المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدخل الى علم الاوفاق



ادهم
08-05-2016, 05:02 PM
مدخل الى علم الاوفاق

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم...الجزء الأول
وددت أن أضيف كلاما مختصرا هنا، يكون بمثابة التوجيه للمدخل الصحيح في هذا العلم(الأوفاق)...

لما علم أن غير المسليمن يستخدمونه...لا يجب أن نقف ونظن به الظنونا...لآن الحكمة موجودة في النوع الإنساني بحكم توارث العلم....وعندما ترجع إلى أصوله تجدها عند الحكماء الذين رضعوها من أسلافهم حتى تسلسلها إلى إدريس عليه السلام...وهو لا شك ورث العلم من آبائه إلى أن نصل لآدم عليه السلام...

لاحظوا أن هناك من العلوم ما يسمى إرثا بشريا...تجده متواترا عند جميع حكماء الشعوب على اختلاف الملل والأزمان...وهذا يقتح علينا الآية الشريفة:
"كان الناس أمة واحدة فاختلفوا...فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"

أما الأوفاق فهي ليست عملية حسابية معقدة وهي بسيطة لمن تمرن عليها كأي تمرين رياضي حسابي.

وأما الحصول على فائدتها من حيث المدخل الصحيح...فنحن مطالبون أن نأتي البيوت من أبوابها..أليس كذلك!...وكذلك قلبنا في الكتب في أوضاعها العجيبة ويسميها الغرب بالمربعات السحرية "magic squares" ولا يخفى علينا أنهم يضفون رونق السحر على

هذه المربعات...وفي ذلك إما لطافة في الوصف أو اعتقاد مخلوط عندهم عقديا بحقيقة هذه الأوفاق مع علمهم بتصريفها.

وأما نحن المسلمين...مشكلتنا تكمن في عنجهية البعض المنكرين للحكمة...بينما اهتم بهذه العلوم اليهود والنصارى...على الآقل هم أخذوا نصيبا من التوراة والإنجيل اللذان قال فيهما القرآن أن فيهما هدى ونور. وطبعا موقفنا واضح أنهم أخذوا العلم مع وجود الخلل الذي طرأ على عقيدتهم فيما بعد وهو الفرق بيننا وبينهم في مسألة علم التوحيد المطلق لله عز وجل... وسيكون لهذا الباب موضوع مستقل إن شاء الله، وهو يظهر من عجائب الحساب أن هذا العلم ينطق جهارا جهارا جهارا بتوحيد الله المطلق ويكاد يكشف لنا عن قناع العقل في معرفة شرح اسم الله الأعظم من طريق رياضي سهل ممتنع وسلس ودامغ - إن شاء الله نذكره في موضعه وفي زمانه بعونه وتوفيقه لاشريك له ونستغفره ونتوب إليه ونتمسك بعروته الوثقى.

وأما إذا قلنا باللسان أننا نعبد الله تعالى، فكلنا يعبده...ولكن ليس كلنا اتخذ من أسمائه الحسنى طريقا إليه...فمشكلتنا تكمن كذلك في أننا لم نعط أسماء الله قيمتها وقدرها...لأننا ظنناها مجرد كلمات ننظمها ونستهلكها في أدعيتنا...والحق صدقا أقول لكم أن هذا إن كان كذلك فهو قدح مباشر في عقيدتنا اقترفناه وظلمنا أنفسنا...ولا حول ولا قوة إلا بالله....إن أهل الأذكار والأوراد أقرب رحما من العلم بالله لأنهم يعظمون أسماء الله تعالى ويجدون حلاوة ذكراها أفضل عندهم من الدنيا وما فيها...أما العامة فهم وإن

اعتقدنا حسن نياتهم إلا أنهم غافلون عن هذه مع الأسف.

ولما كانت عملية العبادة ليست عملية آلية وفيها روح ، على الأقل ليس كل يعلم جزئية الروح...فأذكرهم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لما وصف الكلمة تخرج من فيه الناس فتصعد...أيها الناس..هل هي فزورة...شيئ يصعد!!.ما هو...الجواب..إنها "روح" يخلقها الله تعالى تستغفر أو تلعن صاحبها حسب مقاله في مرضاة أو سخط الله تعالى.

أفلا تقرؤون: كبرت كلمة تخرج من أفواههم...إن يقولون إلا كذبا.....فتدبروا هذه المعاني... عسى أن يهبكم ربكم من فهمكم رشدا ويفسح عن أفهامكم أسرار الملكوت....عسى يكحل بها أعينكم عيانا قبل فوات الآوان....فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد...وقال الحبيب:موتوا قبل أن تموتوا..وإذا أردتم أن تنظروا إلى إنسان ميت يمشي على الأرض/ فانظروا إلى أبي بكر الصديق...لأنه تعلقت روحه في العالم العلوي وأمات نفسه الأمارة...تحقيقا لمعنى : اقتلوا أنفسكم...

أما الطريق إلى الله تعالى فهي - شرحا لما سبق - فهي والله طريق أدب مع الوالدين والأرحام بالمقام الأول وحسن خلق...فإذا أنت لم تحسن لمن رباك...فكيف بك تحسن لمن رباك وهو ربك!!! ليس هذا لغزا...ولذلك هناك حث على الوالدين...الإحسان إليهم بمثابة الإحسان إلى الله تعالى ويرفعك لمقام الإحسان....فسارعوا قبل أن تخسروا كنز البر العظيم فالذي تأدب مع والديه لا شك مؤهل وصار مرشحا لئن يقوم بالخطوة التالية وهي أن يقدر العلماء الوارثين قدرهم....وهذه قصة المريد مع شيخه..ومن ثم فإن شيخه يرفعه بالعلم إلى أن يرى الحبيب..فحين إذ يبشره....ولا اعتراض على ذلك...وليس للشيطان على ذلك سبيل...ودعوكم ممن صد عن سبيل الله وأنكر إما جهلا أو حسدا من نفسه...أقسمت بعزة الذي فلق الحب والنوى أن من يراه في المنام تكون له أمارة تكلمه في ضميره أن هذا هو النبي حقا حقا لا كذب هذا ابن عبد المطلب. صلوات الله عليك بدرا منيرا يا شمس الضحى يا سراجا وهاجا نور على نور.

ثم إن الفتوحات والترقيات تتوالى للمحب لله....نعم...والذين آمنوا أشد حبا لله....إن المريد في بداياته لا يعرف شيئا عن حب الله إلا السماع لا الذوق...رفعنا الله جميعا وهدانا رشدنا إنه هو الرشيد الودود الحكيم. آمين

ثم إن السالك الطالب هو عابر سبيل في المقامات...لا ينبغي له أن يتوقف وأن يظن نفسه قد علم ووصل....لا ورب الكعبة....ألم تسمعوا قول النبي صاحب الهمة الروحانية العلية وحامل قبس النور في غياهب ظلمات الملكوت...الأ تراه يقول..اللهم زدني فيك تحيرا....أتراك وصلت أم تحيرت...اطمئن..لن تصل إلى الله بقياس مسافة ولا زمان...لآنهما مخلوقان وهو منزه عن ذلك...قال تعالى...ما وسعني أرضي ولا ملكي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن....ما كذب الفؤاد ما رأى...ولما تضاربت الأفكار في ذات الله، من حيث أننا لم ننسب له جسما وحيزا...فتهاهت الأفكار وعجز العقل عن إدراك حقيقة المالانهاية...وهذا هو التحير بعينه..وهو من أصفى المقامات اليقينية...ولا أقول الإيمانية قاصدا.
ثم ما بقي لنا في معرفة الله تعالى إلا أسمائه الحسنى....وهي بضاعتنا في المعرفة بالله تعالى ردت إلينا.....كفى بها متربعة على عرش عقولنا برسمها ونراها بأعيننا ومتربعة على عرش قلوبنا - ما كذب الفؤاد ما رأى... كفاحا كفاحا...ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير...والحمد لله الذي هدانا من قبل وكذا اجتبانا...

ولما وقفنا على ساحل أسمائه...ولم تتصفى قلوبنا...لأن القلوب غذائها المعارف...وكل من عنده خلل في العقيدة فإن طريق الأوفاق له مهلكة وشرك....واقرئوا إن شئتم عقيدة الشيخ الأكبر، لأنه كتبها في إحدى رسائله...وهي تعليمية شاملة للمبتدئين...وهي عقيدة صافية...والحمد لله أهل الطريق في زماننا وقبلنا كلهم على نفس الإعتقاد....فإنه هنا تنبيه خطير...حيث أني ما رأيت هذا التنبيه مكتوب في أي كتاب وما سمعته من أحد...ألا وهو الربط بين مسائل العقيدة والعلم بالله وتبيان علاقتها مع علم الأوفاق...فالعقيدة الصافية باطنها كظاهرها كل موفى بما له من سنة النبي العظيم العطرة.

إعلم هداك الله أن رسوله الحبيب لما نزل من السماء (حادثة المعراج) مر بالسماء الأولى ورأى فيها دخانا وهبرجة...فقال ما هذا يا أخي جبريل، فقال هذه الشياطين تذب حول قلب بني آدم لئلا ينظروا في ملكوت السموات والأرض...ولولا ذلك لرأوا عجبا عجاب..واقرؤوا إن شئتم كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية للشيخ الأكبر في باب الحجب المانعات من الكشف. وأوردها ملخصة لاحقا إن شاء الله. لمن شاء أن يستزيد....

وأما مدخل علم الأوفاق الصحيح الموعود به ههنا هو أنك أولا تطهر نفسك- وأمرك إلى الله أن يأخذ بيدك إن أنت صدقت/ لأن الأمر ليس بيدك أنت، فاعلم ذلك، وما لك من الأمر إلا أن تنوي وتصدق، والله المتمم يخلق الفعل...لكن اسأل نفسك ...هل أنت

صدقت....واعلم أن الله تعالى قوله الحق وله الملك وعدا عليه أنه أنه قال..والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...

ثم بعد ما تأتيك البشائر وتشعر أن روحك أخذت على المنهج القويم والشريعة صارت سهلة عليك قلبا وقالبا...لا تكاسلا وتكذيبا...فاعلم أنك على الخير واطلب المزيد....فاطلبه حينئذ من أهله(أهل الذكر)...وإن لم تجد...فما كان عطاء ربك محظورا...اطمئن...وثق

بالله وتوكل عليه...أنت الآن تريد الكشف....لا لتهتك أستار الناس..بل لتكون على خطى الحبيب....ما زاغ البصر وما طغى....ولا تظن أنه عيب عليك حينئذ أن تطلب الكشف الملكوتي من الله تعالى....لأني أفترض أنك مؤد ما عليك من الدين أحسن

تأدية....لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نحن أولى بالشك من ابراهيم...(لما قال: رب أرني كيف تحيي الموتى....ولم يقل أنى يحيي هذه الله بعد موتها)...فلا بأس عليك عندما يمر بك العمر وتأخذ ثمار الإيمان بالنضوج أن تطلب المزيد....لكن حذاري...فإنك مقبل على بعد جديد في الدين....يختلف عن الأبعاد العادية التي ألفتها....أتعلم لماذا....لأنه كل ما زاد عمرك شيئا...صرت أقرب إلى لقاء الله....والأفضل أن تلقاه وأنت على معرفة به...فلك بذلك رصيد....لا يستوي الأعمى والبصير.....وقد حض الأنبياء عليهم صلوات ربي وسلامه أممهم على طلب المقامات الأزهى، لآنهم علماء وحكماء ربانيون...وسيرهم واحد وعقيدتهم واحدة ويجب علينا أن نشد الهمة ونأخذ الزاد التي يلحقنا بهم لكي نكون مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا....لا

تقلقوا من هذا الطريق وتظنوا به الظنون....فوالله إنه طريق عباد الله السالكين...وهو محروس إن شاء الله بحصن: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان.....وأعلى من ذلك توفيق الله عز وجل...."لنهدينهم سبلنا"....هي سبل بعدد أنفاس الخلائق....لكن منها أربيعين سبيل رئيسية في هذه الأمة من مدد علوم باب مدينة علم الرسول(أنا مدينة العلم وعلي بابها)....وهاك الطريق الواحد والأربعون وهي طريق الذي ورث المدينة (كل ما ألقاه الله في قلبي ألقيته في قلب أبا بكر)......هؤلاء الأعلام كانوا نصف وثلث هذه الأمة....وهما أول من آمن برسول الله....وهما اللذان فديا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة بروحهما....وأما علي - كرم الله وجهه- فلم يصب بسوء بحفظ الله...فتلقى مقام السر فيما بعد...وأما أبا بكر الصديق فقد لدغه الثعبان....وكاد أن يموت من سمه....فحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر في غار ثور...كما حضن جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم محمدا من قبل في غار حراء(هل تتذكرون، وهل ربطتم الحكمة)....فالتأم الصدر على الصدر، ووقع الفيض من القلب إلى القلب مباشرة دون أن يمر في ذراع الرسول(تقريبا للمسافة)...وكانت الهجرة بعد الإسراء بسنة....ولما وقع الفيض من علوم الاسراء والمعراج (وهو إرث الوارثين الروحانيين الربانيين العارفين بالله في هذه الأمة مما ضرب لهم من سهم مقام - فأوحى إلى عبده ما أوحى)..فلما وقع الفيض...هناك قال رسول الله ص:.كل ما ألقاه الله في قلبي ألقيته في قلب أبا بكر....أجل....إن المعراج لم ينتهي...وما زال حتى يومنا هذا من يفتح الله تعالى عليه من أمة محمد بمعاريج توفق لهم في رؤى صالحة ومكاشفات لا تكاد تتشابه....لاختلاف الأحوال والمقامات....وأجمل ما سجلته الأقلام هو رؤيا الشيخ الأكبر في كتابه : "الإسرا إلى المقام الأسرا" وهو موجود ..ومشكلة عامة....ومشكلة السنة و الشيعة -ليس كلهم - أنهم أخطئوا تقدير مقام الصحابة الوارثين وآل البيت الوارثين..فلو جمعوا بينهم حصلوا على الإكسير...وحد الله أمة محمد وأعلد لها رشدها.

إن الأولياء في هذه الأمة ورثوا الشجرة العرفانية التي هي أصفى المشارب....فكان من أعلامهم النقشبندي والقادري والخلوتي والشاذلي والتيجاني وهي مدارس روحانية، ولما علمنا أن الشيطان يهم وينشط في ذب الناس عن طريق الحق...فقام ونصب راياته في وجه هذه الطرق...فكان ما كان على اختلاف الزمان من البدع والأمور التي تنسب(ظلما وجورا) إلى هذه الطرق العلية الذهبية....والله إن أزلت الكير يبدو لك الذهب الإبريز....فلا يغرنك أن هذا يقول عن نفسه نقشبندي وهذا يقول عن نفسه قادري...والله إن الرجال لا يقولوها لأنهم يعلمون أنها نسب وإضافات نسبية لا حقيقة،وكلها من معين واحد وناموس واحد، وإنما هي لطائف وإشارات متفاوتة لتكون في متناول السالكين على اختلاف طبقاتهم، وإنما التلاميذ تتفوه بها وتخطئ في ذلك ولا تصيب....وهذه من تلبيس ابليس....فعليكم بالذهب الإبريز...وكما قال الحبيب:.الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين والحمد لله.

ماجد
08-05-2016, 06:54 PM
ماشاء الله عليك اخى ادهم شكرا على المواضيع القيمة وبارك الله فيك وفى مجهوداتك ونرجو المزيد

وليد البلوشى
08-05-2016, 07:53 PM
مشكور وجزاك الله كل خيرعلى الموضوع والافادة القيمة ونرجو المزيد اخى ادهم

نور الهدى
09-05-2016, 01:17 PM
شكرا وبارك الله فيكم على الموضوع والافادات القيمة

بلال
09-05-2016, 02:41 PM
مشكور اخى على الطرح القيم ونرجو المزيد

جنة
09-05-2016, 04:44 PM
شكرا على الموضوع القيم والمعلومات المفيدة ونرجو المزيد

مشهور
10-05-2016, 06:56 PM
شكرا على المواضيع والمعلومات القيمة جزاكم الله كل خير ونرجو المزيد فى شرح هذا العلم الجليل

عهود المالكى
11-05-2016, 04:41 PM
شكرا على الطرح والمعلومات القيمة

بهاء الدين
11-05-2016, 04:55 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير على الموضوع والافادة

حنين
11-05-2016, 07:33 PM
شكرا وبارك الله فيكم على الشرح والتوضيع والافادة ونرجو المزيد من اسرار هذه العلوم الجليلة

على سليمان
12-05-2016, 03:30 AM
مشكور اخى وجزاك الله كل خير

خلود العنزى
12-05-2016, 01:32 PM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة