والبدن عندنا في الطريقة التجانية هو أمانة من الله عند العقل يجب المحافظة على هذه المطية الذلول لعبد شكور لا يصح عندنا إتلاف البدن و قهره .يجب المحافظة عليه نطعمه ونسقيه وإذا مرض نعالجه ولا نحرمه من طيبات الرزق فالطريقة التجانية مددها بارز من الدائرة الفضيلة وإذا أردت أن تزداد علماً ومعرفة فعليك بجواهر المعاني في الرسالة التي بعث بها الشيخ إلى أحد أمراء العرش المغربي الشريف أنضر هناك ترى العجائب والدائرة الفضيلة هي المشار لها بقوله تعالى <<يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب>>وأنت هنا ترى واضحاً من الآية أن هناك بابين إلى الوصول إلى الحضرة <<وإن إلى ربك المنتهى >> هناك باب الاجتباء والاصطفاء المحض بلا سبب مسبق سوى تعلق المشيئة وهناك باب العموم الإنابة من ينيب إلى الله بقدم صدق على طريق الإرادة يهديه الله إليه فالطريقة الأولى مددها بارز من عين الوجود الإلهي من غير سبب مسبق سوى تعلق المشيئة <<يجتبي إليه من يشاء>>والطريقة الثانية طريق الإرادة المدد فيها مرتبط أولاً بالإنابة <<ويهدي إليه من ينيب>> ويجب على المريد السالك فيها تطبيق كل ما قالت أكابر علماء التربية الروحية فيها من لوازم الرياضة اعلم أن السالك على نهج طريق الإرادة يقال له مريد وعل طريق الشكر الطريقة الأولى يقال له مراد الحضرة الإلهية.... والطريقة التجانية هي معروفة بطريق الشكر.....لأنها ترتكز على شهود منة الله على العبد الذي يستلزم الشكر لأن القلب إذا شعر وشاهد المنة من الله طار طربا فرحاً وسروراًُ وغاب من شدة لا لفرح عن جميع الأكوان وذاب في النور ولم يبقى شئ سوى النور فيحترق غبش الوهم وتنمحق جميع النعوت الذميمة من شدة ضياء النور فتشرق بذل الذميمة الصفات الحميدة فيضاً من إمدادات عين الرحمة الربانية المالكة لكل متعرض من البحور والأواني وبالصفات الحميدة يجانس الإنسان الملائكة العالين في حبهم لله وكمال سكرهم وفنائهم في شهود جمال الله وجلاله حيث لا يفيقون من هيامهم في المحبوب فلا يشعرون بوجود غيره ولا يعرفون سواه ولا يحبون غير الله.... وبهذا الاستغراق الكلي في محبة الجمال القدسي الملائكة العليين لم يعلموا بخلق أدم ولا بسجود بقية الملائكة له ولم يأمرهم الله بذلك لأنه فوق طوقهم فلا يستطيعون التآلف مع غير الله سبحانه وتعالى ....لذلك قال جل من قال موجهاً خطاب الاستنكار إلى اللعين <<أمستكبر أم كنت من العالين>> والإنسان مجمع الأكوان يمكن أن يجانس الملائكة ويمكن أن يجانس الشياطين ويمكن أن يجانس الوحوش الكاسرة لأن الإنسان الصغير الصورة الآدمية هو صورة طبق الأصل للإنسان الكبير الذي هو كل العالم وجميع صفات ونعوت وطبائع مخلوقات الله منسوبة إليه والإنسان الصغير لم جميع نعوت وطبائع المخلوقات وراثة طبيعية