نسائم الرحمن
24-06-2015, 03:25 PM
النوم ذكرى
النوم يُذَكِّرُ الموت ، والاستيقاظ يذكر البعث ، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده تحت خده ، ثم يقول : " بِاسْمِكَ اللهم أَمُوتُ وَأَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ : " الْحَمْدُ لله الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " ( [1] ) .
فهو ذكرى للإنسان في كل يوم بالموت وبما بعد الموت .
قال الله تعالى :
[ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ [ الزمر : 42 ] .
والمعنى أن الله تعالى ينهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم ؛ وهو يتوفاها كذلك في منامها وإن لم تمت بعد ، ولكنها في النوم متوفاة إلى حين ، فيحبسها عن التصرف كأنها ميتة ؛
[ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ]أي: يقبضها لحكمه بالموت عليها حال النوم فلا تستيقظ ، [ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ] أي : التي لم يحكم بموتها يرسلها فتصحو ويحيى صاحبها إلى نهاية أجله المعدود له ، فالأنفس في قبضته دائمًا في صحوها ونومها ،
[ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ] أي : في قبض الأرواح وإرسالها نومًا وموتًا واستيقاظًا دلائل وبراهين على قدرة الله تعالى على البعث الذي أنكره المشركون .
وفي قوله تعالى:
[ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] [ الأنعام : 60 ] ؛ تقرير للمعنى السابق من أن النوم والاستيقاظ يمثلان الموت الأصغر والبعث الأصغر ، وفيهما ذكرى للعاقل بالموت الأكبر والبعث الأكبر .
فقوله تعالى :
[ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ] أي : بالنوم ، [ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ] أي: ما كسبتم بالنهار ؛ [ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ] أي : في النهار؛ فسمى الاستيقاظ بعثًا ، ثم ذكر بالأجل الذي فيه تذكير بنهاية الحياة بالموت ، والمرجع إليه والمحاسبة ، والذي فيه تذكير بالبعث بعد الموت .
[1] - رواه البخاري ( 6312 ، 6314 ، 6324 ، 73994 ) عن حذيفة t ؛ ورواه أيضا ( 5966 ) عن أبي ذر t؛ ورواه مسلم ( 2711 ) عن البراء
النوم يُذَكِّرُ الموت ، والاستيقاظ يذكر البعث ، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده تحت خده ، ثم يقول : " بِاسْمِكَ اللهم أَمُوتُ وَأَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ : " الْحَمْدُ لله الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " ( [1] ) .
فهو ذكرى للإنسان في كل يوم بالموت وبما بعد الموت .
قال الله تعالى :
[ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ [ الزمر : 42 ] .
والمعنى أن الله تعالى ينهي حياة العباد بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم ؛ وهو يتوفاها كذلك في منامها وإن لم تمت بعد ، ولكنها في النوم متوفاة إلى حين ، فيحبسها عن التصرف كأنها ميتة ؛
[ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ]أي: يقبضها لحكمه بالموت عليها حال النوم فلا تستيقظ ، [ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ] أي : التي لم يحكم بموتها يرسلها فتصحو ويحيى صاحبها إلى نهاية أجله المعدود له ، فالأنفس في قبضته دائمًا في صحوها ونومها ،
[ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ] أي : في قبض الأرواح وإرسالها نومًا وموتًا واستيقاظًا دلائل وبراهين على قدرة الله تعالى على البعث الذي أنكره المشركون .
وفي قوله تعالى:
[ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] [ الأنعام : 60 ] ؛ تقرير للمعنى السابق من أن النوم والاستيقاظ يمثلان الموت الأصغر والبعث الأصغر ، وفيهما ذكرى للعاقل بالموت الأكبر والبعث الأكبر .
فقوله تعالى :
[ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ] أي : بالنوم ، [ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ] أي: ما كسبتم بالنهار ؛ [ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ] أي : في النهار؛ فسمى الاستيقاظ بعثًا ، ثم ذكر بالأجل الذي فيه تذكير بنهاية الحياة بالموت ، والمرجع إليه والمحاسبة ، والذي فيه تذكير بالبعث بعد الموت .
[1] - رواه البخاري ( 6312 ، 6314 ، 6324 ، 73994 ) عن حذيفة t ؛ ورواه أيضا ( 5966 ) عن أبي ذر t؛ ورواه مسلم ( 2711 ) عن البراء