الشاذلية لم يمنع ولده محمد من الأخذ على الطريقة الرفاعية، وتلقى أورادها وأحزابها من الشيخ غانم الخشاب، عكس ما كان متبعاً في ذلك العصر من تعصب المتصوفة لمشايخهم، وتمسكهم بهم، حتى ولو كانوا على غير ما يتطلبه هذا المقام العالي من شروط وأحوال.
    ويظهر أن الذي دفع السيد عبد الله إلى اهتمامه بتغذية الميول الصوفية عند ولده محمد، ما توسمه فيه من الصلاح والهداية، وما رآه عليه من أحوال تنم على شدة التعلق بالطريق وأهله حتى أنه حكى عن نفسه كما جاء في كتاب ((نيل الخيرات .. الطبعة الرابعة عشر 1974 ميلادية صفحة 100)) فقال:
    (بينما أنا نائم وأنا لم أشارف العشرة بعد، إذ رأيت رسول الله  وسيدنا علي كرم الله وجهه مؤتزرين، وبين يدي رسول الله عبد أسود اللون قبيح الخلقة، تميز غيظاً وحنقاً، فأخذه رسول الله من يديه، وقال لعلي: اضربه يا علي، فضربه سيدنا علي كرم الله وجهه بالسيف ثلاثاً، فلم يقطع رقبته، ثم التفت إلي وأنا بجواره  فقال: اعط السيف لمحمد، فأخذته منه وضربت هذا العبد ضربة كانت القاضية، فنحاه ، وركله برجله ثم انصرف.
    قال الإمام : فأصبحت أحدث أبي بهذه الرؤيا، فقال والدي متمثلاً قول سيدنا يعقوب : (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً )[5يوسف]. وأقبل أخي الأكبر أحمد فحدثته بها، فضربني على مفرق يدي، فكسر ساق ذراعي، وناداني والدي أن أصحبه إلى المسجد حسب عادته، فوجد يدي مربوطة إلى عنقي فقال: ألم أقل لك من قبل لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ...
    وقد فهم السيد عبد الله من رؤيا ولده هذه، أن ولده سيكون له شأن في رفعة الإسلام، لأن العبد الأسود إشارة إلى الظلمات التي تنتشر في الكون، وتحجب العقول والأفئدة عن الاستضاءة بنور الإيمان والإسلام، وعجز سيدنا علي عن قتل العبد في الرؤيا واعطائه السيف للإمام أبي العزائم، يعني تسليمه راية الفتح الإلهي، والنور الرباني للإمام أبي العزائم في هذا العصر المظلم.
    وإلى جانب هذه الرؤيا وغيرها، فقد ظهرت على مخايل الإمام ، علامات صدق الإرادة في طريق الله ، فكما يحكي عن نفسه فيقول:
    (كنت كلما سمعت عن رجل صالح ذهبت إليه لزيارته، وكلما رأيت مجذوباً أو صاحب حال تقربت إليه، وكنت أحب سماع سيرة السلف الصالح، وقصص الصالحين، وداومت على قراءة كتاب ((روض الرياحين في مناقب الصالحين للإمام اليافعي حتى أنني من كثرة ترداده حفظته عن ظهر قلب) ...
    ثانياً: دراسته فى القاهرة
    تمهيد
    انتقل السيد أحمد ماضي بن السيد عبد الله المحجوب الأكبر إلى القاهرة لإتمام دراسته هناك، وترك أخاه محمد لرعاية والده ومعاونته في أمور معيشته لكبر سنه، وهناك لمع نجمه، فأسس مع الشيخ علي يوسف مجلة الآداب عام (1883) ميلادية، وهي مجلة أدبية تاريخية شهرية تصدر في كل شهر مرة، ولما وجدا أنها لا تفي بتطلعاتهما، أنشأ سوياً جريدة المؤيد عام (1889) ميلادية وهي صحيفة يومية كانت تعالج أحوال المجتمع في هذا الوقت، وتدعو إلى اليقظة الفكرية والسياسية في وجه الاستعمار وسياساته التوسعية، وظل الحال كذلك حتى توفيت السيدة آمنة المهدية، فحزن الجميع لفقدانها، وإزاء ذلك، أصر أحمد على أن ينقل الأسرة كلها معه إلى القاهرة، وكان الإمام أبو العزائم في السادسة عشرة من عمره في ذلك الوقت.
    فى الأزهر الشريف
    بعد الانتقال إلى القاهرة، تعرف الإمام أبو العزائم على كثير من الشخصيات البارزة، التي كانت تجلس في مقر صحيفة المؤيد لتناقش قضايا الساعة، وارتاح بصفة خاصة إلى الشيخ حسن الطويل، أستاذ التوحيد بالأزهر، فكان يرافقه في سيره، ويزوره في بيته، ويجلس معه الساعات الطوال يتناقشان في مختلف القضايا الدينية، وقد أشار الشيخ حسن الطويل، على السيد أحمد ماضي أن يلحق أخيه محمد بالأزهر، ليتزود من علومه الدينية المختلفة، فوافق على ذلك، ودخل الإمام أبو العزائم الأزهر لأول مرة في السابعة عشرة من عمره، وأقبل على العلم بعزيمة لا تعرف الكلل، حتى أنه كان يحصل ما يحتاج إلى سنوات طويلة في أيام قليلة.
    فى دار العلوم
    وفي تلك الآونة، أنشأ السيد علي مبارك مدرسة دار العلوم، لحاجة وزارة المعارف إلى مدرسين أكفاء، ونوع المناهج بها حتى تخرج المدرس الصالح في نظره للقيام بتربية النشئ، حيث أنه كان يرى أن العملية التعليمية كلها تتوقف على استعداد وكفاءة المدرس.
    فأشار السيد أحمد ماضي على أخيه محمد أن يتقدم لمدرسة دار العلوم، وأن يستعد للامتحان الذي يجرى للمتقدمين لاختيار المقبولين في هذه المدرسة، ولم يكن بقى على زمن الامتحان سوى خمسة عشر يوماً، ولكن الإمام واصل الاستذكار ليلاً ونهاراً، حتى استوعب المواد المقررة للامتحان، ودخل الاختبار، واجتازه بمهارة كبيرة حازت اعجاب جميع الممتحنين.
    وقد تخرج في أول دفعة من دار العلوم وانخرط في سلك التدريس في وزارة المعارف، حيث عين مدرساً بمديرية المنيا عام (1311) هجرية الموافق عام (1882) ميلادية.
    هذا وقد حرص الإمام أيضاً على تنمية ميوله الصوفية أكثر وأكثر، خاصة وأن مدينة القاهرة تعج بالكثير من أولياء الله الصالحين أحياءاً وأمواتاً، فكان يتردد على مزارات آل البيت الكرام، وأولياء الله الصالحين.
    كما كان يزور كل من يسمع عن صلاحه وتقواه من الأحياء الموجودين، وقد أستأنس بصفة خاصة بالشيخ حسنين الحصافي صاحب الطريقة الحصافية الشاذلية، ولازمه في معظم أوقاته، وأخذ عنه الطريق، وتلقى منه الأوراد والأحزاب والأدعية ------- يتبع ان شاء الله

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  6. رد مع اقتباس
  7. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:15 AM رقم #3
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  8. بعد أن عين الإمام أبو العزائم مدرساً في مديرية المنيا، شاءت إرادة الله أن يتوفى السيد أحمد ماضي، الأخ الأكبر رغم صغر سنه، بعد أن بزغ نجمه في عالم الصحافة، حتى سمي (شيخ الصحافة الإسلامية).
    فانتقل الإمام بالأسرة كلها، واستقر بهم في بلدة المطاهرة جنوب المنيا.
    وفي ذلك الوقت تلقى الأمر من سيدنا رسول الله r بالدعوة إلى الله
    فرأى في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول (أي ليلة ميلاد رسول الله ) رأى رسول الله وشرح له في تلك الرؤيا كثيراً من معاني الآيات القرآنية.
    ولقنه صيغ في الصلاة على حضرته سماها (الفتوحات الربانية والمنح النبوية في الصلاة على خير البرية).
    ثم لقنه دعاء الغوث (غوث العصر)، وأمره أن يدعو به، وأن يلقنه لجميع المسلمين، وهو :
    { اللهم باسمك العظيم الأعظم، وبجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وبسر أسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تعجل بالانتقام ممن ظلم، وأن تهلك الكافرين بالكافرين، وتوقع الظالمين في الظالمين، وتخرج المسلمين من بينهم مسالمين غانمين آمين يا رب العالمين }
    بدء دعوته
    فبدأ منذ ذلك الحين تبليغ رسالة الله، ودعوة الخلق إلى الله.
    كيف كان ذلك ؟
    كان يقضي معظم وقته مع الخلق، يقرأ عليهم دروساً في مذهب الإمام مالك بالمسجد، ويتكلم معهم في الأخلاق والتوحيد وغيرها بعد ذلك.
    فإذا كان يوم الخميس من كل أسبوع، أخذ زاده معه وذهب إلى إحدى القرى أو المدن المجاورة، فيؤم بيت الله، ويجلس مع المصلين يحدثهم بما يفتح الله عليه من العلوم والمعارف الإلهية في شرح الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حتى إذا آنس منهم الرغبة في العودة إلى منازلهم، صرفهم بلطف ...
    ويصرُّ أن يبيت بالمسجد، فيحي ليله بذكر الله، حتى إذا اقترب الفجر، قام فتوضأ وصلى ما تيسَّر له، ثم يصعد إلى مأذنة المسجد، فيردد بصوته الندي ما يلهمه الله به، من المواجيد الروحانية والقصائد الصوفية، حتى يحين موعد الآذان، فيؤذن للفجر ويصلي بالناس جماعة، ثم يعتكف في بيت الله حتى صلاة الجمعة فيؤدي الخطبة، وينصرف إلى منزله بالمطاهرة.
    فكان لهذا الحال دوى كبير وأثر عظيم في نفوس الناس حتى أن دعوته وصلت إلى كل مدن الصعيد، من الجيزة حتى أسوان في وقت قصير جداً، وما ذلك إلا لصدق إرادته وصفاء يقينه، ومدى اخلاصه وفناءه بكله في دعوة الله
    ومما يدل على ذلك أنه رضى الله عنه وأرضاه، كان سائراً مع بعض رفاقه بالقرب من سمالوط بمحافظة المنيا، وأدركتهم العشاء بالقرب من الدير الشهير هناك، فأمر أحد أصحابه أن يؤذن، وأمر الباقين بتجهيز المكان والتجهز لأداء الصلاة.
    وأثناء قيامهم بأداء الصلاة، أحس الرهبان بدافع غريب يدفعهم إلى الخروج لمشاهدة هذا الشيخ المسلم ورفاقه، وبعد انتهاء الصلاة أخذ يشرح بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن سيدنا عيسى والسيدة مريم، فما كان منهم إلا أن أخذوا يقتربون رويداً رويداً وهم لا يشعرون، حتى انضموا إلى الحلقة المحيطة بالشيخ ... وظل هذا المجلس لساعات !!! حتى عرضوا عليه استضافته في الدير، فدخل وقضى معهم الليلة حتى مطلع الفجر، وانتهت تلك الليلة المباركة بإسلامهم جميعاً، وتغيير أسمائهم إلى أسماء إسلامية سماها، وسمى كبيرهم: الجنيد.. وقد قال في ذلك معبراً عما حدث له تلك الليلة:
    حبيبي قد شرح صدري
    وآنسني إلى الفجر

    وأطلعني على معنى
    من الإحسان والبر

    ورقاني إلى أعلى
    مقام القرب والسير

    سمعت حنين رهبان
    لدى نظرى الى الزهر

    وعند شهودهم حسني
    تمنوا يقتفوا أثري

    وناداني الإمام هيا
    أتاك الوصل بالبشر

    فقم للدير يا ماضي
    فإني قد صدر أمري

    تملَّى بي وشاهدني
    ومل عندي عن الغير

    وأنبأ من يرد قربي
    بحسني حيث لا يدري
    قصة الشيخ الصبيحى ..... ثم انتقل الامام ابو العزائم إلى بلدة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، وكأنما كان النقل لأمور يريدها الله، وأحوال يريد أن يبينها ويظهرها .. فقد تعرف هناك على أول رجل أكمل الإمام تربيته، وشهد له ببلوغه مقام الرجال في هذه البلدة، وهو الشيخ الصبيحي ، وكان الشيخ الصبيحى عالماً من علماء الأزهر، إلا أنه رفض الوظائف الحكومية، وأثر أن يشتغل بالأعمال الحرة، ففتح دكاناً يبيع فيه البضائع المختلفة، وكان مشغولاً بعلوم الكيمياء، وما يدعى بعض المنتحلين إلى هذا العلم، من تحويل المعادن إلى ذهب.
    وقد حضر الشيخ الصبيحى درساً للإمام بالمسجد الكبير بالبلدة، وكان الإمام قد ألمح أثناء هذا الدرس إلى علم الكيمياء، وصناعتها، ودور جابر ابن حيان فيها، وكيف أن الأصول التي استنبطها جابر خفيت على من بعده، فلم يتمكنوا من تطبيق قواعده وقوانينه !!
    ففهم الشيخ الصبيحي من ذلك، أن الإمام يعرف أسرار الكيمياء التي اخترعها جابر، وبالتالي يعرف تحويل المعادن إلى ذهب، فطلب منه بعد الصلاة أن يتلقى على يديه هذا العلم، وأظهر الإمام الموافقة، ولازمه مدة، والشيخ يريد أن يخرجه من هذا الوهم، بالحكمة الروحانية، ولكنه كان مصراً على ما أراد، حتى حدث له ما ثنى عزمه عن ذلك !! دخل الشيخ الصبيحى دكانه ... فوجد كل أصناف البضاعة في نظره ذهباً خالصاً !!! ، وكلما جاءه مشترى، والمشتري بالطبع يرى الصنف على حالته الطبيعية، فيقول له: اعطني كذا؟ فيذهب الشيخ الصبيحي إلى الصنف فيجده ذهباً. فيقول له: هذا الصنف غير موجود !!، والمشتري يراه !! فيقول له: هذا الصنف موجود ... وهو هذا! وقد ذهبت إليه! فيقول: لا أبيعه لك. !!! ولا زال مستمراً على هذا الحال حتى وصفه الناس بالجنون.
    وإذا بالإمام أبي العزائم يأتي إليه ويرده إلى حالته، ويشرح له كيمياء الصالحين ويقول له: { يا بني! إن كيميائنا هي تقوى الله، ومراقبته } ، ولا زال به حتى وصل إلى حال كمل الأولياء في الصدق والصفاء والطهر والنقاء .
    ثم حدث أن سرحت وزارة المعارف بايعاز من الإنجليز عدداً كبيراً من المدرسين بحجة ضغط المصروفات الحكومية، فرجع إلى المنيا، وكتب طالباً إعادة تعيينه، فاستجابت الوزارة، وعين بالمنيا ... واستقر بها بعض الوقت .. ثم انتقل إلى أسوان وادفو، وفي تلك الأثناء، طلبت حكومة السودان تعيين مدرسين بها، فتقدم واختارته اللجنة الخاصة بذلك ... وعين مدرساً بحكومة السودان في بلدة ((سواكن)) بجنوب السودان.... يتبع ان شاء الله

