المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأشراف في المملكة المغربية:4



المغربية
03-04-2016, 12:44 AM
الأشراف في المملكة المغربية:4


الدولة الأولى: دولة الأدارسة:
أول من قدم إلى المغرب من آل البيت النبوي الشريف هو المولى إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بإجماع المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ المغرب بعد ظهور الإسلام. وقد كان وصول إدريس الأول إلى مدينة طنجة في أقصى المغرب العربي عبر البحر الأحمر بعد وقعة (فخ) التي جرت في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة سنة169 هـ. ومن طنجة التي نزل بها في بادئ الامر وجه نداءه التاريخي إلى المغاربة، ولم يلبث أن تلقى البيعة يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172 الموافق (6 فبراير 789م) حيث انشأ مملكةً بالمغرب مستقلةً عن الخلافة العباسية ببغداد. رحب إسحاق بن عبد الحميد الأوربي أمير أوربة من البربر البرانس بقدوم المولى عبد الله الإدريسي، فأجاره وأكرمه، وجمع البربر على القيام بدعوته، وخلع الطاعة العباسية، وكان أول من بايعه قبيلة أوربة وتلتها قبيلة مغيلة وصدينة، ثم بايعته قبائل زناتة وزواغة وزواوة وسدراتة من البربر، وقبائل غياثة ومكناسة وغمارة وكافة البربر بالمغرب الأقصى ودخلوا في طاعته، فاستتب أمره وتمكن سلطانه وقويت شوكته.
نظم المولى إدريس الأول حكومة لإدارة شئوون البلاد ورعاية أمور الناس في مدينة وليلي في جمادى الثانية سنة 173 هـ، وأسس جيشا نظاميا كبيرا من وجوه قبائل زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة، ووحد بعض أقاليم المغرب. في ذلك الوقت كان أكثر أهل بلاد المغرب لا زالوا على دين اليهودية والنصرانية، وإنما الإسلام كان بها قليل، فأسلم جميعهم على يد المولى إدريس، واستمر يغزو قبائل البربر المتحصنون في المعاقل والجبال والحصون المنيعة، والذين كانوا على دين المجوسية واليهودية والنصرانية، حتى دخلوا في دين الإسلام، وغزى حصون تدلاوة وحصون مديونة وبهلولة وقلاع غياثة وبلاد فازاز، ثم عاد إلى مدينة وليلي في النصف من جمادى الثانية سنة 173 هـ.
علم هارون الرشيد العباسي ببغداد بتمكن المولى إدريس من السلطة بالمغرب الأقصى، فخاف عاقبة ذلك، خاصة لما علم محبة المغاربة لآل البيت، فأقلقه ذلك الأمر، فاستشار وزيره يحيى بن خان البرمكي، فقال يحيى: الرأي يا أمير المؤمنين أن نبعث إليه برجل داهية يحتال عليه ويغتاله فنستريح منه، فأعجب الرشيد برأي وزيره البرمكي، فوقع اختيارهما على سليمان بن جرير ويعرف بـ(الشماخ) من موالى المهدي والد الرشيد، فكلف بالمهمة وأعطاه الرشيد كتابا منه إلى واليه على تونس. فلما وصل الشماخ إلى والى تونس أجازه إلى دخول المغرب، ومن ثم توجه الشماخ إلى المغرب وقابل إدريس فأكرمه.
استطاع الشماخ أن يتقرب إلى المولى إدريس، وكان يمتاز بالأدب والظرافة والبلاغة وعارفا بصناعة الجدل والحديث والخطاب، فصار يجالس إدريس في كل مجلس، ويحتج لإمامة إدريس ويقول لهم أنه الإمام الحق دون غيره، ويذكر أمام الحضور فضل آل البيت، وعظيم بركتهم على الأمة الإسلامية. كان ذلك يعجب إدريس، فاستولى الشماخ عليه حتى صار من ملازميه في كل المناسبات، بينما الحقيقة أن الشماخ كان ينافق في كل تصرفاته وسلوكه، وكان يتحين الفرصة لاغتيال إدريس لتحقيق رغبة الخليفة هارون الرشيد ببغداد.
وذات يوم كان (راشد) المرافق الخاص للمولى إدريس في مهمة خارج القصر، فكانت هذه فرصة مناسبة للشماخ لاغتيال إدريس. قيل أنه كانت مع الشماخ قارورة من طيب مسموم، وبينما كان مع المولى إدريس بالمجلس ذات يوم أخرج الشماخ قارورة العطر وتقرب من المولى إدريس وقال له: هذا طيب كنت استصحبته معي وهو من جيد الطيب، فرأيت أن الإمام أولى به مني! ثم وضع القارورة بين يديه، فشكره المولى إدريس وتناول القارورة ففتحها واشتم ما فيها فصعد السم إلى خياشيمه وانتهى إلى دماغه فغشي عليه. هنالك خرج الشماخ وركب فرسه الذي جهزه من قبل وهرب إلى المشرق. افتقد الناس الإمام إدريس فأخذوا يسألون عنه فوجدوه في المجلس مغشيا عليه لا يتحرك ولا يتكلم، ولم يعلم أحد ما حل به. وصل خبر إدريس إلى مولاه راشد فأقبل مسرعا فدخل عليه، فوجده قد أشرف على الموت.
توفي المولى إدريس الأول في ربيع الثاني سنة 177 هـ، ودفن في وليلي. ترك إدريس الأول أمة له بربرية اسمها (كنزة) حاملا في الشهر السابع، فكان الرأي أن ينتظر الناس حتى تضع هذه الجارية حملها، فإن كان ذكرا يحسنون تربيته حتى إذا بلغ سن الرشد بايعوه على الإمامة، وذلك تمسكا بدعوة آل البيت، وتبركا بذرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كان المولود أنثى ينظرون في الأمر في حينه، ووافقوا على أن يقوم راشد مولى إدريس بأمور الناس ويؤمهم بالصلاة، ويقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قام راشد بعد وفاة إدريس بأمر الرعية، وشاء الله أن تضع الجارية مولودا ذكرا في يوم الاثنين الثالث من رجب سنة 177 هـ ففرح الناس بذلك وسماه راشد، بإدريس الثاني.
المولى إدريس الثاني:
هو المولى إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
نشأ إدريس الثاني نشأة حسنة وحفظ القرآن الكريم وهو بن ثمان سنين وتعلم العربية والفقه والشعر وأمثال العرب وحكمهم، وتدرب على ركوب الخيل والرماية، ولما بلغ إحدى عشرة سنة تمت بيعته بجامع وليلي سنة 188 هـ. استقر أمر المغرب لإدريس الثاني وأخذ يستميل الرؤساء والقبائل، وقدمت إليه وفود العرب من أفريقية والأندلس، وفرسان قيس والأزد ومدحج ويحصب والصدف، فسر بذلك فجعلهم من بطانته، وعين له وزيرا منهم وهو عمير بن مصعب. وهذا أول تنظيم عرفته الحكومة المغربية في التاريخ بالمغرب الأقصى. كذلك عين عامر بن محمد بن سعيد القيسي قاضيا، وكان من أهل الورع والفقه والتقوى، وعين أبا الحسن عبد الله بن مالك الخزرجي كاتبا عاما لديوانه. واستطاع أن يقضي على بعض من شك بموالاتهم له، مثل إسحاق بن محمد الأوربي، وأن يكف شر بن الأغلب في تونس.
لما استوطن إدريس الثاني مدينة فاس واتخذها دار ملكه، قرر غزو بلاد المصامدة سنة 197 هـ، فجهز جيشا وتوجه إليها في نفس العام، فاستولى عليها ودخل مدينة نفيس ومدينة أغمات وفتح سائر بلاد المصامدة، ثم استمر بغزو قبائل نفزة من أهل المغرب الأوسط، ومن بقي هناك على مذهب الخوارج من البربر، ثم دخل مدينة تلمسان، وأقام فيها ثلاث سنين، وأخذ يدبر أمور المدينة وأصلح سورها والجامع وصنع به منبرا ثم رجع إلى فاس.
انتظمت لإدريس الثاني كلمة البربر وزناتة، ومحا دعوة الخوارج منهم، وتخلى المغربين الأوسط والأقصى عن دعوة العباسيين، وعجز الأغالبة ولاة العباسيين في تونس من التغلب على الأدارسة بالمغرب الأقصى، فصفا ملك المغرب لإدريس الثاني واستمر بإدارة ملكه من فاس إلى أن توفاه الله في الثاني من جمادى الثانية سنة 213 هـ ودفن بمدينة وليلي بالقرب من أبيه.
محمد بن إدريس الثاني:
هو المولى محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
حكم سنة 212 هـ بعد أبيه إدريس الثاني، فقسم المغرب الأقصى بين إخوته وذلك بتوصية من جدته ( كنزة) فاختص القاسم بطنجة وسبتة وقصر مصمودة وقلعة حجر النسر وتطوان وما انظم إلى ذلك من القبائل والبلاد، واختص عمر بتيكساس ودرعة وما بينها من قبائل صنهاجة وغمارة، كما اختص داود ببلاد هوارة وتسول وتازة وما بين ذلك من قبائل مكناسة وغياثة، واختص يحيى بأصيلا والعرائش والبصرة وبلاد ورغة، واختص عيسى بسلا وشالة وأزمور وتامسنا وما انظم إلى ذلك من القبائل، واختص حمزة بمدينة وليلي وعمالاتها، واختص أحمد بمدينة مكناسة وتادلة وما بينهما من بلاد فزاز، واختص عبد الله بأغمات وبلاد نفيس وجبال المصامدة وبلاد لمطة والسوس الأقصى، وبقي الآخرين في كفالة محمد وجدتهم كنزة وذلك لصغر سنهم. وبقيت تلمسان لابن عمه سليمان بن عبد الله.
أقام محمد بن إدريس بدار ملكه بفاس، وإخوته ولاة على أقاليم المغرب، فضبطوا دويلاتهم وسدوا ثغورها وحسنت سيرتهم. بعد مدة خرج عيسى بن إدريس عن طاعة أخيه محمد مما أدى إلى حدوث الفتنة بينهما، وعلى أثر ذلك الخلاف أمر محمد أخاه عمر صاحب ولايتي (تيكساس ودرعة) وعمالاتها بالقضاء على فتنة عيسى فهزمه وطرده من المناطق التي كان يتولاها، ثم أمر محمد أخاه عمر بالتوجه إلى قتال أخيه القاسم الذي أمره بالتوجه للقضاء على عيسى أولا فعصاه. لما هزم عمر أخاه القاسم استولى على بلاد القاسم. فصار الريف البحري كله تحت سلطة عمر بن إدريس من تيكساس وبلاد غمارة إلى سبتة ثم إلى طنجة (وهذا يعرف بالساحل الرومي) ثم ينعطف إلى أصيلا والعرائش وسلا ثم أزمور وبلاد تامسنة (وهذا يعرف بالساحل المحيط). أما القاسم فقد تزهد بعد هذه الحرب، وانعزل عن إخوته فبنى له مسجدا على الشاطئ قرب أصيلا بموقع يعرف (بتاهوارت) على ضفة النهر هناك وأعرض عن الدنيا، وتفرغ للتعبد إلى أن توفي.
أما عمر بن إدريس فقد اتسعت ولايته وخلصت طويته لمحمد إلى أن تعرض لحادثة سقوطه من فرسه ببلاد صنهاجة في دولة أخيه محمد سنة 220 هـ، فحمل إلى فاس وتوفي بها، فصلى عليه الأمير محمد ودفن بجوار أبيه إدريس. وعمر هذا هو (جد الأشراف الحموديين) أمراء الأندلس بعد بني أمية. بعد وفاة عمر أضاف الأمير محمد ولايات عمر لولده علي بن عمر.
وأما عيسى فقد توفي بآيت عتاب. وتوفي محمد بن إدريس بعد وفات أخيه عمر بسبعة أشهر بمدينة فاس في ربيع الثاني سنة 221 هـ، ودفن بشرق جامع فاس مع أبيه وأخيه، بعد أن أوصى بالأمر لابنه علي بن محمد بن إدريس الثاني المعروف بحيدرة.
علي بن محمد بن إدريس الثاني:
هو المولى علي بن محمد بن إدريس الثاني الملقب بـ(حيدرة) بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. بايعه الناس بعد وفاة أبيه محمد سنة 221 هـ وهو لا يتجاوز التسع سنوات وأربعة أشهر، ويلقب علي هذا بـ(حيدرة) وهو (جد الأشراف العلميين) أهل جبل العلم، ومنهم بنو مشيش أولاد الولي عبد السلام بن مشيش، فقام بأمره الأولياء والحاشية من العرب والبربر، وأحسنوا كفالته ورعايته. ظهر لعلي هذا من الذكاء والفضل ما يقتضيه شرفه، وسار بسيرة أبيه وجده في العدل، فكان الناس في أيامه في أمن وسعة إلى أن توفي في شهر رجب سنة 234 هـ، وعهد بالأمر لأخيه يحيى بن محمد بن إدريس.
يحيى بن محمد بن إدريس الثاني:
هو يحيى بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
قام بالأمر بعد وفاة أخيه علي سنة 234 هـ وامتد سلطانه وعظمت دولته وحسنت آثاره ووسع العمران في مدينة فاس فبنيت بها الفنادق، وفي ضواحيها الحدائق والحمامات ورحل إليها الناس من جميع الجهات، من الأندلس وتونس وجميع بلاد المغرب.
يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس الثاني:
هو يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
قامت ثورة ضده في عهده بعد أن صدرت منه بعض التصرفات غير اللائقة في علاقاته مع الناس، فاختفى بعدوة الأندلس وتوارى عن الناس، ولكنه مات في ليلته نادما على ما صدر منه. بعد وفاته استولى عبد الرحمن بن أبي سهل على فاس، ولكن علي بن عمر بن إدريس صاحب الريف والسواحل، جمع جيشه وحشمه وجاء إلى فاس فاستولى عليها. بعد موت يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس الثاني انقطع الملك من عقب محمد بن إدريس، فصار تارة يكون في عقب عمر بن إدريس، وتارة يكون في عقب القاسم بن إدريس الزاهد.
علي بن عمر بن إدريس الثاني:
هو علي بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
دخل مدينة فاس بجيشه وأصحابه بعد موت يحيى بن يحيى بن محمد بن إدريس الثاني واستقر بها وبايعه الناس واستقر له الأمر، وخطب له على جميع منابر المغرب حتى ثار عليه عبد الرزاق الفهري وكان من الخوارج الصفرية وأصله من الأندلس، والذي استولى على مديونة وغياثة وتبعه كثير من البربر، وبنى له قلعة منيعة ببعض جبال مديونة وسماها (وشقة) باسم بلده في الأندلس، كما دخل قرية صفرون وبايعه كافة البربر الصفرونية، ثم زحف بهم إلى فاس، فواجهه علي بن عمر بن إدريس في جيش ضخم فدارت بينهم حرب شديدة، فانهزم علي بن عمر وقتل خلق كثير من جنده، وفر بنفسه إلى بلاد أوربة، فدخل عبد الرزاق الفهري مدينة فاس وملك عدوة الأندلس، وخطب له بها وامتنع عن مبايعته أهل عدوة القرويين، وبعثوا إلى يحيى بن القاسم بن إدريس الزاهد، فبايعوه.

يحيى بن القاسم بن إدريس الثاني:
هو يحيى بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
بعد أن دخل عبد الرزاق الفهري مدينة فاس وملك عدوة الأندلس، بعث أهل فاس إلى بن أخيه يحيى بن القاسم بن إدريس الذي كان يلقب بـ(العدام) فوصل إليهم فبايعوه. يحيى العدام هذا هو (جد الأشراف الجوطيين) بفاس، فهم أولاد يحيى الجوطي بن محمد بن يحيى بن القاسم بن إدريس. وإنما قيل له الجوطي نسبة إلى (جوطة) وهي قرية كانت على (نهر سبو) بالعدوة الجنوبية منه، نزلها يحيى بن محمد فنسب إليها وقبره معروف بها. ولما استقر يحيى بن القاسم بفاس، قاتل عبد الرزاق الفهري وأخرجه من عدوة الأندلس، فدخلها وبايعه جميع أهلها من أهل الأندلس الربغيين من أهل قرطبة، ولقد قاتل يحيى بن القاسم الخوارج من الصفرية فكانت له معهم حروب وضل أميرا على فاس وعمالاتها إلى أن اغتاله الربيع بن سليمان سنة 292 هـ.
يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس الثاني:
هو يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
تولى الإمارة بعد يحيى بن القاسم بن إدريس سنة 292 هـ، فبايعه أهل عدوة فاس وخطب له بها، وامتد ملكه على جميع أقاليم المغرب. كان يحيى هذا لم يبلغ الأدارسة مبلغه في الدولة والسلطان إلى أن خضع المغرب لسيطرة العبيديين القائمين بأفريقية (تونس) واندرجت دولة الأدارسة في دولتهم. وقد بايع يحيى عبد الله المهدي أول خلفاء العبيديين الذي قد استولى على أفريقية، وبقي يحيى والي على مدينة فاس، وحكم موسى بن أبي العافية المكناسي بقية بلاد المغرب مواليا للعبيديين. في هذه الفترة زحف مصالة بن حبوس المكناسي صاحب (تاهرت) والمغرب الأوسط، سنة 309 هـ إلى فاس بأمر من موسى بن العافية المكناسي، فخرج إليه يحيى بن إدريس للقائه والسلام عليه في جماعة من وجوه دولته، فقبض عليهم وسجن يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس ثم أطلق سراحه. فتوجه إلى أفريقية (تونس) فتعرض له موسى بن أبي العافية المكناسي في طريقه فقبض عليه وسجنه بمدينة (لكاي) وبعد عدة سنوات خرج يحيى من سجن موسى بن أبي العافية، فتوجه إلى المهدية أثناء فتنة أبي يزيد مخلد بن كيداد اليفرني، فمات بها سنة 332 هـ.
الحسن الحجام بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني:
هو الحسن الحجام بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. دخل الشريف الحسن فاس على حين غفلة من أهلها فاستولى عليها، وقتل ريحان الكتامي وإليها فاجتمع الناس على بيعته، ودخل في طاعته أكثر قبائل البربر بالمغرب. ملك الحسن الحجام بن محمد مدن لواتة وصفرو ومدين ومدائن ومكناسة والبصرة، واستقام له أمر المغرب. وفي سنة 311 هـ خرج إلى قتال موسى بن أبي العافية فالتقى معه (بفحص الزاد) على مقربة من وادي المطاحن، ما بين فاس وتازة، فأوقع الحجام بأبي العافية وقعة عظيمة، ولكن أبي العافية استطاع أن يعيد الكرة على الحجام، فانهزم الحجام وعاد إلى فاس، فدخل المدينة وحده، فدخل موسى عدوة القرويين واستولى عليها، ثم قاتل أهل عدوة الأندلس حتى ملكها. توفي الحجام بفاس سنة 313هـ. بعد أن استولى موسى بن أبي العافية على فاس وجميع أنحاء المغرب أخرج الأدارسة من ديارهم، وأجلاهم من شالة وأصيلا وغيرها من البلاد التي كانت تحت سلطتهم، ولجئوا بأجمعهم إلى (قلعة حجر النسر) التي بناها محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس، وأراد موسى بن أبي العافية القضاء عليهم، ولكن أكابر دولته نصحوه بعدم الإقدام على ذلك، وقالوا له: أتريد أن تقطع دابر آل البيت من المغرب وتخليه منهم؟ هذا شيء لا نوافقك عليه! ولا نتركك له! فترك المكان وارتحل إلى فاس، وخلف على حصارهم أبا الفتح التسولي في ألف فارس، يمنعهم من التصرف، وكان ذلك سنة 317 هـ.
دولة الأدارسة ببلاد الريف:
لم تكن للأدارسة بلاد الريف على سبيل الاستقلال والسلطة، كما كانت دولتهم الأولى بفاس وأقاليم المغرب الأخرى، إنما كانوا فيها تحت سيطرة العبيديين حكام تونس، والمروانيين حكام الأندلس. ولما انقرضت دولة الأدارسة بفاس على يد موسى بن أبي العافية، التحق الأدارسة أهل فاس ببني عمومتهم وعشيرتهم ببلاد الريف، وتخفوا معهم (بقلعة حجر النسر) وصار الأدارسة بريفهم يتداولون رئاسته تحت نظر العبيديين تارة وتحت نظر المروانيين تارة أخرى. ولما فر موسى بن أبي العافية أمام القائد ميسور الخصي إلى الصحراء، عادت الرئاسة في المغرب من بعده لابني محمد القاسم بن إدريس وهما: القاسم الملقب بـ(كنون) وشقيقه إبراهيم، وهما معا إخوان للحسن الحجام، فاجتمع بنو إدريس وبايعوا القاسم، وحكما من (قلعة حجر النسر). أما مدينة فاس فلم تكن تحت سيطرتهم.
دولة القاسم بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني:
ملك هذا الشرف أكثر بلدان المغرب إلا مدينة فاس، فلم يملكها، وكانت إقامته (بقلعة حجر النسر) من بلاد الريف، واستمر على إمارته، مقيما لدعوة العبيديين إلى أن توفي سنة 337 هـ. فولي بعده ابنه أبو العيش.
دولة أبو العيش بن القاسم بن محمد بن القاسم:
هو أبو العيش بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
تولى الحكم بعد وفاة والده القاسم بن محمد سنة 337 هـ. عرف بالورع ونبغ في علوم الفقه، وكان عارفا بأخبار الملوك، وأنساب قبائل العرب والبربر، وكان شجاعا جوادا، ويعرف بين بنو إدريس بـ(أحمد الفاضل) وكان مائلا لبني مروان. لما ولي قطع دعوة العبيديين في جميع أنحاء الأقاليم التي تحت إمرته، وبايع عبد الرحمان الناصر صاحب الأندلس، وخطب له على جميع المنابر، وبايعه كافة أهل المغرب. بقي أبو العيش وإخوته وبني عمه من الأدارسة بمدينة البصرة وأصيلا، تحت بيعة عبد الرحمن الناصر متمسكين بدعوته، يساعدهم على من خالفهم من البربر، وخطب له على منابر المغرب من تاهرت إلى طنجة، ماعدا سجلماسة. مات أبو العيش شهيدا في جهاده مع الفرنسيين سنة 348 هـ.
الأمير الحسن بن كنون الإدريسي:
هو الأمير الحسن بن القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزوجته فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
مرّ الحسن بن كنون الإدريسي خلال حكمه بصراعات مع العبيديين في تونس وكذلك مع المروانيين في الاندلس، مما أدى إلى حدوث حروب في سنة 362 هـ، بينه وبين الحكم المستنصر صاحب الأندلس، مما أدى إلى سقوط مدينة فاس في يد المروانيين، ثم توجه الحسن بن كنون وجميع الأدارسة برفقته إلى قرطبة، بموافقة الحكم المستنصر.
استقر الحسن بن كنون وحاشيته في قرطبة أول محرم سنة 364 هـ، وأجرى الحكم المستنصر بالله عليهم العطايا الكثيرة، وخلع عليهم الألقاب الرفيعة، وأثبت جميع أهل ورجال الحسن بن كنون في ديوان العطاء. ولكن بعد سنة ولأسباب شخصية حدثت بينهما اجلى الحكم المستنصر بالله الحسن بن كنون وعشيرته إلى تونس، ثم تابعوا سيرهم إلى مصر، فنزلوا بها على الخليفة العزيز بالله نزار بن المعز العبيدي، وإلى العبيديون في مصر، فرحب بالأدارسة وأكرمهم، واستقروا بمصر حتى سنة 373 هـ، حيث قرر العزيز بالله نزار أن يعهد للحسن بن كنون بتولي إمارة المغرب وأمر عامله على تونس (بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي) أن يمده بجيش من ثلاثة آلاف فارس، فاقتحم بهم حسن بن كنون المغرب، فسارعت إليه قبائل البربر بالطاعة، فشرع في إظهار دعوته. ولكن وصل خبره إلى المنصور بن أبي عامر، صاحب هشام المؤيد بالله الأموي بالأندلس، والقائم بملكه بالمغرب، فبعث هشام المؤيد الوزير أبا الحكم عمر بن عبد الله بن أبي عامر في جيش كبير، وقلده أمر المغرب وسائر أقاليمه، وأمره بقتال الحسن بن كنون، وانتهى الأمر بمقتل الحسن بن كنون من قبل الوزير أبا الحكم عمر بن عبد الله بن أبي عامر وذلك في جمادى الأولى سنة 375 هـ.
المصدر:"الجوهر العفيف في معرفة النسب النبوي الشريف"-

ماجد
03-04-2016, 05:38 AM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

جمال الرصافي
06-04-2016, 03:17 AM
شكرا وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير على الطرح الطيب

نور الهدى
12-04-2016, 08:36 AM
يسلمووو على الموضوع والمعلومات القيمة

حنين
12-04-2016, 10:09 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

خلود العنزى
14-04-2016, 01:24 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب

عهود المالكى
14-04-2016, 04:08 PM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم