المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم الكابالا



ظفار العدوى
07-11-2014, 10:33 PM
حكمة الكابالا...؟!
هل تعرف ما هو مفهوم علم الكابالآ...؟؟؟
لقد أحاطت الكابالآ الكثير من الحيرة والإرتباك, وأساطير وخرافات في التكلم عنها وذلك بسبب أن علم الكابالآ الحقيقي كان مخفيًا منذ الأف السنين وإلى يومنا هذا .فبالرغم من أن مصدر الكابالآ تأصل بعمق مع آثار العصور القديمة ومنذ عصر مدينة بابل القديمة ولكن بالحقيقة بقيت حكمة الكابالآ مكتومة ومحجوبة عن أنظار الإنسانية منذ أن ظهرت أكثر من أربعة آلاف سنة وفي يومنا هذا القليل من الناس يعلمون ما هو جوهر وموضوع الكابالآ.
فمنذ الأف السنين قد أعطيتْ البشرية أشياء كثيرة ومتنوعة بإسم الكابالآ, أشياء مثل التعويذات واللعنات وحتى المعجزات, كل شيء ما عدا المنهج الصحيح للكابالا.
من أجل هذا الغرض بعينه وقبل كل شيء يجب توضيح معنى حكمة الكابالآ . عالم الكابالآ الشهيريهودا أشلاغوالملقببصاحب السلمقدم لنا تعريفًا واضحًا في مقاله "جوهر علم الكابالآ" وقد قال:

"طريقُ الكابالآ هو لا أكثر ولا أقل مِن سِلسلةٍ مُتعاقبةٍمِن الجذور المُتماسِكة والمتداليةِ إلى الأسفل بناءً على نَظريِّةالحَدثْ والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسجُ كُلها متمازجة ًلتشكلُ هدفٌ واحدٌ وعظيمٌ نستطيعُ وَصفه بأنَّه وَحيُ وإظهار وَرَعُ وصلاحالخالق تعظم ذكره تجاه خَلِيقتهُ في هذا العالم". ببساطة هناك قوة عليّا واحدة فوق الجميع وهي الخالق والذي يحكم ويسيطر على كل ما في واقعنا. وكل القوات التي في العالم والمحسوسة لدينا مثل الجاذبية والكهرباء كلها تنحدر منه بينما هناك قوات ذات نظام وترتيب أعلى والتي تعمل في واقعنا في حين تبقى متوارية عن أنظارنا.
يحتوي علم الكابالآ على نظام ومعرفة بُنية هذه القوات المتوارية عنا وعلى سلسلة القوانين التي من خلالها تؤثر على حياتنا. ويعلمنا أيضًا كيف نُنمي حاسة إدراكنا وفهمنا لهذه القوات وإكتشاف هدفها الوحيد بتوصيلنا إلى مرحلة إظهار ووحي الخالق خلال حيانتا هنا في هذا العالم.
هل هذهحكمة الكابالا؟وللإجابة على التساؤلات العديدة التي تراود البعض منا الذين لديهم معرفة سطحية وحب الإطلاع على أمور روحانية متعلقة بعلم الغيب وبنظريات روحانية كعالم السحر والتنجيم وما إلى آخره من هذه الأمور وما علاقتها بحكمة الكابالا. أجوبة علماء الكابالا عن الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور بصورة دقيقة وبتحليل علميّ وتفصيلي وشرحماهية علم الكابالا.

بالرغم من شعورنا أننا نعيشُ في عزلة ونرى عالمًا مُنقسمًا ومُشققًا يقول علماء الكابالا بأننا كلنا مُترابطون ومُعتمدون الواحد على الآخر . كالخلايا المتنوعة في جسم الإنسان هكذا نحن أجزاء منفرد من نفس واحدة . فإن نفوسنا المنفردة مُترابطة ومُتماسكة بعضها ببعض بواسطة القوة العليا والتي بإمكاننا وصفها بأنها قوة محبة وعطاء كامل من دون تحفظ أو شروط.
هذه القوة تربطنا كلنا معًا, وليس نحن فقط بل كل أجزاء وأركان الخليقة أيضًا.
إنها القوة الشاملة والمتضامنة لكل الطبيعة وهي الخالق.
هؤلاء اللذين يُنمّون قدرتهم لتلقي هذه القوة ووحدوية النفس الإنسانية يُدعون"علماء الكابالآ"
أي المتعلمون والباحثون في حكمة الكابالا" فإنهم يُشيرون شارحين بأن هذه القوة كامنة في داخل كل منا ولكنها تبقى ساكنة في حالة سُبات حتى نقوم بإيقاظها وتنميتها. من وجهة نظرهم أنه من الواضح أن في مرحلة تطور البشرية التالية سيكتشف الناس ضرورة وحدويتهم وعندها سيرتبطون بالقوة العليا التي تربطهم سويا ً وعندها سيجدون السعادة الحقيقية.
لمساعدتنا في الوصول إلى هذا الهدف, قدم لنا علماء الكابالا هذه الحكمة والتي هي الطريقة التي بواسطتها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية والإرتباط بالخالق - القوة العليا التي تفعم بالحياة والسرور لكل الخليقة.

منذ 6 قرون سبقت الميلاد وفي مدينة بابل كان هناك شاب اسمه حزقيال (من بني إسرائيل) يزعم أنه كان لديه رؤيا يتحدث فيها عن ريح عاصفة جاءت من الشمال وهي تحمل معها سحابة عظيمة من النار المتوهجة وفي وسط تلك النار كان هناك عرش يجلس عليه شخص كهيئة الإنسان حيث إعتقد حزقيال أنه صعد به إلى السماء فرأى الله على عرشه .
ذكرت تلك الرؤيا المزعومة في سفر حزقيال (1- 28) من الكتاب المقدس ويعتقد أنه كان لها أثراً بالغاً على مجموعة من المتصوفين اليهود الذين كان لديهم أمل أيضاً في رؤية الله يوماً ما من خلال دراستهم لتلك الرؤيا ويهدفون من وراء ذلك تتحد أرواحهم مع روح الذات الإلهية.
- وفي القرن الثاني بعد الميلاد كانت الإمبراطورية الرومانية تحكم سيطرتها على أرض فلسطين وكان اليهود الذين يمارسون شعائرهم الدينية علانية يلقون مصرعهم أو يتم نفيهم على أيدي الرومان مما ساهم في تحول عدد كبير من اليهود إلى التصوف (الفكر الباطني) جرياً وراء ” فهم إرادة الله ” بحسب زعمهم.
كان الحاخام شمعون بن يوحاي أحد الشخصيات التي كانت تبحث عن إجابات بعد أن تمكن من الفرار من الرومان الذين أرادوا إعدامه، ووفقاً لنصوص يهودية كان شمعون بن يوحاي متخفياً عن الرومان لمدة 13 سنة في كهفه وخلال مكوثه فيه كان يجري تأملاته في الله وفي الكون مسترشداً بالنصوص اليهودية ، حيث مهدت طرائقه الفريدة والمطورة إلى بروز فكرة الـ كابالا Kabbalah فيما بعد ولأول مرة في التاريخ.
وعلى غرار ما قام به الحاخام شمعون بن يوحاي حاولت أيضاً مجموعات صغيرة من المتصوفين اليهود الوصول إلى فهم أكبر لله وكانوا يحافظون على إبقاء نشاطاتهم سرية ويحذرون من أن القيام بها يشكل خطراً على الشخص العادي وفي هذا الصدد تروي الأساطير اليهودية عن أن شخصاً اسمه نافاسيز أصيب بالجنون أو حتى لاقى احتفه لأنه لم يكن مجهزاً كفاية للقاء “القوى الروحية العظمى” التي كشف النقاب عنها حيث يعتقد أنه إذا لم يكن الشخص طاهراً ونقياً بشكل كاف أو لم يكن قمة التواضع فعندئذ قد لا يقبله الله أو يدعه يذهب في الرحلة التي أراد هو القيام بها.
ومن خلال القيام بتلك التأملات يعتقد هؤلاء المتصوفون بأنهم يتمكنون من رؤية الله كما رآه نبيهم حزقيال من قبل، وفي تلك الرؤى تكون المداخل إلى السماء العليا محجوبة بسلسلة من البوابات وعلى المتصوف أن يمر عبرها قبل أن يرى الله، وتكون هذه البوابات محروسة بالملائكة التي تبقي أي شخص غير جدير خارجها. وقبل أن يحاول المتصوف التقدم عليه أن يتعلم الأسماء المعقدة للملائكة، ومن ثم عليه أن يكرر كل اسم عدداً محدداً من المرات، وبزعمهم أنه يحصنهم من قوة الملائكة، إلى أن يصلوا إلى حجرة العرش فتأتيهم الرؤية التي يزعمون أنها تساعدهم على تعلم الأسرار فيفهمون أفكار الله.
كون مخلوق من أبجدية عبرية !
وفي تلك الفترة التاريخية سجل متصوف يهودي مجهول أفكاره في كتاب كان له أبلغ التأثير على رمزية الكابالا وكان يحمل عنوان “كتاب الخلق” أو ” سفر يتزيراه ” ويشرح فيه كيف أن الله خلق الكون مستخدماً 20 حرفاً من الأبجدية العبرية زاعماً أن الله ينطق باللغة العبرية وأن هذه الأبجدية هي أبجدية الخلق. ومثال على ذلك الطريقة التي خلق فيها الحجر من خلال دمج ثلاثة أحرف عبريةאבןوهي (א) وتنطق ألف و (ב) وتنطق باء و (ן) وتنطق نون. فتكون الكلمة (أبن) وتعني الحجر باللغة العبرية.
وعلى هذا النحو يعتقد أن بقية الأشياء خلقت من تركيب الأحرف مع الأرقام ومن هنا يبرز الإهتمام بدراسة معاني الأحرف وويتحويلها لأرقام كما هو مطبق في حساب الجمل و بناء الأوفاق في عمل السحر الذي له صلة مع الكابالا.
يُـــتــــبــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:34 PM
شجرة الحياة ...؟؟؟
تقوم فلسفة الكابالا على شجرة يسمونها شجرة الحياة أصلها في السماء وفروعها في الأرض، أي أنها مقلوبة رأساً على عقب حيث تبدأ بالذات العليا في السماء وتنتهي بالعالم الدنيوي في الارض، وتتكون من عشر طبقات تسافر فيها الروح عبر جسد الإله الذي يجسد تلك الشجرة حسب معتقداتهم والتي جاء بها نبيهم ومرشدهم الذي اختفى عن الأنظار مدة من الزمن في مغارة نائيه ومن ثم خرج عليهم يقول بإن أسراراً قد كُشفت له، وأنه قد حصل له شكلاً من الكشف أو الوحي الإلهي . وقد ظهرت مجموعة نصوص عندهم جمعوها في كتاب أو سفر سموه (زوهار). والزوهار كلمة آرامية معناها النور أو الضياء.
رأي الباحثين وأصل التسميةالسبب التاريخي للتسمية غير معلوم ولكن البعض ينسبها إلى سليمان ابن جابرول 1021-1058 أو إلى القرن 13 كما أنه لا يوجد تعريف دقيق لها. يقول مؤلف كتاب “مفتاح حيرام” : ” إن البحوث والحفريات التي قام بها فرسان المعبد قرب خرائب معبد سليمان لم تذهب هباءً بل حصلوا على أشياء معينة كانت كافية لتغيير نظرتهم في الحياة ” ، ويعتقد آخرون أن تسمية كابالا مشتقة من الآرامية ، و معناها القبول والتلقي ، أي تلقي الروايات الشفهية كما حدث في التلمود حيث يدعي أحبار اليهود أن موسى عليه الصلاة و السلام تلقاه شفهياً مباشرة من الرب.
- وعندما قام الباحثون والمؤرخون بالتنقيب عن أصل ” كابالا ” فوجئوا بان هذه التعاليم تستند إلى فلسفة وثنية كانت موجودة قبل التوراة ثم تسللت إلى الدين اليهودي، وإلى هذا يشير الماسوني التركي “مراد اوزكن أيفر Murat Ozgan Ayfer في كتابه ” ما الماسونية ؟” فيقول : ” لا أحد يدري على التحقيق كيف ومتى ولدت الـ كابالا ولكن المعلوم هو انه مرتبط بالدين اليهودي ويحمل صيغة ميتافيزيقية وتعاليم باطنية “، ومع أنه يذكر أن الكابالا باطنية يهودية، إلا أن معظم تعاليمها قديمة وكانت موجودة قبل ظهور التوراة.
- التوصل إلى فكرة الكابالا يعني التوصل إلى فرع من فروع الباطنية اليهودية السرية التي تم تبنيها مما إدى إلى الإنحراف عن العقيدة اليهودية. وكابالا تضم نوعاً من أنواع التعاليم التي تبحث عن المعاني السرية والتصوفية الموجودة في التوراة، وفي المصادر الأخرى للدين اليهودي.
- أما المؤرخ اليهودي ثيودور رينخ فيصف كابالا بأنها الاسم السري الذي دخل إلى عروق الدين اليهودي. والمؤرخ اليهودي الآخر “شلمون رينخ يصف كابالا بأنها اسوأ انحراف للعقل الإنساني ويعتقد ذلك بأنه كانت لها صلة وثيقة بالسحر وبالسحر الأسود على وجه الخصوص. لقد شكلت الكابالا منذ آلاف السنين أهم قاعدة لكل نوع من أنواع السحر ولمعظم الطقوس السحرية السرية.
عبادة الاعدادالكابالا Kabbalah كمذهب عند اليهود هو مذهب في تفسير الكتاب المقدس عندهم ويقوم على افتراض أن لكل كلمة ولكل حرف فيه له معنى خفياً، ونشأ المذهب في القرن 7 واستمر حتى 18 الميلادي وهو محاولة ترمى إلى إدخال روح مستحدثة في اليهودية ولكن لقي أنصاره اضطهادا شديداً وكانوا يقولون أن مصدر كل شيء هو الله وأن الشر هو نتيجة البعد عن الله وأن الروح الإنسانية أزلية وأنها إذا كانت طاهرة تفوقت على الشر وأن لأسماء الله قوة خفية ومصدر هذا المذهب هو [ كتاب الخلق ] عند اليهود مع دخول بعض تعاليم فيثاغورس العددية بما يعرف بمذهب ” عبادة الأعداد ” وأفكار أفلاطون الميتافيزيقية وبعض تعاليم المسيحي , وهذا المذهب يرسم طريقة عددية في التفسير والتأويل وبعض فنون السحر والتنجيم والهرطقة. الكابالا هي واحدة من أعقد الفلسفات الدينية إنها تتعمق برموز غامضة وباطنية طبيعة الله والكون .. وهي معقدة جداً حيث طيلة قرون لم يسمح سوى للرجال اليهود المتدينين جداً ممن يناهزون الأربعين وقد كرّسوا حياتهم في الدين اليهودي يسمح لهم بدراستها فقط.

حكمة الكابالا...؟؟؟
تبحث حكمة الكابالا عن سبب وجود الإنسان : لماذا ولِدَ ؟ ولماذا يعيش ؟ وما هو هدف حياته ؟ من أين أتى وإلى أين هو ذاهبٌ بعدما يُكمل حياته هنا في هذا العالم ؟
علم الكابالا ليس مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية جدا ً ، فمن خلال الكابالا يتعلم الإنسان عن نفسه، مَنْ هو وما هي طبيعته. يتعلم عن ما يحتاجه لتغير نفسه حسب كل درجة يُحرزها وخطوة ٌ بخطوة . كما وأنه هو الذي يدير بَحثه هذا في خفايا نفسه وليس آخر، كل هذه الاختبارات العلمية تُجرى عليه وفي داخل نفسه ولهذا السبب دُعيت حكمة الكابالا بـ ” الحكمة الخفية “.
- استقت الكابالا تعاليمها ونصوصها و طقوسها من الديانات السابقة لليهودية ، وكلها ديانات وثنية ، كالفرعونية و البوذية و الديانات الهندية و الفارسية و اليونانية ، و ظهرت الكابالا ، و أعلن عنها في نهاية القرن الثالث عشر بين اليهود ، حيث ظهرت مجموعة من النصوص أعلن عنها الأحبار في كتاب ، و أسموها سفر زوهار ، و الزوهار ، كلمة آرامية تعني النور أو الضياء و كانت الكابالا أو التصوف اليهودي حتى القرن الحادي عشر حكرا على نخبة معينة من اليهود التي اصطفت نفسها لتقبل التعاليم و التقاليد السرية ، و بظهور كتاب الزوهار ، حدث الإنعطاف الرئيسي في تطور الكابالا ، حيث اتخذ الزوهار شكل الشرح و التعليق على أسفار التوراة الخمسة لكشف المعنى الخفي لروايات التوراة و الوصايا الإلهية.
صلة الكابالا بالسحر.يقول العالم اليهودي برنار لازارية في كتابه ” مناهضة الشعوب السامية ” عام 1934 عن الكابالا: ” اقتنع الرأي العام العالمي لأسباب كثيرة بميل اليهود إلى السحر والأمر الذي يدعو إلى القلق هو اقتناعهم بهذه الفكرة، وان لها نصيبا من الصحة إلى حد ما. لاسيما وقد كانت منتشرة في القرون الوسطى وكان الناس يعتبرون اليهود سحرة ممتازين. وفي التلمود دروس خاصة في الدجل ونحن عاجزون عن تتبع العلوم الابليسية الواردة في التلمود وخاصة الكبالا ( القبالة ) ، وكلنا يعرف أن أعلى درجات السحر هو الذي يتم بدم الانسان كما نعرف جيدا أخبار الصبية من غير اليهود الذين ذهبوا ضحية على أيدي اليهود في الطقوس الدموية اليهودية “.
- ويقول الكاتب الفرنسي المشهر فولتير: ” كان اليهود هم الذين يلتجأ إليهم عادة في تأدية الشؤون السحرية وهذا الوهم القديم يرجع إلى أسرار الكابالا ( القبالة ) التي يزعم اليهود أنهم وحدهم يملكون أسرارها “.
- ومن جانب آخر تملك الكابالا كتاباً بالغ السرية يتوارثه اليهود منذ القدم ويرجح يرجع بجذوره إلى قدماء المصرين وهذا الكتاب يعالج التصوف اليهودي عن طريق فنون السحر والتي تمثل شطراً من الطقوس الدينية التي يمارسونها خُفية خشية اطلاع احد من الشعوب الأخرى عليها (لما فيها من التفنن في الكيد لتلك الشعوب) واستخدامها في ممارسة هذه الطقوس، فهو يعالج علم الشياطين والأرواح الشريرة ويبحث في وسائل الاتصال بأرواح الموتى وكيفية تسخيرها عن طريق تناسخها وتقمصها للأجسام.
يعتبر البعض يعتبره ذلك كتاب أشد خطورة على الإنسانية من التلمود نفسه وهو عند اليهود مقدس جداً ،ويزعم أن فيه النصوص سحرية يستمدون منها قوتهم من اجل السيطرة على العالم . وكما نعلم ، ووكل ذلك يؤكد الصلة الوثيقة بين النصوص السحرية و نصوص الكابالا .
أقسام الكابالا1ـ الكابالا الدوغماتي أو الإيماني
ويشمل عدة أسفار وكتب مثل…” كتاب الخلق ” أو سفر يتزيراه ، سفر الزوهار( سطوع النور)…سفر دتزينوثا…المجمع المقدس ( هدرا رابا فاديشا) وهو شروحات للسر الخفي …المجمع الأقل قداسة…كتاب رسالة الأرواح( بيت الوهم )…كتاب ثورات الأرواح … تطهير النار وتتطرق إلى كيمياء الطبيعة وقوانين الكون العلمية.
2ـ الكابالا الشفهي
التعاليم التي علمها الحبر شمعون بن يوحاي وقد اشترط عدم تدوينها.
3ـالكابالا الحرفي ( علم الحروف ) وله مجالات عديدة وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ – الرياضي : مبدأ يوناني قديم يهدف إلى تحويل أي كلمة إلى رقم.
ب- الطرائق : لها شكلان.
1ـ استثمار الكلمة لاستنساخ حكم معين.
2ـ تؤخذ حروف معينة من جمل وتستعمل بكلمة تدل بمعناها على التفسير الضمني الباطني لمغزى الكلمات.
ج- التبديلي : تبديل مواقع حروف الكلمة الواحدة للحصول على معان أخرى للكلمة.
يُـــــتــــــبــــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:35 PM
هل للكابالا علاقة بالتبصير بورق اللعب وعلم التنجيم والسحر والشعوذة ...؟
أول سلسلة الدروس المنهجية والتعليمية لدراسة الكابالا...؟؟؟
دراسة موجزة لمقدمة البحث المبدئي والأساسي لعلم الكابالا.
تشرح سلسلة المحاضرات الأولى في دراسة الكابالا المفاهيم الأساسية المتوجب معرفتها لكل من لديه الرغبة والإهتمام في دراسة الكابالا. تتألف سلسلة المحاضرات من عدة دروس .
لمعلومات اضافية:
الدرس الاول...؟
محتويات موضوع هذا الدرس...
ثلاثة أسباب جعلت علم حكمة الكابالا ما يسمى بالعلم الخفي:
تعمّد علماء الكابالا إخفاء هذا العلم من العامّة.
كتب علماء الكابالا جميع النصوص بلغة خاصة, وهي لغة الفروع.
تدرس الكابالا ما هو خفيّ عن إدراكنا الحسّيّ.
الشرط الوحيد لدراسة الكابالا هو الرغبة الصادقة في اكتشاف معنى الحياة.
دعونا نبدأبلمحة عامة عن الكابالا لأن هناك قدراً كبيرا ً من الإلتباس حول هذا الموضوع. هناك الكثير من المعلومات المختلفة حول الكابالا. هناك آلاف من الكتب في كل عام تنشر حول هذا الموضوع، والكثير من هذه الكتب لا يوجد علاقة فيما تُناقشه في مواضيعها على الإطلاق مع الكابالا؛ انهم مجرّد نوع من إبداعات من خيال الناس في ما يعتقدون أنها من الممكن أو ما ينبغي أن يكون معنى الكابالا معتمدين على حدسهموخيالهم، وهذا ليس ذنبهم. فهناك شوق كبير لمعرفةالكابالا وماهيتها ومصدرها وتأثيرها علينا وهل من الممكن إستخدامها في تحسين حياتنا.

لماذا تدعى الكابالا "بالعلم الخفيّ"؟
دعيت الكابالا بالعلم الخفيّ لأسباب عدة منها أنهقد تم عمدا ً تخبئة حكمة الكابالا ومصادرها عن العامّة من قبل أولئك الذين كانوا يقومون على دراستها والبحث فيها. بدأت الكابالا منذ أربعة آلاف سنة مع سيدنا ابراهيم عليه السلام، في تلك الفترة من الزمن، لم تكن الكابالا متوارية ومحجوبة، بل كانت تُدرَس على نطاق واسع. جميعنا نعلم أن أبونا وسيدنا ابراهيم عليه السلام, فتح خيمته لإستضافة الغرباء والعابرين في طريق سفر مُعبرًا عن حسن ضيافته. فكان يستضيف الناس من كل البلاد من حوله, مظهرا ً كرمه نحوهم بتقديم الطعام ومكان للإستراحة من عناء الطريق وكان أيضا ً يُعلمهم علم حكمة الكابالا. فأن الناس الذين كانوا يعيشون في أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا أصحاب نفوس صافية ومهَذبَّة لفهم الحكمة بشكل طبيعي أكثر من النفوس التي تعيش الآنفي وقتنا هذا.
ولكن شيئا ً ما حدث في بداية عصر التقويم المشترك فبل ألفي سنة مماجعل من المستحيل على الناس من هذا الجيل وعلى مدى الألفي سنة التي تبعتها أن يُدركوا أي شيء عن مفهوم علم الكابالا. ومن هذه النقطة أخذت الأديان المختلفة بالظهور، وهذه هي النقطة التي بدأت فيها التكهّنات حول كيفيّة تركيب هذا العالم، وتركيبة الكون، ومن هو الخالق، وهكذا نشأ في مُخيِّلة الناس ووفقا ً لمبدأ خاص الذي تخطت البشرية من خلاله إلى المقدمة في تطورها. هذه الصفةوالخاصِّيَّة التي تحلت بها النفس البشرية في هذا الزمن سلبت قدرتهم على الإدراك النقيّ والطاهر للأمور، لذلك أخفى علماء الكابالا الحكمة عن الناس.
واذا قلنا إن كتب الكابالا دائمًا في حوذتنا, هذا جيد, ولكن المشكلة هي ان علمالكابالا دعي بالحكمة الخفيةلأن الكتب نفسها مكتوبة بلغة خاصة غير المتعارف عليهالدى الناس. فجميع كتبالكابالا مكتوبة بلغة تسمى"لغةالفر وع" والتي فيها إستخدم علماء الكابالا كلمات ومصطلحات من عالمنا هذا للتعبير عن المفاهيم الروحية بلغة نستطيع إدراكها وبالتالي فهم العالم الروحي وبنيته, لقد إستخدموا كلمات لأشياء معروفةومفهومة لديناعلى سبيل المثال: كأس, كتاب, طاولة, رحلاتوحروبو...الخ . كل هذه الأسماء والمصطلحات التي نراها في الكتب التي كتبها سيدنا موسى عليه السلام وكتب الكابالا الأخرى كلهاكلمات ومصطلحاتمن عالمنا ولكن في الواقع أنها لا تُشير أو تتحدّث عن أي شيء في هذا العالم. كلها كلمات ذو معاني مضمورة, فالكابالا تدرُس بنية العالم الروحيوالقوة العليا بمختلف درجاتهاوالمصطلحات التي تستخدمها هي لهدف شرح وتفسير العالم الروحي وكيفية عمل القوة العليا وإدارتها لعالمناالذي نعيش فيه.
إذا ً استخدم علماء الكابالا لغة خاصة لشرح وتفسير ما كانوا يتحدثون عنه حقا ً، وفقط الطلاب الذين أحرزوا مرحلة معيّنة في مجال دراسة هذه حكمةيكونون قادرين على الفهم ومعرفة المقصود. يجب علينا أن تفهم أن العالم الذي نعيش فيه ليس عالم الأسباب، بل هو عالم من نتائج الأحداث. أي أن كل ما يحدث هنا في عالمنا أسبابه وجذوره ليست هنا بل في العالم الروحي. وبالمقابل أن كل ما نفعله في هذا العالم ليس لهأي تأثير على الإطلاق على العالم الروحي الأعلىحيث أنه مصدر كل شيء, وأن كل الأشياء التي نراها في هذا العالمجذورهاكامنة في العالم الأعلى. لا يوجد أي شيء يمكن فعله هنا يكون له أي تأثير على العالم الأعلى، ولهذا السبب لا يوجد أي شيء نستطيع عمله من أجل حلّ مشاكلناالتي نواجههافي هذا العالم.
فالطريقة الوحيدة والفعالة في حلّ مشاكلنا هي صلتنا بالمصدر أي بالمستوى الجذريّ للأمور والأحداث, وهذا هو جوهر بحث علم الكابالا.
إذًا واقعنا ككل مبنيّ بطريقةأن هناك عالمنا الذي نعيش فيهوهناك عالم فوقه إذا جاز التعبير. لغة الفروع تدلّ وتشير إلى ما هو موجود هنا في هذا العالمأي تتحدث عن أشياء ومصطلحات نتداولها، إذا أخذنا كلمة "أسرة" على سبيل المثال والتي نقرأ عنها في أحد كتب الكابالا؛ فالموضوعيبدو وكأنه يسرد قصة أسرة إنتقلت من مكان إلى مكان آخرأو إلى "أرض" أخرى، ولكن في الواقع الموضوع هنا لا يتحدّث عن أسرة في المعنى الذي نعرفه على الاطلاق. بليتحدّث علماء الكابالا هنا عن القوات العلياوالتي في الواقع خلقت هذه الاحداث الحاصلة في عالمنا وجعلتها تتجلى بهذه الصورة التي نراها. الدارس الحكيم فقطيستطيع أن يفهم حقيقة ما يجري هنا. وهذا هو مستوى لغة الفروع، وهذا هو مستوى الجذر أي المصدر. ما لم يتمكن الشخص من أن يتعلم كيف يقرأ ويفهم المفاتيح والمعاني الرئيسية لهذه اللغة التي تدعى"لغة الفروع"،سيستمرّفي النظر إلى الأشياء في معناها العالمي المجرّد.
نتيجة للتعمّد في حجب علم الكابالا عن طريق إستخدام لغة الفروع , وأيضا ً بسبب عدم وجود أو توفر المدرسين المتخصصين في تعليم الكابالا, وبما أن الناس ما زالوا في حاجة إلى المعرفة , هذه كلهاكانت لديهمكدافع في إبداعات خيالهم، فقد كان عليهم خلق وتلفيق أمور عن أشياء لم يستطيعوا تفسيرها، والسلوك في هذا الطريق من دون التعليم الصحيحومع عدم وجود البنية الداخلية على القدرة على فهم لغة الفروعالتي من خلالها يستطيعون فهم علم الكابالا.
هناك الكثير من الأساطير والخرافات التيتحيطبمفهوم الكابالا الحقيقي, والشائع من هذه الأساطير هي أن الكابالا عبارة عنمذهب باطني "أي الإيمان بأن المعرفة المباشرة للخالق والحقائق الروحية يمكن أن تتم عن طريق التأمل المُبهم , وليس عن الإدراك الحسّيّ العادي", وذلك بسبب أن علم الكابالا الحقيقي كان مخفيا ً منذ الأف السنين وإلى يومنا هذا وإن القليل من الناس يعلمون ما هو جوهر وموضوع الكابالا . فمنذ الأف السنين قد أعطيتْ البشرية أشياء كثيرة ومتنوعة بإسم الكابالا, أشياء مثل التعويذات واللعنات وحتى المعجزات, كل شيء ما عدا المنهج الصحيح للكابالا.
ففي الواقع لا يوجد أي علاقة بين كل هذه الأشياء مع الكابالا, ولكنها قد ترابطت بشكل خاطىء بمعنى نظرية علم الكابالا في خلال المئة عام الماضية.

فما هي الكابالا؟
الكابالا هي علم , نعم علم ... فعلم الكابالا هو الطريقة الوحيدة لإكتشاف العالم الروحي والحياة الروحية ومعرفة الخالق والذي هو السلطة والقوة العليا التي تدير حياتنا. تُعلمنا حكمة الكابالا عن سبب وجود الإنسان. لماذا ولِدَ, ولماذا يعيش, وما هو هدفهفي الحياة, من أين أتى, وإلى أين هو ذاهبٌ.
فببساطة هناك قوة عليا واحدة فوق الجميع وهي الخالق الذي يحكم ويسيطر على كل ما في واقعنا . وكل القوات التي في العالم والمدركةلدينا مثل الجاذبية والكهرباء كلها تنحدر منه بينما هناك قوات ذات نظام وترتيب أعلى والتي تعمل في واقعنا في حين تبقى متوارية عن أنظارنا.
يحتوي علم الكابالا على نظام ومعرفة بُنية هذه القوات المتوارية عناوعلى سلسلة القوانين التي من خلالها تؤثر على حياتنا. ويعلمنا أيضا ً كيف نُنمّي حاسة إدراكنا وفهمنا لهذه القوات وإكتشاف هدفها الوحيد بتوصيلنا إلى مرحلة إظهار وحي الخالق خلال حيانتا هنا في هذا العالم. فعلم الكابالا يُنمّي في الإنسان حِسٌّ لنقد وتحليل الأمور, يُنمّي فيه حدس واضح والقدرة على البحث الواعي بشأن نفسه والعالم المحيط به. خارج نطاق نوعية هذه الصفات المذكورةلا يستطيع الإنسان أن يبحث في معرفة هذا العالم والعالم الروحي الأعلى.
والسبب الثالث لتسمية علمالكابالا "بالحكمة الخفية" أن علم الكابالا يتعامل مع ما هو خفيّ عن حواسنا الخمسة أي عن إدراكنا الحسّيّ. فعلمالكابالا يُجيب عن سبب وجود الإنسان وعن "ما هو معنى الحياة؟" هذا هو السؤال الغامض، فإن الشخص الذي يبحث في كل مجال متوفر من حوله من العلوم المختلفة ولا يمكنه العثور على الإجابةفي ما يقوله العلموالفنّوالأدبوعلم النفس ، فهذا الشخص ببساطة ليس راضيا ً ومقتنعا ً عن نتيجة بحثه, وفي عدم إيجاده جوابا ً مقنعا ً لسؤاله "ما معنى حياتي؟" في هذه المرحلة يكون الشخص على استعداد لتخطّي إلىما وراء عالمنا الماديّ في إدراكه للعالم الروحي.

تقول لنا كتب الكابالا أننا نعيش في واقع كامل. هناكواقع كبير ومتكاملونحن موجودين فيه، إلا أننا لا نشعر به. فحواسنا مقصورة ومحصورة في إطار عالمنا هذا فقط ولهذا نحن لا نعرف ماذا سيحدث في اللحظة القادمة من حياتنا, أو متى ، لا نعرفمن أين أتينا ، ولا إلى أين نحن ذاهبون.
وكما سبق وذكرنا أن هناك واقع كامل وشامل، هذا الواقع مقسّم من خلال نظام يسمى"العوالم". هذه العوالم الخمسة تشكلالواقع كامل، ومن خلالها هذه العوالموالتي ينزل من خلالها النور الكامل بقوته ولكنتتقلص قوته وتقلّفي كل مرحلة من إنحداره إلى عالمنا إلى أن يصبح في الحالة التي نراهفيها. رجاء أنظرشرح المفرداتيسمى العالم الأول "عالم آدم كادمون،" العالم التالي "عالم أتزيلوت" والتالي "عالمبيريا" ثم "الم يتزيرا" و"عالم آسيا". يمكنك اعتبار هذه العوالم درجات أو مستويات من الوعي، أو مقياس لتقدير قربك أو بعدك من الهدف في مجال الواقع ككل في مقدار إرتباطك وإدراكك للعالم الروحي، حتى وفي النهاية تصل الى نقطة الانفصال والتي تدعى "الحاجز".

هذه هي العوالم الروحية. تحت هذا الحاجز يوجد عالمنا. هنا ، ليس لدينا أي شعور على الاطلاق بالعالم الروحي، والذي هو المكان الذي نعيش فيه في الواقع والمكان الذي أتينا منه. إذا كنا ندرك هذا فإننا نكون قادرين على فهم القوة العليا التي تدير حياتنا، ونصبح مرتبطين بها إلى درجة أننا لن نكون قادرين على العيش في الحياة بدون وجود هذه القوة في حياتنا.
كما أن الكابالا كانتمتوارية عنا، كذلك هذه القوة أيضا ً كانت متوارية عنا وتناقصت من خلال النظام المؤلف من125درجة, كسلمممتدا ً من الأعلى إلى عالمنا هذا. وُجِدَ علم الكابالا لهدف مساعدة الإنسان في العودة إلى أصلِه المتجذر في العالم الروحي من خلال125درجة.
حتى يتسنى لنا أن نحقق هذا، فإن هذه القوة الخيرةوالتي ندعوها"الخالق" خلق هذا النظام عمدا ً.بعبارة أخرى، ان الخالق عمل نظام العوالم الروحية بدرجاتها, ووضع علم الكابالا بين أيدينا كوسيلة يستطيع الإنسان من خلالها الإحساس بالعالم الروحي والعيش فيه. علم الكابالا هو الوسيلة الوحيدةلإحراز العالم الروحي.

الآن، وفي هذه المرحلة، يحتاج الشخص الى ان يبحث ويدرس طبيعته البشرية أي "الأنا" وما يحتاج عمله حتى يستطيع الشعور بالعالم الروحي ودخوله. اليوم نحن نعيش في عصر مميّز وفي جيل نجِد فيه أن الرغبة الى الأمور الروحية متيقظة لدى الكثيرين من مختلف الأعمار ومن مختلف مستويات ومجالات الحياة. لذلك فتح علماء الكابالا المجال أمام الجميع ولكل من لديه الرغبة في البحث والدراسة.

كما قلنا في البداية أن كتب الكابالا مكتوبة بلغة الفروع وأنه يصعب فهمها للغاية . ولكن هبة الكابالافي جيلنا هي عندما انفتحت على العالم كلهمنذ عام1995وخاصة ً لأولئك الذين في حاجة حقة لها ، فالكتب المتوفرة لدينا اليوم, أعدّت خصيصا ً من أجلنا. فإن كل الكتابات والتعليقات والمواضيع التي كتبهاصاحبالسلموابنه وتلميذهالرابشلم تكتب لأؤلئك الذين أحرزوا العالم الروحيبل كتبتللأشخاص الذين يرغبون في إحراز العالم الروحي لتساعدهم في إرتقاء درجات السلم.
هذه الكتب ستكون مصدر بحثنا في الدروس القادمة. سنبحث في الأسباب التي تحوُل بيننا وبين دخولالعالم الروحي ، وما هو الذي يسمح لنا بالدخول إلى العالم الروحي، والطريقةالمُوحى بها في علم الكابالا من خلال كتب ومؤلفات عالم الكابالا صاحب السلم.

يُــــــتــــــــبـــــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:37 PM
الدرس الثاني...؟؟؟
ما هو موضوع هذا الدرس؟
حواسنا الخمسة تعمل كعائق وتمنعنا من إدراك حقيقة الواقع الأبدية.
الوسيلة التي تدير حواسنا الخمسة تدعى - رغباتنا الأنانية.
من أجل معرفة حقيقة الواقع الذي يحيط بنا نحن بحاجة إلى تنمية حاسة جديدة بالإضافة إلى حواسنا الخمسة، ما يدعوه علماء الكابالابالحاسة السادسة.
إن دافع الرغبة في الحصول على المتعة والمسرّة هو الحافز لجميع أفكارنا وسلوكنا.

إن تتطوّرنابشكل فرديّ وتطوّر البشرية إجمالا ً محصور في ضمن خمس مجموعات من الرغبات:
1- الطعام، والجنس ، وإنشاء أسرة.
2- تحصيل الثروة.
3- الحصول على الشرف والعزّة والقوة.
4- العلم والمعرفة.
5- المعرفة الروحية.
الطبيعة البشرية هي الرغبة في الحصول والأخذ أي , رغباتنا الأنانية, وطبيعة الخالق هي الإرادةوالرغبة في العطاء المطلق دون قيد أو شرط.
قانون التوازنوالتوازن في السمات يَنصُّ على أننا خُلقنا من أجل الهدف بأن نصبح مُتماثلين مع سمات الخالق، أي في اكتساب صفة العطاء المطلق ومحبّة الآخرين.
في الدرس الأول أعطينا لمحة عامة عن ماهية وجوهر علم الكابالا والمفهوم الصحيح لهذا العلم. وإذا كنت تذكر فقد شرحنا بأن علم الكابالا هو للشخص الذي يبحث عن جواب للسؤال.
"ما هو معنى حياتي؟"
والآنومنهده النقطة دعونانبدأ بتعريف لعلم الكابالاولنحاول تحليل ودراسة هذا التعريف بتفصيل دقيق.
علم الكابالا أو علم حكمة الكابالا هو العلم الذي يتيح للإنسان معرفة ما وراء واقعنا المادّيّ وإيجاد هدفهفي الحياة . وهذا البحث طبعا ً سيثير عدة أسئلةعلى سبيل المثال: ما هو جوهر الإنسان؟ما معنى مصطلح "ما وراء الواقع؟" ما هو العالم الأعلى أو العالم الروحي؟وكيف يمكن للشخص معرفته والشعور به.
إذا كنتم تذكرون نحن نظرنافي هذا المخطط من قبل ونعلم بأن حياتنا ووجودنا حَدثٌ فيواقع كامل شامل وغير محدود, فيهكل عضو مرتبط تماما بالآخرين وكل واحد ممتلئ سرور لا نهائي ومعرفة تامةوعلى اتصال بكل شيء موجود في الواقع من حوله .
ومع ذلك فإن علماء الكابالا والذين أحرزوا العالم الروحي يقولون لنا أنه لهدف معيّن نحن إنحدرنامن هذا المكان أي من هذا الواقع الكامل لوضعنا الحالي في وقتنا الحاضرمن خلال نظاميدعى" العوالم ".إن المعنى الجذري لكلمة "عالم" في لغتها الأصليةتعني "الاختفاء".
نحن إنحدرنا من مستوىً كنا فيه مترابطين معًا ومع الواقع , حتى وصلنا إلى مكان يدعى الفاصل أو الحاجز، مما أدى إلى تحديدوحصر وجودنا في هذا العالم الذي نعيش فيه .عالمنا هو المكان الذي لا يوجد لنا فيه إدراك أو إحساس على الإطلاق للعوالم الأخرى ولا للعالم الروحي وهذا ما يُعتبر عالم مادّيّ.

إذا كنت تريد أن تعرف هدفالحياة في هذا العالمومعنى لحياتك أنت، فإنه من الحسن طبعا ً معرفة الرسم البياني للوجود حتى نصل إلى ما نريد معرفته. هذا يبدو وكأنه أمر مستحيل ولكن لا داعي لليأس، فإنه يتوجب علينا تحديد نقطة البداية, فمن هذه النقطة شرع علماء الكابالا في بحثهم. فهؤلاء الذين أحرزواالواقع بكلّيّته أي عالمنا هذا والعالم الأعلى يقولون لنا بأن هناك - رسم بياني - للوجود بكامله وللخليقة بكاملها. يقولون لنا أن هدف الخالق من هذه الحياة هو خلق مخلوقوإغداق السرور والبهجة على هذا المخلوق"الإنسان" من دون حدود. هذا هو المعنى والهدف الكامل والشامل لهذا الوجود ، وهذه هي النيّة والقصد وراء إدارة العالم وكل ما يحدث فيه الآن وفي المستقبل . فإن كل القوانين الرئيسيةالتي تحكم العالم الروحيوالعالم المادّيّ الذي نعيش فيه, جذورها كلها متأصّلة في هذا الفكر. فلا يأخذ أي حدث مجراه إلا لهذا الغرض بالتحديد أي أنه نابع من هذا الفكر، ومن هذه النيّة.
السؤال الذي يراودنا هنا هو: ما هو جوهر الإنسان؟
ما الذي يمنع الإنسان من دخول العالم الروحي؟
يجب علينا أن نفهم ما هو واقع إدراكنا الحسّيّ أي الطريقة التيبواسطتها ندرك الواقع من حولنا , والتي من خلالها يبدو وكأن واقعنا ضيّق ومحدودوهناك الكثير من الواقع من حولنا لا يزال مخفيّ عن إدراكنا, لماذا؟إذا أتينا بصندوق وجعلنافيه خمس فتحات, كما الصندوق في الفتحات الموجودة فيه كذلك الإنسان بحواسه الخمسة . البيئة التي تحيط بالإنسان هي الواقع بكل أشكاله أي حقيقة العالم الروحي والعالم المادّيّ الذي نحن فيه, بكامة أخرى إن الواقع الكامل هو العالم المرئي والعالم اللا مرئي معا ً .
ولكن في عالمنا هذا نحن فقط قادرين على إدراك العالم من خلال حواسنا الخمسة ولذلك نحن نرى جزء فقط من الواقع ككل. فإن قدرة حواسنا لا تتجاوز عالمنا المادّيّ هذا.
إن كل مايأتيمن العالم الروحيلا تستطيع دخول هذا الصندوق أي الإنسان لأن النظام الذي يعمل الإنسان من خلالههو نظام مغلق ، أي ان حواسنا الخمسةتعمل فقط في عالمنا المادّيّ, فإن كنا لا نرى أو نلمس الأشياء من حولنا ولو حتى المعلومات إن لم نجد صلتها إلى الأشياء المحسوسة لدينا فإنه يصعب علينا إدراكها والتجاوب أو التفاعل معها . فإن كل ما يتوافق مع قدرة حواسنا نستطيع أن نفهمه. فالمعرفة الحسّيّة للأشياء أو المعرفة المجردةيجب أن تمرّ عبر هذا النظامالذي هو حواسنا للتحليل والتفسير حسب المبدأ والقاعدةالتي يسير هذا النظام من خلالها حتى نتمكّن من فهم ما يدور حولنا وبالتالي فهم الواقع الذي يحيط بنا, فهذه هي الطريقة التي ندرك بها الواقع.
ما هو هذا النظام الذي يتحكّم في كيفيّة إدراكنا للواقعين حولنا ؟
هذا هو ما يدعى الواقع بصفته الموضوعيّة ، وهذا هو الجزء الصغير الذييمكننا إدراكه . أما النظام فهو " الأنا " أي حبّ الذات . فإن كل ما يصادفنا في واقعنا نحن نتعامل معه من خلال " الأنا " فينا , أي كيف أستفيد من هذا الأمر أو هذا الشيء وما مدى تأثيره عليّ.
وبالنتيجة" الأنا " التي فيّ حددّت الإطار من حولي والذي أنا حبيس بداخله ولا يمكنني تجاوزه لآن كل إهتمامي هو مركز وعلى ذاتي . ففي أي مرحلة من عمل هذا النظام التركيز دائما ً موضوع وموجه إلى داخل الإنسان مما يُفقده القدرة على إدراك الواقع المحيط به والخارج عن كيانه.
المشكلة لدينا هي أن كل حاسة من حواسنا الخمسة تعمل بالضبط بنفس الطريقة وطبقا ً للنظام نفسه .
أي أن الكل يعمل مركزا ً على " الأنا " في داخلنا ولا يُعلمنا عن أيشيءموجود خارج هذا الصندوق أي خارج الإنسان.

من أجل معرفةمحيطناً وحقيقةالواقع الكامل أي الواقع بكل ما يتضمنه الوجود وليس عالمنا المادّيّ فقط , نحن بحاجة إلى تنمية حاسة إضافية ، والتي يدعوها علماء الكابالا " بالحاسة السادسة". هنا أريد ان أوضحما يقصده علماء الكابالابالحاسة السادسة , فأنا لا أتكلم عن ما يُطلق عليه إسم الحاسة السادسة من قبل هؤلاء اللذين يمارسون التنجيم والتبصير وما يتعلقبكل هذه الأمور , ولكن المقصود هنا هو حاسة تمكنك من خلالها أن تخلق نوعية من الإتصال مع ما هو خارج الصندوق وخارج نطاق حواسك الخمسة , اي كالهوائي للتلفاز - فإنك تضع الهوائي أو " الأنتين " على السطح - اي خارج الصندوق لكي يكون بإمكانك استقبال الموجات الهوائية لإلتقاط المحطة وبالتالي لترى ما يدور في العالم من حولك , وهكذا الأمر بالنسبة للحاسة السادسة في علم الكابالا.

ولكي نتمكن من فعل ذلك ، يجب أن تكون لديك الحاجة إلى معرفة ما يدور خارج الصندوق أي خارج إطار إدراكك المادّيّللأمور والعالم من حولك . فمن دون الشعور والرغبة في معرفة ما يدور حولك ستبقى مكتفيا ً بنظام"الأنا " في إدارة حياتك . فإن من الرغبة في معرفة الوجود تراودنا أسئلة مثل :
ما هو معنى حياتي ؟لماذا أنا هنا في هذا العالم ؟ما هو الهدف الذي وضعني الخالق من أجله هنا في هذا العالم؟
لما خلق الخالق العالم بنى الخليقة على القوانين التي تعمل على إعطاء ومنح الإنسان السعادة والإكتفاء التام بالعيش. وهناك قوة وُجِدت من أجل دفعنا وحثنا نحو الرغبة في الإحساس بالحاجةإلى الخروج من الصندوق أي خارج إطار حواسنا . إذا كنا نعي ونفهم صيغة تكويننا وما هو جوهر الإنسان أي فهم " الأنا أو الإرادة للاخذ أو التحصيل للذات " - كما ذكرنا منذ قليل :" ما الفائدة التي أجنيها لنفسي " ؟ - عندها أستطيع أن أخرج من هذا الصندوق المغلق وأعرف الواقع الكامل والوجود في كل مراحله بصورة تامة , وأستطيع إيجاد معنى وهدف حياتي وإيجاد معنى الإكتفاء والسعادة الأبدية . بطبيعتنا نحن خُلقنا أنانيين ، ولكن لا بأس بهذا - فهذه هي حقيقة "الأنا " في داخلنا , وفي الواقع هذه"الأنا " هي ما نحتاج إليها من أجل الوصل إلى هدفنا ، كل ما علينا هو أن نتعلم كيفية استخدامها ، وكيفية الاستفادة منها ، وكيفية تسخير قوتها لتخدمنا في تنمية الحاسة السادسة التي نحن بحاجة لها الإكتفاء التام في هذه الحياة .

الحاجة هي الدافع الذي نتحرك من خلاله في الواقع ؟
لا شيء ولا أحد يفعل أي شيء في هذا العالمسواء كانت أفعال مادّيّة أو جسدية أو روحية من دون الحاجة التي تدفعه للقيام بهذا العمل . لنقول على سبيل المثال أنك كنتجالسا على كرسيك المفضل , مرتاح وتشاهد برنامجك المفضل , أنت تشعر بلذة الراحة ومتعة الجو الذي أنت فيه , فجأة شعرت بالعطش ولكنك لا تريد ترك مكانكوالإبتعاد عن المتعة التي أنت فيها , ولكن بزيادة عطشك هذا الشيء الوحيد الذي سيدفعك للقيام لقضاء حاجتك . إذا ً إن النقص الذي شعرت به والرغبة في سدّ هذا النقصكان الدافع الذي جعلك تترك شعور اللذة الذي كنت تتمتع به لتسعى وراء لذة أخرى تملأ إحتياجا ً أكبر . هذا بالضبط ما نتكلم عنه هنا فالشعور لملء النقص أي الحاجة هو الدافع الذي يُحرك كل شيء في الواقع من حولنا . وهو الشعور الذي سيجعلك ترغب في الخروج من الصندوق لترى ليس فقط العالم المادّيّ والواقع الجزئي للعالم الذي تعيش فيه بل لترى العالمعلى صورته الكاملةبواقعه الشامل والذييتضمن العالم المادّيّ والروحي على حد سواء.

كلنا نشعر برغبات في داخلنا ونشعر أيضا ً بتغيرها لكن في الحقيقة لا نُعير لها أي إهتمامولا لهذا النظام الذي يُسير حياتنا ؛ فالرغبة تنمو في مراحل ومستويات وفي كل مرحلة لها نوعيتها الخاصة؛سأحاول بإختصارأنأشرح نوعية الرغبة في كل مرحلة من مراحلها: ففي البدايةتنمو الرغبة داخل الرغبات الجسدية , مُركزة ً على حاجات الجسد مثل السعيوراء الطعام والجنس وبناء الأسرة . هذه هي حاجات الجسد هنا . فالرغبات الجسدية هي المرحلة الأولى وهي أيضا ً الأولى في النمو منذ بداية أجيال الإنسانية . بعدها ظهرت الحاجة أو الرغبة في الغنى وتحصيل الثروة وأخذت هذه الرغبةبالنمو ولكن بعد الوصول وتحقيق المستوى المرغوب فيه, ظهرت رغبة أخرى لتحلّ مكانها وهي الرغبة في الحصول على التكريم من المجتمع ونيل إحترام الآخرين وهذا تجسّد في شكل السعي وراء النفوذ والسلطة . في هذه النقطةنرى كيف تطوّرت هذه الرغبة في الإنسان . فهؤلاء اللذين كانوا يركزون على الرغبات الجسدية , أخذوا يسعون وراء الغنى . واللذين لديهم الرغبة في الغنى أخذوا يسعون وراء تحصيل الشرف والنفوذ والقوة . بعد هذا ظهرت الرغبة للمعرفة . المعرفة العلمية في كل مجالاتها من الطب والهندسة إلى علم البحار وعلم الفضاء وأخذ الناس في السعي وراء المعرفة على أمل أن يستطيعوا تحصيل السعادة ويشعروا بإكتفاء ورضا.

فالمعرفة هي التي تحدّد لنا العالم المادّيّ وأن كل الرغبات التي ورد ذكرها حتى الآن هي وسيلة نحصل من خلالها على المتعة , فإن هذا ما نريده وما نسعى إليه لأننا نظنّ أن هذا سيرضينا . فالمعرفة أصبحت عندنا وكأنها قمة الهرموذروة ما نعتبره الإنجاز العظيم الذي من الممكن للإنسانية تحقيقه . ولكن الحقيقة إن أي شخص يخوض بجديّة في أعماق هذه الرغبة الكبيرة جدا محاولا ً ملئها فإنه يكتشف أخيرا ً أنها رغبةفارغة , وأن في المعرفة لا يوجد أجوبةللأسباب الحقيقية للأشياء وما يحدث حولنا.
بعد أن يبحث الإنسان في كل أنواع المعرفة التي في متناوله فإنه يُدرك حقا ً أن المعرفة لا تستطيع ان تملأ
رغبته وإعطائِه الجواب الكامل والمقنع لما يبحث عنه , في هذه الحالة يكون قد حاول إشباع رغبته ولكن بحثه لم يُعطيه النتيجةالتي كان يرغب بها . فعندما يصل الإنسان إلى هذه المرحلةيشعر بالفراغ , وفي سعيه في محاولة ملء هذا الفراغ ،شيء مختلف جدايحدث - الشعور برغبة جديدة أخذت تنشأ في داخله, ولكن هذهالرغبة ليست برغبة عالمية ؛ بل هي رغبة على مستوى نمو يختلف عنما سبق ورأيناه في الرغبات الأخرى.
هذه الرغبة فيداخلناتظهر وكأنها نقطة صغيرة جدا ً ولهذا أطلق عليها علماء الكابالا أسم أو مصطلح " النقطة في القلب". هذه النقطة في القلب هي جزء من واقع أكبر من الذي حولنا. هي جزءٌ يحمل سمة روحيةفي تركيبته , وهذا يعني ان إذا إمتلئت هذه الرغبةإلى درجة الإشباع ، فهي على خلاف الرغبات السابقة ، تنمو بإستمرار حتى تملئنا بالكامل وتملأ الوجودكله من حولنا لتأتي بنا إلى العالم الروحي.
فما هو إذا ً الواقع الشامل ؟إن علماء الكابالا الذين أحرزوا الواقع بكامله يقولون لنا أن الواقع يتكون من صفة خاصة . يقولون لنا بأننا خلقنا بسمات معاكسة تماما ً للسمات الموجودةفي العالم الأعلى ولهذا السبب نجده من الصعب إدراك العالم الأعلىوالواقع الشامل بكامله وعلى صورته الحقيقية . فإذا نظرنا إلى داخل الصندوق فكما نرى انه يبدو وكأن لا يوجد شيء هناك على الإطلاق. ولكن نحن نعلم أنمن كل ما سبق ذكره أن جوهر الإنسان هو " الأنا " او " الرغبة الأنانية " أي الرغبة في إشباع الذات, هذا ما يوجد داخل الصندوق.
هذه الرغبة أو " الأنا " تُضّيق وتحدّد منظورنا للحياة وتجعلنا في وضع يفرض علينا المعاناة والعزلة ومواجهة جميع الأمور والأشياء التي نجدها صعبة في الحياة . الموجود خارج هذا الصندوق أي خارج " الأنا " لدى الإنسان والغير خاضع لها ولا لتأثيرها ولا حتى مُشابه لها ولا في أي شكل من أشكالها هو " الرغبة في العطاء". هذه الرغبة هي محبّة كاملة وعطاء غير محدود ولا مشروط . بكلمة أخرى ما يوجد خارج الصندوق هو وجود غير محدود ، ولا حدود له في إغداق السرور والبهجة , والسبب بأننا لا نرى ونشعر بهذا هو فقدانناللوسيلةالتي من خلالها نستطيع إيجاد الإتصال بهذا الواقع الأعلى وتلقي كل ما هو جيد .
بناءً على هذا نحن نرى الإختلاف الكبير في جوهرنا أي " الأنا " والتي يتركّز إهتمامها بشكل كليّ على صفة الأخذ لإشباع الذات , وبين صفة العالم الروحيأي صفة المحبّة الكاملة والعطاء المطلق . فلا يوجد بين هاتين الرغبتين أي نوع من التشابهوبالتالي هذا يمنع أي أنواع التقارب بينهما . كالزيت والماء , كلنا نعلم أن الزيت والماء لا يختلطان , حتى ولو وضعهم في إناء واحد فلا نستطيع القول بأنهما متقاربين , فهما مادتين مختلفتين تماما ً في النوعية والتركيب واللون والنكهة وفي كل شيء آخر. وهكذا الأمر فيما يتعلق بالفرق بيننا وبين سمات العالم الروحي.

فما هو الحلّ إذا ً حتى نستطيع تجاوز هذا الإختلاف ؟
وما الذي نستطيع عمله ؟ إن الحلّ الوحيد أمامنا لإنشاء أي نوع من التواصل بيننا وبين العالم الروحيهو تغيير سماتناوصفاتنا نحن لتصبح على درجة من التوازن مع تلك التي للعالم الروحي . أي تغيير الرغبة الأنانية فيّ من حبّ الذات والعمل على الحصول على كل شيء على حساب الآخرين إلى الرغبة في محبّة الآخرين والعطاء من دون مقابل وعمل الخير بدافع العطاء وليس بدافع أني أعمله من أجل أن اشعر بأنني إنسان جيد . هذا التغيير مبني علىقانون " التوازنالشكلي " بمعنى أن الرغبة التي خلقها الخالق وهي " المخلوق " أو " المادة " التي كُونت منها الخليقة . هذه الرغبة لا يمكن إشباعها بشكلها البدائي لأن وفي اللحظة التي يمتلئ فيها الإنسان بالبهجة والسرور يتلاشى هذا السرور ويسعى الإنسان من جديد وراء أشياء أخرى وهكذا هو في دوامة لا نهاية لها . ولكن إذا أراد الإنسان أن يحصل على البهجة والسرور الدائم فيجب عليه أن يقوم بتصحيح ذاته . عملية التصحيح هذه هي إستبدال الصفات الأنانية بصفات الخالق الحسنة والحميدة من محبّة وعطاء . حالة توازن هذه الرغبة في صفاتها وسماتهامع سمات الخالق ما يُدعى بالتوازن الشكلي.
في حقيقة الواقع لا يوجد في الكون إلاّ الخالق والمخلوق , وأن كل ما نراه وندركه هو نفسنا والخالق . الخالق من فوقوالمخلوق من الأسفل أي من العالم . وإن سمات الخالق هي المحبّة والعطاء ؛ والمخلوق هو الأنا أي حبّ الذات . هذا هو كل ما في الوجود . والخروج من الصندوق يعني العيش في العالم الروحي . والعيش بالعالم الروحي معناه تغيير طبيعتنا الأنانية وتحويلها إلى طبيعة وصفات الخالق الخيرةوالحميدة وعلم الكابالا يبحث في كيفيّة التفاصيل بكل أنواعها ودرجاتها ليصل الإنسان إلى هدفه في هذه الحياة ويجد معنى لوجوده هنا في هذا العالم.



يُــــتــــبـــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:38 PM
الدرس الثالث...؟؟؟

موضوع هذا الدرس؟

1- الهَدف من فكرةِ وُجودِ الخَليقةِ .
2- بنية طبيعتنا البشرية والرغبة وملذات الحياة وتجنب الألم.
3- كيف أنَّ المعاناة في الحياة هي مرحلة ضرورية ولا بُدّ منها لنمونا الروحي.
4- الهدف من المعاناة في الحياة هو في خلق الحاجة في داخلنا للبحث عن السبب.
5- قوة النمو والتطور ومعنى المعاناة.لماذا خُلقنا ؟ ولماذا وضعنا الخالق في هذا العالم ؟يقول علم الكابالا أن هدف الإنسان من وجوده في هذا العالم هو الوصول إلى درجة الكمال والأبدية .
ولكن كيف يكون هذا ؟
لقد سبق وتكلمنا في الدرس الأول عن ماهية علم الكابالا ومصدره ولما دعي بعلم الحكمة الخفية. وبحثنا أيضاً في موضوع لغة الفروع التي إسنُخدمت في نصوص علم الكابالا , كما وتطرقنا أيضاً إلى شرح الواقع الشامل بأجزاءه ودرجاته.
أما في الدرس الثاني فقد تكلمنا عن معرفة حقيقة الواقع المحيط بنا وعن الحاسة السادسة كوسيلة في إدراك ومعرفة العالم الروحي وعن أهمية الرغبة والتي بدورها تشكل الدافع في توجيه الإنسان نحو العالم الروحي ليجد معناً وهدفاً لحياته.
وأما في هذا الدرس نحن سنتكلم عن الهدف من وراء فكرة وجود الخليقة وعن المعاناة والدور الذي يلعبه في نمونا الروحي.إن جوهر فكرة عمل الخليقة هو رغبة الخالق في عمل مخلوق وملء هذا المخلوق بالإبتهاج والسرور من غير حدود . هذا هو جذر أو مصدر أيِّ حدث يتجلى في واقعنا وأي حدث يأخذ مجراه في حياتنا هو نتيجة هذه الرغبة ، ونحن نرى كل حدث في منظوره الشامل والذي يضم البداية والنهاية , أي بداية الحدث ونهايته سواء أكان بوسعنا إدراك هذه الحقيقة أم لا.

المشكلة لدينا هي أننا نعتقد أنه من المتوجب علينا الاستفسار عن أمور الحياة المعقدة والعميقة والتساؤل عن عدم قدرينا في معرفة ماذا يجري في الكون من حولناومحاولة تخمين وإفتراض مصيرنا وقدرنا , ولكن في الواقع أن الحاجة لدينا هي في معرفة حقيقة واحدة لا غير والتي تفرض علينا أن نسأل السؤال الوحيد والأكثر أهمية والذي في إجابته سنحصل على معرفة عالية ونكتسب منظوراً جديداً للحياة والعالم الذي نحن فيه. والسؤال هو : " إذا كان الخالق رمز المحبة والجودة والعطاء الكامل وكل ما يأتي منه هو الخير إذاًلماذا نرى الشر يملئ عالمنا ؟ وإذا كنت أنا الإنسان قد وُجِدتُ هنا في هذا العالم لهدف الوصول إلى حالة الكمال والأبدية فكيفيكون هذا ممكناً وأنا أعيش في عالميجتاحه الشر بلا حدود؟ كيف سيكون باستطاعتي إدراك هذا الكمال بطبيعتي الأنانية ؟سؤال عميق وواسع الأبعاد وذو شقين , ولهدف مساعدتنا سنستعين بكتابات ونصوص علماء الكابالا إذ أنهم وضعوا لنا إطاراً لتوجبهنا في المسار الصحيح فكل الكتابات والنصوص حُفظت من أجلنا نحن والتي َدَوَن فيها العلماء على مر الأجيال نتائج بحوثهم وتجاربتهم الشخصية بعد قضاء معظم سنين حياتهم في البحث في دراسة الحقائق التي بُنيى الوجود عليها والتي إنتقلت من معلم إلى تلميذه على مر العصور إبتدأ من أبونا آدم إلى آخر عالم كابالا في جيلنا الراباش .
عالم الكابالا الشهير والملقب بصاحب السلم يُخبرنا بأن هناك قانون أساسي في علم الكابالا وهو: "كل ما لا يمكن إدراكه أو الوصول إليه لا يمكن تسميته ". ماذا يعني بذلك؟
الهدف الذي نريد أن نصل إليه هو الإدراك الحسيّ المباشر بالخالق ، وليس بفكرة مجردة أو مبداء أو مفهوم فكري أو ثقافي لأنه لا توجد إجابة حقيقية في مثل هذا النوع من التفكير , فالإنسان لا يمكنه أن يشعر بالثقة الكاملة بمجرد فكرة أو بالمفهوم التجريدي لمبداء أو فكرة ما . بل يتوجب على الإنسان أن يكون قادرا ً على الشعور بحقيقة هذه الفكرة بشكل واقعي كإحساسك بقدميك وأنت منتصب عليهما أو كما وإذا كنت تنظر الى شيء ما أمامك وتراه بعينيك . فالإدراك لهذه المعرفة يجب أن يكون حسيّ . إذا ً الحاجة هنا فقط هو فيتغيير طريقة إدراك الحقيقة وليسالأفكار .
في الواقع إن الإنسان غير قادر على فهم الأحداث التي تحدث له في حياته - أي معرفة مصدرها وسببها - لأنه يرفض قسما ً كبيرا ً من واقعه الذي حوله . فإن مقدار النصف من كل ما يحدث في العالم الذي يعيش فيه يُقدره ويعتبره على أنه شيء مؤذٍ وغير صالح وبالتالي يتجنبه ويرفضه. وهذا بسبب" الأنا " فينا أي النظام الذي نسير بموجبه والذي هو" الرغبة في الأخذ ". وهذه الرغبة تعمل بمثابة نظام التوجيه الذي يُسيّر حياتنا ، وهذا يعني أننا خاضعون تماما تحت سيطرتها , وبناءً على هذا إن عمل" الأنا "كله يتركز على : إما جذبنا وراء الأشياء التي نجد فيها المتعة والتي نعتبرها جيدة ، أو أنها تذهب بنا بالإتجاه المعاكس لما تحسبه شيئا ً لا يُعد مصدر متعة لدينا بل سيولد الشعور بالفراغ عندنا وبالتالي فإننا نهرب ونبتعد عن هذه الأشياء.
نحن نسعى فقط وباستمرار وراء تلك الأشياء التي تُعتبر جيدة ومصدر لذة لنا , لذلك ليس لدينا الإدراك الصحيح لحقيقة الواقع من حولنا لأن تركيزنا يكون محصوراً في جزءٍ واحدٍ وصغير وبالتالي لا نستطيع رؤية الصورة بشكلها الكامل , ولهذا السبب يكون إدراكنا للواقع خاطئ لأن إهتمامنا مُنصّبٌ فقط على نقطة واحدة ومعينة . حصر تركيزنا على الجزء الصغير ناتج عن نظرتنا للحدث على مستوى أنه سيئ أو معقد. وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنافإننا إذا نظرنا إلى الطبيعة من حولنا فإننا نجد أن كل الحقائق في واقعنا ظاهرة فقط نتيجة قانون التباين.
فإننا نعرف البرودة من نقيضها أي الحرارة , نعرف العلو لأنه يوجد ما يدعى أسفل , نعرف الصغير مقارنة بما هو كبير . فإذا نظرنا إلى - الحرارة - في حد ذاتها ولم يكن هناك شيء معاكس لها ليكون بإمكاننا معرفة نوعيتها وصفتها المميزة والتي تحدد لنا إطار مفهومها وأهميتها وتأثير زيادتها أو نقصها ، فإنها تُعتبر - شيء مجرد - ولن يكن بإمكاننا أن نشعر بأي شيء فيه . فإذا لم يكن هناك أي حركة ، أي فقدان الوسيلة لقياس أي شيء ، فما الذي يمكننا معرفته عن الحرارة ؟ فلا يوجد أي شيء في كون أي شيء في واقعنا - مجرد - لأنه لن يوجد فيه أي نوع من الشعور أو الإحساس به . إذا ًإن المقارنة بين ما نعتبره جيدا ً والسبب في أننا نعتبره جيد ، وبين ما نختبره في الحياة على أنه تجربة سيئة ، والسبب في أننا نعتبرها سيئة ، هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب علينا موازنته.
إذا ً نحن بحاجة إلى طريقة ونظام ثابت متكامل وجدير بالثقة يساعدنا في وضع الأمور في نطاق أكبر من الواقع المادي المحدود لنقيّم كل ما يواجهنا ، لأن كل تقيمُنا للخير والشر من خلال الرغبة التي فينا أي "الأنا " هو ذاتي تماماً وغير موضوعي ؛ ولهذا السبب نحن نقول إن بعض الأحداث التي نراها على أنها شر . ولكن اذا كنا حقا ننظر في الأمر بعمق فلا بد من النظر في التجربة الفعلية ومن كل جانب أي مصدر الحدث والسبب الذي أدى إليه والنتائج الحاصلة وتأثيرها علينا حاليا ً وعلى المستقبل بمعنى كونها العامل الذي سيلعب دورا ً مهم في ما سيحدث بعد ذلك . إذا لتتحقق في رد فعلك بصدق يجب عليك أن ترى الحدث أو التجربة التي مررت بها في حقيقة واقعها الأصلية وهذا هو المقصود بعبارة " إن كل ما لا يمكن إدراكه أو الوصول إليه لا يمكن تسميته" .
إذا نظرنا إلى أمر الحرائق الطبيعية للغابات ، فكل ما نراه هو المقدار الهائل من الضرر ، وفي هذه الحالة نقول أن ما حدث كان سيئاّ جدا ً للأشجار وللبيئة ، ولكن في نطاق أوسع من التفكير الواقعي الشامل ، ما حدث هو شيء جيد ونافع لأن الغرض والهدف منه هو إزالة كل ما هو ضعيف ومريض وإستبداله بالأفضل , فالأشجار ستنمو بكثافة أكبر وبحالة صحيحة وصحيّة أيضا ً والتربة حصلت على السماد الطبيعي الفائق الجودة والتي بدورها ستكون مصدر غذاء غني بكل المعادن للنمو الكثيف ؛ فالأشياء التي كانت تحول دون النمو الصحيح للأشجار تغيرت بسبب الحريق , والآن وبما أنه توفر لنا صورة الواقع الشامل للحدث هل ما زلت تعتقد بأن ما حصل كان شيئا ً سيئا ً ؟؟؟ فمن هذا المنطلق , علم الكابالا يسمح لنا بأن نرى الصورة الكاملة أو ما نسميه بالواقع الشامل لكل حدث يأخذ مجراه في حياتناً وعلى كافة مستويات الحياة , وهذا يكون ممكنا ّ من خلال النمو الروحي للشخص والذي يرفع المخلوق من درجة الكائن الحي أي " المستوى البهيمي للوجود" إلى درجة المتكلم أي " المستوى الإنساني الكامل - على صورة خالقه " أي إنسان ذو نفس نامية وتتحلى بسمات خالقها.
إنّ مستوى درجة المتكلم هي نقطة البداية حيث يبدأ منها الإنسان بالتفاعل مع النظام الأعلى وأن يصبح جزءً منه بحيث أنه يستطيع أن يرى الواقع بكامله وليس جزءً منه فقط ويستطيع أن ينظر إلى ما يحدث من خلال المعرفة الشاملة للأمور أي السبب الذي أدى إلى هذا الحدث ليأخذ مجراه في عالمنا وما هي النتيجة الحقيقية والهدف منه .. بكلمة أخرى سيكون بمقدور الإنسان أن يفهم طريقة عمل النظام الذي من خلاله يدير الخالق عالمنا ، وكيف تتحرك بنا هذه القوة العليا بقدرتها الفائقة وبراعتها وتقودنا في طريق سالك في نظام الأنا المسيطر على حياتنا لتجذبنا وراء ما هو نافع وصالح وتردُنا عما هو مكروه وضار ؛ إذا كنا نستطيع أن نرى كل ما يحدث من على هذا المستوى عندها نستطيع أن ترى كل الأحداث بكاملها وليس فقط ما يحدث بين الحين والآخر.فما الذي يتوجب علينا فعله لنكون قادرين للوصول إلى هذا المستوى العالي والرفيع أي إلى " درجة المتكلم "؟ وكيف يمكننا رؤية الأمور من خلال هذا المنظور ؟ الحق أننا لا نستطيع التوصل إلى هذا من تلقاء أنفسنا . فالخيار الوحيد الذي أمامنا هو بمعونة ما هو موجود أصلا ً هناك ، فيجب علينا أن نكون قادرين على الإحساس والشعور بما هو كائن حتى نستطيع أن نتشابه بهفي الدرس الأول نحن تكلمنا عن مراحل ومستوى الرغبات , فإن قوة التطور هي في نمو هذه الرغبات في كل مستوياتها وبحسب درجاتها وأن نظام القوة العليا أي الخالق قد رتب لنا أن ننمو ونتقدم من خلال هذه الرغبات إلى أن نصل إلى المرحلة التي فيها نتوق ونرغب الشيء الصحيح بالتحديد . ولكن وبما أننا عنصر أو طرف فعّالٌ في تقدمنا الروحي ونمونا بطريقة غير مباشرة أي ليس من خلال إرادتنا أننا تواجدنا في هذا الوضع ، وليس بإرادتنا أيضا ً أن نُحرز أي يقدم ، حتى نصل الى مرحلة الإيقاظ أي عندما تصحو النقطة في القلب لدى الشخص.
يحدث الإيقاظ من خلال مجموعة الأحداث والتي نصِفُها "بالجيد والسيئ ". بعبارة أخرى, أنّ رغباتنا تنمو وتتغير بإستمرار بحيث تصبح أسئلتنا أكثر عمقا ً وإتساعا ً . فكل حدث فضيع يأخذ مجراه في حياتنا وفي العالم من حولنا يجعلنا نتسائل بعمق :
عما هو السبب الحقيقي لهذه المعاناة ؟
لماذا أنا أعاني وكيف يمكنني وقف هذه المعاناة ؟
فإن قوة التطور هذه تبقى تُسيرنا بشكل غير مباشر حتى نصل إلى نقطة فيها نرفض أن نقتنع بأي جواب بل يجب علينا أن نحصل على الإجابة الحقيقية لسبب المعاناة التي نمُرّ فيها ، لأن الجواب على السؤال يأتي فقط من القوة العليا أي من الخالق الذي يدير هذا النظام ويسيّر حياتي.
هنا يصل الإنسان إلى مرحلةٍ فيها يركيز شعوره ورغبته في تكوين حاجة واعية ملموسة في داخله لإلتماس جواب مُقنع لهذا السؤال ولا يمكن لأي رغبة أخرى أن تحل محل إحساسه الصادق في إيجاد الجواب الصحيح , فهذه الحاجة الآن أصبحت وعاء لإحتواء الجواب أي أصبح للإنسان القدرة على تلقي جوابا ً لما كان يطلبه . ولكن حتى نصل إلى معرفة سبب المعاناة ، علينا أولا ً أن نعرف ما هو الجيد وما هو السيء بناءً على مقياس عادل , صحيح وثابت . والآن نحن طبعا ً نعلم اننا لا نستطيع الإعتماد على نظام الأنا فينا لكونه أناني في تقيم الأمور والأحداث وبالتالي فلن نحصل على جواب صحيح منه . فالمقياس العادل والثابت يجب أن يكون مقابل شيء غير مُتقلب بإستمرار . وصفات العدل والثبات هي من صفات الخالق فقط . فسماته التي يتحلى بها من محبة وعطاء مطلق بجانب صفتي أنا المخلوق والتي هي حب الأخذ للذات . فإن مقياس التباين هذا بين هاتين الصفتين المتناقضتين هو الذي سيعطينا الشعور في مكان وجودنا أي المستوى الذي نحن عليه ، لأن الشيء الوحيد هناك لنحس ونشعر به هو الخالق والسؤال الآن هو: كيف يمكنني الحصول على هذا الإحساس ؟ وما هي كيفية إحساسي بهذا الشعور ؟نحن نعيش في بحر من النور - نور الخالق - . هذا يعني أننا دائما في حالة تلقي البهجة والسرور من الخالق في إنائنا الروحي " الكلي . هذه هي إرادتنا أو الرغبة في التلقي أي " الأنا " والنور الإلهي يملؤنا دائما ً وبشكل مستمر بالبهجة والسرور ، ومع هذا الإحساس والذي هو في الواقع إحساس النور الإلهي نفسه. هو دائما ً وفي كل الأحوال الخالق بإستثنا أن الأمر يتوقف على ما نقول نحن ما هو ، والصفة أو الصيغة التي نجعلها عليه ، وما نطلق على ما يحدث لنا.
جميع الأحداث التي تحدث لنا ومعنا في هذه الحياة قد ارسلت الينا على النحو المباشر أي من النور من مصدره المباشر . ولكن اذا شعرنا بالنور بهذه الطريقة أي بشكل مباشر ، أي أن نشعر به من خلال الرغبة للتلقي لدينا ونحن لا نعرف السبب وراء هذه العطية . والذي يجب أن نسعى لعمله في هذه الحالة هو أن نحاول فهم الفكر وراء هذا الحدث أي أن نتسائل : "
ما هي نوعية هذا العطاء ؟
وما هي نية الخالق وقصده من خلال ما يحدث معنا ؟
وكيف هذا الحدث مرتبط ومتعلق بالقوة التي تنمينا وكيف ستصل بنا إلى الشعور بالرضى والإكتفاء
فإذا كنا بوسعنا فهم واستعاب هذا الشعور عندها سيكون بإمكاننا فهم ما يحدث من حولنا أي ان نصل إلى المستوى الذي فيه تكون لنا رؤية جليًة للأمور ويكون همنا الوحيد مركز على السعي بأن تبرر عمل الخالق من المنطلق على أنه جيد وأن كل ما يأتي من عنده هو بركة ونعمة . فهذه هي صفات الرجل الصدّيق . لأن الرجل الصدّيق بالرغم مما يواجهه في الحياة من الحسن والسيء, فإن قلبه وفكره دائما ً موجه وراء قوة الخالق الخيّرة والحسنة والتي توجهنا في مسيرة حياتنا . إن الفرق بين ما نشعر به في نفسنا " أي الوعاء الروحي لدينا "، وما هو فكر الخالق وراء الحدث , أي الفرق بين فكرنا وفكر الخالق هو مصدر المعاناة.
التناقض بين طبيعتي أي - النية في التلقيّ وحب للذات - وبين نيّة الخالق في العطاء المطلق , هذا التناقض وهذا التباين ما يسبب لي الشعور بالمشقة والمعاناة . فإن قانون العطاء المطلق هو القانون العام الذي يحكم الكون وكل شيء فيه . وإن جميع قوانين الطبيعة مبنية على اساس هذه القانون وتسير تبعا ً له في كل إنسجام , واستناداً عليه يتعين ويتوجب على جميع أشكال الحياة إيجاد التوازن ، وإلى الدرجة التي لا نحافظ بها على التوازن لقانون الحياة هذا, فإننا لن نجد إلا ّ المعاناة في كل جوانب الحياة وليس على صعيد الشخصي فقط بل إن الخلل سيؤثر على الإنسان وعلى محيطه على السواء.
الدراسة والبحث في نصوص علم حكمة الكابالا ليس لهدف المعرفة الفكرية بل من خلال الرغبة للإرتقاء فوق المعاناة هو الذي سيمكننا من فهم معنى وكيفية عمل القانون العام والذي يسير عليه الكون , كما ويشرح لنا سمات النور وسمات إرادة الأنسان الأنانية وكيفية إيجاد التوازن بتغير هذه الصفات الأنانية وإستبدالها بسمات النور ليتمكن الإنسان من خلق التوازن والتخطي فوق المعاناة.
إن نص " ليس هناك سواه " الذي تكلم به عالم الكابالا صاحب السلم ودونه عالم الكابالا الراباش يقول قد كتب
" ليس هنالك سواه - هذا يعني أنه ليس هنالك من قوة أخرى تملك القدرة على أن تقوم بأي عمل ما ضد إرادته . وما يراه الإنسان من أن هناك أموراً في هذا العالم تنكر وجود السلطة العليا، هذا سببه أن هذه هي مشيئة الخالق. وهذا ما يُعتبر تصحيحا ً والذي يُقال له" اليسار ترفض واليمين تُقرب من المحور الرئيسي "، معنى ذلك ان ما ترفضه اليسرى يعتبر تصحيحا ً. هذا يعني بأن هناك أمور في هذا العالم تسعى من البداية إلي تحويل وإبعاد الشخص عن الطريق الصحيح، والتي بواسطتها يُرفض الإنسان من القداسة
والفائدة من هذا الرفض أن من خلاله يحصل الشخص على الحاجة وعلى رغبة تامة إلى مساعدة الخالق له وفقا ً لإدراكه بأنه تائه من دون مساعدته , ويرى أنه لا يتقدم في العمل فحسب بل يُدرك أنه يرتد إلى الوراء ، وبذلك يرى أنه يفقد القدرة على حفظ الوصايا حتى وإن كانت للوليشما ( ليس من أجل إسم الخالق ) وإنه فقط وعن طريق التغلب الحقيقي على كل العوائق فوق حدود المنطق يمكنه أن يحفظ الأسفار والوصايا .
بعبارة أخرى إنّ العالم قد شُكل وبُني بأسلوب نشعر أن النظام الذي يُسيّره مبني على " الأحداث الجيدة والسيئة " والشعور بأن هناك قوة معارضة ومقاومة لما هو جيدٌ فينا أي بمعنى أن هناك شيء يمنعنا من الشعور الجيد , والسبب بأننا نرى الأمور على هذا النحو أنها إرادة الخالق , والغرض من هذا هو مساعدتنا في تصحيح " الأنا " فينا.
الذي يحاول عالم الكابالا قوله هنا هو أن الشعور بالقوة التي تدفع بنا بعيدا عن قدرتنا بالإحساس بالخالق هو ما يسمى "بعمل التصحيح". هذه القوة هي جزء من النظام الذي تكلمنا عنه والذي يلعب دورا ً كبيرا ً في مساعدتنا في تصحيح" الأنا " فينا وهذا ما يُدعى "اليسار ترفض " أي إحساسنا بقوة الدفع بعيدا ً عن الخالق و" اليمين تُقرب من المحور الرئيسي " أي التقرب من الخالق.
هذا يعني أن هناك أشياء في العالم والتي تهدف من البداية بتحويل الشخص عن الطريق الصحيح وهذا يعني أنه عندما يرغب الإنسان بالإحساس بالخالق ويرغب بمعرفة القوانين التي تسيّر حياته ، أي أن يفصل الإنسان نفسه عن العالم المادي" وليس المعني هنا حياة التقشف " ويرتقي بإحساسه للرغبة في إحراز العالم الروحي.
الإحساس في الدفع بعيداً -- نابع من الرغبة والنية في معرفة الخالق وبالتالي يوّلد الشعور بالحاجة في داخل الإنسان أي أن هناك حاجة محددة بدأت تتجلى في أعماق الإنسان , ونحن هنا لا نتكلم عن الحاجات والرغبات المادية كالسيارات الجديدة ، أو الثروة ، أو المعرفة ، أو النفوذ والسلطة , لا بل المقصود هو الرغبة للخالق والعالم الروحي.
وهذا يعني أن كل ما زادت الحاجة أو الرغبة يصبح التباين بين سماتنا الأنانية وبين سمات النور السامية ظاهراُ بشكل واضح وهذا التباين هو الذي يُمكنُنا من رؤية الشر " شر الأنانية وحب الذات في داخلنا " وهذا ما يُدعى في الكابالا " إباحة الشر الكامن في الأنسان " . ما هي الحاجة في الوصول إلى هذا الشعور ؟ هذا الشعور هو وسيلة القياس التي سنستخدمها في مراحل التصحيح , فكما شرحنا سابقا ً ان معرفة أي شيء تظهر بمعرفة ضده , فكلما زادت رغبتنا في معرفة الخالق زادت معرفتنا لواقع طبيعتنا الأنانية , وكلما زادت رغبتنا في التقرب من الخالق إزداد مقدار النور الذي يملاء " الكلي " أي وعاءنا الروحي أي نفسالإنسان .
ويرى بأنه لا يتقدم في العمل فحسب بل يُدرك أنه يرتد إلى الوراء أي يرى أنه يفقد القدرة على حفظ الوصايا حتى وإن كانت للوليشما ( ليس من أجل إسم الخالق ). وإنه فقط عن طريق التغلب الحقيقي على كل العوائق فوق حدود المنطق يمكنه أن يحفظ الأسفار والوصايا
إنّ القوة التي نختبرها في واقع حياتنا من خلال الأحداث الجيدة والسيئة على مدار الحياة هي" لوضع الفكرة في مفهوم صورة من أجلالتوضيح لا غير " يسار ويمين الخالق الذي يهدينا من خلال كل العقبات التي تواجهنا في حياتنا هذا إذا كان لدينا إدراك الرغبة في التركيز وتوجيه النفس بشكل مباشر تجاه الخالق إلى أن يصل الإنسان إلى مرحلة فيها تستطيع الرغبة في داخله أن تتفوق وترتقي به فوق العالم الخيالي وتصل به إلى الإدراك الكامل بواقعه الكليّ .

يُــــــتـــــــبـــــــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:45 PM
سؤال: هل للكابالا علاقة بالتبصير بورق اللعب وعلم التنجيم والسحر والشعوذة؟
الجواب: لا, لا يوجد أي علاقة بين هذه كلها وعلم الكابالا. فالتبصير بورق اللعب وعلم التنجيم والسحر جميعها نابعة من النظريات الشائعة والمختلفة والتي تقول: "إن الإيمان بأن المعرفة المباشرة للخالق وبالحقائق الروحية يمكن أن تتم للمرء عن طريق التأمل أو الرؤية أو النور الباطني وبطريقة تختلف عن الإدراك الحسّي العادي أو إصطناع التفكير المنطقي _ أي تأمل مُبهم أو لا عقلاني -" والتي ترابطت بشكل خاطىء بمعنى نظرية علم الكابالا خلال المئة عام الماضية .

سؤال: هل يوجد علاقة لحكمة الكابالا بالتبصير والسحر؟
الجواب: لا, لا يوجد هناك أي علاقة لحكمة الكابالا مع السحر أو التبصير أو الترقية أو أي شيء مما يتداوله الناس فيما بينهم لتزويدهم بأشياء مزيفة يدّعون بقدرتها على الحماية من خفايا القدر.حكمة الكابالا لا تتعامل مع ولا بواسطة هذه الأشياء.
حكمة الكابالا هي علم يُنمي قدرة الإنسان على مراقبة قضاؤه وقدره ولا يكون معتمدا ً على قطعة ورق أو تعويذة أو ترقية. فإن عالم الكابالا الشهير والملقب بالآري حرَّم مانعا ً إستعمال التعويذات في كتاباته لأنها لا تُقدم إلاّ مجرد دعم نفسي للشخص. فإذا رأيتُ أن هناك شيء أو غرض ما يجلب الراحة للإنسان الذي يطلب مُساعدتي أقول له بأن يؤمن بهذا الغرض أو هذا الشيء لأن فيه تكمن قوة خارقة.
ولكن في الحقيقة أن قوة السحر كامنة في المفهوم أو الإيمان فيما يقدمه هذا الغرض لهذا الشخص. فإن الأطباء وعلماء النفس يستخدمون قوة الإعتقاد بالحماية النفسية في مجالات إختصاصهم وعملهم, ولكن من عدم الصدق أن نقول أن هذه القوة لها أي تأثير أو علاقة بالقوات الروحية العليا.
إذا كان هذا النوع من الحماية النفسانية تجده نافعا ً لك, إسخدمه ولكن إعلم بأن هذا لا ولن يساعدك في تصحيح نفسك. ولهذا السبب بالتحديد لا تستخدم حكمة الكابالا أي من أنواع " السحر" أو قوة الإعتقاد النفسانية, ولهذا السبب أيضا ً حرّم الكتاب ممارسة السحر والتعويذة.
سؤال: هل يوجد أي تعويذة أو حجاب في الكابالا؟
الجواب: لا, فإنه لا يوجد في عالمنا أي أشياء مادية تحمل بحد ذاتها معاني روحية. فالتعويذة والحجاب تساعد فقط في دعم نفسي للشخص لا غير.

سؤال: هل للتعويذة والأعمال السحرية مفعول أو تأثير حالي على الإنسان؟
الجواب: إن تأثيرهم حالي ومع مرور الزمن يسوء تأثيرهم على حالة الشخص. فعندما نبدأ بدراسة حكمة الكابالا نجد أنفسنا وعلى الفور تحت عناية الرب المباشرة وعندها لا يستطيع لا عالم بالغيب ولا ساحر أن يساعدنا بشيء لأننا سالكين في منهج مختلف بالتمام . وعندها يتغير الوضع وننتقل لنوع مختلف من النمو وإحراز أي تقدم.
هنا وفي هذا الوضع لا يستطيع أحد إرشادنا وتعليمنا أي شيء لأننا خارجين عن حدود سيطرة وحدوية قانون الطبيعة . ويكون عمل القوة الروحية العليا والطبيعة مختلفا ً معنا في هذا الوضع . لذلك انا أنصح بدراسة حكمة الكابالا وكأنها علاج حقيقي ووحيد. ولهذا السبب تدعى حكمة الكابالا " دواء الحياة".

سؤال: ما علاقة حكمة الكابالا بعلم التنجيم؟
الجواب: في حكمة الكابالا يوجد ما يدعى مسائل التنجيم الكابلي كما وهناك مسائل أخرى كعلم الجغرافيا الكابلي والطب الكابلي. وتبحث هذه المواضيع في العلاقة بين عالمنا وأنظمة العالم الجماعي المحدد لعالمنا والذي يتضمن العالم الأعلى.
إذا كنت راغبا ً في دراسة طريقة بنية عالمناً على هذا النحو وهذا طبعا ً يتضمن دراسة الأرض والنجوم والكواكب الأخرى وأنواع الترابط بينها عالما ً أن حقيقة الواقع الفعلية هي كل شيء موجود بتوافق متطابق مع القوات التي العالم الأعلى. كل الأجساد وكل القوات التي في عالمناً ليست هي إلا ّ نتيجة مادية وملموسة لتلك القوات الأصلية في العالم الأعلى إن إنعكاس صورة العالم الأعلى في عالمنا هذا يخلق مجالات متنوعة تدعى علم الفلك , وعلم التنجيم وعلم النفس وعلم الطب ... والخ... ولهذا السبب إن العلم والمعرفة في عالمنا يعكس وإلى حد معين حكمة الكابالا في الأساسات المادية لعالمناً.

سؤال: لقد تعرّفت على إمرأة تدّعي بأنها من المعجبات بعلم الكابالا ولكنها تمارس العرافةوالسحر ؛ فهي تقرأ الطالع بإستخدام ورق اللعب وتتكلم مع الأرواح وتعالج الناس اللذين يقصدونها بالزيت والأعشاب وتبيع التعويذات .
هل يتماشى ما تفعله هذه المرأة مع حكمة الكابالا ؟ وهل القوات التي تستخدمها تأتي من الخالق؟
الجواب: إن حكمة الكابالا تبحث فقط في كيفية إحراز هدف الخليقة . إن هدف الخليقة خاص ومتعلق فقط بالخالق . فيمكن إدراك الوحدوية أو الإلتصاق بالخالق عن طريق تساوي سمات الإنسان مع سمات الخالق وهذا يدعى "بالتوازن الشكلي".
إن حكمة الكابالا تدرس سمات الخالق وهي "الخير أو العطاء". تتجلى هذه الصفة بشكل واضح عندما نخطو فوق الحاجز الذي يحدّ بين عالمنا والعالم الروحي الأعلى . هذا الحاجز سيكولوجي أو نفسي وهو يحدد بعض مراحل أو درجات النمو الروحي للشخص . فعندما يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من النمو الروحي عندها يبدأ بإكتشاف والشعور بالعالم الأعلى .
"الوصول إلى هذه الدرجة ممكن فقط عن طريق دراسة حكمة الكابالا".
لا يوجد هناك أي طقوس أو مراسم في دراسة علم الكابالا . فالكابالا تركز فقط على مساعدة الإنسان في تخطي هذا الحاجز . ليس للكابالا أي نوع من التعامل مع الأشياء الموجودة في الجزء السفلي من الحاجز أي على مستوى عالمناً . فهنا في عالمنا توجد قوات مادية ومفعمة بالحياة , منها قوات جيدة ومنها قوات سيئة كالعين الشريرة وقرأة الطالع .. والخ... ولكن كل هذه الأشياء متعلقة فقط بأمور قضاء عالمنا المادي . ولكن كل الأمور المتعلقة بنفس الإنسان تبدأ من مستوى ما فوق الحاجز .
تُحرم حكمة الكابالا قراءة الطالع أو أي محاولة لإيجاد معلومات عن مصير أجسادنا, فكون الجسد مؤقت فإنه جدير بالإهمال وبالتالي غير مهم . يتمثل الإنتباه الذي يستحوذ عليه الجسد في السؤال عن كيفية إستخدامه لخدمة النفس التي تسكنه .
من الممكن أن قارئة الطالع تقول الحقيقة ولكن تحريم الكابالا لهذا الأمر نابع من الواقع أنه يتوجب على الإنسان أن يسمو فوق كل هذه الأشياء ويعتمد على الخالق من دون أن يبحث عن قوات أخرى ليغير مجرى حياته التي رسمها له الخالق. النتيحة أن كل قوة نابعة من الخالق تعمل على تقريبنا منه . إن القانون الرئيسي لحكمة الكابالا يدعى " ليس هناك سواه "
وهو مخالف لكيان وأسلوب العرافة وأي نوع آخر من الوثنية لأنه وفي النهاية " الأرض ستمتلئ من معرفة الرب " كما ورد في كتابات النبي أشعياء , ,وأيضا ً كتب النبي إرميا وقال :" لأنهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم " .
ما معنى التأمل الكابلي؟ هل هناك علاقة بين الأحلام وحكمة الكابالا؟
سؤال: ما معنى التأمل الكابلي؟
الجواب: لا يوجد شيء يدعى التأمل الكابلي . حكمة الكابالا تعلم الإنسان كيف يكون بإمكانه أن يسمو فوق الوجود المادي والغرور وحب الذات ويرتبط بالصفات التي تسود في الطبيعة وهي العطاء والمحبة التامة.
سؤال: ما رأيك بالتأمل؟
الجواب: لا يوجد تأمل في دراسة حكمة الكابالا.
هناك نيّات أي مقاصد وقوات محددة بأحكام للفكر والتي تُسير أو ترشد العالم, في الواقع أن الموجه الرئيسي والوجدان والعواطف التي في عالمنا ممكن إدراكها فقط من خلال فكر الإنسان وليس عن طريق التأمل المبهم واللاعقلاني.
سؤال: هل يوجد أي علاقة بين الأحلام وحكمة الكابالا ؟
الجواب: لا يوجد أي إرتباط ؛ فالأحلام هي نتيجة للإنطباعات الفسيولوجيا أو العضوية التي ويواجهها الشخص خلال يومه.

سؤال: ما هي اللعنة؟
الجواب: حكمة الكابالا هي الطريقة الوحيدة للإنسان في إحراز الخالق ولهذا الغرض لا يوجد هناك حالة أو وضع أسوأ من حالة كون الإنسان منفصلا ً عن الخالق , ولهذا فإن حالة إبتعاد الإنسان في فكره وفي خفايا ذهنه عن الخالق هذا ما يُعتبر لعنة.
ولكن الأفكار الشريرة ( الأفكار المتناقضة مع الخالق) لا تُعتبر لعنة لأنها تحافظ على إتصالها مع الخالق وهذا الوضع يبقى أفضل بكثير من غياب أو عدم وجود أي نوع من الإتصال بين الإنسان والخالق.
إن هدف حكمة الكابالا "والتي معناها القبول" هو العطاء فقط , وهذا المفهوم مناقض لهؤلاء اللذين لا يُفكرون إلاّ في أنفسهم فقط . ونتيجة لذلك إن كل العبارات والمصطلحات المستخدمة في لغة الكابالا تحمل معان مختلفة عن المصطلحات المستخدمة في هذا العالم . فنحن نلجاء لطرح مفهومناً ومصطلحاتناً المادية على المبادئ الروحية لنستطيع الترابط معها . ولهذا نحن نفسر اللعنة على أنها شيء موجه ضدناً نحن وليست ضد الخالق.
سؤال: هل يوجد لعنة في عالمناً هذا؟
الجواب: ربما تقصد بسؤالك هذا العين الشريرة, والجواب هو نعم. العين الشريرة هي واقع حقيقي وموجود. ففي العالم المادي يوجد هناك إحتمال في إذاء أي شخص وليس على نحو مرئي فقط بل من المحتمل التأثير على الشخص وعلى كل مستويات درجات هذا العالم, أي على جسد هذا الشخص وعلى وعيه وعلى شعوره الباطني وأيضًا على البيئة الداخلية للجسد بواسطة المجال المغناطيسي والكهربائي والحرارة.
كما وأنه من الممكن التأثير على المحيط الخاص لهذا الشخص من قبل الأشخاص الأخرين وما يوجد في محيطهم الخاص بهم. على سبيل المثال كالأشعة المعكوسة من العيون. فمن المحتمل إنتقال أي شيء من شخص إلى شخص آخر من خلال النظر, وهذه كلها كامنة في الأسلوب والبراعة الفنية والتقنية كما هو الحال عليه في العالم الروحي.
يستطيع عالم الكابالا أن يوصل معلوماته الروحية ويؤثر على شخص آخر ولكن وعلى خلاف الإحتمالات الموجودة في هذا العالم, فانه من المستحيل أن يؤذي عالم الكابالا أحدا ً ما أو حتى أن يفكر ولو مجرد تفكير بأن يؤذي أحًدا ما.

سؤال: هل الشيطان حقيقي وموجود في هذا العالم؟
الجواب: ليس هناك إلاّ قوة واحدة فقط وهي الخالق. هذه القوة تتوق بأن ترتقي بالإنسان إلى أرفع منزلة. ولكن هذه القوة تعمل من جهتين متعارضتين مع الإنسان لأن سمات الخالق وتلك التي للإنسان متعاكستين. إلى الحد الذي نصبح فيه فاسدين ومنحرفين نشعر بأن قوة الخالق تعمل ضدنا وبشكل سلبي , ولكن بعد تصحيح أنفسنا نشعر بحقيقة وإيجابية هذه القوة .
نحن أنفسنا اللذين نحدد إذا كانت هذه القوة التي نواجها سلبية أم إيجابية وهذا يعتمد على درجة التصحيح التي وصلنا إليها كما وتعتمد أيضا ً على نمونا الروحي . نحن ندعو القوة السلبية بإسم "الشيطان " ولكن مهما تنوعة الأسماء لهذه القوات فإنهم موجودين في داخلنا وليس في محيطنا الخارجي .
ما رأيك عن رؤية ومعرفة المستقبل, والشفاء باللمس والخروج من الجسد؟سؤال:نعلم أن البعض من الناس يدّعون أنهم قادرين على رؤية ومعرفة المستقبل, والشفاء باللمس والخروج من الجسد, ما رأيك بكل هذه الأمور؟ وما تستطيع حكمة الكابالا أن تقدم لي بدلا ًعنها؟
الجواب: إن كل هذه الأشياء التي ذكرتها ليست هي إلا ّ أحاسيس وشعور سيكولوجي وهو عالمي مادي ؛ فمن كل الذي ذكرته هو عالمي ولا يوجد أي من هذه الأمور ذو علاقة بالعالم الروحي, بما أنك في هذه المرحلة تُظهر مقاومة لهذه المعلومات, نصيحتي لك أن تقرأ من مقالات وكتب الكابالا بعمق وتمعن.
لا يوجد داع ٍ هنا للخوف من فقدان قدرتك على أن تنظر للأمور من منظور إنتقادي وحاسم بل بالعكس فبعد تفهّمك للأمور عندها فقط تستطيع أن تتعامل مع المسألة بشكل إنتقادي.
من ناحية الشفاء باللمس ووسائل أخرى "عجائب" كل هذه لا يوجد لها أي علاقة بالعالم الروحي وحكمة الكابالا ؛ فان هذه الأنواع من الإظهارات والتجلي موجودة في الواقع عن طريق تأثير مادة ما على أخرى, وتتواجد إلى حد ما في منطقة اللاوعي عند الإنسان , ولكن ما زالت هذه المسائل تحت إطار الحاجز الذي يفصل عالمناً عن العالم الروحي والواقع تحت تأثير طبيعتنا الأنانية والمادية.
حكمة الكابالا تُقدم لك كيفية العيش في العالم الروحي في حين تواجدك هنا في هذا العالم حيث يكون بإمكانك أن تحس وترى وتفهم الاتجاه الذي أنت سائر فيه ونموك الروحي الشخصي ونمو البشرية من حولك. عندها يكون بإمكانك أن ترى حياتك كلها - الماضي والحاضر والمستقبل - بشكلها الصحيح وأن نعيش بحكمة.
سؤال: ما علاقة الكابالا بالغرباء من الكوكب الآخر؟
الجواب: أستطيع فقط أن أقول لك بأنه لا يوجدأي مخلوق كالإنسان في كل الخليقة , والإنسان هو الوحيد فقط الذي يستطيع أن يرتقي إلى أسمى درجات النمو الروحي في علاقته مع الخالق ويتوازن معه في سماته.
كل الخلائق الأخرى الموجودة على الأرض وفي الفضاء ليس لها أي هدف سامي في حياتها ؛ فكل ما يُقال عن الخلائق التي توجد على كوكب آخر ليس إلا ّ كلام فارغ وليس له معنى أو قيمة . فنحن " البشر" وحدنا هنا وهدفنا واحد أيضًا.
سؤال: ماذا تستطيع حكمة الكابالا أن تقدم لي؟
الجواب: إقراء كتاب من كتب حكمة الكابالا الأصلية والخالية من الرياء والتكلف أو إستمع للحوارات والدروس التي تشرح مفهوم علم الكابالا. إذا كنت تود إستخدام هذه الفرص المتاحة لك وتبدأ بقراءة الكتب ذو المصادر الأصلية الموثوقة ففي الحال يبدأ نور الخالق المحيط عمله في نفسك ويبدأ بتغير كل شيء من حولك فتتحول العناية الإلهية من صفتها الجماعية إلى الخاصة بك أنت وكأنها شعاع من نور مُنزل عليك أنت بالتحديد . وبالتدريج ستشعر بهذا النور وستنال قوة من الخالق في داخلك وخاصة بك أنت والتي من خلالها ستستطيع أن تغير قدرك.
سؤال: ما هي العلاقة بين حكمة الكابالا ورباط المعصم الأحمر أو الماء المقدسة؟
الجواب: لا يوجد أي علاقة بتاتا ً. فالخيط الأحمر والماء المقدسة وأي وسائل أخرى ليست إلاّ مبتدعات تجارية لإكتساب المرابح المادية, طريقة شاعت في العشرين سنة الأخيرة.

يُــــــــتــــــــبـــــــع ...

ظفار العدوى
07-11-2014, 10:46 PM
من علماء الكابالا...؟

عالم الكابالا يهودا أشلاغ) 1884-1954)
عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ والمعروف بلقب صاحب السلم لشرحه كتاب الزوهار, كرَّس حياته لدراسة وتجديد شروحات حكمة الكابالا لنشرها في العالم. لقد قام بتأليف طريقة جديدة لدراسة علم حكمة الكابالا, وبإستخدامها يكون بإمكان أي إنسان البحث في عُمق واقعنا وإكتشاف جذور الخليقة وهدف وجودها.
ولد صاحبالسلم في مدينة وارسو في بولندا في24من شهر أيلول سنة1884. قد أُهِل للخدمة في التاسعة من عمره, وفي الستة عشر سنة التالية خدم كقاضي ومعلم في مدينة وارسو. قضى صاحب السلم سنتين من1926إلى1928في مدينة لندن وخلال إقامته هناك كتب شروحات لمقال عالم الكابالا الآري "كتاب شجرة الحياة" وطبع المقال في سنة1927. وفي سنة1933نشر مقالات بحوثه "إعطاء الوصايا" ومقال" عربون الترابط" ومقال "السلام".
من أعظم أعماله والتي هي من نتائج سنين عديدة في البحث والدراسة والجهد المكثف عملين:
مقال "دراسة السفيرات العشر" والتي هي شروحات مفصلة لكتابات عالم الكابالا الآري والتي نُشرت في16جزء في6مجلدات وإبتدأ نشرها في سنة1937. وفي سنة1940نُشِر مقال "مركز ومخارج النوايا" مع مختارات من كتابات الآري.
مقال "الشروحات السُلميّة لكتاب الزوهار" والتي نُشرت في18مجلد من سنة1945إلى سنة1953وبعدها كتب ثلاث مجلدات أخرى إضافية.
لماذا لقب عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ بصاحب السلم؟ إن المستويات أو الدرجات التي تفصل بيننا وبين الخالق مكونة من125درجة. هذه الدرجات مُقسّمة بشكلٍ مُتساو ٍ ومتكافئ بين العوالم الروحية الخمسة. وهذه العوالم هي كالتالي..:
1ـ عالم آدم كإدمون ...... أي عالم آدم الأول.
2- عالم آتسيلوت ........ أي عالم نقطة الإلتقاء بالخالق.
3- عالم برييّا ......... أي عالم الخليقة.
4- عالم يتسيرا............ أي عالم نور الخالق, بداية التصحيح.
5- عالم عاسيّا .............. أي عالم الأحداث


كل درجة تُعطينا منظور مختلف للعالم الروحي والخالق وهذا تابع لخاصية كل درجة وصفاتها المميزة. ولهذا أنّ هؤلاء اللذين حصلوا على صفات درجة معينة بإمكانهم رؤية وفهم علم الكابالا وسمات الخالق بطريقة جديدة وعميقة. وكل من يُحرز درجة مُعينة في عالم روحي فإنه يحصل على نفس المفهوم كأي إنسان آخر على هذه الدرجة وفي هذه المرحلة.
خلال حياته إرتقى عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ كل درجات السلم , 125درجة. ومن هذا المكان السامي أملا علم الكابالا والذي نحن الآن في هذا الجيل قادرين أن نستفيد منه. من قمة السلم كتب أيضا ً شرح وتفسيرات كتاب الزوهار والذي هو الكتاب الأساسي والرئيسي لنصوص علم الكابالا...

وعد المحبة
08-11-2014, 03:17 AM
شكرا على الموضوع القيم وبارك الله فيك مقالات تعريفية متميزة ومجهود كبير جزاك الله كل خير على تنويرنا