وأنْ تُحَقّقْنِى يا إلهى (يا حَقُّ) فى كنْهِ نفْسِى، لِيَدُومَ بك أُنْسِى، لِخَبَرِ مَنْ عَرفَ نَفْسهُ بالزَوَالِ وَالعَدَم، عَرفَ ربّه بِالبقاءِ والقِدَم، وأنْ تُعرِّفْنِى كُنْه حَقِّكَ الحَائِط بِأمْكِنةِ الزمانِ والمكان، حتَّى تذهب عنِّى أراجيف ضَلاَلِ الفَرْقِ ،بسَحْقِ تجلِّى سَحْقِ السَحْق. وَأرْحَمْنَا يا إلهى (يا وَكِيلُ) بِغَايَة ِالتَوَكُّلِ، عليكَ فأنتَ الخليفةُ فى الأهْل، والصّاحِبُ فى السفَر ،عَلَيْكَ إتّكَالِى وإعْتِمَادِى، فَكُنْ عِوضَاً عنّى فى مظهر الأُمُور، وخَفَايَا البُطُون والصّدُور، وتولّى عَاجِلتهَا بِيَدِك، وآجلتها بنفسك وأمنحنى فى ذلك سر ولايتك، (إنَّ وَلِىِّ الله الذى نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينْ ).وقونى يا إلهى (يا قَوِىُّ) على أفعال الخير، وملازمة السلوك والسير، ليقوى إيمانى، بنظر بدائع جمالك الذاتى ،فى( وَالنَّهَار إِذا تَجَلَّى) بليل الصفات عن صحة الصحو بك ،والفناء فيك عمن سواك. وشدد يا إلهى (يا مَتِينُ) فيك عزمى، وقوى فى شريعتك وطريقتك قدمى، حتى تشرق شمس وصالى، وتتلاشى فى وحدتهما آمالى، وتكرع روحى من عين الجود ،وتصحى بصحو الوجود، ويمزج لديها بر شريعتها ببحر حقيقتها (وفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافِسُونْ). وأن تتولانى يا إلهى (يا وَلِىُّ) بحسن رعايتك، وكمال ولايتك ،المضيئة للأجسام الصورية ،والسابكة للارواح الكلية، في كل ظهور وبطون، إلهي ادم سرها في البقية والذرية، من غير إنفصام ولا إنفطام، انك واسع الفضل المنزه عن الحصر الرقيم ،المطلق لكل ذي قلب سليم (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ العَظِيمْ) .إلهي بفضلك العظيم يا إلهي (يا حَمِيدُ) يسرني لمطلق حمدك، باللسان والجنان، بل وسائر الأركان، حتي يتخلص إليك حمدي، في سائر النعم والعدم، بانجلاء شمس العلم، وطلوع فجر الفهم. وان تحصي أعمالنا يا الهي (يا مُحْصِي) في صحائف أهل اليمين، بحضائر التمكين، وأمنحنا يا إلهي محو صحوها، ورؤية الإخلاص فيها، إكتفاء بك منها ،بغيبوبة لا تري فيها عوجاً ولا أمتاً. وأن تبدينا يا إلهي (يا مُبْدِي) بأنوارك الذاتية، المضيئة للستاير العدمية، في الفطرة الأخيرة فنستأنف أحوال فرقها الأول بأم الكتاب، بالتحقيق بالمعاني البدئية، الجامعة للمراتب العلية، في عالم الجثمانيات والمعنويات. وأن تعدنا يا إلهي (يا مُعِيدُ) من بعد الفناء، إلي بقاء صمدية الوحدة ،في الحضرة العندية، إعادة الآبق الي سيده والعبد إلي ربه. وان تحيينا يا إلهي (يا مُحْيِ)العظام وهى رميم، بنور الثبات، من سهوة حجاب الزلات، وموتة الغفلات ،إلي نبوة الإثبات الأزلي ،والوصال الأبدي، في