المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤلفات في علم الفلك



بو حمد
21-02-2016, 05:25 PM
مؤلفات في علم الفلك

القانون المسعودي
أحد المؤلفات الكبرى في علم الفلك والأرصاد التي ظهرت في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. وقد أهداه مؤلفه أبو الريحان البيروني إلى السلطان مسعود بن محمود الغزنوي.
والكتاب يعتني بكل ما توصل إليه العلماء في الحضارات السابقة وكذلك المعاصرون له مع نقد مطلع وتفنيد الآراء دون تحيز أو محاباة. وقد انتهج البيروني منهجا خاصا هو ألا يأخذ النظريات والأرصاد قضية مسلما بها بل ناقش البراهين والأدلة وأضاف إليها من علمه وأعاد الأرصاد أكثر من مرة لكي يتأكد من صحة النتائج التي ذكرها في كتابه. فيقول البيروني: "ولم أسلك فيه مسلك من تقدمني من أفاضل المجتهدين من طالع أعمالهم واستعمل زيجاتهم على مطايا الترديد إلى قضايا التقليد باقتصارهم على الأوضاع الزيجية وتعميتهم خير ما زاولوه من عمل وطيهم عنهم كيفية ما أصابوه من أصل حتى أحوجوا المتأخر عنهم في بعضها إلى استئناف التعليل وفي بعضها إلى تكلف الانتقاد والتضليل إذ كان خلد فيها كل سهو بدر منهم لسبب انسلاخه عن الحجة وقلة اهتداء مستعمليها بعدهم إلى المحجة وإنما فعلت ما هو واجب على كل إنسان أن يعمله في صناعته من تقبل اجتهاد من تقدمه بالمنة وتصحيح خلل إن عثر عليه بالحشمة وخاصة فيما يمتنع إدراك صميم الحقيقة فيه من مقادير الحركات وتخليد ما يلوح له فيها تذكرة لمن تأخر عنه بالزمان وأتى بعده وقرنت بكل عمل في كل باب من علله وذاك ما توليت من عمله ما يبعد به المتأمل عن تقليدي فيه ويفتح له باب الاستصواب لما أصبت فيه أو الإصلاح لما زللت عنه أو سهوت في حسابه".
محتويات الكتاب
يشتمل الكتاب على إحدى عشرة مقالة جاءت موزعة على ثلاثة أجزاء. وقد قسمت كل مقالة إلى عدد من الأبواب، بلغت في مجموعها مائة واثنين وأربعين بابا. فجاء الكتاب على النحو التالي:
الجزء الأول وتشمل الخمس مقالات الأولى، وتتناول هيئة الموجودات الكلية في العالم بإجمال وإيجاز للتوطئة، وعن العالم بكليته كجرم مستدير الشكل، وعن الأثير والعالم المتحرك والعناصر الأربعة، وعن المباحث الستة من كتاب المجسطي، وعن كرية الأرض وكرية السماء، وعن الكسوف . كما تناول في الأب واب الأخرى لهذه المقالة الأيام والشهور وسنة القمر ، وسنة الشمس ، وغير ذلك. ثم يقدم عرضا موجزا لتواريخ الأنبياء، والملوك من عهد سيدنا آدم عليه السلام حتى ملوك عصره وذلك للصلة الوثيقة بينها وبين التقاويم المختلفة والتواريخ المشهورة مع الإشارة إلى أصلها والأسباب التي جعلت منها عيدا دينيا أو مناسبة مشهورة. ثم ينتقل للحديث عن الجوانب النظرية في جداول حساب المثلثات التي تعتمد عليها النظريات والأرصاد والحسابات الفلكية. وينتقل بعد ذلك إلى الناحية التطبيقية فيبين زاوية تقاطع معدل النهار مع منطقة البروج في خط الاستواء ودرجة الكواكب وعرضه، ومعرفة عروض البلدان بارتفاعات الأشخاص وسعة المشارق والمغارب، ودرجة طلوع الكواكب وغروبها ومعرفة الوقت من الليل بقياس الكواكب الثابتة، والماضي من النهار قبل سمت الشمس أو عكسه.
الجزء الثاني ويشتمل على أربع مقالات من الخامسة حتى الثامنة. ويتناول فيها المسائل الأرضية المتصلة بالظواهر الفلكية كتعيين خطوط الطول والعرض للبلدان واتجاه مكان بالنسبة لمكان آخر وقياس حجم الأرض أو محيطها وخصائص الكرة السماوية في خطوط العرض المختلفة ووصف موجز لجغرافية الأرض مع جدول لخطوط الطول والعرض جمع فيه ما يزيد على ستمائة بلد ومكان. ثم يتحدث عن كيفية الوقوف على أوقات الاعتدالات وتصور الحركة في الأفلاك التي يظن أنها متقاطعة، وحركة الشمس الوسطى بالطريقة التي استخرجها بها بطليموس ومقدار حركة الأوج ( مصطلح فلكي ) وغير ذلك.
ويتحدث عن حركات القمر وبعد القمر عن الأرض واختلاف منظر القمر، وعن أحوال الكسوف واختلاف مناظره. وكذلك كسوف القمر ومداري البحرين ومنازل القمر.
الجزء الثالث ويشمل المقالات الثلاث الأخيرة، ويتناول في أبوابها الفرق بين الكواكب الثابتة والسيارة وتقسيم الكواكب الثابتة وجداول الثوابت وصور الدب الأكبر والأصغر والتنين والعقاب والثور والعذراء والسمكتين وقيطس والنهر والأرنب وقنطورس والسمع وتشريق الكواكب وتغريبها، والجداول وتقويم الكواكب بها وجداول حركات زحل والمشترى والزهرة و عطارد والمريخ واستخراج المقامات وغاية تباعد الزهرة وعطارد عن الشمس ، وتناظر الكواكب وال بروج وتحاويل سني العالم، والمواليد وشهورها، وتقسيط القوى بحسب المواضع، ومعرفة الطاقات في كل واحد من فلكي الأوج والتدوير ولوازمها وصعود الكواكب وهبوطها وقرانات الكواكب العلوية إلى غير ذلك. والكتاب مزين بالعديد من الأشكال والرسوم المختلفة والجداول الكثيرة.
النسخ المحققة
طبع كتاب القانون المسعودي لأول مرة بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن بالهند عام 1373هـ / 1954 م. ولقد بذلت فيه دائرة المعارف مجهودا ضخما في سبيل طبع هذا الكتاب النفيس حيث بقي في الخفاء مدة طويلة من الزمان وقد تمت المقارنة بين النسخ السبعة والاعتماد على النسخة المخطوطة الرابعة الموجودة في مكتبة بايزيد بإستانبول أساسا للطبع. وتقع هذه الطبعة في ثلاثة أجزاء في نحو ألف وخمسمائة صفحة، عدا المقدمات والفهارس. وقد أعاد تحقيق المقالة الثالثة منه إمام إبراهيم أحمد، ونشرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 1384 / 1965.

رسالة في العلة الفاعلة للمد والجزر
واحدة من أهم رسائل أبي يعقوب الكندي ، التي ألفها في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. يبدأ فيها الكلام عن المد وأنواعه- الطبيعي والعرضي- ويستطرد من ذلك إلى الكلام عن عيون الماء وأنواعها، وكيفية تكوينها، وعن أنواع المياه الظاهرة على وجه الأرض والباطنة فيها، وعن أحوالها وقوانين نشأتها واستحالتها، ثم يتكلم عن بعض الأجرام السماوية وسرعتها وأحجامها وبعدها عن الأرض، وعن فعلها فيما على ظهر الأرض، ويتكلم عن المد وأنواعه وأنواع الاضطراب الناشئة في المياه البحرية والبرية بسبب التعفن والنتن، وينتهي بالكلام عن المد والجزر بمعناهما العادي.
وبعد الانتهاء من تعريف المد ينتقل إلى أنواعه فيذكر نوعين من المد هما:
المد الطبيعي: وهو "استحالة الماء من صغر الجسم إلى عظمه".
المد العرضي: وهو "زيادة الماء بانصباب مواد فيه"، كما في الأنهار والأودية والفيوض التي أصلها من الأنهار.
كما يتحدث عن حركة الأشخاص العالية على الجرم الأوسط أي الأرض والماء، وما تسببه المتحركات حول الأرض، ويؤكد على حركة القمر بالذات وذلك لأنه أقرب المتحركات إلى الأرض، ويذكر معلومات عن سرعته ودورته والزمان الذي يستغرقه، وكذلك يذكر معلومات عن الشمس والزمان الذي تستغرقه في دورانها حول الأرض، وعن سرعة حركتها، وكذلك زحل، وهو يركز على تأثير كل من الشمس والقمر في الأرض، فالشمس تؤثر على وجه الخصوص في الهواء والنار أكثر من تأثيرها على الماء والأرض، أما القمر فإن فعله في الأرض والماء أوضح، ولكن فعله في الماء أكثر وضوحا وذلك لسيلان الماء وانقياده لحركة القمر، وتعرض الرسالة لأقوال القدماء عن القمر، فمن قائل بالمائية، ومن قائل بالأرضية. ثم يوضح السبب في ذلك، وهو أن القمر يولد حرارة أثناء مروره بجو الأرض، هذا إلى جانب حرارة الشمس، وطبقا لقانون تمدد الأجسام فإن الحرارة تزيد حجم الهواء، وبالتالي حجم ماء البحر الذي يمر به القمر.
ثم تتبع الرسالة في التفصيل في أنواع المد البحري الطبيعي ويقصد به مد البحار وجزرها وهو على ثلاثة أنواع: المد السنوي، والمد الشهري، والمد اليومي. والمد السنوي للبحار هو الزيادة في مياه البحار في وقت محدود من السنة في موضع دون موضع، حسب حركة الأجرام العليا، ويشار في ذلك بين قانون التمدد وعلاقته بالرياح وعلاقة ذلك بالمد والجزر. ويحدث تبادل للمد والجزر السنوي فعند انتقال الشمس إلى جهة الجنوب يحدث مد في جهة الشمال وجزر في جهة الجنوب وهكذا، وعلى ذلك يتضح أن المد السنوي يكون في الجهة المخالفة، أي التي ليست فيها الشمس، والعكس يكون الجزر السنوي، وكلما ازدادت حرارة الشمس يكون المد السنوي والجزر السنوي أشد وأكبر.
أما المد الشهري واليومي حيث تظهر أهمية العلاقة بين القمر والأرض في هذين النوعين، واختلاف شدة أو ضعف المد والجزر، بحسب تغير أوضاع القمر في دورته حول الأرض، فتعرض الرسالة عدة حالات تختلف فيها مواضع القمر بالنسبة للأرض والشمس مما يؤثر على عملية وكمية المد والجزر. وفي ذلك تحديد لأربعة مواضع رئيسية للقمر أثناء دورانه خلال الشهر، وبين هذه المواضع الأربعة الرئيسية تقع أربعة مواضع أخرى فرعية، ويمكن تفصيلها كما يلي:
أولا: المواضع الرئيسية:
الموضع الأول: الاجتماع وفيه يقع القمر على سمت واحد بين الشمس والأرض فيزيد المد السنوي والشهري في تلك المدة، وزيادته تكون أكبر للمد السنوي ويفسر الكندي ذلك التأثير بسبب اضمحلال نور القمر وانعكاسه إلى جهة الشمس بعيدا عن الأرض، وهذا الوضع يسمى في العلم الحديث بوضع المحاق، حيث يقع القمر بين الأرض والشمس ويتجه الجانب المضيء من القمر جهة الشمس.
الموضع الثاني: الامتلاء أو المقابلة وفيه تكون الأرض في موقع متوسط بين القمر والشمس، وعلى سمت واحد، ويسبب هذا الوضع زيادة واضحة في المد الشهري. ويقابل في هذا الوضع في العلم الحديث "البدر" حيث تقع الأرض بين الشمس والقمر، ويكون الجانب المضيء هو المواجه للأرض.
الموضع الثالث والرابع: التربيع الأول والتربيع الثاني، ويكون القمر عن يمين الشمس وذلك في التربيع الأول وعن يسارها في التربيع الثاني، وفي هذين الوضعين يزيد المد الشهري أو يقل تبعا لوضع القمر في فلك دورانه، ويسمى ذلك في العلم الحديث الربع الأول والربع الأخير، حيث يكون كل من الشمس والقمر متعامدا بالنسبة للأرض، أي يصنع الخطان الواصلان من كل منهما للأرض زاوية قائمة.
ثانيا: المواضع الفرعية:
وفيه أربعة مواضع أخرى فرعية للقمر أثناء دورانه في فلكه حول الأرض، وهي المواضع التي تقع في النصف فيما بين الأوضاع الأربعة الرئيسية السابق ذكرها، فإذا وقع القمر في المناصفة بين إحدى هذه المواضع يكون نقص الماء، أي جزره الشهري أشد ما يكون وأكبر ما يكون. وتذكر الرسالة أن أفضل جزر يكون في المواضع الأربعة يقع في الموضعين اللذين يليان الامتلاء، أي الذي قبل الامتلاء والذي بعد الامتلاء.
وفي ذلك الوضع أكبر تأثير للقمر يقع في المد والجزر اليومي، بسبب حركة القمر اليومية، وتحدد الرسالة أن كل موضع من الأرض يظهر فيه المد والجزر اليومي، يظهر فيه المد حين يبتدئ طلوع القمر عليه، ويبتدئ جزره حين يبتدئ زوال القمر عنه.
أما المد العرضي وهو "زيادة الماء بانصباب مواد فيه أصلها مما ارتفع من الأرض والبحار". وأهم ما في رسالة الكندي هذه هو تركيزها على الجانب التجريبي فالرسالة غنية بالتجارب العلمية ومن أهمها تجربته لإثبات تحول أن الأجسام تتمدد بالحرارة، وتجربته لإثبات أن الحرارة تتولد من الحركة، وتجربة القليب، وتجربة القنينة لإثبات تحول الهواء ماء، إلى غير ذلك من التجارب.
النسخ المحققة:
حققت الرسالة ضمن مجموعة رسائل الكندي الفلسفية، بعناية محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة: دار الفكر العربي، عام 1308 هـ / 1891 م-1311هـ / 1894 م- 1369 هـ / 1950 م-1372هـ / 1953 م.
كتاب المباحث الشرقية
يعد كتاب المباحث الشرقية من أهم الموسوعات العلمية العربية القديمة، وقد ألفه فخر الدين الرازي في القرن السادس الهجري الثالث عشر الميلادي، وهذا الكتاب يضارع كتاب: المعتبر في الحكمة للعالم ابن ملكا البغدادي ، ويضم الكتاب بين دفتيه آراء فخر الدين الرازي النظرية، بأسلوب فلسفي جدلي في عدة علوم يجمعها في رأيه في علمين: علم الوجود الطبيعي في علومه الكيميائية والفيزيائية والطبية وغيرها، والعلم الإلهي، وقد اعتبره الرازي بطريقته الجدلية علما يمكن أن يسمى بالفلسفة الأولى.
وقد أكثر الكلام في مباحث الأمور العامة بأسلوب لم يسبقه إليه أحد، فكان يبحث في المسائل الخلافية ويذكر الآراء فيها ويحققها، ويذكر الصواب فيها، وكذلك بحث في أكثر المسائل الفلكية والمسائل الطبيعية وعلم الفلك، وعلم الرياضيات، والهندسة المستوية، وعلم النبات، وعلم الأرض.
وقد أعلن فخر الدين الرازي في كتابه آراء خالف بها رأي ابن سينا ، ومنها أن علم المنطق علم مستقل بذاته، وليس آلة يستخدمها العقل في تحصيل الأمور الموجودة في العالم، وليس مدخلا للعلوم الأخرى. وأن علم الكيمياء علم صحيح وحقيقي، وليس علما باطلا كما يذكر ابن سينا.
المحتويات
ويقع كتاب المباحث الشرقية في مقدمة تحدث فيها عن هدف الكتاب ومنهجه، ومجموعة كتب منقسمة إلى مباحث. وتنقسم تلك الكتب إلى فنون وأبواب وينقسم كلاهما إلى فصول.
وفي الكتاب الأول عالج فخر الدين الرازي الأمور العامة في خمسة أبواب، وعالج في الباب الأول عبر عشرة فصول قضايا الوجود المادي والذهني وقضايا الماهية والوجود، وقضايا الموجود والمعدوم، وعلاقة الوجود بالماهية.
ويعالج الباب الثاني من الكتاب الأول في عشرين فصلا قضايا الماهية، ولواحقها، أقسامها، وأجزائها، وبسائطها، ومركباتها الذهنية والخارجية، وما يتصل بها من الجواهر والأعراض، وكونها مركبة من الجنس والفصل، والفروق التي تميز بين المادة والجنس والفصل والصورة.
وفي الكتاب الثاني بحث فخر الدين الرازي عبر مقدمة وجملتين عن أحكام الجواهر والأعراض وعن حقيقة الجوهر والعرض، وتحدث في المقدمة عن بيان حقيقة الجوهر والعرض من خلال خمسة عشر فصلا. والجملة الأولى: عن أحكام الأعراض وبها مقدمة وخمسة فنون. والمقدمة في بيان عدد المقولات وبها أربعة مباحث الثلاثة الأول منه ا عن أن كل واحدة من هذه المقولات جنس، وعن أن المقولات العشر أجناس عالية، ولا مقولة أخرى خارج المقولات العشر، وعن كيفية انقسام هذه المقولات إلى أنواع.
وبعد هذه المقدمة أورد فخر الدين الرازي فنونه الخمسة: الفن الأول في قضايا الكم وبه أربعة وعشرون فصلا. والفن الثاني في قضايا الكيف في مقدمة بها فصلان، عن رسم الكيف وتقسيمه، ثم عقد أقساما أربع في قضايا الكيف. القسم الأول في الكيفيات المحسوسة، وفيه خمسة أبواب: الباب الأول عن أمور كلية بهذا القسم في أربعة فصول. والباب الثاني في أحد عشر فصلا عن الكيفيات الملموسة من: حرارة وبرودة، ورطوبة ويبوسة، ولطافة وكثافة، وبلة وجفاف، ولزوجة وهشاشة، وثقل وخفة. والباب الثالث في تسعة فصول عن الكيفيات المبصرة من: نور وظلمة، وضوء وشعاع، وبريق ولون. والباب الرابع في ستة فصول عن الكيفيات المسموعة من صوت وصدى، وثقل الصوت وحدته وسبب الصوت. والباب الخامس في ثلاثة فصول عن الكيفيات المذوقة والمشمومة من طعوم وروائح.
والقسم الثاني من الفن الثاني فصول عن القوة واللاقوة، واللين والصلابة.
والقسم الثالث من الفن الثاني عن الكيفيات المختصة بذات الأنفس، ويقع في أربعة أبواب. الباب الأول منها: في العلم وأحكامه، ويتعلق العلم بثلاثة أطراف: العلم، والعالم، والمعلوم. الطرف الأول عن العلم وقضاياه في ثمانية وعشرين فصلا عن قضايا العلم الفلسفية، والطرف الثاني عن العالم أو العاقل وقضايا التعقل في ستة فصول. والطرف الثالث عن المعلوم أو المعقول في ثلاثة فصول عن حقائق الأشياء ودرجات المعلومات. والباب الثاني من القسم الثالث في خمسة فصول عن القوى والأخلاق. والباب الثالث من القسم الثالث في خمسة فصول عن الألم واللذة. والباب الرابع من القسم الثالث في سبعة فصول عن الكيفيات النفسانية من صحة ومرض، وفرح وحزن، ونشاط وخمول، وقسوة ورحمة، وتسامح وحقد.
والقسم الرابع من الفن الثاني في مقدمة وثلاث أبواب عن الكيفيات المختصة بالكميات. والمقدمة عن بيان حقيقة الكيفيات وأقسامها. والباب الأول من هذا القسم في سبعة فصول عن الاستقامة والاستدارة في الأشكال. والباب الثاني في ستة فصول عن الشكل والزاوية، وإثبات الكرة والأسطوانة والمخروط. والباب الثالث في فصلين عن الخلقة وخواص الأعداد.
والفن الثالث في بقية المقولات، وفيه بابان: الباب الأول في خمسة عشر فصلا في المضاف، وخواص المضاف ين، وكيفية تحصيل الإضافة النوعي والصنفي والشخصي، وتقسيم الإضافات. وفي الجزئي والكلي. وفي المتقدم والمتأخر. وفي التام والناقص. والباب الثاني في خمسة فصول عن: أين. متى. الوضع. الملك. وفي أن يفعل وأن ينفعل.
والفن الرابع في العلل والمعلولات وفيه مقدمة وأربعة أقسام. والمقدمة في بيان حقيقة العلة وأقسامها. والقسم الأول في ثمانية عشر فصلا في العلة الفاعلة. والقسم الثاني في ستة فصول في العلة المادية. والقسم الثالث في ثلاثة فصول في العلة الصورية. والقسم الرابع في اثني عشر فصلا في العلة الغائية.
والفن الخامس في اثنين وسبعين فصلا عن الحركة والزمان.
والجملة الثانية في الجواهر وفي هذه الجملة فنون ثلاثة: الفن الأول عن الأجسام وفيه أربعة أبواب: الباب الأول في ثمانية عشر فصلا عن تجوهر الأجسام. والباب الثاني عن أحكام الأجسام البسيطة وبه مقدمة وقسمان وخاتمة. المقدمة عن حقيقة البسيط والمركب. والقسم الأول في عشرين فصلا عن الأجسام الفلكية. والقسم الثاني في ثلاثة عشر فصلا عن الأجرام العنصرية: ترتيب العناصر، وطفو الأجسام، وحركة القمر ، والنار، والهواء، والبحر، وملوحة الماء، وحركة البحر. والخاتمة في ثلاثة فصول عن الأجرام البسيطة وعن أن العالم واحد، وأن الأجسام أقدم العناصر الأرضية. والباب الثالث في تسعة عشر فصلا عن المزاج وكيفية الفعل والانفعال. والباب الرابع عن الكائنات التي لا نفس لها، وفيه أقسام: القسم الأول في ستة فصول عن ما يتكون فوق الأرض من البخار من السحاب والمطر والثلج والبرد والطل والصقيع و الهالة ، و قوس قزح وشعاع السراج وقوس القمر والشميسات والنيازك والعصي. أما القسم الثاني من الباب الرابع ففيما يتكون من الدخان فوق الأرض ، وفيه سبعة فصول عن الرعد والبرق والصاعقة والأنوار التي تشاهد بالليل في بعض المواضع والكواكب المنقضة وما يشبهها واشتعال النار وانطفائها والحريق والريح. والقسم الثالث من الباب الرابع فيما يحدث على وجه الأرض وما تحتها وفيه خمسة فصول عن سبب ارتفاع اليابس من الأرض عن الماء والبلدان وأمزجتها والحر والبرد ومنابع المياه والزلزلة. والقسم الرابع من الباب الرابع عن العناصر المركبة وفيه تسعة فصول عن الأحجار و الجبال والطين والمعدنيات والطوفانات وصنعة الكيمياء.
والفن الثاني من الجملة الثانية -جملة الجواهر- في علم النفس وفيه ثمانية أبواب: الباب الأول عن الأحكام الكلية للنفس، وفيه خمسة فصول في تعريف النفس وماهيتها وجوهريتها وقواها واختلاف أفاعيلها. والباب الثاني وبه اثنان وعشرون فصلا عن القوى النباتية وأحكامها. والباب الثالث وفيه ثلاثة عشر فصلا عن المدركات، وهي: اللمس، والذوق، والشم، والسمع، والبصر. وتحدث فيها عن المحسوسات المشتركة. والباب الرابع فيه فصلان تحدث فيهما عن الإدراكات الباطنة. والباب الخامس وفيه أحد عشر فصلا عن بيان تجرد النفس وحدوثها وبقائها وعلاقة النفس بالبدن، وتناول فيها آراء القدماء وعلق عليها. والباب السادس وفيه أحد عشر فصلا عن شرح أفعال النفس وخواصها. والباب السابع فيه ثلاثة فصول عن حال النفس بعد مفارقة الجسد. أما الباب الثامن والأخير فعن النفوس السماوية.
والكتاب الثالث من الجملة الثانية -جملة الجواهر- في الإلهيات المحضة، وفيه أربعة أبواب. الباب الأول وفيه ستة فصول عن إثبات واجب الوجود ووحدانيته وتنزهه عن مشابهة الجواهر والأعراض. والباب الثاني من الكتاب الثالث من الجملة الثانية فيه عشرة فصول عن إحصاء صفات الله. أما الباب الثالث من الكتاب الثالث من هذه الجملة ففيه ستة فصول عن أفعال الله. والباب الرابع والأخير من الكتاب الثالث من هذه الجملة عن النبوات وتوابعها وضرورة النبوة، وهو في فصل واحد قصير.
النسخ المحققة
وقد نشر كتاب المباحث الشرقية في حيدر آباد بدائرة المعارف العثمانية عام 1343هـ / 1924 م في مجلدين مع ترجمة للمؤلف والمصنف.

