المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقد الذاتي المبالغ فيه يفقدنا احترامنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا



نسائم الرحمن
20-03-2016, 07:31 PM
http://static.hona.co.il/pic/2016/2/6/hona-201626694044.jpg


نطمح في أغلب الأحيان إلى تجنب الخطأ وفعل الصحيح والمنطقي في جميع المواقف التي تصادفنا في حياتنا اليومية، ونلجأ لتحقيق ذلك إلى اتباع أسلوب النقد الذاتي لمراقبة سلوكنا وأفعالنا لقياس مدى مطابقتها لطموحنا ومستوى الجهد الذهني الذي نبذله لتجنب الوقوع في الخطأ.

على الرغم من أن تحليلنا لسلوكنا يعلمنا كيفية التغلب على نقاط ضعفنا وعاداتنا السيئة، إلا أنه قد يتسبب في تراجع احترامنا لذواتنا وثقتنا بأنفسنا.

طريقتنا في جلد الذات قد تتسبب في أذى كبير لنا إذا لم نحسن التعامل معها وتطويعها لدعم وتحسين سلوكنا اليومي، ولعل تراجع احترامنا لذواتنا قد لا يكون نتيجة لتبني أسلوب جلد الذات بل سببا لذلك بحسب مجموعة من علماء النفس، إذ أن من يحرص على انتقاد ذاته على الدوام ومن دون مسوغات وبصورة مستمرة من دون أن يدرك الأذى الذي يسببه لنفسه، فإنه يحمل بالتأكيد فكرة متدنية عن الذات.

وتورد لوريتا جرازيانو بروننغ، أستاذة الإدارة في جامعة ولاية كاليفورنيا الأميركية، ومؤلفة كتاب “عادات الدماغ السعيد”، مجموعة من المؤشرات التي تؤكد على وجود وتفاقم عادة جلد الذات لدى بعض الأشخاص، ولعل أكثرها وضوحا هو اعتقاد الفرد بأنه شخص فاشل ومرشح لارتكاب الأخطاء على الدوام بسبب خلل في شخصيته وعلى استعداد لإلقاء اللوم على نفسه في حال حدوث أي خطأ حتى من قبل الآخرين أو الظروف، وفي هذه الحالة لا يكون التركيز على السلوك الخاطئ ومحاولة إصلاحه أو تلافيه في المرة المقبلة إنما ينصب كل اللوم على الذات وتقويض الثقة بالنفس.

وعلى هذا الأساس، فإن الشخص الذي يعتاد على لوم نفسه لا يبادر في الغالب لفعل أي مغامرة لخوفه من الفشل، كما أنه في الغالب يتجنب التعبير عن رأيه الخاص حتى في الأمور التي تتعلق به، خوفا من التفوه بحماقات واعتقاده بأنه ممل وغير مؤهل للإدلاء بأرائه التي قد تثير سخرية وامتعاض الآخرين.

ويرى مختصون أنه من الحكمة التصرف بحذر وصمت في حال جهلنا أو عدم اكتمال معرفتنا في شأن من الشؤون، لكن البعض يصر على هذا الحذر والصمت حتى في محيط من الأشخاص الذين يماثلونه في هذه المعرفة بل وأقل شأنا منه، ويمثل قسر النفس على هذه السلوك مفهوما متطرفا من جلد الذات وفقدان الثقة بالنفس.

وترى بروننغ أن هذا النوع من الأشخاص يجدون في الآخرين تفوقا وحنكة مبالغ فيهما، حيث يحلو لهم عقد مقارنات ظالمة مع الآخرين الذين قد يكونون أقل شأنا منهم أو استنارة، فيما يتحول أي إنجاز قد يحققونه إلى خيبة أمل حيث يجدون فيه العيوب والنواقص دوماً على ندرتها، بسبب وضع معايير نجاح عالية جداً وحتى غير واقعية ويبدو أنه من المستحيل تحقيقها، إذ أن وضع المثل العليا المطلقة والتطلع إلى حدود سقف عال من الطموحات قد يقود إلى تجاهل النجاحات الصغيرة والجزئية.

أما توقع حدوث الأسوأ فلعله من أكثر السيناريوهات تعريفا للأشخاص الذين يعمدون إلى انتقاد ذواتهم على الدوام، في حين، يتداخل المظهر الخارجي وصورة الجسد كثيراً في هذا السياق، حيث يخضع البعض أنفسهم وشكل أجسادهم وملامحهم إلى معايير جمال غير واقعية، فيصبح أي عدم تطابق بمثابة نقص أو خلل وهذا بدوره يعزز من انتقاد الذات. من جانب آخر، يرى هؤلاء أن طلب المساعدة من الآخرين بمثابة المحنة وقد تظهرهم بمظهر الضعف والهشاشة أمام الناس.

ويرى بعض علماء النفس أن الأشخاص الذين يحكمهم النقد الذاتي سبق وأن تعرضوا للنقد المبالغ فيه في فترة طفولتهم، سواء من قبل الأب والأم أو الأشقاء والمقربين، هذا الأسلوب في التعامل أفقدهم الثقة بأنفسهم تدريجياً، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلهم لا يغفرون للآخرين أخطاءهم ويحملونهم في بعض الأحيان مسؤولية سوء فهمهم وأخطائهم الشخصية أيضاً، وهم نادرا ما يطرحون صورة إيجابية عن ذواتهم أمام الآخرين ويفعلون الشيء ذاته مع أنفسهم، فالصراع الداخلي مستمر والرقيب الذاتي لا يرحم ولا يسامح. وفي المقابل، فإن هؤلاء قلّما يتقبلون المجاملات من الآخرين، لاعتقادهم بأنهم لا يستحقون أي ثناء لأن أفعالهم غير جديرة بذلك.

وتعرف لوريتا بروننغ، نقد الذات بأنه نوع من “تخريب” الذات، وهو فعل معاكس لما ينطوي عليه مفهوم السعادة والصحة النفسية، وهي تشبه هذه الحالة بالمكوث الطويل الآمن في أرض نفسية مألوفة يعتادها المرء لمجرد ولعه بالروتين، فتصبح بمرور الوقت ومع الكثير من مشاعر الرفض والحرمان العاطفي بمثابة زوج مريح من الأحذية نعتاده ولا نرغب في تجربة غيره خوفا من فشل التجربة، هذه السلبية سيكون من الصعب تلافيها كلما طال الوقت.

يارا حسان
21-03-2016, 07:10 PM
شكرا اختى نسايم على مواضيعك القيمة والمتميزة

ماجد
23-03-2016, 07:30 PM
شكرا على الموضوع القيم بارك الله فيكم

عبد الرحمن المنصوري
25-03-2016, 10:07 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

عهود المالكى
27-03-2016, 08:41 PM
شكرا على الموضوع والافادة ويسلمووو

جيهان
28-03-2016, 05:54 PM
شكرا على المواضيع المميزة ونرجو المزيد

خلود العنزى
02-04-2016, 08:18 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير