habiboallah
21-09-2015, 10:46 PM
ما هو العرفان؟ والسلوك؟ وما الفرق بين العرفان والسلوك؟ وما هي درجات العرفان ودرجات السلوك وكيفيت معرفتها؟ وهل هناك مختصون بالعرفان والسلوك؟
الجواب
من العلوم التي نشأت في رحم الثقافة الاسلامية علم العرفان و له سلسلة من الافكار و الآداب التي تتعلق بالمعاشرة و اللباس و غير ذلك, و ان كان بين الشيعة من العرفاء الذين لايمتازون علي غيرهم في نوع اللباس و السكن و الطعام. ولكنهم في نفس الوقت من اهل السير و السلوك العرفاني، و اذا نظرنا الي العرفان من الناحية العلمية لا الاجتماعية نجد ان العرفان ينقسم الي شعبتين او قسمين:
1-العرفان العملي.
2-العرفان النظري.
اما القسم الاول: عبارة عن ذلك القسم الذي يبين لنا نوع العلاقات و الاوامر و الوظائف التي تربط الانسان مع نفسه و مع العالم و مع الله تعالي،. و العرفان هنا في هذا القسم هو الذي يطلق عليه ”السير و السلوك“ و يطلق علي العارف هنا وصف ”السالك“ لانه يصل الي قمة الانسانية الرفيعة و هي ”التوحيد“ و عن اي طريق يصل الي ذلك و ما هي المنازل التي لابد ان يطويها و ما هي الاحوال التي تعرض له و الخواطر التي تعتريه.
ولابد من الاشارة الي انه ينبغي لمن يريد ان يطوي طريق العرفان ان يخضع لاشراف انسان كامل كان قد طوي تلك المراحل بنجاح لكي لايقع في متاهات الطريق.
و اما العرفان النظري: فهو القسم الذي يتعرض فيه العارف لتفسير الوجود و يبحث عن الله و العالم و الانسان.
و العرفان هنا في هذا القسم يشبه الفلسفة الالهية، ولكن الفلسفة تعتمد المبادئ و الاصول العقلية، ولكن العرفان يعتمد الاصول و مبادئ الكشف (المكاشفة) يعني ان العارف ينقل الينا ما رآة من خلال القلب، و بين كل من التفسيرين العرفاني للعالم و الفلسفي توجد فوارق اساسية و عميقة.
و اما المنازل و المقامات: من المعلوم ان هدف العارف هو معرفة الله فقط، و ان معرفة الله تعالي تعني معرفة كل شيء، و كل شيء ينطوي تحت هذه المعرفة و بما ان بحث المنازل و المقامات من البحوث الواسعة و المعمقة، لذلك سوف ننقل هنا ما ذكره الشهيد المطهري نقلاً عن كتاب الاشارات لابن سينا حيث قال:
المعرض عن متاع الدنيا و طيباتها يخص باسم الزاهد، و المواظب علي فعل العبادات من القيام و الصيام و نحوهما يخص باسم العابد، و المتصرف بفكره الي قدس الجبروت مستديماً لشروق نور الحق في سره يخص باسم العارف، و قد يتركب بعض هذه مع بعض.
اذاً العارف هو الذي يصرف ذهنه عما سوي الله تعالي و يتوجه بالكامل الي ذات الحق تعالي يشع نور الحق في قلبه.
ثم ان العبادة عند العارف رياضة لهممه و قوي نفسه المتوهمة و المتخيلة ليجرها بالتعويد عن جناب الغرور الي جانب الحق. كما ان هدف العارف يريد الحق الأول لا لشيء غيره و لايؤثر شيئاً علي عرفانه و تعبده له فقط لانه مستحق للعبادة ولانها نسبة شريفة اليه لا لرغبة او رهبة، ثم يقول ابن سينا:
المنزل الاول: اول درجات حركات العارفين ما يسمونه هم الارادة و يعرف بعضهم الأرادة بانها (جمرة من نار المحبة في القلب المقتضية لأجابة دواعي الحقيقة) ثم بعد الأرادة الرياضة.
ثم اذا بلغت به الارادة و الرياضة حداً ما عنت له خلسات من اطلاع نور الحق عليه لذيذة كأنها بروق تومض اليه ثم تخمد عنه و هو المسمي عندهم ”اوقاتاً“ ... فيكاد يري الحق في كل شيء
فاذا عبر الرياضة الي النيل صار سره مراة مجلوة محاذياً بها ننظر الحق ثم انه ليغيب عن نفسه فيلحظ جناب القدس فقط. و ان لحظ نفسه فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي بتريقتها، و هناك يحق الوصول.
