المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدلة على إطلاع الأولياء على الغيب 8



الشيخ / خالد الجعفري
27-01-2016, 01:07 PM
8/ الأدلة على إطلاع الأولياء على الغيب...
إن أولياء الله أكرمهم الله تعالى فكشف لهم حجاب الحس وذلك بعد أن جاهدوا النفس ، ومع وجود الأدلة الكثيرة على ذلك والتي ذكرنا منها آنفاً إلا أننا نعوذ بالله من المنكرين الذين لديهم سيمة الخوارج وهم السبب في هتك أستار اﻷدب وجرأة أتباعهم ومن يدعي اﻹنتماء إليهم على الصلحاء والعلماء فلم ينجوا منهم ومن ألسنتهم أحد حتى فشى ذلك بينهم وتمرد التلميذ على أستاذه والمبتديء على شيخه وظهر فيهم نفي هذه الكرامة لقساوة قلوبهم ولما رأوه في أنفسهم من عدم وجد شيء منها ، هم السبب في ظهور هؤﻻء المنكرين المولعين بالتبديع والتكفير والتفسيق لﻸمة..
ومن عجب العجاب أن مرجعياتهم وأئمتهم أثبتوا أن للأولياء ترفع الحجب فيرون من الغيب ماشاء الله تعالى لهم ، وهنا ﻻ أستشهد بكﻼمهم على أنهم المرجع ولكن لتنبيه أتباعهم أو من يميل إليهم لﻺستيقاظ والرجوع إلى ركب السواد اﻷعظم من اﻻمة أهل الحق الواقفة بأعتاب آل البيت والناجية بمحبتهم لله ولرسوله وآله وأصحابه والصالحين..
يقول شيخهم ابن تيمية في مجموع الفتاوى : ( ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات اﻷولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات )...
ويقول إبن القيم-وهو من أهم مرجعاتهم وتلميذ ابن تيمية-في كتابه [ الروح ] ص 267 : ( أما الفراسة فأثنى على أهلها ومدحهم في قوله تعالى ‏{ إن في ذلك ﻵيات للمتوسمين ‏} ، قال إبن عباس رضي الله عنهما وغيره أي للمتفرسين وقال تعالى ‏{ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ‏} وقال تعالى ‏{ ولو نشاء ﻷريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول ‏} ، فالفراسة الصادقة لقلب قد تطهر وتصفى وتنزه من اﻷدناس وقرب من الله فهو ينظر بنور الله الذي جعله في قلبه ، وفي الترمذي وغيره من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏" اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ‏" ، وهذه الفراسة نشأت له من قربه من الله فإن القلب إذا قرب من الله انقطعت عنه معارضات السوء المانعة من معرفة الحق وإدراكه وكان تلقيه من مشكاة قريبة من الله بحسب قربه منه وأضاء له النور بقدر قربه فرأى في ذلك النور مالم يره البعيد والمحجوب كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال : { ماتقرب إلي عبدي بمثل ما افترضته عليه وﻻيزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي } ، فأخبر سبحانه أن تقرب عبده منه يفيده محبته له فإذا أحبه قرب من سمعه وبصره ويده ورجله فسمع به وأبصر به وبطش به ومشى به فصار قلبه كالمرآة الصافية تبدو فيها صور الحقائق على ماهي عليه فإذا سمع بالله سمعه على ما هو عليه وليس هذا من علم الغيب بل عﻼم الغيوب قذف الحق في قلب قريب مستبشر بنوره غير مشغول بنقوش اﻷباطيل والخياﻻت والوساوس التي تمنعه من حصول صور الحقائق فيه ، وإذا غلب على القلب النور فاض على اﻷركان وبادر من القلب إلى العين فكشف بعين بصره بحسب ذلك النور، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أصحابه في الصﻼة وهم خلفه كما يراهم أمامه ورأى بيت المقدس عيانا وهو بمكة ورأى قصور الشام وأبواب صنعاء ومدائن كسرى وهو بالمدينة يحفر الخندق ورأى أمراءه بمؤتة وقد أصيبوا وهو بالمدينة ورأى النجاشي بالحبشة لما مات وهو بالمدينة فخرج إلى المصلى فصلى عليه ، ورأى عمربن الخطاب سارية بنهاوند من أرض فارس هو وعساكرالمسلمين وهم يقاتلون عدوهم فناداه ياسارية الجبل )...
📚 علوم وثقافة

ادهم
01-02-2016, 03:41 PM
شكرا وبارك الله فيك شيخ خالد على الموضوع والطرح الطيب فى ميزان حسناتك

قدرى العلى
04-02-2016, 01:10 AM
شكرا على الطرح العطر جعلنا الله واياكم ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

جيهان
07-02-2016, 08:36 PM
شكرا وبارك الله فيك وفى مجهوداتكم شيخ خالد وجزاك الله كل خير

تبارك
08-02-2016, 09:08 PM
شكرا وبارك الله فيك وفى مجهوداتكم شيخ خالد وجزاك الله كل خير