مصدرها في الإرشاد ، ويصيغ معناها في الفؤاد، وأن تجعل لنا يا إلهي صورة الوجود عدماً في محض الشهود، فتملأ قلوبنا من معاني الفتوحات ،فتبرز في سواحل الكائنات لكل عبد منيب ،
واغفر لنا يا إلهي (يا غفار) ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر من سيئات أعمالنا ،وما اقترفناه من رؤية وجودنا فإنه الذنب الأكبر الذي لا تقاس يه الذنوب ، والحاجب عن مطالعة دفاتر الغيوب ،عند كل عارف محبوب ،إلهي اجعلنا من الذين لهم حسنات الأبرار سيئات المقربين ،ومن الذين يغان علي قلوبهم فيستغفرون الله في كل الساعات بالنسبة لوجود ما علوه في ترقي الطبقات ،فدونه كل مقام ذنب مانع، وحجاب قاطع ،وأنظمنا يا إلهي في عقد جوهرك الصرفي، القائم بحضرة الآباد عن طواء مهمه ذلك الوادي ،واهتلاك الصفة البرزخية في جمع أحدية الجمع الجامع لمرتبتي الحقيقة والخليقة،الماحق لشوائب الريب ، والساحق لوثنية الهم، اللامع في شعاع الظهور المبهم، الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور.

وأن تقهر عنا يا إلهي (يا قهار) كل متكبر جبار طاوٍ كشح صده، ثاني عطفه ليضل عن سبيل اللهِ (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) وأن لا تجعلنا يا إلهي من المبتلين بقواطع الفتن القاطنين في بقاع أرضك ابتغاء تحريف الكلم ، وقطاع طريق هداتك حفاظ الأمم ، بحماء الحق من ريب الباطلِ، إن الباطل كان زهوقا ،بوجوده عدماً في تجلي صولته ،
وهب لنا يا إلهي (يا وهاب )من لدن علمك ميراث الأنبياء والأولياء الناهضين لقوام الدين ،ومعرفة علم اليقين ،عند فترة الهمم وتلاطم أمواج السقم حتي نكون مغاليقاً للشر ومفاتيحاً للخير الحاري علي وفق إرادتك، المحي لذوات الأشباح الناشيء عنه حياة الأرواح، الباقية في عين المنن، القائمة بشروق السنن، التي لا يختص بها زمن دون زمن ، كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظورا، وأن ترزقنا يا إلهي (يا رزاق) من عالي القسمة في الغيب والشهادة، مع كمال البركة في قليلها وكثيرها، وأن لا تلهني عنك بحطامك الفاني وأحجبني من كل زائل سواك، وارزقنا الإطمئنان علي ذكرك وشكرك وحسن معاملتك والإستقامة علي طريقتنا الأحمدية المحمدية ، وحققنا يا إلهي بسراء وحدتها في مصدر شريعتها ، وأسرار فردانيتها العظمي في حضرة ساذج العماء، حتي تذهب عني نقطة التباين ، وتمحو أعداد أصفارها من وحدة آحاد أفلاكها فلا يبقي لنجم التفريق وجودٌ في استواء قمر التحقيق، وكلُ في كتاب مبين ، وأسألك يا إلهي (يا فتاح) إن تفتح أقفال قلبي بسراء الواردات، وأسرار الصبابات بكمال فتحك الإلهي من غموض الهياكل وحجاب التشاكل حتي تزكو مجاهدتي وتصفو مواصلتي ،وتسفر لي هنالك جنة المعارف في ليالي عشر الزخارف، وتبدو من خزائن الجود ملامح إشارات الشهود، وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدرٍ معلوم وأن تعلمني يا إلهي (يا عليم) من حقائق لدن علمك فيضاُ ترث به مدارك أوهامي فهماً .في سائر حواميم التنزيلات و معاني التفصيلات ، و في كل أدوار الأحكام و ماحوته مطالع الإلهام من ناطق و صامت و نامٍ ، وعلوم أسرار القرءان القائمُ به كلُ زمانٍ و مكان ، بعدد مراتب الشئون ، و أطوار الحجون ، حتى لا أعدم وجوداً و لا أفقد مشهوداً ، في كل ظهورٍ و بطون ، و ان تحيي بنور العلم وجهتي وتعلو به مكانتي ، و توحّد به مشهادتي ، فأعلم ما خفي من المباهم و ما انطوى من رموز الطلاسم في كل العوالم ، من حيث الهدي الجامع بإنسانه اللامع ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) و أن تقبض عني يا إلهي (يا قابض) كلَ لاهٍ من مراعاة حدودك و متابعة رسولك ، عن فقد شفع وجودي بمفرد شهودي ،حتى أذوق يا إلهي ( يا باسط ) صفاء مباسطتك فوق بساطك الأحمدي و لذيذ منادمتك في بقائه الأبدي ، فأكون موفّقاً لخدمتك مع رفع تكليفي في إقامتها ، بحسن مناجاتك فيها ، فتسري حلاوتها في كل الأجزاء و تحنُّ نشاطاً إليها جميع الأعضاء ، و أتحفني يا إلهي صحو أدائها القائم ، ومتعني بفيوض زواخرها المتلاطم ( في بيوت أذن اللهُ أن تُرفع ويذكرُ فيها إسمه يسبّح له فيها بالغدو و الآصال)
وأن تخفض عنّى يا إلهى (يا خافض) جناح الذل لكل مؤمن، وعبدٍ صالح،فخير الناس من كان للناس نافعا، برحمة البطون والظهور،ولين الجانب،وترك المعاتبة فى العواقب،فأكون برزخاً كماليّا لتخطّى الأبدان والأرواح،وموسماً جامعاَ لعيد الأفراح،واجعلنى يا إلهى منهل الروِى لوجود الإرتوى،وحققنى بكلامك القدسى،من كان للخلق ظلا ظليلا يستريحون فيه أكون له كذلك. وأن ترفع شأنى يا إلهى (يا رافع)من دوائر الوهم إلى حقائق الفهم،ومن حجاب البشريّة إلى مجارى الخلافة الإلهيّة،ومن ضيق الكيان إلى شهود العيان،وأجلسنى فوق منصّات أجراسه وأرائك أفراده،من خلف بابه المعلّى،المكتتم مافيه عن كلّ من أعرض وتولّى.

وأن تعز جمعنا يا إلهى (يا معزّ)بعزّ تقواك، وملازمة طاعتك،وحسن الأدب مع معيّتك،والإطمئنان فى مجارى الشئون على وفق إرادتك،وأشهدنى يا إلهى منّتك فيها قبل رؤية أوانيها ،فى كلّ بارزٍ أو مكنون، حتّى أُراعى فيها سابق تصريفك،وقديم قضائك فلا يكن للغير سلطان،ولا لنا سواك رحمن، فأنت المعزّ لمن تشاء،والمذلّ لمن تشاء، بيدك الخير إنّك على كلِ شيءٍ قدير.وأن تُذلّ لنا يا إلهى (يا مذلُّ) بسطوتك التامّة وجبروتك النافذ جنود القوى الروحانيين، المتجرّدين عن المادّة، والقائمين بها،وكلٌّ من المتمرّدين،الغاوين لعباد الله والمفرّقين لكلمته،والمقسّمين لسبيله،(شياطين الإنس والجنّ يوحى بعضُهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورا).
وأسعمِنى يا إلهى (يا سميع)فى الثُلث الصفات الأخير من الليل بالأسحار،عند رفع براقع الأستار،معانى تجلّى ندائك،وصحيح خطابك، حتّى تندكّ عند ذلك جبال أطوارى،وتفنى عوالم آثارى،وفى إفاقتى بعد الإقامة أقول،بلسان البقاء من بعد الفناء،(سبحانك إنّى تُبتُ إليك وأنا أوّل المؤمنين)،إلهى اجعلنى من عبادك المؤمنين،المشتاقين إليك،والمرابطين فيك والآخذين عنك،حين فنوا وجودهم بنور وجودك،وتلاشت صفاتهم فى نور صفاتك،(فلا تعلم نفسٌ ما أُخفى لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون).
وأن تبصّرنى يا إلهى (يا بصير)فى مفترسات العوائق،وإسترقاقات خيالات الرقائق،بشهود كمال شوارق المحبّة،ونهاية تجلّى القربة،وحلّنى يا إلهى من قيد الملاهى،إلى إطلاق الوسع الإلهى،حتّى أعفو كونى،وأعدم أينى،وأغيب فى وجودك عنّى،ولم ألمح يوماً دونه رسمى ولا رقمى.
وفى حضرتك يا إلهى (يا حكم) حكّمنى فى كلّ دوائر مملكتك الإنسانيّة،ومجالاتها العُلويّة،بإستيلاء الفطرة الربّانيّة،والمشاهدة الكليّة،فى مظاهر الناسوت،وبطون اللاهوت.
وأفدنى كمال العدل يا إلهى (يا عدل) فى رعيّة جوارحى وصوادر ملامحى،حتّى أُوفى بعهد الله وأقوم بحقوقه كى لا أكون من خُوّان ودائعك،الظالمين لشرائعك،فجاء فى الخبر عن سيّد البشر، كلّ راعٍ مسئولٌ من رعيّته يوم القيامة.
وأن تلطف بنا يا إلهى (يا لطيف) فى كلِ جلالٍ وجمال،من تجلّيات القضاء وتصادم مظاهر الأسماء،
وعرّفنى يا إلهى (يا خبير)بمنشورمنوالها ورقائق نوالها، ليستفيد قلبى بنور وحدتك ويقول حسبى عند تجلّى إفاضتك، وإذا بجميع الحواس سكرانةً من غير كأس،وقد فنى المُراد فى مُرادك،ولم يخطر فيه ولو سهواً إرادةً لغيرك، وأُفوِض أمرى إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد.

اللهمّ يا إلهى (ياحليم)ذو الحلم الربّانى، والجود المُطلق السبحانى،والعفو الصمدانى،أن تخلّقنى بحلمك الشامل،وإحسانك المتواصل،الذى لا عقاب فيه،ولا إنتقام بعده،واجعله يا إلهى من طبع طبيعتى،وغاية سجيّتى،حتّى أخلع رداء الأهواء النفسانيّة،والطبيعة الحيوانيّة بإستواء الأخلاق القدسيّة،والمعاملة الكاملة الربّانية،التى بها أمرتنا،وعليها فى مُحكم كلامك دعيتنا،(وما يُلقّاها إلاّ الذين صبروا وما يُلقّاها إلاّ ذو حظٍ عظيم)



وعظم يا الهي يا(عظيم) بوراثة النبوة قدري، وارفع بها في الملأين ذكري، واشرح بها صدري، ويسر بها امري، وأجعلني يا الهي يا عظيم من الذين يعظمون الحق، ويقولونه ويعملون به لأكون من سواك فارغاً، ومنك مستمداً، وعنك آخذا، حتى تسري أنواره بجميع كلياتي ،فأكون فاقداً لشعور كلياتها، غائبا من رؤية محاسنها، فاتقا بك رتق وجودها، ناظراً لجمالك في كل مظاهر الشئون والبطون. طالباً لمنحة غفرانك ياالهي (يا غفور) في كل ماصدني عنك، أو حال بيني وبينك، من عوارض الاضداد وشهود الانداد ،الهي أصرفني الى كل ما فيه أهلية لدلالتك، ووجود لقرابتك فانك أهل التقوى وأهل المغفرة. واوزعني يا الهي (يا شكور) شكر نعمتك التي انعمت بها عليّ في مطالع الاشباح، ومطاوي الارواح ،حتى يكون اليك شكري بكل بشري وشعري. وان تعلي شأني يا الهي (يا عليّ) باتباع كتابك ،وسنة رسولك ،والعمل باجماع أمتك، وارفعني فوق أعلى مقام، لم يكن لغير مفرد سام، دونه كل المراتب، حاويأً لكل ما يحويه من النفحات والمواهب .وكبر يا الهي (يا كبير) حالي بأنوار بقائك الساطعة، وأسرار كمالاتك الجامعة، حتى اعانقها في صحوى جمالي، ومحوى جلالي .وأحفظ يا الهي (يا حفيظ) قلبي من الزيغ عنك، والاتحاد بصفات الفرق منك ،وافرده من كل شائبة سواك، واجعله بيت تجليك ومحط أسرار أمانيك. وأغثني يا الهي (يا مغيث) المستغيثين، بفيضك الصمداني النابت للمعارف في أرض الاواني، وطهرني بماء غيبه من جنابه الغفلات، ونواقص الهفوات، في سري وعلانيتي وأجذبني الى حضرتك، ومعاهد انسك جذباً محفوفاً بنصرتك وخذني مني اليك بسابق عنايتك وقديم شغادقك اخذ عزيز مقتدر. وكن يا الهي (يا حسيب) حسبي الله ونعم الوكيل من ريب الالتفاتات، وعواضل المهلكات، واجعلنا يا الهي من اهل حزبك، ومن اكابر خواصك محل نظرك المتجملين بجمال متابعتك ،(أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون) وجلل يا الهي (يا جليل) نهايتي بنور جلالتك، وارزقنا الموافقة اليك، والاجابة لامرك، والتسليم لقهر ربوبيتك. وان تكرمنا يا الهي (يا كريم) بكرمك الابدي ،ومدادك السرمدي ،وملازمة الصدق ومراعاة الحق واستعمال النصيحة لله ولعامة المسلمين، وودهم فيه، والتوقير لكبيرهم ،والرحمة لصغيرهم، وحسن الظن بهم ،والتماس الخير لهم ،لأكون من عبادك المحبوبين وبالعناية موصوفين (أولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ).اللهم يا الهي (يا رقيب) أبدل سيئات سواك عني بكمال حسنات مراقبتك مني، وأدم علمي باطلاعك علي اين وجهت وحيثما كنت بسر قولك (فأينما تولّوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم) حتى لا اعصيك بحجاب زلتي، ولا أرى سواك بوجود خطيئتي، فان لم اكن اراك فانك تراني. وادعوك يا الهي (يا مجيب) لمن دعاك ،ويا ملبي من ناداك، يامن قلت( فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني) عجل اللهم إجابتنا بلا رد وتقبل منا وارحمنا بلا صد ،انك على ماتشاء قدير وبالاجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .وان توسع لنا ياالهي (يا واسع) في موائد الجسم، وحقائق العلم، الذي لا يتصرف فيه عقل، ولا يحيط به نقل،( رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا). يقود اليك يا الهي (يا حكيم) عناني، ويوصل بك جناني لتلقي أسرار الحكمة وبدائعها فى الوحدة والكثرة (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر الا أولو الالباب )الذين وددتهم بصرف محبتك يا الهي (يا ودود) وتجليت بها على أرواحهم، فسابقت الي معاني العروج، وقطعت مقامات السروج ،وسبحت في غيب غيوب الانوار، وتملت بما لا تسعه غاية الافكار، وان تمجد يا الهي (يا مجيد) أسرارنا بالفناء في بدائع تجلي الذات، ومكنون كنوز التجليات، في ملكوت الارض والسموات بمشاهد لا تردها محاسن البواطن، ولا تعارضها ظلال التباين، وأبعثنا يا الهي (يا باعث) على كلمة التوحيد، وكمال التأييد ،في كل من الموتتين الاختيارية، والاضطرارية، بعين اليقظة في أحدية الجمع والفرق، وأشهدنا يا الهي (يا شهيد) وحدة وجودك المطلق، الشاهد لكل الاعيان وجودك الاضافي انك على كل شهيد.