لم تكن هذه المادة معروفة من سنوات فقط، ومادة العكبر أو الصمغ هي مادة يتسلح بها النحل لأنها تستعمل في تحنيط كل الدواب التي تحاول الاقتراب من الجباح، ويطهر النحل كل شيء بهذه المادة ويحجب بها ضوء الشمس ويحبس بها الهواء ويقي بها الخلايا من الماء والرطوبة. وهذه المادة لا تذوب إلا في الكحول ولذلك فهي صعبة ولا يمكن أن يستعملها أي أحد بدون استعمال طرق علمية تحفظ المواد العلاجية الموجود فيهان ولذلك لا تستعمل كباقي المنتوجات الأخرى. وإذا سخنت على النار ولو على 45 درجة تفقد مفعولها العلاجي وإذا تعرضت لضوء الشمس أو الهواء ينقص مفعولها. ويجب ألا تشترى هذه المادة من الباعة لأنها لا تصلح، وكذلك العكبر المصنع على شكل أقراص لا يكون بمفعول جيد وإنما ينقص مفعوله تحت تأثير التصنيع.



ومادة العكبر أو الصمغ مادة طبيعية صفراء إلى بنية داكنة، وهي لاذعة المذاق لزجة وسهلة المزج مع الشمع، والصمغ يشبه العلكة عند مضغه، وهي الطريقة السهلة لتناوله لأنه يطهر الفم من الروائح والتعفنات والتسوس، وفي نفس الوقت يبلع شيئا فشيئا أثناء المضغ، وهذه المادة العجيبة يسد بها النحل الثقب الموجودة في الأجباح، ويضعها كذلك على أبواب الخلايا ليمنع بها تعفن الخلايا من جراء دخوله وخروجه، تماما كما نضع محلول مطهر عند مدخل إسطبلات الدجاج، لألا ندخل الجراثيم

وهذه المادة الصمغية تكون على شكل معجون، لا يذوب في الماء، ولا يسمح بدخول الماء أو الهواء من حيث يشمع الجبح بهذه المادة، فلا يمكن للماء أن يصيب خلايا العسل، وتتكون من عدة مواد يأخذها النحل من النباتات والأشجار، وتختص في جمعها مجموعة من النحل أو العاملات المكلفات بالبناء والترميم ومراقبة البيوت، ويصعب التكهن بما تحتوي عليه هذه المادة، لأن دراستها في المختبر صعبة، نظرا لعدم ذوبانها في الماء والمحاليل الأخرى إلا الإتانول أو الكحول العادي، لكن الجزء الذي يستخرج بالإتانول لا يمثل كل ما تحتوي عليه هذه المادة، وإنما المكونات التي تذوب في هذا المحلول والتي توجد بنسبة مرتفعة، ولو أن بعض الباحثين يزعمون أن كل الكيماويات الموجودة في الصمغ قد ثم تحديدها وتشخيصها، فنحن نقول أنه من المستحيل تحديد كل المواد الموجودة في الصمغ، وربما تكون مادة على شكل أثر في الصمغ وتكون هي المهمة أو المسؤولة عن الشفاء، وعلى أي حال سنعطي بعض المكونات التي تم تشخيصها ومن جملتها المواد التي تكون البنية لهذه الصمغة، وهي Resin التي يجمعها النحل من النبات والأشجار، ويخلطها مع حبوب اللقاح والرحيق، حيث تعطي عجين من الشمع والرحيق وغذاء النحل. وأما المواد النشطة في الصمغة فجد متعددة وقد صنفت منها الباحثة Rite Elkin في كتابها « Bee pollen, Royal jelly, Propolis and Honey » أكثر من 19 مادة كيماوية، وتشمل العديد من المكونات التي تنتمي إلى الفلافونويدات والبوليفونولات والصابونين والمواد الدابغة الأخرى. ولا تزال المختبرات تبحث في الميدان رغم أن العسل لم يعد طبيعيا، وإنما أصبح يربى النحل بطريقة حديثة جعلته يفقد بعض المواد الصالحة والنافعة من النبات، كما أن النبات كذلك تغير عبر التقنيات الحديثة ليفقد من مكوناته الطبية، وبذلك نكون ذهبنا إلى الغذاء وتركنا الدواء، وقد لا ينفع هذا الغذاء البشري بدون الدواء الرباني.

ولنبين لأصحاب الميدان إذا لم يقتنعوا بهذه الطروحات، أن هذه الصمغة تمت مقارنتها مع البنسيلين، فتبين أن لهذه الأخيرة أعراض جانبية وليس لصمغ النحل أية أعراض جانبية. وتعتبر الصمغة Propolis من الأدوية الطبيعية التي تعطي فاعلية مباشرة، وتستعمل لمقاومة الباكتيريا والفايروسات والطفيلات والخمائر والفطريات، ومن أغرب وأشهر ما توصل إليه البحث، أن الصمغة تبيد الجراثيم المقاومة للبنيسلين وبعض المضادات الحيوية الأخرى، وهو البحث الذي قمنا بإنجازه في مختبرنا.

وتوجد في السوق حاليا عدة أدوية مركبة من الصمغة، وتستعمل لعدة أغراض طبية، ونوصي باستعمال الصمغ مباشرة دون أن يكون مصنعا بطريقة صيدلانية، ويكون مفعوله جد ظاهر، ويرجى أن لا يستعمل بكثرة لألا يضيعه الناس، لأن القليل يكفي ويستعمل هذا الصمغ إذا ما تمكن الناس من اقتلاعه من الأجباح في الأمراض التالية:

- الأمراض الجلدية التعفنية، وغيرها بما في ذلك الإصابات الفايروسية والأكزيما.

- الإصابات المعوية والمعدية بما في ذلك القرحة والغازات والتهاب المستقيم والبواسر.

- الطفيلات الجلدية.

- السرطان بكل أنواعه وخصوصا الأنواع المرتبطة بالجهاز الهضمي.

- الأمراض الفايروسية ومنها التهاب الكبد الفايروسي

- الجرح يضمد بالصمغ مباشرة ولو كان عميقا أو مفتوحا.

- استعمال الصمغ بالنسبة للحيوانات

- التهاب الكبد الفايروسي.

- التوتر، الانهيار العصبي.

- أمراض القلب والشرايين

- الضعف الجنسي.

- التسوس

هناك تسميات أخرى لبعض الباحثين العرب على الخصوص، ونجد من بينها 'العكبر' ونضيف أن الصمغ يحول دون تحلل المواد الطبية الموجودة بالعسل والمنتجات الأخرى، ونلخص هذه الخصائص في مستويين.

الأول: هو عدم وجود أو دخول الهواء والماء على الخصوص، وهذه هي الخاصية التي تستغل في صمغ النحل لكونه لا يدخل الماء ولا يذوب في الماء، وهو مهم بالنسبة لحفظ العسل من التخمر أو التحلل.

الثاني: هو عدم نفاذ الضوء، وهو كذلك عامل قد يتلف بعض المكونات الأساسية في العسل، ونعلم أن المكونات النافعة الكيماوية تتضرر بالضوء أو قد تتحلل.

ويستعمل صمغ النحل لتطهير الجبح، ولتحنيط الأجسام الحية التي لا يقدر النحل على إخراجها كالحشرات التي تدخل الأجباح، فتحنط وتبقى هناك دون أن تصيب العسل أو الشهد، ويتكون صمغ النحل من مجموعة من المواد يصعب تحديدها أو تحليلها، وتعجز كل المختبرات حاليا في تحديد التركيب الكيماوي لصمغ النحل، خصوصا المكونات النافعة أو الاسشتفائية، وبصفة عامة نجد المكونات الظاهرة في التركيب بالنسب التالية:

ويبقى هذا التركيب قابلا للتغيير، نظرا لاختلاف أنواع النباتات والجهات في العالم مع عامل الحرارة. ورغم المحاولات التي أجريت لإعطاء العناصر النشيطة في الصمغ، فإن الأبحاث لا تزال جد متأخرة فيما يخص تحديد المركبات الموجودة في هذه المادة العجيبة.

وذكر بعض الباحثين أن صمغ النحل يتكون من 149 مركب كيماوي، منها مادة فلافونيدية وهو القسم الأعظم من مكونات صمغ النحل، وحوالي 14 مشتقة من حامض السيناميك، و 12 من حامض البنزويك، والمركبات الأخرى فتشمل التربين وكحول السكوابيربين وبعض السكريات.