المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه السنة النبوية



الشيخ / خالد الجعفري
27-07-2015, 08:42 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا مولانا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الي صراط المستقيم علي آله حق قدره ومقداره العظيم
موضوع "فقه السنة النبوية" ذو أهمية بالغة لأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم تساعد على:
1. فهم وشرح علم النبوة وإدراك بعض أسراره، فهو علم جليل خلّفه خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2. فهم الإسلام لكون السنة النبوية هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم في فهم الوحي وتعاليمه.
3. معرفة جهود علماء المسلمين في حفظ السنة النبوية العطرة عبر العصور، وهم ممن سخرهم الله تعالى لخدمة دينه. ومن أشهرهم:
- الإمام البخاري والإمام مسلم صاحبا الصحيحين.
- الأئمة الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داوود أصحاب السنن.
- الإمام أحمد صاحب المسند.
- الإمام مالك صاحب الموطأ.
عمل هؤلاء الأئمة الأجلاّء وآخرون على تصفية الأحاديث ورد الموضوعة منها وتحري الصدق خاصة بعد ظهور الدس على السنة النبوية ممن لم يُخِفهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «...ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». [رواه البخاري]، فهؤلاء العلماء جهابذة سخّرهم الله تعالى لمحاربة الوضع وأهله، فحين قيل للإمام عبد الله بن المبارك: )هذه الأحاديث الموضوعة( قال: )تعيش لها الجهابذة(.
وبالفعل اجتهد هؤلاء الأئمة والعلماء على وضع عدة علوم لحفظ السنة، أحصاها ابن الصلاح في 65 علما، وأحصاها الإمام السيوطي في 93 علما، ووضعوا أصولا وقواعد للأخبار والمرويات منها قاعدة: (لا يقبل حديث إلا بسند) بمعنى أن يكون الحديث مسندا إلى الصحابة ثم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله بن المبارك: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).
4. رسم المنهاج التفصيلي لحياة المسلم في مجالات العقيدة، العبادة، المعاملات والأخلاق.
أولا: تعريف السنة
أ- لغة: السنة هي الطريقة المعتادة أو المتبعة، حسنة كانت أم سيئة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة». ]رواه مسلم عن جرير[.
وإذا أطلقت معرّفة بالألف واللام فهي في لغة الصحابة يراد بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ب- اصطلاحا:
1. عند علماء الأصول: السنة ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
أ. السنة القولية: هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث: «إنما الأعمال بالنيات...». ]رواه الشيخان[
ب. السنة الفعلية: هي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مبينا بها الأحكام بطريقة عملية، مثل كيفية صلاته وحجه.
ج. السنة التقريرية: ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أو ما بلغه من قول أحد الصحابة وأقرّه، فهو صلى الله عليه وسلم لا يسكت على باطل. ومثال ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري حين قال: »خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدا طيبا فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة، ولم يعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين«. ]رواه أبو داود والنسائي[.
2. عند المحدثين: السنة هي كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة - خِلقية أو خُلقية - أو سيرة.
هذا التعريف يشترك مع التعريف السابق، لكن فيه إضافة الصفة والسيرة، أي ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم من صفات خَلْقِيَة (طوله، شكله، ضحكه...) وخُلُقِيَة مثل قول السيدة عائشة لما سألها هشام بن حكيم عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم:»كان خلقه القرآن«. ]رواه أحمد في سنده[، لذلك مدحه المولى عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلىا خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. ]سورة القلم، الآية 4[.
3. عند الفقهاء: تطلق كلمة السنة عندهم على معنيين هما:
الأول: ما يقابل الفرض، كصيام ستة أيام من شوال وهو السنة مقابل صيام رمضان وهو الفرض.
الثاني: ما يقابل البدعة، كالطلاق السني الموافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى أن يكون مرة واحدة في مجلس واحد وأن تكون المرأة في طهر، مقابل الطلاق البدعي المخالف للسنة كأن يُطلِّق الرجل زوجته وهي حائض.
ثانيا: حجية السنة
حجية السنة مؤكدة وثابتة بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الصحابة.
1. من القرآن الكريم: قال تعالى:
﴿...وَمَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا...﴾ [سورة الحشر، الآية 7].
﴿يَآ*أَيـُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَمْرِ مِنكُمْ...﴾ [سورة النساء، الآية 59].
2. من السنة النبوية:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: »تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي«. [رواه الحاكم عن ابن عباس].
- روى معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال له:»كيف تصنع إن عرض عليك قضاء؟ قال: أقضي بما في كتاب الله، قال له: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن لم يكن في
سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، قال معاذ: فضرب رسول الله على صدري ثم قال: الحمد لله الذي وفق رسولُ رسولِ الله لما يرضي الله ورسوله«. ]أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي[.
3. إجماع الصحابة: لقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على أن السنة هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم في
منقول

نسائم الرحمن
27-07-2015, 09:11 AM
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وينفعا الله وإياك بما تقدمه
وأن يثبت الله أجرك

نسائم الرحمن
27-07-2015, 09:11 AM
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وينفعا الله وإياك بما تقدمه
وأن يثبت الله أجرك

داليا
27-07-2015, 10:34 AM
بارك الله فيك ودمت في رعاية الله

الشيخ / خالد الجعفري
28-07-2015, 04:20 PM
بارك الله فيكم لنا ولكم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير

راجى عفو ربه
20-10-2015, 10:23 AM
صلى الله وتبارك على نبيه محمد....شكرا لك