محب التيجانية
18-05-2016, 04:51 PM
سيدي أبو العباس أحمد التيجاني وما افتراء عليه صاحب الترجمانة الكبرى
قال أبو الفتح: ولا يخفى ما تعرض له الشيخ أبو العباس أحمد التيجاني رحمه الله تعالى، من محن في المغرب الأوسط، وهجرته إلى المغرب الأقصى حيث ضيق عليه الفقهاء ووشوا به عند السلطان فنصره الله عليهم وانقلبوا صاغرين
وعلى رأس من عاداه منهم المؤرخ أبو القاسم الزياني رحمه الله تعالى، صاحب كتاب الترجمانة، فقد قرأت في كتابه، ما قاله فيه، مما لا يليق بمثله أن يقوله في أمثال هذا الشيخ الذي اجتمع عليه الناس، ونشر دين الإسلام في بلاد الشرك، وخرجت طريقته أولياء واصلين، واتسم أتباعه بكثرة الأذكار ومداومة الصلاة والتسليم على النبي المختار .
وقد ارتأيت أن أورد بعض ما قاله الزياني، حتى يعرفه القارئ ويدرك مدى فداحته وبعده عن سمت العلماء الأجلاء، يقول رحمه الله تعالى:
ولما استقرت به الدار، اجتمعت عليه طائفة أخرى من الأشرار، وتسمت هذه الطائفة باسمه الخسيس، واشتهر شهرة إبليس، وهو أحمد تجين، هو وطائفته في سجين، فأظهر ما كان منطويا عليه من البدعة، وهو يزداد عندهم بذلك رفعة، ولما سمع بمقالته الأشرار، وجملة من أهل اليسار، انكبوا عليه أنكابهم معه في النار، ففرض لهم الفرائض وسن لهم السنن، والبدعة تتزايد منه وتتكون، فأول ما قال لهم: اسمعوا كلامي وعوه، وكل ما تعرفونه قبلي دعوه، إني أرى رسول الله ه في اليقظة لا في المنام، ويقول لي وأقول له ما يعرض لي من الكلام، ومن جملة ما قال لي: يا أحمد، اعلم أن كل من يبغضك أو يشتمك أو ينسب لك ما يسوءك، فإنه لا يموت على ملة الإسلام، وقال لي: إنك وأصحابك وطريقتك أفضل من وجد بعد الصحابة، ثم بعد مدة قال لهم أن رسول الله ه، علمني صلاة قالها، وصلى عليه بها، خرج رسول الله ه، من رمسه، وجاءه بسبب ذلك يزوره بنفسه، وإذا ذكرها جماعة منكم وأزالوا عنهم ثيابهم، ووضعوها بين أيديهم شبه القطينة، يأتي إليهم النبي زائرا ويجلس عليها بذاته الشريفة، وأنه ه، أخبره بأن له ولأصحابه تقدما وشفوفا على كل حر وعبد وذكر وأنثى كبير وصغير، وأنه منذ عصر الصحابة لم يكن له نظير، وأن طريقته أفضل الطرق كلها على الإطلاق، والشمول والاستغراق، وأعطاها له رسول الله ه منه إليه، وأن تلاميذه تلاميذ رسول الله ه وفقراؤه، وأنه لم تكن هذه الطريقة لغيره إلى النفخ في الصور، وأن أصحابه عند الله ورسوله في الدنيا والآخرة في نعم وسرور، من فضل الله والعز الأكبر، والبرهان الساطع الأنور، وذلك أمر لا مطمع فيه لغير الصحابة من جميع الأولياء، حتى الأقطاب لا يلحقون مراتب أصحابه في الآخرة، وأنه لا يتأتى لطريقتي إلا التفرد بها، فمن ذكر ورد أحد من المشايخ مع وردي فهو خارج عن طريقتي المحمدية، وكل طرق المشايخ تدخل عليها طريقتي وتبطلها، ولا يخاف من ترك طريقة غيري لطريقتي في الدنيا ولا في الآخرة، ومن تعمد وأدخل طريقة أخرى على طريقتي حل به الهلاك في الدنيا والآخرة، ومن ترك طريقة غيري لأجل طريقتي فهو آمن في الدنيا والآخرة، قبحه الله وقبحهم أجمعين. انتهى
قلت: فانظر رعاك الله، إلى ما أقدم عليه صاحب الترجمانة، من تجرئ على أصحاب الفضل والديانة، ولا تعجب مما جنح إليه، من سب وإهانة، في حق من فرغ لخدمة مولاه، وتفرغ لدعوة الناس إليه حتى يلقاه، أليس لم يدع نعتا مشينا إلا نعته، ولا فعلا مهينا إلا نسبه، ولا سجعا مبينا إلا كتبه، يظن أنه إذا تحامل على العارفين لن يساءل يوم الدين، وإذا تطاول على العالين يدرك رجلا في عليين، فما له تنازل أسفل سافلين؟
فوالله ما زاد كلامه الشيخ إلا اشتهارا، وقد عاد ما افتراه عليه ذلة وصغارا، كيف وقد عادى وليا فآذنه الله بالحرب جهارا؟
