نسائم الرحمن
28-04-2012, 07:02 PM
مقالة للدكتور سلمان بن فهد العودة اعجبتني فاحببت ان تشاركوني في قراءتها
المقالة بعنوان موقف نسبي!
http://3.bp.blogspot.com/-pTw1xXkpRt8/Tm3F6eyW6SI/AAAAAAAAAZQ/JbYFMFcAdC8/s240/voting-question-185.jpg
المقال سؤال:
حين تتخذ موقفاً الآن إزاء قضية من القضايا أياً كان نوعها وميدانها فما الذي سوف تراعيه؟
موقفك قد لا يكون شيئاً عملياً، ربما يتلخص في كلام تقوله مؤيداً أو معارضاً أو مفصلاً، منحازاً لطرف، أو ضد طرف، أو منحازاً لاجتهادك الخاص بقطع النظر عن الآخرين..
موقفك ليس قراراً فحسب، قد يكون فرصة ثقافية أو تجارية، وقد يكون (معروفاً) تحب أن تشيعه، أو (منكراً) واجب الإزالة، أو مشروع علاقة عائلية أو زوجية.
http://islamtoday.net/media_bank/image/2009/6/16/1_2009616_5434.jpg
1 - ستراعي الحاضر، ومدى أهميته أن تتكلم أو تسكت، وهل ما تقوله أنت من باب (البيان) الذي لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، أم هو من فضول القول.
وستراعي قدراتك الذاتية، وحجم تأثيرك، ومدى تحملك النفسي لردود الأفعال.
وضمن الحاضر مراعاة مشاعر الآخرين الذي يشهدون الحدث ويسمعون أو يقرؤون ما تقول.. وما هم فيه من حزن بسبب ما جرى، أو من فرح إن كان الحدث سروراً، أو خوف وقلق إن كان للحدث بعد أمني .
وستراعي احتمالات الفهم الخاطئ من المتلقين لما تقول، سواءً كان فهماً ناتجاً عن قصور العبارة، أو عن خلفية مسبقة تجاهك، أو عن تأثر ما بما حدث.
وستراعي الخصوم وما يمكن أن يشوشوا به أو يجلبوا عليك أو يستثمروا كلامك.
والأصدقاء وما يفهمون وما يتمنون وما يستفيدون وستراعي نقص المعرفة لدى المتلقي والجهل الذي ينعكس على فهمه واستيعابه لأطراف الحدث وتعليقك عليه.
هذا كله يتعلق بـ (الحاضر).
2 – ولكنك ستراعي (الماضي) أيضاً فيما تقول، ويتمثل الماضي في حق الواجب الذي يملي عليك أن تقول أو تعلق رعاية لحرمة أو أداءً لفرض أو خروجاً من تبعة ولعل هذا يكون متصلاً بنصوص شرعية أو أخلاقية أو تاريخية تملي عليك ما تفعل وستراعي النماذج والأمثلة والسوابق التاريخية التي تشبه ما تقوم به أنت الآن.
وستراعي الاعتبار والمقارنة بين اليوم والأمس، وربما تتقمص شخصية تاريخية وتمارس دورها بوعي أو بغير وعي، وتصدّق أنك أنت (فلان) الذي أعجبت بمواقفه وتعليقاته وتحليلاته.
3 - وستراعي (المستقبل) وما يمكن أن يقال عنك في يومٍ من الأيام، ومن سيقتدي بك، أو يتأثر بموقفك سلباً أو إيجاباً، سيكون التاريخ ولو على نطاق محدود، حافراً في ذهنك، فكل شيء مدون ومكتوب.
سيظهر في المستقبل مدى واقعيتك وصدقك في التخيل والافتراض، فالمبالغة في الخوف من النتائج السلبية وتهويلها، أو المبالغة في التوقعات الإيجابية تؤثر على موقفك، وغالباً ما تكون الآثار أقلّ مما كنت تظن، وهذا يظهر في الأشياء التي لم تحدث بعد حين نتحدث عنها على سبيل التحفيز على فعلها أو التحذير من وقوعها.
وستراعي مردود ما تفعل وتقول عليك، فالجزاء من جنس العمل، وما تفعله مع الآخرين سيفعله معك غيرك غالباً، فضلاً عن الجزاء الأخروي، وهو (الحساب) والكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8،7)
السؤال:
بعد التسليم بهذه الرؤية الثلاثية.. كم (نسبة) مراعاة كل جانب من الجوانب؟
هل يصح مثلاً أن يراعي المرء الحاضر وردود أفعاله ومدى الفهم واصطياد الخصوم بنسبة 20 %؟
وأن يراعي الماضي مقارنة بالحاضر ومتغيراته والحكم الآمر أو الناهي بنسبة 40% ؟
ويراعي المستقبل واحتمالاته وفرضياته بنسبة 20 %؟
أم إن على الإنسان أن يراعي مبدأ القناعة بصوابية الموقف ثم يتجاوز ما سوى ذلك ، ويحدث الناس بما يراه، فهموا أم لم يفهموا، قبلوا أم ردوا؟ على قاعدة:
إذا همَّ ألقَى بين عينيهِ عزمَهُ وأعرض عن ذكر العواقب جانبا
أملى علي هذا التساؤل أن الحياة تزخر بالأحداث والمستجدات، ومع توفر الوسيلة الإعلامية صار بمقدور أي كان أن يسجل موقفاً، والمهم هو حين يكون هذا الموقف بالاسم الصريح، وأنت شخص معروف سيحسب موقفك ويدوّن ويستذكر ويستعاد عند الحاجة ..
ربما كان هذا التساؤل مدعاة لأن يتأمل المرء قليلاً، ويعيد حسابه، ويتدرب على التفكير قبل القول، كما كان علماؤنا يقولون (العلم قبل القول والعمل).
المقالة بعنوان موقف نسبي!
http://3.bp.blogspot.com/-pTw1xXkpRt8/Tm3F6eyW6SI/AAAAAAAAAZQ/JbYFMFcAdC8/s240/voting-question-185.jpg
المقال سؤال:
حين تتخذ موقفاً الآن إزاء قضية من القضايا أياً كان نوعها وميدانها فما الذي سوف تراعيه؟
موقفك قد لا يكون شيئاً عملياً، ربما يتلخص في كلام تقوله مؤيداً أو معارضاً أو مفصلاً، منحازاً لطرف، أو ضد طرف، أو منحازاً لاجتهادك الخاص بقطع النظر عن الآخرين..
موقفك ليس قراراً فحسب، قد يكون فرصة ثقافية أو تجارية، وقد يكون (معروفاً) تحب أن تشيعه، أو (منكراً) واجب الإزالة، أو مشروع علاقة عائلية أو زوجية.
http://islamtoday.net/media_bank/image/2009/6/16/1_2009616_5434.jpg
1 - ستراعي الحاضر، ومدى أهميته أن تتكلم أو تسكت، وهل ما تقوله أنت من باب (البيان) الذي لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، أم هو من فضول القول.
وستراعي قدراتك الذاتية، وحجم تأثيرك، ومدى تحملك النفسي لردود الأفعال.
وضمن الحاضر مراعاة مشاعر الآخرين الذي يشهدون الحدث ويسمعون أو يقرؤون ما تقول.. وما هم فيه من حزن بسبب ما جرى، أو من فرح إن كان الحدث سروراً، أو خوف وقلق إن كان للحدث بعد أمني .
وستراعي احتمالات الفهم الخاطئ من المتلقين لما تقول، سواءً كان فهماً ناتجاً عن قصور العبارة، أو عن خلفية مسبقة تجاهك، أو عن تأثر ما بما حدث.
وستراعي الخصوم وما يمكن أن يشوشوا به أو يجلبوا عليك أو يستثمروا كلامك.
والأصدقاء وما يفهمون وما يتمنون وما يستفيدون وستراعي نقص المعرفة لدى المتلقي والجهل الذي ينعكس على فهمه واستيعابه لأطراف الحدث وتعليقك عليه.
هذا كله يتعلق بـ (الحاضر).
2 – ولكنك ستراعي (الماضي) أيضاً فيما تقول، ويتمثل الماضي في حق الواجب الذي يملي عليك أن تقول أو تعلق رعاية لحرمة أو أداءً لفرض أو خروجاً من تبعة ولعل هذا يكون متصلاً بنصوص شرعية أو أخلاقية أو تاريخية تملي عليك ما تفعل وستراعي النماذج والأمثلة والسوابق التاريخية التي تشبه ما تقوم به أنت الآن.
وستراعي الاعتبار والمقارنة بين اليوم والأمس، وربما تتقمص شخصية تاريخية وتمارس دورها بوعي أو بغير وعي، وتصدّق أنك أنت (فلان) الذي أعجبت بمواقفه وتعليقاته وتحليلاته.
3 - وستراعي (المستقبل) وما يمكن أن يقال عنك في يومٍ من الأيام، ومن سيقتدي بك، أو يتأثر بموقفك سلباً أو إيجاباً، سيكون التاريخ ولو على نطاق محدود، حافراً في ذهنك، فكل شيء مدون ومكتوب.
سيظهر في المستقبل مدى واقعيتك وصدقك في التخيل والافتراض، فالمبالغة في الخوف من النتائج السلبية وتهويلها، أو المبالغة في التوقعات الإيجابية تؤثر على موقفك، وغالباً ما تكون الآثار أقلّ مما كنت تظن، وهذا يظهر في الأشياء التي لم تحدث بعد حين نتحدث عنها على سبيل التحفيز على فعلها أو التحذير من وقوعها.
وستراعي مردود ما تفعل وتقول عليك، فالجزاء من جنس العمل، وما تفعله مع الآخرين سيفعله معك غيرك غالباً، فضلاً عن الجزاء الأخروي، وهو (الحساب) والكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8،7)
السؤال:
بعد التسليم بهذه الرؤية الثلاثية.. كم (نسبة) مراعاة كل جانب من الجوانب؟
هل يصح مثلاً أن يراعي المرء الحاضر وردود أفعاله ومدى الفهم واصطياد الخصوم بنسبة 20 %؟
وأن يراعي الماضي مقارنة بالحاضر ومتغيراته والحكم الآمر أو الناهي بنسبة 40% ؟
ويراعي المستقبل واحتمالاته وفرضياته بنسبة 20 %؟
أم إن على الإنسان أن يراعي مبدأ القناعة بصوابية الموقف ثم يتجاوز ما سوى ذلك ، ويحدث الناس بما يراه، فهموا أم لم يفهموا، قبلوا أم ردوا؟ على قاعدة:
إذا همَّ ألقَى بين عينيهِ عزمَهُ وأعرض عن ذكر العواقب جانبا
أملى علي هذا التساؤل أن الحياة تزخر بالأحداث والمستجدات، ومع توفر الوسيلة الإعلامية صار بمقدور أي كان أن يسجل موقفاً، والمهم هو حين يكون هذا الموقف بالاسم الصريح، وأنت شخص معروف سيحسب موقفك ويدوّن ويستذكر ويستعاد عند الحاجة ..
ربما كان هذا التساؤل مدعاة لأن يتأمل المرء قليلاً، ويعيد حسابه، ويتدرب على التفكير قبل القول، كما كان علماؤنا يقولون (العلم قبل القول والعمل).