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  9. رد مع اقتباس
  10. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:17 AM رقم #4
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  11. الجهاد المقدس
    يجدد الإمام كما سنرى، أحوال الصوفية الصادقين، وتنفيذهم الحق قول رسول الله : { أَفْضَلُ الجِهَادِ كَلِمَةُ حَقَ عِنْدَ سُلْطَانٍ جائِرٍ }
    والحق أن تاريخ الصوفية العظام يسجل لهم أنصع الصفحات في الجهاد في سبيل الله، والمجاهدة للظلمة من الحكام، وحث العامة على عدم الرضا بالواقع المر، لأن شعارهم قول الله فى [11الرعد] :
    ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
    فها هو الإمام الغزالي عندما توالت الهزائم على المسلمين في الأندلس، يكتب إلى ابن تشفين ملك المغرب يستنهضه ويقول له في عنف المؤمن الذي لا يعرف في الحق لومة لائم: ((إما أن تحمل سيفك في سبيل الله، وإما أن تعتزل إمارة المسلمين حتى ينهض بحقهم سواك))، وهذا محي الدين بن عربي،عندما تهاون الملك الكامل في قتال الصليبيين قال له: (( إنك دنئ الهمة، والإسلام لن يعترف بأمثالك، فانهض للقتال، أو نقاتلك كما نقاتلهم)) ، وهذا الإمام أبو الحسن الشاذلي رغم فقد بصره، يذهب هو وأتباعه مع قافلة النور، تضم رجالات من أعظم الرجال في العلم والدين، العز بن عبد السلام، مجد الدين القشيري، محي الدين بن سراقة، مجد الدين الأخميمي، الفقيه الكامل بن القاضي صدر الدين، الفقيه عبد الحكم بن أبي الحوافر، إلى المنصورة في ميدان القتال، ليحثوا الجند على الجهاد، ويعملوا على رفع روحهم المعنوية، حتى تم لهم النصر، ووقع لويس التاسع أسيراً في دار ابن لقمان، بل أن أعظم دولة في بلاد المغرب العربي في عصره الزاهر، وهي دولة الموحدين، أسسها ابن تومرت الداعية الصوفي، وبلغ بها غاية مجدها تلميذه عبد المؤمن.
    (( ولم يقتصر دور الصوفية على جهاد أعداء الإسلام، بل أنهم قادوا الثورات ضد الحكام الظالمين، فها هو الصوفي الكبير الإمام الدردير يقود الثورة الوطنية على الأمراء المماليك التي اشتعل لهيبها في عام 1200 هجرية عام 1786 ميلادية، والتي أعلنت فيها لأول مرة حقوق الإنسان، قبل الثورة الفرنسية بثلاث سنوات، وكان من نتائج هذه الثورة المباركة، اعتراف المماليك بأن الأمة مصدر السلطات، وبعدم فرض ضرائب جديدة إلا برأي الشعب، واعترافهم الكامل بحرية الأمة وكرامتها))
    والأمثلة في هذا المجال كثيرة وكثيرة، ويكفي أن نسجل هنا شهادة لأحد الأقلام المنصفة في هذا المجال حيث يقول ((يسجل التاريخ لبعض الصوفية المسلمين، مواقف لا تنقصها الشجاعة إيزاء نصح الحاكم ورده عن ظلمه في عزة مدهشة، قلَّ أن توجد، في مثل هذا العصر، وقد كان اتصال أغلب المتصوفة بالقاعدة الشعبية أوثق منه بالقمة، فكانوا أعرف الناس بآلام الناس، وأدى بعضهم دوره الإشتراكي الإنساني في مجال المواساة والإسعاف والإنصاف والإرشاد، ولم يحجم إلا المتصوف ذو المزاج المريض ))....
    جهاده الإنجليز في السودان
    انتقل الإمام إلى أم درمان، فواصل رسالته، وشرح حكم ابن عطاء الله السكندري، والموطأ للإمام مالك، بمساجدها ثم حدث أن طلبت جامعة غوردون بالخرطوم أستاذاً للشريعة بها فتقدم ، وشغل هذا المنصب.
    وبدأ منذ تلك اللحظة الجهاد على أشده مع الإنجليز، حيث أخذ يشرح للناس بالمساجد صحيح البخاري والموطأ، ويحدثهم في التوحيد والأخلاق، وفي نفس الوقت يشرح لخاصة طلابه في الجامعة وفي مقدمتهم الزعيم الوطني السوداني على عبد اللطيف مساوئ الاستعمار، ويطالبهم بالعمل المنظم للقضاء عليه وإجلائه عن البلاد.
    وأحسَّ بروحه الشفافة وبصيرته النافذة بأن هناك اتصالات تجري بين الشريف حسين في مكة والحاكم الإنجليزي في مصر (مكماهون) فأعلن أنه ذاهب إلى مكة لأداء العمرة، وإن كان هدفه الحقيقي هو مقابلة الشريف حسين، وفعلاً استطاع مقابلته، وطلب منه أن يكلمه على انفراد، وأخذ ينصحه، وعرفه بالمراسلات التي تمت بينه وبين الإنجليز، وما دار فيها رغم أن أحداً لم يكن يدري بها بعد، وطلب منه في نهاية اللقاء أن يتخلى عن الإنجليز، ويساند إخوانه المسلمين وألا يذكر لأحد شيئاً مما دار في هذا اللقاء.
    ولكن الشريف حسين أخبر الإنجليز بما دار بينه وبن الإمام أبي العزائم، فأحسوا بالخطر نحوه، وبدأوا في محاولة استقطابه لجانبهم، لكنه رفض كل ذلك، فطلبه الحاكم العام الإنجليزي في السودان - ريجنالد وينجت - وطلب منه أن يكتب مبيناً للناس مساوئ الخلافة الإسلامية في تركيا، وما يرغبهم في التعاون مع الإنجليز باعتبارهم يعملون لتقدم البلاد ورفاهيتها، فقال له الإمام أبو العزائم : أتكتب ضد الإنجليز؟ قال: كيف هذا وأنا رجل مُتَعَلِّم؟ قال : إذاً كيف تطلب مني أن أكتب ضد وطني وأنا مُعَلِّم؟
    ولم ييأس الحاكم الإنجليزي من رد الإمام أبي العزائم فتركه ينصرف ثم دبر مكيدة أخرى، فأقام حفلاً بنادي الضباط بالخرطوم، دعا إليه الإمام أبا العزائم وكبار الشخصيات الإسلامية والإنجليزية بحجة التعارف بين المسلمين والإنجليز، ولكنه رفض حضور هذا الحفل، وعندما سئل عن سبب رفضه قال: سأجيبكم في المسجد الجامع، وذهب إلى المسجد الكبير بالخرطوم، وكان غاصاً بالمصلين، وقرأ عليهم بصوته الندي قول الله : ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[22المجادلة]، وأخذ يشرحها لهم بطريقة أثارت حماس الحاضرين، حتى كانت شبه مظاهرة على الإنجليز وأعوانهم، فأثار ذلك حنق الإنجليز وأقالوه من عمله وردوه إلى مصر في أول أغسطس 1915 ميلادية.
    أثره في أهل السودان
    غير أنه ترك آثاراً كبيرة في أهالي السودان، حيث أنه جذب القلوب إليه بأخلاقه العالية، وصفاته السامية، خاصة زهده وورعه ، وقد وصل به الأمر إلى أن الفقراء كانوا يتعرضون له في اليوم الذي يقبض فيه راتبه، فيوزعه عليهم ويرجع إلى داره بغير شئ معتمداً على فضل الله.
    ولما استاء من حوله من هذا الأمر، عاتبوه ذات مرة، وبينما هو يتحدث معهم، إذ بسيارة محملة بكل ما يتطلبه المنزل من حاجيات، أرسلها رجل كريم من أهل اليسار، فقال : ((لقد أحضر الله لكم كل ما تحتاجون إليه بغير نصب ولا تعب، وكأنه يعاملكم معاملة أهل الجنة))
    وخصَّ بحدبه وعطفه الفقراء، حتى كان أكثر من مرة يطلب من أهل بيته تجهيز الولائم الفاخرة بحجة أنه سيزوره بعد صلاة الجمعة نفر من الوجهاء والأمراء، ثم يعود إلى المنزل وليس حوله إلا نفر من الفقراء، فيشمئز أهل المنزل من ذلك الوضع ويقولون له: لم تكلفنا وأنت تعلم أنه لن يأتي معك أحد من الوجهاء؟ .. ولما تكرر هذا الأمر منهم قال منبهاً لهم ومعلماً لنا: ألا ترون؟ أليس عندكم بصيرة؟ هذا! وأشار إلى فقير ذي أسمال بالية، عند الله وجيهاً!، وهذا وأشار إلى مسكين حافي القدمين يلبس المرقعات وجيهاً في الدنيا والآخرة !!، وهذا أمير العباد!، وهذا أمير الزهاد!، وهكذا يضع لكل واحد من الفقراء ما يناسب حاله ومقامه عند الله ، ويتمثل بقول سيدي أبي مدين :
    ما لذة العيش إلا صحبةً الفقرا
    هم السلاطين والسادات والأمرا

    وقد افتتن الناس به في الخرطوم بالذات، نظراً للعلوم الوهبية التي أفاضها الله عليه، حتى أنه كان يتحدث ذات مرة في المسجد الكبير بالخرطوم، فانبهر الحاضرون، حتى قاطعه أحدهم قائلاً: كلام من هذا يا مولانا؟ هل هو كلام سيدي عبد القادر الجيلاني؟ فأشار بيده إليه وقال: انتظر يا بني، ثم واصل الحديث وأتى ببيان أعجب مما تقدم، فلم يتمالك الرجل نفسه، وقال: كلام من هذا يا مولانا؟ هل هو كلام سيدي محي الدين بن عربي؟ فقال: انتظر يا بني، ثم واصل الحديث، وعلا بالعبارة حتى أسكر الحاضرين، فما كان من الرجل إلا أن وقف منبهراً وقال: كلام من هذا يا مولانا؟ هل هو كلام سيدي أبي الحسن الشاذلي؟ فقال سائلاً له: يابني، من الذي أعطى الشيخ عبد القادر الجيلاني؟ قال: الله قال: ومن الذي أعطى سيدي محي الدين بن عربي؟ قال: الله، قال: ومن الذي أعطى سيدي أبي الحسن الشاذلي؟ قال: الله، قال : الذي أعطى الجيلاني والذي أعطى ابن العربي والذي أعطى الشاذلي هو الذي أعطاني))، ففهم الحاضرون أن عطاء الله لأحبابه وأوليائه لا ينقطع ما دامت السموات والأرض، لأن خزائنه لا تفنى ولا تبيد، وإنما ينزل منها على أحبابه وأوليائه بقدر ما يناسب عصورهم وأزمانهم، وحاجة أهل تلك الأزمان والعصور: ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [74آل عمران].
    وهكذا ربى بالسودان رجالاً جاهدوا في الله حق جهاده، عرفوا أنفسهم فعرفهم الله بصفاته العلية، وأطلعه على أنواره القدسية، وأفاض عليهم من علومه الوهبية، وأسراره الحكمية، ما تعجز عنه العبارة، ولا تفي به الإشارة.
    يتبع ان شاء الله

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  12. رد مع اقتباس
  13. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:19 AM رقم #5
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  14. جهاده للإنجليز في مصر
    وبعد أن أقاله الإنجليز من عمله في السودان، أصدروا قراراً بعدم اشتغاله في الأعمال الحكومية، وقرروا تحديد إقامته بمديرية المنيا.
    فأخذ ينتقل في ربوع تلك المحافظة، ناشراً لدعوته الدينية، وعاملاً على تربية أحبابه على المثل الإيمانية والأخلاق الإسلامية، حيث أن الدعوة الصوفية عند الإمام أبي العزائم ، تتركز في إعداد الأفراد دينياً وسلوكياً وخلقياً لحمل الأمانات التي من أجلها أختار الله الإنسان لعمارة الكون، ويعتبر الامام بناء الإنسان هو حجر الزاوية في أي نهضة أو تقدم لأي مجتمع من المجتمعات.
    وكان يذكر إخوانه دائماً بالحوار الرائع الذي دار بين سيدنا عمر وأصحابه، عندما دخلوا بيت مال المسلمين بعد أن وزع سيدنا عمر كل ما فيه على المسلمين، وطلب من الخازن أن يكنسه ويرشه بالماء، ثم دخل فصلى فيه ركعتين، وقال لأصحابه: تمنوا!، فقال بعضهم: أتمنى أن يمتلئ بيت المال ذهباً وفضة ننفقها على الجهاد والمجاهدين في سبيل الله، وقال آخر: أتمنى أن يمتلئ سلاحاً وعتاداً يجهز به المجاهدين في إعلاء كلمة الله، وقال آخر: أتمنى أن يمتلئ طعاماً وكساء يوزع على فقراء المسلمين حتى لا يبقى بينهم فقير أو محتاج، ثم تنبه رجل منهم وقال: وما تتمنى أنت يا أمير المؤمنين؟ فقال :
    { أتمنى أن يمتلئ رجالاً مثل المقداد ! وسلمان! وبلال! وصهيب! }
    فالصوفية في جوهرها كما جلاها ووضحها الإمام أبو العزائم هي بناء الفرد على السلوك الحميد والصفات النبيلة والأخلاق الفاضلة والمعاملات الحسنة حتى يكون نموذجاً يحتذى به في نشر كمالات هذا الدين لكل من تقع عينه عليه، وفي سبيل ذلك يكلف بالمجاهدات والرياضات الروحية والعبادات الدينية وغيرها من عوامل تهذيب الفرد وبناء سلوكه.
    غير أنه في تلك الأثناء اتصل نفر من ذوي الجاه من أخوانه ومحبيه وهم محمود باشا سليمان وحمد باشا الباسل بالسلطات المعنية، وأفهموهم أن وجود الإمام أبي العزائم في القاهرة يسهل لهم مأمورية متابعته ومراقبة حركاته وسكناته، فسمحوا له بالانتقال إلى القاهرة، وهنا بدأ عهد جديد في الصراع بينه وبين المستعمر.
    حيث هيأ له الله منزلاً كبيراً في عطفة الفريق بشارع الخليج المصري (بورسعيد الآن)، وكان هذا المنزل يتكون من عدة منازل، بينها ميدان واسع، وله باب كبير يسمح بدخول السيارات الضخمة المحملة بالبضائع إليه.
    فأنشأ الإمام أبو العزائم مطبعة المدينة المنورة بداره، وأسس مجلة السعادة الأبدية ومجلة الفتح ومجلة المدينة المنورة، وأوكل إدارة المطبعة إلى ابنه السيد أحمد ماضي أبو العزائم، وأوكل رئاسة تحرير المجلات إلى ابنه السيد محمد الحسن ماضي أبو العزائم، وعن طريق هذه المجلات أخذ ينشر مقالاته التي تلهب حماسة الجماهير، وتؤلبهم على المستعمرين والمستبدين، وكان ذلك مما مهد لقيام ثورة (1919) م.
    ولما شبت تلك الثورة، كان لأبي العزائم الدور الأكبر في إثارة الجماهير وتحريكهم للمطالبة برد الزعماء وهم سعد زغلول ورفاقه من المنفى، والمطالبة بالاستقلال والحكم الدستوري المستقل، وفي سبيل ذلك، سخر مطبعة المدينة المنورة لطباعة المنشورات السرية لزعماء الثورة، وكتب فضلاً عن مقالاته في الصحف اليومية والأسبوعية في تلك الآونة كتاب ((الجهاد)) ولما منعت السلطات إصداره، طبعه ووزعه سراً على المواطنين.
    ثم لجأ إلى الأسلوب الرمزي، فكتب مسرحية ((محكمة الصلح الكبرى)) والتي يشير بها إلى مؤتمر الصلح الذي عقد بباريس، وصور فيه الحلفاء والمجتمعين بأنهم مجموعة من الوحوش المفترسة، والشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمرها، بأنها هي الفريسة التي تتقاسمها تلك الوحوش.
    وكان أبناؤه لهم دور هام في توصيل الرسائل والمنشورات بين أرجاء البلاد طولاً وعرضاً، حتى أن الإنجليز أحسوا بذلك الخطر، فداهموا الإمام في داره فجأة، ويحكي الموقف نجله السيد أحمد ماضي أبي العزائم فيقول: ((بينما أنا مهتم بتنجيز طبع ملحق السعادة الأبدية يوم الخميس 11 ربيع أول 1338 هـ المتضمن حكمة الآيات القرآنية التي أظهرها الله في ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ، وما تفضل الله به على العالم أجمع، وكلنا في عمل الاستعداد للاحتفال بليلة ذكرى سطوع أنوار تلك الشمس المحمدية بسراي سيدنا ومرشدنا حجة الإسلام محمد ماضي أبو العزائم، نفعنا الله به، وكأننا لما نحن فيه من المسرات بالحبيب المحبوب نشاهد أنواره المحمدية ونتمثل النعم العظمى التي فاز بها المجتمع الإسلامي بيمن طالعه، وبعد صلاة الظهر مع السيد الوالد، وسماع ما أحيا الأرواح من سيادته في شرح المقامات المحمدية، سارع كل منا إلى تجهيز معدات الاحتفال، وإذا بجيش جرار يقوده ضابط إنجليزي من الضباط العظام ومعه أركان حرب وغيرهم، والجيش مدجج بالسلاح، ثم هجموا على المنزل بعد أن أحاط بعضهم به من الخارج، وصاح الضابط بالنداء العسكري - في صفين - وأمر بالهجوم، فأسرعت فصيلة منهم إلى فوق الأسطح وأخرى على الأبواب وثالثة إلى الحجرات دون حياء وكأن الحرب قد أعلنت، وما شهدت أبصارنا هذا المظهر إلا وتذكرنا عناية الله بأوليائه ورحمته بهم، فاطمئنت قلوبنا، ولديها أقبل علينا الإمام هاشاً باشاً مسروراً قائلاً: قولوا الحمد لله، وبعد أن فرغوا من التفتيش كما يحلو لهم، أخذوا الإمام معهم فأصر أولاده جميعاً على أن يكونوا معه وفي خدمته، ورضخ الضباط لهذا الطلب، وأودعونا جميعاً ثكنات قصر النيل)) ... وتدخل بعض ذوي النفوذ لدى السلطات، وصوروا لهم الأمر وخطورته بأن لزعماء الدين حرمة وحصانة يجب صيانتها، فأفرج عنه الإنجليز فوراً!
    وعاد الإمام لنشاطه واتصالاته فألقى الإنجليز القبض عليه مرة أخرى في 17 رمضان من نفس العام ويوافق هذا العام عام (1919) ميلادية، وفي هذه المرة، دخل قائدهم على الإمام شاهراً مسدسه، وطلب تفتيش الدار جميعها، بحثاً عن مكاتبات سرية بين أبي العزائم وبعض الزعماء المسلمين، وكان يضع المكاتبات السرية في صندوق كبير بغرفة نومه، وكانت دهشة الجميع عندما جلس الإمام على الصندوق وقال للقائد: فتش كما تريد فليس عند الشيخ شئ يخفيه، وازدادت دهشتهم عندما خرجوا جميعاً من الغرفة دون أن ينتبهوا إلى أن أبا العزائم يجلس على الصندوق، وبجواره الكرسي الذي اعتاد الجلوس عليه، وأخذوهم إلى قصر النيل مرة أخرى، ولكن سرعان ما أفرجوا عنه.
    جهاده الإسلامي
    ولم يكتف الإمام بجهاد المستعمر في مصر والسودان فقط، بل أعلنها حرباً شعواء على المستعمر في كل بلد إسلامية، فاتصل بزعماء الإسلام في أنحاء العالم، وتبادل معهم الآراء والرسائل، وحثهم على النهوض بمسئولياتهم الجسام في مواجهة أعداء الله وأعداء الإسلام.
    وكان أبرز من اتصل بهم الإمام في ذلك، جمعية العلماء بالهند وكبار الزعماء المسلمين هناك وعلى رأسهم محمد علي جناح، ومحمد إقبال، وشوكت علي، وكفاية الله وغيرهم، واتصل بزعماء أندونسيا، وعلى رأسهم أحمد سوكارنو ورفاقه، واتصل بزعماء المسلمين المجاهدين في مراكش والجزائر وتونس وليبيا وفلسطين ويوغسلافيا وألبانيا وغيرها من البلاد الإسلامية، حتى كانت داره معقلاً يلجأ إليه هؤلاء الزعماء عندما يضطرهم المستعمر لمغادرة البلاد، وكان يفسح لهم صدور مجلاته، لينشروا فيها أفكارهم، ويعبروا فيها عن آرائهم.
    وهو أول من حول مؤتمر الحج السنوي إلى مؤتمر عام، لبحث مشاكل المسلمين كما تهدف الشريعة السمحاء من جمع هذه الجموع المختلفة في مكان واحد، ووقت واحد، وقصة ذلك ترجع إلى قيام مصطفى كامل أتاترك بإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا في 2 مارس عام (1924) ميلادية، وإخراجه لآخر الخلفاء العثمانيين وهو (السلطان عبد المجيد خان)، ومنذ أن سمع الإمام هذا الخبر، لم يهدأ له بال، ولم يرتاح له خاطر، حتى حدد يوم 20 مارس عام (1924) ميلادية لعمل مؤتمر للخلافة الإسلامية في داره، دعا إليه زعماء المسلمين في كافة أنحاء الأرض، وحضرته وفود من كافة هذه البلدان.
    وبعد أن شرح لهم أسباب إلغاء الخلافة، ووضح رأيه في أن شخص الخليفة لم يكن يمثل حقيقة هذا المنصب، الذي يعتبر بمثابة الرأس من الجسد الإسلامي، منذ أكثر من مائة عام، واعتبر هذا الأمر فرصة للمسلمين، ليعيدوا لهذا المنصب جلاله وقوته، وكون المجتمعين جماعة الخلافة الإسلامية في وادي النيل، وأصدروا قراراتهم، وقد نشرت محاضر الاجتماعات والقرارات في الصحف اليومية في تلك الآونة.
    وطلب أن يحج هذا العام للاتصال والتنسيق مع الزعماء المسلمين في موسم الحج، لكن السلطات المصرية منعته من السفر، لأن الإنجليز أوهموا الملك فؤاد بأنهم سينصبوه خليفة للمسلمين، وجعلوه لذلك ينشئ جماعة مأجورة وأعطاها الصفة الرسمية، واعتبرها الممثل الشرعي للحكومة المصرية في مؤتمرات الخلافة الإسلامية.
    وحاول الملك فؤاد استقطابه، فأرسل إليه رئيس الديوان الملكي يطلب منه أن يقابله في القصر الملكي، فرفض هذا العرض، وقال كلمته الخالدة ((بلغه يا حسن أن قوماً فقدوا الإسلام في أنفسهم وأهليهم، لا يستطيعون أن يبلغوه ويعطوه لغيرهم))، حيث أنه كان لا يؤيد ترشيح الملك فؤاد لهذا الأمر ويقول أنه ألعوبة في يد الإنجليز، كما كان أيضاً لا يوافق على ترشيح الشريف حسين، لتعاونه مع الإنجليز ضد إخوانه المسلمين في تركيا.
    وحتى إنه عندما ذهب للحج في عام (1924) ميلادية وخرج معه خمسمائة رجل من خاصة إخوانه، أرسل إليه الشريف حسين مدير البرق نائباً عنه لاستقباله في جدة، ويخيره في أي القصور يحب أن يقيم فيه ليهيئه له، فقال بعزة المؤمن الذي لا يخاف في الله لومة لائم: (إن أبا العزائم رجل خديم الفقراء، ولا يحتاج في إقامته إلى القصور) فقال مدير البرق: تلك أوامر سيدنا ولا قدرة لنا على مخالفتها، فقال : (يا بني، إن لك أن تسيد على نفسك من تشاء، أما أنا فأقول إنني في أرض لا سيد فيها إلا الله )، ورفض في تلك الحجة مقابلة الشريف حسين، بل أنه دعا عليه في هذا العام لخيانته للإسلام والمسلمين، فكانت نهايته وخروجه نهائياً من هذه البلاد.
    وبعد أن استولى الملك عبد العزيز آل سعود على السلطة في بلاد الحجاز كلها، راسل الإمام أبا العزائم ، وطلب منه أن يواصل جهده من أجل العمل لإحياء الخلافة الإسلامية، واقترح أن تكون مكة مقر هذا المؤتمر، وأن يكون ذلك أثناء موسم الحج في عام (1926) ميلادية عام (1344) هجرية، فأجرى الإمام اتصالاته بالزعماء المسلمين، وسافر هو وإخوانه بعد أن خرج من بيته محرماً بالحج، وألتقوا في مكة المكرمة، وتم انعقاد المؤتمر، نتيجة للاتصالات والجهود الضخمة التي بذلها الإمام ، ولكن تدخلت الأهواء النفسية ومن ورائها المخططات الإستعمارية، فلم يصل المؤتمر إلى قرار حاسم في شأن الموضوع الذي عقد من أجله، بل تحولت الجهود إلى مواضيع فرعية بعيدة كل البعد عن روح المؤتمر التي بثها الإمام أبو العزائم في نفوس الحاضرين.
    وهكذا نجد الإمام أبا العزائم يطالعنا بنموذج فريد للصوفي الحق الذي يشارك في أحداث وطنه، ويعمل على رفع الظلم عن إخوانه المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض، ويحاول جاهداً أن يجمع ما تفرق من شملهم، وأن يحي معاليم الإيمان في نفوسهم وقلوبهم...
    حتى أنه كان يطالع صبيحة كل يوم جميع الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية والشهرية متلمساً أخبار إخوانه المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض، ويشاركهم في آلامهم ويرسل لهم الرسالة تلو الرسالة، ناصحاً لهم ومحذراً من أعدائهم وشارحاً لهم الطريقة الحكيمة التي ينالون بها أغراضهم مطبقاً بذلك قول رسول الله : {مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ لِلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ } ، وعاملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : { مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَىٰ مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَىٰ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىٰ }. ، ويقول في ذلك رضى الله عنه وارضاه:
    بربكم وطني الإسلام أفديه
    بالروح والمال والرحمن يعليه

