الشيخ / خالد الجعفري
14-01-2016, 03:23 PM
7/ الخدمة من الآداب التي ﻻبد منها...
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إﻻ أجرت عليها )..
فالإنفاق مهما كان حجمه صغير أو كبير فله قدره المعظم عند المشائخ الكرام رضوان الله عليهم...
يقول سيدي الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في مخطوطته [ بحار العلوم ] : ( إنفاق المال في الخيرات أحد أركان الدين ، جعل الله تعالى بذل المال معياراً لحبهم وامتحاناً لصدقهم في دعوتهم ، فإن المحبوبات كلها يبذل ﻷجل المحبوب )...
المريد الصادق هو الذي ينفق دون من أو أذى ، بل بعض الصادقين السابقين في الطريقة جعلوا كل ما ملكوا طوع الطريق وأعمال الطريق ، ففي حوار طويل بين سيدي الإمام فخرالدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه وأحد المريدين السابقين الأوائل الصادقين ، قال ذلك المريد للشيخ رضي الله عنه : يا موﻻنا نحنا لمن دخلنا الطريقة العبد وما ملكت يداه..
فما كان من الشيخ الرحيم رضي الله عنه إلا أن قال وعيناه قد ترقرقت بالدموع : دي الطريقة وديل أوﻻد الطريقة...
وفي تفسير قول الحق تبارك : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون } سورة البقرة الآية 3..
نجد في كتاب تفسير الإمام القشيري رضي الله عنه [ لطائف اﻹشارات ] : ( الرزق : ما تمكن اﻹنسان من اﻻنتفاع به ، وعلى لسان التفسير : إنهم ينفقون أموالهم إما نفﻼً وإما فرضاً على موجب تفصيل العلم..
وبيان اﻹشارة : أنهم ﻻ يدخرون عن الله سبحانه وتعالى شيئاً من ميسورهم ، فينفقون نفوسهم في آداب العبودية ، وينفقون قلوبهم على دوام مشاهدة الربوبية ، فإنفاق أصحاب الشريعة من حيث اﻷموال ، وإنفاق أرباب الحقيقة من حيث اﻷحوال..
الزاهدون أنفقوا في طريقة متابعة هواهم ، فآثروا رضاء الله على مناهم ، والعابدون أنفقوا في سبيل الله وسعهم وقواهم ، فﻼزموا سراً وعلناً نفوسهم ، والمريدون أنفقوا في سبيله ما يشغلهم عن ذكر موﻻهم فلم يلتفتوا إلى شيء من دنياهم وعقباهم ، والعارفون أنفقوا في سبيل الله ما هو سوى موﻻهم فقربهم الحق سبحانه وتعالى وأجزاهم ، وبحكم اﻹفراد به لقاهم )...
اللهم أجعلنا من الذين يتحلون بأدب الخدمة في الطريقة ، وأجعلنا من الذين ينفقون الأموال حباً في الله وفي رسوله وفي المشائخ الكرام..
وأجعلنا اللهم من الذين يريدون مراد الشيخ فالمريد من أراد مراد الشيخ رضي الله عنه وأرضاه عنا أجمعين...
📚 علوم وثقافة
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إﻻ أجرت عليها )..
فالإنفاق مهما كان حجمه صغير أو كبير فله قدره المعظم عند المشائخ الكرام رضوان الله عليهم...
يقول سيدي الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في مخطوطته [ بحار العلوم ] : ( إنفاق المال في الخيرات أحد أركان الدين ، جعل الله تعالى بذل المال معياراً لحبهم وامتحاناً لصدقهم في دعوتهم ، فإن المحبوبات كلها يبذل ﻷجل المحبوب )...
المريد الصادق هو الذي ينفق دون من أو أذى ، بل بعض الصادقين السابقين في الطريقة جعلوا كل ما ملكوا طوع الطريق وأعمال الطريق ، ففي حوار طويل بين سيدي الإمام فخرالدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه وأحد المريدين السابقين الأوائل الصادقين ، قال ذلك المريد للشيخ رضي الله عنه : يا موﻻنا نحنا لمن دخلنا الطريقة العبد وما ملكت يداه..
فما كان من الشيخ الرحيم رضي الله عنه إلا أن قال وعيناه قد ترقرقت بالدموع : دي الطريقة وديل أوﻻد الطريقة...
وفي تفسير قول الحق تبارك : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون } سورة البقرة الآية 3..
نجد في كتاب تفسير الإمام القشيري رضي الله عنه [ لطائف اﻹشارات ] : ( الرزق : ما تمكن اﻹنسان من اﻻنتفاع به ، وعلى لسان التفسير : إنهم ينفقون أموالهم إما نفﻼً وإما فرضاً على موجب تفصيل العلم..
وبيان اﻹشارة : أنهم ﻻ يدخرون عن الله سبحانه وتعالى شيئاً من ميسورهم ، فينفقون نفوسهم في آداب العبودية ، وينفقون قلوبهم على دوام مشاهدة الربوبية ، فإنفاق أصحاب الشريعة من حيث اﻷموال ، وإنفاق أرباب الحقيقة من حيث اﻷحوال..
الزاهدون أنفقوا في طريقة متابعة هواهم ، فآثروا رضاء الله على مناهم ، والعابدون أنفقوا في سبيل الله وسعهم وقواهم ، فﻼزموا سراً وعلناً نفوسهم ، والمريدون أنفقوا في سبيله ما يشغلهم عن ذكر موﻻهم فلم يلتفتوا إلى شيء من دنياهم وعقباهم ، والعارفون أنفقوا في سبيل الله ما هو سوى موﻻهم فقربهم الحق سبحانه وتعالى وأجزاهم ، وبحكم اﻹفراد به لقاهم )...
اللهم أجعلنا من الذين يتحلون بأدب الخدمة في الطريقة ، وأجعلنا من الذين ينفقون الأموال حباً في الله وفي رسوله وفي المشائخ الكرام..
وأجعلنا اللهم من الذين يريدون مراد الشيخ فالمريد من أراد مراد الشيخ رضي الله عنه وأرضاه عنا أجمعين...
📚 علوم وثقافة