فاتن الدهان
11-10-2015, 05:15 PM
اسمها ونسبها
هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي ، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وتزوجها عبيدالله بن جحش بن رياب الأسدي ولدت له أولادا أكبرهم حبيبة
وبها كنت نفسها فأصبحت تدعى أم حبيبة ، فهي كما ترى بنت زعيم مكة وقائدها أبي سفيان رضي الله عنه ، ومن بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس في أزواجه من هي أقرب نسباً إليه ، ولا في نسائه من هي أكثر صدقاً منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها
زواج ام حبيبة من الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن هذه الحياة لم تطل ، إذ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، و تحكي لنا أم حبيبة رضي الله عنها قصة هذا الزواج فتقول رضي الله عنها رأت أمُّ حبيبة في منامها كأنَّ آتيًا يقول : يا أمَّ المؤمنين .
ففزِعْتُ فأوَّلتُها أن رسول الله يتزوَّجني .
قالت : فما هو إلاَّ أن انقضت عِدَّتي فما شعرت إلاَّ برسول النجاشي على بابي يستأذن ، فإذا جارية له - يقال لها : أبرهة - كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلَتْ علَيَّ ، فقالت :
إن المَلِكَ يقول لكِ : إن رسول الله كتب إلَيَّ أن أُزَوِّجَكه .
فقالت : بشَّركِ الله بخير . قالت : يقول لك الملك وكِّلي مَنْ يُزَوِّجك .
فأرسلتْ خالدَ بن سعيد بن العاص ، فوكَّلَتْه وأعطتْ أبرهة سواريْن من فضة وخَدَمتَين[5] كانتا في رجليها ، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها ؛ سرورًا بما بشَّرتها ،
فلمَّا كان العشيّ أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا ، فخطب النجاشي فقال :
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وأنه الذي بشَّر به عيسى بن مريم؛ أمَّا بعد :
فإن رسول الله كتب إلَيَّ أن أزوجه أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله ، وقد أصدقْتُها أربعمائة دينار .
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلَّم خالد بن سعيد ، فقال :
الحمد لله، أحمده و أستعينه وأستنصره ، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحقِّ ؛ ليُظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون .
أمَّا بعد ، فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وزوَّجته أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فبارك الله لرسول .
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال :
اجلسوا ؛ فإن سُنَّة الأنبياء إذا تزوَّجوا أن يُؤكل طعامٌ على التزويج .
فدعا بطعام وأكلوا ، ثم تفرَّقوا هذا وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري رسولاً إلى النجاشي يحمله طلباً في أن يزوج الرسول من أم حبيبة ،
ولما تم العقد و قبض المهر قدم بها من الحبشة إلى المدينة شرحبيل بن حسنة ، ولما بلغ أبا سفيان زواج ابنته أم حبيبة من نبي الله عليه الصلاة و السلام سر وقال : ذلك الفحل لا يخدع أنفه
هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي ، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وتزوجها عبيدالله بن جحش بن رياب الأسدي ولدت له أولادا أكبرهم حبيبة
وبها كنت نفسها فأصبحت تدعى أم حبيبة ، فهي كما ترى بنت زعيم مكة وقائدها أبي سفيان رضي الله عنه ، ومن بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس في أزواجه من هي أقرب نسباً إليه ، ولا في نسائه من هي أكثر صدقاً منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها
زواج ام حبيبة من الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكن هذه الحياة لم تطل ، إذ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، و تحكي لنا أم حبيبة رضي الله عنها قصة هذا الزواج فتقول رضي الله عنها رأت أمُّ حبيبة في منامها كأنَّ آتيًا يقول : يا أمَّ المؤمنين .
ففزِعْتُ فأوَّلتُها أن رسول الله يتزوَّجني .
قالت : فما هو إلاَّ أن انقضت عِدَّتي فما شعرت إلاَّ برسول النجاشي على بابي يستأذن ، فإذا جارية له - يقال لها : أبرهة - كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلَتْ علَيَّ ، فقالت :
إن المَلِكَ يقول لكِ : إن رسول الله كتب إلَيَّ أن أُزَوِّجَكه .
فقالت : بشَّركِ الله بخير . قالت : يقول لك الملك وكِّلي مَنْ يُزَوِّجك .
فأرسلتْ خالدَ بن سعيد بن العاص ، فوكَّلَتْه وأعطتْ أبرهة سواريْن من فضة وخَدَمتَين[5] كانتا في رجليها ، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها ؛ سرورًا بما بشَّرتها ،
فلمَّا كان العشيّ أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا ، فخطب النجاشي فقال :
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وأنه الذي بشَّر به عيسى بن مريم؛ أمَّا بعد :
فإن رسول الله كتب إلَيَّ أن أزوجه أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله ، وقد أصدقْتُها أربعمائة دينار .
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلَّم خالد بن سعيد ، فقال :
الحمد لله، أحمده و أستعينه وأستنصره ، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحقِّ ؛ ليُظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون .
أمَّا بعد ، فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله وزوَّجته أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان ، فبارك الله لرسول .
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال :
اجلسوا ؛ فإن سُنَّة الأنبياء إذا تزوَّجوا أن يُؤكل طعامٌ على التزويج .
فدعا بطعام وأكلوا ، ثم تفرَّقوا هذا وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري رسولاً إلى النجاشي يحمله طلباً في أن يزوج الرسول من أم حبيبة ،
ولما تم العقد و قبض المهر قدم بها من الحبشة إلى المدينة شرحبيل بن حسنة ، ولما بلغ أبا سفيان زواج ابنته أم حبيبة من نبي الله عليه الصلاة و السلام سر وقال : ذلك الفحل لا يخدع أنفه