بسم الله واللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم ثبت في كتب الطريقة التجانية كلام في فضل صلاة الفاتح وبشارات الطريق والمرتبة العالية فى الولاية التى أكرم الله بها الشيخ التجاني رضي الله عنه و ارضاه و كذلك ورد في كتب الطرق الاخرى من الامور العظيمة في خصائص بعض الاولياء مثل سيد الباز الاشهب عبدالقادر جيلاني و سيدي احمد الرفاعي رضي الله عنها و غيرهما من الاولياء رضوان الله عليهم. فاستنكر المستنكر هذه القضايا بسب ضيق الافق و قلة الفهم و اليكم توضيح هذه القضية لعل الله ان يفتح علينا بالتصديق و التسليم.

قاعدة: من المشهور عند االعلماء أن العدل إذا أخبر بأمر جائز(اي ليس بمستحيل) وجب تصديقه وبهذا قامت الشريعة.

كثير من الفضائل و المبشرات ثبتت للأولياء عن طريق المنام او اليقظة.
و إن بعض من تقّيد بالحس أنكر الاجتماع بالنبى صلي الله عليه و سلم فى اليقظة والتلقى عنه وليس ثمة ما يحيل ذلك لا عقلاً ولا شرعاً ولا ريب أن الحقائق لا تزال حقائق وأهلها متمتعين بها رغم إنكار المنكر وليس من لم ير بحجة على من رأى فلو شهد ألف عدل أنهم لم يروا الهلال مثلاً وشهد عدلان أنهما رأياه فهما الحجة على من لم ير وتمضى أحكام رؤيتها عليهم وقد أفرد الحافظ السيوطى وغيره ذلك بالتأليف و لا يوجد مسلم يجهل أن الحق تبارك وتعالى إذا أراد أن يغدق فضله على أحد بأن يريه الذات المحمدية الشريفة ويمنّ عليه بالتلقى عنها ما يصح أن يتلقى من معارف وأذواق فإنه سبحانه لا يستشير أحداً من أولئك المنكرين فى إنعامه حتى يكون سبحانه لا يتفضل على أحد إلا بما يعلمون {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
وليس بخاف على أهل العلم أن حكم ما يلقى في تلك اليقظة هو حكم ما يلقى في النوم لا بدّ أن يعرض على الشريعة ولا يعول إلا على ما وافقها - وغيره له تأويل.

قالالامام النووي رحمه الله (أما اذا رأى النبى صلي الله عليه و سلم يأمره بفعل ما هو مندوب إليه أو ينهاه عن منهي عنه أو يرشده الي فعل مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل علي وفقه لأنَّ ذلك ليس حكماً بمجرد المنام بل بما تقرَّر من أصل ذلك الشىء والله أعلم)

فمثلا:
الشيخ التجانى رضي الله عنه رأى النبى صلي الله عليه وسلم فى اليقظة وأعطاه هذا الورد وهو الاستغفار والصلاة على النبى ولا إله إلا الله .. وهذا على حسب كلام النووي رحمه الله لاخلاف فى استحباب العمل على وفقه .. إذن فلا حرج على من ذكر هذا الورد وصدق بالفضل الخـاص الذى أخبر به الشيخ التجانى عن النبي صلي الله عليه و سلم.
واعلم أنَّ هذا السيّد الجليل ما ذكر فيما أعطاه الله شيئاً إلا من قبيل الجائز الذى لا يحيله العقل ولا يأباه النقل وقد أعطى كثيراً من أوليائه العظام مما لا تدركه الأفهام وهذا الفضل العظيم تحدّثوا به وغاية ما ذكره الشيخ التجاني رضي الله عنه أنَّ الله أعطاه ما أعطاه وزاده على ذلك.
إنّ من أصول أهل السنة والجماعة التبشير بالخير ورجاء القبول والإجابة من الله تعالى فى جميع أعمالهم وما ورد فى الطريقة التجانية من بشارات الشيخ التجانى لأتباعه بما تلقاه من حضرة المصطفى صلي الله عليه و سلم ليس ضماناً وإنما هو تبشير وقد قيّده هو وجميع علماء طريقته بقيد هو الوفاء بشروط هذه الطريقة فهو ضمان مشروط وليس ضماناً مطلقاً بالمعنى الذى يصوّره المتهجمون على الشيخ وإنما هو تبشير فقط لا أكثر ولا أقل فمن التزم طريق الاستقامة ولم ينحرف عنه بشَّره المؤمنون من دون أن يقطعوا فى أمره بشىء وذلك مطابق لقوله عليه الصلاة والسلام (سدّدوا وقاربوا وأبشروا) الحديث .
ولقوله تعالى: {إنَّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة}

انتهى النقل. و هذا الكلام يصح ان يكون دليلا و توضيحا لجميع ما نُقل عن الاولياء رضوان الله عليهم.[/font]