النشأة الوجودية والأخروية ،إن ذلك علي الله يسير. وأن تمت عني يا إلهي (يا مُمِيتُ) فرق الهواء العددي، بجميع هوائك المفرد الأحد، فأكون من أكابر الصرفيين ،المتصرفين في مداد جميع الاولياء، ومشارب أهل العلاء، ومراقيهم في عالم الذر والهباء. وأحييني يا الهي (يا حَيُّ) بسر حياتك الطيبة، وأنوار أبديتهاالباقية السرمدية، في الدنيا والآخرة ،والجزاء عليها بجنة شهود الذات، في مراتب الوجود والخلود، علي سرائر الكمالات ،حتي أكون بمعناها دائما، وفي كلا الحضرتين قائما. وأوفقني يا إلهي (يا قَيُّومُ) علي معاني قيامة قيومة وجود المرتبتين، الصغري والكبري، عند زلزلة أرض الأجرام، وفناء الأجسام فأقوم من مرقد رمسي، إلي المقام المفرد الجرسي (يَوْمَ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيْمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَوَاصِى وَالأَقْدَام)

وغَيبِّني يا إلهي (يا وَاحِدُ) بِوُجُودِك الباقِي على الدّوام ، من رُؤْيةِ خيالِ الأنامِ وجميع محاسن شُهود الإنعدام لأكُونَ لكَ عَبْداً ، ومنْك وإليْك فَرْداً ، وأمْنَحْنِي وإخْوَانِي منْ لدُنّ عِلْمِك وَوَافِر عَطِيّتِك حظّاً مَوْفُوراً وأجْعَلْنا من الذِين إذا ذُكِّروا بآيات ربِّهم لم يُخِرُّوا عليْها صُمّا وعُمْياناً، ومَجِّدْنِي يا إلهي يا (يا مَاجِدُ) بأذْوَاقِ جَمِيعِ أهل مَمْلَكَتِك الإطْلاقيّة ، وشُهُود أسْرار دَوَائِرِها الرَتْقِيّة ، وأن لا تحْجِبْنِي بِأحَدِهِما عَنْك حَتَّى لا أكُون مُقَصِّراً في الأدَاء ولا مُسْرِفاً في العَطَاء، ، واجعل يا إلهي ظَاهِري مَعْمُوراً بالطَاعَاتِ وباطِنِي مَغْمُوراً بالمُشَاهَدَات ، (وَمَا ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) ، وأنْ تُوحِّد يا إلهِي (يا وَاحِدُ) قَلْبِي لِمَحَبَّتِك وتفرِد سِرّي لِشُهود فرْدانِيَّتِك بلْ وجَمِيْع أجْزَائِي فَاجْعَلْها يا إلهِي واحدةً موّحدةً بِكَ لَك ، فاقِدَةً لِكُلِّ مَوْجُودٍ سِوَاك بِالرَفْعِ المُنَزَّه عن ضَرْبِ الأعْدادِ، ورقم الآحادِ ، (سُبْحَانَ رَبِكَ رَبُّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ) ، واجْعَلْني يا الهي (يا صَمَدُ) منْ أهلِ عِقْدِ صَمْدَانِيَّةِ اللاّهُوت المُطَمْطَم برفْعِ حِجَابها الأعْظم ، وفرْد ناسُوتها القائِم ، بمداد كلّيات أفْرادِها المُبْرَم، وافْتِق لي يا إلهي رتْقَ حِجَابِها فَتْقاً ،وأغْرِقْنِي فِي بِحَارِ صَمْدانِيّتِها غرْقاً ، وقوِّي ضعْفِي يا إلهي (يا قَادِرُ) على إقامَة كلمِةِ الحقِّ وعِرْفانِها من مُشْتَبهاتِ الفَرْقِ وأن تُفجِّر يُنْبُوعِي من ينابِيعِها المُفِيضَة بجَداوِل الأسْمَاء في سَماءِ الجلالِ ومَجال الجَمَال ، فتَسْتوي صِفَاتُ الضِدَّانِ فوْقَ بِسَاطِ نُور التِقَاء الجَمْعاَن ، عن مزْجِ تبايُن فرْقها الأوّل بالثاَني ، في طُلُوع شَمسِ المَعْرِفة ، من غربِ الرُّوح الكلِّي ، المَمْزُوجَة برُوحِ الراحِ لكُلِّ ولِي ، وألبِسْنِي يا إلهي (يا مُقْتَدِرُ ) منْ ذَلك السَناء تاج المَهَابِة ، وثَوْب العَفَافَةِ ، حَتَّى تَكُون صُورَة سَمْعِي وبَصَرِي ، فَيَلْتَحِم فَرْقِي بِجَمْعِي ، إلتِحَامَ (نُورٍ على نورٍ) لا تَمْيِيزَ فِيه لِفَرقِي الثَانِي مِن الأوَّلِ ، عَيْن مَجَالِي الأعْيَان ، (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) وأنْ تُقَدِّمني يا إلهي (يا مُقَدّمُ) لِغَايَةِ الغَايَاتِ وانْتِهَاءِ الرَغْبَاتِ ، جَمْعُ الجَمْعِ وعَيْنُ هُيُولِى فَرْقَ الفَرْقِ ، وَجْه الوُجُوهِ الإضَافِيّ لِلإنْسَانِ واليَاقُوتَة المُطْلَقَةِ فِي بَرَازِخِ الدَوْرَانِ ، فالغَوْثُ خَادِمُ أُمنَاهَا ، والقُطْبُ بَوَّابِىٌّ لنَشْواهَا ، إلهي اجْعَلْني من الّذينَ لهُم نهايتها بداية ، والعَجْزُ إدْرَاك ، والجَهْلُ عِرْفَان. وأنْ تُؤخِّرني يا إلهِي (يا مُؤخّرُ) عنْ كُلِّ مَا لا يلِيْقُ بِعَظَمَتِكَ، وعُلوِّ جَلالتِكَ، حتَّى يَسْتَقِرُّ منِّي كُلّ عُضْوٍ بِمَرَاكِزِ إجَابتِك في كُلِّ حال .وأن تَتَوَلّى يا إلهِى (يا أوّلُ) بِلا إبْتٍدَاءٍ أوَائِلَ سَيْرِى لكَمَالِ رِضْوانِك،وشُهُودِى لجنّةِ عِرْفانِك،بإسْتِحْقَاقِ عُبُودِيَّتِك،الجَامِعَة للشَرِيعَةِ والحَقِيْقَةِ،حتَّى تَمْحَقُ عَيْنُ رُوْحِى هَياكِلَ ذَواتِهَا العَدمِيِّة،العَارضَة عنْ شُهُودِ بَقَاءِ قَبْضَتِها الأوَّليِّة،الزَاهِرَةُ بِبَدْئِها الأوَّل،فَتَعْرِف ربَّها ويَجْرى بَيْنَهُما الخِطَابُ الإلْهامى،فِى حَانِ قِسْطَاسِ الجَمْعِ الإعْلاَمِى،فَتَتَقَهْقَرُ عَائِدَةً للعِبادة،والتَرَقِّى فِى مَجَالاتِ الإرَادَةِ.وأنْ تحْسِنْ مَرْجَعِى إلِيْك يا إلهِى (يا آخِرُ) بِلا آخِر فى الجَمْعِيِّة الصُوَرِيَّةِ والقُدسِيَّة،فَيَنْتَهِى السَيْرُ الأوّلُ إلى الأوّلِ بالأوّلِ فى الأوّلِ،إنْتِهَاءً إلهِيّا،ومَحْقاً كليّاً لا آخِرَ بَعْدَهُ،ولا شِفْعَ يضِدّهُ،(هُوَ الأوّلُ والآخِرُ والظَاهِرُ والبَاطِنُ،وهُو بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيْم).وأنْ تُبَيِّن لِى يا إلهِى (يا ظَاهِرُ) جَادّةَ الطَرِيْق،وغَوَامِض التَحْقِيق،وأوْسِعنِى لِمَجَالِى تَصَرُّفَاتِها العَيْنِيَّةِ والشَحْمِيَّة،بإعْطَاءِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حقَّهُ،ويُنَادِى لِسَانُ الحَالِ،فى بِسَاطِ الجَمَالِ،إنّى قَدْ أحْبَبْتُهُ فأحِبُّوه،فَتُمْسِى مَنَابِت حُجبِهِم قاعاً صَفْصَفاً،ويصْبِحُ مَاؤُهَا غَوْراً.