المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرار عالم جوف الارض -6-



نسائم الرحمن
28-02-2016, 11:37 PM
جاء في معجم ( لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) مانصه
( وزبر الحديد القطعة الضخمة منه والمستخدمة في تأسيس الردم هي عبارة عن قطع من حجارة الحديد الخام، المتوفرة بنسب ضئيلة جدا... غير متحد بعناصر أخرى إلا من بعض الشوائب، إلا أن مركباته واسعة الانتشار في التربة والصخور بنسب متفاوتة، وقطع الحديد هي ما تسمى علميا باسم : الحجارة النيزكية (Meteorite)، والتي كانت المصدر الرئيسي للحصول على معدن الحديد في ذلك الزمان، حيث لم يكن معروفا بعد كيفية استخراج الحديد من المناجم
لقد استخدم المصريون القدماء الحديد النيزكي، فهم أوائل من استخدمه، حيث عثر على أدوات مصنعة منه ترجع إلى حوالي عام 3500 قبل الميلاد. ولم يكونوا يعرفوا بعد صهرالحديد وسباكته ليتم سحبه وتشكيله على هيئة قضبان أو كتلا ضخمة منه، إنما كانوا يجمعون تلك الحجارة النيزيكية من الصحراء حولهم.
وعرف الإنسان الحديد منذ القدم،وكان يجمعه كحجارة صلبة من على سطح الأرض، حيث كانت تهبط من السماء فيما يعرف بالحديد النيزكي. لذلك تم تقديسه وكانوا يسمونه : (معدن السماء ) أو( معدن الآلهة). ولم يعرف الإنسان الحديد مصهورا إلا عن طريق الحمم البركانية، وما تخرجه البراكين من معادن مختلفة مصهورة ومختلطة منها الحديد. وعلى هذا فقد كان الحديد يحتوي على قدر كبير من الشوائب، هذا بخلاف أن الحديد وحده يعد عنصر لين إن لم يسبك مع معدن آخر يكسبه صلابة وقوة، لذلك كان صهر الحديد والمعادن يحتاج إلى نار حامية تنقيه من الشوائب، والوصول بالنار الى درجة حرارة عالية لم يكن متوفرا قبل عهد الملك ذوالقرنين

ومن الواضح أنه استخدم كمية كبيرة من زبرالحديد(حجارة الحديد) ، هذا إذا عرفنا أن الصدف كل شيء مرتفع عظيم كالكهف والحائط والجبل. حيث ارتفع الملك ذوالقرنين - عليه السلام- بزبر الحديد (حجارة الحديد) حتى ساوى بين جانبي قاعدة الردم مصداقا لقوله تعالى: { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ }، أي ساوى بين الصدفين بحجارة الحديد. وغزارة كمية حجارة الحديد كانت تتطلب بلا شك عدد غفيرا من القوة البشرية، وهذا يدل على قوة هؤلاء القوم وكثرة عددهم في ذلك الوقت، قال تعالى: { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}، وهذه الآية القرآنية الكريمة تدل على أن المقصود بالقوة هنا هي القوة البشرية، وفيها أيضا كناية عن كثرة عدد الأشخاص المشاركين في جمع زبر الحديد(حجارة الحديد)

ومصدر الحديد هو الحجارة التي تكونت في الفضاء الخارجي ثم ارتطمت بسطح الكرة الأرضية ويطلق عليها اسم : الحجارة النيزكية (Meteorite) وهو اسم مستمد من أصل يوناني، بينما يطلق على هذا الجسم وهو في الفضاء اسم : الجسيم النيزكي (meteoroid ) أو (النيزك الدائر حول الشمس ) ، وعندما يقترب من الأرض يزداد ضغط الجسم فترتفع حرارته ويسطع ضوئه، فيتحول إلى شبه كرة نارية، وهو ما يطلق عليه : الشهاب النيزكي (Meteor)، وهو عبارة عن الوميض المذنب الذي نراه يسطع ليلا في السماء، نتيجة اشتعال الحجر النيزكي، أما الحجر نفسه فيسمى : الجسيم النيزكي (Meteoroid ) وهو جسيم صغير الحجم لا يتعدى المليمترات، ومعظمها تتبخر أو تتلاشى عندما تدخل في الغلاف الجوي قبل وصولها لسطح الأرض، وإلا ارتطمت بالأرض، وحينها يطلق عليها :الحجر النيزكي (Meteoroid ) وغالبا ما تكون الحجارة النيزكية ضئيلة الحجم، حيث يبلغ وزن الحجر منها عدة جرامات، ومنها ما قد يصل وزنها إلى حجم صخرة تزن مئات الكيلوجرامات
وعلى هذا فالحديد معدن ينزل من السماء على هيئة نيازك حجرية، فهو معدن من خارج نطاق الكرة الأرضية،وذلك مصداقا لقول الله تعالى: { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [ سورة الحديد: 25]. وهكذا تعرفنا على أنواع زبر الحديد وأشكالها المختلفة، لكي نعرف مدى المجهود الكبير الذي بذله جنود الملك ذوالقرنين وبرفقتهم صالحي رجال القبائل في جمع زبر الحديد(حجارة الحديد) ، فهم من ساهموا بقوتهم البشرية في بناء الردم، حتى وان كانت عملية البناء قد تمت برمتها تحت إشراف الملك ذوالقرنين

المرحلة الثالثة: التسوية بين الصدفين (الجانبين المتقابلين للفجوة)

ردم يأجوج ومأجوج يتكون من حجارة الحديد، فمن المتيسر على أقوام يأجوج ومأجوج نقب هذه الحجارة وتفتيتها، ليتيسر خروجهم من تحت الردم إلى سطح الأرض. لذلك استمر الملك ذوالقرنين - عليه السلام - في ردم الفجوة التي كان يخرج منها يأجوج ومأجوج إلي سطح الأرض عن آخرها بزبر الحديد (حجارة الحديد) حتى ساواها بسطح الأرض، قال تعالى : { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [ سورة الكهف: 96]. والمقصود بالصَّدَفَيْنِ في هذه الآية الكريمة هما الجانبين المتقابلين للفتحة التي تؤدى إلى داخل باطن الأرض.
جاء في معجم : ( لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) مانصه: ( قال الأصمعي: الصدف كل شيء مرتفع عظيم كالكهف والحائط والجبل. والصدف والصدفة: الجانب والناحية. والصُّدف: منقطع الجبل المرتفع. ابن سيده: والصدف جانب الجبل، وقيل الصدف ما بين الجبلين، والصُّدف لغة فيه؛ عن كراع ).
وبهذا يمكن أن نعرف أن معنى الصدف أوالصَّدَفَيْنِ في اللغة تعنى: الجانب والناحية و هذا يعنى أن الصدفين هما الجانبان المتقابلان للفتحة التي تؤدى إلى داخل باطن الأرض المجوفة ( Hollow Earth)وليس جانبي الجبلين ...!!

لقد ذكر الله تبارك وتعالى الصَّدَفَيْنِ (جانبي الحفرة) فقط، ولم يذكر الصَّدَفَيْنِ الآخرين، لأن أي حفرة سواء كانت رباعية أو دائرية، لابد لها من أربعة جوانب، فإن ذكر جانبين منها يقتضي وجود جوانب أخرى لها . فإذا ساوى بين الصدفين من الجهة، الشمالية والجنوبية، أو الشرقية والغربية، فسوف يستوي ما بين الصدفين الآخرين تلقائيا، وعليه فليست هناك حاجة لله سبحانه وتعالى لذكرالصَّدَفَيْنِ الآخرين في الآية، وهذا من بلاغة وإعجاز القرآن الكريم.

ولا يصح حمل الصَّدَفَيْنِ على أنهما جانبي الجبلين، لأن لفظ السدين لا يفيد وجود جبلين، إنما يفيد حسب القراءتين بضم السين وفتحها أنهما حاجزان أشبه بالجبل خاصة وأن معنى الردم يفيد سد الحفرة أو الثلمة، والثلمة حسب ما جاء في معجم : ( لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) هي : الخلل في الحائط وغيره ، وهذا ينطبق على الحفرة في الأرض. وبناء على ذلك لا يصح أن يقام الردم بين جانبي جبلين، لأن جانبي الردم من أمامه وخلفه لا يستندان إلى جدارين، ولم يرد في الآيات القرآنية الكريمة ذكر لبناء جدارين، وحتى الصَّدَفَيْنِ(جانبي الحفرة) لم يذكر أن النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- قام بتشييدهما، مما دل على وجودهما مسبقا.

المرحلة الرابعة : نفخ الهواء

بعد أن قام النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- بإعداد زبر الحديد(حجارة الحديد)، أمرهم بنفخ الهواء على زبر الحديد(حجارة الحديد)، مصداقا لقول الله تعالى : { قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} [ سورة الكهف: 96]، أي جعله متأججا، ولكنه لم يصل به إلى حد الانصهار، حيث قال لجنوده وصالحي رجال القبائل انفُخُوا، بينما تولى هو مهمة إشعال زبر الحديد (حجارة الحديد)، بالنار، وإشعال الحديد بالنار لا يقتصر على نفخ الهواء فقط، فكان لابد من توفير الوقود، بالإضافة إلى أن تأجيج كمية كبيرة وهائلة من زبر الحديد(حجارة الحديد)، تحتاج إلى بناء فرن ضخم جدا، وأن يكون به فتحات تهوية لكي تسمح بتمرير الهواء المنفوخ إلى داخل هذا الفرن، من أجل تسعير جذوة النار. ، ومن المؤكد أن النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام- علمهم طريقة علمية متقدمة في نفخ الهواء على زبر الحديد لم يرد ذكرها في الآيات القرآنية الكريمة ، لكن بلا أدنى شك أنهم لجئوا إلى طريقة مبتكرة مطورة لنفخ الهواء على زبر الحديد ليست مثل الطريقة التي نستخدم بها منفاخ الكير التقليدي المعروف لدينا اليوم

المرحلة الخامسة: صب النحاس المذاب

لقد توافر في هذا الردم مواصفات خاصة، وغاية في الأهمية، بهدف أن يعجز أقوام يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض عن ارتقاء ظهر الردم، وأن يعجزوا عن نقب ما يحويه من صخور صلدة، قال تعالى: { فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [سورة الكهف: 97].

جاء في معجم : ( لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) مانصه: ( يقال: ظهر على الحائط وعلى السطح صار فوقه. وظهر على الشيء إذا غلبه وعلاه. ويقال: ظهر فلان على الجبل إذا علاه. وظهر على السطح ظهورا: علاه).

فقوله تعالى : {اسْطَاعُوا} يوحي بالسهولة واليسر لكي يَظْهَرُوهُ (يصيروا فوقه )، بينما قوله تعالى : {اسْتَطَاعُوا} توحي بالصعوبة والعسر مع قوله : { نَقْبًا }، لأن عجز أقوام يأجوج ومأجوج عن أن يظهروا على الردم مترتب على عجزهم عن نقبه، فإن تعسر عليهم نقب الردم تعسر عليهم بالتالي أن يظهروه، حيث أن نقب الردم أشد صعوبة عليهم من اعتلاء ظهره.

وقد تولى النبي الملك ذوالقرنين - عليه السلام - بنفسه عملية إفراغ القطر(النحاس المذاب ) فوق زبر الحديد(حجارة الحديد) المتأججة نارا، مصداقا لقول الله تعالى : { قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [ سورة الكهف: 96]، وقد خصه الله تعالى بأن أسال له القطر (النحاس المذاب ) مثلما اختص به نبي الله سليمان - عليه السلام- قال تعالى: { وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [ سورة سبأ: 12]، والوصول بالنحاس إلى درجة الغليان يحتاج إلى أفران خاصة، وهذا يحتاج إلى تقنية علمية متقدمة لم تكن متوفرة في ذلك الوقت، حيث كانت تصاغ المعادن بالطرق، ولم تكن سباكة المعادن قد عرفت بعد.

لذلك فمن المؤكد أن هذا تم بوحي من الله تعالى لنبيه ذوالقرنين - عليه السلام- فقوله تعالى : {أُفْرِغْ} يفيد أن النحاس وصل إلى مرحلة الغليان، وتحول إلى سائل يمكن صبه
جاء في معجم ( لسان العرب) للعلامة / ابن منظور(رحمه الله) مانصه: ( الإفراغ: الصب. وفرغ عليه الماء وأفرغه: صبه وافرغ الذهب والفضة وغيرهما من الجواهر الذائبة: صبها في قالب).

وسوف يبرد الحديد قبل أن يبرد النحاس، لأن انصهار الحديد يتطلب درجة حرارة أعلى من النحاس، وبالتالي سيستمر النحاس مذابا أطول فترة ممكنة، وبهذه الطريقة لن يسمح الحديد المستعر ببقاء النحاس المذاب ثابتا أعلاه، بل سينساب بسبب الجاذبية الأرضية إلى طبقة الردم، فيتخلل ما يوجد بين الحجارة والصخور من فراغات فيملؤها مما يؤدي إلى التماسك الشديد فيما بينها، هذا بخلاف تلاحم الحديد المنصهر مع النحاس المغلي ينتج عنه سبيكة (برونزية) تزيد من صلابة الردم ضد أي محاولة من أقوام يأجوج ومأجوج لنقب الردم، وتضاعف من قدرته على التحمل على مر الزمن . كما أن النحاس يستخدم للحام الحديد، ويكسبه قوة وصلابة .

وفي هذا يذكر المؤرخ الجغرافي أبوالريحان البيروني- رحمه الله - في كتابه : ( الجماهر في معرفة الجواهر) مانصه: ( لما كان النحاس لحام الحديد قال ذوالقرنين - عليه السلام- آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ائتوني أفرغ عليه قطرا).

يتبع

شكرى
29-02-2016, 11:27 AM
شكرا على الموضوع القيم والمعلومات

نور الهدى
29-02-2016, 01:06 PM
تسلمى اختى نسايم على مواضيعك الحلوة والمزيد

خلود العنزى
29-02-2016, 01:11 PM
شكرا اختى نسايم على مواضيعك المفيدة ويسلمووو

عهود المالكى
29-02-2016, 01:19 PM
شكرا ويسلموو على المواضيع الشيقة

الجاسم
29-02-2016, 01:28 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات القيمة

عثمان
29-02-2016, 01:36 PM
بارك الله فيكم على الموضوع القيم والشيق

جابر عبد الله
29-02-2016, 01:53 PM
مشكورين وجزاكم الله كل خير على الطرح والافادة القيمة

Maya
27-03-2016, 09:08 PM
شكرا على الطرح المفيد والقيم