الزيج الصابئ
أحد أشهر المؤلفات في مجال علم الأزياج من فروع علم الفلك، وتأتي شهرته أن مؤلفه البتاني قد وضع فيه معلومات صحيحة ودقيقة كان لها أثرها في تطور علم الفلك طوال العصور الوسطى عند المسلمين وأوائل عصر النهضة في أوروبا. والكتاب دراسة في القوانين الفلكية من خلال مقدمة وسبعة وخمسين بابا، أورد في المقدمة المنهجية التي كتبها لكتابه وصفا لأهمية هذا العلم، ومكانته بين العلوم، وسبب وضعه هذا الكتاب فيقول:
"إنه من أشرف العلوم منزلة، وأسناها مرتبة، وأحسنها حلية، وأعلقها بالقلوب، وألمعها بالنفوس وأشدها تحديدا للفكر والنظر وتذكية للفهم ورياضة للعقل بعد العلم، بما لا يسع الإنسان جهله من شرائع الدين وسنته، علم صناعة النجوم . لما في ذلك من جسيم الحظ وعظيم الانتفاع بمعرفة مدة السنين والشهور والمواقيت وفصول الأزمان وزيادة النهار والليل ونقصانها، ومواضيع النيرين( الشمس و القمر ) وكسوفهما، ومسير الكواكب في استقامتها ورجوعها وتبدل أشكالها ومراتب أفلاكها وسائر مناسبتها، إلى ما يدرك بذلك مَن أنعم النظر وأدام الفكر فيه من إثبات التوحيد ومعرفة كنه عظمة الخالق وسعة حكمته، وجليل قدرته ولطيف صنعته".
وقال أيضا:- "لما أطلت النظر في هذا العلم وأدمنت الفكر فيه ووقفت على اختلاف الكتب الموضوعة لحركات النجوم، وما تهيأ على بعض واضعيها من الخلل في ما أصلوه فيها من الأعمال وما ابتنوها(بنوها) عليه، وما اجتمع أيضا في حركات النجوم على طول الزمان - لمّا قيست أرصادها إلى الأرصاد القديمة - وما وجد في ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار من التقارب، وما تغير بتغيره من أصناف الحساب وأقدار أزمان السنين وأوقات الفصول واتصالات النيرين التي يستدل عليها بأزمان الكسوفات وأوقاتها أجريت في تصحيح ذلك كله وإحكامه على مذهب بطليموس في الكتاب المعروف بالمجسطي بعد إنعام النظر وطول الفكر والرؤية مقتفيا أثره متبعا ما رسمه إذ كان قد تقصى ذلك من وجوهه ودل على العلل والأسباب العارضة فيه بالبرهان الهندسي والعددي الذي لا تُدفع صحته ولا يشك في حقيقته فأمر بالمحنة والاعتبار بعده وذكر أنه قد يجوز أن يستدرك عليه في أرصاده على طول ا لزمان كما استدرك هو على إبرخس وغيره من نظرائه لجلالة الصناعة ولأنها سماوية جسيمة لا تدرك إلا بالتقريب. ووضعت في ذلك كتابا أوضحت فيه ما استعجم، وفتحت ما استغلق، وبينت ما أشكل من أصول هذا العلم، وشذ من فروعه، وسهلت به سبيل الهداية لمن يأثر به ويعمل عليه في صناعة النجوم، وصححت فيه حركات الكواكب ومواضعها من منطقة فلك البروج على نحو ما وجدتها بالرصد وحساب الكسوفين وسائر ما يحتاج إليه من الأعمال، وأضفت إلى غيره مما يحتاج إليه، وجعلت استخراج حركات الكواكب فيه من الجداول لوقت انتصاف النهار من اليوم الذي يحسب فيه بمدينة الرقة، وبها كان الرصد والامتحان على تحذيق ذلك كله إن شاء الله تعالى وبه التوفيق".
محتويات الكتاب
أورد البتاني في الثلاثة الأولى منها طريقة العمليات الحسابية في النظام الستيني وأوتار الدائرة، والكرة السماوية ودوائرها. وقياس الزمن برصد ارتفاع الشمس. كما تناول في الأبواب التسعة التالية موضوع الكواكب الثابتة ومعرفة أوضاعها بالنسبة للدوائر السماوية، وطول السنة الشمسية عن طريق الرصد، والاختلاف في حركة الشمس وعدم انتظام سرعتها بين يوم وآخر على مدار السنة، وحركات القمر والكسوف والخسوف وبعد الشمس والقمر عن الأرض وأسباب أوجه القمر، وتناول الكواكب ومساراتها، وقدم مقارنة للتقاويم المختلفة عند العرب والروم والفرس والقبط، ودرس منازل القمر وقسمها إلى ثمان وعشرين منزلة كما كانت عند العرب قبل أن يطلعوا على التقسيم الهندي، ولكنه استخدم في تقسيمه الأصول الهندسية والفلكية. وبحث بعد ذلك مسار القمر ونقطتي تقاطعه مع مسار الأرض ورؤية الهلال والخسوف وكذلك تناول كسوف الشمس وأحوال ومواضع وحركات المجموعات الشمسية. واختتم الكتاب بثلاثة أبواب أحدهما خصصه لإرصاداته التي قام بها للنجوم. وبابين خصصهما لوصف الآلات الفلكية وطريقة صنعها والأخطاء التي يمكن أن يقع فيها علم الفلك.
وقد نال هذا الكتاب حظوة كبيرة عند علماء الفلك المسلمين الذين جاءوا بعد البتاني من أمثال البوزجاني ، والصاغاني ، والصوفي ، والبيروني ، وأيدوه في كثير مما جاء به.
النسخ المترجمة
نال الكتاب أهمية كبيرة في الغرب الأوروبي فتمت عدة محاولات لترجمة الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، وطبعت إحدى هذه الترجمات وهي ترجمة بلاتو تيفوك في نورمبرج عام 943هـ / 1537 م. كما نشر كارلو نلينو الأصل العربي منقولا عن النسخة المحفوظة بمكتبة الأسكوريال في ثلاث مجلدات بروما عام 1316هـ / 1899 م مصحوبا بترجمة لاتينية وتعليق على بعض النصوص.


المعتبر في الحكمة
من أجل وأشهر كتب الحكمة التي ظهرت في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. وهو كتاب جليل الشأن عظيم القدر تفرد به مصنفه أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي ، بأسلوبه وعبارته الموجزة الشافية، وتفوق به على أغلب الكتب المتناولة لهذا العلم، ووقف على كتب المتقدمين والمتأخرين في هذا الشأن، فعرف العلماء قدره وأعطوه حقه من الإكرام والتبجيل.
وفي مقدمة الكتاب بين المؤلف ما دعاه لتأليفه، والمنهج الذي سلكه وما يحويه الكتاب فقال: "أما بعد حمدا لله على نعمه التي حمده من أفضلها وشكره على آلائه التي شكره من أتمها وأكملها، فإنني أقول مفتتحا لكتابي هذا إن عادة القدماء من العلماء الحكماء كانت جارية في تعليم العلوم لمن يتعلمها منهم وينقلها عنهم بالمشافهة والرواية دون الكتابة والقراءة فكانوا يقولون ويذكرون من العلم ما يقولونه ويذكرونه لمن يصلح من المتعلمين والسائلين في وقت صلاحه كما يصلح... فلما كثرت تلك الأوراق وتحصل فيها من العلوم ما لا يسهل تضييعه مع تكرار الالتماس ممن يتعين إجابتهم أجبتهم إلى تصنيف هذا الكتاب في العلوم الحكمية الوجودية الطبيعية والإلهية وسميته بالكتاب المعتبر لأني ضمنته ما عرفته واعتبرته وحققت النظر فيه، وتممته لا ما نقلته من غير فهم، أو فهمته وقبلته من غير نظر واعتبار ولم أوافق فيما اعتمدت عليه فيه من الآراء والمذاهب كبيرا لكبره ولا خالفت صغيرا لصغره بل كان الحق من ذلك هو الغرض والموافقة والمخالفة فيه بالغرض".
ولقد رتب ابن ملكا الأجزاء والمقالات والمسائل والمطلوبات في الكتاب على نحو ما فعل أرسطوطاليس في كتبه المنطقية والطبيعية والإلهية وذكر في كل مسألة آراء المعتبرين من الحكماء، وأثبت رأيه بالدليل والبرهان.
محتويات الكتاب
يحتوي الكتاب على ثلاثة أنواع من فنون العلم: المنطق، والطبيعيات، والإلهيات جاءت في ثلاثة أجزاء منفصلة.
الجزء الأول في المنطق، ويحتوي على ثمانية مقالات وكل مقالة تنقسم إلى فصول. المقالة الأولى: في الحدود ومقدمتها ويعبر عنها بالمعارف وتصور المعاني بالحدود والرسوم، ويبين فيها منفعة المنطق وغرضه وموضوعه ومطالبه ونسبة الألفاظ إلى معانيها ومفهوماتها واختلاف أوضاعها ودلالاتها، والمناسبة بين موجودات الأعيان ومتصورات الأذهان، وتعريف الكليات الخمس وذلك في ستة عشر فصلا.
المقالة الثانية: في العلوم وما له وبه يكون التصديق والتكذيب وهي في سبعة فصول، ويتناول فيه المحصورات والمهملات والمخصوصات من القضايا، وجهات القضايا، والقضايا الكلية والجزئية، وذكر المناسبات بين القضايا في الصدق والكذب، والمادة والجهة، واشتراك القضايا وتباينها وتضادها وتناقضها.
المقالة الثالثة: في علم القياس وهي في سبعة عشر فصلا ويتعرض فيها إلى تأليف القضايا بعضها مع بعض على صورة يستفاد بعلمها الحاصل علم بمجهول، وفي الأشكال وطرق نتائجها، وعكوس المقدمات وما يلزم صدقه فيها من صدق أصولها، والقرائن القياسية، والقياسات المركبة، واكتساب المقدمات، واستقرار النتائج وإنتاج الصادق من الكاذب، وبيان الدور وعكس القياس، وقياس الخلف، والاستقراء والتمثيل والمقاومة والرأى والعلامة.
المقالة الرابعة: في علم البرهان وفيها ذكر أقسام المقدمات ومطالب العلوم، وكيفية معرفة المقدمات الأولية وعلى أي وجه يعلمها العالم بعد جهله بها، وشرائط مقدمات البرهان، وترتيب العلوم الحكمية وما تشترك فيه وما تفترق به، ومبادئ البراهين وكيف يتعرف الإنسان ما لا يعرفه منها، وذلك في سبعة فصول.
المقالة الخامسة: في علم الجدل، وهي في سبعة فصول وتتناول القياسات الجدلية، والآلات التي تستنبط بها المواضع الجدلية، والمواضع الخاصة بالعرض العام والجنس والأثر والأفضل، والمواضع الخاصة بالفصل والخاصة، والمواضع الخاصة بالحد، والوصايا التي ينتفع بها المجادل.
المقالة السادسة: في أقاويل السوفسطقية وهي قياسات المغالطين وأقاويلهم.
المقالة السابعة: في القياسات الخطابية وفيها فصلان: الأول في الأمور الكلية من الخطابة، والثاني في الأنواع الجزئية من الخطابة.
المقالة الثامنة: في القياسات والأقاويل الشعرية، وتحتوي على فصل في صناعة الشعر ومقاصد الشعراء.

الجزء الثاني: في الطبيعيات، ويتكون من ستة أجزاء:
الأول: في مطالب السماع الطبيعي وتحقيق النظر فيها وهو في ثمانية وعشرين فصلا تتناول تعليم العلوم وتعلمها، وتعريف الطبيعة والطبع وما يش تق منهما وما ينسب إليها وموضوع العلم الطبيعي، والمبادئ والأسباب والعلل، وتحقيق القول في وحدة الجسم، والحركة، وإثبات المحرك لكل متحرك، والمكان والزمان، والخلاء وما قيل فيه، والنهاية واللانهاية في المكان والزمان وغيرهما، ووحدة الحركة وكثرتها وتقابلها وتضادها، والحركة المتقدمة بالطبع وباقي خواص الحركات، والعلل المحركة والمناسبة بينها وبين المتحركات.
الثاني: وهو في عشرة فصول وتشتمل على صور الأجسام وخواصها وقواها، وطبائع الكواكب ومحركاتها وغاياتها، والمبادئ والقوى المحركة والمسكنة للأجسام التي في داخل الفلك، وكيفية اتصال الأجسام وانفصالها ووحدتها وكثرتها بالذات والعرض، وأسباب الحركة العرضية والسكون للأجسام العنصرية.
الثالث: وفيه أحد عشر فصلا ويتناول فيها التغير والاستحالة والكون والفساد، والمزاج والامتزاج، وإعداد الأمزجة المختلفة لأصناف الممتزجات للقوى الفعالة، كما يبين أنواع الكائنات واختلافها في كونها وفسادها، والحرارة الطبيعية المزاجية والغريزية الموجودة في النبات والحيوان، والحر والبرد الزمانيين وأسبابهما، والجبال والبحار والأدوية والأنهار والعيون والآبار.
الرابع: ويشتمل على المعاني والأعراض وفيه خمسة فصول، يتحدث فيها عن السحاب والمطر والثلج والبرد، والرياح والزلازل والرعد والبرق والصواعق، وأحداث الجو الأعلى مثل الشهب وكواكب الأذناب والجراب والشموس والمصابيح ونحوها، ويعقد فصلا للحديث عن المعادن والمعدنيات، وما ينسب إلى العلم الطبيعي من الكيمياء وأحكام النجوم .
الخامس: ويشتمل على المعاني والأعراض في النبات والحيوان وتحقيق النظر فيها وهي في اثني عشر فصلا، وتتناول ما يشترك فيه النبات والحيوان من الخواص، وتولد النبات واختلافه بحسب البقاع، وخواص الحيوان التي يتميز بها عن النبات، وأصناف الأعضاء ومنافعها، والأعضاء الآلية، وآلات التناسل، والأخلاط، واشتراك الحيوانات واختلافها في الخلق والأخلاق، والحكمة المستفادة من النبات والحيوان، ثم يعرض للكلام عن الجن والأرواح.
السادس: ويشتمل على المعاني والأعراض للنفس وبه ثلاثون فصلا، ويتناول القوى الفعالة في الأجسام وأصنافها، والنفس وماهيتها، وتعديل الأفعال النفسانية ونسبتها إلى القوى، وكذلك الادراكات النفسانية وتحقي قهما، وما قيل في البصر والإبصار بالشعاع والانطباع، وما قيل في السمع، وتعلق النفوس بالأبدان وآليتها في أفعالها، والقول في النفس من أنها جوهر أو عرض، وتحقيق القول في كون النفس جوهر قائم بنفسه موجود لا في موضوع ، وبيان حال النفس قبل تعلقها بالبدن، وما يقال من قدمها وحدوثها، وعن وحدة النفوس الإنسانية أو كثرتها بالشخص أو بالنوع، وذكر العلة أو العلل الفاعلية للنفوس الإنسانية، والمعرفة والعلم، وفي كون مدرك العقليات فينا واحد بعينه، وما يقال من العقل بالقوة وفي العقل الفعال، وكذلك إبطال ما قيل من أن العقل لا يدرك الجزئيات والمحسوسات، والرؤيا والمنام وما يراه الإنسان في الأحلام، وكذلك الأحوال الأصلية والاكتسابية للنفوس الإنسانية، والخير والشر والسعادة والشقاوة للنفوس الإنسانية، وخواص النفوس الشريفة من النفوس الإنسانية ونوادر أحوالها، وحالة النفوس بعد مفارقة الأبدان، والسعادة والشقاوة الأخريين للنفوس الإنسانية.
الجزء الثالث: في العلم الإلهي، ويتكون هذا الجزء من مقالتين: المقالة الأولى: في ما بعد الطبيعة وهي في أربعة وعشرين فصلا وتتناول غرض العلم وموضوعه وما يختص به نظره، والعلم الإلهي والإلهيات، ومنفعة علم ما بعد الطبيعة، وكذلك أجناس الجواهر والأعراض، وعن الوجود والموجود وانقسامهما إلى الواجب والممكن، ومعرفة العلل والمعلولات من الأعيان الوجودية، وصفات المبدأ الأول، وشرح كلام من قال إن الله لا يحيط علمه بالموجودات، وكيفية علم الله ومعرفته بالأشياء، وما يعارض به هذا القول من أقاويل القدماء والجواب عنه، ثم إثبات الصفات الذاتية لله تعالى، وإثبات الغاية والعلة الغائية للموجودات، والكلام في تناهى العلل، والطرق العلمية التي ينتهي منها الإنسان بعلمه إلى معرفة الله، ويختم المقالة بالتفريق بين الهيولى والنفس والعقل من جهة ما يحلها من الصور والأعراض.
المقالة الثانية: وفيها ثلاثة عشر فصلا وتتحدث عن بداية الخلق والإيجاد، وذكر رأى الفلاسفة في بداية الخلق، وتتبع ما قيل في بداية الخلق من العقول المفارقة ونفوس الأفلاك وأجرامها ، وذكر ما أدى إليه النظر من بداية الخلق والاحتجاج عليه، وتكلم عن الحركة وما يشبهها، واتصال العلل والمعلولات الدائمة بالحو ادث، والقضاء والقدر، والرأي المعتبر في القضاء والقدر، والهيولى والصورة، ويختم المقالة بكلام عن النفس الإنسانية.
النسخ المحققة
طبع الكتاب في مطبعة حيدر آباد الدكن، دائرة المعارف العثمانية، 1357هـ / 1938 م، 3 أجزاء.

منقووول

ويتبع

بو حمد
21-02-2016, 05:26 PM
كتاب الشفاء
موسوعة كبرى في العلوم الطبيعية وما بعد الطبيعة اشتهرت في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. أراد بها مصنفها ابن سينا أن يغطي كل ما شملته علوم ما بعد الطبيعة في ذلك الوقت. ويبين ابن سينا الغرض من هذا الكتاب فيقول: "فإن غرضنا في هذا الكتاب الذي نرجو أن يمهلنا الزمان إلى ختمه، ويصحبنا التوفيق من الله في نظمه،أن نودعه لباب ما تحققناه من الأصول في العلوم الفلسفية المنسوبة إلى الأقدمين... وتحريت أن أودعه أكثر الصناعة، وأن أشير في كل موضع إلى موقع الشبهة وأحلها لإيضاح الحقيقة بقدر الطاقة. واجتهدت في اختصار الألفاظ جدا ومجانبة التكرار أصلا إلا ما يقع خطأ أو سهوا. ولا يوجد في كتب القدماء شيء يعتد به إلا وقد ضمناه كتابنا هذا، وقد أضفت إلى ذلك ما أدركته بفكري وحصلته بنظري وخصوصا في علم الطبيعة وما بعدها".
محتويات الكتاب
يحتوي الكتاب على أربعة أقسام كبرى: المنطق، والطبيعيات، والرياضيات، والإلهيات، وكل قسم منها يسمى جملة وتحت كل جملة فن وتحت كل فن عدة مقالات، وتحت كل مقالة عدة فصول.

القسم الأول: المنطق
وفيه تسعة فنون المدخل، والمقولات، والعبارة، والقياس، والبرهان، والجدل، السفسطة، الخطابة، الشعر، وهي كالتالي:
الفن الأول: المدخل: وفيه مقالتان: تناول فيهما الإشارة إلى ما يشتمل عليه الكتاب، والتنبيه على العلوم والمنطق، وموضوع علم المنطق، وتعريف اللفظ المفرد والمؤلف، وتعقب ما قاله الناس في الذاتي والعرضي والدال على الماهية، وقسمة اللفظ الفرد الكلي إلى أقسامه الخمسة، وخصص فصولا للجنس، والنوع ووجه انقسام الكلي إليه، وتعقب رسوم النوع، والطبيعي والعقلي والمنطقي، والفصل والخاصة والعرض العام، والمشاركات والمباينات بين هذه الخمسة، والمشاركة بين الجنس والنوع، ومناسبة بعض هذه الخمس مع بعض.
الفن الثاني: المقولات: حيث قسمها ابن سينا سبع مقالات: المقالة الأولى والثانية: هما أشبه ما يكون بمقدمة للموضوع، يعالج فيهما الغرض من الكتاب، وحقيقة المقولات، والألفاظ المتفقة والمتواطئة والمشتقة وما يجري مجراها، وشرح حد الغرض وهو أنه موجود غير موضوع، وعدد المقولات ونظرية الحمل. المقالة الثالثة: في الجواهر الأول والثانية والثالث ة، وحال مراتب الجواهر الكلية والجزئية في الجوهرية، ورسوم الجوهر وخواصه، والقول في الكمية. المقالة الرابعة: بين فيها قسمة الكم، والكم بالغرض، وخواص الكم، والكلام في المضاف وتعريف الحد الأقدم وشرح ذلك الحد والإشارة المجملة إلى أقسام المضاف، وخواص المضاف، والفرق بين ما هو مضاف بالذات وما هو عارض له الإضافة أو اللازم وخواص المضاف الذي هو المقولة. المقالة الخامسة: في تعريف الكيفية وأقسامها، وحقيقة كل نوع من أنواعها، وإيراد الشكوك في النوع المنسوب إلى قوة ولا قوة، والكيفيات الانفعالية، وحل هذه الشكوك. المقالة السادسة: في ذكر أنواع الجنس الرابع من الكيفية، وتعريف حال الزاوية وكيفية وقوعها في الكمية أو في الكيفية أو الوضع، والفرق بين الكيفية وذي الكيفية والأحوال التي تجري بينهما، وفي عوارض الكيفية وخواصها، وكذلك باقي المقولات العشر. المقالة السابعة: في المتقابلات، وشكوك تلحق ما قيل في التقابل، والتعبير عن أحكام وخواص في المتضادات، والمتقدم والمتأخر.
الفن الثالث: العبارة: فيه مقالتان: المقالة الأولى: فيها عشرة فصول: وتبحث في معرفة التناسب بين الأمور والتصورات والألفاظ والكتاب وتعريف المفرد والمركب فيما يحتملها من ذلك، والاسم والكلمة، وتعريف حال المصدر وتعلق الكلمة والاسم المشتق به وحال الكلمة المحصلة وغير المحصلة والمصرفة وغير المصرفة، ذو القول وتمييز الخبر منه، وتعريف القول الجازم البسيط الأول والذي ليس بأول وتعريف الإيجاب والسلب وإعطاء الشرائط في تقابلهما، وتعريف أصناف القضايا المحصورة والمهملة والمخصوصة وتعريف التقابل الذي على سبيل التضاد وتعريف التداخل وإيراد أحكام للقضايا من جهة ذلك، والمنحرفات الشخصية، وصدق المحصورات وكذبها، وتحقيق حالة التناقض ومراتب أصنافها في أقسام الصدق والكذب المتعين وغير المتعين. المقالة الثانية: وفيها خمسة فصول: بين فيها القضية الثنائية والثلاثية والمعدولة والبسيطة والعدمية والنسب التي تقع بين مناقضات هذه الثلاثة في المخصوصات والمهملات، واعتبار هذه المناسبات بين المتناقضات المحصورة وإتمام القول في العدول والبساطة والإشارة إلى مواضع الطبيعية للواحق القضايا، وتعريف الحال في القضايا المتكثرة والمتأخذة واللات ى تختلف حال صدقها وكذبها بحسب التفريق والجمع واللاتي لا تختلف فيها وبيان ظنون غالطة وقعت للناس في بعض ذلك، والقضايا المنوعة، وبيان أن التقابل بين الموجبة والسالبة أشد أم التقابل بين موجبتين محمولاهما متضادان.
الفن الرابع: القياس: ويتناول فيه تأليف القضايا بعضها مع بعض على صورة يستفاد بعلمها الحاصل علم بمجهول، وتكلم في هذه المقالة في الأشكال وطرق نتائجها، وعكوس المقدمات وما يلزم صدقه فيها من صدق أصولها، والقرائن القياسية، والقياسات المركبة، واكتساب المقدمات، واستقرار النتائج وإنتاج الصادق من الكاذب، وبيان الدور وعكس القياس، وقياس الخلف، وختم هذه المقالة بفصل عن الاستقراء والتمثيل والمقاومة والرأي والعلامة.
الفن الخامس: البرهان: وفيه أربعة مقالات: المقالة الأولى: فيها اثنا عشر فصلا في الدلالة على الغرض في هذا الفن، ومرتبة كتاب البرهان، وفي أن كل تعليم وتعلم ذهني فبعلم قد سبق، وتعديل مبادئ القياسات بقول عام، والمطالب وما يتصل بها وفي ذلك بيان أصناف العلوم وأصناف الحدود الوسطى، والبرهان المطلق وفي قسميه اللذين أحدهما برهان لم والآخر برهان إن ويسمى دليلا، وأن العلم اليقيني بكل ماله سبب من جهة سببه ومراعاة نسب حدود البرهان من ذلك، وفي كيفية تعرف ما ليس لمحموله سبب في موضوعه وفي الاستقراء وموجبه والتجربة وموجبها، وبيان كيفية كون الأخص علة لإنتاج الأعم على ما دون الأخص، وإبانة الفرق بين الجناس والمواد وبين الصور والفصول، وفي اعتبار مقدمات البرهان من جهة تقدمها وعليتها وسائر شرائطها، وفي مبدأ البرهان. المقالة الثانية: وفيها عشرة فصول في معرفة مبادئ البرهان وكليتها وضرويتها، وفي المحمولات الذاتية التي تشترط في البرهان، وفي كون المقدمات البرهانية كلية وفي معنى الأولى وتتميم القول في الذاتي، وفي أنا كيف نعطي الكلي والأولى ونظن أنا لم نعطه، وتحقيق ضرورية مقدمات البراهين ومناسباتها، وفي موضوعات العلوم ومبادئها ومسائلها واقتران مبادئها ومسائلها في حدودها المحمولة، وفي اختلاف العلوم واشتراكها بقول مفصل، وفي نقل البرهان من علم إلى علم وتناوله للجزئيات تحت الكليات وكذلك تناوله للحد، وفي تحقيق مناسبة المقدمات البرهانية والجدلية لمطالبها وكيف يكون اختلاف العلمين في إعطاء اللم والإ ن. المقالة الثالثة: وفيها تسعة فصول في المبادئ والمسائل المناسبة وغير المناسبة وكيف تقع العلوم، وفي اختلاف العلوم الرياضية وغير الرياضية مع الجدل وفي أن الرياضة بعيدة عن الغلط وغيرها غير بعيدة منه وبيان التحليل والتركيب، وفي استئناف القول على برهان لم وأن ومشاركهما وما بينهما في الحدود واختلافهما في علم وفي علمين، وفي فضيلة بعض الأشكال على بعض وفي أن قياس الغلط كيف يقع في الأشكال، وفي ذكر كيفية انتفاع النفس بالحس في المعقولات وذكر المفردات من المعاني وكيف تكتسب وفي التركيب الأول منها وكيف ينتهي إليه تحليل القياسات، وفي حكاية ما قيل في التعليم الأول من تناهي أجزاء القياسات وأوساط الموجب والسالب، وفي البرهان الكلي والموجب والمستقيم كل أفضل من مقابله، وفي معاودة ذكر اختلاف العلوم واتفاقها في المبادئ والموضوعات، وفي حال العلم والظن وتشاركهما وتباينهما وفي تفهم الذهن والفهم والذكاء والصناعة والحكمة. المقالة الرابعة: وفيها عشرة فصول في المطالب والمعلومات بالطلب، وفي أن الحد لا يكتسب ببرهان ولا قسمة، وفي أن الحد لا يقتنص أيضا بالقسمة والاستقراء وتأكيد القول في هذه الأبواب، وفي مناسبة بعض البراهين مع الحدود وتنبيه بعض البراهين على الحدود، وفي مشاركة أجزاء الحد وأجزاء بعض البراهين، وكيفية الحال في توسط الحدود وتوسيط أصناف العلل، وفي تفصيل دخول أصناف العلل في الحدود والبراهين ليتم الوقوف به على مشاركة ما بين الحد والبرهان، وفي الإشارة إلى أن اكتساب الحد هو بطريق التركيب، وفي أن طريقة القسمة نافعة أيضا في التحديد وكيفية ذلك وتفصيل طريقة التركيب وما فيها من قلة الوقوع في تضليل الاسم المشترك، وفي الانتفاع بقسمة الكل إلى أجزاء وتمام الكلام في توسيط العلل المنعكسة وغير المنعكسة وتحقيق الحال فيه، وفي تحقيق ما أورده المعلم الأول في معنى توسط العلل ومحاذاة مذهب كلامه فيه مع الإيضاح، وفي خاتمة الكلام في البرهان.
الفن السادس: الجدل: وفيه يتحدث عن تأليف القياسات الجدلية، والآلات التي تستنبط بها المواضع الجدلية وتتحرز عن الإلزام والانقطاع، والمواضع الخاصة بالعرض العام والجنس والآثر والأفضل، والمواضع الخاصة بالفصل والخاصة، والمواضع الخاصة بالحد، والوصايا التي ينتفع بها المجادل.
الفن السابع : السفسطة: وفيها مقالتان: المقالة الأولى: في تعريف المغالطة وتعديد أجزاء الصناعة المشاغبية، والتبكيت الداخل في اللفظ، وكيفية وقوع الغلط من جهة المعنى في التبكيتات المغالطية، ورد جميع الوجوه المغالطية إلى أصل واحد وأسبابها إلى سبب واحد. المقالة الثانية: في الرد على من زعم أن جميع المغالطات إنما تقع بسبب الاسم المشترك، وشرح أجزاء الصناعة المشاغبية، وحل المغالطين وكيفية التمكن من الحل وكيفية مقاوماتهم، وحل التبكيتات المغالطية من جهة الألفاظ، وحل ما في التبكيتات المعنوية من مقاومة أصناف مغالطية، وخاتمة في الكلام في السوفسطائية وعذر المعلم الأول عن تقصير لو وقع.
الفن الثامن: الخطابة: ويشتمل على أربع مقالات وتحت كل مقالة عدة فصول. المقالة الأولى: تقف عند شرح حد الخطابة، ومنفعتها، وصلتها بالصنائع الأخرى، ووسائل الاستدلال، وهي بمثابة مقدمة عامة للكتاب. المقالة الثانية: تفصل القول في أنواع الاستدلال الخطابي، وخاصة المشورات والمنافرات، محللة إياها في ضوء الطباع والميول والانفعالات، من لذة وألم، وحب وكره، فتربط الخطابة بالسيكلوجيا ربطا وثيقا. المقالة الثالثة: توضح المشاجرات، وهي النوع الأخير من الاستدلال الخطابي، مبينة صلتها بالسياسة والسجايا الخلقية، من شفقة وقسوة وشجاعة وجبن. المقالة الرابعة: تعالج ترتيب القول الخطابي وخصائصه، والتحسينات اللفظية، والألفاظ المستهجنة.
الفن التاسع: الشعر: وفيه ثمانية فصول: الفصل الأول في الشعر مطلقا وأصناف الصنعات الشعرية وأصناف الأشعار اليونانية. الفصل الثاني في أصناف الأغراض الكلية والمحاكاة الكلية التي للشعراء. الفصل الثالث في الإخبار عن كيفية ابتداء نشء الشعر وأصناف الشعر. الفصل الرابع في مناسبة مقادير الأبيات مع الأغراض. الفصل الخامس في حسن ترتيب الشعر وخصوصا الطراغوذيا وفي أجزاء الكلام المخيل الخرافي في الطراغوذيا. الفصل السادس في أجزاء طراغوذيا بحسب الترتيب والإنشاد لا بحسب المعاني ووجوه من القسمة الأخرى وما يحسن من التدبير في كل جزء وخصوصا ما يتعلق بالمعنى. الفصل السابع في قسمة الألفاظ وموافقتها لأنواع الشعر، وفصل الكلام في طراغوذيا، وتشبه أشعار أخرى به. الفصل الثامن في وجوه تقصير الش اعر وفي تفصيل طراغوذيا على ما شبيه.

القسم الثاني: الطبيعيات
وهي ثماني فنون كما يلي:

الفن الأول: السماع الطبيعي: وينقسم إلى أربع مقالات تتضمن كل مقالة مجموعة من الفصول. المقالة الأولى: في الأسباب والمبادئ للطبيعيات وتتضمن خمسة عشر فصلا، يبحث فيها عن تعريف لفظة الطبيعة ثم يدرس مبادئ الموجودات الطبيعية وكيف أنها ثلاثة هي المادة والصورة والعدم، ويفيض ابن سينا في دراسة علل الموجودات الطبيعية فيرى أنها تنحصر في علل أربعة هي العلة المادية والعلة الصورية والعلة الفاعلة والعلة الغائية، ويحدد ابن سينا ما يعينه بالبخت والاتفاق وكيف أخطأ كثير من الفلاسفة في إدخالهم البخت والاتفاق في المباحثات الطبيعية. المقالة الثانية: في الحركة وما يجري معها وفيها ثلاثة عشر فصلا تدور كلها حول ما يسميه بلواحق الموجودات الطبيعية، وبيان المقولات التي تقع الحركة فيها دون غيرها من المقولات ،وكذلك يبحث في السكون وكيف يتقابل مع الحركة، ثم يدرس المكان والزمان والخلاء واختلاف المذاهب في هذه المسائل مبينا ما فيها أوجه قوة وضعف. المقالة الثالثة: في الأمور التي للطبيعيات من جهة ما لها كم وهي مقسمة إلى أربعة عشر فصلا، وأهم ما يدرسه في هذه المقالة مسألة الجزء، وبيان مشكلة التناهي واللاتناهي والبحث فيما نعنيه بالتتالي والتماس والتشافع والتداخل والتلاصق والاتصال. المقالة الرابعة: في عوارض هذه الأمور الطبيعية المذكورة ومناسبات بعضها مع بعض ، والأمور التي تلحق مناسباتها ، وتقع هذه المقالة في خمسة عشر فصلا.

الفن الثاني: السماء والعالم: ويدور حول ثلاثة مسائل رئيسية، وهي الأجسام الطبيعية ، والسماء، و الأرض . والأجسام في رأيه ضربان: بسيطة وهي ما كانت حركتها دائرية، ومركبة وهي ما كانت حركتها غير دائرية ، ومنها خفيف يصعد إلى أعلى، وثقيل ينزل إلى أسفل، والحار خفيف عادة، والبارد ثقيل، والحركة الصاعدة تتجه إلى السماء، والهابطة تنزل إلى الأرض. والسماء عنده هي الجرم المحيط بالأرض، وهي بسيطة ومتناهية، وشكلها كروي، تتحرك بطبيعتها حركة مستديرة، والحركات الدائرية أكمل الحركات، وفيها أفلاك وكواكب وكلها متحركة ، والأرض كروية أيضا، إلا أنها ثابتة غير متحرك ة. وهذا الفن مقالة واحدة في عشرة فصول: بحث فيها قوى الأجسام البسيطة والمركبة وأفعالهما، حيث جعل الأجسام من جهة قواها لا تعقل إلا على أحد أقسام ثلاثة، وأصناف القوى والحركات البسيطة الأول وإبانة أن الطبيعة الفلكية خارجة عن طبائع العنصرية، والإشارة إلى أعيان الأجسام البسيطة وترتيبها وأوصافها وأشكالها التي لها بالطبع ومخالفة الفلك لها، وأحوال الجسم المتحرك بالاستدارة وما يجوز عليه من أصناف التغير وما لا يجوز، وأحوال الكواكب ومحو القمر ، وحركات الكوكب، وحشو الجسم السماوي وما قاله الناس في أحوال الأرض وسائر العناصر، ومناقضة الآراء الباطلة المذكورة في تعليل سكون الأرض، وذكر اختلاف الناس في الخفيف والثقيل واستنباط الرأي الحق من بين آرائهم، وجملة الأجسام الملاقي بعضها بعض إلى آخر ما يتناهى إليه جملة واحدة.
الفن الثالث: في الكون والفساد: ويشتمل على خمسة عشر فصلا تقوم أساسا على الجدل والتاريخ ، ويطول فيها نفس المؤلف بقدر ما يقصر في كتاب السماء والعالم فيعرض آراء الخصوم ويشرح حججهم، ثم يثني بالرد عليهم مستعينا بمنطقه غالبا ومفيدا أحيانا من بعض الملاحظات والتجارب ويحدد ابن سينا في الفصل الأول موضوع كتابه،ويرى أن عالم الأرض في تغير مستمر بعكس عالم السماء. وهذا الفن يقع في مقالة واحدة في خمسة عشر فصلا: بين فيها اختلاف آراء الأقدمين في الكون والاستحالة وعناصرهما، واقتصاص حجة كل فريق، ونقض حجج المخطئين منهم، وإبطال قول أصحاب الكمون ومن يقرب منهم ويشاركهم في نفي الاستحالة، ومناقضة أصحاب المحبة والغلبة والقائلين أن الكون والفساد بأجزاء غير الأجزاء الغير المتجزئة من السطح واجتماعها وافتراقها. والفرق بين الكون والاستحالة، وإبطال مذهب محدث في المزاج، والكلام في النمو، وإبانة عدد الإسطقسات، وشكوك تلزم ما قيل وحل هذه الشكوك، وانفعالات العناصر بعضها من بعض، واستحالاتها في حال البساطة وفي حال التركيب، وكيفية تصرفها تحت تأثير الأجسام العالية، وأدوار الكون والفساد.
الفن الرابع: في الأفعال والانفعالات: وقد قسمه إلى مقالتين: المقالة الأولى: وفيها تسعة فصول تناول فيها طبقات العناصر، وأحوال كلية من أحوال البحر، وتعريف سبب تعاقب الحر والبرد، وتعريف ما يقال من الأجسام كلما ازدادت عظما ازداد ت شدة وقوة. الفصل الخامس في تعديل الأفعال والانفعالات المنسوبة إلى هذه الكيفيات الأربع، والنضج والنهوة والعفونة والاحتراق، والطبخ والشي والقلي والتبخير والتدخين والتصعيد والذوب والتليين والاشتعال والتجمير والتفحم وما يقبل ذلك وما لا يقبله، والحل والعقد، وأصناف انفعالات الرطب واليابس. المقالة الثانية: وفيها فصلان: ذكر فيهما اختلاف الناس في حدوث الكيفيات المحسوسة التي بعد الأربع، وفي نسبتها إلى المزاج، ومناقضة المبطلين منهم، وتحقيق القول في توابع المزاج.
الفن الخامس: في الكائنات التي لا نفس لها من المعادن والآثار العلوية وما يشبهها: ويقع هذا الفن في مقالتين: المقالة الأولى: وفيها ستة فصول: في الجبال وتكونها، ومنافع الجبال وتكون السحب والأنداء، ومنابع المياه، و الزلازل ، وتكوين المعدنيات، وأحوال المسكونة وأمزجة البلاد. المقالة الثانية: وفيها ستة فصول: في السحب وما ينزل منها وما يشبه ذلك، والمقدمات التي توطأ لتعليم السبب الفاعل للهالة و قوس قزح وسائر ما يشبههما، والهالة وفي قوس قزح، والرياح، والرعد والبرق والصواعق وكواكب الرجم والشهب الدائرة وذوات الأذناب، والحوادث الكبار التي تحدث في العالم.
الفن السادس:النبات: حيث تناول كثيرا من النظريات والآراء حول تولد النبات، وذكره وأنثاه وأصل مزاجه، وتكلم عن الثمار في النباتات المختلفة فقال منها ما له غطاء صلب أصلب من المواقي كالجوز واللوز ومنها ما هو لين متخلخل، وعن ترتيب البذور في الثمار وتوزيع الغذاء في النبات وبين أعضائه المختلفة، وتكلم عن النبات السيفي أو الساحلي والرملي والمائي والجبلي، وعن النباتات المستديمة الخضرة وتلك التي تسقط أوراقها في مواسم معينة، وعرض كثيرا من الموضوعات النباتية وعالجها بطريقة فذة حتى أنه سبق علماء الغرب في بعضها.
الفن السابع:الحيوان: حيث عرض نماذج رائعة في علم الحيوان والتشريح ومختلف أنواع الطير والحيوان، ويعد ما كتبه في الحيوان يزيد أضعافا مضاعفة عما كتبه في النبات والطبيعيات. وقد عرض في هذا الجزء تقسيمات الحيوانات وبين أن من الحيوانات ما تكون مائية ثم تكون برية. والحيوانات المائية منها لجية ومنها شطية ومنها طينية ومنها صخرية، والحيوانات المائية منها ذات ملاصق تلزمها كأصناف من الأصداف، ومنها متحررة الأجساد مثل السمك والضفادع، والحيوان المائي منه ما يعتمد في غوصه على رأسه وفي السباحة على أجنحة كالسمك، ومنه ما يعتمد في السباحة على أرجله كالضفدع، ومنه ما يمشي في قعر الماء كالسرطان ومنه ما يزحف كثعبان السمك. كما تناول ابن سينا في هذا الكتاب شرح أعضاء جسم الحيوان شرحا تشريحيا وافيا يعالج فيه هذا اللون من علم الحيوان والذي يسمى اليوم التشريح المقارن فيقارن الأجهزة المختلفة في أقسام عالم الحيوان.
الفن الثامن: النفس: وفيها خمس مقالات: المقالة الأولى: في إثبات النفس وتحديدها من حيث هي نفس، وذكر ما قاله القدماء في النفس في جوهرها ونقضه، ودخول النفس في مقولة الجوهر، وتبين أن اختلاف أفاعيل النفس لاختلاف قواها، وتعدد قوى النفس على سبيل التصنيف. المقالة الثانية: في تحقيق القوى المنسوبة إلى النفس النباتية، وتحقيق أصناف الإدراكات التي لنا، وفي الحاسة اللمسية، وحاسة السمع. المقالة الثالثة: في الضوء والشفيف واللون، ومذاهب وشكوك في أمر النور والشعاع وأن النور ليس بجسم بل هو كيفية تحدث فيه، ومناقضة المذاهب المبطلة لأن يكون النور شيئا غير اللون الظاهر وكلام في الشفاف واللامع، وفي تأمل مذاهب قيلت في الألوان وحدوثها، واختلاف المذاهب في الرؤية وإبطال المذاهب الفاسدة بحسب الأمور أنفسها، وحل الشبه التي أوردوها في إتمام القول في المبصرات التي لها أوضاع مختلفة من شفاف ومن صقلية، وسبب رؤية الشيء الواحد شيئين. المقالة الرابعة: في الحواس الباطنة التي للحيوان، وأفعال القوة المصورة والمفكرة من هذه الحواس الباطنة، وأفعال القوى المتذكرة والوهمية، وأحوال القوى المحركة وفي ضرب من النبوة المتعلقة بها. المقالة الخامسة: في خواص الأفعال والانفعالات التي للإنسان وبيان قوى النظر والعمل للنفس الإنسانية، وإثبات قوام النفس الناطقة غير منطبعة في مادة جسمانية، وكيفية انتفاع النفس الإنسانية بالحواس وإثبات حدوثها، وأن النفس الإنسانية لا تفسد ولا تتناسخ، العقل الفعال في أنفسنا والعقل المنفعل عن أنفسنا، ومراتب أفعال العقل وفي أعلى مراتبها وهو العقل القدسي، وعدد المذاهب الموروثة ع ن القدماء في أمر النفس وأفعالها وأنها واحدة أو كثيرة وتصحيح الحق منها، وبيان الآلات التي للنفس.

