بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله المتجلي ببدائع تجلياته ، والصلاة والسلام على مرءات جلاله وجماله ، سيدنا محمد وعلى آله ، و أصحابه ما درج دارج إلى حضرة قُدسه ، ومعاهد أُنسهِ. (ربّنا وسِعتَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمأ فأغفر للذين تابوا و اتّبعُوا سَبيلَك وقِهِم عذابَ الجحيم) .


اللهم إني أسألُك يا إلهي ، بلسان الذّل و الضعف في المقالِ ، و الإعترافِ بالعجزِ في سائرِ الأحوال، أنت ربي القديرُ الوكيلُ و انا عبدُك الحقيرُ الذليلُ، يا من حِجابُهُ ليس إلا بالنورِ ، و خفاؤه إلا في شدةِ الظهور. بك أُهدى من الطغيانِ والغوايةِ والغرور ، و أتوسّلُ إليك اللهم بالذاتِ و الأسماءِ والصفات ، و بحرمةِ الراقين إليك في السيرِ ، والواصلين لجمالك بنفي الغيرِ ، الذين رضيتهم عبيداً ، و رَضوا بك ربّاً معبوداً، أن تحول بيني وبين مداخلِ الشيطان ، وحِجابِ الأكوانِ حتى لا أرتع في ميادين التسويف و الآمال و عوايق النفوس والخيال ، و لا أحجب عن جمالك طرفة عين ٍ ولا أقلَّ من ذلك ، يا ذا الجلالِ والجمال ، و رقّني من شهودِ خيال المحاسنِ ، ومن سجن العادات والمواطنِ حتى لا يكون لي إلى غيرك قرارٌ ، و لا إلى سواك فِرارٌ
يا من هو أنت ( الله ) العظيمُ الأعظمُ، عين ألِف الوُحدةِ المُنزهُ عن العَدَد و الأنداد، و سرُ وجودِ مظهرِ الإيجادِ ، و نورُ هاءِ هويّته السّاري بها فيوضُ تجليّات الإمدادِ ، المُفرد العلمُ القائمُ بديهورِ الدوائر ، الشاهدُ المشهودُ في سماءِ الضمائر، المستترُ في غياهب طلاسم العماء والحضائر ، الصرفيّ الذي لا أين له ولا مكان ولا كيف و لا زمان ، أن تُفردني من عَوَالم كوني ، ومن ظُلمةِ خيالي و أيني ، إبتغاء جمال وجهك ، و شهود تجليات أنوارِ عظمتك، في جميع اللحظات واللمحاتِ ، و أن تستغرقَ فِكري، وعقلي ، بل و كُلّي في مَطَالعِ ذلك التجلي الأحمديِّ ، والكمال الأوحدِ المحمدي ، إستغراقاً كُليّاً و شُهوداً عينياً ، و أن لا تحجبني بجماله عن ظهوره ، و لا بظهوره عن جماله ، فأكون بين ذلك قواماً، و أعطي كل مرتبة حقها من غير إخلالٍ ، ولا إلتباس ، بوزن أعلام السنةِ السنيةِ ، و قِسطاسِ الأحكام الشرعية ، حتى تُشرِقَ بروحي شمسُ المعارفِ و يُنشرُ لسانُ حالي باللطايفِ عند تعانُقِ الأطراف . وفناء أوصافِ الإرتجاف ، بمشهد حقائق الأمن المعروفِ لأبدال الأشراف، (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ٍ أؤلئك لهم الأمنُ وهُم مهتدون) ،
و أن تمنحنا يا إلهي ( يا رحمن) بسعةِ رحمتك التي وسعت بها عموم خلقك ، و اطلعني على ما بدا من سعتها ، وما بطن من أسرار خصوصيتها مع دوام مراقبة الربوبية ، و أداء شعائر العبودية ، بمحو ما يباين كشف الأنوار و دقائق الأسرار ، و أذقني يا إلهي معنى الإشارة في محو ليل هذه الآية، فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرةً عند فقد ليل حجاب الجسم بضياء نهار فتح العلم ،