المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم الحرف واسراره (للشيخ محيي الدين بن عربى )



وليد البلوشى
13-05-2016, 06:33 AM
علم الحرف واسراره (للشيخ محيي الدين بن عربى )

السلام عليكم ورحمة الله
يقول الشيخ الاكبر محي الدين في فصل اسرار الحروف في الفتوحات المكية
وهدا مهم لمحترفي الحرف والزيارج (كشف الران )
يقول الشيخ (اعلم ان هذا الباب على ثلاثة فصول الفصل الأول في معرفة الحروف الفصل الثاني في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات الفصل الثالث في معرفة العلم والعالم والمعلوم الفصل الأول في معرفة الحروف ومراتبها والحركات وهى الحروف الصغار وما لها من الأسماء الإلهية ان الحروف أئمة الالفاظ شهدت بذلك ألسن
فتحولت له في صورة من عمى عن النظر وذلك بعد انقضاء شوط وتخيل نقض شرط فطلبت الصورة تبايع الصوره فقالت لها مثل المقالة المذكوره ثم تحول لي في صورة العلم الاعم فتحوّلت له في صورة الجهل الاتم فطلبت الصورة تبايع الصوره فقالت لها المقالة المشهوره ثم تحوّل لي في صورة سماع النداء فتحوّلت له في صورة الصمم عن الدعاء فطلبت الصورة تبايع الصوره فأسدل الحق بينهما ستوره ثم تحوّل لي في صورة الخطاب فتحوّلت له في صورة الخرس عن الجواب فطلبت الصورة تبايع الصوره فأرسل الحق بينهما رقوم اللوح وسطوره ثم تحوّل لي في صورة الاراده فتحوّلت له في صورة قصور الحقيقة والعاده فطلبت الصورة تبايع الصوره فأفاض الحق بينهما ضياءه ونوره ثم تحوّل لي في صورة القدرة والطاقه فتحوّلت له في صورة العجز والفاقه فطلبت الصورة تبايع الصوره فأبدى الحق للعبد تقصيره فقلت لما رأيت ذلك الاعراض وما حصل لي تمام الآمال والاغراض لم أبيت على ولم تف بعهدى فقال لي أنت أبيت على نفسك يا عبدى لو قبلت الحجر في كل شوط أيها الطائف لقبلت يميني هنا في هذه الصور اللطائف فانّ بيتى هناك بمنزلة الذات وأشواط الطواف بمنزلة السبع الصفات صفات الكمال لا صفات الجلال لانها صفات الاتصال بك والانفصال فسبعة أشواط لسبع صفات وبيت قائم يدل على ذات غير أني أنزلته في فرشى وقلت للعامّة هذا عندكم بمنزلة عرشى وخليفتى في الارض هو المستوى عليه والمحتوى فانظر إلى الملك معك طائفا والى جانبك واقفا فنظرت اليه فعاد إلى عرشه وتاه على بسموّ نعشه فتبسمت جذلا وقلت مرتجلا يا كعبة طاف بها المرسلون من بعد ما طاف بها المكرمون ثم أتى من بعدهم عالم طافوا بها من بين عال ودون أنزلها مثلا إلى عرشه ونحن حافون لها مكرمون فان يقل أعظم حاف به اني أنا خير فهل تسمعون والله ما جاء بنص ولا أتى لنا إلا بما لا يبين هل ذاك إلا النور حفت به أنوارهم ونحن ماء مهين فانجذب الشيء إلى مثله وكلنا عبد لديه مكين هلا رأوا ما لم يروا انهم طافوا بما طفنا وليسوا بطين لو جرد الالطف منا استوى على الذي حفوا به طائفين قدسهمو أن يجهلوا حق من قد سخر الله له العالمين كيف لهم وعلمهم انني ابن الذي خروا له ساجدين واعترفوا بعد اعتراض على والدنا بكونهم جاهلين وأبلس الشخص الذي قد أبي وكان للفضل من الجاحدين قدسهمو قدسهمو انهم قد عصموا من خطأ المخطئين قلت ثم صرفت عنه وجه قلبى وأقبلت به على ربى فقال لي انتصرت لابيك حلت بركتى فيك اسمع منزلة من أثنيت عليها وما قدمته من الخير بين يديها وأين منزلتك من منازل الملائكة المقرّبين صلوات الله عليكم وعليهم أجمعين كعبتى هذه قلب الوجود وعرشى لهذا القلب جسم محدود وما وسعني واحد منهما ولا أخبر عني بالذى أخبرت عنهما وبيتى الذي وسعني قلبك المقصود المودع في جسدك المشهود فالطائفون بقلبك الاسرار فهم بمنزلة أجسادكم عند طوافها بهذه الاحجار فالطائفون الحافون بعرشنا المحيط كالطائفين منك بعالم التخطيط فكما انّ الجسم منك في الرتبة دون قلبك البسيط كذلك هي الكعبة مع العرش المحيط فالطائفون بالكعبة بمنزلة الطائفين بقلبك لاشتراكهما في القلبيه والطائفون بجسمك كالطائفين بالعرش لاشتراكهما في الصفة الاحاطيه فكما أن عالم الاسرار الطائفين بالقلب الذي وسعني أسني منزلة من غيرهم وأعلى كذلك أنتم بنعت الشرف والسيادة على
الطائفين بالعرش المحيط أولى

وليد البلوشى
13-05-2016, 06:34 AM
فانكم الطائفون بقلب وجود العالم فانتم بمنزلة أسرار العلماء وهم الطائفون بجسم العالم فهم بمنزلة الماء والهواء فكيف تكونون سواء وما وسعني سواكم وما تجليت في صورة كمال إلا في معناكم فاعرفوا قدر ما وهبتكموه من الشرف العالى وبعد هذا فانا الكبير المتعالى لا يحدني الحد ولا يعرفني السيد ولا العبد تقدست الالوهة فتنزهت أن تدرك وفى منزلتها أن تشرك أنت الانا وانا أنا فلا تطلبني فيك فتعنّى ولا من خارج فما تتهنّى ولا تترك طلبى فتشقى فاطلبني حتى تلقاني فترقى ولكن تأدب في طلبك واحضر عند شروعك في مذهبك وميز بيني وبينك فانك لا تشهدني وانما تشهد عينك فقف في صفة الاشتراك والا فكن عبدا وقل العجز عن درك الادراك ادراك تلحق في ذلك عتيقا وتكن المكرم الصديقا ثم قال لي اخرج عن حضرتى فمثلك لا يصلح لخدمتى فخرجت طريدا فضج الحاضر فقال ذرني ومن خلقت وحيدا ثم قال ردّوه فرددت وبين يديه من ساعتى وجدت وكأني ما زلت عن بساط شهوده وما برحت من حضرة وجوده فقال كيف يدخل على في حضرتى من لا يصلح لخدمتى لو لم تكن عندك الحرمه التي توجب الخدمه ما قبلتك الحضره ولرمت بك في أول نظره وها أنت فيها وقد رأيت من برهانك وتخفيها ما يزيدك احتراما وعند تجليها احتشاما ثم قال لم لم تسألني حين أمرت باخراجك وردّك على معراجك وأعرفك صاحب حجة ولسان ما أسرع ما نسيت أيها الإنسان فقلت بهرني عظيم مشاهدة ذاتك وسقط في يدى لقبضك يمين البيعة في تجلياتك وبقيت أردّد النظر ما الذي طرأ في الغيب من الخبر فلو التفت في ذلك الوقت إلى لعلمت ان مني أتى عليَّ ولكن الحضرة تعطى أن لا يشهد سواها وان لا ينظر إلى محيا غير محياها فقال صدقت يا محمد فاثبت في المقام الاوحد واياك والعدد فانه فيه هلاك الابد ثم اتفقت مخاطبات وأخبار أذكرها في باب الحج ومكة مع جملة أسرار وصل فقال النجىّ الوفىّ يا أكرم ولىّ وصفىّ ما ذكرت لي أمرا إلا أنا به عالم وهو بذاتى مسطر قائم قلت لقد شوقتني إلى التطلع اليك منك حتى أخبر عنك فقال نعم أيها الغريب الوارد والطالب القاصد أدخل معى كعبة الحجر فهو البيت المتعالى عن الحجاب والستر وهو مدخل العارفين وفيه راحة الطائفين فدخلت معه بيت الحجر في الحال وألقى يده على صدرى وقال أنا السابع في مرتبة الاحاطة بالكون وباسرار وجود العين والاين أوجدني الحق قطعة نور حوائىّ ساذجه وجعلني للكليات ممازجه فبينا أنا متطلع لما يلقى لدىّ أو ينزل عليَّ واذا بالعلم القلمىّ الأعلى قد نزل بذاتى من منازله العلى راكبا على جواد قائم على ثلاث قوائم فنكس رأسه إلى ذاتى فانتشرت الانوار والظلمات ونفث في روعى جميع الكائنات ففتق أرضى وسمائى وأطلعني على جميع أسمائى فعرفت نفسى وغيرى وميزت بين شرى وخيرى وفصلت ما بين خالقى وحقائقى ثم انصرف عني ذلك الملك وقال تعلم انك حضرة الملك فتهيأت للنزول وورود الرسول فتجارت الاملاك إليَّ ودارت الافلاك عليَّ والكل ليميني مقبلون وعلى حضرتى مقبلون وما رأيت ملكا نزل ولا ملكا عن الوقوف بين يدى انتقل ولحظت في بعض جوانبى فرأيت صورة الازل فعلمت انّ النزول محال فثبت على ذلك الحال وأعلمت بعض الخاصة ما شهدت وأطلعتهم مني على ما وجدت فأنا الروضة اليانعة والثمرة الجامعة فارفع ستورى واقرأ ما تضمنته سطورى فما وقفت عليه مني فاجعله في كتابك وخاطب به جميع أحبابك فرفعت ستوره ولحظت مسطوره فأبدى لعينىّ نوره المودع فيه ما يتضمنه من العلم المكنون ويحويه فأول سطر قرأته وأوّل سرّ من ذلك السطر علمته ما أذكره الآن في هذا الباب الثاني والله سبحانه يهدى إلى العلم والى طريق مستقيم الباب الثاني في معرفة مراتب الحروف والحركات من العالم وما لها من الأسماء الحسني ومعرفة الكلمات ومعرفة العلم والعالم والمعلوم اعلم ان هذا الباب على ثلاثة فصول الفصل الأول في معرفة الحروف الفصل الثاني في معرفة الحركات التي تتميز بها الكلمات الفصل الثالث في معرفة العلم والعالم والمعلوم الفصل الأول في معرفة الحروف ومراتبها والحركات وهى الحروف الصغار وما لها من الأسماء الإلهية ان الحروف أئمة الالفاظ شهدت بذلك ألسن الحفاظ

وليد البلوشى
13-05-2016, 06:34 AM
دارت بها الافلاك في ملكوته بين النيام الخرس والايقاظ ألحظتها الأسماء من مكنونها فبدت تعز لذلك الالحاظ وتقول لولا فيض جودى ما بدت عند الكلام حقائق الالفاظ اعلم أيدنا الله واياك انه لما كان الوجود مطلقا من غير تقييد يتضمن المكلف وهو الحق تعالى والمكلفين وهم العالم والحروف جامعة لما ذكرنا أردنا أن نبين مقام المكلف من هذه الحروف من المكلفين من وجه دقيق محقق لا يتبدل عند أهل الكشف إذا وقفوا عليه وهو مستخرج من البسائط التي عنها تركبت هذه الحروف التي تسمى حروف المعجم بالاصطلاح العربى في أسمائها وانما سميت حروف المعجم لانها عجمت على الناظر فيها معناها ولما كوشفنا على بسائط الحروف وجدناها على أربع مراتب حروف مرتبتها سبعة افلاك وهى الالف والزاى واللام وحروف مرتبتها ثمانية أفلاك وهى النون والصاد والضاد وحروف مرتبتها تسعة افلاك وهى العين والغين والسين والشين وحروف مرتبتها عشرة افلاك وهى باقى حروف المعجم وذلك ثمانية عشر حرفا كل حرف منها مركب عن عشرة كما انّ كل حرف من تلك الحروف منها ما هو عن تسعة افلاك وعن ثمانية وعن سبعة لا غير كما ذكرناه فعدد الافلاك التي عنها وجدت هذه الحروف وهى البسائط التي ذكرناها مائتان وأحد وستون فلكا أما المرتبة السبعية فالزاى واللام منها دون الالف فطبعها الحرارة واليبوسة وأمّا الالف فطبعها الحرارة والرطوبة واليبوسة والبرودة ترجع مع الحار حارة ومع الرطب رطبة ومع البارد باردة ومع اليابس يابسة على حسب ما تجاوره من العوالم وأمّا المرتبة الثمانية فحروفها حارة يابسة وأما المرتبة التسعية فالعين والغين طبعهما البرودة واليبوسة وأما السين والشين فطبعهما الحرارة واليبوسة وأما المرتبة العشرية فحروفها حارة يابسة إلا الحاء المهملة والخاء المعجمة فانهما باردتان يابستان والا الهاء والهمزة فانهما باردتان رطبتان فعدد الافلاك التي عن حركتها توجد الحرارة مائتا فلك وثلاثة أفلاك وعدد الافلاك التي عن حركتها توجد اليبوسة مائتا فلك وأحد وأربعون فلكا وعدد الافلاك التي عن حركتها توجد البرودة خمسة وستون فلكا وعدد الافلاك التي عن حركتها توجد الرطوبة سبعة وعشرون فلكا مع التوالج والتداخل الذي فيها على حسب ما ذكرناه آنفا فسبعة افلاك توجد عن حركتها العناصر الأول الاربعة وعنها يوجد حرف الالف خاصة ومائة وستة وتسعون فلكا توجد عن حركتها الحرارة واليبوسة خاصة لا يوجد عنها غيرهما البتة وعن هذه الافلاك يوجد حرف الباء والجيم والدال والواو والزاى والطاء والياء والكاف واللام والميم والنون والصاد والفاء والضاد والقاف والراء والسين والتاء والثاء والذال والظاء والشين وثمانية وثمانون فلكا يوجد عن حركتها البرودة واليبوسة خاصة وعن هذه الافلاك يوجد حرف العين والحاء والغين والخاء وعشرون فلكا توجد عن حركتها البرودة والرطوبة خاصة وعن هذه الافلاك يوجد حرف الهاء والهمزة وأما لام ألف فممتزج من السبعة والمائة والستة والتسعين إذا كان مثل قوله لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون فان كان مثل قوله تعالى لانتم أشدّ رهبة فامتزاجه من المائة والستة والتسعين ومن العشرين وليس في العالم فلك يوجد عنه الحرارة والرطوبة خاصة دون غيرهما فإذا نظرت في طبع الهواء عثرت على الحكمة التي منعت أن يكون له فلك مخصوص كما انه ما ثم فلك يوجد عنه واحد من هذه العناصر الأول على انفراد فالهاء والهمزة يدور بهما الفلك الرابع ويقطع الفلك الاقصى في تسعة آلاف سنة وأما الحاء والخاء والعين والغين فيدور بها الفلك الثاني ويقطع الفلك الاقصى في احدى عشرة ألف سنة وباقى الحروف يدور بها الفلك الأول ويقطع الفلك الاقصى في اثنتى عشرة ألف سنة وهو على منازل في أفلاكها فمنها ما هو على سطح الفلك ومنها ما هو في مقعر الفلك ومنها ما هو بينهما ولولا التطويل لبينا منازلها وحقائقها ولكن سنلقى من ذلك ما يشفى في الباب الستين من أبواب هذا الكتاب ان ألهمنا الحق ذلك عند كلامنا في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوىّ على العالم السفلىّ وفى أىّ دورة كان وجود هذا العالم الذي نحن فيه الآن من دورات الفلك الاقصى وأىّ روحانية تنظرنا فلنقبض العنان حتى نصل إلى
موضعه أو يصل موضعه ان شاء الله

وليد البلوشى
13-05-2016, 06:35 AM
فلنرجع ونقول انّ المرتبة السبعية التي لها الزاى والالف واللام جعلناها للحضرة الإلهية المكلفة أي تصيبها من الحروف وان المرتبة الثمانية التي هي النون والصاد والضاد جعلناها حظ الإنسان من عالم الحروف وان المرتبة التسعية التي هي العين والغين والسين والشين جعلناها حظ الجنّ من عالم الحروف وان المرتبة العشرية وهى المرتبة الثانية من المراتب الاربعة التي هي باقى الحروف جعلناها حظ الملائكة من عالم الحروف وانما جعلنا هذه الموجودات الاربعة لهذه الاربع مراتب من الحروف على هذا التقسيم لحقائق عسرة المدرك يحتاج ذكرها وبيانها إلى ديوان بنفسه ولكن قد ذكرناه حتى نتمه في كتاب المبادى والغايات فيما تحوى عليه حروف المعجم من العجائب والآيات وهو بين أيدينا ما كمل ولا قيد منه إلا أوراق متفرقة يسيرة ولكن سأذكر منه في هذا الباب لمحة بارق ان شاء الله فحصلت الاربعة للجن النارى لحقائق هم عليها وهى التي أدّتهم لقولهم فيما أخبر الحق تعالى عنهم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وفرغت حقائقهم ولم تبق لهم حقيقة خامسة يطلبون بها مرتبة زائدة واياك أن تعتقد أن ذلك جائز لهم وهو أن يكون لهم العلو وما يقابله اللذان تتم بهما الجهات الستة فان الحقيقة تأبي ذلك على ما قررناه في كتاب المبادى والغايات وبينا فيه لم اختصوا بالعين والغين والسين والشين دون غيرها من الحروف والمناسبة التي بين هذه الحروف وبينهم وانهم موجودون عن الافلاك التي عنها وجدت هذه الحروف وحصل للحضرة الإلهية من هذه الحروف ثلاثة لحقائق هي عليها أيضا وهى الذات والصفة والرابط بين الذات والصفة وهى القبول أي بها كان القبول لأن الصفة لها تعلق بالموصوف بها وبمتعلقها الحقيقىّ لها كالعلم يربط نفسه بالعالم به وبالمعلوم والارادة تربط نفسها بالمريد بها وبالمراد لها والقدرة تربط نفسها بالقادر بها وبالمقدور لها وكذلك جميع الاوصاف والأسماء وان كانت نسبا وكانت الحروف التي اختصت بها الالف والزاى واللام تدل على معني نفى الأولية وهو الازل وبسائط هذه الحروف واحدة في العدد فما أعجب الحقائق لمن وقف عليها فانه يتنزه فيما يجهله الغير وتضيق صدور الجهلاء به وقد تكلمنا أيضا في المناسبة الجامعة بين هذه الحروف وبين الحضرة الإلهية في الكتاب المذكور وكذلك حصل للحضرة الإنسانية من هذه الحروف ثلاثة أيضا كما حصل للحضرة الإلهية فاتفقا في العدد غير أنها حرف النون والصاد والضاد ففارقت الحضرة الإلهية من جهة موادّها فان العبودية لا تشرك الربوبية في الحقائق التي بها يكون الها كما ان بحقائقه يكون العبد مألوها وبما هو على الصورة اختص بثلاثة كهو فلو وقع الاشتراك في الحقائق لكان الها واحدا أو عبدا واحدا أعني عينا واحدة وهذا لا يصح فلابد أن تكون الحقائق متباينة ولو نسبت إلى عين واحدة ولهذا باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم ولم يقل باينهم بعلمه كما باينوه بعلمهم فان فلك العلم واحد قديما في القديم محدثا في المحدث واجتمعت الحضرتان في أن كل واحدة منهما معقولة من ثلاث حقائق ذات وصفة ورابطة بين الصفة والموصوف بها غير أن العبد له ثلاثة أحوال حالة مع نفسه لا غير وهو الوقت الذي يكون فيه نائم القلب عن كل شيء وحالة مع الله وحالة مع العالم والبارى سبحانه مباين لنا فيما ذكرناه فان له حالين حال من أجله وحال من أجل خلقه وليس فوقه موجود فيكون له تعالى وصف تعلق به فهذا بحر آخر لو خضنا فيه لجاءت أمور لا يطاق سماعها وقد ذكرنا المناسبة التي بين النون والصاد والضاد التي للانسان وبين الالف والزاى واللام التي هي للحضرة الإلهية في كتاب المبادى والغايات وان كانت حروف الحضرة الإلهية عن سبعة أفلاك والإنسانية عن ثمانية افلاك فان هذا لا يقدح في المناسبة لتبين الإله والمألوه ثم انه في نفس النون الرقمية التي هي شطر الفلك من العجائب ما لا يقدر على سماعها إلا من شد عليه مئزر التسليم وتحقق بروح الموت الذي لا يتصور ممن قام به اعتراض ولا تطلع وكذلك في نفس نقطة النون أوّل دلالة النون الروحانية المعقولة فوق شكل النون السفلية التي هي النصف من الدائرة والنقطة الموصولة بالنون المرقومة الموضوعة أوّل الشكل التي هي مركز الالف المعقولة التي بها يتميز قطر الدائرة والنقطة الاخيرة التي ينقطع بها شكل النون وينتهى بها هي رأس هذا الالف المعقولة المتوهمة فنقدر قيامها من رقدتها فترتكز لك على النون فيظهر من ذلك حرف اللام والنون نصفها زاى مع وجود الالف المذكورة فتكون النون بهذا الاعتبار تعطيك الازل الإنسانىّ كما أعطاك الالف والزاى واللام

وليد البلوشى
13-05-2016, 06:36 AM
الحق غير أنه في الحق ظاهر لانه بذاته أزلىّ لا أول له ولا مفتتح لوجوده في ذاته بلا ريب ولا شك ولبعض المحققين كلام في الإنسان الازلىّ فنسب الإنسان إلى الازل فالإنسان خفى فيه الازل فجهل لأن الازل ليس ظاهرا في ذاته وانما صح فيه الازل لوجه مّا من وجوه وجوده منها ان الموجود يطلق عليه الوجود في أربع مراتب وجود في الذهن ووجود في العين ووجود في اللفظ ووجود في الرقم وسيأتى ذكر هذا في هذا الكتاب ان شاء الله فمن جهة وجوده على صورته التي وجد عليها في عينه في العلم القديم الازلىّ المتعلق به في حال ثبوته فهو موجود أزلا أيضا كأنه بعناية العلم المتعلق به كالتحيز للعرض بسبب قيامه بالجوهر فصار متحيزا بالتبعية فلهذا خفى فيه الازل ولحقائقه أيضا الازلية المجردة عن الصورة المعينة المعقولة التي تقبل القدم والحدوث على حسب ما شرحنا ذلك في كتاب انشاء الدوائر والجداول فانظره هناك تجده مستوفى وسنذكر منه طرفا في هذا الكتاب في بعض الابواب إذا مست الحاجة اليه وظهور ما ذكرناه من سرّ الازل في النون هو في الصاد والضاد أتم وأمكن لوجود كمال الدائرة وكذلك ترجع حقائق الالف والزاى واللام التي للحق إلى حقائق النون والصاد والضاد التي للعبد ويرجع الحق يتصف هنا بالاسرار التي منعنا عن كشفها في الكتب ولكن يظهرها العارف بين أهلها في علمه ومشربه أو مسلم في أكمل درجات التسليم وهى حرام على غير هذين الصنفين فتحقق ما ذكرناه وتبينه يبدو لك من العجائب التي تبهر العقول حسن جمالها وبقى للملائكة باقى حروف المعجم وهى ثمانية عشر حرفا وهى الباء والجيم والدال والهاء والواو والحاء والطاء والياء والكاف والميم والفاء والقاف والراء والتاء والثاء والخاء والذال والظاء فقلنا الحضرة الإنسانية كالحضرة الإلهية لا بل هي عينها على ثلاث مراتب ملك وملكوت وجبروت وكل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثلاث فهى تسعة في العدد فتأخذ ثلاثة الشهادة فتضربها في الستة المجموعة من الحضرة الإلهية والإنسانية أو في الستة الايام المقدرة التي فيها اوجدت الثلاثة الحقية الثلاثة الخلقية يخرج لك ثمانية عشر وهو وجود الملك وكذلك تعمل في الحق بهذه المثابة فالحق له تسعة افلاك للالقاء والإنسان له تسعة أفلاك للتلقى فتمتدّ من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق إلى التسعة الخلقية وتنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية فحيثما اجتمعت كان الملك ذلك الاجتماع وحدث هناك فذلك الامر الزائد الذي حدث هو الملك فان أراد أن يميل بكله نحو التسعة الواحدة جذبته الأخرى فهو يتردّد ما بينهما جبريل ينزل من حضرة الحق على النبىّ عليه السلام وان حقيقة الملك لا يصح فيها الميل فانه منشأ الاعتدال بين التسعتين والميل انحراف ولا انحراف عنده ولكنه يتردّد بين الحركة المنكوسة والمستقيمة وهو عين الرقيقة فان جاءه وهو فاقد فالحركة منكوسة ذاتية وعرضية وان جاءه وهو واجد فالحركة مستقيمة عرضية لا ذاتية وان رجع عنه وهو فاقد فالحركة ذاتية وعرضية وان رجع عنه وهو واجد فالحركة منكوسة عرضية لا ذاتية وقد تكون الحركة من العارف مستقيمة أبدا ومن العابد منكوسة أبدا وسيأتى الكلام عليها في داخل الكتاب وانحصارها في ثلاث منكوسة وأفقية ومستقيمة ان شاء الله فهذه نكت غيبية عجيبة ثم أرجع وأقول ان التسعة هي سبعة وذلك ان عالم الشهادة هو في نفسه برزخ فذلك واحد وله ظاهر فذلك اثنان وله باطن فذلك ثلاثة ثم عالم الجبروت برزخ في نفسه فذلك واحد وهو الرابع ثم له ظاهر وهو باطن عالم الشهادة ثم له باطن وهو الخامس ثم بعد ذلك عالم الملكوت هو في نفسه برزخ وهو السادس ثم له ظاهر وهو باطن عالم الجبروت وله باطن وهو السابع وما ثم غير هذا وهذه صورة السبعية والتسعية فتأخذ الثلاثة وتضربها في السبعة فيكون الخارج أحدا وعشرين فتخرج الثلاثة الإنسانية فتبقى ثمانية عشر وهو مقام الملك وهى الافلاك التي منها يتلقى الإنسان الموارد وكذلك تفعل بالثلاثة الحقية تضربها أيضا في السبعة فتكون عند ذلك الافلاك التي منها يلقى الحق على عبده ما يشاء من الواردات فان أخذناها من جانب الحق قلنا أفلاك الالقاء وان أخذناها من جانب الإنسان قلنا أفلاك التلقى وان أخذناها منهما معا جعلنا تسعة الحق للالقاء والأخرى للتلقى وباجتماعهما حدث الملك ولهذا أوجد الحق تسعة افلاك السموات السبع والكرسىّ والعرش وان شئت قلت فلك الكواكب والفلك الاطلس وهو الصحيح تتميم منعنا في أول هذا الفصل أن يكون للحرارة والرطوبة فلك ولم نذكر السبب فلنذكر منه طرفا )

بلال
13-05-2016, 06:08 PM
شكرا على الموضوع والمعلومات المفيدة بارك الله فيك اخى

ترنيم
14-05-2016, 08:46 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

خلود العنزى
19-05-2016, 06:12 AM
شكرا ويسلمووو ع الطرح والمعلومات والفوايد القيمة

حنين
21-05-2016, 05:39 AM
شكرا وجزاكم الله كل خير على الموضوع والافادات القيمة بارك الله فيكم

عهود المالكى
22-05-2016, 04:04 AM
شكرا على الموضوع القيم والافادات جزاكم الله كل خير

ابو بكر
26-05-2016, 06:42 AM
شكرا على الموضوع والافادة القيمة بارك الله فيكم