الشيخ / خالد الجعفري
26-05-2016, 03:07 PM
تواصل العقول والقلوب والارواح
التخاطر عبر التاريخ : ذكر ابن خلدون في مقدمته بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لا يعلمه إلا هو. والإنسان يعيش على هذا الكوكب منذ زمن طويل ،ومن المؤكد إنه طور قدرات لتساعده في البقاء والمحافظة على نسله، وخلال الثلاثة آلاف سنة الأخيرة لم تعد الحاجة لها مع ظهور الحضارة بانتشار الديانات السماوية، لكن تلك القدرات بقيت مدفونة. وهي ما زالت موجودة عند البدو الرحل بما يعرف ب قص الأثر الذي يمكنهم من البحث عن الناس المفقودين في الصحراء. وكل إنسان له من القدرات المدفونة التي تظهر عند اقتراب الخطر.
ومن الحوادث التاريخية التي اشتهرت عن التخاطر الحادثة التي وقعت حوالي عام 645 ميلادية (23 هـ) أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). وتعتبر هذه الحادثة المشهورة في يومنا مثالاً تاريخياً عن القدرة على التخاطر. وهي مايعرف واشتهر بحادثة "سارية الجبل".
كان سارية بن زُنَيم بن عبد الله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ,،وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء.وفي نفس اليوم كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم"،وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر وسألوه عن هذا الكلام فقال: "والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني."ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً: "ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين ؟ وأين سارية منّا الآن ؟!"فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه".ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: "يا أمير المؤمنين, تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: "يا سارية الجبل، الجبل ، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم", عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".
مما ينبغي الإشارة إليه أن التخاطر وإن كان ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية واستقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها، فإن ذلك وحدة لا يكفي للقيام بمثل تلك الظاهرة التي مر بها عمر بن الخطاب دون وجود قوة معاونة ذات قدرات مميزة. ونقصد بالقوة المعاونة الروح البشرية ،إنها تنتقل إلى أماكن بعيدة وعوالم مختلفة،وهو ما نلاحظه في أحلامنا وأحلام الآخرين من نشاط روحي يتم فيه الاتصال بأرواح الموتى والحديث معهم في عالمهم والإنتقال إلى أماكن بعيدة أو رؤية من نحب في بلاد أخرى.
في فترة الاتحاد السوفيتي سخّرت الدولة الشيوعية الكثير من المقدرات المالية والبشرية لإثبات القدرات العقلية غير الطبيعية.وقد كان يتم تبادل الرسائل عن طريق التخاطر بين موسكو وليننجراد ففي ليننجراد كان باستطاعة(نيكاليف) المثبت على جهاز رسم المخ الكهربائي أن يرسل نبضات مخه إلى مسافة أكثر من 550 كيلو متر بعيدا عن موسكو وكان باستطاعة المرسل (كامينسكي) أن يرسل رسائل بطريقة كود مورس على هيئة نبضات تخاطرية وطاقة نفسية عاطفية فقد أمكنه أن يرسل لنيكاليف نبضات في ظرف 15 ثانية على هيئة نقاط وأن يرسل شرطة في خلال45 ثانية وقد تحقق من إرسال واستقبال النبضات من عقل كاميني إلى عقل نيكاليف بواسطة جهاز رسم المخ المثبت في كل منهما كمرسل ومستقبل .
في كتاب صدر عام 1898م ـ أي قبل غرق سفينة تيتانك (1912م) بأربعة عشر عاماً ـ أطلق عليه مؤلفه مورغان روبرتسون اسم "حطام تيتان". أورد المؤلف تفاصيل عجيبة عن غرق سفينة ضخمة بعد ارتطامها بجبل جليدي.ليس التشابه في الاسم والمصير فحسب، بل لقد أدرج المؤلف وصفاً دقيقاً للسفينة: حجمها ،طولها ،اتساعها وعدد ركابها ـ تقريبي ـ والعدد المحدود من قوارب النجاة التي على متنها. بل تعداها إلى وصف حالات الذعر التي دبّت بين الركاب وهم يواجهون حتفهم غرقاً. حتى أصوات التحذير التي تعالت: جبل الثلج, جبل الثلج, نحن مقتربون من جبل الثلج،إلى وصف صوت ارتطام السفينة المخيف،وحتى مواقع الاصطدام ومكانه تكاد تتشابه.
وقد أورد الدكتور ماهر يسري في كتابه الحاسة السادسة أنه عندما أطلق صاروخ الفضاء الذي حط على القمر وكان يقوده (الدرين ) حدث أن هبط الصاروخ( القمر الصناعي ) على فوهة بركان على سطح القمر . وعندما حاول مركز المتابعة والتحكم في القاعدة أن يتصل بقائد الصاروخ ، وجد أن الاتصالات مقطوعة وكذلك لم يستطيعوا أن يتحكموا في الصاروخ من على الأرض إلا أن أحد المسئولين لفت نظرهم إلى أن ( الدرين ) لدية قدرات على التخاطر عن بعد وعلى الفور تم الاتصال به بواسطة شخص آخر في القاعدة يمتاز بهذه القدرات وتم الاتصال وطلب منه أن يدير الصاروخ يدويا ويبتعد عن حافة البركان ،وبالفعل حدث هذا وأُنقذ ( الدرين ) والصاروخ بموهبة التخاطر عن بعد أو الاتصال الروحي وهذه الحادثة مسجلة في سجلات أبحاث الفضاء الأمريكية بقاعدة كيب كانيفرال ( كيب كندي )الأمريكية .
والآن يوجد في العالم العديد من الكليات والجامعات التي تعنى بدراسة هذه الظاهرة والأشخاص الذين يتمتعون بها لمحاولة تفسيرها والاستفادة منها ، بل لقد اتجهوا لدراسة هذة المقدرة عند الحيوانات أيضا .
الظروف التي قد تساعد على نجاح عملية التخاطر:
* تآلف الأرواح ووجود الرابط الروحي: فالمحبون هم أكثر الناس قدرة على التخاطر, وذلك لأن أرواحهم تتآلف كما يقول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) ،ولقد تمكن العلماء من تصوير انتقال الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الأفكار بين شخصين في حالة حب عن طريق كاميرا خاصة وظهر منها أن هالات الموجات الكهرومغناطيسية للشخصين المحبين تتداخل حتى تبدو كهالة واحدة، ومن هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء الحميمون.
* صفاء الذهن وهدوء الأعصاب وألا يكون الشخص في حالة غضب:فالغضب يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه وعقلة فحضور العقل وهدوء الأعصاب وسكينة الروح أمور ضرورية لحدوث الاتصال الروحي.
* اعتدال الطقس وصفاء الجو أيضا من العوامل الضرورية لحدوث عملية التخاطر.
* الاعتقاد التام بنجاح العملية : فمن الضروري أن يؤمن الشخص بقدرته ويؤمن بنجاح العملية التي يقوم بها.
* الشعور بالتسامح تجاه من تريد إرسال الرسالة إليه فصفاء النفوس من العوامل المهمة لتحقيق الاتصال الروحي .
تمرين للتخاطر ( الاتصال الروحي ):
عندما تود إرسال رسالة ذهنية لشخص ما فعليك إيجاد مكان هادئ خالٍ من أي ضجيج ثم الجلوس والاسترخاء بأي وضعية تريد، وبعد أن تتخذ الوضعية المناسبة التي تشعر فيها بالراحة قم بإغماض عينيك ثم بالتنفس العميق لكي تعطي عقلك أكبر قدر من الطاقة وهو الغذاء الذي يحتاجه (( الهواء غذاء العقل )) واستمتع بتنفسك بشكل أعمق وأجمل واشعر بتناغم الغرفة معك وتناغم الكون معك واشعر بأنك سيد نفسك وسيد العمل الذي تقوم به ،طبعا وأنت مغمض العينين ومن ثم حاول أن تبعد فكرك عن أية أفكار تصاحبك بحياتك العادية واجعل ذهنك صافيا وهادئا ومتزنا فكر في ((لا شيء)) ،واستمر على هذا التركيز لمدة تشعر فيها بالهدوء والتركيز التام ومن ثم اجعل هدفك فقط هو إرسال رسالة ذهنية لشخص معين ،ومن ثم تخيل صورته تظهر في مخيلتك ، تخيلها تظهر ببطئ ثم تخيل كل ملامح وجهه ثم تخيل كل شي فيه وخاصة ملامح الوجه ثم اشعر بشعور جميل واشعر بأنه أمامك بالفعل وأنك تشعر بوجوده ثم ابدأ الرسالة، حاول أن تخاطبه بالذي تريد ، مثلا قل له إنك تريد منه أن يتصل بك في الحال أو أنك مشتاق له أو أخبره بأي أمر تود إخباره إياه، وأخيرا وقبل كل شيء ثق بقدراتك وأنك تستطيع فعل ذلك.
