محب التيجانية
18-05-2016, 04:40 PM
الفرق بين المزية والأفضلية
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
فإن المنكرين اليوم يزعمون أن التيجانيين يفضلون صلاة الفاتح على القرآن ويستشهدون بقول سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه : إن صلاة الفاتح تعدل ثواب ستة آلاف ختمة من القرآن الكريم
فردنا على هذا هو : إن ما ينسبونه إلى التيجانيين من تفضيل صلاة الفاتح على القرآن هو كذب وبهتان وافتراء باطل لا أساس له من الصحة ، فالمعروف عن سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه أنه لا كلام أعظم من القرآن الكريم ولا يعدل أي دعاء ولو حرفا واحدا منه ، وفي ذلك يقول سيدنا في جواهر المعاني : أما تفضيل القران على جميع الكلام من الاذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمره واضح وضوح الشمس كما هو في إستقراءات الشرع واصوله , شهدت به الاثار الصحيحة . وتفضيله من حيثيتين . الحيثية الاولى : كونه كلام الذات المقدسة المتصفة بالعظمة والجلال فهو من هذه المرتبة لايوازية كلام . والحيثية الثانية : مادل عليه من العلوم والمعارف ومحاسن الاداب وطرق البهدى ومكارم الاخلاق والاحكام الالهية والأوصاف العلية التي لايتصف بها إلا الربانيون , فهو في هذه المرتبة أيضاً لايوازيه كلام في الدلالة على هذه الامور.] اهـ من لفظه رضي الله عنه
لكن الذي قلناه أن هذه مزية لهذه الصلاة ، والمزية في شيء لا تقتضي أفضليته ، ولنضرب مثالا بسيطا من حياتنا اليومية للدلالة على هذا الشيء ، لنفرض أن لدى أب ولدين ، أحدهما ذكي جدا ولا تعيقه أية معضلة ، وهو نشيط ويعمل بجد والآخر ليس كذلك فهو عادي ، لكن الأب يفضل الولد العادي ويحبه أكثر من أخيه لكن لأخيه مزية لا يملكها هو من أنه المفضل لدى أبيه ، فنفهم من المثال أن المزية لا تقتضي الأفضلية .
والسنة المطهرة والشرع الحنيف يزخر بآلاف الشواهد على هذه الحقيقة التي هي مسلّم بها عند جميع العلماء والفقهاء ، ولنذكر بعضها :
1 ـ معلوم أن الشيطان ما سلك سيدنا عمر بن الخطاب فجا إلا سلك هو فجا غيره ولا يتعرض له مطلقا ، مع أن سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه لم تثبت له هذه المزية ، فهل هذا يعني أن سيدنا عمر أفضل من سيدنا أبوبكر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمر حسنة من حسنات أبوبكر ، فتأمل
2 ـ معلوم أن سيدنا عثمان بن عفان قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ، ولم يقل أحد أن سيدنا عثمان أفضل من سيدنا أبوبكر رضي الله عنهما
3 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا احدثكم عن اقوام ليسوا بانبياء ولا شهداء ، يغبطهم يوم القيامـة الانبياء والشهداء يجلسهم الله على منابر من نور ، فهل معنى أن الله أعطاهم هذه المزية أنهم أفضل من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟
4 ـ من منا لا يعرف قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر وكيف أن الخضر رضي الله عنه عرف أمورا لم يعلمها سيدنا موسى عليه السلام ، فمن الأفضل بينهما ونحن نعلم من هو بلا نقاش ؟
5 ـ أليست الكعبة بيت الله الحرام وهي أول بيت وضع للناس وأول ما نظر الله في الأرض وهي قبلة المسلمين ، ومن لم يعتقد فيها فقد كفر ؟
لكن ، ألسنا حين نحج نقف بعرفة ، ومن قال بأن الكعبة هي أفضل مكان وامتنع عن الوقوف بعرفة في أوانه فقد بطل حجه ، وهذه مزية واضحة لجبل عرفات ، لكن لم يقل أحد بأن عرفات أفضل من الكعبة
6 ـ ما الأفضل ؟ الطواف بالكعبة أم الصلاة ؟
معلوم في السنة الشريفة أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة بشكل عام هي عماد الدين وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة ، لكن الله جعل تحية البيت الحرام هي الطواف على الرغم من أفضلية الصلاة ، فهذه مزية للطواف فقط ولا تجعله بالضرورة أفضل من الصلاة .
7 ـ أليس قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نسبح عند الركوع والسجود ونهانا عن قراءة القرآن ، بل إن من قرأ بفاتحة الكتاب عند الركوع والسجود بطلت صلاته حسب قول بعض العلماء ، فهل نفهم من هذا أفضلية التسبيح على كلام الله الخالد ؟
8 ـ ألسنا نسلم بأن الحج والجهاد هما أفضل ما يقوم به المرء ، فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : أخرج الترمذي عن عمر بن شعيب عن ابيه عن جده أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن اعتق مائة رقبة من ولد اسماعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأتي أحد اكثر من مما أتى به الا من قال مثل ما قال أو زاد عليه )) قال الترمذي حديث حسن صحيح . واخرجه النسائي
فهل من المعقول أن دعاء بسيطا لا يستغرق ثوان هو أفضل من الحج والجهاد في سبيل الله ؟ وهل هذا تناقض في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ وهل معنى ذلك سقوط تكليف الحج بقراءة هذا الدعاء ؟
9 ـ ألم يشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم ؟
فهل معنى هذا أن من قرأ القرآن الكريم كله كان مساويا لمن قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات بالتمام والكمال ؟
طبعا لا ويشهد بذلك أن من قرأ القرآن يقرأ معه سورة الإخلاص فهل يعني ذلك أنه ينال أجر القرآن وثلث ؟ أليس قد أصبحت فوضى مختلطة في الدين وحاشا دين الله ، ومن يستطيع الاعتراض على الخالق ويقول له : أني أقرأ ختمة في شهر في حين يستطيعها آخر في ثوان ، إنها مزية لسورة الإخلاص ولا تفضل سورة وحدها على جميع القرآن مجتمعا
كل هذه الشواهد هي غيض من فيض في الشرع الشريف ، وذلك لإثبات مزية صلاة الفاتح وأنها من الشرع ولم تخرج عنه ، وكيف يمكن للمحب الصادق سيدي أحمد التيجاني الذي قضى عمره كله قبل وبعد أن أسس الطريقة التيجانية في ابتغاء وجه ربه ونبذ الناس والعزلة عنهم أن يأتي فيفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب ؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
فإن المنكرين اليوم يزعمون أن التيجانيين يفضلون صلاة الفاتح على القرآن ويستشهدون بقول سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه : إن صلاة الفاتح تعدل ثواب ستة آلاف ختمة من القرآن الكريم
فردنا على هذا هو : إن ما ينسبونه إلى التيجانيين من تفضيل صلاة الفاتح على القرآن هو كذب وبهتان وافتراء باطل لا أساس له من الصحة ، فالمعروف عن سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه أنه لا كلام أعظم من القرآن الكريم ولا يعدل أي دعاء ولو حرفا واحدا منه ، وفي ذلك يقول سيدنا في جواهر المعاني : أما تفضيل القران على جميع الكلام من الاذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الكلام فأمره واضح وضوح الشمس كما هو في إستقراءات الشرع واصوله , شهدت به الاثار الصحيحة . وتفضيله من حيثيتين . الحيثية الاولى : كونه كلام الذات المقدسة المتصفة بالعظمة والجلال فهو من هذه المرتبة لايوازية كلام . والحيثية الثانية : مادل عليه من العلوم والمعارف ومحاسن الاداب وطرق البهدى ومكارم الاخلاق والاحكام الالهية والأوصاف العلية التي لايتصف بها إلا الربانيون , فهو في هذه المرتبة أيضاً لايوازيه كلام في الدلالة على هذه الامور.] اهـ من لفظه رضي الله عنه
لكن الذي قلناه أن هذه مزية لهذه الصلاة ، والمزية في شيء لا تقتضي أفضليته ، ولنضرب مثالا بسيطا من حياتنا اليومية للدلالة على هذا الشيء ، لنفرض أن لدى أب ولدين ، أحدهما ذكي جدا ولا تعيقه أية معضلة ، وهو نشيط ويعمل بجد والآخر ليس كذلك فهو عادي ، لكن الأب يفضل الولد العادي ويحبه أكثر من أخيه لكن لأخيه مزية لا يملكها هو من أنه المفضل لدى أبيه ، فنفهم من المثال أن المزية لا تقتضي الأفضلية .
والسنة المطهرة والشرع الحنيف يزخر بآلاف الشواهد على هذه الحقيقة التي هي مسلّم بها عند جميع العلماء والفقهاء ، ولنذكر بعضها :
1 ـ معلوم أن الشيطان ما سلك سيدنا عمر بن الخطاب فجا إلا سلك هو فجا غيره ولا يتعرض له مطلقا ، مع أن سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه لم تثبت له هذه المزية ، فهل هذا يعني أن سيدنا عمر أفضل من سيدنا أبوبكر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمر حسنة من حسنات أبوبكر ، فتأمل
2 ـ معلوم أن سيدنا عثمان بن عفان قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ، ولم يقل أحد أن سيدنا عثمان أفضل من سيدنا أبوبكر رضي الله عنهما
3 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا احدثكم عن اقوام ليسوا بانبياء ولا شهداء ، يغبطهم يوم القيامـة الانبياء والشهداء يجلسهم الله على منابر من نور ، فهل معنى أن الله أعطاهم هذه المزية أنهم أفضل من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟
4 ـ من منا لا يعرف قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر وكيف أن الخضر رضي الله عنه عرف أمورا لم يعلمها سيدنا موسى عليه السلام ، فمن الأفضل بينهما ونحن نعلم من هو بلا نقاش ؟
5 ـ أليست الكعبة بيت الله الحرام وهي أول بيت وضع للناس وأول ما نظر الله في الأرض وهي قبلة المسلمين ، ومن لم يعتقد فيها فقد كفر ؟
لكن ، ألسنا حين نحج نقف بعرفة ، ومن قال بأن الكعبة هي أفضل مكان وامتنع عن الوقوف بعرفة في أوانه فقد بطل حجه ، وهذه مزية واضحة لجبل عرفات ، لكن لم يقل أحد بأن عرفات أفضل من الكعبة
6 ـ ما الأفضل ؟ الطواف بالكعبة أم الصلاة ؟
معلوم في السنة الشريفة أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة بشكل عام هي عماد الدين وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة ، لكن الله جعل تحية البيت الحرام هي الطواف على الرغم من أفضلية الصلاة ، فهذه مزية للطواف فقط ولا تجعله بالضرورة أفضل من الصلاة .
7 ـ أليس قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نسبح عند الركوع والسجود ونهانا عن قراءة القرآن ، بل إن من قرأ بفاتحة الكتاب عند الركوع والسجود بطلت صلاته حسب قول بعض العلماء ، فهل نفهم من هذا أفضلية التسبيح على كلام الله الخالد ؟
8 ـ ألسنا نسلم بأن الحج والجهاد هما أفضل ما يقوم به المرء ، فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : أخرج الترمذي عن عمر بن شعيب عن ابيه عن جده أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن حمل مائة فرس في سبيل الله أو قال غزا مائة غزوة ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن اعتق مائة رقبة من ولد اسماعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأتي أحد اكثر من مما أتى به الا من قال مثل ما قال أو زاد عليه )) قال الترمذي حديث حسن صحيح . واخرجه النسائي
فهل من المعقول أن دعاء بسيطا لا يستغرق ثوان هو أفضل من الحج والجهاد في سبيل الله ؟ وهل هذا تناقض في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ وهل معنى ذلك سقوط تكليف الحج بقراءة هذا الدعاء ؟
9 ـ ألم يشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم ؟
فهل معنى هذا أن من قرأ القرآن الكريم كله كان مساويا لمن قرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات بالتمام والكمال ؟
طبعا لا ويشهد بذلك أن من قرأ القرآن يقرأ معه سورة الإخلاص فهل يعني ذلك أنه ينال أجر القرآن وثلث ؟ أليس قد أصبحت فوضى مختلطة في الدين وحاشا دين الله ، ومن يستطيع الاعتراض على الخالق ويقول له : أني أقرأ ختمة في شهر في حين يستطيعها آخر في ثوان ، إنها مزية لسورة الإخلاص ولا تفضل سورة وحدها على جميع القرآن مجتمعا
كل هذه الشواهد هي غيض من فيض في الشرع الشريف ، وذلك لإثبات مزية صلاة الفاتح وأنها من الشرع ولم تخرج عنه ، وكيف يمكن للمحب الصادق سيدي أحمد التيجاني الذي قضى عمره كله قبل وبعد أن أسس الطريقة التيجانية في ابتغاء وجه ربه ونبذ الناس والعزلة عنهم أن يأتي فيفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب ؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق