المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخدر المسمى بغير اسمه: لعبة كرة القدم



محب التيجانية
09-05-2016, 08:35 PM
المخدر المسمى بغير اسمه: لعبة كرة القدم




إن الافتتان بكرة القدم، مصيبةَ أخذناها عن غيرنا دون ضوابطَ أخلاقية، ولا عَرْضٍ على موازين شرعية، ولا نظرٍ إلى المصلحة والمفسدة، فتأثرت بها أجيالنا منذ زمن بعيد، حيث رُبِّيَ عليها الصغير، وهَرَم عليها الكبير، ومات من أجلها الكثير، ورُصدت لها ملياراتُ الدولارات، وسخرت لها وسائلُ الإعلام،والجامعاتٌ والطائراتٌ والمعسكراتٌ والفضائياتٌ والاتحاداتٌ، والحافلاتٌ والسياراتٌ والمدربون،...




[المخدر المسمى بغير اسمه:لعبة كرة القدم ]



*الحمد لله قال و هو أصدق القائلين:" أَفَحَسِبْتُمُ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمُ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ، فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ، إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ، وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ"
[ المومنون: 115 – 118]
* والصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد القائل: )نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ ((رواه البخاري
* و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،قال عز من قائل:"وما خلقت الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون56 ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون 57إن اللهَ هو الرزاق ذو القوة المتين58" (الذاريات)
* ونشهد أن سيدنا و نبيناو مولانا محمدا عبد الله و رسوله و مصطفاه من خلقه و خليله، القائل ناصحا لأمته:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه)فصلى الله عليه و سلم من نبي أمين، ناصح حليم وعلى آله وصحابته وعلى من حافظ على دينه و شريعته، واستمسك بهديه و سنته إلى يوم الدين .
* أما بعد، من يطع الله و رسوله فقد رشد و اهتدى، و سلك منهاجا قويما و سبيلا رشدا، ومن يعص الله و رسوله فقد غوى و اعتدى، و حاد عن الطريق المشروع و لا يضر إلا نفسه و لا يضر أحدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يطيعه و يطيع رسوله، حتى ينال من خير الدارين أمله و سؤله، فإنما نحن بالله و له،
عباد الله:إنَّ لِلْحَيَاةِ قَصْدًا مِنْ وُجُودِهَا، وَهَدَفًا مِنْ خَلْقِهَا، وَغَرَضًا جُعِلَتْ مِنْ أَجْـلِهِ و لَيْسَتْ مُجَرَّدَ أَرْحَامٍ تَدفَعُ، وَقُبُورٍ تَبْـلَعُ، وأوقات تُهدر، بَلِ الأَمْرُ أَجَلُّ مِنْ ذَلِكَ وَ أخطر،وَإنَّ لِوُجُودِ الإِنْسَانِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ غَايَة ًوَهَدَفاً، و مصيرا فيه الحساب والثواب و العقاب،ليس لأحد من الناس عن هذا المصير مصرفا ألا فليدرك اللاَّهون العابثون هذه الحقيقة، وليعملوا بمقتضاها،و كيف لا و قد قال الله عز وجل: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا، إِنَّهَا كَلِمَة ٌهُوَ قَائِلُهَا، وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثـُونَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ، فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ)، [ المومنون: 99 – 111]
عباد الله: موضوع خطبتنا اليوم سيكون عن مخدر خطير قد سُمي بغير اسمه و أفيون مبير لايكاد ينجو أحد من سُمِّه إنه كرة القدم، وما أَدراك ما كرةُ القدم ؟ هذا الهوسُ الذي تسلّطُ على العقولِ، تقامُ من أَجله المعاركُ، وتَنْشَبُ الحروبُ،وتموتُ الضحايا، وقد تُطَلَّقُ لأجلِه الزوجاتُ، وتُقَطَّعُ أَواصرُ القُرباتِ،ويومَ تُقامُ مباراةٌ ما بين فريقين لامِعَيْن فكأنَّ الحربَ الضروسَ قد تم إعلانها، فالرايات ترُفع، والإذاعاتُ والشاشات تُهَيّؤ والمشجعونَ ويعدُّون السكاكين والأحجارَ والطبلَ والمزمارَ، والأَناشيدَ الجماعيّة، والهتافاتِ القويّة، وما إن تنجلي المعركة ُالحامية ُعن هزيمةِ أَحدِ الفريقين حتّى ينتقلَ ميدانُ المعركةِ من ساحةِ الملعبِ، ليكونَ ميدانُها مدرجاته ثم الشوارع و البيوت والمدارس والدواوين ومكاتب الموظفين والمقاهي و المصاطب والمنتديات، وتُسفِرُ المعركة ُفي النهاية عن خسائر مادية في المملتكات، و جسدية تفضي إلى مستعجلات المستشفيات، وما إن تَهدأ حِدَّتُها وتنجلي غمرتُها حتّى تبدأ َمعركةٌ أُخرى بمباراةٍ ثانية..وهلمّ جرّا، وإِذا رفع أحد صوتَ العقل ليُناقشَ أَحدَ هؤلاءِ المصابين بالهَوَسِ الكُرَوي، قال بملءِ شِدقيه: إِنّني رياضي.
أيها الإخوة المؤمنون: إن الافتتان بكرة القدم، مصيبةَ أخذناها عن غيرنا دون ضوابطَ أخلاقية، ولا عَرْضٍ على موازين شرعية، ولا نظرٍ إلى المصلحة والمفسدة، فتأثرت بها أجيالنا منذ زمن بعيد، حيث رُبِّيَ عليها الصغير، وهَرَم عليها الكبير، ومات من أجلها الكثير، ورُصدت لها ملياراتُ الدولارات، وسخرت لها وسائلُ الإعلام،والجامعاتٌ والطائراتٌ والمعسكراتٌ والفضائياتٌ والاتحاداتٌ، والحافلاتٌ والسياراتٌ والمدربون،... وغيرُ ذلك من الوسائل، وأصبح هذا قاسما مشتركا بين كثير من الدول الإسلامية مع غيرهم، في وقت المسلمون في أشد الحاجة إلى تحسين اقتصاد بلدانهم، فضلاً عن احتياجهم إلى التفقه في دينهم، فقد تجد المسلمَ يَحفظُ أسماء الأنديةَ واللاعبين وأوقاتَ المباريات، ولا يُحسِنُ حتى الاستبراء من البول و الغائط وقراءةَ الفاتحةِ .
أيها الإخوة المؤمنون: لقد بلغ من العناية والاهتمام برياضة كرة القدم في جميع بلدان العالم ما ليس عليه من مزيدٍ، كيف و قد أصبحت لا تُزاحمها حتى القضايا المصيريّة، وتحولت ـ مع ما في الساحةِ العالميّة من أَحداث جسام ـ إلى قصةَ خداعِ للجماهير، خداعًا كاملاً على جميعِ المستويات، فنرى تفاعلَهم مع المبارياتِ على وجهٍ أَشدَّ وأَكثرَ من تفاعِلهم مع مصير بعضِ الشعوبِ الإسلاميّةِ في سائرِ القارات، ويزيدُ هذا التفاعلَ عناية الجرائدِ والمجلات، وبثُّ المباريات على الشاشات، ونشرُ ما يخصُّ الأَندية والأَبطال من أَخبار وحكايات تجذبِ النَّاسَ، وساعدَ على ذلك الفراغُ ونسيانُ الناس الغايةِ التي خُلقوا من أَجلِها، والهدفَ الذي ينبغي أَن يعملوا لتحقيقه:و هو ما صرح به قوله سبحانه(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] ومن العجيب أن هذه اللعبةَ لا يمارسها فعليا إِلا القليلون، ولكن الكثيرين يتابعونها على وجهٍ مُشين.