الخاتمــة :
وبعد هذا العرض ندرك أن النفس البشرية عالم من القدرات والطاقات الكامنة إذا ما أدركها الإنسان فإنه سيستفيد منها الاستفادة العظمى وبالتالي فإن عملية الاتصال الروحي لو تمكن الإنسان من إتقانها بشكل دقيق فإنها قد تلعب دورا كبيرا في حياة الشعوب في السلم والحرب وقد بدا ذلك واضحا فيما حدث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكيف ساعد ذلك على إنقاذ جيش المسلمين.إن التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسام البشر قد أضعفت من قدراتهم بصورة أفقدتهم القدرة على التخاطر إلى حد كبير، فالاتصال الروحي يحتاج لروح شفافة صافية نقية حتى يمكن تطبيقه وأفضل الأوقات عندما يكون المستقبل نائما لأن العقل اللاوعي يكون مهيأ للاستقبال في تلك اللحظات ، وقد قال الشاعر قديما يصف تلك الحالة : تحدثني أحلام المنام أني أراهم فيا ليت أحلام المنام يقين
قد يكون التخاطر مجرد إيحاء وقد يكون تلباثي عبر المجال الكهربائي فهو ناتج عن إرسال والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية بين الأفراد المتآلفة أرواحهم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر دليل على هذا الأمر فقد قال : (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)،فعند تآلف الأرواح تصبح الفرصة لحدوث التخاطر أكبر من ذي قبل .
إن القدرة على الاتصال الروحي قد تكون موهبة عند الإنسان يستطيع ممارستها بسهولة وقد يحتاج الإنسان أن يدرب نفسه عليها حتى يستطيع ممارستها بكل سهولة مع مرور الوقت وقبل ذلك عليه أن يكون شفافا صافيا نقيا .
وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد واله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما واسعه علم الله🌳🌴🌴🌹🌷🌹🌹🌴🌳
التخاطر عبر التاريخ : ذكر ابن خلدون في مقدمته بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لا يعلمه إلا هو. والإنسان يعيش على هذا الكوكب منذ زمن طويل ،ومن المؤكد إنه طور قدرات لتساعده في البقاء والمحافظة على نسله، وخلال الثلاثة آلاف سنة الأخيرة لم تعد الحاجة لها مع ظهور الحضارة بانتشار الديانات السماوية، لكن تلك القدرات بقيت مدفونة. وهي ما زالت موجودة عند البدو الرحل بما يعرف ب قص الأثر الذي يمكنهم من البحث عن الناس المفقودين في الصحراء. وكل إنسان له من القدرات المدفونة التي تظهر عند اقتراب الخطر.
ومن الحوادث التاريخية التي اشتهرت عن التخاطر الحادثة التي وقعت حوالي عام 645 ميلادية (23 هـ) أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). وتعتبر هذه الحادثة المشهورة في يومنا مثالاً تاريخياً عن القدرة على التخاطر. وهي مايعرف واشتهر بحادثة "سارية الجبل".
كان سارية بن زُنَيم بن عبد الله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ,،وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء.وفي نفس اليوم كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم"،وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر وسألوه عن هذا الكلام فقال: "والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني."ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً: "ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين ؟ وأين سارية منّا الآن ؟!"فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه".ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: "يا أمير المؤمنين, تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: "يا سارية الجبل، الجبل ، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم", عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".
مما ينبغي الإشارة إليه أن التخاطر وإن كان ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية واستقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها، فإن ذلك وحدة لا يكفي للقيام بمثل تلك الظاهرة التي مر بها عمر بن الخطاب دون وجود قوة معاونة ذات قدرات مميزة. ونقصد بالقوة المعاونة الروح البشرية ،إنها تنتقل إلى أماكن بعيدة وعوالم مختلفة،وهو ما نلاحظه في أحلامنا وأحلام الآخرين من نشاط روحي يتم فيه الاتصال بأرواح الموتى والحديث معهم في عالمهم والإنتقال إلى أماكن بعيدة أو رؤية من نحب في بلاد أخرى.
في فترة الاتحاد السوفيتي سخّرت الدولة الشيوعية الكثير من المقدرات المالية والبشرية لإثبات القدرات العقلية غير الطبيعية.وقد كان يتم تبادل الرسائل عن طريق التخاطر بين موسكو وليننجراد ففي ليننجراد كان باستطاعة(نيكاليف) المثبت على جهاز رسم المخ الكهربائي أن يرسل نبضات مخه إلى مسافة أكثر من 550 كيلو متر بعيدا عن موسكو وكان باستطاعة المرسل (كامينسكي) أن يرسل رسائل بطريقة كود مورس على هيئة نبضات تخاطرية وطاقة نفسية عاطفية فقد أمكنه أن يرسل لنيكاليف نبضات في ظرف 15 ثانية على هيئة نقاط وأن يرسل شرطة في خلال45 ثانية وقد تحقق من إرسال واستقبال النبضات من عقل كاميني إلى عقل نيكاليف بواسطة جهاز رسم المخ المثبت في كل منهما كمرسل ومستقبل .
في كتاب صدر عام 1898م ـ أي قبل غرق سفينة تيتانك (1912م) بأربعة عشر عاماً ـ أطلق عليه مؤلفه مورغان روبرتسون اسم "حطام تيتان". أورد المؤلف تفاصيل عجيبة عن غرق سفينة ضخمة بعد ارتطامها بجبل جليدي.ليس التشابه في الاسم والمصير فحسب، بل لقد أدرج المؤلف وصفاً دقيقاً للسفينة: حجمها ،طولها ،اتساعها وعدد ركابها ـ تقريبي ـ والعدد المحدود من قوارب النجاة التي على متنها. بل تعداها إلى وصف حالات الذعر التي دبّت بين الركاب وهم يواجهون حتفهم غرقاً. حتى أصوات التحذير التي تعالت: جبل الثلج, جبل الثلج, نحن مقتربون من جبل الثلج،إلى وصف صوت ارتطام السفينة المخيف،وحتى مواقع الاصطدام ومكانه تكاد تتشابه.
وقد أورد الدكتور ماهر يسري في كتابه الحاسة السادسة أنه عندما أطلق صاروخ الفضاء الذي حط على القمر وكان يقوده (الدرين ) حدث أن هبط الصاروخ( القمر الصناعي ) على فوهة بركان على سطح القمر . وعندما حاول مركز المتابعة والتحكم في القاعدة أن يتصل بقائد الصاروخ ، وجد أن الاتصالات مقطوعة وكذلك لم يستطيعوا أن يتحكموا في الصاروخ من على الأرض إلا أن أحد المسئولين لفت نظرهم إلى أن ( الدرين ) لدية قدرات على التخاطر عن بعد وعلى الفور تم الاتصال به بواسطة شخص آخر في القاعدة يمتاز بهذه القدرات وتم الاتصال وطلب منه أن يدير الصاروخ يدويا ويبتعد عن حافة البركان ،وبالفعل حدث هذا وأُنقذ ( الدرين ) والصاروخ بموهبة التخاطر عن بعد أو الاتصال الروحي وهذه الحادثة مسجلة في سجلات أبحاث الفضاء الأمريكية بقاعدة كيب كانيفرال ( كيب كندي )الأمريكية .
والآن يوجد في العالم العديد من الكليات والجامعات التي تعنى بدراسة هذه الظاهرة والأشخاص الذين يتمتعون بها لمحاولة تفسيرها والاستفادة منها ، بل لقد اتجهوا لدراسة هذة المقدرة عند الحيوانات أيضا .