    وكل من ناوئ الإسلام غطرسة
    فهو العدو بسيف الله أرميه

    والمسلمون هم نفسي وحبهم
    فرض علي بصدق القول أرويه
    يتبع ان شاء الله

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  15. رد مع اقتباس
  16. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 07:21 AM رقم #6
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شيخ الطريقة التجانية العلية


    الصورة الرمزية الشيخ درويش عبود المغربى

    • بيانات الشيخ درويش عبود المغربى
      رقم العضوية : 2
      عضو منذ : Jul 2008
      الدولة : Morocco
      المشاركات : 4,046
      بمعدل : 0.70 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 10
      التقييم : Array


  17. أمراض المجتمع الإسلامي وعلاجها
    وكالطبيب النطاسي الماهر، وضع الإمام أبو العزائم يده على الأمراض التي مكنت الأعداء من الأمة الإسلامية، ومزقت بين مجتمعاتها، وجعلت الأخوة بعد الألفة يختلفون، وبعد العزة يذلون، وبعد السيادة يستعبدون، وأرجع هذا الأمر إلى سببين:
    أولها: التعصب للقوميات والنزعات العرقية وتفضيلها على الأخوة الإسلامية مما جعل هذا المجتمعات تعمل على إحياء لغاتها القديمة وتاريخها المندثر، وتتخلى في سبيل ذلك عن إسلاميتها، وذلك كما حدث في تركيا وإيران وغيرها.
    السبب الثاني: هو سيطرة هذه الفئات على المجتمعات، وهم: العلماء الذين شغلتهم الدنيا عن الدار الآخرة، والدعاة الجهلاء الذين يتعصبون لأفكارهم وآرائهم رغم مخالفتها لإجماع المسلمين، ثم ولاة السوء الذين يحرصون على المناصب ويعملون في سبيل الوصول إليها أو الاحتفاظ بها كل ما يجوز وما لا يجوز من المكر والكيد والدهاء والخداع ويستبيحون ذلك كله في سبيل الوصول إلى أغراضهم، لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة مهما كانت خبيثة، وأخيراً: عبيد المادة الذين ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ )[19الحشر].
    ويضع الامام الدواء لهذه الأمراض، فيجعل الأساس الأول فيه هو ملاحظة كمالات الإسلام ودراسة الإسلام وأحكام الإيمان دراسة يستقر بها في نفوس الأفراد والمجتمعات أنه لا مدنية حقيقية ولا سعادة نفسية واجتماعية إلا بالإسلام وكما قال الحبيب: { الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } .
    وفي ذلك يقول الامام : (( والشفاء من كل تلك الأسقام الروحانية بالرجوع لما كان عليه سلفنا الصالح تمسكاً بالكتاب والسنة، فإن الله الذي خلق الخلق هو أعلم بصالحهم ومصالحهم وإنما يسعد آخر هذه الأمة بما سعد به أولها )) فإذا عشقت النفوس هذا الدين لما فيه من كمالات تعصبت له- أي تمسكت بأن يكون هاديها والمسيطر عليها في كل أحوالها، وقد وضع الامام الوسائل التي تحقق المجتمع الإسلامي ونجملها فيما يلي:
    أولاً: أن تكون اللغة التي يتفهم بها جميع المسلمين مع بعضهم بعضاً أو مع غيرهم هي لغة القرآن والسنة.
    ثانياً: أن تقام حدود الله، بمعنى أن يكون العمل بكتاب الله وبسنة رسول الله.
    ثالثاً: أن تكون تربية المسلمين مؤسسة على التربية الإسلامية بحيث يكون التعليم أولاً مستهدفاً تعليم الإيمان والقرآن، ثم يكون تعليم الصناعات أو الزراعة أو التجارة أو تعليم فنون الجهاد وتدبير المدن وسياسة المجتمعات كله مؤسس على الدين، ويكون تعليم تلك الفنون لأنها وسائل لإعلاء كلمة الإسلام وحفظ ثغوره، وجلب الخير لأهله وقوة سلطان المسلمين))
    هذا وقد فصل الإمام أبو العزائم هذه الوسائل ببسط كبير وضع فيه تصوره للمناهج والعلوم التي يجب أن تدرس في المدارس الإسلامية الخاصة بالذكور، والمناهج والعلوم التي يجب أن تدرس للفتاة المسلمة وذلك في كتابه الإسلام نسب فليراجعه من يرجو المزيد في هذا الباب.
    وأما الداء العضال الذي أصاب المجتمعات الإسلامية في قلبها وهو مرض التفرقة، فقد شرحه في كتاب" الشفاء من مرض التفرقة" بإسهاب عند تفسيره لقول الله تعالى: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشورى]، ، وقد أحدث هذا الكتاب عند خروجه دوياً كبيراً حتى أنه قدم بسببه للمحاكمة في محكمة الجنايات، ولكنه لم يستكن ولم يضعف، بل واجه المحاكمة في عزة وبأس، واستطاع بلباقته وذكاءه وأسلوبه البارع، أن يخلص من أذى الحكام وكيد الحاكمين.
    وسائل تحقيق المجد الإسلامي
    وبعد أن وضع أسس تكوين المجتمع الإسلامي التي أشرنا إليها وضح الوسائل التي نستطيع بها تجديد المجد الإسلامي الذي كان لسلفنا الكرام، وسنوجزها فيما يلي وإن كان قد فصلها في كتبه "الإسلام دين" و"الإسلام نسب" و"الإسلام وطن".
    أولاً- الإسلام دين:
    فالإسلام في نظره هو الدين الحق لأن الأديان السابقة قد نسخت بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ، وهو الدين الوحيد الذي يسع البشرية كلها أحكاماً وتعاليماً صالحة لكل زمان ومكان، ومناسبة لكل فرد من بني الإنسان، وفي ذلك يقول: (( ونحن لا نشك أن الدين الذي يجب أن يؤمن به العالم أجمع، لابد وأن يكون مستوفياً للأحكام التي تكون بها سعادة الإنسان دنيا وأخرى حقاً، فإذا تقرر ذلك يظهر جلياً أن الإسلام هو الدين الحق، وأن الدين هو الإسلام )) ...
    ثانياً: الإسلام نسب:
    فالنسب حقيقة عنده بين المؤمنين منبثق من قول الله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) [10الحجرات]، لأن الأخ الحقيقي هو من شاكل الإنسان خلقاً وشيمة وعملاً، والمشاكلة لا تكون إلا في مبدأ، ولا يتحقق ذلك إلا في الإسلام، وهذه الأخوة هي التي جعلت سلمان الفارسي من أهل آل بيت رسول الله r في قوله {سَلمَانٌ مِنَّا آلَ البَيْتِ } ، وفي ذلك يقول :
    ((يظن الناس أن النسب قرابة تدلى إلى الأب والأم والعم والخال، جهل الناس بحقك أيها الأخ الصالح التقي، ليس هذا هو النسب، إنما النسب حقيقة الإسلام، لأن نسيبك في الحقيقة من شاكلك حقيقة وخلقاً وشيمة وعملاً، ولو كان أعجمياً وكنت شريفاً هاشمياً، وحسبنا حجة في ذلك قولا الحبيب (أدخل الإسلام بلالاً في نسبي وأخرج الكفر أبا جهل من نسبي)، وقوله (سلمان منا آل البيت)، فالقرابة يا أخي هي المشاكلة، ولا مشاكلة إلا في مبدأ ينتج السعادة، وفي معنى يحبه الله تعالى ورسوله ، ولا يتحقق ذلك إلا في الإسلام، وليس ابن أمك وأبيك بقريبك إن خالفك شكلاً واعتقاداً وشمائلاً وميولاً، وليست القرابة تصح حقيقة في الدنيا للمعاونة وفي الآخرة بالسعادة إلا بأخوة الإسلام، وكل قريب وصديق وحبيب ولو من أب وأم لم تكن قرابته للإسلام، فهي خسران في الدنيا وهلاك في الآخرة، سرُّ قوله تعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف])).
    ثالثاً: الإسلام وطن:
    فيعيب الامام على من يتمسك بتراب نشأ على أرضه، ويجعله هو الوطن فيقول له : (( الوطن هو الإسلام وليس هو أرضاً خضراء أو أفقاً من سماء زرقاء، بل ذلك الوطن هو الإسلام، نعم لأن العمل بروح الإسلام يجعل المسلمين رجلاً واحداً، كل فرد منهم عضو لذلك الجسد )) .
    ثم يذكر المسلم بالمجد الإسلامي عندما كان الإسلام وطنٌ للجميع فيقول:
    (( تذكر أيها الأخ المسلم هذا المجد الذي كنت فيه مذ كان وطنك الإسلام، كان الصيني يلقى المراكشي، فإذا قال السلام عليكم بشَّ في وجهه فرحاً بسماع الكلمة الإسلامية وضمه إلى صدره، وأسرع به إلى بيته، وفتح له عن خزائن المسلمين التي في بيته، كانت كلمة السلام عليكم توجب على سامعها بذل المال والنفس في النصرة والتأييد، ما ذلك إلا لأن الوطن كان الإسلام )).. وبعد أن بيَّن ما ناله المسلم من ودِّ بينه وبين أخيه المسلم بسبب الإسلام، بيَّن العزة التي أضفاها الإسلام على أبنائه فقال :
    (( أنت أيها المسلم وحقك كنت أسعد الخلق طراً، مذ كان الإسلام وطنك، كانت تنحني لك الرؤوس التي عليها التيجان رهبة مذ كان الإسلام وطنك، لم يكن ذلك لخصوص الأمير من المسلمين، بل كان والله أيضاً لتاجر حقير في بلاد غير إسلامية، كنت أيها المسلم إذا انتقلت إلى بلاد غير إسلامية، نُبِّهَ على العامة والخاصة أن يمسكوا ألسنتهم، وأن يغضوا عنك أبصارهم، وأن يحتفلوا بك لتنشر عنهم الخير في بلادك، لم يكن ذلك إلا لأن وطنك الإسلام، وإنك تمثل جمال الإسلام وكماله بالوجه الأكمل، فكنت وأنت منفرد كجيش خميس تهتز له رؤوس أهل التيجان ))
    وهكذا، فصل الإمام أبو العزائم هذه الحقائق الثلاث: الدين والوطن والنسب، ووضع لكل حقيقة من تلك الحقائق كتاباً خاصاً بها، يبين روح الشريعة فيها، حتى يتحقق كل مسلم أن الدين هو الإسلام، وأن الوطن هو الإسلام وأن النسب هو الإسلام، وأن يسارع إلى الخير الحقيقي الذي سارع إليه أصحاب رسول الله r وتابعوهم بإحسان، طمعاً في نيل العزة لله، والسعادة في الدنيا والتمكين في الأرض بالحق والفوز برضوان الله الأكبر والنعيم المقيم في جوار رسول الله .

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    الشيخ درويش عبود المغربى غير متواجد حالياً
    • توقيع الشيخ درويش عبود المغربى

      وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

      التحدث والتواصل بخصوص العلاجات والاستخدامات والخواتم المروحنة بانواعها وقضاء المصالح فقط على الهاتف او الواتس

      00212673996446




      00212673996446


      منتدى أحجار المغرب

      المنتدى المغربى الأول

      للأحجار الكريمة والخواتم والقلادات والمسابح المروحنة

      http://www.ahjarmorocco.com


      حسابنا على سناب شات

      Snap :darweesh3boud

      صفحتنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100002107449720
      موقعنا على الفيس بوك
      https://www.facebook.com/groups/660627720646913/

      موقعنا على تويتر

      https://twitter.com/impraaangel

  18. رد مع اقتباس
  19. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 30-09-2012 الساعة : 11:23 PM رقم #7
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شاملى جديد


    • بيانات الحزين
      رقم العضوية : 129
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 32
      بمعدل : 0.01 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 0
      التقييم : Array


  20. مشكور شيخنا عبود المغربى على الطرح الرائع وبارك الله فيك وعليك

    الحزين غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  21. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 01-10-2012 الساعة : 10:25 PM رقم #8
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    نائب المدير العام


    الصورة الرمزية نسائم الرحمن

    • بيانات نسائم الرحمن
      رقم العضوية : 6009
      عضو منذ : Jan 2012
      المشاركات : 5,178
      بمعدل : 1.15 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 64
      التقييم : Array


  22. بارك الله فيك يا شيخنا على هذه السيرة الذاتية للامام ابو العزائم ونفعنا الله بعلمك

    يمكنك مشاهدة توقيعي بالنقر على زر التوقيع

    نسائم الرحمن غير متواجد حالياً
    • توقيع نسائم الرحمن






  23. رد مع اقتباس
  24. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-10-2012 الساعة : 03:05 AM رقم #9
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    مراقب


    الصورة الرمزية وعد المحبة

    • بيانات وعد المحبة
      رقم العضوية : 6115
      عضو منذ : Feb 2012
      المشاركات : 2,783
      بمعدل : 0.62 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 40
      التقييم : Array


  25. مشكور شيخنا الجليل على الطرح الطيب وبارك الله فيك وعليك

    وعد المحبة غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس
  26. تكبير الخط تصغير الخط
    بتاريخ : 02-10-2012 الساعة : 03:20 AM رقم #10
    كاتب الموضوع : الشيخ درويش عبود المغربى


    شاملى مميز


    • بيانات زهرة الربيع
      رقم العضوية : 137
      عضو منذ : Aug 2008
      المشاركات : 284
      بمعدل : 0.05 يوميا
      معدل تقييم المستوى : 18
      التقييم : Array


  27. بارك الله فيك شيخ عبود على هذه المعلومات القيمة ونفعنا الله بعلمك

    زهرة الربيع غير متواجد حالياً
    رد مع اقتباس



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك