المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرار عالم جوف الارض - 5-



نسائم الرحمن
28-02-2016, 11:30 PM
http://i2.ytimg.com/vi/nqeMgb7sjko/0.jpg

لقد تخيل الكثير من العلماء والمفسرين والكتاب والباحثين عبر التاريخ قديما وحديثا أن ردم يأجوج ومأجوج تم بناؤه بين جبلين، وهذا خطأ فادح في فهم نصوص السنة النبوية الشريفة ويتعارض مع طريقة البناء الصحيحة، ولا يتفق مع أصول الهندسة المعمارية، ويحتاج إلى إعادة تفكير جذري في فهمنا لدلالا...ت النص القرآني، وبطريقة تتفق مع الواقع والممكن فلا نتخيل أمورا لا يمكن أن تتحقق على ارض الواقع ؟! .

والخص لكم نقدي لهذا المفهوم الدارج عن بناء ردم يأجوج ومأجوج فيما يلي:

1ـ لأن أساسات السد تحت الأرض ستكون أضيق من قمته التي تتسع كلما اقتربنا من قمة الجبلين! وهذا يشكل ضغطا كبيرا على القاعدة من الجانبين المكشوفين من السد، مما يؤدي لتصدع القاعدة الضيقة وانهيار السد أضف إلى هذا تأثير عوامل التعرية من أمطار وسيول والتي ستتسبب في حدوث انهيارات صخرية على جوانب الجبلين الملاصقة لجانبي السد، مما سيتسبب في حدوث فالق وفجوة بين السد والجبلين، ونتيجة ثقل قمته العريضة على قاعدته الضيقة فسوف تنهار جوانبه سريعا.

2ـ من المستحيل أن يكون النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- قد صب الحديد والنحاس على السطح الخارجي للسد دون أن يهيلوا عليه من التلال التي تقع خلفه حتى يصير تحت تلال التراب ، لأن عوامل التعرية من أمطار ورطوبة وحرارة ستؤدي إلى أكسدة وصدأ مكونات الكسوة الخارجية للسد فتتآكل وتتساقط ومن ثم ينهارالسد مع مرور الزمن .!!

3ـ زبر الحديد (حجارة الحديد) والذي يعرف علميا باسم : الحجارة النيزكية (Meteorite) هي حجارة صغيرة الحجم تحتوي على عنصر الحديد وعناصر أخرى، لذلك لابد من معالجته بالنار حتى يتخلص الحجر من الشوائب الأخرى. فزبر الحديد ليست قضبانا ولا قوالب حديدية، كبديل عن القوالب الحجرية، وبالتالي لا يمكن أن يبنى بها جدران السد، فلم تسبك المعادن في ذلك الزمان بعد. هذا بخلاف قلة تواجد الحجارة النيزكية في الطبيعة، فمن الممكن أن يستخدم طبقة محدودة من هذه الحجارة، لكن من المستحيل مهما كانت ثروة البلاد الطبيعية أن يتوفر لديها كمية كبيرة من هذه الحجارة لبناء سد ضخم قائم بين جبلين شاهقين، فهذا أمر خيالي يصعب تحقيقه.

4ـ هناك معضلة كبرى لم يلتفت إليها من تخيلوا السد مستند إلى جبلين من جانبيه الأيمن والأيسر، أما الجانب الأمامي منه فهو ما يراه من يقف أمام السد، بينما الجانب الخلفي للسد مكشوف لمن وقف خلفه، مما يعني أن السد لا يسد شيئا خلفه، وهذا ينسف سبب بناء السد، وبالتالي فالشكل العام للسد يجب أن يغلق فتحة فوق سطح الأرض حسب ما توصلت إليه بفضل الله سبحانه وتعالى.

5ـ إن الفكرة السائدة عن بناء السد مصدرها الإسرائيليات، وتخيل البعض ممن لا دراية لهم بأصول الإنشاء والهندسة المعمارية، فجاء تصورهم مخالف لهذه الأصول، وازداد الناس تمسكا بها بسبب تعلقهم بكلام أهل العلم وإن لم يستندوا في أقولهم إلى أدلة شرعية أو عقلية، وهذا وئد لنعمة العقل، وإسقاط لفريضة تدبر القرآن، بسبب البحث عن تفسيرات سابقة الإعداد بدن نقد وتحليل.

فالسد بهذا الشكل المتخيل يفتقد لأبسط أصول الهندسة المعمارية المتعارف عليها.

إذا فالصحيح هو أن السد يغلق فتحة فوق سطح الأرض، ولا يسد شيئا يقع خلفه، وعليه فالبناء لابد أن يكون حصينا عند قاعته أشد ما يكون التحصين، حتى لا يستطيع اقوام يأجوج ومأجوج أن يعلوا ظهره أو ينقبوه.

وبناء هذا الردم يحتاج إلى علم وقوة لم تكن متاحة في ذلك الزمان الموغل في القدم؟!

إن تشييد أي مبنى وفق أصول هندسة الإنشاء المعماري لابد وأن يتكون من جزأين،

القواعد، والمبنى، بدون هذا التقسيم في تشييد أي مبنى فإنه لا يمكن أن يستقر فوق سطح الأرض، خاصة وإن كان سدا عظيما مثل سد يأجوج ومأجوج فلا بد لمؤسسه النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- أن يراعي استمراره قائما لآلاف السنين، وكذلك الوظيفة المنوط بها السد، وبناء عليه فالسد يتكون من جزأين:

الجزء الأول: ردم ما يراد سده تحت سطح الأرض.

الجزء الثاني: قاعدة يتم ترسيخها تحت سطح الأرض.

هذا التقسيم الهندسي نلاحظه في الجبال الشاهقة التي لابد من وجود أساس لها ممتد تحت الأرض، لذلك سماها الله تعالى أوتادا، قال تعالى: { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [سورة النبأ: 7]، وهذا مما يساعد على رسوخ الجبال، وثباتها ورسوها قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} [سورة الرعد: 3]. فوضع الأساسات هي أهم خطوة في الإعداد لبناء أي مبنى في العالم، ورفع القواعد هو أول خطوة قام بها نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) حين قام ببناء بيت الله الحرام الكعبة المشرفة، فأهمية بناء القواعد لأي مبنى أصل هندسي ثابت في كتاب الله العظيم، قال تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [سورة البقرة: 127].

فبناء السد له خصوصية من حيث الوظيفة المشيد لها، حيث يجب أن يراعى فيه عزل أقوام يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض لمنعهم من الصعود إلى سطح الأرض. وعزلهم كان أول خطوة قام بها النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- عند تشييد للسد، وهي ما تناوله القرآن الكريم بالتفصيل في سورة الكهف. قال تعالى: { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [سورة الكهف: 94- 96].

السد أم الردم:

ورد ذكر اللفظين (سَدًّا)، و(رَدْمًا)، منفصلين في محكم الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن بناء النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- لردم يأجوج ومأجوج، فالسد هو مجمل البناء الذي قام بتشييده النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- ، ويشمل ردم ما يراد سده تحت سطح الأرض وهى القاعدة التي يتم ترسيخها تحت سطح الأرض.. أما الردم فهو خلاف السد، ومتواجد أسفل قاعدة السد، ووظيفته ردم الفجوة التي يخرج منها أقوام يأجوج ومأجوج. إلى سطح الأرض فالخطوات التي فصلها القرآن الكريم متعلقة بردم حفرة يأجوج ومأجوج ، ولا علاقة لها ببناء السد على مجمله، والسبب في هذا أن مرحلة الردم هي أهم مرحلة في بناء السد، لأنها تهتم بالعزل بيننا وبين أقوام يأجوج ومأجوج . فلا أهمية لذكر بناء السد مقارنة بأهمية تفاصيل عزلهم، لأن كيفية تشييد السد من البديهيات المعمارية التي لا تحتاج إلى تفصيل وشرح

لقد حدد الملك ذوالقرنين المكان الذي سيضع فيه الردم بمنتهى الدقة، فقال: { بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ } وهذه الآية الكريمة تشير إلى ظرف مكان يفيد أن الردم تم عمله في مكان وسط يقع بين البشر الذين يعيشون فوق سطح الأرض، وبين أقوام يأجوج ومأجوج الذين يسكنون في جوف الأرض، فتم عمل الردم في المسافة الفاصلة بين سطح الأرض وأعلى التجويف في باطن الأرض. لذلك لا يصح القول بأن الردم تم عمله فوق سطح الأرض، إنما قاعدة السد هو ما تم بناؤه فوق الردم، وفوق سطح الأرض يرتفع جسم السد. فإن كان المدخل إلى أقوام يأجوج ومأجوج يقع بين السدين، إلا أن مكونات الردم من زبر الحديد والقطر(النحاس المذاب ) تسد ما بين الصدفين أي الجانبين المتقابلين للفتحة التي تؤدى إلى المدخل إلى عالم جوف الأرض الداخلي

إذن الردم المذكور في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ليس هو جسم السد الظاهر فوق سطح الأرض، ولكن المقصود بالردم هنا ما تم به سد مدخل يأجوج ومأجوج، أي الحجارة التي سد بها الفتحة أو الفجوة الموصلة إلى عالم جوف الأرض الداخلي حيث يقيم أقوام يأجوج ومأجوج. وبناء عليه لا يصح القول أن الردم هو عين السد، بل إن الردم جزء لا يتجزأ من بنيان السد. ففي روايتين صحيحتين ذكر النبي ()الردم على وجه الخصوص فقال: ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج) فخصص الردم بنسبته إلى يأجوج ومأجوج، وذكره النبي () مرة أخرى على وجه العموم فقال: (إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم) فجعلهم يحفرون كامل السد، وليس الردم فقط، مما يفيد اختلاف دلالة الردم عن دلالة السد، وأن الردم جزء من السد.

والدليل على ذلك الحديث الذى روته ام المؤمنين زينب بنت جحش (رضي الله عنها) أنها قالت : استيقظ رسول الله () من نومه وهو مُحمرّ وجهه ، وهو يقول : ( لا إله إلا الله. ويل للعرب من شر اقترب . فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج وعقد بيديه عشرة . قالت زينب : يا رسول الله أنهلك وفنيا الصالحون ؟ قال : إذا كثر الخبث) والدليل على ذلك من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (): (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ السد كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ ).

عندما قام النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- بعملية بناء سد يأجوج ومأجوج مرت بخمسة مراحل المرحلة الأولى : ردم الفجوة التي تؤدي إلي داخل باطن الأرض المجوفة ، المرحلة الثانية : جمع زبر الحديد، المرحلة الثالثة: تسوية ما بين الصدفين، المرحلة الرابعة : نفخ الهواء ، المرحلة الخامسة : صب القطر(النحاس المذاب ) على زبر الحديد (حجارة الحديد) وسوف نشرح لكم تفاصيل مراحل عملية بناء النبي الملك ذي القرنين - عليه السلام- لردم يأجوج ومأجوج كما يلي:

المرحلة الأولى : ردم الفجوة التي تؤدي إلي داخل باطن الأرض المجوفة

أول خطوة قام بها النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- هي الوصول إلى أعمق نقطة ممتدة تحت الأرض تؤدى إلى مدخل أقوام يأجوج ومأجوج، باعتباره فجوة أو حفرة يعبرون من خلالها إلى سطح الأرض، ثم بدأ النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- بسد الفجوة التي يخرج منها أقوام يأجوج ومأجوج وردمها بذبر الحديد (حجارة الحديد) ، من أجل منعهم من الصعود إلى سطح الأرض للإفساد فيها وهذا مأخوذ من قوله تعالى:

{ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا } [ سورة الكهف: 95]. وبعد أن سد الفجوة عليهم بزبر الحديد صب فوقه النحاس المذاب، حتى امتلأت الفجوة عن آخرها، وساواه بقاع الفجوة العميقة، فتسطح قاع الفجوة تماما، وبهذا يكون قد تم عمل الردم.

جاء في معجم : (لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) مانصه: ( ردم: سد بابا كله أو ثلمة أو مدخلا أو نحو ذلك. يقال: ردم الباب والثلمة ونحوهما يردمه، بالكسر، ردما سده، وقيل: الردم أكثر من السد لأن الردم ما جعل بعضه على بعض).

فى مرحلة الردم هذه استعان فيها النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام - بالقوة البشرية لقوله: { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ } أي القوة البشرية، وطلبه المعونة منهم ليس عن عجز منه أو من جنوده الشداد ، إنما من الواضح أن مرحلة الردم كانت من أخطر المراحل على الإنس من قبل أقوام يأجوج ومأجوج ، فبكل تأكيد لم يسلموا من إفسادهم في الأرض من قبل وبالتالي لن يسلموا من اعتداءهم إن هم حاولوا أن يسدوا عليهم آخر منفذ لهم إلى سطح الأرض، وعالم الإنس.

لذلك ففي هذه المرحلة، كان على النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- مسؤولية التفرغ لتأمين الفجوة التي يخرج منها يأجوج ومأجوج ضد أي محاولة منهم للاعتداء على العاملين في ردم هذه الفجوة، حتى يستطيعوا إتمام عملهم بدون التعرض لأية مخاطر منهم. وفي واقع الأمر أن من ذهبوا إليه يشكون إفسادهم في الأرض، لن يستطيعوا الاقتراب من الفجوة لردمها عليهم ما لم يتم تأمينهم، ولو كان لهم قبل بأقوام يأجوج ومأجوج لتكفلوا بهم ولاستغنوا عن الاستعانة به. فكان لزاما الاعتماد على رجل اختصه الله تعالى بالقدرة على التصدي لهم بصفتهم من جملة شياطين الإنس، لذلك فتأمين مهمة ردم الفجوة ضد عدوان أقوام يأجوج ومأجوج ، كان أهم دور في عملية تشييد السد، وبدون تأمين العاملين في ردم هذه الفجوة لكان بناء السد ضربا من المحال وبعد نزول نبي الله المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام - إلى الأرض، سيأمره الله تعالى بتحصين عباده إلى جبل الطور، حيث لا قبل للبشر حينها بقتال أقوام يأجوج ومأجوج ، فمن حديث النواس بن سمعان () أن رسول الله () قال : ( يأتي نبي الله عيسى قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلي عيسى أنى قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج و مأجوج) فبالرغم من أن المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام- نبي مرسل، إلا أنه لم يؤتى خصوصية التصدي لهؤلاء الأقوام المفسدين في الأرض، بل أمره ربه بالتحصن منهم إلى جبل الطور بسيناء بمصر فلو كان ذوالقرنين - عليه السلام - ملكا فقط، لما استطاع مواجهتهم وبناء السد، ولكنه كان نبيا ملكا اختصه الله سبحانه وتعالى بخصوصية التصدي لأقوام يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض وبذلك يمكن أن نعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يختص أحد من البشر غير النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- بالتصدي لأقوام يأجوج ومأجوج شياطين الإنس الذين يسكنون في باطن الأرض المجوفة ، وكانوا يخرجون منها إلى سطح الأرض لإيذاء الناس والإفساد في الأرض بغير الحق..

المرحلة الثانية : جمع زبر الحديد

من المؤكد أن أقوام يأجوج ومأجوج مع فرط قوتهم، لن يعجزوا عن نقب مكونات الردم ، ولو بعد طول زمن، خاصة وأنه يتخللها فراغات وفجوات من السهل أن تضعف من تماسكها فيحدث ثقب أو فتح يسير بالردم مع مرور الزمن. والدليل علي ذلك ما جاء في الحديث الصحيح الذي روته أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها - أن رسول الله دخل عليها فزعا ً محمرا ً وجهه يقول : [ لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ] قوله : (مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها) أي جعلهما مثل الحلقة

وفي رواية أخرى : عن يزيد بن الأصم عن زينب بنت جحش - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله : ( فرج الليلة من ردم يأجوج ومأجوج فرجة قلت : يا رسول الله أيعذبنا الله وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث) فقد حدث ثقب أو فتح يسير بالردم مع مرور الزمن رغم كل ما قام به النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام - ، وبسبب حسن توكله على الله، وأخذه بالأسباب، وتفويض أمره لله تعالى فإن الله يعيد السد كما كان كلما حفروه، رغم أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، من أسفلها إلى اعلي فترق طبقة الردم حتى يكادوا أن يروا منها اشعة الشمس، فقد روى ابن ماجة بسند صحيح عن أَبِي هُرَيْرَةَ () قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (): (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ السد كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ...).

لذلك كان لابد من معالجة تلك الصخور بطريقة تكسبها صلابة، وتسد ما بينها من فجوات وفراغات، ولأن الله تعالى آتى النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- علما عز وجوده في زمانه، فقد كان لديه من العلم ما يستطيع به تطويع المعادن وسبكها ، واخذ من علم الخضر - علية السلام - الذي كان وزيره ومستشاره في جميع أموره حيث أن الله سبحانه وتعالى أعطاه من كل شيء سببا وعلما...!!

وسوف نتعرف كيف استفاد من هذا العلم في إحكام غلق ردم الفجوة التي كان يخرج منها يأجوج ومأجوج إلي سطح الأرض،حيث أمرالنبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- القوم أن يأتوه بزبر الحديد، قال تعالى : {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}، وهذا يدل على أن خام الحديد لم يكن متاحا له، على خلاف القطر (النحاس المذاب ) فقد تكفل بإفراغه ولم يطلب منهم أن يوفروه له.



يتبع

شكرى
29-02-2016, 11:27 AM
شكرا على الموضوع القيم والمعلومات

نور الهدى
29-02-2016, 01:06 PM
تسلمى اختى نسايم على مواضيعك الحلوة والمزيد

خلود العنزى
29-02-2016, 01:11 PM
شكرا اختى نسايم على مواضيعك المفيدة ويسلمووو

عهود المالكى
29-02-2016, 01:19 PM
شكرا ويسلموو على المواضيع الشيقة

الجاسم
29-02-2016, 01:29 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

عثمان
29-02-2016, 01:36 PM
بارك الله فيكم على الموضوع القيم والشيق

جابر عبد الله
29-02-2016, 01:53 PM
مشكورين وجزاكم الله كل خير على الطرح والافادة القيمة

نعيم الجبالى
18-03-2016, 06:17 PM
مشكوووووورين والله يعطيكم الف عافيه على الطرح والافادة القيمة

سيد مختار
21-03-2016, 07:07 PM
جزاكم الله كل خير على الطرح المفيد

عسران الجيار
24-03-2016, 02:52 PM
شكرا على المواضيع القيمة والافادة والمعلومات المهمة

ابو بكر
25-03-2016, 02:59 PM
شكرا على الطرح والافادة القيمة

Maya
27-03-2016, 08:47 PM
جزاكم الله خيرا على الموضوع المفيد والرائع