نسائم الرحمن
24-06-2015, 03:18 PM
النوم آية
النوم آية من آيات الله تعالى ؛ قال تعالى : [ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[ [ الروم : 23 ].
نعم ؛ النوم آية دالة على قدرة الله تعالى ، وأنه الخالق العظيم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ؛ إذ النوم دليل ضعف وعجز ، وهذه صفة المخلوق ، أما الخالق فلا يحتاج إلى ذلك .. سبحانه ،
قال سبحانه :
[اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ] [ البقرة : 255 ] ، قال ابن كثير - : أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه ، بل هو قائم على كل نفس بما كسبت ، شهيد على كل شيء ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى عليه خافية ، ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم ؛
فقوله :
[لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ] أي : لا تغلبه سنة ، وهي الوسن والنعاس ،
ولهذا قال :
[ وَلا نَوْمٌ ] لأنه أقوى من السنة ( [1] ) ؛
وفي الصحيح عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ : " إِنَّ اللهَ لَا يَنَامُ ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" ( [2] ) ؛
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس :
أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال : اتقوا الله ؛
فناداه ربه : يا موسى سألوك : هل ينام ربك ؟ فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ؛ ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ، ثم انتعش فضبطهما ، حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا ، فقال : يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك ؛ فأنزل الله على نبيه آية الكرسي ( [3] ) .
والنوم آية دالة على ضعف المخلوق ، وأنه مفتقر إلى الله تعالى في كل أموره ؛ فهل أحد إذا أراد النوم يستدعيه ، فيقول : يا نوم أقبل ؟ أو يحتال على النوم فينام ؟ أم أن الإنسان مقهور أمام النوم ، لا سلطان له عليه ، بل النوم سلطان حتى على السلطان .
فما أحد من المخلوقات إلا ويهجم عليه النوم هجومًا ، فتراه قد ثقلت رأسه ، وفترت أعضاؤه ، وأغلقت جفون عينيه ، فإن حاول أن يغالب النوم نام على الحال التي هو عليها على رغم أنفه ... فليس للإرادة البشرية قدرة على دفع السَّنة ومنع النَّوم ، لأنَّه من الأمور القهرية الخارجة عن قدرة المخلوقين ... إنه آية من آيات الله تعالى .
وكذلك من أصيب بالأرق ، لا يستطيع أن يأتي بالنوم إلا عن طريق أسباب طبية وقتية جعل الله تعالى فيها ذلك ، لكنه مع ذلك إذا استيقظ لا يشعر بالراحة التي تكون عقب النوم الطبيعي الذي جعله الله تعالى آية لخلقه .
والنوم آية من آيات الله الدالة على قدرته على البعث والجزاء ؛ فالنوم موت أصغر ، والاستيقاظ بعث أصغر ، وهي عملية تتكرر كل يوم وليلة في هذه الحياة الدنيا .
[1] - انظر تفسير ابن كثير عند الآية ( 255 ) من سورة البقرة .
[2] - رواه أحمد : 4 / 395 ، 400 ، 405 ، ومسلم ( 179 ) ، وابن ماجة ( 195 ، 196 ) .
[3] - ابن أبي حاتم ( 2580 ) وإسناده حسن ، ومن طريقه رواه أبو الشيخ في العظمة : 2 / 452 : 454 ( 22 ) ، ورواه الضياء في المختارة : 10 / 113 ، 114 ( 111 ) ، من طريق ابن مردويه مرفوعًا ؛ والموقوف أشبه .
النوم آية من آيات الله تعالى ؛ قال تعالى : [ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[ [ الروم : 23 ].
نعم ؛ النوم آية دالة على قدرة الله تعالى ، وأنه الخالق العظيم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ؛ إذ النوم دليل ضعف وعجز ، وهذه صفة المخلوق ، أما الخالق فلا يحتاج إلى ذلك .. سبحانه ،
قال سبحانه :
[اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ] [ البقرة : 255 ] ، قال ابن كثير - : أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه ، بل هو قائم على كل نفس بما كسبت ، شهيد على كل شيء ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى عليه خافية ، ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم ؛
فقوله :
[لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ] أي : لا تغلبه سنة ، وهي الوسن والنعاس ،
ولهذا قال :
[ وَلا نَوْمٌ ] لأنه أقوى من السنة ( [1] ) ؛
وفي الصحيح عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ : " إِنَّ اللهَ لَا يَنَامُ ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" ( [2] ) ؛
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس :
أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال : اتقوا الله ؛
فناداه ربه : يا موسى سألوك : هل ينام ربك ؟ فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ؛ ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ، ثم انتعش فضبطهما ، حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا ، فقال : يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك ؛ فأنزل الله على نبيه آية الكرسي ( [3] ) .
والنوم آية دالة على ضعف المخلوق ، وأنه مفتقر إلى الله تعالى في كل أموره ؛ فهل أحد إذا أراد النوم يستدعيه ، فيقول : يا نوم أقبل ؟ أو يحتال على النوم فينام ؟ أم أن الإنسان مقهور أمام النوم ، لا سلطان له عليه ، بل النوم سلطان حتى على السلطان .
فما أحد من المخلوقات إلا ويهجم عليه النوم هجومًا ، فتراه قد ثقلت رأسه ، وفترت أعضاؤه ، وأغلقت جفون عينيه ، فإن حاول أن يغالب النوم نام على الحال التي هو عليها على رغم أنفه ... فليس للإرادة البشرية قدرة على دفع السَّنة ومنع النَّوم ، لأنَّه من الأمور القهرية الخارجة عن قدرة المخلوقين ... إنه آية من آيات الله تعالى .
وكذلك من أصيب بالأرق ، لا يستطيع أن يأتي بالنوم إلا عن طريق أسباب طبية وقتية جعل الله تعالى فيها ذلك ، لكنه مع ذلك إذا استيقظ لا يشعر بالراحة التي تكون عقب النوم الطبيعي الذي جعله الله تعالى آية لخلقه .
والنوم آية من آيات الله الدالة على قدرته على البعث والجزاء ؛ فالنوم موت أصغر ، والاستيقاظ بعث أصغر ، وهي عملية تتكرر كل يوم وليلة في هذه الحياة الدنيا .
[1] - انظر تفسير ابن كثير عند الآية ( 255 ) من سورة البقرة .
[2] - رواه أحمد : 4 / 395 ، 400 ، 405 ، ومسلم ( 179 ) ، وابن ماجة ( 195 ، 196 ) .
[3] - ابن أبي حاتم ( 2580 ) وإسناده حسن ، ومن طريقه رواه أبو الشيخ في العظمة : 2 / 452 : 454 ( 22 ) ، ورواه الضياء في المختارة : 10 / 113 ، 114 ( 111 ) ، من طريق ابن مردويه مرفوعًا ؛ والموقوف أشبه .