المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأشراف في المملكة المغربية : 2



المغربية
03-04-2016, 12:16 AM
الأشراف في المملكة المغربية : 2

الدولة الثالثة: دولة العلويين:
بعد انهيار الدولة الإدريسية، ثم الدولة السعدية، قرر وجهاء المغرب أن يختاروا من يدير شئونهم ويصلح أحوال البلاد، فقرروا أن يأتوا بولي لهم من آل البيت النبوي الشريف، لما فيه من العلم والحسب والشرف، فأرسلوا وفدا من حجاج المغرب برئاسة إبراهيم بن عمر بن مرداس بن سملال بن علي بن العلاء بن محمد بن عاصم بن أبي محمد صالح بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. توجه الوفد إلى مكة لأداء فريضة الحج، وزيارة المدينة المنورة للسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك إلى مدينة ينبع في الشمال الغربي من أحواز المدينة المنورة، حيث كان رئيس الجماعات فيها العالم الشريف قاسم بن محمد العلوي الحسني، فلما اجتمعوا به وأولاده تحدثوا معه في شئون أهل المغرب، وأخبروه أنهم قد قرروا أن يأخذوا معهم من سلالة العلويين أحفاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من يدير أمور أهل المغرب، ففرح بذلك القاسم واستجاب لرغبتهم، وكان أحسنهم وأخيرهم ابنه الحسن الذي كان مخلقا بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شيدت مدينة سجلماسة قبل حلول الأدارسة الحسنيين بالمغرب بنحو اثنين وثلاثين سنة، وذلك عام 140هـ. كانت سجلماسة زاخرة ببيوت العلم والولاية والصلاح منها: بيت الهلاليين، وبيت الإبراهميين، وبيت الإماميين، وبيت التاجموعتيين، وبيت الميزاريين، وبيت الغرديسيين، وبيت المغراويين وغيرهم من بيوت العلم ولم تزل منذ ذلك العهد تزخر بالعلماء والصلحاء والأخيار وهي أول بلاد درس فيها العلم بالمغرب، وقد تخرج منها أئمة كثير، كالدقاق وبن القطان وأبي القاسم الغازي وشيخه أحمد بن عبد الله.
قدم الحسن بن القاسم بن محمد الملقب بـ(الحسن الداخل) إلى المغرب سنة 663 هـ وأقام بمدينة سجلماسة، التي كانت تعتبر معقل النبلاء ومبعث العلماء والزهاد والمتصوفين، كما أنها تعتبر مطلعا للموحدين والسعديين والعلويين، وكانت قاعدة بلاد المغرب، قبل مدينة فاس، ودار الملك منها. وتولى سلطة الحكم، برغبة من الطوائف والقبائل في سنة 663هـ وجعل سجلماسة مركز إدارة حكم البلاد.
أعقب الحسن بن القاسم ولدا واحدا هو سيدي محمد الشريف دفين القواس بتافيلالت. واعقب سيدي محمد الشريف ولدا واحدا هو مولاي الحسن الشريف (دفين مقبرة أبي عامر) وقد أعقب ولدين هما:
- مولاي عبد الرحمن الملقب بـ(أبي البركات).
- مولاي علي الشريف المعروف بـ(السجلماسي) نسبة لمنطقة سجلماسة.
توفي الحسن بن القاسم المعروف بـ(الحسن الداخل) رحمه الله سنة 676هـ.
ظهرت من سلالة مولاي الحسن الشريف فرعين:
الفرع الأول: مولاي عبد الرحمن (أبو البركات) بن مولاي الحسن الشريف: مساكنهم من تافيلالت، البلاغمة وأولاد اعميرة بـ(الرتب) الذين اشتهروا بأولاد سيدي أبي حميد وأكثرهم ببني زروال من جبال الزبيب بطريق فاس بالقليعة وودكا.
الفرع الثاني: مولاي علي الشريف (السجلماسي) بن مولاي الحسن الشريف: أعقب مولاي علي الشريف ولدين اللذين تفرع منهما كل العلويين المتواجدين بالمغرب وهما: الشريف القطب محمد (أبو عبد الله) والشريف القطب يوسف (أبو الجمال).
