روضة العامودى
01-04-2012, 01:19 PM
الســلام عليكم و رحمة الله و بركــــاته
يعتبر الشاي المغربي («آتاي» بالعامية المغربية) رمز للترحاب وحسن الضيافة، إنه أول ما يقدم للضيوف،
اذ لا يمكن ان تدخل بيتا سواء كان اهله فقراء او أغنياء الا وسارعوا الى إحضار صينية الشاي..
http://up.g4z4.com/uploads/c77bb04cbf.jpg
فيعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف ويذهب الى حال سبيله من دون ان يتناول كأس شاي.
و يشرب ساخنا دلالة على حرارة الإستقبال ودفئ المودة...
وتتنوع طرق إعداد من منطقة إلى أخرى .
تاريخ الشاي
دخل الشاي أول مرة إلى المغرب في القرن 18، أيام السلطان مولاي اسماعيل، عندما تلق هذا الحاكم العلوي اكياسا من الشاي والسكر كهدية ضمن مجموعة من الهدايا التي بعث بها الأوربيون.
http://up.g4z4.com/uploads/c25a06becb.jpg
فصار الشاي شرابا نخبويا، يقدم لأسياد القوم او لضيف عزيز جدا،
و كان نادرا في ذلك الزمن وندرته أدت إلى احتكاره من قبل الرجل حيث لم يكن للنساء حظوة احتساء هذا الشراب،لان الذكر هو فقط الجدير بهذا الامتياز ، كان ينتشي ذكور البيت برشف الشاي في حين تكتفي الحريم باعتصار رحيق محتوى البراد لتسكب في جوفها وهم القطرات ..
لكن وفيما بعد استطاع الشاي ان يوحد بين طبقات المجتمع عندما عرف المغرب نوعا من الرخاء الاجتماعي وتوفر المنتوج بالأسواق، فتم هدم الهوة بين الرجل والمرأة بالمغرب وأصبح التعاطي مع الشاي بشكل مختلف.
طقوس الشاي في الثقافة الأمازيغية والعربية
في الثقافة الأمازيغية طقوس الشاي وأبعادها متنوعة، فهو شراب يمارس في محفل جماعي ويحضر أمام الملأ، فمن العيب أن يتم تحضيره في المطبخ، بل توضع الصينية والكؤوس والبابور والربايع و المقراج ، وسط جلسة مخصصة لذلك و يكلف و يشرف أحد الأقارب أو رب البيت فيجلس فوق فرش على الارض، في صالون الضيوف، وامامه الصينية و«البراد»،و تفتح علبة الشاي امام الشاربين ..ولا تخل هذه الاشارة من دلالات، فالقائم بالشاي وغالبا ما يكون رب الدار يتعمد ان يظهر علامة الشاي ليفتخر بانه يقتني النوع الجيد، وهذا طبعا يحدد الموقع الاجتماعي لصاحب الدعوة.
http://up.g4z4.com/uploads/953cf8ef86.jpg
فيشرع في اعداد الشاي على مهل في جلسة تسامر
فيقلب الشاي و يطهى على نار هادئة و يصب في الكؤوس بطريقة فريدة..
إذ يرفع صباب الشاي البراد عاليا فيصدر صوت أشبه مايكون بالسمفونية الكلاسيكية في آذاننا كمغاربة
يرفع البراد غاية الحصول على رغوة فوق سطح كوب الشاي تسمى "الرزة" أي العمامة
و هي دليل على أن مشروب الشاي فاخر و ناجح ،فيسكب للشارب نصف كأس من الشاي، فمن قلة الذوق أن تملأ الكأس عن آخره
لما لذلك من إيحاء من صاحب الدعوة أن الضيف ثقيل أو غير مرحب به فتملأ له الكأس ليشرب و يغادر بسرعة.
عكس المرحب به، تسكب له نص كأس تلو كأس تلو كأس دلالة على آستأناسك بوجوده.
http://up.g4z4.com/uploads/fed6c3f8e0.jpg
ويصاحب جودة الشاي صينية رفيعة وكؤوس ارفع خاصة بالضيوف، كما كان محور نقاشات بين القبائل، وحضوره ضروري لمجلس صلح للخصومات كما كان يكون عدم شربه كإشارة على القطيعة
حيث يقسم احدهم بالأمازيغية :" لن اشرب في بيته ولو كأس شاي " و هذه المقولة دلالة على القطيعة عند الأمازيغ.
http://up.g4z4.com/uploads/e5b7df20fb.jpg
اما الآن فلا احد لديه الوقت الكافي لمثل هذه الطقوس الا في حالات استثنائية مثل المناسبات والاعياد، إذ اصبح الشاي يحضر بسرعة فائقة في المطبخ ويقدم جاهزا، الا ان هذه العملية مسموح بها لاهل المدن فقط، اما في القرى فتقديم الشاي بتلك الطريقة، يعبر عن قلة ذوق، وعدم احترام للضيوف، غير ان بعض العائلات المغربية العريقة ما زالت محافظة على تقاليد اعداد الشاي، ولم تتنازل عنها أبداً.
http://up.g4z4.com/uploads/c2cdde6c81.jpg
و حتى في أيامنا هذه مازال صنع الشاي من آختصاص الرجل في جل المناسبات ..
في حفلات الأعراس على سبيل المثال يُحضر رجل ذو هيبة و يلقب بالساقي متخصص في صنع الشاي بزي تقليدي أبيض يمتع الحضور من عشاق أتاي بكؤوس ساخنة طوال الحفل .
http://up.g4z4.com/uploads/9f2b5ced63.jpg
أواني الشاي
بسبب آنتشار الشاي في المغرب ظهرت صناعة تقليدية أنعشت الاقتصاد المغربي فعلى مدى قرنين من الزمن أي منذ القرن19 برع أصحاب هذه المهن في صنع الادوات المستعملة لتحضيره وتقديمه،
http://up.g4z4.com/uploads/c59658d961.jpg
فالصينية والبراد مصنوعان من معدن الفضة الخالصة، او من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان، كما ان الصينية تكون مزينة بنقوش يدوية، وكذلك الشأن بالنسبة «للبراد»، الذي يتخذ شكلا فريدا و شامخا، لا نجده في أي بلد آخر، وتعد مدينة فاس المنبع الرئيسي لأدوات الشاي، حيث حافظ الحرفيون على هذه الصناعة التقليدية التي تحمل بصمة أندلسية، تدل على البذخ والفخامة.
http://up.g4z4.com/uploads/282a55ec6c.jpg
وترافق الصينية والبراد ادوات اخرى يطلق عليها «الربايع» وهي ثلاث علب من نفس المعدن، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع المقراج و هو غلاي الماء و البابور أو الكانون ..و في بعض الأحيان الطاس أو المغسل لغسل اليدين
http://up.g4z4.com/uploads/8cf898848e.jpg
غلاي الماء و موقد النار أو الكانون بالجزء السفلي
http://up.g4z4.com/uploads/cf5187b4ff.jpg
المغسل
اما بالنسبة لكؤوس الشاي، فتلك حكاية اخرى لا تقل سحرا وجمالية، ذلك أنها تكون مزخرفة وملونة وتصف فوق الصينية بعدد لا يقل عن خمسة كؤوس حتى وان كان الضيف شخصا واحدا، اذ من غير اللائق ان يوضع عدد محدود من الكؤوس في الصينية.
http://up.g4z4.com/uploads/6941c59dfc.jpg
ويطلق المغاربة اسماء معينة على هذه الكؤوس، مثل كأس «حياتي»، وهي كأس صغيرة الحجم من الزجاج الشفاف، للاستعمال اليومي، اما كأس «البلار» فهي كأس ملونة غالية الثمن تستعمل في المناسبات .
http://up.g4z4.com/uploads/833c0b8131.jpg
طعم و مذاق الشاي
لا يتخد الشاي المغربي مذاقا واحدا طوال العام، بل لكل فصل مذاق خاص رغم أن الشاي المغربي إقترن بالنعناع .
ففي فصل الشتاء، تستعمل نبتة طبيعية اخرى بديلا عن النعناع، تسمى الشويلاء «الشيبة» وتمنح للشاي مذاقا مختلفا، اما في فصل الربيع، فتستعمل ازهار البرتقال مع النعناع، وهذا المزيج يعطي نكهة خاصة جدا للشاي، فتفوح منه رائحة قوية زكية.
http://up.g4z4.com/uploads/a44ea2a04f.jpg
و في الصيف يضاف إليه عدد من الاعشاب الطبيعية المنسمة و المنعشة ، وتسمى «التخليطة» وهي فليو، مرددوش، السالمية "المرمية" ، الحبق ومانتا...
http://up.g4z4.com/uploads/6f396cd5c2.jpg
وهناك ايضا من يستغني عن إضافة أي اعشاب منسمة للشاي، ويضيف اليه السكر فقط، وهي طريقة خاصة بأهل الصحراء، حيث يتميز الشاي بمذاقه المر اللذيذ ولونه القاتم،و برغوة هائلة تفوق كمية الشاي،و للأمانة الأدبية الشاي الصحراوي هو الأطيب و الأجود من بين كل ربوع المملكة ويصلح تناوله بعد وجبة دسمة جدا، باعتباره وسيلة هضم جيدة..
http://up.g4z4.com/uploads/87214cf515.jpg
و يقدم الشاي مع أنواع من الحلويات الفاخرة أو الفطائر أو كوجبة مشبعة مع الخبز في أوقات مابعد العصر.
http://up.g4z4.com/uploads/5ae86cabab.jpg
جهاز العروس و علاقته بالشاي
http://up.g4z4.com/uploads/1405e35bf5.jpg
كما ان الشاي كان دائما حاضرا في جهاز العروس إذ من تقاليد المغاربة إحضار صندوق من الشاي الاخضر الفاخر
و سكر على ألا يقل عن 64 كيلو جراماً من السكر هدية عند الخطبة و حتى الآن لا يعلم أحد سر هذا الرقم بالتحديد ،
و هدية السكر هي أحد أهم الطقوس التقليدية التي يحرص عليها الكل، مهما أختلف المستوى المادي.
فتحمل بقوالب خاصة تسمى الطيافر أو الطبايق على الرؤوس في موكب الهدية مع الهدايا الاخرى من ثياب و جواهر و عطورات.. فيجوب الموكب الشوارع برفقة فرقة موسيقية وصولا لبيت العروس ..
http://up.g4z4.com/uploads/bbd95a1ef9.jpg
وهناك من يحتفظ بأدوات صنع الشاي قديمة جدا، حيث تكون من بين الهدايا الثمينة التي تقدم للعروس من طرف عريسها..و والدتي لازالت تحتفظ بالهدايا التي قدمت لها نلمعها بين الفترة و الاخرى، و نستعملها في المناسبات السعيدة أو بحلول ضيف مميز و عزيز .
http://up.g4z4.com/uploads/ae0472a8f8.jpg
و دامت دياركم عامرة بالأفراح.
كان هذا أكثر موضوع أخذ مني وقت و جهد في تنسيق الافكار و آختيار المفردات٬ لما له من أهمية في تاريخ بلدي و جذوره الثقافية.
و لم أرد أن يكون مجرد وصفة تمر مرور الكرام
http://www.nlpnote.com/forum/mwaextraedit4/extra/63.gif
منقوووووول
يعتبر الشاي المغربي («آتاي» بالعامية المغربية) رمز للترحاب وحسن الضيافة، إنه أول ما يقدم للضيوف،
اذ لا يمكن ان تدخل بيتا سواء كان اهله فقراء او أغنياء الا وسارعوا الى إحضار صينية الشاي..
http://up.g4z4.com/uploads/c77bb04cbf.jpg
فيعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف ويذهب الى حال سبيله من دون ان يتناول كأس شاي.
و يشرب ساخنا دلالة على حرارة الإستقبال ودفئ المودة...
وتتنوع طرق إعداد من منطقة إلى أخرى .
تاريخ الشاي
دخل الشاي أول مرة إلى المغرب في القرن 18، أيام السلطان مولاي اسماعيل، عندما تلق هذا الحاكم العلوي اكياسا من الشاي والسكر كهدية ضمن مجموعة من الهدايا التي بعث بها الأوربيون.
http://up.g4z4.com/uploads/c25a06becb.jpg
فصار الشاي شرابا نخبويا، يقدم لأسياد القوم او لضيف عزيز جدا،
و كان نادرا في ذلك الزمن وندرته أدت إلى احتكاره من قبل الرجل حيث لم يكن للنساء حظوة احتساء هذا الشراب،لان الذكر هو فقط الجدير بهذا الامتياز ، كان ينتشي ذكور البيت برشف الشاي في حين تكتفي الحريم باعتصار رحيق محتوى البراد لتسكب في جوفها وهم القطرات ..
لكن وفيما بعد استطاع الشاي ان يوحد بين طبقات المجتمع عندما عرف المغرب نوعا من الرخاء الاجتماعي وتوفر المنتوج بالأسواق، فتم هدم الهوة بين الرجل والمرأة بالمغرب وأصبح التعاطي مع الشاي بشكل مختلف.
طقوس الشاي في الثقافة الأمازيغية والعربية
في الثقافة الأمازيغية طقوس الشاي وأبعادها متنوعة، فهو شراب يمارس في محفل جماعي ويحضر أمام الملأ، فمن العيب أن يتم تحضيره في المطبخ، بل توضع الصينية والكؤوس والبابور والربايع و المقراج ، وسط جلسة مخصصة لذلك و يكلف و يشرف أحد الأقارب أو رب البيت فيجلس فوق فرش على الارض، في صالون الضيوف، وامامه الصينية و«البراد»،و تفتح علبة الشاي امام الشاربين ..ولا تخل هذه الاشارة من دلالات، فالقائم بالشاي وغالبا ما يكون رب الدار يتعمد ان يظهر علامة الشاي ليفتخر بانه يقتني النوع الجيد، وهذا طبعا يحدد الموقع الاجتماعي لصاحب الدعوة.
http://up.g4z4.com/uploads/953cf8ef86.jpg
فيشرع في اعداد الشاي على مهل في جلسة تسامر
فيقلب الشاي و يطهى على نار هادئة و يصب في الكؤوس بطريقة فريدة..
إذ يرفع صباب الشاي البراد عاليا فيصدر صوت أشبه مايكون بالسمفونية الكلاسيكية في آذاننا كمغاربة
يرفع البراد غاية الحصول على رغوة فوق سطح كوب الشاي تسمى "الرزة" أي العمامة
و هي دليل على أن مشروب الشاي فاخر و ناجح ،فيسكب للشارب نصف كأس من الشاي، فمن قلة الذوق أن تملأ الكأس عن آخره
لما لذلك من إيحاء من صاحب الدعوة أن الضيف ثقيل أو غير مرحب به فتملأ له الكأس ليشرب و يغادر بسرعة.
عكس المرحب به، تسكب له نص كأس تلو كأس تلو كأس دلالة على آستأناسك بوجوده.
http://up.g4z4.com/uploads/fed6c3f8e0.jpg
ويصاحب جودة الشاي صينية رفيعة وكؤوس ارفع خاصة بالضيوف، كما كان محور نقاشات بين القبائل، وحضوره ضروري لمجلس صلح للخصومات كما كان يكون عدم شربه كإشارة على القطيعة
حيث يقسم احدهم بالأمازيغية :" لن اشرب في بيته ولو كأس شاي " و هذه المقولة دلالة على القطيعة عند الأمازيغ.
http://up.g4z4.com/uploads/e5b7df20fb.jpg
اما الآن فلا احد لديه الوقت الكافي لمثل هذه الطقوس الا في حالات استثنائية مثل المناسبات والاعياد، إذ اصبح الشاي يحضر بسرعة فائقة في المطبخ ويقدم جاهزا، الا ان هذه العملية مسموح بها لاهل المدن فقط، اما في القرى فتقديم الشاي بتلك الطريقة، يعبر عن قلة ذوق، وعدم احترام للضيوف، غير ان بعض العائلات المغربية العريقة ما زالت محافظة على تقاليد اعداد الشاي، ولم تتنازل عنها أبداً.
http://up.g4z4.com/uploads/c2cdde6c81.jpg
و حتى في أيامنا هذه مازال صنع الشاي من آختصاص الرجل في جل المناسبات ..
في حفلات الأعراس على سبيل المثال يُحضر رجل ذو هيبة و يلقب بالساقي متخصص في صنع الشاي بزي تقليدي أبيض يمتع الحضور من عشاق أتاي بكؤوس ساخنة طوال الحفل .
http://up.g4z4.com/uploads/9f2b5ced63.jpg
أواني الشاي
بسبب آنتشار الشاي في المغرب ظهرت صناعة تقليدية أنعشت الاقتصاد المغربي فعلى مدى قرنين من الزمن أي منذ القرن19 برع أصحاب هذه المهن في صنع الادوات المستعملة لتحضيره وتقديمه،
http://up.g4z4.com/uploads/c59658d961.jpg
فالصينية والبراد مصنوعان من معدن الفضة الخالصة، او من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان، كما ان الصينية تكون مزينة بنقوش يدوية، وكذلك الشأن بالنسبة «للبراد»، الذي يتخذ شكلا فريدا و شامخا، لا نجده في أي بلد آخر، وتعد مدينة فاس المنبع الرئيسي لأدوات الشاي، حيث حافظ الحرفيون على هذه الصناعة التقليدية التي تحمل بصمة أندلسية، تدل على البذخ والفخامة.
http://up.g4z4.com/uploads/282a55ec6c.jpg
وترافق الصينية والبراد ادوات اخرى يطلق عليها «الربايع» وهي ثلاث علب من نفس المعدن، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع المقراج و هو غلاي الماء و البابور أو الكانون ..و في بعض الأحيان الطاس أو المغسل لغسل اليدين
http://up.g4z4.com/uploads/8cf898848e.jpg
غلاي الماء و موقد النار أو الكانون بالجزء السفلي
http://up.g4z4.com/uploads/cf5187b4ff.jpg
المغسل
اما بالنسبة لكؤوس الشاي، فتلك حكاية اخرى لا تقل سحرا وجمالية، ذلك أنها تكون مزخرفة وملونة وتصف فوق الصينية بعدد لا يقل عن خمسة كؤوس حتى وان كان الضيف شخصا واحدا، اذ من غير اللائق ان يوضع عدد محدود من الكؤوس في الصينية.
http://up.g4z4.com/uploads/6941c59dfc.jpg
ويطلق المغاربة اسماء معينة على هذه الكؤوس، مثل كأس «حياتي»، وهي كأس صغيرة الحجم من الزجاج الشفاف، للاستعمال اليومي، اما كأس «البلار» فهي كأس ملونة غالية الثمن تستعمل في المناسبات .
http://up.g4z4.com/uploads/833c0b8131.jpg
طعم و مذاق الشاي
لا يتخد الشاي المغربي مذاقا واحدا طوال العام، بل لكل فصل مذاق خاص رغم أن الشاي المغربي إقترن بالنعناع .
ففي فصل الشتاء، تستعمل نبتة طبيعية اخرى بديلا عن النعناع، تسمى الشويلاء «الشيبة» وتمنح للشاي مذاقا مختلفا، اما في فصل الربيع، فتستعمل ازهار البرتقال مع النعناع، وهذا المزيج يعطي نكهة خاصة جدا للشاي، فتفوح منه رائحة قوية زكية.
http://up.g4z4.com/uploads/a44ea2a04f.jpg
و في الصيف يضاف إليه عدد من الاعشاب الطبيعية المنسمة و المنعشة ، وتسمى «التخليطة» وهي فليو، مرددوش، السالمية "المرمية" ، الحبق ومانتا...
http://up.g4z4.com/uploads/6f396cd5c2.jpg
وهناك ايضا من يستغني عن إضافة أي اعشاب منسمة للشاي، ويضيف اليه السكر فقط، وهي طريقة خاصة بأهل الصحراء، حيث يتميز الشاي بمذاقه المر اللذيذ ولونه القاتم،و برغوة هائلة تفوق كمية الشاي،و للأمانة الأدبية الشاي الصحراوي هو الأطيب و الأجود من بين كل ربوع المملكة ويصلح تناوله بعد وجبة دسمة جدا، باعتباره وسيلة هضم جيدة..
http://up.g4z4.com/uploads/87214cf515.jpg
و يقدم الشاي مع أنواع من الحلويات الفاخرة أو الفطائر أو كوجبة مشبعة مع الخبز في أوقات مابعد العصر.
http://up.g4z4.com/uploads/5ae86cabab.jpg
جهاز العروس و علاقته بالشاي
http://up.g4z4.com/uploads/1405e35bf5.jpg
كما ان الشاي كان دائما حاضرا في جهاز العروس إذ من تقاليد المغاربة إحضار صندوق من الشاي الاخضر الفاخر
و سكر على ألا يقل عن 64 كيلو جراماً من السكر هدية عند الخطبة و حتى الآن لا يعلم أحد سر هذا الرقم بالتحديد ،
و هدية السكر هي أحد أهم الطقوس التقليدية التي يحرص عليها الكل، مهما أختلف المستوى المادي.
فتحمل بقوالب خاصة تسمى الطيافر أو الطبايق على الرؤوس في موكب الهدية مع الهدايا الاخرى من ثياب و جواهر و عطورات.. فيجوب الموكب الشوارع برفقة فرقة موسيقية وصولا لبيت العروس ..
http://up.g4z4.com/uploads/bbd95a1ef9.jpg
وهناك من يحتفظ بأدوات صنع الشاي قديمة جدا، حيث تكون من بين الهدايا الثمينة التي تقدم للعروس من طرف عريسها..و والدتي لازالت تحتفظ بالهدايا التي قدمت لها نلمعها بين الفترة و الاخرى، و نستعملها في المناسبات السعيدة أو بحلول ضيف مميز و عزيز .
http://up.g4z4.com/uploads/ae0472a8f8.jpg
و دامت دياركم عامرة بالأفراح.
كان هذا أكثر موضوع أخذ مني وقت و جهد في تنسيق الافكار و آختيار المفردات٬ لما له من أهمية في تاريخ بلدي و جذوره الثقافية.
و لم أرد أن يكون مجرد وصفة تمر مرور الكرام
http://www.nlpnote.com/forum/mwaextraedit4/extra/63.gif
منقوووووول