نسائم الرحمن
25-06-2015, 11:52 AM
آداب عند الفراش
هذه آداب أخرى عندما يأوي المسلم إلى فراشه لينام ، جمع منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه ثلاثة آداب ، وحديث عائشة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png واحدًا ، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه ففي الصحيحين أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ وَلْيُسَمِّ اللَّهَ ، فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، وَلْيَقُلْ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّى ، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " لفظ مسلم ( [1] ) ، وأما حديث عائشة – http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png - ففي الصحيحين أنها قالت : كَانَ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا ، فَقَرَأَ فِيهِمَا :
[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ] وَ [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] وَ [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ( [2] ). وترتيب هذه الآداب كالتالي:
الأول : ينفض فراشه بداخلة إزاره أو ثوبه ، والمراد بداخلة إزاره : طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده؛ وخص النفض بالإزار لا لأنه لا يكون إلا به ، بل لأن العرب لا تترك الائتزار فهو به أولى لملازمته للرجل ، فمن لا إزار له ينفض بما حضر ؛ وأمره بداخلة الإزار دون خارجته لا لأنه أبلغ وأجدى ، وإنما ذلك على جهة الخبر عن فعل الفاعل ، لأن المؤتزر إذا ائتزر يأخذ أحد طرفي إزاره بيمينه على ما يلي جسده والآخر بشماله ، فيرد ما أمسكه بشماله على بدنه وذلك داخلة الإزار ، ويرد ما أمسك بيمينه على ما يلي جسده من الإزار ؛ فإذا صار إلى فراشه يحل ببمينه خارجة الإزار وتبقى الداخلة معلقة ، وبها يقع النفض ( [3] ) ؛ وقوله :
" فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ " أي : ما صار بعده خلفًا وبدلا عنه إذا غاب ؛ قال الطيبي : معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام .ا.هـ . وقال القرطبي : يؤخذ من هذا الحديث أنه ينبغي لمن أراد المنام أن يمسح فراشه لاحتمال أن يكون فيه شيء يخفى من رطوبة أو غيرها .ا.هـ ( [4] ) . وقال ابن بطال - : فيه أدب عظيم علمه النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ أمته ، وذلك أمره بنفض فراشه عند النوم خشية أن يأوي إليه بعض الهوام الضارَّة فيؤذيه سمها ، والله أعلم ( [5] ) .
الثاني : يجمع كفيه وينفخ فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما ما استطاع من جسده ؛ كما تقدم في حديث عائشة .
الثالث : يضطجع على شقه الأيمن ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم قَالَ : " فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ " ، وتقدم ذكر الحكمة في ذلك ؛ ولا مانع بعد ذلك أن يتحول إلى الشق الأيسر .
الرابع : يذكر الله تعالى ؛ وقد جاءت أحاديث كثيرة في بيان هذا الأدب ، وجاء - أيضًا - التحذير من الاضطجاع دون ذكر الله تعالى ، فروى أبو داود والنسائي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ سبحانه فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ( [6] ) ، والتِرَةُ : النقص ، وقيل : التبعة .
ومن هذه الأذكار ما في حديث أبي هريرة المتقدم : " وَلْيَقُلْ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّى ، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ " ، وفي رواية البخاري : " ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ " الباء للاستعانة ، أي : بك أستعين على وضع جنبي ورفعه ؛ " إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا " ، وعند البخاري : " فَارْحَمْهَا " أي : إذا قبضت روحي في نومي فارحمها ( فاغفر لها ) ، " وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا" أي: رددت الحياة لي وأيقظتني من النوم ، إشارة إلى قوله تعالى:
[اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً] [ الزمر : 42 ] ، " فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " أي : القائمين بحقوقك؛ وذكر المغفرة والرحمة للميت ، والحفظ عند الإرسال ، مناسب للحال المذكور في كلٍّ ؛ والله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي ، وأن لا يهنوا في طاعته بتوفيقه ، وفيه ندب هذه الأذكار عند الأوي إلى الفراش ليكون نومه على ذكر وتختم يقظته بعبادة ([7]).
هذا والعلم عند الله تعالى .... وللحديث صلة .
[1] - البخاري ( 6320 ) ، 7393 ) ، ومسلم ( 2714 ) ، والترمذي ( 3401 ) .
[2] - البخاري ( 5018 ، 5748 ) عن عائشة .
[3] - انظر ( فيض القدير ) للمناوي : 1 / 308 .
[4] - انظر ( فتح الباري ) : 11 / 126 .
[5] - انظر ( شرح صحيح البخارى ) لابن بطال : 10 / 89 ، ونحوه قاله النووي في شرح مسلم : 9 / 79 .
[6] - أبو داود ( 4856 ، 5059 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10237 ) ، والطبراني في الشاميين ( 1324 ) ، وحسنه الألباني .
[7] - انظر ( فيض القدير ) للمناوي : 1 / 309 .
هذه آداب أخرى عندما يأوي المسلم إلى فراشه لينام ، جمع منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه ثلاثة آداب ، وحديث عائشة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png واحدًا ، أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه ففي الصحيحين أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ وَلْيُسَمِّ اللَّهَ ، فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، وَلْيَقُلْ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّى ، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " لفظ مسلم ( [1] ) ، وأما حديث عائشة – http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png - ففي الصحيحين أنها قالت : كَانَ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا ، فَقَرَأَ فِيهِمَا :
[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ] وَ [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] وَ [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ( [2] ). وترتيب هذه الآداب كالتالي:
الأول : ينفض فراشه بداخلة إزاره أو ثوبه ، والمراد بداخلة إزاره : طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده؛ وخص النفض بالإزار لا لأنه لا يكون إلا به ، بل لأن العرب لا تترك الائتزار فهو به أولى لملازمته للرجل ، فمن لا إزار له ينفض بما حضر ؛ وأمره بداخلة الإزار دون خارجته لا لأنه أبلغ وأجدى ، وإنما ذلك على جهة الخبر عن فعل الفاعل ، لأن المؤتزر إذا ائتزر يأخذ أحد طرفي إزاره بيمينه على ما يلي جسده والآخر بشماله ، فيرد ما أمسكه بشماله على بدنه وذلك داخلة الإزار ، ويرد ما أمسك بيمينه على ما يلي جسده من الإزار ؛ فإذا صار إلى فراشه يحل ببمينه خارجة الإزار وتبقى الداخلة معلقة ، وبها يقع النفض ( [3] ) ؛ وقوله :
" فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ " أي : ما صار بعده خلفًا وبدلا عنه إذا غاب ؛ قال الطيبي : معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام .ا.هـ . وقال القرطبي : يؤخذ من هذا الحديث أنه ينبغي لمن أراد المنام أن يمسح فراشه لاحتمال أن يكون فيه شيء يخفى من رطوبة أو غيرها .ا.هـ ( [4] ) . وقال ابن بطال - : فيه أدب عظيم علمه النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ أمته ، وذلك أمره بنفض فراشه عند النوم خشية أن يأوي إليه بعض الهوام الضارَّة فيؤذيه سمها ، والله أعلم ( [5] ) .
الثاني : يجمع كفيه وينفخ فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما ما استطاع من جسده ؛ كما تقدم في حديث عائشة .
الثالث : يضطجع على شقه الأيمن ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم قَالَ : " فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ " ، وتقدم ذكر الحكمة في ذلك ؛ ولا مانع بعد ذلك أن يتحول إلى الشق الأيسر .
الرابع : يذكر الله تعالى ؛ وقد جاءت أحاديث كثيرة في بيان هذا الأدب ، وجاء - أيضًا - التحذير من الاضطجاع دون ذكر الله تعالى ، فروى أبو داود والنسائي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ سبحانه فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ( [6] ) ، والتِرَةُ : النقص ، وقيل : التبعة .
ومن هذه الأذكار ما في حديث أبي هريرة المتقدم : " وَلْيَقُلْ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّى ، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ " ، وفي رواية البخاري : " ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ " الباء للاستعانة ، أي : بك أستعين على وضع جنبي ورفعه ؛ " إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا " ، وعند البخاري : " فَارْحَمْهَا " أي : إذا قبضت روحي في نومي فارحمها ( فاغفر لها ) ، " وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا" أي: رددت الحياة لي وأيقظتني من النوم ، إشارة إلى قوله تعالى:
[اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً] [ الزمر : 42 ] ، " فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " أي : القائمين بحقوقك؛ وذكر المغفرة والرحمة للميت ، والحفظ عند الإرسال ، مناسب للحال المذكور في كلٍّ ؛ والله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي ، وأن لا يهنوا في طاعته بتوفيقه ، وفيه ندب هذه الأذكار عند الأوي إلى الفراش ليكون نومه على ذكر وتختم يقظته بعبادة ([7]).
هذا والعلم عند الله تعالى .... وللحديث صلة .
[1] - البخاري ( 6320 ) ، 7393 ) ، ومسلم ( 2714 ) ، والترمذي ( 3401 ) .
[2] - البخاري ( 5018 ، 5748 ) عن عائشة .
[3] - انظر ( فيض القدير ) للمناوي : 1 / 308 .
[4] - انظر ( فتح الباري ) : 11 / 126 .
[5] - انظر ( شرح صحيح البخارى ) لابن بطال : 10 / 89 ، ونحوه قاله النووي في شرح مسلم : 9 / 79 .
[6] - أبو داود ( 4856 ، 5059 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10237 ) ، والطبراني في الشاميين ( 1324 ) ، وحسنه الألباني .
[7] - انظر ( فيض القدير ) للمناوي : 1 / 309 .