ولعل الفقيه غار من اجتماع الناس على شخص أجمعوا على فضله، ولم يجتمعوا عليه رغم عقله ونقله، فما زاد الناس عنه إلا ابتعادا، وما زاد ازدحامهم على غريمه إلا اشتدادا، وما اعتد أحد بما افتراه اعتدادا، فخاب سعيه وبارت تجارته كسادا
فما كل من جاء بنبأ صادق، وما كل من هب ودب يسابق، وكيف للعصفور أن يحارب الباشق؟ وللأقزام مطاولة الشاهق، وهل رنة الدينار تحدثها الدوانق، وخبرة الأبرار يعرفها المماذق
فالله الله فيمن اتخذ علمه للنيل من الأحرار مطية، يطمع بذاك في الشهرة والنوال والعطية، يبيع دينه للأشرار أوقية أوقية، بالليل والنهار، حتى لا يبقي منه بقية
فانظر إلى ما انتشر من طريق الشيخ في المعمور، وما حملت الأسفار من سطور، وانظر إلى ما آل إليه غريمه المغمور، وأيهما أنار القلوب وشرح الصدور، تراه العالم المختال الجسور، أم الشيخ المهاب الوقور
فوالذي نفسي بيده، من رفعه الله ليس لأحد أن يخفضه، ومن أعزه الله ليس لأحد أن يذله، ومن حفظه الله ليس لأحد أن يضره
فيا ليت علمك عرفك قدر الكبار فأذعنت، ويا ليت فقهك أفتاك في مقاصد الأبرار فأحجمت، ويا ليت فهمك سلمك لأخذ العبرة والاعتبار فاعتبرت
فها قد أصبحت عرضة لسوء الدعوات، في حياتك ومماتك، وكتبت ما تندم عليه في صفحات، يشهد بتعديك وإذايتك، فما قولك إذا خشعت الأصوات في جنايتك وغوايتك
فاللهم اغفر للجاني ما جناه، فإن من شأن الإنسان أن يعادي من فاته في علمه وتقواه، ولا تواخذه بتلك الألفاظ والمباني، فإنما هي لغو لغاه
وأكرم الشيخ في قراك بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واذكره كما ذكرك، ودعاك ودعا إليك يوم البعث والمحشر، وابعثه نضر الوجه هناك، واجزه الجزاء الأوفر
وانشر صيته في الثقلين، واحفظ شيعته وأتباعه في المشرقين والمغربين، وانفعنا ببركاته في الدارين
من كتاب: الاستبشار بشرح ما خفي في زنار من لطائف المعاني والأفكار ورقائق الحكم والأسرار
قال أبو الفتح: ولا يخفى ما تعرض له الشيخ أبو العباس أحمد التيجاني رحمه الله تعالى، من محن في المغرب الأوسط، وهجرته إلى المغرب الأقصى حيث ضيق عليه الفقهاء ووشوا به عند السلطان فنصره الله عليهم وانقلبوا صاغرين
وعلى رأس من عاداه منهم المؤرخ أبو القاسم الزياني رحمه الله تعالى، صاحب كتاب الترجمانة، فقد قرأت في كتابه، ما قاله فيه، مما لا يليق بمثله أن يقوله في أمثال هذا الشيخ الذي اجتمع عليه الناس، ونشر دين الإسلام في بلاد الشرك، وخرجت طريقته أولياء واصلين، واتسم أتباعه بكثرة الأذكار ومداومة الصلاة والتسليم على النبي المختار .
وقد ارتأيت أن أورد بعض ما قاله الزياني، حتى يعرفه القارئ ويدرك مدى فداحته وبعده عن سمت العلماء الأجلاء، يقول رحمه الله تعالى:
ولما استقرت به الدار، اجتمعت عليه طائفة أخرى من الأشرار، وتسمت هذه الطائفة باسمه الخسيس، واشتهر شهرة إبليس، وهو أحمد تجين، هو وطائفته في سجين، فأظهر ما كان منطويا عليه من البدعة، وهو يزداد عندهم بذلك رفعة، ولما سمع بمقالته الأشرار، وجملة من أهل اليسار، انكبوا عليه أنكابهم معه في النار، ففرض لهم الفرائض وسن لهم السنن، والبدعة تتزايد منه وتتكون، فأول ما قال لهم: اسمعوا كلامي وعوه، وكل ما تعرفونه قبلي دعوه، إني أرى رسول الله ه في اليقظة لا في المنام، ويقول لي وأقول له ما يعرض لي من الكلام، ومن جملة ما قال لي: يا أحمد، اعلم أن كل من يبغضك أو يشتمك أو ينسب لك ما يسوءك، فإنه لا يموت على ملة الإسلام، وقال لي: إنك وأصحابك وطريقتك أفضل من وجد بعد الصحابة، ثم بعد مدة قال لهم أن رسول الله ه، علمني صلاة قالها، وصلى عليه بها، خرج رسول الله ه، من رمسه، وجاءه بسبب ذلك يزوره بنفسه، وإذا ذكرها جماعة منكم وأزالوا عنهم ثيابهم، ووضعوها بين أيديهم شبه القطينة، يأتي إليهم النبي زائرا ويجلس عليها بذاته الشريفة، وأنه ه، أخبره بأن له ولأصحابه تقدما وشفوفا على كل حر وعبد وذكر وأنثى كبير وصغير، وأنه منذ عصر الصحابة لم يكن له نظير، وأن طريقته أفضل الطرق كلها على الإطلاق، والشمول والاستغراق، وأعطاها له رسول الله ه منه إليه، وأن تلاميذه تلاميذ رسول الله ه وفقراؤه، وأنه لم تكن هذه الطريقة لغيره إلى النفخ في الصور، وأن أصحابه عند الله ورسوله في الدنيا والآخرة في نعم وسرور، من فضل الله والعز الأكبر، والبرهان الساطع الأنور، وذلك أمر لا مطمع فيه لغير الصحابة من جميع الأولياء، حتى الأقطاب لا يلحقون مراتب أصحابه في الآخرة، وأنه لا يتأتى لطريقتي إلا التفرد بها، فمن ذكر ورد أحد من المشايخ مع وردي فهو خارج عن طريقتي المحمدية، وكل طرق المشايخ تدخل عليها طريقتي وتبطلها، ولا يخاف من ترك طريقة غيري لطريقتي في الدنيا ولا في الآخرة، ومن تعمد وأدخل طريقة أخرى على طريقتي حل به الهلاك في الدنيا والآخرة، ومن ترك طريقة غيري لأجل طريقتي فهو آمن في الدنيا والآخرة، قبحه الله وقبحهم أجمعين. انتهى
قلت: فانظر رعاك الله، إلى ما أقدم عليه صاحب الترجمانة، من تجرئ على أصحاب الفضل والديانة، ولا تعجب مما جنح إليه، من سب وإهانة، في حق من فرغ لخدمة مولاه، وتفرغ لدعوة الناس إليه حتى يلقاه، أليس لم يدع نعتا مشينا إلا نعته، ولا فعلا مهينا إلا نسبه، ولا سجعا مبينا إلا كتبه، يظن أنه إذا تحامل على العارفين لن يساءل يوم الدين، وإذا تطاول على العالين يدرك رجلا في عليين، فما له تنازل أسفل سافلين؟
فوالله ما زاد كلامه الشيخ إلا اشتهارا، وقد عاد ما افتراه عليه ذلة وصغارا، كيف وقد عادى وليا فآذنه الله بالحرب جهارا؟
ولعل الفقيه غار من اجتماع الناس على شخص أجمعوا على فضله، ولم يجتمعوا عليه رغم عقله ونقله، فما زاد الناس عنه إلا ابتعادا، وما زاد ازدحامهم على غريمه إلا اشتدادا، وما اعتد أحد بما افتراه اعتدادا، فخاب سعيه وبارت تجارته كسادا
فما كل من جاء بنبأ صادق، وما كل من هب ودب يسابق، وكيف للعصفور أن يحارب الباشق؟ وللأقزام مطاولة الشاهق، وهل رنة الدينار تحدثها الدوانق، وخبرة الأبرار يعرفها المماذق
فالله الله فيمن اتخذ علمه للنيل من الأحرار مطية، يطمع بذاك في الشهرة والنوال والعطية، يبيع دينه للأشرار أوقية أوقية، بالليل والنهار، حتى لا يبقي منه بقية
فانظر إلى ما انتشر من طريق الشيخ في المعمور، وما حملت الأسفار من سطور، وانظر إلى ما آل إليه غريمه المغمور، وأيهما أنار القلوب وشرح الصدور، تراه العالم المختال الجسور، أم الشيخ المهاب الوقور
فوالذي نفسي بيده، من رفعه الله ليس لأحد أن يخفضه، ومن أعزه الله ليس لأحد أن يذله، ومن حفظه الله ليس لأحد أن يضره
فيا ليت علمك عرفك قدر الكبار فأذعنت، ويا ليت فقهك أفتاك في مقاصد الأبرار فأحجمت، ويا ليت فهمك سلمك لأخذ العبرة والاعتبار فاعتبرت
فها قد أصبحت عرضة لسوء الدعوات، في حياتك ومماتك، وكتبت ما تندم عليه في صفحات، يشهد بتعديك وإذايتك، فما قولك إذا خشعت الأصوات في جنايتك وغوايتك
فاللهم اغفر للجاني ما جناه، فإن من شأن الإنسان أن يعادي من فاته في علمه وتقواه، ولا تواخذه بتلك الألفاظ والمباني، فإنما هي لغو لغاه
وأكرم الشيخ في قراك بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واذكره كما ذكرك، ودعاك ودعا إليك يوم البعث والمحشر، وابعثه نضر الوجه هناك، واجزه الجزاء الأوفر
وانشر صيته في الثقلين، واحفظ شيعته وأتباعه في المشرقين والمغربين، وانفعنا ببركاته في الدارين
من كتاب: الاستبشار بشرح ما خفي في زنار من لطائف المعاني والأفكار ورقائق الحكم والأسرار