المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأشراف آل البيت



المغربية
03-04-2016, 12:47 AM
الأشراف آل البيت


دلالات ومعجزة "سورة الكوثر" المباركة
الحمد لله الذي خلق الإنسان وصوره في أحسن تقويم وجعله خليفة في الأرض وأنشأ أوشاج الشعوب والقبائل بأوصال التعرف والأنساب. قال رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فأن صلة الرحم محبة في الأهل، ومثراة في المال منسأة في الأجل، مرضاة للرب" رواه الإمام أحمد في مسنده. ولقد اهتم علماء الأنساب والمؤرخون بسيرة الأشراف من آل البيت النبوي الشريف وعملوا على ضبط نسبهم وأصولهم حسب قبائلهم وأسرهم، وقاموا بإعداد مشجرات نسب خاصة بهم صحيحة ومعتمدة وموثقة وذلك حتى يدرؤوا الانتساب إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الزور والبهتان.
شرف الله تعالى الانتماء إلى أهل البيت النبوى، فقال تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" الأحزاب: 33. وقال تعالى مخاطباً المسلمين في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسله وأهل بيته: "واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى"الأنفال: 41. أجمع المفسرون على أن القربى هنا هم آل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعشيرته من بني هاشم. هذا غير عشرات الأحاديث في حق وفضل آل البيت وذريتهم. وقال صلى الله عليه وسلم: " كل نسب وسبب مقطوع إلا نسبي وسببي" فقربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الموجودون اليوم هم ذرية سيدي شباب أهل الجنة "الحسن والحسين". وسبب النبي صلى الله عليه وسلم هو العقيدة وهو الأساس وأما عقبه فهو ذرية ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام من الحسن والحسين رضي الله عنهما، وهي العائلة الوحيدة التي تستطيع أن تسلسل نسبها وتذكر أسماءها إلى 3000 سنة وإلى عدنان جد النبي صلى الله عليه وسلم. وهو العرق الوحيد صحيح النسب بما يرضي رب العالمين.
ونحن اليوم نشاهد انتشار ذرية رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم في جميع بقاع العالم، ونعايش أحداث المعجزة الكبرى التي امتدّت خلال التاريخ الإسلامي، وما تزال قائمةً مشهودة. تلك المعجزة هي تصديق خبر قرآني كان قد وقع في مكة قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وقبل تأسيس الدولة الإسلامية فيها. كانت تلك المعجزة الباهرة الدائمة هي "سورة الكوثر" في قوله تعالى: "إنّا أعطَيناكَ الكوثَر، فَصَلِّ لربِّكَ وانْحَرْ، إنّ شانِئكَ هُو الأبتَر" سورة الكوثر: 1 - 3. هذه السورة الكريمة الموجزة التي أكرم الله بها رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فظلّت مصداقيتها تخترق الأزمنة، بل لتتّسع وتزداد تفتّحاً كلّما أوغَلَ الزمن واستطالت القرون والأجيال، وما زالت تلك المعجزة حاضرةً بأجلى صورها وأوسع مدلولاتها.
في تلك الفترة لم يكن لرسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم من ذريّةٍ ذكور يمتدّ من خلالهم نَسَبيّاً عبر الزمان. وقد اتّخذ أحدُ أقطاب الكفر الجاهلي في مكّة وهو "العاص بن وائل السَّهمي" هذه الحالة ذريعةً لمحاربة الرسالة الإلهية بعد نزول القرآن الكريم على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وللتقليل من قدره وشأنه كحامل للرسالة السماوية الجديدة وهي رسالة الإسلام.
فكان "العاص بن وائل السَّهمي"، المشرك والمكذب برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته يبثّ في المحافل القرشية والتجمّعات المكيّة أنّه صلّى الله عليه وسلم رجُل " أبتَر" أي لا عقب له، أي مقطوع النسل مبتور الذريّة، وكان هذا ممّا يَعيبُ به رسولَ الله صلّى الله عليه وسلم جهرا في محافل وتجمعات قريش في مكة، في محاولة منه بائسة لمحاصرة الرسالة السماوية الجديدة وحاملها، ولإطلاق نوع من الحرب النفسية الآثمة العقيمة وتأييدا لنبيه الكريم ولمعجزته البالغة ضد خصمه اللدود أنزل الله تعالى"سورة الكوثر" المباركة لتعلن أمام الملأ في مكة أن رسول الله مُنزّه عن هذه الصفة التي أُثيرت حوله ظلماً وعدواناً، ولتبشّر هذه السورة الكريمة بأنّ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلم ستخرج من صُلبه الطاهر ذريّة كثيرة مباركة، وسينحدر منه صلّى الله عليه وسلم نسل كثير.
لقد عبرت السورة الكريمة عن هذه الكثرة بكلمة " الكوثر" التي تعني الخير الكثير، ولم يترك الله تعالى ذلك الجاهل المفتري دون عقاب، فتُخبر الآيةُ الأخيرة من هذه السورة الكريمة بأنّ "العاصَ بن وائل السهمي" عدوَّ رسول الله وشانئه ومُبغضه بأنه هو الأبتر، فتحقّق وعده تبارك وتعالى بالفعل، فانقطع نسل "العاص بن وائل السَّهمي" واندثر ولم يبق له من أثر. فناصر الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وخصه بهذه السورة المستقلة من سور القرآن الكريم، إظهاراً للحماية والمحبة وانتهى بإعلان الخبر الصادق عن انقطاع نسل الشانئ الأبتر وهو" العاص بن وائل السَّهمي" الذي حُرم الوَلَد إلى الأبد، ممّا يكشف عن عظَمة الوعد، وبركة الذريّة النبوية الطاهرة، وإنّ هذا الإخبار الغيبي الذي نطق به القرآن الكريم وصدّقته الأزمنة المديدة وما زالت تصدّقه الخواطر في كلُّ لحظة من اللحظات على مرور الزمن، إنما هو المعجزة الراسخة الباقية التي نشعر إزاءها بالاعتزاز، فذريّة النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلم امتد عبر أحقاب التاريخ ولم ينقطع في أيّ وقت من الأوقات، بل إنّ هذه الأعداد الهائلة من ذريته صلى الله عليه وسلم، تزداد بمرور الزمان وتتضاعف عبر الأجيال ونراها اليوم منتشرة في كل مكان من بقاع الأرض وشاء الله تبارك وتعالى أن يتوفي أبناءه الذكور وهم صغار، وكانت الكثرة من ابنته الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب عليهما السّلام. وهذه الكثرة ليست كثرة من الوجهة العددية وحدها، بل هي أيضاً كثرة في المكانة العلمية والمعنوية والقيادية التي أهّلت "السادة الأشراف" أحفاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليكونوا طيلة التاريخ على قمّة التيّارات العلمية والمعنوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فمصادر التاريخ والعديد من المؤلفات وكتب التراجم زاخرة بسيرة السادة الأشراف الذين كانوا وما زالوا مثلا للسموّ الأخلاقي والمعنوي. وشاء الله سبحانه وتعالى أن هذه الذريّة المحمدية المباركة لا تتركّز في بلد واحد، بل منتشرة في طول خريطة العالم وعرضها، وهاهي اليوم نراها منتشرة في قارّات الكرة الأرضيّة الخمس، وغالبيتها في بلاد المسلمين على نحوٍ خاص.
لقد تعذّر إحصاء عدد السادة الأشراف من نسل الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام، لكنّ التقدير الأولي للسادة الأشراف من آل البيت النبوي الشريف يقدر عددهم اليوم " 450 مليون" أي نسبة "25% " من عدد المسلمين البالغ " 1.9 مليار" حسب إحصائيات سنة 2010م.
ولقد جعل الله تعالى هذه الذريّة المباركة دائماً في الطليعة، وأفرد لها مواقع متقدّمة تحظى بمراكز اجتماعية وسياسية ومكانة اقتصادية والقبول من كل الناس وفي مقدمة عناصر هذا القبول، شرف الانتساب إلى أشرف الخلق وأكرمهم رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم ومن ذريّة حبيبته وبضعته وروحه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها، أُمّ سيّدَي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهما السّلام.
ولقد شهد التاريخ مظاهرَ كثيرة تميّز "السادة الأشراف" لكونهم في مواقع الصدارة بصورٍ شتّى وبمعالم مختلفة. كما نجد في هذه الذرية كثيراً من الملوك والأمراء والحكّام والنقباء والعلماء، ومن الشخصيات والأُسَر الفاعلة في المجتمع الإسلامي التي فَرضَت نفسها بجدارة على وقائع التاريخ. كما نلاحظ أنّ الغالبية العظمى من مشايخ الطرق الصوفية "وهي لون من القيادة الروحية والاجتماعية" كانوا وما زالوا من السادة ذريّة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم. وحكمت في بلاد المسلمين أُسَر من "السادة الأشراف" مُدَداً تطول أو تَقصُر، وما يزال بعضهم في موقع السلطة إلى اليوم.
يطرح كتابنا هذا "الجوهر العفيف في معرفة النسب النبوي الشريف" نشأة ذرية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وتسلسل أنسابهم عبر خمسة عشر قرنا متضمنة تناسلهم وسيرهم وانتشارهم في جميع بقاع العالم ومكانتهم الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وأماكن تواجدهم. غير أن للأشراف انتشار واسع في غير البلدان المذكورة كإيران وشبه القارة الهندية وإندونيسيا والصين واليونان وباكستان وأفغانستان وجنوبي سمرقند وأوزبكستان وبلدان أوربا والأمريكيتين وإفريقيا. ولم نتمكن من البحث في موضوع الأشراف آل البيت في هذه البلدان ولكن أشرنا إلى تواجدهم بها باختصار في تمهيد الكتاب إنشاء الله من باب الذكر وليس الحصر والله من وراء القصد.
المصدر:"الجوهر العفيف في معرفة النسب النبوي الشريف"-

ماجد
03-04-2016, 05:39 AM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم

جمال الرصافي
06-04-2016, 03:18 AM
شكرا وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير على الطرح الطيب

نور الهدى
12-04-2016, 08:37 AM
يسلمووو على الموضوع والمعلومات القيمة

حنين
12-04-2016, 10:09 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

خلود العنزى
14-04-2016, 01:25 PM
بارك الله فيكم على الطرح الطيب

عهود المالكى
14-04-2016, 04:09 PM
شكرا على الطرح والافادة بارك الله فيكم