- الشريف القطب محمد (أبو عبد الله) بن مولاي علي الشريف:
أعقب القطب محمد (أبو عبد الله) بن مولاي علي الشريف من الأولاد أربعة: السيد الحسن والسيد عبد الله والسيد علي والسيد قاسم، ويقال لسائر فروع هذه الذرية المباركة أولاد محمد أو (المحمديين)، مساكنهم قصر أبو عام وداود المليح وأبو صالح بتافيلالت، وبعضهم بالسيفة والقصر الفوقاني من تنجوت وأولاد عبيد. أما أولاد السيد عبد الله بن محمد بن محمد بن علي الشريف فمنهم الشرفاء الفضيليين وهم أول من دخل فاس من العلووين بعد الأدارسة.
أما السيد الحسن بن محمد بن علي الشريف، فمن ذريته العالم المشهور ومفتي الحضرة المراكشية أيام السلطان أحمد المنصور السعدي، السيد عبد الواحد بن أحمد بن محمد الحسن. له ترجمة في الجذوة ونشر المثاني. مساكن هؤلاء الأشراف بدرعة قصبة تنسطة والكتاوة وهسكورة وتوات وصفرو وسوس الأقصى ومراكش ومنهم من ارتحل إلى بلاد السودان كالشيخ أبو عبد الله سيدي محمد، صاحب "شرح مقدمة الأخضري في الديانات".
- الشريف القطب يوسف (أبو الجمال) بن مولاي علي الشريف: أعقب تسعة أولاد وهم: السيد علي والسيد أحمد والسيد عبد الله والسيد الطيب والسيد عبد الواحد (أبو الغيث) (وأمهم السيدة الخليفية). ومساكنهم بتافيلالت (قصر خنوس بأبار) وقصر علي بن محمد الامراني وقصر المصلح والقصبات الأربع: (قصبة مولاي الشريف وقصبة ابنه مولاي محمد وقصبة سيدي عبد الكريم بن الفضيل وقصبة سيدي ملوك. أما الأربعة الآخرين: السيد الحسن والسيد محمد والسيد الحسين والسيد عبد الرحمن (وأمهم السيدة الطاهرتية من ذرية بعض المرابطين من سلالة أبي أيوب الأنصاري) فمساكنهم بتافيلالت قصر أبي حامد وقصر حمّ داود وقصر الحاج علي وقصر صوصّو وقصر تعرمت وقصر المخازن.
أعقب السيد علي بن يوسف خمسة أبناء: السيد هاشم والسيد محرز والسيد محمد (فتحا).
أما السيد أحمد بن يوسف فله من الأبناء: السيد عبد الهادي والسيد يوسف والسيد علال والسيد عبد القادر.
أما السيد عبد الله بن يوسف فأعقب ولدا واحدا هو: سيدي محمد.
أما السيد الطيب بن يوسف فأعقب ولدان: السيد يوسف والسيد عمر.
أما السيد عبد الواحد (أبو الغيث) بن يوسف فله من الأولاد: سيدي محمد والسيد يوسف الكبير والسيد يوسف الصغير الملقب بـ(البركة) والسيد عبد العزيز والسيد هبة الله والسيد العربي.
أما السيد الحسن بن يوسف فقد أعقب: السيد قاسم والسيد عبد العزيز والسيد الطاهر والسيد عمرو.
أما السيد محمد بن يوسف فقد أعقب: السيد أبو علي والسيد يوسف والسيد عبد الصادق والسيد سعيد.
اما السيد الحسين بن يوسف فقد أعقب: السيد عبد المؤمن والسيد أحمد والسيد السعيد.
أما السيد عبد الرحمن بن يوسف فقد أعقب: سيدي محمد والسيد علي والسيد الشيخ والسيد عبيد.
أبناء السيد محرز بن علي بن السيد يوسف: له من الأبناء ثلاثة: السيد الطالب (لم يعقب) والسيد عبد الكريم والسيد العربي ومن منازلهم زاوية الامراني.
أبناء السيد هاشم بن علي بن السيد يوسف: أعقب أربعة أولاد: السيد الشريف والسيد بلقاسم والسيد أحمد والسيد علي.
أبناء السيد محمد بن علي بن السيد يوسف: أعقب من الأولاد: مولاي علي الشريف (الولي الصالح دفين مراكش). أعقب مولاي علي الشريف (دفين مراكش) من الأولاد أحد عشر وهم: السيد الفضيل والسيد حرون والسيد مبارك والسيد السعيد والسيد العربي والسيد الحسن والسيد محرز والسيد بوزكريوالسيد حفيد والسيد حجاج والسيد الشريف وهو أب الملوك الثلاثة (المولى محمد والمولى الرشيد والمولى إسماعيل).
المولى علي بن الحسن الشريف (مؤسس الدولة العلوية):
هو المولى علي بن الحسن بن عبد الله، المعروف بـ(الشريف) ومنه تفرعت فروع المحمديين. ولد مولاي علي الشريف سنة 997هـ - 1589م. محمد والرشيد والمولى إسماعيل.
قسم المولى علي بن الحسن الشريف أوقاته بين الحج والجهاد بإفريقيا والأندلس، وأقام في فاس مدة يدرس، ثم عاد إلى سجلماسة ليقيم بقرية تسمى (جرس) بالقرب من سجلماسة. ثم خرج المولى علي الشريف إلى الأندلس للجهاد، ثم عاد مرة أخرى إلى سجلماسة فكتب إليه أهل الأندلس يطلبون إليه العودة، فعاد إليهم وشارك في الجهاد. عرض عليه الأندلسيون الخلافة لكنه رفض. واشتهر علمه، هناك وظهر فضله، وراوده أهل الأندلس على ملكها، وطلب منه علماء غرناطة القدوم إليهم واستنفار المجاهدين إلى حمايتهم. ولقد ضرب المولى علي الشريف أروع الأمثال في التضحية ونكران الذات، في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة للمغاربة والأسرة العلوية الشريفة، التي ظلت على امتداد ثلاثة قرون ونصف القرن، القاسم المشترك الذي جعلهما بنيانا مرصوصا يشد بعضه بعضا، وذلك بتطوعه للجهاد، لإنقاذ الإسلام من مخالب الكنيسة الصليبية، بطلب من علماء المغرب والأندلس الذين راسلوه في الموضوع شعرا ونثرا وهكذا كان المولى علي الشريف مشهورا في عصره، يحظى عند العامة بالإجلال والإكبار.
المولى محمد بن علي الشريف:
حكم المولى محمد بن علي الشريف خلال وجود أبيه المولى علي الشريف، حيث بايعه اهل سجلماسة. استتب امره واستحكمت بيعته، واستولى على درعة وأعمالها، ولما صفا للمولى محمد الشريف في سجلماسة ودرعا فكر بالاستلاء على فاس التي كانت تحت سيطرة أبو عبد الله محمد الحاج الدلائي سنة 1056 هـ. توفي محمد بن علي الشريف في سنة1075هـ.
مولاي رشيد بن علي الشريف:
يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة الأشراف العلويين. عمل مولاي رشيد على تدعيم أركان سلطته واستكمال الوحدة الترابية للمغرب. وهكذا فتح سجلماسة التي بايعت محمد الصغير بن محمد الأول، ودخلها سنة 1076هـ. وأصلح أمرها، وأعاد تنظيمها إداريا وعسكريا ثم فتح فاس سنة 1079هـ، حيث تمت مبايعته، ثم قضى تباعا على الدلائيين والشبانيين والسملاليين، وبسط سلطانه على المغرب كله من الساحل الشمالي إلى سوس، وقضى على القوة العسكرية السوسية، واستطاع أن يخمد كل حركة قامت ضده في السوس أو مراكش أو تافيلالت أو فاس. في وقت لا يتجاوز سبع سنوات، حقق المولى الرشيد الوحدة الوطنية، بعدما استتب له الأمر ووحد أطراف البلاد، ركز مجهوداته على تحرير الأجزاء التي كانت في يد المحتل، فحرر طنجة التي كانت في يد الأنجليز سنة 1082هـ، فقضى على الوجود الإنجليزي بالشمال، كما عمل على تنشيط الجهاد البحري، ورغم حذره من الدول الأجنبية فقد شرع في العمل على مد جسور التعاون التجاري معها. وعرف المغرب على أيامه الاستقرار والرخاء والازدهار الاقتصادي. وضرب العملة الرشيدية سنة 1081هـ كما اهتم بالعمران، فبنى قنطرة (وادي سبو) سنة 1080هـ. توفي بمراكش سنة 1082 هـ/1672م ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلى ضريح الولي الصالح سيدي علي بن حرزهم بفاس، حسب وصيته، وقال وهو يحتضر: "سبحانك يا من لا يزال ملكه، عبد الرشيد زال ملكه".
