0
07-08-2015, 07:42 PM
الطب النبوي"في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج عرق النسا"
قروى ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن سيرين
عن أنس بن مالك قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب
ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ، ثم يشرب على الريق
في كل يوم جزء " .عرق النساء :
وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينزل من خلف على الفخذ
وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته ، زاد نزوله ، وتهزل
معه الرجل والفخذ ، وهذا الحديث فيه معنى لغوي ، ومعنى
طبي . فأما المعنى اللغوي ، فدليل على جواز تسمية هذا
المرض بعرق النسا خلافاً لمن منع هذه التسمية
وقال النسا هو العرق نفسه ، فيكون من باب إضافة
الشئ إلى نفسه ، وهو ممتنع وجواب هذا القائل من وجهين
أحدهما :أن العرق أعم من النسا ، فهو من باب إضافة العام
إلى الخاص نحو : كل الدراهم أو بعضها
الثاني :أن النسا : هو المرض الحال بالعرق
والإضافة فيه من باب إضافة الشئ إلى محله وموضعه
قيل : وسمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه ، وهذا العرق
ممتد من مفصل الورك ، وينتهي إلى آخر القدم وراء
الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر
وأما المعنى الطبي : فقد تقدم أن كلام رسول الله صلى
الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : عام بحسب الأزمان
والأماكن ، والأشخاص ، والأحوال
والثاني : خاص بحسب هذه الأمور أو بضعها
وهذا من هذا القسم ، فإن هذا خطاب للعرب
وأهل الحجاز ، ومن جاورهم ، ولا سيما أعراب البوادي
فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم ، فإن هذا المرض
يحدث من يبس ، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة
فعلاجها بالإسهال والألية فيها الخاصيتان : الإنضاج
والتليين ، ففيها الإنضاج ، والإخراج . وهذا المرض
يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين ، وفي تعيين الشاة
الأعرابية لقلة فضولها ، وصغر مقدارها ، ولطف جوهرها
وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة ، كالشيح
والقيصوم ، ونحوهما ، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان
صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها
ويكسبها مزاجاً ألطف منها ، ولا سيما الألية
وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم
ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا
توجد في اللبن ، وهذا كما تقدم أن أدوية غالب الأمم
والبوادي هي الأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند
وأما الروم واليونان
فيعتنون بالمركبة ، وهم متفقون كلهم على أن من مهارة
الطبيب أن يداوي بالغذاء ، فإن عجز فبالمفرد ، فإن عجز
فبما كان أقل تركيباً
وقد تقدم أن غالب عادات العرب وأهل البوادي الأمراض
البسيطة ، فالأدوية البسيطة تناسبها ، وهذا لبساطة أغذيتهم
في الغالب . وأما الأمراض المركبة ، فغالباً ما تحدث عن
تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها ، فاختيرت لها الأدوية
المركبة ، والله تعالى أعلم
قروى ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن سيرين
عن أنس بن مالك قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب
ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ، ثم يشرب على الريق
في كل يوم جزء " .عرق النساء :
وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينزل من خلف على الفخذ
وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته ، زاد نزوله ، وتهزل
معه الرجل والفخذ ، وهذا الحديث فيه معنى لغوي ، ومعنى
طبي . فأما المعنى اللغوي ، فدليل على جواز تسمية هذا
المرض بعرق النسا خلافاً لمن منع هذه التسمية
وقال النسا هو العرق نفسه ، فيكون من باب إضافة
الشئ إلى نفسه ، وهو ممتنع وجواب هذا القائل من وجهين
أحدهما :أن العرق أعم من النسا ، فهو من باب إضافة العام
إلى الخاص نحو : كل الدراهم أو بعضها
الثاني :أن النسا : هو المرض الحال بالعرق
والإضافة فيه من باب إضافة الشئ إلى محله وموضعه
قيل : وسمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه ، وهذا العرق
ممتد من مفصل الورك ، وينتهي إلى آخر القدم وراء
الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر
وأما المعنى الطبي : فقد تقدم أن كلام رسول الله صلى
الله عليه وسلم نوعان : أحدهما : عام بحسب الأزمان
والأماكن ، والأشخاص ، والأحوال
والثاني : خاص بحسب هذه الأمور أو بضعها
وهذا من هذا القسم ، فإن هذا خطاب للعرب
وأهل الحجاز ، ومن جاورهم ، ولا سيما أعراب البوادي
فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم ، فإن هذا المرض
يحدث من يبس ، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة
فعلاجها بالإسهال والألية فيها الخاصيتان : الإنضاج
والتليين ، ففيها الإنضاج ، والإخراج . وهذا المرض
يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين ، وفي تعيين الشاة
الأعرابية لقلة فضولها ، وصغر مقدارها ، ولطف جوهرها
وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة ، كالشيح
والقيصوم ، ونحوهما ، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان
صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها
ويكسبها مزاجاً ألطف منها ، ولا سيما الألية
وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم
ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا
توجد في اللبن ، وهذا كما تقدم أن أدوية غالب الأمم
والبوادي هي الأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند
وأما الروم واليونان
فيعتنون بالمركبة ، وهم متفقون كلهم على أن من مهارة
الطبيب أن يداوي بالغذاء ، فإن عجز فبالمفرد ، فإن عجز
فبما كان أقل تركيباً
وقد تقدم أن غالب عادات العرب وأهل البوادي الأمراض
البسيطة ، فالأدوية البسيطة تناسبها ، وهذا لبساطة أغذيتهم
في الغالب . وأما الأمراض المركبة ، فغالباً ما تحدث عن
تركيب الأغذية وتنوعها واختلافها ، فاختيرت لها الأدوية
المركبة ، والله تعالى أعلم