المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغيرة المرضية هادمة البيوت



tafokt
27-03-2016, 07:15 PM
http://thumbs.dreamstime.com/x/young-couple-business-people-measuring-forces-7402148.jpg

قد يبدو انفعال الغيرة أمراً طبيعياً ومركباً سيكولوجياً في داخل كل منا، كباقي الانفعالات الأخرى، فهو شائع يستشعره الجميع. فالغيرة: حالة انفعالية غريزية لدى الإنسان تبدو بأشكال مختلفة، فمنها الغيرة الإيجابية والتي تُعد المحرك لدوافعنا لنتقدم وننافس حتى نصل بأنفسنا لدرجات من النجاح. كما أنها تُقدم بعض الحماية والمحافظة على من نغار عليه. كالغيرة بين الزوجين مثلاً والتي تُشعرهما بالأهمية ومدى تعلق أحدهما بالآخر. فالغيرة الطبيعية تُنمي سلوكيات ومشاعر إيجابية، فتُرسخ المحبة أكثر بين الزوجين، وتعطي للحياة الزوجية نكهة الاهتمام والخصوصية بينهما.

إلا أن الغيرة قد تصل إلى درجة غير طبيعية، فتظهر في شكل الغيرة المرضية، والتي تُمثل الجانب السلبي من الغيرة، وتدفع نحو الامتلاك والرغبة في الاستحواذ على شخص ما بالتحديد، وتشعره بأنه ليس أهلاً للثقة.

وكثيراً ما تنشأ الغيرة المرضية بين الزوجين، فتهز كيان الأسرة، وتدمر العشرة بينهما، خاصة عندما يندفع أحدهما نحو الآخر للحفاظ عليه بطريقة أنت لي فقط وكأنه امتلكه. متجاهلاً مشاعره واحتياجاته سواء للزوج أو الزوجة. وهي تُعد أحد أهم المشكلات الزوجية وأكثرها تدميراً للبيوت؛ لأن الحياة الزوجية تعني التكامل والتعاون والحوار لا استحواذ زوج وامتلاكه للآخر، وذلك ليُبقي له شعوره بحريته وإنسانيته التي تميزه عن الأشياء الأخرى التي يمكن امتلاكها. بالإضافة إلى أنها تُصحب دائماً بالشك المرضي، والذي يقلص الثقة بين الزوجين، ويحيل الحياة الزوجية إلى حياة مليئة بالمشكلات والاتهامات المتبادلة.

فالغيرة لا تُعدّ مشكلةً، إلا إذا خرجت من إطارها الطبيعي، إلى إطار الشكوك المرضية الغير مبررة بالأدلة، بل بمجرد الاعتقاد الجازم بخيانة الزوج الآخر، وعدم إخلاصه مما يدفعه للقيام بسلوكيات التتبع والملاحقة، حتى يصبح ذلك شغله الشاغل، فيعمل على تفتيش ثيابه وهاتفه وجميع ما يخصه؛ لعله يجد دليلا لمعتقده الراسخ بخيانته. وقد يبلغ حد المراقبة إلى مراقبته بأجهزة تجسس وكمرات مراقبة تتعقبه في حديثه وتحركاته المختلفة.

ولا تقف رحلة التعقب إلى هذا الحد، بل إنها تمتد إلى الاستجواب المتكرر للزوج، والتوجه نحوه بسلوكيات عدوانية متعددة مع كل رحلة بحث، لا تُنتج دليلاً على إدانته وخيانته. كما أنها قد تتفاقم ليرافقها بعض الضلالات والأوهام في تفسير بعض ما يقال أو التلميحات بتفسيرات سلبية يُقصد بها إسقاطه في أمور لم يرتكبها، وأقوال لم يقلها ولا تحتملها عباراته. مع تفسير الأحداث العادية على أنها يُقصد منها شيء ما، أو أن فيها إساءة له وأن ورائها نوايا خبيثة.

وقد تتأجج الغيرة لتصل لدرجة الشك في نوايا الشريك، في التخطيط لقتله أو تسميمه. وهنا يُصبح علاجها أمراً ضرورياً للحفاظ على سلامة الزوجين، وللحفاظ على حياتهما من الانهيار.

فسلوكيات الزوج الغيور وأفكاره هي من تحدد نوعية غيرته، لتمييز الطبيعية من المرضية، بالإضافة إلى عدم وجود قرائن أو دلائل تبعث عليها. كما أن شدة الغيرة ومدى تكرارها يحددان درجتها الطبيعية من المرضية. فالقليل من الغيرة مطلوب، لكن عندما تصبح الغيرة أكثر تكراراً وشدة ومليئة بالشك، فإنها تأخذ الطابع المرضي.

ولا يعد علاج الغيرة المرضية أمراً سهلاً؛ لأن المريض بها لا يُدرك حقيقة معاناته واضطرابه، وبالتالي لا يتقبل العلاج بشكل مباشر، بل وقد يعتبر ذلك تدخلا في أموره الشخصية وتطفلاً على حياته الزوجية.

لكن دور الزوج الآخر مهم في الحد من غيرة زوجه، وذلك بالحد من مثيراتها لديه، والبعد عن الجدال، وما يثير ضلالاته للحد من عدوانيته، وبالتالي كسب بعض الثقة وتقبل العلاج.

فإذا كانت الغيرة الطبيعية مؤشراً على حسن العلاقة بين الزوجين. فإن الغيرة المرضية مؤشر على احتمالية انتهاء العلاقة بين الزوجين، إما بالطلاق أو بشكل أكثر عدوانية.

نور الهدى
28-03-2016, 01:36 AM
يسلمووو ع الموضوع والافادة اختى

ثريا حامد
29-03-2016, 09:31 AM
شكرا على الموضوع المفيد بارك الله فيكى اختى

لجين
07-04-2016, 08:17 AM
مشكوووووورين والله يعطيكم الف عافيه

خلود العنزى
08-04-2016, 09:38 AM
شكرا على الموضوع المفيد ويسلمووو

ترنيم
08-04-2016, 10:14 AM
شكرا على الموضوع المفيد ويسلمووو

حنين
08-04-2016, 01:16 PM
بارك الله فيكم على الطرح المفيد

عهود المالكى
08-04-2016, 02:30 PM
شكرا وبارك الله فيكم على المواضيع القيمة والمعلومات المفيدة