مركوش
17-12-2014, 05:44 AM
المذاهب الأربعة في ترتيب الحروف على الطبائع.
يذهب صاحب مخطوط قبس الأنوار و جامع الأسرار إلى أنّ المذاهب في تقسيم الحروف على الطبائع أربعة مذاهب، بل خمسة .
نذكرها على التوالي من أجل المناقشة و الملاحظة.
1. مذهب علماء الهند و الفلكيين (نهمت).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
و تبريرهم حسب المصنِّف أنّهم يقولون بكروية الأرض و أنّ الحروف يجب أن تكون مقسومة على الفلك و الطبائع الفلكية إذ أنّ الأفلاك ممتدّة بعضها من بعض.
2. مذهب أهل الطبيعة (نتهم).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ ترابية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ هوائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ مائية (د ح ل ع ر خ غ).
و تبريرهم أنّ النّار محرقة و تأتي باليبس إذ تخلق الرّماد و هو يابس على طبع الأرض (التراب)، فهذا دليلهم على التراب بعد النّار. و قدّموا الهواء على الماء لأنّ الأمطار لا تكون إلاّ بعد غيم و الهواء منه تنعقد الأمطار، ثمّ إنّ الهواء علوي على كرة الماء.
3. مذهب أهل الطّباع و المزاج (نمته).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ذكر المصنّف أنّ هذا هو مذهب ابن عربي، و تبرير هذا المذهب أنّهم يقولون بالتصريف بالطّبع و المزاج العارض. ففي الأعمال يجب النظر إلى الطّبع الغالب على المسئلة و تتصرّف فيه بما يقاومه من ضدّه (النّار/الماء...البارد الرطب/ الحار اليابس).
4. مذهب أهل البروج و طبائعها (نهتم).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ذكر المصنّف أنّ هذا هو مذهب البوني، و دليله أنّ الحروف تنقسم على البروج و البروج مرتّبة بهذا الترتيب (النارية/ الشرقية ثمّ الهوائية/الغربية ثم الترابية/الجنوبية و أخيرا المائية/الشمالية). و يُضيف المصنّف أنّ الهواء هو الذي يقيم النّار و يوقّدها و يهيّجها، ثمّ إذا طلع برج في المشرق غرب ضدّه في المغرب، حسب ما ذهب إليه.
المذهب الخامس.
و هو، على زعم المصنّف، مذهب ابن سبعين، و هو مذهب يرتّب الحروف على مخارج صوتية أربعة الصّدر و الحلق و الحنك و اللّسان، و لم يذكر المصنّف إلاّ المجموعة الأولى و التّي هي للنّار و التّي تختلف عن كل المذاهب الأربعة (ا ع ه ط ح ف ش).
الملاحظات.
1. نلاحظ أوّلا أنّ المذاهب الأربعة جميعها اتّفقت على نفس التكتيل و لو أنّهم اختلفوا في الترتيب الطبائعي، فكلّهم جمع نفس الحروف في كتلة واحدة على مجموعات أربعة (ا ه ط م ف ش ذ)، (ب و ي ن ص ت ض)، (ج ز ك س ق ث ظ)، (د ح ل ع ر خ غ).
2. المذاهب الأربعة اتّفقوا على أنّ المجموعة الأولى طبعها النّار.
فهنا اتّفق الذوق لديهم على هاتين النّقطتين، فما هو الجامع بين حروف كل مجموعة، ما النقطة المشتركة بينهم؟
3. نلاحظ أيضا أنّ و لو لم نجد تفسيرا لتصنيف الحروف و تجانسها في مجموعات أربعة إلاّ ما يقول البعض أنّه الذوق، إلاّ أنّه ممّا لا شكّ فيه فإنّ التّرتيب على الطّبائع لم يكن مبنيا على الذّوق إنّما على معارف كونية خارجية (علم الفلك القديم و علم الطبيعة...).
و الفحص العلمي قد يخطّئ جميع التبريرات الواردة من كل مذهب.
4. هنا ملاحظة مهمّة أخرى أوردها صاحب المخطوط، و تتعلّق بالعمل بهذه الترتيبات المختلفة، فكيف للروحاني أن يختار بينها و أيّها سيعتمد؟
الجواب من صاحب المخطوط أنّ الروحاني إمّا أن يكون مقلّدا أو مجتهدا.
فإن كان مجتهدا فليعمل باجتهاده، كأنّه يريد القول أنّ للروحاني أيضا مجال من الحريّة في الإبداع و التجديد و ابتكار ترتيب يخصّه هو غير الترتيبات الواردة عن المشايخ، و هنا السؤال؛ هل الروحاني اليوم مجدد؟ هل يمكن للروحاني اليوم أن يبتكر ترتيبا جديدا مبنيا على علوم العصر الفلكية و الطبيعية و النفسية و الإجتماعية؟ و هذا هو بيت القصيد في هذه المشاركة.
أمّا إذا كان مقلّداً فعليه أن يستخدم ترتيب الشيخ الذي وردت عنه الفائدة، فإذا كانت الفائدة الروحانية وردت عن البوني فعلى الطالب أن يلجأ إلى ترتيب البوني الطبائعي لهذه الحروف، و هكذا.
نسألكم التفاعل و تقويم ما اعوج في هذا الموضوع و إضافة ما لم يحتويه من معلومة و تحليل.
منقول
يذهب صاحب مخطوط قبس الأنوار و جامع الأسرار إلى أنّ المذاهب في تقسيم الحروف على الطبائع أربعة مذاهب، بل خمسة .
نذكرها على التوالي من أجل المناقشة و الملاحظة.
1. مذهب علماء الهند و الفلكيين (نهمت).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
و تبريرهم حسب المصنِّف أنّهم يقولون بكروية الأرض و أنّ الحروف يجب أن تكون مقسومة على الفلك و الطبائع الفلكية إذ أنّ الأفلاك ممتدّة بعضها من بعض.
2. مذهب أهل الطبيعة (نتهم).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ ترابية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ هوائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ مائية (د ح ل ع ر خ غ).
و تبريرهم أنّ النّار محرقة و تأتي باليبس إذ تخلق الرّماد و هو يابس على طبع الأرض (التراب)، فهذا دليلهم على التراب بعد النّار. و قدّموا الهواء على الماء لأنّ الأمطار لا تكون إلاّ بعد غيم و الهواء منه تنعقد الأمطار، ثمّ إنّ الهواء علوي على كرة الماء.
3. مذهب أهل الطّباع و المزاج (نمته).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ذكر المصنّف أنّ هذا هو مذهب ابن عربي، و تبرير هذا المذهب أنّهم يقولون بالتصريف بالطّبع و المزاج العارض. ففي الأعمال يجب النظر إلى الطّبع الغالب على المسئلة و تتصرّف فيه بما يقاومه من ضدّه (النّار/الماء...البارد الرطب/ الحار اليابس).
4. مذهب أهل البروج و طبائعها (نهتم).
ـ نارية (ا ه ط م ف ش ذ).
ـ هوائية (ب و ي ن ص ت ض).
ـ ترابية (د ح ل ع ر خ غ).
ـ مائية (ج ز ك س ق ث ظ).
ذكر المصنّف أنّ هذا هو مذهب البوني، و دليله أنّ الحروف تنقسم على البروج و البروج مرتّبة بهذا الترتيب (النارية/ الشرقية ثمّ الهوائية/الغربية ثم الترابية/الجنوبية و أخيرا المائية/الشمالية). و يُضيف المصنّف أنّ الهواء هو الذي يقيم النّار و يوقّدها و يهيّجها، ثمّ إذا طلع برج في المشرق غرب ضدّه في المغرب، حسب ما ذهب إليه.
المذهب الخامس.
و هو، على زعم المصنّف، مذهب ابن سبعين، و هو مذهب يرتّب الحروف على مخارج صوتية أربعة الصّدر و الحلق و الحنك و اللّسان، و لم يذكر المصنّف إلاّ المجموعة الأولى و التّي هي للنّار و التّي تختلف عن كل المذاهب الأربعة (ا ع ه ط ح ف ش).
الملاحظات.
1. نلاحظ أوّلا أنّ المذاهب الأربعة جميعها اتّفقت على نفس التكتيل و لو أنّهم اختلفوا في الترتيب الطبائعي، فكلّهم جمع نفس الحروف في كتلة واحدة على مجموعات أربعة (ا ه ط م ف ش ذ)، (ب و ي ن ص ت ض)، (ج ز ك س ق ث ظ)، (د ح ل ع ر خ غ).
2. المذاهب الأربعة اتّفقوا على أنّ المجموعة الأولى طبعها النّار.
فهنا اتّفق الذوق لديهم على هاتين النّقطتين، فما هو الجامع بين حروف كل مجموعة، ما النقطة المشتركة بينهم؟
3. نلاحظ أيضا أنّ و لو لم نجد تفسيرا لتصنيف الحروف و تجانسها في مجموعات أربعة إلاّ ما يقول البعض أنّه الذوق، إلاّ أنّه ممّا لا شكّ فيه فإنّ التّرتيب على الطّبائع لم يكن مبنيا على الذّوق إنّما على معارف كونية خارجية (علم الفلك القديم و علم الطبيعة...).
و الفحص العلمي قد يخطّئ جميع التبريرات الواردة من كل مذهب.
4. هنا ملاحظة مهمّة أخرى أوردها صاحب المخطوط، و تتعلّق بالعمل بهذه الترتيبات المختلفة، فكيف للروحاني أن يختار بينها و أيّها سيعتمد؟
الجواب من صاحب المخطوط أنّ الروحاني إمّا أن يكون مقلّدا أو مجتهدا.
فإن كان مجتهدا فليعمل باجتهاده، كأنّه يريد القول أنّ للروحاني أيضا مجال من الحريّة في الإبداع و التجديد و ابتكار ترتيب يخصّه هو غير الترتيبات الواردة عن المشايخ، و هنا السؤال؛ هل الروحاني اليوم مجدد؟ هل يمكن للروحاني اليوم أن يبتكر ترتيبا جديدا مبنيا على علوم العصر الفلكية و الطبيعية و النفسية و الإجتماعية؟ و هذا هو بيت القصيد في هذه المشاركة.
أمّا إذا كان مقلّداً فعليه أن يستخدم ترتيب الشيخ الذي وردت عنه الفائدة، فإذا كانت الفائدة الروحانية وردت عن البوني فعلى الطالب أن يلجأ إلى ترتيب البوني الطبائعي لهذه الحروف، و هكذا.
نسألكم التفاعل و تقويم ما اعوج في هذا الموضوع و إضافة ما لم يحتويه من معلومة و تحليل.
منقول