وأنْ تصْلِح باطِنِى يا إلهِى بِإسْمِك (البَاطِن)الذِى لا تدْرِكهُ العِبَارَةُ،ولا تَتَصَرَّفُ فِيه الإشَارَةُ،وأنْ تَجْعَلهُ يا إلهِى مَهْبَطَ السَرَّاءِ،ومَعْدَنَ الإلْتِقَاءِ،حتّى يَأخُذَ مِنْهُ ذُو الْكَتْمِ حَظَّهُ،وذُو النَشْرِ عِلْمَهُ.وأنْ تَتَوَلَّى حَالِى يا إلهِى (يا وَالِى) بِلُطْفِكَ الخَفِى فِى جَمِيْعِ الأُمُورِ،وأرْفَعْنِى فَوْقَ حَضَائِركَ الأُوْلَى يا إلهِى (يا مُتَعَالِى) مِنْ أسْفَلِ السِّتُورِ،إنّى أبِيْتُ عِنْدَ ربِّى يطْعِمنِى ويسْقِينْ (فَسُبْحَانَ الذِى بِيَدِهِ مَلَكُوت كُلّ شَيءٍ وإلِيْهِ تُرْجَعُون)وبِرَّنِى يا إلهِى (يا بَرُّ)بمَشَاهِدِ حَضْرَة الإحْسَانِ،وإعْطَائِى مَفَاتِيْحَ كُنُوز العِرْفَانِ،حتَّى أرَاكَ القَائِم بِجَمِيعِ شُئُونِى،والقَائِد ناصِيَة عَنَانِى.وأنْ تَتُوبَ علىَّ يا إلهِى (يا توّابُ) بِتَوْبَتِكَ المُوْسَوِيَّةِ،التِى لا تُبْقٍى لِلأنِيَّةِ وَلا تَذَرُ للْغًيْرٍيَّةِ،وَخُذْ بثَأرِى يَا إلَهِى (يا مُنْتَقِمُ) منْ فِرْعَوْنِ النَفْسِ وَجُنُوْدِهَا الغَاوِيْنَ بطَابيَةِ اللُّبْسِ،وأضْرَبْ لِى بَحْرَ سَرَابِهِمْ ضَرْباً،وأغْرِقهُمْ فِى تَيَّارِ لُجَجِهِ غَرْقاً إنّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونْ
وَأعْفُ عَنِّى يَاإلَهِى( يَا عَفُوُّ) مِنْ جَمِيعِ الأوْهَامِ الكَوْنِيَّةِ، والأسْقَامِ البَدَنِيَّةِ،وأصْحِبْنِى كَمَالَ العَافِيَةِ فِى دِينِى وَدُنْيَاي،فَأكُون مِن العَافِيْنَ عَن الزَلاَّتِ،والصَّافِحِيْنَ عَن المُسًاوَاتِ،عَملا ً بِقَوْلِك (خُذِ العَفْوَ وَأَمُر بِالمَعْرُوفِ وأعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِيْنْ)،حَتَّى لاَ أكْتَرِث بِمَدْحٍ وَلاَ ذَمٍّ،وَمَنْ وَشَا وَثَنَا فَأجْعَلْهُ يَا إلهِى مِنْ لُبْسِ ذَاتِى وَمِرْآةِ صِفَاتِى.وَأنْ تَتَرَأَّفَ بِى يا إلهِى (يَا رَءُوُفُ) فِى قَهْرِ جَلالِكَ وإحْسَانِ جَمَالِكَ،وَأمْزجْ لِى فَرْقَ تَجَلِّيْهِمَا بِمُفْرَدِ جَمَالِك،فِى كُلِّ ذَرَّاتِ الوُجُودِ وَدَوْرَانِ الشِّهُودِ.وصَرِّفْنِى يَا إلهِى (يا مَالِك المُلْكِ ) فِى عُلُوْمِكَ اللَّدُنِّيَّةِ،ومَوَاهِبِكَ الإخْتِصَاصِيَّةِ والشَّرْعِيَّةِدُونَ إنْطِلاَ قِى مَعَ حُكْمِ أحَدِهِمَا عَن الآخَر حَتَّى لا أكُون مَحْرُومَاً مِنْ كَمَالِ المَفَاخِرِ.

وَبَجِّلنِى بذَلِكَ يا إلهِى (يا ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ)مَعَ وِلايَةِ كأسَاتِ المُدَامِ،وَسِقَايَةِ أفْرَادِ المَقَامِ،فِى أرْفَعِ الدَوَاوِينِ الإلَهِيَّةِ،وحَان حَوَانِ الحَانَاتِ الخَتْمِيّةِ.
