نسائم الرحمن
24-06-2015, 04:28 PM
انواع النوم وما يتعلق بكل نوع
يتنوع النوم بحسب الوقت أو الحال أنواعًا ؛ أما بحسب الوقت فقال الله تعالى : ïپ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ïپ› [ الروم : 23 ] ؛ فالنوم نوعان ؛ الأول : نوم بالليل ، وهو الأصل ؛ والثاني : نوم بالنهار عند الحاجة .
..أنواع النوم بحسب الوقت
أنواع نوم الليل
لنوم الليل نوعان هما :
1 - النوم قبل العشاء الآخرة ؛
روى الجماعة عن أبي برزة ïپ´ أن النبي ïپ¥ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا ( 1 ) ؛ قال الترمذي - : وقد كره أكثر أهل العلم النوم قبل صلاة العشاء ، والحديث بعدها ، ورخص في ذلك بعضهم ؛ وقال عبد الله بن المبارك : أكثر الأحاديث على الكراهية ، ورخص بعضهم في النوم قبل صلاة العشاء في رمضان .ا.هـ . قال ابن حجر - : ومن نقلت عنه الرخصة قيدت عنه في أكثر الروايات بما إذا كان له من يوقظه ، أو عرف من عادته أنه لا يستغرق وقت الاختيار بالنوم ؛ وهذا جيد حيث قلنا : إن علة النهي خشية خروج الوقت ، وحمل الطحاوي الرخصة على ما قبل دخول وقت العشاء ، والكراهة على ما بعد دخوله ( 2 ) .
والعلة في كراهة النوم قبل صلاة العشاء لأنه مظِنّة تضييع صلاة العشاء ، فإن من كان يجهد في عمل النهار فإنه - غالبًا - إذا نام بعد المغرب فاتته العشاء ؛ قال النووي : قال العلماء : سبب كراهة النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم ، أو لفوات وقتها المختار والأفضل ، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة ؛ وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ، ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه ، أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل ؛ ولأن السهر في الليل سبب للكسل في النهار عما يتوجه من حقوق الدين والطاعات ومصالح الدنيا ؛ قال العلماء : والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها ، أما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه ، وذلك كمدارسة العلم ، وحكايات الصالحين ، ومحادثة الضيف والعروس للتأنيس ، ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة ، ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم أو أنفسهم ، والحديث في الإصلاح بين الناس والشفاعة إليهم في خير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإرشاد إلى مصلحة ونحو ذلك ، فكل هذا لا كراهة فيه ، وقد جاءت أحاديث صحيحة ببعضه والباقي في معناه ؛ ثم كراهة الحديث بعد العشاء المراد بها بعد صلاة العشاء لا بعد دخول وقتها ( 3 ) .
وقال ابن الملقِّن : سبب الكراهة [ للحديث ] بعدها أن الصلاة قد كفَّرت خطاياه فينام على سلامة ، وقد خُتِم كتاب صحيفته بالعبادة .ا.هـ . وما أجمل هذا الوجه عند التأمل ؛ وكانت عائشة - - تقول لمن يسمر : أريحوا كُتَّابَكم ؛ تعني الملائكةَ الكاتبين ( 4 ) .
..مفهوم الحديث وواقع الناس
يعجب العاقل من أحوال الناس اليوم ، فإن كثيرًا منهم يخالفون الحكمة من خلق الليل والنهار ؛ وقد أشار إلى ذلك القرطبي - - في ( المفهم ) ، قال : ويظهر لي أن كراهة ذلك إنما هو لَمَّا أن الله جعل الليل سكنًا - أي : يسكن فيه - فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرَّف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده .ا.هـ .
قلت : هذا وجه حسن ، وقد رأينا آثاره السلبية في عصرنا هذا بعد اكتشاف الكهرباء واختراع أجهزة حولت ليل الناس من سكن إلى ضده ؛ حتى أصبح الذي لا يسهر يُستغرب حاله .
سبحان الله ! كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ ïپ´ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟ يستغرب ممن يسهر أول الليل ثم ينام آخره مضيعًا بذلك على نفسه ما في آخر الليل من الفضل ؛ فما أحوج كثير من الناس اليوم إلى درة عمر ïپ´ .
أما العقلاء فيكفيهم أن يراجعوا أنفسهم في فهم الحكمة من الليل والنهار ، ليصلحوا مسيرتهم ، فالقاعدة ( اضبط ليلك تنضبط حياتك ) .
وأمر آخر لابد من التنبيه عليه ، وهو أن الحديث المكروه بعد العشاء هو ما كان مباحًا قبله ؛ أما ما كان مكروهًا من الأحاديث قبل العشاء فتشتد كراهته بعد العشاء ، وما كان منها محرمًا فتشتد حرمته .
فإذا كان هذا في الأحاديث ، فما بالنا بالمشاهدات والأفعال ؟ أعاذنا الله تعالى مما يسخطه ، ووفقنا والمسلمين لما يرضيه ... آمين
( 1 ) - أخرجه أحمد : 4 / 420 ، 423 ، 424 ، والبخَارِي ( 516 ، 522 ، 574 ، 737 ) ، ومسلم ( 647 ) ، وأبو داود ( 398 ، 4849 ) ، والتِّرمِذي ( 168 ) ، والنَّسائي ( 495 ، 525 ، 530 ) ، وابن ماجة ( 701 ) .
( 2 ) انظر ( فتح الباري ) : 2 / 49 ؛ والمقصود بوقت الاختيار هو الوقت الذي لا تخرج الصلاة فيه عن وقتها .
( 3 ) شرح النووي على مسلم : 5 / 146 ن 147 .
( 4 ) ذكره ابن رجب في ( فتح الباري ) له : 3 / 377 .
يتنوع النوم بحسب الوقت أو الحال أنواعًا ؛ أما بحسب الوقت فقال الله تعالى : ïپ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ïپ› [ الروم : 23 ] ؛ فالنوم نوعان ؛ الأول : نوم بالليل ، وهو الأصل ؛ والثاني : نوم بالنهار عند الحاجة .
..أنواع النوم بحسب الوقت
أنواع نوم الليل
لنوم الليل نوعان هما :
1 - النوم قبل العشاء الآخرة ؛
روى الجماعة عن أبي برزة ïپ´ أن النبي ïپ¥ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا ( 1 ) ؛ قال الترمذي - : وقد كره أكثر أهل العلم النوم قبل صلاة العشاء ، والحديث بعدها ، ورخص في ذلك بعضهم ؛ وقال عبد الله بن المبارك : أكثر الأحاديث على الكراهية ، ورخص بعضهم في النوم قبل صلاة العشاء في رمضان .ا.هـ . قال ابن حجر - : ومن نقلت عنه الرخصة قيدت عنه في أكثر الروايات بما إذا كان له من يوقظه ، أو عرف من عادته أنه لا يستغرق وقت الاختيار بالنوم ؛ وهذا جيد حيث قلنا : إن علة النهي خشية خروج الوقت ، وحمل الطحاوي الرخصة على ما قبل دخول وقت العشاء ، والكراهة على ما بعد دخوله ( 2 ) .
والعلة في كراهة النوم قبل صلاة العشاء لأنه مظِنّة تضييع صلاة العشاء ، فإن من كان يجهد في عمل النهار فإنه - غالبًا - إذا نام بعد المغرب فاتته العشاء ؛ قال النووي : قال العلماء : سبب كراهة النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم ، أو لفوات وقتها المختار والأفضل ، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة ؛ وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ، ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه ، أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل ؛ ولأن السهر في الليل سبب للكسل في النهار عما يتوجه من حقوق الدين والطاعات ومصالح الدنيا ؛ قال العلماء : والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها ، أما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه ، وذلك كمدارسة العلم ، وحكايات الصالحين ، ومحادثة الضيف والعروس للتأنيس ، ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة ، ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم أو أنفسهم ، والحديث في الإصلاح بين الناس والشفاعة إليهم في خير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإرشاد إلى مصلحة ونحو ذلك ، فكل هذا لا كراهة فيه ، وقد جاءت أحاديث صحيحة ببعضه والباقي في معناه ؛ ثم كراهة الحديث بعد العشاء المراد بها بعد صلاة العشاء لا بعد دخول وقتها ( 3 ) .
وقال ابن الملقِّن : سبب الكراهة [ للحديث ] بعدها أن الصلاة قد كفَّرت خطاياه فينام على سلامة ، وقد خُتِم كتاب صحيفته بالعبادة .ا.هـ . وما أجمل هذا الوجه عند التأمل ؛ وكانت عائشة - - تقول لمن يسمر : أريحوا كُتَّابَكم ؛ تعني الملائكةَ الكاتبين ( 4 ) .
..مفهوم الحديث وواقع الناس
يعجب العاقل من أحوال الناس اليوم ، فإن كثيرًا منهم يخالفون الحكمة من خلق الليل والنهار ؛ وقد أشار إلى ذلك القرطبي - - في ( المفهم ) ، قال : ويظهر لي أن كراهة ذلك إنما هو لَمَّا أن الله جعل الليل سكنًا - أي : يسكن فيه - فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرَّف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده .ا.هـ .
قلت : هذا وجه حسن ، وقد رأينا آثاره السلبية في عصرنا هذا بعد اكتشاف الكهرباء واختراع أجهزة حولت ليل الناس من سكن إلى ضده ؛ حتى أصبح الذي لا يسهر يُستغرب حاله .
سبحان الله ! كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ ïپ´ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟ يستغرب ممن يسهر أول الليل ثم ينام آخره مضيعًا بذلك على نفسه ما في آخر الليل من الفضل ؛ فما أحوج كثير من الناس اليوم إلى درة عمر ïپ´ .
أما العقلاء فيكفيهم أن يراجعوا أنفسهم في فهم الحكمة من الليل والنهار ، ليصلحوا مسيرتهم ، فالقاعدة ( اضبط ليلك تنضبط حياتك ) .
وأمر آخر لابد من التنبيه عليه ، وهو أن الحديث المكروه بعد العشاء هو ما كان مباحًا قبله ؛ أما ما كان مكروهًا من الأحاديث قبل العشاء فتشتد كراهته بعد العشاء ، وما كان منها محرمًا فتشتد حرمته .
فإذا كان هذا في الأحاديث ، فما بالنا بالمشاهدات والأفعال ؟ أعاذنا الله تعالى مما يسخطه ، ووفقنا والمسلمين لما يرضيه ... آمين
( 1 ) - أخرجه أحمد : 4 / 420 ، 423 ، 424 ، والبخَارِي ( 516 ، 522 ، 574 ، 737 ) ، ومسلم ( 647 ) ، وأبو داود ( 398 ، 4849 ) ، والتِّرمِذي ( 168 ) ، والنَّسائي ( 495 ، 525 ، 530 ) ، وابن ماجة ( 701 ) .
( 2 ) انظر ( فتح الباري ) : 2 / 49 ؛ والمقصود بوقت الاختيار هو الوقت الذي لا تخرج الصلاة فيه عن وقتها .
( 3 ) شرح النووي على مسلم : 5 / 146 ن 147 .
( 4 ) ذكره ابن رجب في ( فتح الباري ) له : 3 / 377 .