وليد البلوشى
11-04-2016, 10:19 AM
الدخول إلى فضاء العقل الكوني
نحو تعريف جديد للباراسايكولوجي
ما هو الباراسايكولوجي في ضوء هذه السطور؟
لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري...للدخول إلى العقل الباطني..الذي يتمكن من الاندماج مع نظم الكون العليا التي تتحكم..بتغيير الثوابت الكونية..فيجري وكان معجزات تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت فتحصل التغييرات في المادة ..!!!
إن الدخول إلى مجاهيل العقل البشري قد تبدو مغامرة ً من ظروب الخيال...فالعقل شيء لم يدرك بعد...فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة ٍ لا نعرف ما هيتها الحقيقية ِ ....؟؟
أن هذا بالضبط...هو منهج السايكوفيزيا....الدخول إلى حيث لا نعرف...والوقوع على أسباب مجهولة المنطق...ولكي نقرب الصورة أكثر...نقول...إننا ألفنا أن نفكر بـــ ( منطقية ) تبحث دائما عن ( الإطار ) والحدود... والتحديد..وفي موضوع العقل البشري...فإننا نحاول أن نتصوره ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ ..!!
إن هذا التصور..إنما تأتى عن الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية..لكن هل كل تلك الانطباعات صحيحة؟
لا نود مناقشة ذلك الآن...ونختصر القول...إن علينا أن نفكر بإطار علمي..قابل للتجديد والتحديث..وهنا وفي هذا الموضوع نقول......إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد ..؟؟
فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة...يعني أزليته وسرمديته في نفس الوقت قد يعني ذلك...إننا أدركناه..وهو ببساطة..ما هو موجود..وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية...فالعقل بحد ذاته حاسة خاصة كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا ..!
إن العقل هو.. أداة ُ إدراك الأشياء...ولغرض إدراكه هو..وجب علينا الاستعانة بأداة ٍ غير العقل نفسه ..!!
وهذا يتطلب..محاولات حثيثة...للتفكير( مع التحفظ على هذه الكلمة ) ..بطرق لا عقلانية تقليدية كي نكشف الحقيقة ..طرق تفكير تستوحى من نظم الفكر الباطني تكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل .
إن هناك جانبا من الطبيعة...غير قابل للتحديد..لا بالكم..ولا بالنوع..نعرف العقل البشري في ضوء ذلك...انه..عبارة عن نظام System موصول بأنظمة كونية غير قابله للتحديد هي الأخرى...ساهمت وفي بعد معين من أبعـــــــاد الزمان ــ مكان ...في ( خلق ) نظامنا الكوني المحسوس بالحواس التقليدية .. والدليل على ذلك هي قوى الباراسايكولوجي التي تشير وبوضوح إلى خرق ( المنطق) الفكري التقليدي المحدود...بمعنى ..إن هناك جانبا آخر من التفكير...الواجب اعتماده...لكي ندخل إلى فضاءات العقل البشري ؟
ولا يوجد أي دليل علمي ملموس حاليا يشير إلى وجود صلة بين العقل...ونماذج الفضاء زمن التي طرحها بعض منظري النظرية النسبية..إلا.. ظاهرة التنبؤ بأحداث المستقبل أو الماضي وهو ما يشير إلى حدوث اختراق لأبعاد الزمان والمكان من قبل للعقل ..، فبعض فلاسفة الفيزياء يرى بان الكون له هيئة مختلفة عن الهيئة التي في تصورنا نحن..تدعى نماذج الكون المزكرش * (1) ...وكأن الكون أحداث مخزونة في قرص مدمج ثلاثية الأبعاد ..!!
إن أهم ميزة يجب أن يتحلى بها أي باراسايكولوجي هي : تناسي منطق هذا العالم...والتفكير بمنطقه الشخصي الخاص..؟؟
لا ننكر إن في الموضوع خطورة...وهو مدعاة للقلق..لأنه يحمل بين جنبيه شعارات الفوضى واللانظام...لكن...ومن خلال التجارب التي لا تخفى على كل المهتمين اهتماما علميا موضوعيا بهذا الجانب من العلوم..فان توقف الفكر التقليدي للبشر ( ما يعرف بالوعي بالظاهري ) ...هو الذي يفتح الباب أمام قوى الباراسايكولوجي كي تنشط وتؤثر في عالمنا المحسوس..؟؟ * ( 2)
فضلا..عن إن الإغراق في التفكير والتخطيط للمستقبل ووضع جداول وخطط مكتوبة من قبل الأشخاص من شانه أن يثبط ظهور الطاقة الداخلية...في نفس الوقت..قد يؤدي إلى الإخفاق والإحباط في الحياة العامة..لأنه قد يعتمد على الأوراق..والأرقام ويلغي الحدس ..!!
ولعل الدكتور علي الوردي ( الرائد المعروف ) يلمح إلى ذلك وبوضوح في كتابه خوارق اللاشعور * ( 3) .
لماذا .. لا يمكننا السيطرة على هذه القوى ؟
وكيف ندخل إذن إلى هذا العقل...لنحصل على أي صنف من الفائدة دون أن نعرف ما هو..وكيف بالإمكان السيطرة عليه ؟
إننا بحاجة إلى أن ندرك..إن قوانين هذا العالم ليست مطلقة..وكل شيء في الوجود قابل للتغيير في أية لحظة ؟
لا يوجد شيء ثابت..وكل القوانين التي حولنا مؤقتة .. والعقل البشري هو الثابت الوحيد...الذي لا يتحدد بقيم زمانية أو مكانية...فهو..نظام System خلق الزمان والمكان..ولا يمكن لهذه الأبعاد إذن أن تحد العقل..أو تخولنا مسبقا الحق بالحكم عليه...ولكي يكون المعنى أوضح واقرب لذهن القارئ العربي ( بما يحمله من ثقافة دينية خاصة ) ... نقول إن العقل..طاقة..إلهية..مطلقة..يمكن استخدامها..والانتفاع بها..دون القدرة على تحديد ماهيتها..تشبه في ذلك لون الماء ...فلا لون للماء ولا طعم...كذلك العقل لا ماهية تكوينية خاصة به إلا كلمة تعريف خاصة...نظام..ما وراء زماني – مكاني ..وما أوتينا من العلم إلا قليلا..!
والدخول..إلى فضاءه الخاص..مجرد الدخول..يعتبر إنجازا ً عظيما في حياة أي إنسان..وغالبية الحالات التي تمكن فيها الإنسان من استثمار قواه الخفية...هي حالات تلقائية خارجة عن نطاق السيطرة..وما خضع تحت السيطرة كان مؤقتا بفترة محدودة...بمعنى خضوعه إلى ظروف نفسية خاصة مر بها ذلك الشخص ..؟؟
ما هي هذه الظروف ..؟؟
إنها بالتأكيد...تلك الظروف التي تؤدي بالإنسان إلى أن يكره هذا العالم...وقوانين هذا العالم...لذلك فمن السهل..أن يدخل إلى عالمه الخاص ويبدأ باستخدام قوى جديدة...بقوانين جديدة تحل محل القوانين التي أنكرها لفترة مؤقتة...؟؟
لكن ما أن يفيق هذا الإنسان من الصدمة...حتى يعود العقل الظاهر ( الذي نعيش به في حياتنا العامة ) إلى اخذ دوره الاعتيادي...غارقا في قوانينه القديمة .. حاجبا .. القوانين الداخليه الخاصة التي يمكن أن ندركها بصورة تلقائية من اللاوعي ..؟؟
فهل يمكن تأسيس مسالك تدريبية...قادرة على عزل الفكر عن هذا العالم...للدخول إلى العالم الداخلي الخاص ..؟؟
إن ذلك يعتمد بالدرجة الأساس..على الشخص نفسه..فهو يحتاج إلى أن ينكر من حيث المبدأ كل الماضي...ويختلي إلى نفسه ليخبرها ( من حيث المبدأ ) :
أنا لم أولد يوما قط...لقد كنت موجودا قبل الزمان ..!!!
وسأكون موجودا...سعيدا....بعد الزمان ...؟؟
فاعتقاد الإنسان... بأنه مولود في يوم معين...بحد ذاته... تأكيد ٌ..وتكريس ٌ للقوانين التقليدية التي يجري عليها وعيه الظاهري...والتي تدعي بان له بداية في الحياة...وستكون له نهاية ..؟؟
لكن..وبما إننا ( افترضنا ) من ناحية علمية صرفة..إن العقل برمته ( الباطن والظاهر ) ذو جذور ما وراء الفضاء – زمن المعروف حسب النظرية النسبية وما نتج عنها من تصورات فلسفية رياضية عن الطبيعة ... فان هذا يعني .. إن الدخول إلى فضاء العقل المطلق..يتطلب..إيمانا...منا...بأننا كيانات عقلية ما وراء المكان والزمان...ولا نخضع ( فكريا) في الحقيقة لقوانين هذا العالم مع إننا قد نتأثر بها ..؟؟
عندها فقط يكون الدخول ممكنا...في نفس الوقت الذي لا ننسى فيه..إن جزءا منا وهو الجسد..يعيش في هذا العالم المحسوس..ويحتاج إلى رعاية وانتباه خاص..لان قوانين هذا العالم رغم بساطتها...إلا إنها قوية ويصعب الإفلات عن إطارها...إلا إذا فهمنا جيدا..ماذا وراء العقل البشري...وكيف يمكن ( اختراق ) النظام الكوني العام ( مجموع الأنظمة الكونية) وكيف يمكن التأثير في هذا العالم ؟
ما هو النظام الكوني العام....وما علاقة العقل البشري بذلك ؟
يقول تشنر " إن اللاوعي عقل موحد يشترك فيه كل البشر "
أي انه محصلة جمعية لإدراك كل الناس ..* ( 3 ) ..وهو يشير إلى أعماق اللاوعي البشري ( درجات الوعي الباطني ) .
إن هذا الرأي الذي يحشر نفسه ضمن مجموعة الآراء في الباراسايكولوجي .. هو الأقرب لفيزياء اللازمان واللامكان..فهو يلغي وبوضوح المكان..؟؟ وربما الزمان ؟
مشكلة الباراسايكولوجي ومأساته هي تأثره بعلوم الرادار واللاسلكي التي تطورت في القرن العشرين...لهذا السبب تم إهمال آراء " تشنر"..وإتباع الرؤى الأخرى التي تصور التخاطر والقوى الأخرى وكأنها موجات ..!!
إن التصور الموجي لطاقات العقل...لربما يكون السبب في تأخر اكتشاف طاقة السايكوفيزيا ( الباراسايكولوجي ) ...، كذلك التصور القديم المتأتي عن المعتقدات الدينية بما يتعلق بالروح والعالم الآخر كان السبب في ( تهيؤات) الهالة الروحية أو الجسم الأثيري...وهي من مخلفات تصورات القرنين التاسع عشر والثامن عشر...!!
نعم، فالجسم الأثيري والهالة المحيطة بالجسد التي تترآى للروحانيين والكثير من الباراسايكولوجيين ما هي إلا استعارات يقوم بها ( لا شعور ) الفرد لإيصال فكرة للوعي الظاهر ليس إلا..؟؟
وليس من الغريب أن تكون هذه المشاهدات تحصل على نطاق شبه موحد بين الأفراد في مختلف بقاع العالم بما يظهر وكان هناك جسما أثيريا ً بالفعل ( كما يحصل مع تفسير الأحلام ) ...لكن...كثرة تنوع المشاهدات وكثرة اختلاف التفاصيل بعد التتبع العلمي الدقيق لكل هذه المشاهدات...يلزمنا وبما لا يقبل الشك بالتوقف قليلا...عند النظرية النسبية وما تبعها من تنظير...وكذلك العودة إلى رؤى " تشنر " عن كون العقل أساسا نطاق ٌ واحد ٌ يشترك فيه الكل خارج ٌ عن إطار ِ الزمان والمكان...ولا يخضع لقوانين هذا العالم التقليدية..ويجعلنا نعيد النظر من جديد في معنى أن يكون الكون ( قــصـــة ) ثلاثية الأبعاد مخزونة في نظام عقلي كوني يخضع إلى قوانين خاصة من البرمجة ؟
والدخول إلى فضاءات الداخل وحده من يكفل...التعرف عن كثب على نظم الكون العليا ( إذا كانت هناك نظم ) .
مالذي نتوقع وجوده...في ضوء النظرية النسبية ونمــــوذج ( القصة الكونية مسبقة الإعداد متعددة الاحتمالات ) ؟
إن هذا يعيد...تشكيل تصورنا عن العالم...من جديد...فبدلا من ارض كروية تدور حول الشمس ...وشموس كونية عملاقة تملا الفضاء..مكونة المجرات....نتوصل إلى ( إحساس ) لا صوري ملموس أو مرئي للعالم...!!
انه تصور بسيط لألعاب الكومبيوتر ثلاثية الأبعاد..!!
فهذا العالم...لعبة كومبيوتر..ثلاثية الأبعاد...هبط العقل البشري من مستواه الفائق ( الكونــي ) إلى مستواه الفكري البسيط الذي قسم الكون إلى أشياء ومسميات..كان أولها ..أنا ونحن وهم.. لقد دخل العقل البشري لعبة توارثتها الأجيال اسمها الحياة...فيها نحن وهم...ومادة وروح..وخير وشر...إن الثنائية المتجلية في كل شيء دنيوي دليل صارخ على إن الحياة والشعور الظاهري لعبة تجري بين فريقين..لعبة الكومبيوتر العملاق...الذي تسكن الحقيقة فيما وراءه !!
لقد نسي الإنسان بأنه عبارة عن منظومة...وورث التصور بالفردية للأجيال..ورغم هذا كله...فلا زال ( العقل الكونــي ) يعمل على إعادة...ضم العالم من جديد ليصل به إلى نقطة البداية الأولى ليس إلا ..؟؟
ومن جديد نسال...كيف ندخل ؟ والأصح أن نقول..كيف نعود ؟
الدخول..غير مصرح به..لمن لا يدرك..إن القانون الحقيقي الوحيد في هذا الكون...هي أن لا ثباتية للأشياء..وكل شيء قابل للتغيير في أي لحظة..؟؟
أي القانون..هو....لا قانون..!!
ونعود من جديد ونقول إن رأي هيجل في هذا الجانب هو الرأي الصائب" التناقض أصيل في طبيعة الكون "..ومتى ما تحررنا من كل فكرنا...نكون قد دخلنا في عالم جديد...تتغير فيه القوانين كل لحظة...وعلينا حينها..التسليم لتلقائية انسياب الأفكار...هذه الأفكار التي ستنساب لا تخلو من خطورة..ولا تخلو من احتمال الخطأ...لكن وبالممارسة..نصل إلى تكوين لغة تخاطب فيما بين ( ظاهر وعينا )...و ( باطنه ) .
مالذي نتوقع حصوله بعد ذلك ..؟؟
إننا نعود من جديد إلى التكهن....لكنه هذه المرة تكهن يستحق التوقف والتأمل من جديد..
سنكتشف...إن عالم اللازمان واللامكان...مراقب يراقب هذا العالم .. والتغيير الذي يمكـــــن أن نجريه فــــــي هذا العالم
هو ببساطة....تحــــــــــــريف....قيــــــم الثوابت الكونيــــة Universal constants ....على سبيل المثال فان ثابت الجاذبية الأرضية...المساوي لـ 8, 9 ...من الممكن أن نغيره عبر الدخول إلى فضاء العقل الكوني...لنجعل الأجسام تتطاير في الهواء ...!!!
إن الاعتقاد السائد...حسب تصورات القرن العشرين...قرن الاتصالات الموجية فيما يتعلق بتحريك الأشياء عن بعد..أو ما يسمى بالسايكوكينزيا..كان تصورا مبنيا على أساس الموجات..وكيف يمكن أن تنطلق من الفكر البشري لتفعل في المادة عن بعد ما تفعل ..؟
عند تجميع الصورة الكاملة عن حقيقة ما يجري في تحريك الأشياء هو إن المسالة ببساطة إعادة برمجة الحاسوب الكوني العملاق...بتغيير قيم الثوابت الكونية بصورة مؤقتة...وتظهر بفعل ذلك...المعجزات في التاريخ ؟
ولعل...ازدواجية السلوك الموجي الدقائقي الفوتون..دليل على إن جذور النظام الكوني البرمجية قابلة للتغاير...؟
كذلك مصفوفات هايزنبرك..ونظم حركة الإلكترون في الذرة..إنما تشير وبإيماءة واضحة...إلى أن قوانين الكون وفي رتبة من رتب تسلسلها عبارة عن ( فكر ) ... هناك ما يشبه الحياة في صميم الجمود المادي..قد لا تكون حياة بالمعنى المعروف للحياة...لكن...وعودا على بدء...فان انتماء العقل إلى عالم ما وراء الزمان والمكان أمر لا مفر منه...في نفس الوقت الذي نحاول أن نفهم فيه...كيف تتغير قيم الثوابت الكونية مثل : موقع الإلكترون..وزخمه...؟
فحسب قانون اللاتحديد ( نظرية اللادقة ) لهايزنبرك .. فان الموقع والزخم يخضعان لقيم متغيره احتمالية ...وهنا نسال :
لماذا لا يكون العقل البشري...بقدراته التقليدية قد أدرك ..الموضع الذي يقوم به ( العقل الكوني ) بتغيير الثوابت الكونية ؟
وهو الذرة بالتأكيد...فلماذا لا يكون الباراسايكولوجي..هو :
لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري...للدخول إلى العقل الباطني..الذي يتمكن من الاندماج مع نظم الكون العليا التي تتحكم..بتغيير الثوابت الكونية..فيجري وكان معجزات تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت فتحصل التغييرات في المادة ..!!!
هل هناك ثوابت في هذا الكون إذن ..؟؟
الحقيقة المرة التي يخشاها جبن الفكر البشري...هي أن يصحوا الإنسان في يوم من الأيام ليكتشف أن لاشيء ثابت في هذا الكون على الإطلاق....وتلك بالتأكيد لحظة الولادة الكبرى ...لحظة الحقيقة البكماء..التي توحي ولا تنطق..؟
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..!!!
الهوامش:
1 * الخفاجي ، طالب ناهي / نظرتنا المعاصرة للكون / دار الرشيد للنشر ( 1981 ) بغداد ، ص 67 .
2 * هوفمان، انايد / تطوير المهارات النفسية / ترجمة فوزية ناجي الدفاعي / سلسلة كتاب الباراسايكولوجي،الدار الوطنية للنشر ، 1988 - بغداد / ص 55 .
3 * الوردي , علي / خوارق اللاشعور ، الطبعة الثانية 1996 / دار الوراق للنشر/ لندن، ص 14 - 152 .
نحو تعريف جديد للباراسايكولوجي
ما هو الباراسايكولوجي في ضوء هذه السطور؟
لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري...للدخول إلى العقل الباطني..الذي يتمكن من الاندماج مع نظم الكون العليا التي تتحكم..بتغيير الثوابت الكونية..فيجري وكان معجزات تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت فتحصل التغييرات في المادة ..!!!
إن الدخول إلى مجاهيل العقل البشري قد تبدو مغامرة ً من ظروب الخيال...فالعقل شيء لم يدرك بعد...فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة ٍ لا نعرف ما هيتها الحقيقية ِ ....؟؟
أن هذا بالضبط...هو منهج السايكوفيزيا....الدخول إلى حيث لا نعرف...والوقوع على أسباب مجهولة المنطق...ولكي نقرب الصورة أكثر...نقول...إننا ألفنا أن نفكر بـــ ( منطقية ) تبحث دائما عن ( الإطار ) والحدود... والتحديد..وفي موضوع العقل البشري...فإننا نحاول أن نتصوره ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ ..!!
إن هذا التصور..إنما تأتى عن الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية..لكن هل كل تلك الانطباعات صحيحة؟
لا نود مناقشة ذلك الآن...ونختصر القول...إن علينا أن نفكر بإطار علمي..قابل للتجديد والتحديث..وهنا وفي هذا الموضوع نقول......إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد ..؟؟
فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة...يعني أزليته وسرمديته في نفس الوقت قد يعني ذلك...إننا أدركناه..وهو ببساطة..ما هو موجود..وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية...فالعقل بحد ذاته حاسة خاصة كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا ..!
إن العقل هو.. أداة ُ إدراك الأشياء...ولغرض إدراكه هو..وجب علينا الاستعانة بأداة ٍ غير العقل نفسه ..!!
وهذا يتطلب..محاولات حثيثة...للتفكير( مع التحفظ على هذه الكلمة ) ..بطرق لا عقلانية تقليدية كي نكشف الحقيقة ..طرق تفكير تستوحى من نظم الفكر الباطني تكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل .
إن هناك جانبا من الطبيعة...غير قابل للتحديد..لا بالكم..ولا بالنوع..نعرف العقل البشري في ضوء ذلك...انه..عبارة عن نظام System موصول بأنظمة كونية غير قابله للتحديد هي الأخرى...ساهمت وفي بعد معين من أبعـــــــاد الزمان ــ مكان ...في ( خلق ) نظامنا الكوني المحسوس بالحواس التقليدية .. والدليل على ذلك هي قوى الباراسايكولوجي التي تشير وبوضوح إلى خرق ( المنطق) الفكري التقليدي المحدود...بمعنى ..إن هناك جانبا آخر من التفكير...الواجب اعتماده...لكي ندخل إلى فضاءات العقل البشري ؟
ولا يوجد أي دليل علمي ملموس حاليا يشير إلى وجود صلة بين العقل...ونماذج الفضاء زمن التي طرحها بعض منظري النظرية النسبية..إلا.. ظاهرة التنبؤ بأحداث المستقبل أو الماضي وهو ما يشير إلى حدوث اختراق لأبعاد الزمان والمكان من قبل للعقل ..، فبعض فلاسفة الفيزياء يرى بان الكون له هيئة مختلفة عن الهيئة التي في تصورنا نحن..تدعى نماذج الكون المزكرش * (1) ...وكأن الكون أحداث مخزونة في قرص مدمج ثلاثية الأبعاد ..!!
إن أهم ميزة يجب أن يتحلى بها أي باراسايكولوجي هي : تناسي منطق هذا العالم...والتفكير بمنطقه الشخصي الخاص..؟؟
لا ننكر إن في الموضوع خطورة...وهو مدعاة للقلق..لأنه يحمل بين جنبيه شعارات الفوضى واللانظام...لكن...ومن خلال التجارب التي لا تخفى على كل المهتمين اهتماما علميا موضوعيا بهذا الجانب من العلوم..فان توقف الفكر التقليدي للبشر ( ما يعرف بالوعي بالظاهري ) ...هو الذي يفتح الباب أمام قوى الباراسايكولوجي كي تنشط وتؤثر في عالمنا المحسوس..؟؟ * ( 2)
فضلا..عن إن الإغراق في التفكير والتخطيط للمستقبل ووضع جداول وخطط مكتوبة من قبل الأشخاص من شانه أن يثبط ظهور الطاقة الداخلية...في نفس الوقت..قد يؤدي إلى الإخفاق والإحباط في الحياة العامة..لأنه قد يعتمد على الأوراق..والأرقام ويلغي الحدس ..!!
ولعل الدكتور علي الوردي ( الرائد المعروف ) يلمح إلى ذلك وبوضوح في كتابه خوارق اللاشعور * ( 3) .
لماذا .. لا يمكننا السيطرة على هذه القوى ؟
وكيف ندخل إذن إلى هذا العقل...لنحصل على أي صنف من الفائدة دون أن نعرف ما هو..وكيف بالإمكان السيطرة عليه ؟
إننا بحاجة إلى أن ندرك..إن قوانين هذا العالم ليست مطلقة..وكل شيء في الوجود قابل للتغيير في أية لحظة ؟
لا يوجد شيء ثابت..وكل القوانين التي حولنا مؤقتة .. والعقل البشري هو الثابت الوحيد...الذي لا يتحدد بقيم زمانية أو مكانية...فهو..نظام System خلق الزمان والمكان..ولا يمكن لهذه الأبعاد إذن أن تحد العقل..أو تخولنا مسبقا الحق بالحكم عليه...ولكي يكون المعنى أوضح واقرب لذهن القارئ العربي ( بما يحمله من ثقافة دينية خاصة ) ... نقول إن العقل..طاقة..إلهية..مطلقة..يمكن استخدامها..والانتفاع بها..دون القدرة على تحديد ماهيتها..تشبه في ذلك لون الماء ...فلا لون للماء ولا طعم...كذلك العقل لا ماهية تكوينية خاصة به إلا كلمة تعريف خاصة...نظام..ما وراء زماني – مكاني ..وما أوتينا من العلم إلا قليلا..!
والدخول..إلى فضاءه الخاص..مجرد الدخول..يعتبر إنجازا ً عظيما في حياة أي إنسان..وغالبية الحالات التي تمكن فيها الإنسان من استثمار قواه الخفية...هي حالات تلقائية خارجة عن نطاق السيطرة..وما خضع تحت السيطرة كان مؤقتا بفترة محدودة...بمعنى خضوعه إلى ظروف نفسية خاصة مر بها ذلك الشخص ..؟؟
ما هي هذه الظروف ..؟؟
إنها بالتأكيد...تلك الظروف التي تؤدي بالإنسان إلى أن يكره هذا العالم...وقوانين هذا العالم...لذلك فمن السهل..أن يدخل إلى عالمه الخاص ويبدأ باستخدام قوى جديدة...بقوانين جديدة تحل محل القوانين التي أنكرها لفترة مؤقتة...؟؟
لكن ما أن يفيق هذا الإنسان من الصدمة...حتى يعود العقل الظاهر ( الذي نعيش به في حياتنا العامة ) إلى اخذ دوره الاعتيادي...غارقا في قوانينه القديمة .. حاجبا .. القوانين الداخليه الخاصة التي يمكن أن ندركها بصورة تلقائية من اللاوعي ..؟؟
فهل يمكن تأسيس مسالك تدريبية...قادرة على عزل الفكر عن هذا العالم...للدخول إلى العالم الداخلي الخاص ..؟؟
إن ذلك يعتمد بالدرجة الأساس..على الشخص نفسه..فهو يحتاج إلى أن ينكر من حيث المبدأ كل الماضي...ويختلي إلى نفسه ليخبرها ( من حيث المبدأ ) :
أنا لم أولد يوما قط...لقد كنت موجودا قبل الزمان ..!!!
وسأكون موجودا...سعيدا....بعد الزمان ...؟؟
فاعتقاد الإنسان... بأنه مولود في يوم معين...بحد ذاته... تأكيد ٌ..وتكريس ٌ للقوانين التقليدية التي يجري عليها وعيه الظاهري...والتي تدعي بان له بداية في الحياة...وستكون له نهاية ..؟؟
لكن..وبما إننا ( افترضنا ) من ناحية علمية صرفة..إن العقل برمته ( الباطن والظاهر ) ذو جذور ما وراء الفضاء – زمن المعروف حسب النظرية النسبية وما نتج عنها من تصورات فلسفية رياضية عن الطبيعة ... فان هذا يعني .. إن الدخول إلى فضاء العقل المطلق..يتطلب..إيمانا...منا...بأننا كيانات عقلية ما وراء المكان والزمان...ولا نخضع ( فكريا) في الحقيقة لقوانين هذا العالم مع إننا قد نتأثر بها ..؟؟
عندها فقط يكون الدخول ممكنا...في نفس الوقت الذي لا ننسى فيه..إن جزءا منا وهو الجسد..يعيش في هذا العالم المحسوس..ويحتاج إلى رعاية وانتباه خاص..لان قوانين هذا العالم رغم بساطتها...إلا إنها قوية ويصعب الإفلات عن إطارها...إلا إذا فهمنا جيدا..ماذا وراء العقل البشري...وكيف يمكن ( اختراق ) النظام الكوني العام ( مجموع الأنظمة الكونية) وكيف يمكن التأثير في هذا العالم ؟
ما هو النظام الكوني العام....وما علاقة العقل البشري بذلك ؟
يقول تشنر " إن اللاوعي عقل موحد يشترك فيه كل البشر "
أي انه محصلة جمعية لإدراك كل الناس ..* ( 3 ) ..وهو يشير إلى أعماق اللاوعي البشري ( درجات الوعي الباطني ) .
إن هذا الرأي الذي يحشر نفسه ضمن مجموعة الآراء في الباراسايكولوجي .. هو الأقرب لفيزياء اللازمان واللامكان..فهو يلغي وبوضوح المكان..؟؟ وربما الزمان ؟
مشكلة الباراسايكولوجي ومأساته هي تأثره بعلوم الرادار واللاسلكي التي تطورت في القرن العشرين...لهذا السبب تم إهمال آراء " تشنر"..وإتباع الرؤى الأخرى التي تصور التخاطر والقوى الأخرى وكأنها موجات ..!!
إن التصور الموجي لطاقات العقل...لربما يكون السبب في تأخر اكتشاف طاقة السايكوفيزيا ( الباراسايكولوجي ) ...، كذلك التصور القديم المتأتي عن المعتقدات الدينية بما يتعلق بالروح والعالم الآخر كان السبب في ( تهيؤات) الهالة الروحية أو الجسم الأثيري...وهي من مخلفات تصورات القرنين التاسع عشر والثامن عشر...!!
نعم، فالجسم الأثيري والهالة المحيطة بالجسد التي تترآى للروحانيين والكثير من الباراسايكولوجيين ما هي إلا استعارات يقوم بها ( لا شعور ) الفرد لإيصال فكرة للوعي الظاهر ليس إلا..؟؟
وليس من الغريب أن تكون هذه المشاهدات تحصل على نطاق شبه موحد بين الأفراد في مختلف بقاع العالم بما يظهر وكان هناك جسما أثيريا ً بالفعل ( كما يحصل مع تفسير الأحلام ) ...لكن...كثرة تنوع المشاهدات وكثرة اختلاف التفاصيل بعد التتبع العلمي الدقيق لكل هذه المشاهدات...يلزمنا وبما لا يقبل الشك بالتوقف قليلا...عند النظرية النسبية وما تبعها من تنظير...وكذلك العودة إلى رؤى " تشنر " عن كون العقل أساسا نطاق ٌ واحد ٌ يشترك فيه الكل خارج ٌ عن إطار ِ الزمان والمكان...ولا يخضع لقوانين هذا العالم التقليدية..ويجعلنا نعيد النظر من جديد في معنى أن يكون الكون ( قــصـــة ) ثلاثية الأبعاد مخزونة في نظام عقلي كوني يخضع إلى قوانين خاصة من البرمجة ؟
والدخول إلى فضاءات الداخل وحده من يكفل...التعرف عن كثب على نظم الكون العليا ( إذا كانت هناك نظم ) .
مالذي نتوقع وجوده...في ضوء النظرية النسبية ونمــــوذج ( القصة الكونية مسبقة الإعداد متعددة الاحتمالات ) ؟
إن هذا يعيد...تشكيل تصورنا عن العالم...من جديد...فبدلا من ارض كروية تدور حول الشمس ...وشموس كونية عملاقة تملا الفضاء..مكونة المجرات....نتوصل إلى ( إحساس ) لا صوري ملموس أو مرئي للعالم...!!
انه تصور بسيط لألعاب الكومبيوتر ثلاثية الأبعاد..!!
فهذا العالم...لعبة كومبيوتر..ثلاثية الأبعاد...هبط العقل البشري من مستواه الفائق ( الكونــي ) إلى مستواه الفكري البسيط الذي قسم الكون إلى أشياء ومسميات..كان أولها ..أنا ونحن وهم.. لقد دخل العقل البشري لعبة توارثتها الأجيال اسمها الحياة...فيها نحن وهم...ومادة وروح..وخير وشر...إن الثنائية المتجلية في كل شيء دنيوي دليل صارخ على إن الحياة والشعور الظاهري لعبة تجري بين فريقين..لعبة الكومبيوتر العملاق...الذي تسكن الحقيقة فيما وراءه !!
لقد نسي الإنسان بأنه عبارة عن منظومة...وورث التصور بالفردية للأجيال..ورغم هذا كله...فلا زال ( العقل الكونــي ) يعمل على إعادة...ضم العالم من جديد ليصل به إلى نقطة البداية الأولى ليس إلا ..؟؟
ومن جديد نسال...كيف ندخل ؟ والأصح أن نقول..كيف نعود ؟
الدخول..غير مصرح به..لمن لا يدرك..إن القانون الحقيقي الوحيد في هذا الكون...هي أن لا ثباتية للأشياء..وكل شيء قابل للتغيير في أي لحظة..؟؟
أي القانون..هو....لا قانون..!!
ونعود من جديد ونقول إن رأي هيجل في هذا الجانب هو الرأي الصائب" التناقض أصيل في طبيعة الكون "..ومتى ما تحررنا من كل فكرنا...نكون قد دخلنا في عالم جديد...تتغير فيه القوانين كل لحظة...وعلينا حينها..التسليم لتلقائية انسياب الأفكار...هذه الأفكار التي ستنساب لا تخلو من خطورة..ولا تخلو من احتمال الخطأ...لكن وبالممارسة..نصل إلى تكوين لغة تخاطب فيما بين ( ظاهر وعينا )...و ( باطنه ) .
مالذي نتوقع حصوله بعد ذلك ..؟؟
إننا نعود من جديد إلى التكهن....لكنه هذه المرة تكهن يستحق التوقف والتأمل من جديد..
سنكتشف...إن عالم اللازمان واللامكان...مراقب يراقب هذا العالم .. والتغيير الذي يمكـــــن أن نجريه فــــــي هذا العالم
هو ببساطة....تحــــــــــــريف....قيــــــم الثوابت الكونيــــة Universal constants ....على سبيل المثال فان ثابت الجاذبية الأرضية...المساوي لـ 8, 9 ...من الممكن أن نغيره عبر الدخول إلى فضاء العقل الكوني...لنجعل الأجسام تتطاير في الهواء ...!!!
إن الاعتقاد السائد...حسب تصورات القرن العشرين...قرن الاتصالات الموجية فيما يتعلق بتحريك الأشياء عن بعد..أو ما يسمى بالسايكوكينزيا..كان تصورا مبنيا على أساس الموجات..وكيف يمكن أن تنطلق من الفكر البشري لتفعل في المادة عن بعد ما تفعل ..؟
عند تجميع الصورة الكاملة عن حقيقة ما يجري في تحريك الأشياء هو إن المسالة ببساطة إعادة برمجة الحاسوب الكوني العملاق...بتغيير قيم الثوابت الكونية بصورة مؤقتة...وتظهر بفعل ذلك...المعجزات في التاريخ ؟
ولعل...ازدواجية السلوك الموجي الدقائقي الفوتون..دليل على إن جذور النظام الكوني البرمجية قابلة للتغاير...؟
كذلك مصفوفات هايزنبرك..ونظم حركة الإلكترون في الذرة..إنما تشير وبإيماءة واضحة...إلى أن قوانين الكون وفي رتبة من رتب تسلسلها عبارة عن ( فكر ) ... هناك ما يشبه الحياة في صميم الجمود المادي..قد لا تكون حياة بالمعنى المعروف للحياة...لكن...وعودا على بدء...فان انتماء العقل إلى عالم ما وراء الزمان والمكان أمر لا مفر منه...في نفس الوقت الذي نحاول أن نفهم فيه...كيف تتغير قيم الثوابت الكونية مثل : موقع الإلكترون..وزخمه...؟
فحسب قانون اللاتحديد ( نظرية اللادقة ) لهايزنبرك .. فان الموقع والزخم يخضعان لقيم متغيره احتمالية ...وهنا نسال :
لماذا لا يكون العقل البشري...بقدراته التقليدية قد أدرك ..الموضع الذي يقوم به ( العقل الكوني ) بتغيير الثوابت الكونية ؟
وهو الذرة بالتأكيد...فلماذا لا يكون الباراسايكولوجي..هو :
لحظة من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري...للدخول إلى العقل الباطني..الذي يتمكن من الاندماج مع نظم الكون العليا التي تتحكم..بتغيير الثوابت الكونية..فيجري وكان معجزات تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت فتحصل التغييرات في المادة ..!!!
هل هناك ثوابت في هذا الكون إذن ..؟؟
الحقيقة المرة التي يخشاها جبن الفكر البشري...هي أن يصحوا الإنسان في يوم من الأيام ليكتشف أن لاشيء ثابت في هذا الكون على الإطلاق....وتلك بالتأكيد لحظة الولادة الكبرى ...لحظة الحقيقة البكماء..التي توحي ولا تنطق..؟
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..!!!
الهوامش:
1 * الخفاجي ، طالب ناهي / نظرتنا المعاصرة للكون / دار الرشيد للنشر ( 1981 ) بغداد ، ص 67 .
2 * هوفمان، انايد / تطوير المهارات النفسية / ترجمة فوزية ناجي الدفاعي / سلسلة كتاب الباراسايكولوجي،الدار الوطنية للنشر ، 1988 - بغداد / ص 55 .
3 * الوردي , علي / خوارق اللاشعور ، الطبعة الثانية 1996 / دار الوراق للنشر/ لندن، ص 14 - 152 .