يعد حجر الفيروز من الأحجار الكريمة التي تمتاز بجمالية شكلها ولونها وفوائدها النفسية على مستخدميها إضافة إلى ندرتها وصعوبة استخراجها الأمر الذي يزيد من أسعارها.
وذكرت قناة المنار في تقرير لها أن اللون الأزرق الذي يمتاز به حجر الفيروز من أكثر الألوان المريحة التي تضفي المودة والطمأنينة وقد تحول اسم هذا الحجر إلى اسم علم يتداول بين الناس منذ القدم حيث يعود أصل الحجر الكريم إلى المصريين القدماء الذين يعدون أول من استعمل هذا الحجر وكانوا يسمونه مافكات.
ويستخرج الفيروز إجمالا من مصر وإيران وأفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية ويحمل في إيران أسماء عديدة تتنوع بحسب المناطق الإيرانية التي يستخرج منها كالفيروز والفيروزج وبيروزا ومعناها حجر النصر أو حجر الغلبة أو الظفر لدى العرب ويسمى لدى البعض بحجر العين نسبة إلى اعتبار البعض أن الفيروز بلونه يرد ويحمي من العين.
وقد وصل الحجر الفيروزي إلى أوروبا على اختلاف مصدره عن طريق تركيا فأصبح يعرف فيها باسم التركواز من تورك أو تركيا كما ان العالم والباحث الأوروبي بليني سماه بالكاليه وذكره العالم جابر بن حيان في كتابه النخب في الطلسمات بحجر الغلبة وحجر العين وحجر الجاه ويعرف في العراق بالشذر.
وينتج الفيروز اليوم في الصين وتايوان ليس كحجر طبيعي بل كخلطة كيميائية تنتج هذا الحجر الأقل قيمة ماديا ومعنويا عن الحجر الأصلي الذي تختلف قيمته وثمنه حسب منطقة استخراجه .
ويعد الفيروز الإيراني الأكثر جودة وتعتبر منطقة نيشابور في إيران من المناطق الأشهر في استخراج أجود أنواع هذا الحجر بينما يستخرج في مصر من منطقة سيناء والمغارة.
وكان القدماء يستخدمون هذا الحجر في تزيين التيجان والحلي كما استخدمه الهنود الحمر الذين يعود لهم فضل التمييز بين أصناف الفيروز الصافي والشائب الذي يدعى بالحجر العنكبوتي نسبة إلى العروق التي تدخل فيه حيث يعتبر الفيروز الخالي من العروق والشوائب والصافي هو الأجود.
ويتراوح لون الفيروز بين اللونين الأزرق والأخضر نتيجة تركيبته العضوية فالحجر الذي يغلب عليه اللون الأزرق تكون نسبة النحاس فيه أكثر بينما يميل الحجر إلى اللون الأخضر إذا زادت في تكوينه نسبة مادة الكبريت وهذا يعود إلى طبيعة الأرض المستخرج منها والعناصر الموجودة فيها.
ويستطيع الإنسان معرفة مدى جودة الحجر الفيروزي من خلال لونه وحجمه وطريقة صقله ومهارة العمل فيه ما يزيد من سعره كما يمكن التمييز بين الفيروز الأصلي والصناعي عن طريق وضع قطعة الفيروز في الماء لمدة دقيقتين ووزنها قبل وبعد وضعها في الماء فإذا زاد وزنها نتيجة امتصاصها للماء فيكون الحجر مصنعا إضافة إلى تمييز الحجر عن طريق ملمسه وخلوه من الشوائب فالحجر الخالي من الشوائب مئة بالمئة نادر وغالبا ما يكون صغير الحجم.
وقد تحدث القدماء عن فائدة هذا الحجر النفسية والطبية حيث قال أرسطو عنه إنه مهدئ للأعصاب ويعطي شعورا بالجرأة والإقدام حيث كان المحاربون القدامى يهتمون بلبسه أثناء القتال وهو يبعد الكآبة ومقاوم لداء الصرع ومفيد لغشاوة البصر ويساهم في تنشيط عمل المعدة كما أنه مضاد للسعال والتأتأة ويساعد في التخلص من السموم التي قد تدخل الجسم عن طريق وضعه في الفم.
الموضوع منقول
المفضلات