الأرض هونا". كان يجالس الضعفاء و يتواضع للفقراء. و يخدم نفسه و أهله، لا تستنكف نفسه عن فعل شيء كائنا ما كان. لا يبرئ نفسه من خصلة ذميمة أو فعلة قبيحة و يشهد حقوق الناس عليه، و يقول المؤمن هو الذي يرى حقوق الخلق عليه و لا يرى لنفسه على أحد حقا. كان يقول "المال مال الله و إنما أنا خازن الله و مسخر فيه و مستخلف". إذا استلف شيئا قضاه بسرعة لا يتوانى في ذلك و لا يغفل البتة.

ومن كرامات سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه و أرضاه و جعل الجنة مثواه أنه محبوب عند الله تعالى في الدنيا و الآخرة. و أخبر سيد الوجود صلى الله عليه و سلم أن كل من أحبه فهو حبيب للنبي صلى الله عليه و سلم و لا يموت حتى يكون وليا قطعا. قال رضي الله عنه سألته صلى الله عليه و سلم لكل من أخذ عني ذكرا أن يغفر لهم جميع ذنوبهم، ما تقدم منها و ما تأخر و أن تؤدى عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله لا من حسناتهم و أن يرفع الله عنهم محاسبته على كل شئ و أن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة و أن يدخلوا الجنة بلا حساب و لا عقاب في أول الزمرة الأولى و أن يكونوا كلهم معي في عليين في جوار النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي صلى الله عليه و سلم ضمنت لهم هذا كله ضمانة لا تنقطع حتى تجاورني أنت و هم في عليين ... ثم قال رضي الله عنه قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم هذا الفضل هل هو خاص بمن أخذ عني الذكر مشافهة أو هو لكل من أخذه و لو بواسطة فقال لي كل من أذنته و أعطى لغيره فكأنه أخذه عنك مشافهة و أنا ضامن لهم . أما الكرامة العظيمة المقدار فهي دخول الجنة بلا حساب و لا عقاب لمن أخذ ورده و دخول والديه و أزواجه وأولاده المباشرين ( لكن من طرح نفسه في معاصي الله لأجل ما سمع و اتخذ ذلك حبالة إلى الأمان من عقوبة الله في معاصيه، ألبسه الله بغضنا حتى يسبنا، فإذا سبنا أماته الله كافرا فاحذروا من معاصي الله و من عقوبته).

وقال رضي الله عنه "و ليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب و لا عقاب و لو عملوا من الذنوب ما عملوا و بلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي ووراء ذلك مما ذكر لي فيهم و ضمنه صلى الله عليه و سلم لهم أمر لا يحل لي ذكره و لا يرى و لا يعرف إلا في الآخرة و مع هذا كله فلسنا نستهزئ بحرمة سادتنا الأولياء و لا نتهاون بتعظيمهم فعظموا حرمة الأولياء الأحياء و الأموات فإن من عظم حرمتهم