المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسئلة فقهية



الشيخ / خالد الجعفري
05-05-2015, 12:59 PM
👣👟👣👞👣👡👣👠
👣بدعة المسح على الشراب 👣
👣👟👣👞👣👡👣👠

بقلم :
الشيخ د. صﻼح الدين البدوي
الشيخ الخنجر

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم
اﻹنسان ما لم يعلم، والصﻼة والسﻼم
على سيدنا محمده النبي اﻷكرم- وبعد :
امتثاﻻً لقوله : ‏) من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ‏( أكتب عن هذه المسألة الفقهية التي يراها البعض صغيرة ولكنها عند الله كبيرة ﻷن الوسائل لها حكم المقاصد، فالطهارة وسيلة والصﻼة غاية. قال تعالى في
شأنها : ‏{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِﻻَّ عَلَى
الْخَاشِعِينَ ‏} وﻻ صﻼة لمن ﻻ وضوء
له ، فيا أخي القارئ ﻻ تستحقرن طاعة قد يكون فيها رضاء الله وﻻ تستحقرن معصية قد يكون فيها غضب الله . وإن بدعة المسح على الشراب انتشرت وتفشّت في اﻵونة اﻷخيرة بين شرائح المجتمع ﻻسيما الطﻼب والمثقفين، تشابه عليهم البقر فأصبحوا ﻻ يفرقون ما بين الخف والجورب والشُراب أعانهم
على ذلك محقق كتاب فقه السنة عندما فسر الجورب بالشراب وهو خطأ فادح، وكتاب فقه السنة الذي ألفه سيد سابق ليس من المصادر المعتبرة عند الفقهاء ولكن حُطّاب الليل من المتفيقهين ﻻ يفرقون بين الغث والسمين :-

يظن اﻷغبياء أن الكتب تهدي *** أخا فهم ﻹدراك العلوم
وﻻ يدري الجهول بأن فيها *** غوامض حيرت عقل الفهيم

إذا رمت العلوم من غير شيخ ***
ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس اﻷمور عليك حتى *** تصير أضل من توما الحكيم

فإذا كان الخف وهو اﻷصل ﻻ يجوز
المسح عليه إﻻ إذا توفرت شروطه
فكيف بالشراب يا أهل اﻻبتداع والهوى؟
ومن أهم الشروط المتفق عليها أن
يكون جلداً ﻷن الخف الذي مسح عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من جلد خالص كما في حديث المغيرة بن شعبة وهو في صحيح البخاري، فبالله عليكم هﻼ وجدنا شراب من جلد؟

وأما الجورب يا جهلة اﻹسﻼميين والوهابية فهو حذاء مستقل من جلد خالص ولكن بداخله قطن ونحوه كما يقول علماء اﻷصول : وهو أقرب إلى البوت العسكري وقلّ أن يوجد عندنا بالسودان وقد وجدناه عند إخوتنا اﻷفغان واليمنيين والباكستانيين وكثير من ساكنى المناطق الجبلية ﻷنهم يصعدون به على رؤوس الجبال
وممكن جداً تتابع المشى فيه عادة
خﻼفاً للشراب الذي ﻻ يقي اﻹنسان من الحر والبرد.

مؤسف جداً أخي الكريم أن نجد أساتذة جامعيين منتسبين إلى كليات الشريعة وهم ﻻ يفرقون ما بين الجورب والشراب وقد فتنوا اﻷمة في أمر دينها بجهلهم هذا .

فاﻷئمة اﻷربعة يقولون بجواز وسنية المسح على الخفين وﻷهميته يذكره بعض الباحثين في باب العقيدة كاﻹمام الطحاوي ، وأما الجورب قال بجواز المسح عليه المالكية والشافعية واﻷحناف وﻻ يجوز المسح عليه عند الحنابلة ﻷن اﻹمام أحمد قصر الرخصة على الخف، والرخصة هي التحول من
حكم شرعي صعب إلى حكم شرعي
سهل مع قيام السبب .

ومن يريد أن يقيس الشراب على الجورب أو الخف نقول هذا قياس في غير محله ﻷن القياس له أركان وشروط فﻼ يمكن أن نقيس الحنظل على السكر والقماش على الحديد بل ﻻبد من علة متحدة وقاسم مشترك يجمع بين المقيس والمقيس عليه، وهذا الشرط مفقود وقد بطل بذلك القياس وإذا تعسر الوصول تعينت قراءة اﻷصول .

وأما الشراب المعروف عندنا فلم يقل
بجواز المسح عليه أحد من العالمين إﻻ جهلة القرن العشرين، والمسح على الشراب بدعة نجدية قدمت إلينا من أرض الحجاز مع دخول المذهب الوهابي إلى السودان ووجدت هوى في نفوس بعض الكسالى والمتهاونين .
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ‏}

ولفترة قريبة ما كان المجتمع المسلم يعرف المسح على الشراب عندما كانت المساجد والقاعات مﻸى بالعلماء الثقاة – والبلد
المافيها تمساح بقدل فيها الورل :

أفٍّ ﻷرض قد تكلم بومها *** وأضحى بلبلها حليف سكاتِ
وصار خفاشها بعد الخفا ظاهراً *** فيا موت خذني قد سئمت حياتي

والخﻼصة المهمة :

أن المسح على الشراب يترتب عليه بطﻼن الصﻼة، وإذا اقتديت بإمام ثم تبين لك أنه ماسح على شرابه بطلت صﻼتك ووجبت عليك اﻹعادة أبداً، ولو كان اﻹمام شيخ اﻷزهر أو وزير اﻹرشاد، فعليك بطريق الحق ولو قل السالكون وﻻ تتبع سبيل الردى ولو كثر الهالكون .
قال تعالى : ‏{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي
اﻷَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن
يَتَّبِعُونَ إِﻻَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِﻻَّ يَخْرُصُونَ}

فالصﻼة هي عماد الدين ﻻبد أن ندخل فيها بيقين ونخرج منها بيقين، ﻷن المصلي يناجي ربه وعليه أن يتأهب لذلك بكامل الطهارة المائية أو الترابية إذا وُجدت اﻷعذار الشرعية . ونحن في
المجمع الصوفي العام بدائرة اﻹفتاء
ننصح طﻼب العلم والناسكين بأخذ
العلم من مصادره ومن صدور الرجال،
كما قال تعالى ‏{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ‏} ولم يقل في السطور.

فالعلم زين بالعمل ﻻ بالتباهي واﻷمل
فمن نأى عن وصفه فهو حمار أو جمل
يحمل اسفاراً فﻼ يدري لمعنى ما حمل .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً. منقولة

صافى
05-05-2015, 03:15 PM
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتكم

زين العسيرى
10-05-2015, 05:48 PM
بارك الله فيك على الطرح الطيب

رزقة
19-05-2015, 08:58 PM
جزاك الله خيرا

هنا
20-05-2015, 03:50 PM
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى