ظفار العدوى
08-12-2014, 01:08 AM
قِسمة الدجاج .. استفيدوا من خبرة هذا الأعرابي الظريف !
حدّث الجاحظ في كتابه العُجاب وبحره العُباب "كتاب الحيوان" قال
حدّث رجلٌ قال : قدِم أعرابيٌ من البادية فأنزلتُه في بيتي , وكان عندي دجاج كثير ، وكان لي امرأةٌ وابنان وابنتان , فقلت لامرأتي : بادرِي واشْوِي لنا دجاجةً وقدِّميها إلينا نتغدَّاها
فلما حضر الغَداء جلسنا جمِيعاً أنا وامرأتي وابناي وابنتاىَ والأعرابي
قال : فدَفعنَا إليه الدجاجة وقلنا له : اقسمها بيننا "نريد بذلك أن نضحكَ مِنه" فقال : أنا لا أُحسن القِسمة ، فإن رضيتُم بقسمتِي قسمتُها بينَكم ، قلنا : قد رضينا
فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه فناولنيه وقال : الرأس للِرأس ، وقطَع الجناحين وقال : الجناحان للابنين ، ثم قطَع الساقين فقال : الساقان للابنتين ثُم قطَع الزَّمِكّى "أي المؤخرة" وقال : العجُز للعجوز!! ثم قطَع الزَوْر "وهو الصدر وبقية الدجاجة" وقال : الزور للزائِر
فأخذَ الدجَّاجة بأسرِها وسخِر بنا !!
فلمَا كان من الغد قلتُ لامرأتي : اشوُي لنا خمسَ دجاجات ، فلمّا حضر الغداء قلتُ له : اقسم بيننا ، قال : إنى أظنُّ أنكم وجَدتم في أنفُسِكم : أي غضبتم عليّ
قلنَا : لا ، لم نجِد في أنفُسِنا فاقسَم بيننا ، قال : أقسِم شفعاً أو وُتراً؟ قلنا : اقُسِم وتراً ، قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، ثم رمَى إلينا بدجاجة . ثُم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ثُمَ رمَى إليِهما بدجاجة ، ثُم قال : وأنا ودجاجتين ثلاثة !
وأخذَ دجاجتين وسَخِر بنَا
قال : فرآنا ونحنُ ننظرُ إلى دجاجتِيه فقال : ماذا تنظروُن لعلكُم كرهِتُم قِسمتي .. الوتر لا يجيء إلا هكذا ، فهَل لكُم في قسمة الشَفع؟
قلنَا : نعَم .. فَضمّهن اليه ثمَ قال : أنتَ وابناك ودجاجة أربعة . ورمَى إليِنا بدجاجة ، ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمَى إليهن بدجاجة
ثم قال : أنا وثلاثُ دجاجات أربعة . وضمّ إليه ثلاث دجاجات
ثم رفَع يديه إلى السمَاء وقال : اللهُم لكَ الحمّد أنت فهّمتَنيها !
حدّث الجاحظ في كتابه العُجاب وبحره العُباب "كتاب الحيوان" قال
حدّث رجلٌ قال : قدِم أعرابيٌ من البادية فأنزلتُه في بيتي , وكان عندي دجاج كثير ، وكان لي امرأةٌ وابنان وابنتان , فقلت لامرأتي : بادرِي واشْوِي لنا دجاجةً وقدِّميها إلينا نتغدَّاها
فلما حضر الغَداء جلسنا جمِيعاً أنا وامرأتي وابناي وابنتاىَ والأعرابي
قال : فدَفعنَا إليه الدجاجة وقلنا له : اقسمها بيننا "نريد بذلك أن نضحكَ مِنه" فقال : أنا لا أُحسن القِسمة ، فإن رضيتُم بقسمتِي قسمتُها بينَكم ، قلنا : قد رضينا
فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه فناولنيه وقال : الرأس للِرأس ، وقطَع الجناحين وقال : الجناحان للابنين ، ثم قطَع الساقين فقال : الساقان للابنتين ثُم قطَع الزَّمِكّى "أي المؤخرة" وقال : العجُز للعجوز!! ثم قطَع الزَوْر "وهو الصدر وبقية الدجاجة" وقال : الزور للزائِر
فأخذَ الدجَّاجة بأسرِها وسخِر بنا !!
فلمَا كان من الغد قلتُ لامرأتي : اشوُي لنا خمسَ دجاجات ، فلمّا حضر الغداء قلتُ له : اقسم بيننا ، قال : إنى أظنُّ أنكم وجَدتم في أنفُسِكم : أي غضبتم عليّ
قلنَا : لا ، لم نجِد في أنفُسِنا فاقسَم بيننا ، قال : أقسِم شفعاً أو وُتراً؟ قلنا : اقُسِم وتراً ، قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، ثم رمَى إلينا بدجاجة . ثُم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ثُمَ رمَى إليِهما بدجاجة ، ثُم قال : وأنا ودجاجتين ثلاثة !
وأخذَ دجاجتين وسَخِر بنَا
قال : فرآنا ونحنُ ننظرُ إلى دجاجتِيه فقال : ماذا تنظروُن لعلكُم كرهِتُم قِسمتي .. الوتر لا يجيء إلا هكذا ، فهَل لكُم في قسمة الشَفع؟
قلنَا : نعَم .. فَضمّهن اليه ثمَ قال : أنتَ وابناك ودجاجة أربعة . ورمَى إليِنا بدجاجة ، ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمَى إليهن بدجاجة
ثم قال : أنا وثلاثُ دجاجات أربعة . وضمّ إليه ثلاث دجاجات
ثم رفَع يديه إلى السمَاء وقال : اللهُم لكَ الحمّد أنت فهّمتَنيها !