القسم الثالث: العلم الرياضي
وفيه أربعة فنون: الهندسة، والحساب، الموسيقى، الهيئة أو الفلك.
الفن الأول: الهندسة: وفيه خمسة عشر مقالة: المقالة الأولى: في تعاريف المثلث ومتوازي الأضلاع. المقالة الثانية في الخط المستقيم ومتطابقات عليه. المقالة الثالثة: في الدوائر. المقالة الرابعة: عمليات في المثلثات والدوائر. المقالة الخامسة: في النسب. المقالة السادسة: في السطوح المتشابهة. المقالة السابعة: في الاشتراك والتباين وما يتصل بهما. المقالة الثامنة: المتواليات. المقالة التاسعة: في المتواليات وما يتصل بها من عوامل وغيرها. المقالة العاشرة: في الاشتراك والتباين وما يتصل بهما. المقالة الحادية عشرة: في الهندسة الفراغية. المقالة الثانية عشرة: في كثيرات السطوح. المقالة الثالثة عشرة: في القسمة ذات الوسط والطرفين والمضلعات المنتظمة. المقالة الرابعة عشرة: في ذات الوسط والطرفين والمجسمات المنتظمة. المقالة الخامسة عشرة: في رسم مجسمات منتظمة داخل بعضها.
الفن الثاني: الحساب: وفيه أربعة مقالات: المقالة الأولى: في خواص العدد. المقالة الثانية: في أحوال العدد من حيث إضافته إلى غيره. المقالة الثالثة: في أحوال العدد من حيث كيفية تأليفه من الوحدانيات. المقالة الرابعة: في المتواليات العشر.
الفن الثالث: الموسيقى: وقد سماه ابن سينا جوامع علم الموسيقى وهو مكون من ستة مقالات بدأ كل مقالة بمقدمة: المقالة الأولى: تناول فيها رسم الموسيقى وأسباب الصوت والحدة والثقل، ومعرفة الأبعاد المتفقة والأبعاد المتنافرة. المقالة الثانية: في جمع الأبعاد إلى بعض وتفريق بعضها من بعض، والتضعيف والتصنيف. المقالة الثالثة والرابعة: عن الجنس وأنواع، وعدد الأجناس، والقول في الأجناس القوية، والكلام على أجناس الأبعاد اللينة، والجماعة والانتقال. المقالة الخام سة: في القول على النغم، ومحاكاة الإيقاع باللسان، وعدد أصناف الموصل والمفصل، والرباعيات، والخماسيات، والسداسيات، والشعر وأوزانه. المقالة السادسة: في تأليف اللحن والآلات الموسيقية وأحوالها.
الفن الرابع: علم الهيئة أو الفلك: وفيه ثلاثة عشرة مقالة: المقالة الأولى: من تلخيص كتاب بطليموس في التعليم وهو كتاب المجسطي . وفيها عشرة فصول تبحث في أن السماء كروية الحركة، وأن الأرض كروية عند الحس، وأن الأرض مستقرة في الوسط، وأن لا مقدار للأرض عند الفلك، وأن ليس للأرض حركة انتقال، والقول على أن للكل حركة واحدة تعمها وتفسرها من المشرق إلى المغرب، ومعرفة أوتار أجزاء الدائرة، ومعرفة الميل، ومعرفة الجيوب، والمطالع حيث الكرة منتصبة. المقالة الثانية: في جملة وضع المسكون من الأرض وذكر أغراض المقالة وفيها ثمانية فصول، تبحث هذه الفصول في معرفة سعة الشرق، ومعرفة نسب المقاييس إلى أظلالها في الاعتدالين والانقلابين، وخواص الدوائر الموازية لمعدل النهار، والمطالع بحسب العروض، والأشياء الجزئية التي تعلم من المطالع، ومعرفة الزوايا التي تحدث من تقاطع دائرتي البروج ونصف النهار، ومعرفة الزوايا التي تحدث من تقاطع دائرتي البروج والأفق، ومعرفة الزوايا الحادثة من تقاطع دائرة البروج والدائرة بقطبي الأفق. المقالة الثالثة: في مقدار زمان السنة، وفيها أربعة فصول تدور حول الأصول التي توضع للحركة المستوية التي تجري على الاستدارة، وما يظهر للشمس من اختلاف الحركة، ومعرفة الاختلافات الجزئية، واختلاف الأيام بلياليها. المقالة الرابعة: في الأرصاد التي ينبغي أن تستعمل في معرفة حركات القمر، وفيها ثمانية فصول تبحث في معرفة أزمان أدوار القمر، وحركات القمر الجزئية المستوية، والذي يلزم القمر من الاختلاف شيء واحد إن جعل ذلك على جهة الفلك الخارج المركز وإن جعل على جهة فلك التدوير، وتبين اختلاف القمر الأول البسيط، وتصحيح حركات القمر المستوية في الطول وفي الاختلاف، وحاصل حركات القمر المستوية في الطول وفي الاختلاف، وتصحيح مجازات القمر في العرض وحاصلها، والخلاف الذي وقع لإبرخس في مقدار الاختلاف لم يكن من الأصول التي عمل عليها بل من الحساب. المقالة الخامسة: في تحقي ق أحوال القمر وفيها ثلاثة عشر فصلا تبين صفة آلة تقاس بها الكواكب، والأصل الذي يعمل عليه في أمر اختلاف القمر المضعف، ومعرفة اختلاف القمر الكائن على حساب بعده من الشمس ، ومعرفة الناحية التي يحاذيها فلك تدوير القمر، وكيف يعلم مسير القمر الخفي من تحركاته المستوية بطريق الخطوط، ومعرفة عمل جداول لجميع اختلاف القمر، والاختلاف الذي من قبل الفلك الخارج المركز ليس له قدر في أوقات الاجتماعات والاستقبالات، واختلاف المنظر الذي يعرض للقمر، وتبين أبعاد القمر، ومقادير أقطار الشمس والقمر والظل التي ترى في الاجتماعات والاستقبالات، ومعرفة بعد الشمس وما يتبين ببيانه، واختلافات المنظر الجزئية للشمس والقمر، وتعديل اختلاف المنظر وتفصيله. المقالة السادسة: في معرفة عمل جداول الاجتماعات والاستقبالات وفيها سبعة فصول، بين فيها معرفة حساب الاجتماعات والاستقبالات الوسطى والحصة، وبيان حدود كسوفات الشمس والقمر، وأبعاد ما بين الشهور التي قد يكون فيها الكسوفات، وصفة عمل جداول الكسوفات، وحساب الكسوفات القمرية وتعديلها، وحساب الكسوفات الشمسية وتعديلها، والجهات التي تحاذيها الكسوفات وتعديلها. المقالة السابعة والثامنة: في جوامع أمور الكواكب الثابتة، ومقارنة الكواكب الثابتة للشمس في الطلوع أو في توسط السماء أو في الغروب، وظهور الكواكب الثابتة للرؤية واختفائها عنها. المقالة التاسعة والعاشرة والحادية عشر: في جوامع أمور الكواكب المتحيرة، وتحتوي هذه المقالات على مراتب أكر الكواكب السبعة، والأصول التي يعمل عليها في الكواكب الخمسة، وعوادت أدوار الكواكب الخمسة، وما يحتاج إلى تقديمه في أمر الأصول التي يعمل عليها في الكواكب الخمسة، وأصناف الأصول التي يعمل عليها وفصولها، ومعرفة أبعد البعد لعطارد والزهرة، ومعرفة البعد الأبعد للزهرة، ومعرفة مقدار فلك تدوير الزهرة، ومعرفة بعد مركز المعدل عن مركز البروج لعطارد والزهرة، ومعرفة بعد مركز المعدل لعطارد، وتصحيح حركات عطارد الدورية، وتصحيح حركات الزهرة، وما يحتاج إلى تقديمه في تبين أمر سائر الكواكب، وتبين الخروج عن المركز في الكواكب الثلاثة وبعدها الأبعد، ومعرفة مقادير أفلاك تداوير الكواكب الثلاثة، ومعرفة المسيرات الخفية من الحر كات الدورية، ومعرفة عمل جداول الاختلافات، وحساب مسير الكواكب الخمسة في الطول. المقالة الثانية عشر: في ما يحتاج إلى تقديمه في معرفة رجوع الكواكب الخمسة، وصفة عمل جداول وقوفات هذه الكواكب، ومعرفة الأبعاد العظمي من الشمس للزهرة وعطارد. المقالة الثالثة عشرة: في الأصول التي يعمل عليها في الكواكب الخمسة في العرض، ومعرفة مقادير هذه الميول والانحرفات، وصفة عمل جداول للمرات الجزئية في العرض، وحساب تباعد الكواكب الخمسة في العرض، وظهور الكواكب الخمسة واختفائها، وما يرى من خواص ظهور الزهرة وعطارد واختفائها موافق للأصول التي وضعت لهما، والمسلك إلى معرفة الأبعاد الجزئية عن الشمس عند ظهورات هذه الكواكب واختفائها.

القسم الرابع: الإلهيات
وتقع في عشر مقالات متفاوتة الحجم والأهمية وهي كالتالي: المقالة الأولى: هي أشبه ما يكون بمقدمة عامة تحدد موضوع البحث، وتبين الأسماء التي أطلقت عليه، والصلة بينه وبين العلوم الأخرى، وتوضيح منزلته ومنفعته. المقالة الثانية: يقف فيها ابن سينا على الجوهر فيعرفه ويبين أقسامه وخصائص كل قسم، والارتباط بين المادة والصورة. المقالة الثالثة: تنصب هذه المقالة على نظرية المقولات، فتشرح الواحد والكثير والكم والكيف وتعني ببيان أن العدد كم وأن العلم عرض وتعد هذه المقالة مع المقالة الخامسة والتاسعة من أطول أجزاء الكتاب. المقالة الرابعة: تعتبر متممة إلى حد ما لسابقتها لأنها تعالج التقابل فتعرض للمتقدم والمتأخر، والقوة والفعل والتام والناقص. المقالة الخامسة: تدور حول نظرية الحد فتفرق بين الكلي والجزئي والجنس والنوع والفصل والخاصة والحد التام والناقص، وتشرح كيفية وجود الأمور العامة، فتعرض نظرية الوجود الثلاثي للكليات التي سبق أن بحثها في "المدخل". المقالة السادسة: تبحث نظرية العلل في عمق وتفصيل بادئة بالعلل الفاعلية وواقفة طويلا عند العلل الصورية والغائية. المقالة السابعة: تعد أصغر مقالة في الإلهيات وهي مقصورة على مناقشة السابقين المعارضين لأرسطو من أفلاطونيين وفيثاغورثيين. المقالة الثامنة: تنصب هذه المقالة على تناهي العلل الفاعلية والقابلية، وتناهي العلل الغائية والصورية وإثبات المبدأ ا لأول مطلقا، وفصل القول في العلة مطلقا، والصفات الأولى للمبدأ الواجب الوجود، ونسبة المعقولات إليه، وفي إيضاح أن صفاته الإيجابية والسلبية لا توجب في ذاته كثرة، وأن له البهاء الأعظم والجلال الأرفع والمجد الغير المتناهي، وفي تفصيل حال اللذة العقلية. المقالة التاسعة: تعالج هذه المقالة الصلة بين الله والعالم فتكمل المقالة السابقة، وتشريح نظرية الصدور، ويختم المقالة ببحث في المعاد. المقالة العاشرة: وهي تنصب على دراسات دينية فتعرض للوحي والإلهام، والأولياء والأنبياء والملائكة، كما تعرض للعبادات ومنفعتها في الدنيا والآخرة، ثم تنتقل إلى بعض المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، وتعالجها من وجهة نظر الإسلام مبينة شرائط الخليفة والإمام، وما يجب لهما من طاعة.
النسخ المحققة
وحقق قسم المنطق (العبارة)، محمود الخضري، القاهرة: وزارة الثقافة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1390هـ / 1970 م، 162 ص. وحقق (القياس)، سعيد زايد، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي والمؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، 1384هـ / 1964 م. 655 ص. وحقق (الجدل)، أحمد فؤاد الأهواني، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، المطابع الأميرية 1385هـ / 1965 م، 522 ص. وحقق (الشعر)، عبد الرحمن بدوي، القاهرة: مكتبة النهضة، 1373هـ / 1953 م، 198 ص.
وحقق قسم الطبيعيات (السماء والعالم، والكون والفساد، الأفعال والانفعالات)، محمود قاسم، القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1389هـ / 1969 م. 297 ص. كما حقق جزء الطبيعيات ( المعادن، الآثار العلوية، النباتات)، عبد الحليم منتصر وسعيد زايد وعبد الله إسماعيل، القاهرة: وزارة الثقافة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1385هـ / 1965 م، 94 ص.
وحقق قسم الرياضيات (أصول الهندسة)، عبد الحميد صبره وعبد الحميد لطفي مظهر، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1396هـ / 1976 م، 452ص. وحقق (الحساب)، عبد الحميد لطفي مظهر، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1395هـ / 1975 م، 69 ص. وحقق (علم الهيئة)، محمد رضا مدور وإمام إبراهيم أحمد، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، مطابع الهيئة، 1400هـ / 1980 م، 668 ص.

صور الكواكب الثمانية والأربعين
كتاب صور الكواكب الثمانية والأربعين
أحد أشمل وأهم الكتب التي وضعت في هذا العلم في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ويتحدث فيه مصنفه أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الصوفي عن المجموعات النجمية التي ترى في السماء ويستدل بها الفلكيون والبحارة في سفرهم وأرصادهم. وكما هي عادة العرب أن يجعل المجموعات النجمية على هيئة صور حيوانات أو أناس أو غير ذلك من صور يسهل بها التعرف على هذه النجوم . وهذه المجموعات هي التي أشار إليها مصنف الكتاب الصوفي باسم الكواكب الثابتة. وهو في هذا الكتاب يعرف أشكالها ورسوماتها ومواقعها وصورها ومواضعها في فلك البروج بأطوالها وعروضها.
ويذكر المصنف الغرض من الكتاب فيقول: "إني رأيت كثيرا من الناس يخوضون في طلب معرفة الكواكب الثابتة ومواقعها من الفلك وصورها ووجدتهم على فرقتين إحداهما تسلك طريق المنجمين ومعولها على كرات مصورة من عمل من لم يعرف الكواكب بأعيانها وإنما عولوا على ما وجدوه في الكتب من أطوالها وعروضها فرسموه في الكرة من غير معرفة بصوابها من خطئها. وأما الفرقة الأخرى فإنها سلكت طريق العرب في معرفة الأنواء ومنازل القمر ومعولهم على ما وجدوه في الكتب المؤلفة في هذا المعنى يقول لما رأيت هؤلاء القوم مع ذكرهم في الآفاق وتقدمهم في الصناعة وإقتداء الناس بهم قد تبع كل واحد منهم من تقدمه من غير تأمل لخطئه وصوابه بالعيان والنظر حتى ظن كل من نظر في مؤلفاتهم أن ذلك عن معرفة بالكواكب ومواقعها ووجدت في كتبهم من التخلف ولا سيما في كتب الأنواء من حكاياتهم عن العرب والرواة عنهم أشياء من المنازل وسائر الكواكب ظاهره الفساد عزمت مرات كثيرة على إظهار ذلك وكشفه".
محتويات الكتاب
يقسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة مجموعات من الكواكب على النحو التالي:
المجموعة الأولى: وهي مجموعة صور الكواكب الشمالية وتحتوي على واحد وعشرين كوكبا كما ما يلي:
الأولى: كوكبة الدب الأصغر وهي أقرب كوكبة إلى القطب الظاهر الشمالي وكواكبها من نفس الصورة وهي سبعة كواكب ثم يذكر مواقع الكواكب من الصورة.
الثانية: كوكبة الدب الكبير وكواكبه سبعة وعشرون كوكبا م ن الصورة وثمانية حول الصورة.
الثالثة: كوكبة التنين وكواكبه واحد وثلاثون كوكبا من الصورة وليس حولها شيء من الكواكب المرصودة.
الرابعة: كوكبة قيقاوس وهو الملتهب وكواكبه أحد عشر كوكبا من الصورة واثنان من خارج الصورة.
الخامسة: كوكبة العوا وتسمى الصياح والنقار وحارس الشمال وكواكبه اثنان وعشرون كوكبا من الصورة وواحد من خارج الصورة وهو صورة رجل بيده اليمنى عصا.
السادسة: كوكبة الإكليل الشمالي وهي الفكة وكواكبها ثماني كواكب على استدارة خلف عصا الصياح وتسمى الفكة وفي استدارتها ثلمة تسميها العامة قصعة المساكين لأجل الثلمة التي فيها.
السابعة: كوكبة الجاثي على ركبته ويسمى الراقص أيضا وهي صورة رجل قد مد يده اليمنى إلى الكواكب المجتمعة التي على جنوب الفكة.
الثامنة: كوكبة اللوزا ويسمى الشلياق والأوز والصبح والمعرفة والسلحفاة وكواكبه عشرة.
التاسعة: كوكبة الطائر ويسمى الدجاجة أيضا وكواكبه سبعة عشر كوكبا من الصورة واثنان خارج الصورة.
العاشرة: كوكبة ذات الكرسي وهي صورة امرأة قاعدة على كرسي له قائمة كقائمة المنبر وعليه مسند قد أدلت رجليها وهي في نفس المجرة خلف الكواكب التي على رأس الملتهب وكواكبها ثلاثة عشر كوكبا.
الحادية عشرة: كوكبة بروشاش وهو حامل رأس الغول وهو صورة رجل قائم على رجله اليسرى وقد رفع رجله اليمنى ويده اليمنى فوق رأسه وبيده اليسرى رأس غول وكواكبها كلها فيما بين الثريا وبين كوكبة ذات الكرسي وهي ستة وعشرون كوكبا من الصورة وثلاثة حول الصورة وليست منها.
الثانية عشرة: كوكبة ممسك الأعنة ويسمى العنان أيضا وهي صورة رجل قائم خلف ممسك رأس الغول بين الثريا وبين كوكبة الدب الأكبر وذكر بطليموس أن كواكبه أربعة عشر كوكبا.
الثالثة عشرة: كوكبة الحوا والحية وهي صورة رجل قائم قد قبض بيديه جميعا على حية وكواكبه أربعة وعشرون كوكبا من الصورة وخمسة خارج الصورة.
الرابعة عشرة: كوكبة الحية وكواكبها ثمانية عشر كوكبا.
الخامسة عشرة: كوكبة السهم وهي خمسة كواكب بين منقار الدجاجة وبين النسر الطائر في نفس المجرة العظيمة ونصله إلى ناحية المشرق.
السادسة عشرة: كوكبة العقاب وهو النسر الطائر وكواكبه تسعة كواكب من الصورة وستة خارج الصورة.
السابعة عشرة: كوكبة الدلفين وكواكبه عشرة مجتمعة يتبع النسر الطائر.
الثامنة عشرة: كوكبة قطعة الفرس وهي أربع كواكب يتبع الدلفين اثنان منها متضايفان بينهما شبر على موضع الفم واثنان على الرأس بينهما مقدار ذراع.
التاسعة عشرة: كوكبة الفرس الأعظم وكواكبه عشرون كوكبا في ناحية الشمال وهي على صورة فرس له رأس ويدان وبدن إلى آخر الظهر وليس له عَجُز ولا رجلان.
العشرون: كوكبة المرأة المسلسلة وتسمى المرأة التي لم تر بعلا وتسمى باليونانية أندرومينا وكواكبها ثلاثة وعشرون كوكبا من الصورة وكوكبة المسلسلة مع كوكبة السمكة الشمالية وصورة سمكة أخرى مع المسلسلة.
الحادي والعشرون: كوكبة المثلث وكواكبه أربعة كواكب بين كوكبة السمكة وبين النير الذي على رأس الغول.

المجموعة الثانية: وهي مجموعة صور الكواكب التي في البروج الاثني عشر وتضم اثني عشر كوكبا على ما يلي:
الأولى: كوكبة صورة الحمل وكواكبه ثلاثة عشر كوكبا من الصورة وخمسة خارج الصورة.
الثانية: كوكبة الثور وصورته صورة ثور مؤخره إلى المغرب والجنوب ومقدمه إلى ناحية المشرق وليس له عَجُز ولا رجلان رأسه ملتفت إلى جنبه وقرناه إلى ناحية المشرق وكواكبه اثنان وثلاثون كوكبا من الصورة وأحد عشر كوكبا خارج الصورة.
الثالثة: كوكبة التوأمين وكواكبهما ثمانية عشر كوكبا من الصورة وسبعة خارج الصورة وهي صورة إنسانين رأساهما وسائر كواكبهما في الشمال والمشرق عن المجرة وأرجلهما إلى الجنوب والمغرب في نفس المجرة وهما كالمتعانقين قد اختلط كواكب أحدهما بكواكب الآخر.
الرابعة: كوكبة السرطان وكواكبه تسعة كواكب من الصورة وأربعة خارجة عن الصورة.
الخامسة: كوكبة الأسد وكواكبه سبعة وعشرون كوكبا من الصورة وثمانية خارج الصورة.
السادسة: كوكبة العذراء وهي السنبلة وكواكبها ستة وعشرون كوكبا من الصورة وستة خارج الصورة وهي صورة امرأة رأسها على جنوب الصرفة، وهو النير الذي على ذنب الأسد وقدماها قدام القرنين اللذين على كفتي الميزان.
السابعة: كوكبة الميزان وكواكبه ثمانية من الصورة بين كوكبة العذراء وكوكبة العقرب وتسعة خارج الصورة.
الثامنة: كوكبة العقرب وكواكبه واحد وعشرون كوكبا من الصورة وثلاثة خارج الصورة.
التاسعة: كوكبة الرامي وتسمى القوس وكوا كبه واحد وثلاثون كوكبا من الصورة خلف كوكبة العقرب وليس حواليه شيء من الكواكب المرصودة.
العاشرة: كوكبة الجدي وكواكبه ثمانية وعشرون كوكبا من الصورة وليس حول الصورة شيء من الكواكب المرصودة
الحادية عشرة: كوكبة ساكب الماء وهو الدلو وكواكبه اثنان وأربعون كوكبا من الصورة وثلاثة خارج الصورة
الثانية عشرة: كوكبة السمكتين وهو الحوت وكواكبه أربعة وثلاثون كوكبا من الصورة وأربعة خارج الصورة وهما سمكتان إحداهما تسمى السمكة المتقدمة وهي على ظهر الفرس الأعظم في الجنوب والأخرى على جنوب كوكبة المرأة المسلسلة وبينهما خيط من كواكب يتصل بينهما على تعريج.

المجموعة الثالثة: وهي مجموعة صور الكواكب الجنوبية وتحتوي على خمسة عشر كوكبا على ما يلي:
الأولى: كوكبة قيطس وهي صورة حيوان بحري ومقدمه في ناحية المشرق على جنوب كوكبة الحمل ومؤخره في ناحية المغرب خلف الثلاثة الخارجة عن صورة ساكب الماء وكواكبه اثنان وعشرون كوكبا.
الثانية: كوكبة الجبار وهو الجوزاء وكواكبه ثمانية وثلاثون كوكبا من الصورة وهي صورة رجل قائم في ناحية الجنوب على طريقة الشمس أشبه شيء بصورة الإنسان له رأس ومنكبان ويدان ورجلان وسمي الجبار لأنه على كرسيين وبيده عصا وعلى وسطه سيف.
الثالثة: كوكبة النهر وكواكبه أربعة وثلاثون كوكبا من الصورة وليس حواليه شيء من الكواكب المرصودة خارج الصورة.
الرابعة: كوكبة الأرنب وكواكبه اثنا عشر كوكبا من الصورة وليس حواليه شيء من الكواكب المرصودة وهو تحت رجل الجبار وجهه إلى المشرق ومؤخره إلى المغرب.
الخامسة: كوكبة الكلب الأكبر وكواكبه ثمانية عشر كوكبا من الصورة وأحد عشر كوكبا حول الصورة وليست منها وهي صورة كلب خلف كوكبة الجوزاء وكوكبة الأرنب ولذلك سمي كلب الجبار والجبار هو الجوزاء.
السادسة: كوكبة الكلب الأصغر وهما كوكبان بين النيرين اللذين هما على رأس التوأمين وبين النير العظيم الذي على فم الكلب الأكبر يتأخر عنهما إلى المشرق.
السابعة: كوكبة السفينة وكواكبها خمسة وأربعون كوكبا من الصورة وليس حولها شيء من الكواكب المرصودة.
الثامنة: كوكبة الشجاع وكواكبه خمسة وعشرون كوكبا من الصورة واثنان خارج الصورة رأسه على جنوب القرن الجنوبي من صورة السرطان من أر بعة كواكب على خلقة وجه الفرس مجتمعة وواحد يتلوها قريب منها وهي بين الشعرى الغميصاء وبين قلب الأسد.
التاسعة: كوكبة الباطئة وكواكبها سبعة كواكب على شمال كوكبة الشجاع والأول منها على قاعدتها مشترك بينها وبين كوكبة الشجاع.
العاشرة: كوكبة الغراب وكواكبه سبعة كواكب خلف الباطئة وعلى جنوب السماك الأعزل متقدمة له.
الحادية عشرة: كوكبة قنطورس وهو حيوان مقدمه مقدم إنسان من رأسه إلى آخر ظهره ومؤخره مؤخر فرس من منشإ ظهره إلى ذنبه على جنوب كوكبة الميزان وجهه إلى المشرق ومؤخر الدابة إلى ناحية المغرب وكواكبه ستة وثلاثون كوكبا.
الثانية عشرة: كوكبة السبع وكواكبه ثمانية عشر كوكبا من الصورة وذكر بطليموس أنه تسعة عشر كوكبا خلف كوكبة قنطورس وبعضها مختلط بكوكبة قنطورس وهو على جنوب كوكبة بدن العقرب.
الثالثة عشرة: كوكبة المجمرة وكواكبها سبعة كواكب من الصورة على جنوب الخرزة الرابعة والخامسة من ذنب العقرب.
الرابعة عشرة: كوكبة الإكليل الجنوبي وكواكبه ثلاثة عشر كوكبا من الصورة.
الخامسة عشر: كوكبة الحوت الجنوبي وكواكبه أحد عشر كوكبا من الصورة على جنوب كوكبة الدالي رأسه إلى المشرق وذنبه إلى ناحية المغرب وبذلك تمت صور الكواكب الجنوبية وهي خمس عشرة صورة.
النسخ المحققة
طبع الكتاب بدائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن عام 1373هـ / 1954 م. ونشر مرة أخرى بتحقيق من لجنة إحياء التراث في دار الآفاق الجديدة، ونشر ببيروت عام 1401هـ / 1981 م.


كتاب الهيئة

من أشهر وأهم كتب علم الفلك التي ظهرت في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولقد عرض فيه مصنفه مؤيد الدين العرضي الذي عمل في مرصد مراغة آراء من سبقوه، وينتقد منهجهم ثم يدلل على المسائل الفلكية بأساليب رياضية. والنتائج التي توصل إليها آنذاك تلخص أن المساعدة والأرصاد قد توافرت له بعد تأسيس المرصد الذي استدعي هو خصيصا لبنائه.
ويقول العرضي مبينا موضوع علم الهيئة، وبراهينه، وفائدته فيقول" وشرف كل علم إما بشرف موضوعه وإما بوثاقة براهينه وإما بهما معا. ولذلك شرف علم الهيئة. أما موضوعه فإنه من أعجب صنع الله تعالى وأعظم خلقه وأحكم فعله. وبراهينه فهندسية وحسابية قطعية. وفائدة هذا العلم عظيمة لمن نظر في الآيات السماوية والحركات الفلكية. فإن للفكر فيها مجالا واسعا ودليلا على وجود الصانع سبحانه وتعالى قاطعا. وهو يطرق إلى العلم الإلهي ويدل على عظمة مبدعه وحكمة صانعه وعظيم قدرته تبارك الله أحسن الخالقين. ولابد في هذا العلم من تقديم تصورات وإنشاء مقدمات تكون مادة للبرهان أو مقربة للمطلوب إلى الأذهان. وقبل كل شيء نسأل الله تعالى التسديد والتوفيق فمنه الحول وعليه التكلان".
محتويات الكتاب
يتضمن هذا الكتاب القيم العديد من المباحث الفلكية والحسابية والهندسية ذات الصلة بعلم الفلك، ويبدأ العرضي كتابه بالحديث عن الفلك لغة وعرفا، وعن الكرة والأثير المنقسم إلى الأفلاك، أي الأجرام السماوية المشفة التي لا تحجب القاع، وإلى الأجرام الكوكبية غير المشفة، منبها على حقيقة أن الجسم الثقيل في الفلك يتحرك دوما بثقله طالبا مركز العالم.
ويسير منهج الكتاب على فصول تظهر بمثابة مقالات في مباحث فلكية جاءت على غير ترتيب، إلا أنها في مجموعها يمكن تصنيفها على الموضوعات التالية:
أولا: هيئة السماء
وفيه يتكلم عن السطح الظاهر من الفلك الأعلى الذي لا كوكب فيه، المتحرك والمحرك بجميع ما فيه من الأثيرات الحركة السريعة اليومية، وعن كروية السماء وأن حركتها دورية.
ثانيا: هيئة الأرض
وفيه يتناول إثبات كروية الأرض، وأن الأرض في وسط السماء وليس لها حركة انتقال، وأن الأرض ليس لها حركة وضعية وأن الحركة اليومية التي ترى الكواكب إنما هي حركة السماء وليس ت الأرض، وأن الأرض كالنقطة عند الفلك الأعلى، وأن مركز ثقل الأرض هو مركزها على مركز العالم. ثم يتحدث عن حركة الليل والنهار، والقَدر المسكون من الأرض وجهة ذلك وقسمته إلى أقاليم سبعة، وقسمة الأقاليم على رأي بطليموس. ثم يذكر الساعات المستوية وهي التي لا تطول بطول النهار ولا تقصر بقصره، ومقدار كل ساعة، ومقياس ميل فلك البروج، ومقياس ظل طلوع الشمس على بسيط الأفق. وفي معرفة مقدار اليوم والليلة. كما يتناول طلوع الفجر ومغيب الشفق، وارتفاع كرة البخار، ومساحة سطح الأرض وجرمها، ومقدار حركة الفلك، ومعرفة السمت وما يتبين، واستخراج خط نصف النهار والبرهان عليه، وأحوال الكسوفين ومعرفة دقائق السقوط ودقائق تراجع الامتلاء وزمان المكث من قبل معرفة أصابع المنكسف من قطر النير، والكواكب المسماة بالثوابت، ونعت أشكالها وحركتها وما يتبع ذلك.
ثالثا: هيئة الكواكب
وفيه يتناول معرفة موضع الكواكب من فلك البروج وكيفية حركته فيه ويسمي درجة الطول للكوكب وبعده عنه في جهتي الشمال والجنوب ويسمى عرض الكوكب. كما يتحدث عن بيان حركات الكواكب السبعة وترتيب أكرها المحركة لها حول مركز العالم إلى توالي البروج وغيره، وأحوال الكواكب الجارية وأوضاع بعضها عند بعض، وحركاتها من استواء واستدارة، وعلى الأمور التي تعرض للكواكب الخمسة المتحدة في حركاتها، وذكر عروض الكواكب الخمسة، ونعت تحريك الأكر بعضها لبعض، ومعرفة الأبعاد والأجرام وظهورها واختفائها، ومعرفة أفلاك الكوكب وهيئتها وعدد أكرها في مذهب بطليموس، وأفلاك الكواكب مقابلا بين رأي بطليموس ورأي الفلكيين في زمانه وهو منهم، ويخص عطارد بالحديث على أفلاكه، وإصلاح هيئة عطارد، وبيان أبعاد عطارد في هذه المواضع.
رابعا: هيئة الشمس
وفيه يشرح أحوال الشمس وفلكها، وحركات أفلاك الشمس. وزمان سنة الشمس، وحدده بأنه الزمان الذي تعود فيه الشمس من نقطة فلك البروج إلى تلك النقطة بعينها. ويتحدث عن معرفة ما بين المركزين وموضع أوج الشمس البروج، وتوسط الشمس وأوجها وخاصيتها وتعديلها ومقومها. كما يذكر منطقة البروج وقسمتها بالبروج الاثني عشر. ويتحدث عن فلك الشمس وعدد أكرها. ومعرفة أن كرة الشمس من كرة الأرض مع الماء إذ هما بمنزلة كرة واحدة، وبعد الشمس من الأرض ومقدار قطرها عند قطر الأرض وقدر جرمها عند جرم الأرض وكذلك جرم القمر . كذلك يبحث في حدود كسوفات الشمس القوسية والزمانية.
خامسا: هيئة القمر
وفيه يتناول منازل القمر، ويذكر هيئة أفلاك القمر وعدد أكره وحركاتها، والاختلافات التي تلحق حركة القمر، والطريق التي عرف منها عدد أفلاك القمر وتفصيل حركاته، وبعض العوارض التي تعرض للشمس والقمر، والأمور التي من أجلها يحصل الكسوف والخسوف، واختلاف العلماء في ذلك، والوجوه التي عرف منها مقدار قطر الشمس وقطر القمر وقطر الظل، واختلاف منظر القمر وبعده من مركز العالم. كذلك يبحث في حدود الخسوفات القمرية القوسية والزمانية، ورؤية الهلال.
النسخ المحققة
حقق الكتاب جورج صليبا ونشره مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت عام 1410هـ / 1990 م. وجاء تحت عنوان تاريخ علم الفلك العربي، مؤيد الدين العرضي: كتاب الهيئة . وهو يقع في 426 صفحة باللغة العربية و70 صفحة بالإنجليزية


منقووووووووووووووول

جيهان
22-02-2016, 07:47 AM
شكرا على الموضوع الممتع والمعلومات المفيدة

عهود المالكى
22-02-2016, 08:43 AM
شكرا على الموضوع والمعلومات

خلود العنزى
22-02-2016, 09:11 AM
شكرا على الطرح والافادة جزاكم الله كل خير

تقى وايمان
22-02-2016, 01:09 PM
شكرا على المواضيع والمعلومات المفيدة

جنة
23-02-2016, 08:08 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمفيدة فى الفلك والابراج