اذاً المنازل هي: الارادة، الرياضة، الوصول.[1]
[1] انظر المجموعة الكاملة(مجموعة اثار) للشهيد المطهري العرفان الاسلامي
الجواب
من العلوم التي نشأت في رحم الثقافة الاسلامية علم العرفان و له سلسلة من الافكار و الآداب التي تتعلق بالمعاشرة و اللباس و غير ذلك, و ان كان بين الشيعة من العرفاء الذين لايمتازون علي غيرهم في نوع اللباس و السكن و الطعام. ولكنهم في نفس الوقت من اهل السير و السلوك العرفاني، و اذا نظرنا الي العرفان من الناحية العلمية لا الاجتماعية نجد ان العرفان ينقسم الي شعبتين او قسمين:
1-العرفان العملي.
2-العرفان النظري.
اما القسم الاول: عبارة عن ذلك القسم الذي يبين لنا نوع العلاقات و الاوامر و الوظائف التي تربط الانسان مع نفسه و مع العالم و مع الله تعالي،. و العرفان هنا في هذا القسم هو الذي يطلق عليه ”السير و السلوك“ و يطلق علي العارف هنا وصف ”السالك“ لانه يصل الي قمة الانسانية الرفيعة و هي ”التوحيد“ و عن اي طريق يصل الي ذلك و ما هي المنازل التي لابد ان يطويها و ما هي الاحوال التي تعرض له و الخواطر التي تعتريه.
ولابد من الاشارة الي انه ينبغي لمن يريد ان يطوي طريق العرفان ان يخضع لاشراف انسان كامل كان قد طوي تلك المراحل بنجاح لكي لايقع في متاهات الطريق.
و اما العرفان النظري: فهو القسم الذي يتعرض فيه العارف لتفسير الوجود و يبحث عن الله و العالم و الانسان.
و العرفان هنا في هذا القسم يشبه الفلسفة الالهية، ولكن الفلسفة تعتمد المبادئ و الاصول العقلية، ولكن العرفان يعتمد الاصول و مبادئ الكشف (المكاشفة) يعني ان العارف ينقل الينا ما رآة من خلال القلب، و بين كل من التفسيرين العرفاني للعالم و الفلسفي توجد فوارق اساسية و عميقة.
و اما المنازل و المقامات: من المعلوم ان هدف العارف هو معرفة الله فقط، و ان معرفة الله تعالي تعني معرفة كل شيء، و كل شيء ينطوي تحت هذه المعرفة و بما ان بحث المنازل و المقامات من البحوث الواسعة و المعمقة، لذلك سوف ننقل هنا ما ذكره الشهيد المطهري نقلاً عن كتاب الاشارات لابن سينا حيث قال:
المعرض عن متاع الدنيا و طيباتها يخص باسم الزاهد، و المواظب علي فعل العبادات من القيام و الصيام و نحوهما يخص باسم العابد، و المتصرف بفكره الي قدس الجبروت مستديماً لشروق نور الحق في سره يخص باسم العارف، و قد يتركب بعض هذه مع بعض.
اذاً العارف هو الذي يصرف ذهنه عما سوي الله تعالي و يتوجه بالكامل الي ذات الحق تعالي يشع نور الحق في قلبه.
ثم ان العبادة عند العارف رياضة لهممه و قوي نفسه المتوهمة و المتخيلة ليجرها بالتعويد عن جناب الغرور الي جانب الحق. كما ان هدف العارف يريد الحق الأول لا لشيء غيره و لايؤثر شيئاً علي عرفانه و تعبده له فقط لانه مستحق للعبادة ولانها نسبة شريفة اليه لا لرغبة او رهبة، ثم يقول ابن سينا:
المنزل الاول: اول درجات حركات العارفين ما يسمونه هم الارادة و يعرف بعضهم الأرادة بانها (جمرة من نار المحبة في القلب المقتضية لأجابة دواعي الحقيقة) ثم بعد الأرادة الرياضة.
ثم اذا بلغت به الارادة و الرياضة حداً ما عنت له خلسات من اطلاع نور الحق عليه لذيذة كأنها بروق تومض اليه ثم تخمد عنه و هو المسمي عندهم ”اوقاتاً“ ... فيكاد يري الحق في كل شيء
فاذا عبر الرياضة الي النيل صار سره مراة مجلوة محاذياً بها ننظر الحق ثم انه ليغيب عن نفسه فيلحظ جناب القدس فقط. و ان لحظ نفسه فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي بتريقتها، و هناك يحق الوصول.
اذاً المنازل هي: الارادة، الرياضة، الوصول.[1]
[1] انظر المجموعة الكاملة(مجموعة اثار) للشهيد المطهري العرفان الاسلامي