وأنْ تَرْمِى يَا إلهِى (يَا مُقْسِطُ) مَعَايِيْرَ قِسْطِكَ عَلَى جَوَارِحِنَا فَتُنْبِؤُنَا بأسْرَارِ صِفَاتِهَا المَكْتُومًةِ بِهَا عَنْهَا،عِنْدَ فَقْدِ غَيْهَبِ غَيَاهِبِهَا حَتَّى تّكُون مِن المُقْسِطِيْن،بِميْزَانِ الشُّهُودِ،فِى أوَانِ المَظَاهِرِ وَخَفِيَّاتِ الضَّمَائِر .

وأجْمَعْ عُبَيْدَكَ بِحَضْرَتِكَ يا إلهِى (يَا جَامِعُ)لأَكُونَ مِنْ سِوَاكَ خَلِيَّاً وَمِنْ حَوْلِي وَقُوَّتِي لِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ بَرِيَّاً . وأغْنِنِي بِكَ يَا إلِهِي(يَاغَنِيُّ) مِنْ رُؤْيَةِ خََيَالِ هَذِهِ الدَّار وَكَمَال نَعِيمِ دَارِ القَرَار

وأمْلأ قُلُوبَنَا يا إلهِي(يَا مُغْنِي) بِقَنَاعَتِكَ المَصْبُوغَة بِحَقِّ اليَقِيْن فِي خَزَائِنِ التَمْكِينِ البَاقِيَة بَيْنَ الكَافِ وَالنُونِ

وأعْطِنِي هُنَالِكَ يَا إلهِي(يَا مُعْطِي) أعْلَي مَوَاهِبَ الإسْتٍقَامَةِ وَزُجَّنِي فِي بِحَارِ الخِتَامَةِ
وأمْنَع يَا إلهِي(يَا مَانِعُ) عَنّا كُلّ قَاطِعٍ مِنْهَا وأدِمْنَا بِحِصْنِهَا المَنِيْعِ الذِي لا تَطْرُقَه خَوَاطِرُ السُّوءِ والشُّبْهَةِ ولا تَمَسَّهُ لَوَاحِقُ البدْعَةِ ...
وَكُنْ يا إلهِي(يا ضَارُّ) ضَارَّاً لِمَنْ بَاتَ لَنَا ضُرَّهُ فَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وامْحَقْهُ مَحْقَاً بِمَكْرِهِ ولايحِيقُ المكْرُ السَّيِّىء إلاّ بِأهْلِهِ النَازِيْن بالتَمَادِ إنَّكَ يا الهِي لبِالْمِرْصَادِ
وأنْفَعْنَا يَا إلهِي(يَا نَافِعُ)فِي كُلِّ مَا قَدّرْتَهُ لَنَا مِنْ سَوَابِقِ الإطْلاقِ وشَوَارِقِ الإلحَاقِ
وَنَوِّرْ يا إلهِي (يَا نُورُ) ظَاهِرِي بِالمُتَابَعِةِ الكُلِّيَّة وبَاطِنِي بِالمُشَاهَدَةِ الصِّرْفِيَّةِ حَتَّي أكُونُ أحْمَدِيُّ الذَّاتِ وَمُحَمَّدِيُّ الصِّفَاتِ وأهْدِنَا إلَيْكَ يَا إلهِي (يَا هَادِي) مِنْ ظُلْمَةِ الكيَانِ إلي إسْتِوَاءِ العِرْفَانِ فَيَسْتَمِرُّ هَادِي فَتْحِكَ الأكْبَرُ مِنِّي إليَّ بِلا إرْتِيَاب (اللهُ يَجْتَبِي إلِيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إليْهِ مَنْ يُنِيْب)
وأنْ تُبْدِع بِكُلِّ اللَّمْحِ يا إلَهِي (يَا مُبْدِعُ) فِي نَظَرِي شُهُود سَابِقِ عِلْمِكَ المَخْزُون الحَائِطُ بِمَرَاكِزِ كُلِّيَاتِ جَمَالِكَ المَكْنُون وأنْ تبْقِيْنِي يَا إلهِي (يا بَاقِي) بِلا أنا لكَ وإليْك فِي عَرَصَاتِ وِلاَيَةِ كُنْ فَيَكُون (فَسُبْحَانَ الذِي بِيَدِهِ مَلَكُوت كُلّ شَيءٍ وإلِيْهِ تُرْجَعُون)
وأوْرِثنِي يا إلهِي (يَا وَارِثُ) للْقَدَمِ المُحَمَّدِي بِأعْلَي مَجَالِي هَدْيِهِ الأحْمَدِي المُتَّصِل بإطْلاقِ أزَلِه المُقَيَّدُ بِمَنْشُورِ أبَدِهِ وأرْشِدْنَا إلِيْكَ يَا إلهِي (يَا رَشِيْدُ) مِنْ مَوَاقِفِ القَطِيْعَةِ وَحِجَابِ الكَثْرَةِ إلي شُهُودِ تَجَلِّيَاتِ الوُحْدَةِ وَوَفِّقنَا لِكَمَالِ الرشدِ فِي كُلِّ حَالٍ وأجْعَلنَا مِن الرَاشِدِيْن فِي كُلِّ مَقَالٍ وَفِعَال

وأن تُخَلِّقنَا يا إلهِي (يَا صَبُورُ)بِصَبْرِ الوَارِثِيْن فِي السَرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِيْن الْبَأس (أُوْلَئِكَ الذِيْن صَدَقُوا وأُوْلَئِكَ هُم المُتَّقُون).


إلهِي بِحَقِّ أسْرَارِ جَمِيْعِ أسْمَائِكَ الحُسْنَي، وَالصِّفَاتِ العُلا، أنْ تَرْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ بِلا عَدَمٍ ،وتُفْرحُنَا بِلا نَدَمٍ، وألْحِقْنَا بِالصَّالِحِيْن، وأجْعَل لى لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين، وَخُصَّنِي والأبْنَاءَ والسَّالِكِيْن، والطَّالِبِيْنَ للإرْشَادِ مَا دَامُوا، وأجْعَلنا مِن الذِيْنَ قَالُوا رَبّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا، وإسْتَوْلَي عَلَي قلوبِنَا والصُّدُوْر، لِنَذْكُرَُك قِيَامَاً وَقُعُوْداً بِالخُشُوعِ والحُضُور، وَذَوِّقْنَا يَا إلهِي حَلاَوَةَ ذِكْرِكَ بِالثَبَاتِ، وإسْتِغْرِاقِ الوَقْتِ فِى طَلَبِ الكَمَالاتِ، حَتَّي تَطْلَع شَمْسُ الذَّاتِ مِنْ غَرْبِ الصِّفَاتِ، (وَالْتَفَّت السَّاقُ بِالسَّاقِ إلَي رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاق) إلَهِي ظَنَّنَا بِكَ جَمِيْلٌ وإعْتِمَادنَا عَلَي عَفْوِكَ جَزِيْلُ فَكَيْفَ لاَ وأنْتَ القَائِلُ أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فِي العَقَائِدِ والإيْمَانِ والذَاكِرُ (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلا الإحْسَان) عَامِلْنَا يا إلَهِي بِمَا أنْتَ أهْلُهُ مِن الجُودِ والإمْتِنَانِ، وَكَمَال العَفْوِِ والغُفْران، ولا تُعَامِلُنَا بِمَا نَحْنُ أهْلُهُ مِن النَقْصِ والعِصْيَانِ ،بِكَ أسْتَغِيْثُ.. بِكَ أسْتَغِيْثُ .. بِكَ أسْتَغِيْثُ.. يَارَبَّاهُ يَا رَحِيْمُ يَا رَحْمَن، لا إلهَ سِوَاكَ وَلاَرَبَّ غَيْرُك أنْتَ المُسْتَعَانُ وَعَلَيْكَ التُكْلاَن. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبُّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِيْن وَالحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِيْن)وَصَلِّى اللَّهُمَّ عَلَى الفَاتِحِ الخَاتِمِ سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالوَارِثِينَ لِقَدَمِهِ وتَابِعِيْهِم إلَى يَوْمِ الدِّيْن