المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفع اللثام والكشف عن أدلة الفراسة و الإلهام



شكرى
12-06-2015, 04:06 PM
رفع اللثام والكشف عن أدلة الفراسة و الإلهام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا نحصي ثناء عليك ..أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى..
وصلى الله وسلم وبارك وترحم وتكرم على إمام أهل الحمد ,حاوي خصال العز والمجد ,المصطفى المجتبى المؤيد ,سيدنا ومولانا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمد ,وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته ماتوالى النهار وماتجدد..وبعد,
فإن من ما ابتلي به البعض في هذا الزمان ,تعظيم الدنيا واحتقار اولياء الرحمن..فاذا قلت له الولي الفلاني يكاشف بما في الضمير ..قال: كذب وافتراء وشيء لا يكون ولا يصير ,لكن اذا قلت له :كاشف الهاتف يخبر برقم المتصلين ,والتلفاز في المستشفيات يخبر بنوع الجنين ,قال :أصدق ذلك لا أشك فيه شك المرتابين!
وذلك انما يرجع لأصلين ,كل منهما طآمة في الدين ..
فالأول :تعظيم الأنجاس الكفّار والنظر لهم ولمخترعاتهم بعين التعظيم والإفتخار,والطامة الثانية:تكذيب الأولياء المستقيمين ,الملتزمين بشرع المصطفى الأمين ,وتحجيم قدرة رب العالمين..
نعوذ بالله من ضعف الإيمان ..نعوذ بالله من ضعف الإيمان..
ومن الأمور التي يكذب بها ضحايا المدارس الإعلامية ,التي رسّخت فيهم تعظيم كل ماهو غربي ومحسوس,
وغرست فيهم التكذيب بكرامات الأولياء ونسوا أن الولي لا يتحرك إلا بإذن الله ..
هي مسألة الكشف والإلهام ..ونحن اذ نبين الأدلة عليها ..نرجو أن تكون منبهة لما هم فيه من التخبط والمحاربة للأولياء ..فعندما ذكرت امكانية الكشف لأحد هؤلاء المغرر بهم في أحد المنتديات قال لي :هل كانت هناك كاميرات تجسس حتى يعلموا ذلك !
انظروا إلى أي درجة وصل ببعضنا الحال من تقديس الكفّار الأنجاس والإنتقاص والسخرية من الأولياء خيار الناس..
فنشرع مستعينين بالله في أدلتنا فنقول :
قال تعالى : ( إنّ في ذلك لآيات للمتوسمين (
وقال صلى الله عليه وآله وسلما : تقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في منزلة الفراسة :
(الفراسة ثلاثة أنواع : إيمانية : وهي المتكلم فيها في هذه المنزلة .
النوع الأول الفراسة الإيمانية :
وسببها :نور يقذفه الله في قلب عبده .يفرق به بين الحق والباطل ,والحالي والعاطل والصادق والكاذب
وحقيقتها :أنها خاطر يهجم على القلب ينفي مايضاده.يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة .لكن الفريسة بمعنى فعيلة أي مفعولة .وبناء الفراسة كبناء الولاية والإمارة والسياسة.
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان .فمن كان أقوى إيمان فهو أحدُّ فراسة .
أقوال السلف في الفراسة
قال أبو سعيد الخراز : من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق ,وتكون مواد علمه مع الحق بلا سهوة ولاغفلة.بل حكم حق جرى على لسان عبده
وقال الواسطي : الفراسة شعاشع أنوار لمعت في القلوب ,وتمكن معرفة جملة السرائر في الغيوب من غيب إلى غيب ,حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق إياها,فيتكلم عن ضمير الخلق
وقال الداراني: الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب ,وهي من مقامات الإيمان
وسئل بعضهم عن الفراسة فقال :أرواح تتقلب في الملكوت ,فتشرف على معاني الغيوب ,فتنطق عن أسرار الخلق ,نطق مشاهدة لانطق ظن وحسبان
وقال عمرو بن نجيد :كان شاه الكرماني حاد الفراسة لايخطيء.ويقول :من غض بصره عن المحارم ,وأمسك نفسه عن الشهوات ,وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنّة وتعود أكل الحلال لم تخطيء فراسته.
وقال أبو جعفر الحداد : الفراسة أول خاطر بلا معارض فإن عارضه معارض آخر من جنسه .فهو خاطر وحديث نفس
وقال أبو حفص النيسابوري :ليس لأحد أن يدعي الفراسة .ولكن يتقي الفراسة من الغير .لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (اتقوا فراسة المؤمن .فإنه ينظر بنور الله )ولم يقل :تفرسوا وكيف يصح دعوى الفراسة لمن هو في محل اتقاء الفراسة؟.
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي :
(إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق فإنهن جواسيس القلو ب,يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لاتحتسبون)
وكان الجنيد يوما يتكلم على الناس.فوقف عليه شاب نصراني متنكرا .فقال أيها الشيخ مامعنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )؟فأطرق الجنيد ثم رفع رأسه إليه وقال:أسلم فقد حان وقت إسلامك ,فأسلم الغلام
.ما يلي من كلا ابن القيم بتصرف واختصار:
وكان الصديق أفرس الأمة وبعده الفاروق فإنه ما قال على شيء أظنه كذا إلا وقع كما قال ,كما في قصته عندما مر عليه سواد بن قارب فقال له بما معناه لقد أخطأ ظني أو أن هذا كاهن .. فقال سواد (صدقت يا أمير المؤمنين كنت كاهنا في الجاهلية .

الفراسة الثانية :فراسة الرياضة والجوع والسهر والتخلي.
وهي مشتركة بين المؤمن والكافر..
الفراسة الثالثة :الفراسة الخلقية :
قال ابن القيم (ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة ..أخبر أصحابه بدخول التتار الشام (سنة 699)وأن جيوش المسلمين تكسر ,وأن دمشق لايكون بها قتل عام ولاسبي عام ,وأن كلَب الجيش وحدته في الأموال :وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة .
ثم أخبر الناس والأمراء (سنة702)لما تحرك التتار وقصدوا الشام :أن الدائرة والهزيمة عليهم ,وأن الظفر والنصر للمسلمين .وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا .فيقال له :قل إن شاء الله .فيقول (إن شاء الله تحقيقا لاتعليقا )وسمعته يقول ذلك ,قال :فلما أكثروا علي .قلت :لاتكثروا .كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ :أنهم مهزومون في هذه الكرة .وأن النصر لجيوش الإسلام .قال :وأطعمت بعض الأمراء حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.)(مدارج السالكين ج2ص192

nada
13-06-2015, 04:45 PM
شكرا وبارك الله فيك على الطرح القيم