المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المادة والكون والإنسان



كارم المحمدى
02-04-2016, 09:04 AM
المادة والكون والإنسان:


المادة والكون والإنسان مظاهرَ للذات الإلهية، قالت بها بعض المعتقدات والديانات والفلسفات القديمة، ولم تخلوا من ذكرها المعتقدات المصرية والصينية والهندية، والفلسفة اليونانية، وكذلك قال بها بعض فلاسفة المسيحية والأفلاطونية ، مؤكدين أنّ الله والوجود شيء واحد. أما عند المسلمين فنجد "وحدة الوجود" واضحة عند محي الدين بن عربي، وعبدالوهاب الشعراني، وأبو يزيد البسطامي، وعند الحلاج ، وكلاهما من رؤوس الصوفية. أما في العصر الحديث فكان "سبينوزا" أكبر القائلين بوحدة الوجود والمدافعين عنها، وكذلك هيجل.
وإن من أعظم الحقائق وأجلاها في الفطرة والعقل حقيقة "وجود الله". فهذه الحقيقة اتفقت معظم العقول على الاعتراف بها. فهي من الوضوح بمكان لا تنال منها الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك. وقد تنوعت دلائل وجود الله ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون. فقال الله تعالى ما من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)الإسراء: 44. فالكل يشهد ويقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا واحدا لا إله غيره، قال الله تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ، إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ، وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)المؤمنون: 91.
وقد تنوعت دلائل وجود الله في المخلوقات ابتداء منالإنسان، إلى كل ذرة من ذرات الكون. أولى هذه الدلائل "الفطرة" التي فطر الله عليها النفس البشرية من الإيمان به سبحانه . ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل في قوله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)الروم: 30 ، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غلبته الشبهات ، ونالت منه الشهوات.
فالفطرة عامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان، ومن الضلال إلى الهدى. وقد أورد الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية، ققال الله تعالى وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا)الإسراء: 67. فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة، وهو ما سماه أهل العلم "دليل الحدوث"، فهذا الدليل يشير على أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، كقوله تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ، أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون) الطور: 35-36.
فهل يكون هذا الخلق من غير خالق، وهذا مستحيل تنكره العقول، إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق ، أو أن يكون الانسان هو الذي خلق نفسه وخلق السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه، أو خلق المخلوقات الأخرى من حيوان ونبات وجماد، وماء، وهواء، فضلا عن السماوات والأرض. ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان.
ظهور الحياة على الأرض:
دلت أبحاث علماء الفلك والرياضيات والجيولوجيا وبعض العلوم الطبيعية والكونية التي كرسوا حياتهم للتعمق في دراستها وفهمها أن ظهور الحياة على الأرض لها قصة استغرفت بلايين السنين وهى تمثل كيفية التدرج في نشأة الحياة النباتية والحيوانية على سطح الأرض. وتبدأ القصة بعدما بردت الأرض وتكونت بحارها وجبالها وسهولها وغلافها الجوى واستعدت لاستقبال الحياة عليها وذلك بعد تعرضها خلال ملايين السنين لتطورها من حال إلى حال. ثم جاء ميلاد الحياة على الأرض سرا أزليا لا يعلم حقيقته إلا الله الخالق البارئ المصور سبحانه، ولكن الإنسان الذي وهبه الله العقل ورأى آثار قدرة الله في مخلوقاته حاول أن يكشف هذا السر فهداه تفكيره وبحثه وإلهام الله له إلى معرفة ما يأتي:
1 - أن أول ظهور للحياة على الأرض كان فوق سطح الماء والمحيطات والمستنقعات وعلى شواطئ المسطحات المائية التي تكونت عندها مادة الطين حيث اختلط الماء بالتراب.
2 - أن من عفن الطين المنتن نشأت أبسط وأصغر أنواع الحياة التي نراها ممثلة في بعض أنواع البكتيريا وبعض الكائنات وحيدة الخلية التي لم تتميز بعد على أنها نبات أو حيوان.
3 - أن من هذا الأصل المشترك لجميع الكائنات نبت فرعان من الخلايا المجهرية أي التي لا ترى إلا بواسطة المجاهر المكبرة تولد من أحدهما النبات ومن الآخر الحيوان.
4 - أن فرع الخلايا المكونة للنبات؟ فرعان ما استحدثت طريقة عجيبة لتركيب مادة الكلوروفيل الخضراء في هيكلها لتكسب بها الطاقة من ضوء الشمس وتستعين بها على استخلاص الكربون من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو ثم تحويله إلى مواد سكرية ونشوية وكان هذا بدء ممارسة عملية التمثيل الضوئي لنمو النبات.
5 - أن الخلايا أخذت بعد ذلك تحيط أجسامها الدقيقة بجدران من هذه المواد الكربونية في هيئة السليولوز، وكانت تستعمل الطاقة التى تنبعث في أجسامها نتيجة التمثيل الضوئي داخل هذه الجدران في التحرك.
6 - أن هذه الخلايا كانت أول الخلق وهى كائنات متناهية في الدقة تعيش في غير جلبة أو ضوضاء ويأتيها رزقها رغدا من الهواء وماء البحر وأملاحه.
7 - أن زمنا طويلا من العصور والأحقاب مضى على هذه الخلايا وهى تنمو وتتطور وأن البحار كانت تغص بكائنات لا عدد لها من هذه العضويات الأولى التي كانت الأصل في جميع أعضاء مملكة النبات التي تكاثرت وغطت الأرض بأعشابها وأشجارها وغاياتها الضخمة الكثيفة قبل وجود الإنسان.
8 - أن عالم الحيوان قام كذلك مع الخلايا التي انقسمت وكونت الحيوانات التي عاشت على النبات وغيره وصارت أنواعا مختلفة من الأحياء على الأرض. قال تعالى في سورة نوح آية - 13، 14: (ما لكم لا ترجون لله وقارا، وقد خلقكم أطوارا) تفسير علماء الدين: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته حتى ترجو تكريمكم بإنجائكم من العذاب، وقد خلقكم كرات متدرجة نطفا ثم علقا ثم مضغة ثم عظاما ولحما.
النظرة العلمية: تدل الأبحاث العلمية في خلق الإنسان أنه كانت هناك قبل ظهور آدم عليه السلام صور وصنوف من المخلوقات جاء الانسان ذروة لها في التكوين والتقويم، ويقول القرآن عن الله أنه هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) أي أنه هدى مسيرة التطور حتى بلغت ذروتها في نوع الانسان المتفوق وذلك بعد أن مر بالانسان قبل وجوده حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، ونظرية التطور في خلق الانسان أصبحت حقيقة ولها براهين تؤيدها. قال تعالى في سورة نوح آية - 17، 18: (والله أنبتكم من ا الأرض نباتا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا). تفسير علماء الدين: والله أنشأكم من الأرض فنبتم نباتا عجيبا، ثم يعيدكم في الأرض بعد الموت، ويخرجكم منها إخراجا محققا لا محالة.
يقرر العلم أن الانسان هو ابن هذه الارض ومصداق ذلك قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) وأكثر من ذلك يحدثنا القرآن في صراحة أن الانسان نبتة من نبات الارض، وقد أكد القرآن الكريم حقيقة معدن آدم وهو الطين في أشكاله التى ذكرها القرآن في قوله أنه من طين، أو من حمأ مسنون، أو من طين لازب أو من سلالة من طين، أو من صلصال كالفخار. وأن الانسان الاول وهو آدم عليه السلام بعد خلقه من الطين وصار جسما حيا من لحم وعظم ودم وأعصاب ثم صار تكوينه بعد ذلك عن طريق آخر هو من نطفة من منى يمنى. قال تعالى في سورة الطارق آية - 5، 6، 7: (فلينظر الانسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب).
تفسير علماء الدين: فليفكر الانسان من أى شئ خلق؟ ! خلق من ماء متدفق، يخرج هذا الماء من بين صلب الرجل وعظام الصدر وهى الترائب للمرأة.
كذلك ظهر من الدراسات الطبية الحديثة أن الصلب هو منطقة العمود الفقرى للرجل وأن الترائب هى عظام الصدر للمرأة، كما أظهرت للتحاليل الكيمائية أن الماء الدافق هو سائل الرجل المنوى الذى يحتوى على الحيوانات الحية في النطفة، وقد سمى دافقا لانه يندفع وقت الملامسة الجنسية من ذكر الرجل وحده دون الانثى التى لا يتدفق منها سوى إفرازإت تسيل لمجرد تليين الجهاز التناسلى وترطيبه. وقال تعالى في سورة الجاثية آية - 3 - 5: إن في السموات والارض لآيات للمؤمنين، وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الارض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون).
ويفسر علماء الدين، أن في خلق السماوات والارض من بديع صنع الله لدلالات قوية على ألوهيته ووحدانيته يؤمن بها المصدقون بالله بفطرهم السليمة، وفي خلق الله لكم على ما أنتم عليه من حسن الصورة وبديع الصنع وما يفرق وينشر من الدواب على اختلاف الصور والمنافع لدلالات قوية واضحة لقوم يستيقنون بأمورهم بالتدبر والتفكر، وفي اختلاف الليل والنهار في الطول والقصر والنور والظلام مع تعاقبهما عى نظام ثابت، وفيما أنزل الله من السماء من مطر فأحيا به الارض بالانبات بعد موتها بالجدب، وتصريف الرياح إلى جهات متعددة مع اختلافها برودة وحرارة وقوة وضعفا علامات واضحة على كمال قدرة الله لقوم فسكروا بعقولهم فخلص يقينهم.
و توجه بعض الآيات القرآنية نظر الانسان إلى قدرة الله وإبداعه في كل ما صنع من آيات ملكه، ومن ذلك إنها تلفت النظر إلى قوله تعالى وتصريف الرياح) فهذه العبارة الموجزة في كلماتها وراء‌ها حقائق علمية رائعة، فهذه الرياح التى هى الهواء المتحرك فوق غلاف الارض الجوى إنما تتحرك بتأثير حرارة الشمس التى تجعله يخف ويرتفع ويحل محله هواء بارد ثقيل يندفع نحو منطقة الضغظ المنخفض بنظام دقيق فيه تصريف للرياح وتوجيه لها في هبوبها من مكان إلى مكان معين، وينشأ عن حركة الرياح نتائج لها أهميتها في حياة الناس فهى تسوق السحاب المطرة إلى الارض المجدبة، وتساعد السفن الشراعية في سيرها، وتحمل اللقاح إلى النباتات النامية وتوزع الحرارة والبرودة في دورات منتظمة على الارض وغير ذلك من حكمة الله في تصريف الرياح فقد قال تعالى في سورة الاعراف آية - 57(وهو الذى يرسل الرياح بشرى بين يدى رحمته، حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء، فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون)، وقد أثبت العلم الدورة الهوائية على سطح الكرة الارضية وكيف يكون تصريفها من جهة إلى أخرى.
ولقد ورد ذكر الماء في القرآن 63 مرة، وهو سائل شفاف لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ويتكون أساسا من اتحاد غازى الاكسيجين والايدروجين مع غيرهما.والماء أكثر المواد مقدارا وحجما بالكرة الارضية وهو يكون الغلاف المائي على سطحها، ولو أن الأرض كانت كرة ملساء لا تعاريج ولا تضاريس في سطحها لغطاها ذلك الماء بغلاف سمكه نحو ميليين، أما وسطح الأرض بين منخفض ومرتفع فقد تجمع الماء منذ النشأة الاولى في مناطق هبوط القشرة الأرضية مكونا المحيطات والبحار التي تشغل أكثر من ثلثي مساحة الكرة ومياهها ملحة وهذه الملوحة ضرورية لحفظها من التغير والعطن، أما مياه الانهار فعذبة لانها تنزل من السحب التي تبخرت من المحيطات ثم تكاثفت وسقطت أمطارا غزيرة خالية من أي شائبة.
والماء عماد الحياة في الأرض لكل كائن حى من نبات وإنسان وحيوان وقد أشار القرآن الكريم في كثير من آياته عن عظم أهميته في إحيائها فيقول تعالى والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) سورة النحل آية - 65. (وجعلنا من الماء كل شئ حى) سورة الانبياء آية - 30: (والله خلق كل دابة من ماء) سورة النور آية - 45.(وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) سورة الفرقان آية - 54. (وأنزلنا من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى) سورة طه آية - 53. ويحتوى جسم الانسان على حوالى 70 % من وزنه ماء لان له أهمية خاصة في الجسم كموصل لعناصر الغذاء إلى خلايا الجسم وإفراز للمواد الضارة في الجسم وتلطيف لدرجة حرارة الجسم عن طريق تبخره في الرئتين والجلد، ومصادر المياه في الجسم هو ما نشربه منه، وما تحتوى الاطعمة عليه من نسب مختلفة من الماء ومما يتتج عن أكسدة بعض المواد الغذائية وتفاعل بعضها مع بعض داخل الجسم. والماء يعمل على إذابة المواد الغذائية بعد هضمها حتى يتمكن الجسم من امتصاصها، والماء أساس تكوين الدم والسائل اللمفاوي والسائل النخاعي وغيرها من السوائل التي تتكون منه في الجسم من إفرازات كالعرق والبول والدموع والمخاط، ويثبت العلم أن الماء أكثر ضرورة للانسان من الغذاء فبيما الانسان يمكنه أن يعيش نحو 60 يوما بدون أكل لا يمكنه أن يعيش بدون الماء أكثر من أسبوع على أقصى تقدير ولو فقد الجسم 20 % من مائه فإنه يكون معرضا للموت.
قال الله تعالى في سورة ص آية - 71، 72: (واذا قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).
ويفسر علماء الدين، قول الله للملائكة (إني خالق بشرا) أي آدم من طين فإذا جمعت خلقه وجعلت الروح فيه فخروا له ساجدين. فالآية تصرح بأن الاصل الذي خلق الله منه آدم أبا البشر هو الطين الذى هو مزيج من الماء والتراب، ويقرر العلم الحديث أن الحياة ظهرت على هذه الأرض أول ما ظهرت على شواطئ المسطحات المائية حيث يتكون بجوارها الطين الذى ينشأ، منه الزبد والحمأ المسنون والطحالب فالنبات فالحيوان فالانسان، وأن هذا التطور في حالات الطين وأشكاله السالفة الذكر حدثت عبر ملايين السنين حتى أثمرت شجرتها الاولى، وكان أكمل وأكرم ثمره من ثمارها في النهاية هو الانسان.
والقرآن الكريم لم يبين لنا كيف تفرعت هذه الشجرة حتى كان الانسان أحد فروعها، ولكن أشار في أكثر من آية إلى الصلة الوثيقة بين الانسان وعالم الاحياء الناشئ من الماء الممزوج بالتراب. ففى قوله تعالى والله خلق كل دابة من ماء(سورة النور آية 45) : وقوله سبحانه وجعلنا من الماء كل شئ حى) سورة الانبياء آية 30: دلالة قوية على أن الاحياء كلها - ومنها الانسان - مخلوقة من مادة واحدة هى الماء، وللماء هو المادة اللازمة بل الاصيلة لتكوين الطين، إذ لا وجود للطين إلا مع الماء وبالماء.
يقول الله تعالى في سورة الاسراء آية - 70: (ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). وتدل هذه الآية الكريمة على أن الله كرم أولاد أبينا آدم عليه السلام بحسن القوام والقدرة على النطق والكلام وتخير الاشياء اللازمة لهم، وأنه أعطاهم الكرامة والعزة، وأنه هيأ الوسائل لحملهم في البر على الدواب وفي البحر على السفن ورزقهم من خير الطعام وفضلهم على كثير من المخلوقات بالعقل والتفكير تفضيلا عظيما.
والرأى العلمى السائد أن الانسان وحيد النشأة، أى أن السلالة البشرية كلها انحدرت من أب واحد هو آدم، ولكن هجرات ذريته القديمة واستقرارهم في بيئات مختلفة جعلت كل جماعة تتشكل بحسب ظروف تلك البيئة، وكان من الممكن أن تلتزم كل جماعة بصفاتها ومميزاتها الجنسية ولكنها اختلطت بالزواج من الأجناس الأخرى فأخذ عامل الوراثة يعمل عمله في الصفات الجسمية لكل جنس فخلطها بعضها ببعض، حتى لا يمكن أن نجد جنسا نقيا في أى دولة في الوقت الحاضر.

داليا
02-04-2016, 10:51 AM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

خلود العنزى
02-04-2016, 08:30 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

عيون المها
02-04-2016, 10:57 PM
شكرا"وبارك الله فيك اخي...

عهود المالكى
14-04-2016, 04:12 PM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

لجين
01-05-2016, 03:56 PM
شكرا وبارك الله فيكم