أيها المؤمنون: كرةُ القدمِ لعبة مفترى عليها. لأنها من جملة الأَلعابِ التي لا تمنع من تزكيها تعاليمُ الإِسلامُ ؛ فهي إن شئنا مدرسة تعلّمُ دروسًا في التجميعِ لا في التشتيتِ، وفي الوحدةِ لا في التفرّقِ، وفي الودِّ لا في التباغضِ والعداوةِ. إنها اللعبة الّتي تؤكدُ أَنَّ الأَهدافَ لا يمكنُ أَن تُحققَ إِلاّ بالروحِ الجماعيّةِ، وأنَّ الفردَ قليل بنفسِه كثيرٌ بإِخوانِه، فممارسة كرةِ القدم من الأُمورِ المشروعةِ، إِذ لا يُعلم دليل يحرِّمها، والأَصلُ في الأشياء الإباحة، فلا يَبعدُ أن تكونَ من المستحبّاتِ إذا مارسها المسلمُ ليتقوَّى بدنُه، ويتخذَها وسيلة ًلتُكسِبَه قوةً ونشاطًا وحيوية، وقد رغّبَ الشرعُ في تعاطيِ الأَسباب المقوّيِة للبدنِ لأَجلِ الجهادِ، وقد ثبتَ عن رسولِ صلى الله عليه وسلم قولُه:(المؤمنُ القويّ ُخيرٌ وأَحبّ ُإِلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ، وفي كلِّ خيرٌ) (رواه مسلم)ولكن إن اقترنت معها المحظوراتُ والمفاسدُ والأَضرارُ فيكونُ حكمُها حكمَ هذه القرائنِ، فقد يصلُ حكمُها إِلى درجةِ التحريمِ في حقِّ بعضِ المهووسين والمتعصبين.
عباد الله: لا ينبغي أن نقلب الغايةَ إِلى وسيلةٍ والوسيلةَ إِلى غايةٍ، ولا أن نؤمن بالشكلِ ونجحد المضمونِ، أو نعتنيَ بالمظهرِ ونرمي بالجوهرَ وراءَ ظهورِنا.إن من المهووسين بهذه الكرة من لا يعرف في تشجيع ناديه المفضل سوى التعصب له؟ولا يفهمُ عن الروحِ الرياضيّةِ، وعن أَنواعِ الرياضةِ إِلاّ التصفيقَ الأَرعنَ، والهتافَ المحمومَ، ولغةِ الحجارةِ والطوبِ، بينما الروح الرياضيّة ولغتها الحقيقية تعلمُنا أنَّ نبتسمَ عند الهزيمة وأن نتواضعَ عند النصر، وتعلمُنا أنَّ الأَيامَ دُولٌ، فيومٌ لنا ويومٌ علينا، ويومٌ نُساءُ ويومٌ نُسرُّ.
و هذا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يضعُ لنا المثلَ الأَعلى في الروحِ الرياضية، فعن أَنسِ بن مالك قالَ: كانت العَضباءُ (ناقة ُ النبي صلى الله عليه وسلم) لا تُسْبَقُ، فجاء أَعرابيّ ٌعلى قَـَعودٍ لَهُ فَسَابَقَها فَسَبَقها، وكأنَّ ذلكَ شقَّ على أَصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنَّه صلى الله عليه وسلم انتهز الفرصةَ ليعلمَهم الروحَ الرياضيةَ، و يُفهِمَهُم أنَّ الجلوسَ على القمةِ في الدنيا لا يدومُ لأَحدِ، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ:(إِنَّ حقَّا على اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ أَلاّ يرفعَ شيئاً من الدُنْيا إلاّ وَضَعَهُ).(سنن أبي داود (http://library.islam***.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=9147&lang=&bk_no=55&ID=1)) ( والقعود من الجمال : ما يتخذ مركبا في كل حاجة ، جمع : أقعدة وقعد وقعدان وقعائد)
أيها الإخوة المؤمنون:إذا تأملتم في مبارياتِ كرةِ القدمِ في أَنحاءِ العالمِ، فستجدون فيها لا محالة مجموعة من السلبياتِ والظواهرِ السيئةِ، يمكن إجمالُها في الآتي:
أَولاً: ما في طبيعة هذه اللعبة من التحزبات وإثارة الفتن وتنمية الأحقاد، وهذه النتائج عكس ما يدعو إليه الإسلام من وجوب التسامح والتآلف والتآخي وتطهير النفوس والضمائر من الأحقاد والضغائن والتنافر، فلا ينبغي أن تصبح كرةُ القدمِ وسيلةً لتفريِق الأُمّةِ، وإِشاعةِ العداوةِ والبغضاءِ بين أَفرادِها؛ و سيادة التعصبَ المقيتَ للفرقِ الرياضيّةِ المختلفةِ، كما يحرم أن يصل الأمر إِلى سخريةِ أَتباعِ الفريقِ المنتصرِ من أَتباعِ المنهزم، فذلك هو الذي يؤدي في نهايةِ المطافِ إلى الشجارُ والعراكُ الّذي يدور بين مشجعي الفريقين..
ثانياً: الأصلُ في حَضِّ الإسلامِ على الرياضةِ، هو أن يباشرَها المسلمُ بنفسِه أو مع غيرِه، لتحصلَ له القوّةُ المطلوبة، أمّا كرةُ القدمِ الآنَ، فإنَّ أَهمَّ عنصرٍ مقصودٍ فيها هم المشاهِدون المشجعونَ، الذين يصلُ عددُهم إلى مئاتِ الألوفِ فماذا استفادت هذه الأَعدادُ من حضورِ المباريات؟وكم خسرت مجتمعاتُهم من هدرٍ للأَوقاتِ والطاقاتِ؟ فضلاً عن الشرورِ التي تصيبُ بعضَهم، وقد تصلُ إِلى المماتِ، إِثرَ نوباتِ القلبِ أَو الانتحاراتِ، أمّا ما يعتادُه كثيرٌ من المشاهدين من بذاءةِ الأَلسنِ ووقاحةِ العباراتِ، والتخاطبِ بالفُحشِ ورديءِ الكلامِ، وقذفٍ ولعنٍ لبعضِهم وللحكَّام، فهذا من الحرام الذي ما عاد الناس يجدون فيه من حرج .
ثالثاً: ما يصاحب اللعب بها من الأخطار على أبدان اللاعبين بها نتيجة التصادم والتلاكم، و على المتفرجين عندما تسود الفوضى وليس أدل على صدق هذا من ضرورة وجود أعداد كبيرة من رجال الأمن و العساكر وسيارات الإسعاف الطبية تقف بجانبهم وقت اللعب بها،
رابعًا: لا يجوز أن يكون في لعبِ كرةِ القدم صدّ ٌللمتفرّجين ـ الذين تصلُ
أَعدادُهم إِلى مئاتِالأُلوفِ ـ عن ذكرِ الله وعن الصلاةِ، فتعاطي ما يصدّ ُ عن ذكرِ الله، وعن الصلاّةِ حرامٌ، ولو نظرنا في حكمة تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام لوجدنا أنه بسبب ذلك: يقول المولى عز وجل: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ، فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة:91] ، فكم من أُناسٍ ممن يتابعونَ مبارياتِ كأسِ العالمِ يستيقظونَ في النصفِ الأَخيرِ من الليلِ؛ ليشاهدوا المباريات على شاشة التلفاز، وتفوتهم صلاةُ الفجرِ؟ وكم من المصلين تفوتهم الصلاةُ في الجماعاتِ بسببِ جلوسِهم أَمامَ الشاشات؟ هذا فضلا عن الجموع الغفيرة الذين يرابطون لساعات طوال أمام أبواب الملاعب ينتظرون في طوابير طويلة وقت فتحها، و منهم من لا يُصلون أصلا بل كانت لعبة الكرة و الشغف بمتابعة مبارياتها من أسباب انقطاعهم عن أداءها بعد أن كانوا مداومين عليها. هذا بالإضافة إلى الإخلال بالخشوع في الصلاة عندما تكون الكرة منقولة على التلفاز، وتكون في وقتٍ من أوقات الصلاة. فيحتار المشغوف بها ماذا يفعل؟ هل يذهب إلى المسجد أم يبقى يتفرج على الكرة؟، فهل الكرة إذن تعين على ذكر الله أم تصد عنه؟والأَدهى من ذلك كلِّه ما يقعُ فيه أولئكَ الذين يسافرونَ من قُطرٍ إِلى قطرٍ، أو ينتقلونَ من مدينةٍ إِلى أُخرى، لحضورِ مباراة، وقد تصادف وقتَ صلاةِ الجمعة حيث مئات الأُلوفِ يجتمعونَ في وقتِ صلاةِ الجمعةِ في المُدرجاتِ، ويناديهم منادي السّماءِ، ولكن أنّى لهم أَن يستجيبوا له وقد تعطلت عقولُهم،
خامسًا: التهاون بعقيدة الولاية والبراءة إذ تجد المشجع المسلم يحب فريقاً غير مسلم لما عنده من مهارات اللعب ويتجاهل ما عنده من كفر، تجده يفرح إذا فازوا، ويَحْزُن إذا خسروا، ويحب فيهم، ويبغض فيهم، وربما يعادي فريقاً مسلماً أو لاعباً مسلماً أو يوالي نصرانياً أو هندوسياً، لأنه صاحب مهارات، ولقد رأينا شعاراتِ الأندية معلقةً على أبواب المتاجر، وصورَ اللاعبين في السيارات، وفي البيوت، وعلى الملابس، فيتشبه الواحد بهم في أحوالهم، فيلبس مثل لباسهم، ويلفَظُ بكلامهم، والله تعالى يقول:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ)[الممتحنة:1] وفي الحديث: (مَنْ تَشَبَّــهَ بِقَوْمٍ فَهُوَمِنْهُمْ).( أبو داود و ابن حبان) نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم و كلام سيد الأولين والآخرين سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين


الخطبة الثانية


* الحمد لله على نواله و إفضاله ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد النبي الأمي، الصادق الزكي،و على آله، وعلى جميع من تعلق بأذياله و نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسوله و بعد :
سادسا: عباد الله، ومنالسلبياتِ والظواهرِ السيئةِفي لعبِ كرة دخولُ المراهناتِ وانتشارها على مباريات كرةِ القدمِ في كلِّ أَقطارِ العالم، وهكذا دخلت المقامرةُ كرةَ القدمِ، وكثير من علماءِ النَّفسِ والاجتماع اعتبروا المقامرةِ من وسائل تدمير الأَخلاق والسلوك، مع منافاتها مع العقيدةِ الإِسلاميّة، وهي السببُ الرئيس لأَبشعِ أَعمالِ الشغبِ في الملاعبِ، الّتي تؤدي بدوِرها إِلى سقوطِ مئاتِ المتفرّجين والمتراهنين قتلى وجرحى، كما هو حالُ الدولِ الّتي تأخذُ بنظام المتراهناتِ، وقد علّقَ علماءُ الاجتماعِ الغربيّون على ظاهرةِ مراهناتِ كرةِ القدمِ، وما تؤدي إِليه من أَحداثِ شغبٍ وعنفٍ في الملاعبِ، بأنّها تعبيرٌ عن فراغٍ حادٍّ، يعيشُه الإِنسانُ، بعد أَن طغت المادّةُ عليه، وجعلت قيمة الكسبِ هي القيمة الأَساسيّة في حياتِه و التي يجبُ أن تتحققَ بأَيِّ ثمنٍ، وأَضافوا أنَّ المبدأَ الأَخلاقيَّ الأساسيَّ الَّذي بنيت عليه الرياضة ـ والذي هو تشجيعُ الفائزِ وتمنّي الحظّ السعيد للمهزومِ في مباراةٍ قادمةِ ـ قد انتهى أساسًا من القاموسِ الرياضي،.فاتقوا اللهعباد الله: واستعينوا على الاستجابة لأوامر الله و المبادرة إلى طاعته بالإكثار من الصلاة و التسليم على ملاذ الورى في الموقف العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراطك المستقيم، و على آله حق قدره و مقداره العظيم، صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، و تقضي لنا بها جميع الحاجات، و تطهرنا بها من جميع السيئات، و ترفعنا بها أعلى الدرجات، و تبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة و بعد الممات آمين. و ارض اللهم عن أصحاب رسولك و خلفاء نبيك، القائمين معه و بعده على الوجه الذي أمر به و ارتضاه و استنه خصوصا الخلفاء الأربعة، و العشرة المبشرين بالجنة والأنصار منهم و المهاجرين، و عن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، و عن أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، اللهم انفعنا يا مولانا بمحبتهم، و انظمنا يا مولانا في سلك ودادهم و لا تخالف بنا عن نهجهم القويم وسنتهم.


(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)


(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)


( و سلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين)
منقول

البيداء والقلم
10-05-2016, 10:29 AM
كرة القدم كلعبة ليس عيها شيئ لكن مانراه من تعصب وشغب وقتل هو المصيبة

كارم المحمدى
10-05-2016, 02:42 PM
شكرا اخى الفاضل على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيك

جنة
10-05-2016, 03:10 PM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة ونرجو المزيد

ابوعافيه المصري
10-05-2016, 04:40 PM
شكرا علي الموضوع القيم

عيون المها
11-05-2016, 09:37 PM
بارك الله فيكم...

ماجد
13-05-2016, 05:54 PM
مشكورين وبارك الله فيكم على الموضوع القيم

ماهيتاب السويدى
14-05-2016, 08:25 PM
يسلمووو على الموضوع والافادة القيمة بارك الله فيكم

بلال
20-05-2016, 05:42 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير على الطرح الطيب والافادة

ثريا حامد
23-05-2016, 05:22 PM
شكرا على الطرح المفيد بارك الله فيكم

حليمة المطلبى
05-06-2016, 04:46 PM
شكرا على الطرح الطيب بارك الله فيكم

قمر الزمان
26-06-2016, 03:46 PM
شكرا وجزاكم الله كل خير