إسماعيل بن علي الشريف:
بويع المولى إسماعيل بن علي الشريف مباشرة بعد وفاة أخيه الرشيد سنة 1082هـ، وهو في السادسة والعشرين من عمره، واتخذ مكناس عاصمة له. قام بمنجزات على الصعيدين الداخلي والخارجي من أجل تطوير صرح الدولة المغربية، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في ربوعها، وتدل الأعمال التي قام بها المولى إسماعيل على ملكته التنظيمية المتميزة. فكان من أبرز اهتماماته إعادة تنظيم وتجهيز مؤسسة الجيش، الذي بلغ عدد أفرادها مائة وخمسين ألفا، وفرقهم في نواحي البلاد وحصنهم في القلاع لضمان الاستقرار والهدوء في مختلف أرجاء مملكته.
كما أنه حصن مدينة مكناسة وسلحها بالمدافع والأسوار، ومكنته القوة المنظمة للجيش من استرجاع عدة ثغور، وخاصة المناطق الساحلية، فحرر المهدية سنة 1092هـ، وطنجة سنة 1095هـ، والعرائش سنة 1101هـ، ثم أصيلا سنة 1102هـ. وحاول تحرير سبتة ومليلية، مدينتان في شمال المغرب - سنة 1106 - 1693م.
اهتم السلطان مولاي إسماعيل بن مولاي علي الشريف بعلاقات المغرب الخارجية أشد اهتمام، حفاظا على سمعة المغرب بالخارج. فقد سعت كل من تركيا وفرنسا إلى توطيد العلاقات مع المغرب. كما أن انجلترا تنازلت عن مدينة طنجة وأخذت مكانها "جبل طارق" إرضاء له سنة 1705م ورغبة منها في أن يوقع معها معاهدة للسلام سنة 1133هـ. كما احتفظ مع العثمانيين بعلاقات مميزة، فالتزم بذلك وكانت العلاقة بينهما مميزة.
عرف عن المولى إسماعيل بنشاطه في دعوة ملوك أوربا للدخول في الإسلام، كما يذكر ذلك المؤرخ الفرنسي (سان أولون) بقوله: "ويدعو (أي المولى إسماعيل) المسيحيين للدخول في دين الإسلام" كما يوضح ذالك العديد من المراسلات التي صدرت منه لمعظم ملوك دول أوربا، أشهرها كتابه للويس الرابع عشر (ملك فرنسا) يذكره بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم، ويدعوه إلى الإسلام). فالإنجازات التي قام بها السلطان إسماعيل، تعتبر تطورا هاما في تاريخ بناء الوطن المغربي، فقد اجتهد في تحويل أهل المغرب الأقصى جميعا إلى رعية مستأمنة، حيث حكم سبعا وخمسين سنة. توفي سنة 1039 هـ، ودفن بضريح (الشيخ المجذوب).
مولاي عبد الله بن إسماعيل:
تولى الحكم 1139 هـ في عهده عمت الفوضى في ملكه، وتنازع أبناء الملك السابق مولاي إسماعيل بن الشريف على الملك، مما أدى إلى تدخل الجيش في الشؤون السياسية للبلاد، وقد انقضت هذه الفترة بوفاة مولاي عبد الله بن إسماعيل سنة 1171 هـ - 1757 م.
محمد بن عبد الله بن إسماعيل:
بويع محمد بن عبد الله بن إسماعيل بمراكش سنة 1171هـ. وازدحم على بيعته أهل مراكش وقبائل الحوز والسوس وحاحة ثم قدم عليه العبيد والودايا وأهل فاس من العلماء والأشراف وسائر الأعيان وقبائل العرب والبربر وأهل الجبال وأهل الثغور، كل ببيعته وهديته، لم يتخلف عنه أحد من أهل المغرب. ثم جاءت بيعة فاس سنة 1175هـ بإجماع أهل الحل والعقد.
تميز بالعقل والرزانة وبعد النظر. اجتهد في المحافظة على وحدة البلاد، وتأمين الشواطئ المغربية من العدوان الإسباني البرتغالي. كان له الفضل في الازدهار السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي للمغرب، كما قام بتوحيد المغرب من جديد واسترجع الثغور وحصن الشواطئ، فقمع جشع الدول الاستعمارية وطمعها في خيرات المغرب، فاستطاع أن يستعيد (مازغان) من أيدي البرتغاليين سنة - 1182هـ - 1768م وفتح مدينة (البريجة) سنة (1183هـ - 1769م) وأخرج النصارى منها وهدمها وبنى وأسس مدينة الصويرة.
كان رحمه الله يستخرج الضرائب من الانجليز والفرنسيين، ويدفعونها عن طيب خاطر. كما اهتم بالصحراء المغربية فجدد ولاية شيوخ قبائلها بواد نون وأدرار وماسة والساقية الحمراء. كما قضى على جميع الانحرافات والتطلعات الشخصية والقبلية. كما جدد الضرائب على فاس وغيرها من مدائن المغرب، ونظم شؤون القضاء، وجدد القونين القضائية. واهتم بالجانب العمراني، وقام ببناء مدن: الصويرة سنة 1178هـ وفضالة (وتسمى حاليا (المحمدية) وتجديد مدينة أنفا (الدار البيضاء حاليا). كما شيد ما يناهز ستين مؤسسة، من مساجد ومدارس.
استفاد محمد بن عبد الله من المتغيرات السياسية العالمية فأنضجت تجاربه السياسية، كالثورة الفرنسية، واستقلال أمريكا، واحتلال انجلترا لكندا. فقد كانت سياسته الخارجية تتجه في اتجاهين متوازيين: الاتجاه العثماني والإسلامي من جهة، والاتجاه الغربي من جهة أخرى، كما بنى علاقات ديبلوماسية متينة مع دول أوربا الغربية بغية إعادة مكانة المغرب في السياسة الخارجية. كما طلبت منه الولايات المتحدة الأمريكية أن يقيم معها معاهدة صداقة وتجارة، وقد راسله رئيسها (جورج واشنطن) مشيدا بالعلاقات الودية التي تجمع بين البلدين، مما جعل المولى محمد بن عبد الله من أوائل الملوك والدول المعترفين بالفدرالية الأمريكية. ولم يلبث أن عقد معها المعاهدة المطلوبة سنة 1768م . كما وقع عدة معاهدات سلام مع كل من ملك السويد وملك الدانمارك (كريستيان السابع) وملك انجلترا (جورج الثاني) وكذلك مع البرتغال. وفي عهده تم الاعتراف بالسيادة المغربية على مدينتي (سبتة ومليلية) وبضمان صيانته تاريخيا. كما عقد اتفاقية مع ملك فرنسا (لويس السادس عشر) يتم بموجبها إلغاء الرق بين المسلمين والمسيحيين سنة1777م، مما يعتبر سبقا في سياسة المغرب الدولية. توفي في طريقه إلى الرباط سنة 1204هـ - 1790م ودفن بها.
مولاي سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل:
تولى الحكم سنة - 1206هـ - 1792م. في عهده ثارت تلمسان وعمالة وهران على الترك سنة 1220هـ وبايعه أهلها، وأرسلوا وفودهم حاملين بيعاتهم إلى فاس (مقر إقامته) وقد لجأت في عهده عدة قبائل من تلمسان، كقبيلة الواسطة ومندوحة إلى المغرب فرارا من ظلم الأتراك. توفي سنة 1238هـ - 1822م.
السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام:
تولى الملك سنة 1238 هـ - 1822م. كان ملكا حازما، عمل على تمهيد البلاد وتمدين الرعية، وكاد أن ينجح في أعماله الإصلاحية لولا أن ابتليت المغرب بغزو الفرنسيين سنة 1246 هـ، وما تلا ذلك من دخول القسم الغربي من الجزائر في طاعة السلطان، وانصراف السلطان وجميع رعاياه إلى مساندة كفاح الشعب الجزائري، تحت قيادة الأمير عبد القادر محيي الدين ضد المحتلين الفرنسيين، الذي نتجت عنه هزيمة الأمير عبد القادر والجيش المغربي في معركة (يسلي) سنة 1260 هـ، وعلى أثر تلك المعركة خسر المغرب الأقصى جزء من ترابه الوطني، وهاجرت إليه من المغرب الأوسط أسر كثيرة وقبائل عديدة، فاستقرت به وسارت معدودة من أهله. توفي مولاي عبد الرحمن بن هشام سنة 1276 هـ - 1859م.
مولاي محمد بن عبد الرحمن بن هشام (محمد الرابع):
تولى الحكم سنة 1276هـ 1859م. كان أول ما واجهه في ملكه إعلان أسبانيا الحرب على المغرب واحتلال تطوان، ثم انسحبت منه بعد أن حصلت من المغرب على غرامة مالية وتنازلات ترابية. وابتداء من هذا التاريخ كثر تدخل الدول الأوربية في شؤون المغرب، رغبة منها بالحصول على امتيازات سياسية وتجارية وقضائية، وحق الإقامة القاطنين بالمغرب والتملك دون خضوعهم لسلطة المغرب الشرعية. توفي سنة 1290 هـ.
مولاي الحسن الأول:
تولى الملك سنة 1894م. حاول أن يحد من تدخلات الدول الأوربية في شؤون المغرب، وقرر العمل على الإصلاحات العصرية رغبة منه بإدماج المغرب في الركب الصناعي والتعليمي والاجتماع، ولكن الدول الأوربية قد اتفقت في نفس الوقت بالقضاء على استقلال المغرب، ففرضت عليه كل من فرنسا وأسبانيا معاهدة الحماية سنة1330هـ مما أدى إلى تقسيم المغرب لمناطق نفوذ بينهم وألحقتا أجزاء منه بمستعمراتها الإفريقية. توفي سنة1927 م.
جلالة الملك محمد الخامس:
هو الشريف محمد الخامس بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن أبي الجمال يوسف بن مولاي علي الشريف بن الحسن بن محمد بن الحسن القادم بن قاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم بن الإمام محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تولى عرش المغرب سنة 1927ميلادية. تحمل منذ البداية المسؤولية العظمى من أجل تحقيق الاستقلال، فخاض النضال والكفاح من أجل أن ينال المغرب استقلاله ووحدته، وقاوم الظهير البربري سنة 1939م الذي كان يهدف إلى تشتيت الوحدة الوطنية، كما قام بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 ميلادي ، وكان تطلعات الأمة المغربية لنيل حرية والاستقلال، كما عمل على رأس الحركة الوطنية برفع القضية المغربية إلى هيئة الأمم المتحدة سنة 1952م، ولم يلبث المغرب أن تقدم إليها بطلب إنهاء عهد الحماية الأجنبية، التي أدت إلى خلع محمد الخامس عن العرش، حيث طلب منه المقيم العام التنازل عن العرش فرفض. في 20 غشت 1953م أعلن المقيم عن خلعه ونفيه إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر. فتعزز جيش التحرير بجيش من المقاومين، ووطدت دعائم الثورة الشعبية العامة التي طالبت بضرورة عودة محمد الخامس، وإلغاء عقد الحماية، وأمام هذا الإصرار على الاستقلال والوحدة، وأمام تصاعد موجات الغضب والاستنكار، أرغمت فرنسا على الاعتراف بحق المغرب في الاستقلال. فعاد محمد الخامس إلى أرض الوطن حاملا معه وثيقة الاستقلال وذلك في 16 نوفمبر سنة 1955 م، ووقع على هذه الوثيقة في 2 مارس سنة 1956 م، فبدأ بمسيرة التشييد والإنجاز، حيث وضع أسس دولة مغربية معاصرة، وأرسى دعائم وأسس النظام الملكي الدستوري، ووضع دستورا للبلاد، وشكل أول حكومة وطنية ائتلافية على أساس تعدد الأحزاب. كما سعى إلى تكوين جيشا منظما، وهياكل اقتصادية واجتماعية وثقافية ودشن الإصلاح الزراعي وكان محمد الخامس ضمن الأوائل الذين دعوا إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، حيث وضع الميثاق الإفريقي في أول مؤتمر لها بالدار البيضاء سنة 1960م. توفي رحمه الله في 10 رمضان 1381هـ/26 فبراير 1961سنة ميلادي، فبايعت الأمة ولي عهده جلالة الملك الحسن الثاني.
جلالة الملك الحسن الثاني:
ولد جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله يوم 9 يوليو سنة 1929 ميلادي بمدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية. نشأ على القيم الإسلامية والعربية والوطنية الأصيلة. التحق أولا بالمدرسة القرآنية بالقصر الملكي سنة 1934 ميلادي ، حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. ثم حصل باستحقاق على شهادة الباكالوريا سنة 1948 ميلادي ، وأتم تعليمه الجامعي في مدينة "بوردو" بفرنسا، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام سنة1951 ميلادي. وقد نشأ مولاي الحسن وترعرع في خضم مقاومة المستعمر الفرنسي والإسباني، وعايش أجواء الحماية المفروضة على المملكة المغربية منذ سنة 1912 ميلادي ، فانخرط في العمل الوطني مع والده، منشغلا بمستقبل الوطن، حريصا على بناء الدولة المغربية بما يوافق أصالة تاريخها ويناسب عراقة الأسرة العلوية الشريفة.
كان مولاي الحسن يرافق أباه في أهم الأنشطة الملكية ذات الطابع الثقافي والوطني والسياسي. وعلى إثر تصاعد وتيرة العمل الوطني، واشتداد حركة المقاومة بكل أنحاء المغرب، عمدت سلطة الحماية إلى نفي السلطان محمد الخامس وأفراد عائلته، وكان من ضمنهم ولي العهد مولاي الحسن بتاريخ 20 أغسطس سنة 1953 ميلادي، إلى كورسيكا، ثم إلى مدغشقر سنة 1954 ميلادي. كان مولاي الحسن المستشار السياسي لوالده خلال فترة المنفي. بعد العودة المظفرة للأسرة الملكية أواخر سنة 1955 ميلادي شارك الملك الحسن الثاني إلى جانب والده المغفور له الملك محمد الخامس في المفاوضات التي أجريت في فبراير سنة 1956 ميلادي، حول استقلال المغرب، وفي السنة نفسها، ومباشرة بعد إعلان الاستقلال تم تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة الملكية ورئيسا لأركانها. وفي سنة 1957 ميلادي، عين وليا للعهد، وفي سنة 1960 ميلادي، تقلّد منصب وزير الدفاع. بعد وفاة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس يوم 26 فبراير سنة 1961 ميلادي ، تمت مبايعة الملك الحسن الثاني ملكا على المغرب، يوم 3 مارس سنة 1961 ميلادي.
دام حكمه للمغرب 38 سنة، قضاها في بناء دولة عصرية، تتوفر على المؤسسات الضامنة لوحدتها واستقلالها، ووضع الهياكل والأجهزة الكفيلة باستمرارها ونموها، وتدبير شؤونها. فكان أول ما قام به في هذا الإطار هو وضع دستور يجعل من المغرب مملكة دستورية، وتمت المصادقة عليه في استفتاء شعبي سنة 1962 ميلادي. تلته بعد ذلك مجموعة من التعديلات والإصلاحات الدستورية، كان آخرها إصلاحات سنة 1996 ميلادي. التي حظيت بإجماع وطني.
وعمل وهو ولي للعهد على استرجاع إقليم طرفاية إلى التراب الوطني سنة 1958 ميلادي وفي سنة 1969ميلادي، ثم تحرير مدينة سيدي إفني. وفي أكتوبر سنة 1975ميلادي، أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية، والتي انطلقت في 6 نوفمبر سنة 1975ميلادي عابرة الحدود الوهمية بطريقة سلمية. وأولى الحسن الثاني عناية خاصة لعلماء الأمة من خلال دعمه رابطة علماء المغرب وإنشاء دار الحديث الحسنية، ومن خلال إحداث هياكل تنظيمية لعمل العلماء، ومدهم بالوسائل اللازمة للتوعية الدينية السليمة. توفي يوم الجمعة 23 يوليو سنة 1999ميلادي.
جلالة الملك محمد السادس:
هو (الملك الثالث والعشرون للدولة العلوية الشريفة) الشريف جلالة الملك محمد السادس بن الشريف الحسن الثاني بن الشريف محمد الخامس بن الشريف السلطان يوسف بن الشريف السلطان الحسن بن الشريف السلطان محمد بن الشريف السلطان عبد الرحمن بن الشريف السلطان هشام بن الشريف السلطان محمد بن الشريف السلطان عبد الله بن الشريف السلطان إسماعيل بن الشريف السلطان الشريف بن الشريف علي (دفين مراكش) بن الشريف الحسن بن الشريف محمد بن الشريف علي بن الشريف يوسف بن الشريف علي بن الشريف الحسن بن الشريف محمد بن الشريف الحسن (الذي دخل المغرب في مطلع القرن السابع الهجري) بن الشريف قاسم بن الشريف محمد بن الشريف أبي القاسم بن الشريف محمد بن الشريف الحسن بن الشريف عبد الله بن الشريف أبي محمد بن الشريف عرفة بن الشريف الحسن بن الشريف أبي بكر بن الشريف علي بن الشريف الحسن بن الشريف أحمد بن الشريف إسماعيل بن الشريف محمد النفس الزكية بن إمام الفقهاء عبد الله الكامل المحض بن امام التابعين الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
تمت البيعة الشرعية له يوم 23 يوليو سنة1999ميلادي، بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط بعد وفاة والده الحسن الثاني. ولد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يوم 21 أغسطس 1963ميلادي بالرباط. وتولى عرش المغرب، في 30 يوليو سنة1999ميلادي، وتمت مبايعته بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط.
مولاي الحسن الثالث:
ولي العهد المولى الحسن بن محمد السادس بن الحسن الثاني بن محمد الخامس بن يوسف بن الحسن الأول بن محمد الرابع بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد الثالث بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف بن علي الشريف بن محمد بن علي بن يوسف بن علي الشريف بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن قاسم بن محمد بن أبي قاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم بن محمد (النفس الزكية) بن عبد الله (الكامل) بن الحسن (المثنى) بن الحسن (السبط) بن الإمام علي وفاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
ولد ولي العهد مولاي الحسن (الثالث) يوم 8 مايو 2003ميلادي، وهو ثالث ولي عهد يحمل اسم (الحسن).
مولاي رشيد:
هو شقيق الملك محمد السادس ويتولى مسئوليات بتكليف من الملك، حسب ما تقتضيه المناسبات. ولد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد يوم 20 يونيو سنة 1970ميلادي في الرباط التي تابع بها سموه دراسته الجامعية، إذ حصل في مايو سنة 1993ميلادي، على الإجازة في القانون العام. وفي يونيو 1996ميلادي، نال سموه الشهادة الثانية للدراسات العليا في شعبة العلاقات الدولية بميزة "حسن جدا" ليحصل سموه في 18 مايو سنة 2001 ميلادي، على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة بوردو بميزة "مشرف جدا مع التنويه وتوصية خاصة بالنشر" نظرا لأهمية الموضوع وقيمة الرسالة التي نوقشت تحت عنوان "منظمة المؤتمر الإسلامي دراسة لمنظمة دولية متخصصة.
المصدر:"الجوهر العفيف في معرفة النسب النبوي الشريف

ماجد
03-04-2016, 05:38 AM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

جمال الرصافي
06-04-2016, 03:18 AM
شكرا وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير على الطرح الطيب

نور الهدى
12-04-2016, 08:36 AM
يسلمووو على الموضوع والمعلومات القيمة

حنين
12-04-2016, 10:09 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

خلود العنزى
14-04-2016, 01:25 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب

عهود المالكى
14-04-2016, 04:08 PM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم