المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة الاسراء والمعراج من شهر رجب



الشيخ / خالد الجعفري
27-04-2016, 06:49 AM
في ليلة الإسراء من رجب العجب التف الأحباب حول سيدي فخر الدين رضي الله عنه وعلى غير عادته حيث كان دائما ينتظر السؤال ليفتتح درسه، ولكن في هذه الليلة بعدما جلس على كرسيه مباشرة قال: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الليله سوف نتحدث عن أسرار الإسراء والمعراج، أولا الإسراء مش في سورة الإسراء، سورة الإسراء في السبب بتاع الإسراء والإسراء في سورة النجم، النبي صلى الله عليه وسلم ليلة 27 رجب كان نايم في بيت السيدة أم هانئ بنت عمه واسمها فاخته بنت أبي طالب وجاء جبريل وميكائيل إليه ومعهم البراق ووجود البراق دليل على أن الإسراء لم يكن رؤيه مناميه فالسفر في النوم أو بالروح فقط لا يحتاج البراق ولكن وجود البراق دليل على أن الإسراء كان بالروح والجسد في حالة اليقظة لا النوم ولو كان الإسراء رؤية مناميه فلماذا كذبته قريش لأن الرؤية يحدث بها أكثر من ذلك، وفي الطريق نزل النبي صلى الله عليه وسلم ليصلى في مكان مخاطبة الله عز وجل لسيدنا موسى ونزل مرة أخرى في بيت لحم مكان ولادة سيدنا عيسى وقال مررت على أخي موسى فإذا هو قائم يصلى في قبره وصلاة سيدنا موسى في قبره دليل على حياة الأنبياء في قبورهم وكمان تعبدهم بعد الموت ولما وصل بيت المقدس ربنا جمع له كل الأنبياء والرسل فصلى بهم ركعتين، طبعا الأنبياء والرسل كانوا أرواح مجردة والنبي روح وجسد فيكون المعنى أن جسد النبي صلى الله عليه وسلم في اللطافة زي الأرواح المجردة بتاع الأنبياء والرسل لأنه لابد أن يكون فيه تشاكل بينه وبينهم.

النبي صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء الأولى فيه روايه بتقول فيها أبونا آدم وروايه تانيه بتقول فيها سيدنا يوسف والروايتين صح لأن السالك إلى الله لما يصل للسماء كل سماء عنده باب والباب له أربعة أركان ركن فيه أبونا آدم وركن فيه سيدنا يوسف والثالث فيه ملك أسمه روقيائيل والرابع فيه برديس لأن السالك إلى الله إما بالإسم الله أو بالشريعة أو بالقسم أو بالمراقبة إللي ماشي بالقسم ينزل عند برديس واللي ماشي بالمراقبة ينزل عند سيدنا يوسف واللي ماشي بالشريعة ينزل عند روقيائيل واللي ماشي بالإسم ينزل عند فلك القمر وهكذا كل السماوات السبع التي ارتقاها النبي صلى الله عليه وسلم وده إسمه عالم الملك وفيه الأراضين السبع والسماوات السبع والبحار السبع والرياح السبع وبعد كده ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم إلي عالم الملكوت وهو عالم الجنان أي الجنات والارتقاء الحاصل كان طبعا بالبراق لغاية ما وصل أول الجنات وبعد كده نصبوا المعراج لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم صعد بالمعراج الجنان كلها، وبعد انتهاء الجنات إبتدأ عالم الجبروت إللي هو حضرة العرش والعرش عادة سقف الجنات ومعنى كلمة عرش يعني السقف يعني أرضية أي جنه هي سقف الجنة اللي تحتها وعلى ذلك يكون السقف الأعلى هو عرش الكل وهو بداية عالم الجبروت وهذا العالم مكون من العرش والكرسي واللوح والقلم والسرير والسدرة وهكذا، سيدنا جبريل وقف هناك لماذا؟ لأن سيدنا جبريل من الملائكة الفلكيين وهم مخلوقين من نور الأسماء الإلهية ومسخرين لها وهم رسل هذه الأسماء، ربنا جل وعلا يقول ﴿جاعل الملائكة رسلا﴾ فالملائكة رسل من الأسماء الإلهية، الإسم اللي مخلوق منه الملك هوذكره وهو قوته وهو تنويره ومعرفته وده إللي بيسبح بيه.... والدليل على كده لما الملايكه قالوا بخصوص آدم ﴿أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك﴾ ربنا لم يقبل منهم ﴿ونحن نسبح بحمدك﴾ ليه؟ لأن الحمد عادة يكون بمجامع الأسماء والحمد مرتبه يصل إليها السالك بعد ما يذكر باللسان ثم بالقلب ثم بالروح ثم بكل الجسد ده إسمه الإصطلام لما ينتهي من مراتب الذكر ويخلص يفتح له باب الحمد الرسمي لأن قبل كده يكون في الحمد المستعار زي واحد ولده بيحتضر لما الناس تسأله إزي صحة ولدك يقول الحمد لله، هل هذا الحمد حقيقي؟ لأنه ما ممكن يكون عاوز ولده مريض ! وعلشان كده بنسميه الحمد المستعاروهو الحمد الجاري على لسان الأمة، وأما الحمد على موجب مقتضيات الحمد ما يكون إلا بعد الوصول إلى نهاية مراتب الذكر فتتلقى الأنوار والفيوضات الإلهية من ربنا جل وعلا فيقول الحمد لله لأن الحمد هنا على جمعية الأسماء كلها، ولو كان الحمد على النعمة المتدلية من الإسم فقط لقلنا الحمد للمنعم أو الحمد للرزاق، ولكن بعد الوصول بالذكر إلى فتح فيوضات الإسم الله وهو جمعية الأسماء كلها يعني الأساء الإلهية مجموعه في الإسم الله يكون هنا الحمد على موجبات الحمد وهو الحمد الحقيقي، علشان كده ربنا ما قبلش من الملائكة الفلكيين لفظة ﴿ونحن نسبح بحمدك﴾ لأن كل ملك ذاكر بإسم أو إتنين ومش ذاكرين بمجامع الأسماء الإلهية، وبعد الحمد يبدأ مراتب الشكر وهي الشكر الصغير وشكر المزيد ومراتب الشكر يعني التصريف في الأسماء زي تصريف سيدنا عيسى في الإسم الخالق ﴿تخلق من الطين كهيئة الطير﴾ فلما يشكر مش يقول متشكر يا رب لا يعمل بالاسماء دي في خدمة الدين ﴿فاعملوا آل داود شكرا﴾ يقوم ربنا جل وعلا يزيده من الأسما ويسخر له ملائكتها ﴿ولئن شكرتم لأزيدنكم﴾ وهؤلاء قليل من العباد ﴿وقليل من عبادي الشكور﴾ مش الشاكر ويقول كبار الأولياء في وصف الكلام ده

وشكرها يحتاج شكرا لشكرهـــا كذلك شكر الشكر يحتاج إلى الشكر

وفي نهاية عالم الجبروت جيئ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعراج وهو الرفرف الأعلى وهو عبارة عن سجل أبيض من النور ركبه رسول الله ودعا جبريل للركوب معه فقال جبريل يا رسول الله لكل منا مقام معلوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهنا يترك الخليل خليله يا أخي يا جبريل فرد عليه هذا مقامك وربنا بيحبك وحيوديك لغاية عنده فلو تقدمت لاخترقت أما أنا فلو تقدمت لاحترقت ونستفيد من الكلام ده إن مش ممكن يكون جبريل هو المعلم لرسول الله لأن بعض الناس يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم امي وجبريل هو الذي علمه كل شئ فكيف يتقدم التلميذ ويتأخر الأستاذ... واضح؟

بعدين صعد صلوات الله وسلامه عليه عالم اللاهوت كله بالرفرف الأعلى، وكلمة لاهوت تعني عالم الأرواح المجرده يعني الأرواح قبل ما تنزل الأجساد ثم صعد للباري جل وعلا (بالجذبات الإلهية) ومعنى الجذبات هو سر الإرادة والإرادة يعني المحبة وربنا إسمه المريد يعني المحب ولذلك علشان المحبة بين ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم كانت ﴿ثم دنا فتدلى﴾ ما دام فيه دنو يكون التدلى لأعلى بمعنى دنا رسول الله وتدلى التجليات الإلهية ﴿فكان قاب قوسين﴾ ولو قلنا إن النبي وربنا كانوا في موطن القوسين يكون تقييد لربنا بمكان وهذا لا يليق بالمولى تبارك وتعالى ولكن (القاب والقوس) ده موطن وده اللي وقف فيه كبار الصحابة والأولياء بالأرواح فقط لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده في (أو أدنى) النبي صلى الله عليه وسلم قال التحيات لله الزاكيات لله الصلوات الطيبات لله وسكت وفي تقدمه سمع صوت سيدنا أبوبكر يقول له قف إن ربك يصلى

فأسمعه بـــالأنس صوت عتيقه توقف فرب العرش سبحانه صلى

فأزعجه ذاك الخطاب وقــــال هل تقيد مولانا بإطلاقه جـــلى

هو الصمد الرحمن والرب بعد ذا يصلي؟ إلهي ما سمعت به يـتلى

وبعد ذلك قال الله السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته، النبي صلى الله عليه وسلم قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، يقولون أن الملائكة كانوا في الموطن ده ولكن زي ما قلنا قبل كده الموجود مع النبي هم خدام هذا الدين من الرؤساء الكبار اللي حيحاربوا إبليس مع النبي صلى الله عليه وسلم قال وعلشان كده قال السلام علينا لأن الموطن ده لا يمكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول علينا من باب التفخيم والتعظيم لنفسه أمام الله عز وجل بل لابد يكون معاه ناس علشان يقول السلام علينا وعلشان تقول يقصد علينا يعني الناس المؤمنين نقل أبدا لأنه قال علينا وعلى عباد الله الصالحين ولذلك الصحبه الموجودين معاه قالوا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعدين تبارك وتعالى أعطى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة علوم الأول علم وأمره بتبليغه وهي علوم الفرائض والشريعة. ثم علمه علم وخيره في تعليمه للناس وهي علوم مرتبة الإيمان العلوم القلبية وعلم وأمره بكتمه وهي علوم الإحسان والمشاهدات الإلهية وحيث نفس الله فرض ربنا على النبي صلى الله عليه وسلم خمسين صلاه في اليوم والليله وفرض عليه الغسل سبع مرات لكل عضو في الجسد وفرض عليه الوضوء سبع مرات لأعضاء الوضوء ووافق النبي وقي طريق العوده لاقى سيدنا موسى ودار بينهم الحوار لزوم تخفيف الفرائض وكان نتيجة ذلك إن الصلاة فرضت خمسه في العمل وخمسين في الأجر والوضوء ثلاث مرات لكل عضو والغسل مره واحده فقط.... بعد كده الناس اختلفوا في الرؤية بمعنى هل النبي صلى الله عليه وسلم شاف ربنا ولا لا؟

أولا الرؤية مش ممنوعه شرعا ليه؟ لأن قبل النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا موسى طلب الرؤيه قال رب أرني وهو نبي معصوم كيف يطلب شئ ممنوع مش ممكن وكذلك قصة سينا يونس في الظلمات قال لاإله إلا (أنت) وأنت للمخاطب دليل على الرؤية أما الأحاديث المفتراه على السيده عائشه في البخاري وغيره من الصحاح أنها كانت مع رسول الله في ليلة الإسراء وتقول تحت لحاف واحد.

والحديث يقول من قال أن محمد رأى ربه فقد أفرى الفرية على الله أو أعظم على الله الفرية وأنها استندت بالآية ﴿لا تدركه الأبصار﴾ فعادة إنتقاد الحديث يكون بالآيات وبالتاريخ فمن ناحية التاريخ السيده عاشة رضي الله عنها تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم في المدينه والإسراء كان في مكه فكيف يكونوا تحت لحاف واحد في ليلة الإسراء والثاني الآية ﴿لاتدركه الأبصار﴾ ربنا قال الأبصار مش البصائر.

سيدي عمر بن الفارض بيقول في أبيات بيوصف فيها الكلام ده بيقول

فترائيت في سواك لعينـي بك قرت وما رأيت سـواك

وكذلك الخليل قلب قبلــي طرفه حين راقب الأفــلاك

أبق لي مقلته لعلي يومــا قبل موتي أرى بها من رآك

وبعد كده ربنا يقول ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ وعبده لايمكن يكون الروح لازم عبده يكون بجسده وطاقيته ومراكيبه ده الجزء الأول والثاني قال ﴿ما زاغ البصر وما طغى﴾ ودي عيون الرأس بعدين ﴿ما كذب الفؤاد ما رأى﴾ ودي عيون القلب ثالث مره قال ﴿أفتمارونه على ما يرى﴾ وده جانب الخيال يعني العقل رابع مره بقول ﴿ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهى﴾ ده بالنسبه للرؤيه وربنا سبحانه وتعالى لما يحكي عن القاب والقوس بعض العلما بيقولوا إنه كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين جبريل وده مش ممكن لأنه بيقول ﴿فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾ ومعنى ذلك يكون عبد جبريل وده مش معقول جبريل وقف تحت إيه إللى طلعه في المكان بتاع قاب قوسين

وبعدين حضرة النبي رجع مكه واتجه لبيت الله الحرام لقاه أبوجهل أو أبولهب فقال له هل من نبأ جديد يا بن أخى؟.

النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم أسري بي الليلة إلى بيت المقدس فقال له وأصبحت بين ظهرانينا؟ قال نعم، فقال أتحدث القوم بما حدثتني؟ قال نعم فصاح في الناس والقبائل والعشائر حتى اجتمعوا فقال لهم انظروا ماذا يقول محمد فتقدم سراقه خادم الأصنام وقال هل من نبأ جديد يا بن أخي؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وقص عليهم نبأ الإسراء وهم يعلمون أنه لم يسافر قط إلى بيت المقدس، فطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس فبدأ يصف لهم كل شئ بالتفصيل لأن سيدنا جبريل أحضر أمامه صورة بيت المقدس ودي المقصوده في الآيات ﴿وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى﴾ والناس بين مصدق ومكذب ولكن لما أخبروا الصديق بما حدث قال والله أصدقه في خبر السماء يعنى لو قال طلعت في السماء أنا أصدقه.

إعداد و تقديم
محمد صفوت جعفر

بو حمد
27-04-2016, 08:57 AM
بارك الله فيك شيخ خالد على الطرح الطيب العطر وكل عام وانتم بخير

جنة
28-04-2016, 04:30 PM
بارك الله فيك شيخ خالد وجعله فى ميزان حسناتك وشكرا على الطرح الطيب وكل عام وانتم بخير

يزيد الاسيوطى
29-04-2016, 10:03 AM
بارك الله فيكم على الطرح والافادة القيمة

ابو بكر
30-04-2016, 10:42 AM
بارك الله فيك وجزاكم الله كل خير

روضة العامودى
08-05-2016, 01:14 PM
شكرا على الطرح الطيب وجزاكم الله كل خير

ابراهيم الدالى
19-05-2016, 04:19 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

غادة السعيد
21-05-2016, 08:43 AM
يسلمووو ع الطرح الطيب والسيرة العطرة بارك الله فيكم

لطائف الله
24-05-2016, 03:56 PM
شكرا وبارك الله فيكم