orphan
18-05-2012, 01:21 PM
الخشوع في الصلاة درجات
إن الخشوع في الصلاة درجات ، والدرجة الأولى -وهي أضعف الإيمان- الخشوع البدني.. الأمر شبيه بالوقفات العسكرية.. فترى الجندي يرفع يديه تحية عسكرية أمام الضابط في وقفة خاشعة لا يرتد إليه طرفه ، ولعله في قلبه يدعو عليه ، وهو ليس مرتاحاً من الوضع الذي هو فيه في المعسكر ، وخاصة إذا كان في استعراض رسمي كبير ، فإنه يقف ساعات على رجليه وكأن على رأسه الطير ، فهذا خشوع عسكري..
الإنسان المصلي أيضاً له هذا الخشوع ، إذ يستحب أن يكون جسمه واقفاً بشكل قائم ليس مسترخياً ، وأن يجعل وزنه على الرجلين بشكل متساو ، وليس ثقل على رجل دون الأخرى ، ولا يكون منحياً إلى جانب ، ومطرقاً بنظره إلى الأرض-والبعض يقول : إذا كان تغميض العين يوجب له الخشوع فله أن يغمض عينيه بدلاً من العمل بالمستحب الشرعي والنظر إلى موضع السجود..ولعل هذه الأولوية مأخوذة من المقولة الفقهية: (وطالب الإقبال يرجي (أي يؤجل) ولا يتخذنه عادة).. فلو دار الأمر بين الصلاة في أول الوقت ولكن بغير خشوع ، وبين أن يؤخرها ويصليها بخشوع ، فالأولى أن يؤخرها بشرط أن يكون كان هنالك سبب يرجح التأخير- ويضع يديه على ركبتيه ولا يعبث بشعره ولحيته ، فهذا خلاف الوقار في الصلاة ، والإنسان الذي لا يتقن الظاهر لا يتقن الباطن من باب أولى..
إذن، هناك خشوع بدني ، وهذا لا يستلزم رأس مال ، بل رأس ماله وقفة عسكرية ، والذين عندهم تدريبات عسكرية سابقة أو أجسادهم رياضية ، فمن السهل أن يقفوا في الصلاة وقفة خاشعة..
- والأرقى من هذه الوقفة البدنية الخاشعة الوقفة الذهنية الخاشعة..أن يتأمل الإنسان في مفاهيم الصلاة ويتفكر في المعاني..الصلاة تفتتح بأرقى سورة في القرآن الكريم ، ورب العالمين يذكر نبيه أنه آتاه السبع المثاني (سورة الحمد سبع آيات وتقرأ مرتين في الصلاة فسميت بالسبع المثاني)..ومن المعلوم قصة أمير المؤمنين(ع) مع ابن عباس حول تفسير الفاتحة.. فالقرآن فيه سورة رائعة ، (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)..والنصيحة أن يلم كل إنسان بتفسير -ولو مبسط- حول هذه السورة ، وأعتقد أن ولي الأمر (عج) لا يرضى أن يبقى إنسان وهو لم يتعلم تفسير سورة الفاتحة ، وهو يمكنه في ساعة أو ساعتين أن يحيط بأسرار هذه السورة ، بمراجعة أحد علماء البلد أو مطالعة أحد التفساير -وهي كثيرة- ومن أفضل التفاسير تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي..
ولنتامل تاملا سريعا في هذه السورة:
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ}..من المعلوم في اللغة العربية أن حرف الجر لابد له من متعلق ، فالتسمية هنا ما هو متعلقها؟..
{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}..كلاهما من مادة الرحمة فما هو الرحمن ، وما هو الرحيم؟.. ولماذا قال الرحمن تارة ، والرحيم تارة ؟.. من المعلوم أن الرحمن رحمة عامة ، والرحيم رحمة خاصة ، هذه الرحمة الخاصة ما هي موجباتها! ، ومتى تنزل علينا؟..رب العالمين يريد أن يفتح شهية عباده ، كصاحب المطعم تراه يقول عندي الأكلة الفلانية وخلطة سرية حتى يطلب من مطعمه..
{مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.. ما معنى يوم الدين؟..يوم القيامة لماذا سمي بالدين؟..لو قلت (ملك) أو (مالك) فالقراءتان صحيحتان ، لكن ما هو الفرق بين قراءة (ملك) وقراءة (مالك)؟..
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}..كان الأصل نعبدك ونستعينك ، فقدمت الكاف عليهما.. الفرق بين إياك نعبد وإياك نستعين ، ونعبدك ونستعينك فرق الأرض عن السماوات ، هل اكتشفت الفرق بينهما؟..
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }..لماذا قال الصراط ولم يقل الصرط؟..هل الصراط له جمع؟..ما الفرق بينه وبين السبيل؟..
ومن أشهر آيات المجاهدة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }..وهذه الآية فيها جواب لكل من يشتكي فقد الأستاذ ، فالبعض يقول: أن هذا الكلام يحسن القاؤه في النجف وفي قم ، هنا لا يوجد معلمين ، لا يوجد مربين..الآية تقول : (جاهدوا ).. ولم تقل جاهدوا وبجانبهم السيد علي القاضي ، أو الملا حسين قلي الهمداني ، أو الميرزا الملكي التبريزي..أنت لا تعين تكليف لرب العالمين ، وهذه الآية فيها من المؤكدات الكثيرة..
لام التأكيد ، ونون التأكيد ، ونسبة الهداية الى نفسه ، وجمع السبل .. الرب لم ينسب الهداية للملائكة ، ففي آية أخرى تشير إلى أن الملائكة تثبت الذين آمنوا ، ولكن هنا يقول تعالى: لنهدينهم سبلنا.. أو لا يكفي هذه المحفزات لنخرج من ما نحن فيه!..
إن الخشوع في الصلاة درجات ، والدرجة الأولى -وهي أضعف الإيمان- الخشوع البدني.. الأمر شبيه بالوقفات العسكرية.. فترى الجندي يرفع يديه تحية عسكرية أمام الضابط في وقفة خاشعة لا يرتد إليه طرفه ، ولعله في قلبه يدعو عليه ، وهو ليس مرتاحاً من الوضع الذي هو فيه في المعسكر ، وخاصة إذا كان في استعراض رسمي كبير ، فإنه يقف ساعات على رجليه وكأن على رأسه الطير ، فهذا خشوع عسكري..
الإنسان المصلي أيضاً له هذا الخشوع ، إذ يستحب أن يكون جسمه واقفاً بشكل قائم ليس مسترخياً ، وأن يجعل وزنه على الرجلين بشكل متساو ، وليس ثقل على رجل دون الأخرى ، ولا يكون منحياً إلى جانب ، ومطرقاً بنظره إلى الأرض-والبعض يقول : إذا كان تغميض العين يوجب له الخشوع فله أن يغمض عينيه بدلاً من العمل بالمستحب الشرعي والنظر إلى موضع السجود..ولعل هذه الأولوية مأخوذة من المقولة الفقهية: (وطالب الإقبال يرجي (أي يؤجل) ولا يتخذنه عادة).. فلو دار الأمر بين الصلاة في أول الوقت ولكن بغير خشوع ، وبين أن يؤخرها ويصليها بخشوع ، فالأولى أن يؤخرها بشرط أن يكون كان هنالك سبب يرجح التأخير- ويضع يديه على ركبتيه ولا يعبث بشعره ولحيته ، فهذا خلاف الوقار في الصلاة ، والإنسان الذي لا يتقن الظاهر لا يتقن الباطن من باب أولى..
إذن، هناك خشوع بدني ، وهذا لا يستلزم رأس مال ، بل رأس ماله وقفة عسكرية ، والذين عندهم تدريبات عسكرية سابقة أو أجسادهم رياضية ، فمن السهل أن يقفوا في الصلاة وقفة خاشعة..
- والأرقى من هذه الوقفة البدنية الخاشعة الوقفة الذهنية الخاشعة..أن يتأمل الإنسان في مفاهيم الصلاة ويتفكر في المعاني..الصلاة تفتتح بأرقى سورة في القرآن الكريم ، ورب العالمين يذكر نبيه أنه آتاه السبع المثاني (سورة الحمد سبع آيات وتقرأ مرتين في الصلاة فسميت بالسبع المثاني)..ومن المعلوم قصة أمير المؤمنين(ع) مع ابن عباس حول تفسير الفاتحة.. فالقرآن فيه سورة رائعة ، (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)..والنصيحة أن يلم كل إنسان بتفسير -ولو مبسط- حول هذه السورة ، وأعتقد أن ولي الأمر (عج) لا يرضى أن يبقى إنسان وهو لم يتعلم تفسير سورة الفاتحة ، وهو يمكنه في ساعة أو ساعتين أن يحيط بأسرار هذه السورة ، بمراجعة أحد علماء البلد أو مطالعة أحد التفساير -وهي كثيرة- ومن أفضل التفاسير تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي..
ولنتامل تاملا سريعا في هذه السورة:
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ}..من المعلوم في اللغة العربية أن حرف الجر لابد له من متعلق ، فالتسمية هنا ما هو متعلقها؟..
{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}..كلاهما من مادة الرحمة فما هو الرحمن ، وما هو الرحيم؟.. ولماذا قال الرحمن تارة ، والرحيم تارة ؟.. من المعلوم أن الرحمن رحمة عامة ، والرحيم رحمة خاصة ، هذه الرحمة الخاصة ما هي موجباتها! ، ومتى تنزل علينا؟..رب العالمين يريد أن يفتح شهية عباده ، كصاحب المطعم تراه يقول عندي الأكلة الفلانية وخلطة سرية حتى يطلب من مطعمه..
{مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.. ما معنى يوم الدين؟..يوم القيامة لماذا سمي بالدين؟..لو قلت (ملك) أو (مالك) فالقراءتان صحيحتان ، لكن ما هو الفرق بين قراءة (ملك) وقراءة (مالك)؟..
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}..كان الأصل نعبدك ونستعينك ، فقدمت الكاف عليهما.. الفرق بين إياك نعبد وإياك نستعين ، ونعبدك ونستعينك فرق الأرض عن السماوات ، هل اكتشفت الفرق بينهما؟..
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }..لماذا قال الصراط ولم يقل الصرط؟..هل الصراط له جمع؟..ما الفرق بينه وبين السبيل؟..
ومن أشهر آيات المجاهدة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }..وهذه الآية فيها جواب لكل من يشتكي فقد الأستاذ ، فالبعض يقول: أن هذا الكلام يحسن القاؤه في النجف وفي قم ، هنا لا يوجد معلمين ، لا يوجد مربين..الآية تقول : (جاهدوا ).. ولم تقل جاهدوا وبجانبهم السيد علي القاضي ، أو الملا حسين قلي الهمداني ، أو الميرزا الملكي التبريزي..أنت لا تعين تكليف لرب العالمين ، وهذه الآية فيها من المؤكدات الكثيرة..
لام التأكيد ، ونون التأكيد ، ونسبة الهداية الى نفسه ، وجمع السبل .. الرب لم ينسب الهداية للملائكة ، ففي آية أخرى تشير إلى أن الملائكة تثبت الذين آمنوا ، ولكن هنا يقول تعالى: لنهدينهم سبلنا.. أو لا يكفي هذه المحفزات لنخرج من ما نحن فيه!..