الظروف التي قد تساعد على نجاح عملية التخاطر:
* تآلف الأرواح ووجود الرابط الروحي: فالمحبون هم أكثر الناس قدرة على التخاطر, وذلك لأن أرواحهم تتآلف كما يقول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) ،ولقد تمكن العلماء من تصوير انتقال الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الأفكار بين شخصين في حالة حب عن طريق كاميرا خاصة وظهر منها أن هالات الموجات الكهرومغناطيسية للشخصين المحبين تتداخل حتى تبدو كهالة واحدة، ومن هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء الحميمون.
* صفاء الذهن وهدوء الأعصاب وألا يكون الشخص في حالة غضب:فالغضب يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه وعقلة فحضور العقل وهدوء الأعصاب وسكينة الروح أمور ضرورية لحدوث الاتصال الروحي.
* اعتدال الطقس وصفاء الجو أيضا من العوامل الضرورية لحدوث عملية التخاطر.
* الاعتقاد التام بنجاح العملية : فمن الضروري أن يؤمن الشخص بقدرته ويؤمن بنجاح العملية التي يقوم بها.
* الشعور بالتسامح تجاه من تريد إرسال الرسالة إليه فصفاء النفوس من العوامل المهمة لتحقيق الاتصال الروحي .
تمرين للتخاطر ( الاتصال الروحي ):
عندما تود إرسال رسالة ذهنية لشخص ما فعليك إيجاد مكان هادئ خالٍ من أي ضجيج ثم الجلوس والاسترخاء بأي وضعية تريد، وبعد أن تتخذ الوضعية المناسبة التي تشعر فيها بالراحة قم بإغماض عينيك ثم بالتنفس العميق لكي تعطي عقلك أكبر قدر من الطاقة وهو الغذاء الذي يحتاجه (( الهواء غذاء العقل )) واستمتع بتنفسك بشكل أعمق وأجمل واشعر بتناغم الغرفة معك وتناغم الكون معك واشعر بأنك سيد نفسك وسيد العمل الذي تقوم به ،طبعا وأنت مغمض العينين ومن ثم حاول أن تبعد فكرك عن أية أفكار تصاحبك بحياتك العادية واجعل ذهنك صافيا وهادئا ومتزنا فكر في ((لا شيء)) ،واستمر على هذا التركيز لمدة تشعر فيها بالهدوء والتركيز التام ومن ثم اجعل هدفك فقط هو إرسال رسالة ذهنية لشخص معين ،ومن ثم تخيل صورته تظهر في مخيلتك ، تخيلها تظهر ببطئ ثم تخيل كل ملامح وجهه ثم تخيل كل شي فيه وخاصة ملامح الوجه ثم اشعر بشعور جميل واشعر بأنه أمامك بالفعل وأنك تشعر بوجوده ثم ابدأ الرسالة، حاول أن تخاطبه بالذي تريد ، مثلا قل له إنك تريد منه أن يتصل بك في الحال أو أنك مشتاق له أو أخبره بأي أمر تود إخباره إياه، وأخيرا وقبل كل شيء ثق بقدراتك وأنك تستطيع فعل ذلك.
الخاتمــة :
وبعد هذا العرض ندرك أن النفس البشرية عالم من القدرات والطاقات الكامنة إذا ما أدركها الإنسان فإنه سيستفيد منها الاستفادة العظمى وبالتالي فإن عملية الاتصال الروحي لو تمكن الإنسان من إتقانها بشكل دقيق فإنها قد تلعب دورا كبيرا في حياة الشعوب في السلم والحرب وقد بدا ذلك واضحا فيما حدث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكيف ساعد ذلك على إنقاذ جيش المسلمين.إن التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسام البشر قد أضعفت من قدراتهم بصورة أفقدتهم القدرة على التخاطر إلى حد كبير، فالاتصال الروحي يحتاج لروح شفافة صافية نقية حتى يمكن تطبيقه وأفضل الأوقات عندما يكون المستقبل نائما لأن العقل اللاوعي يكون مهيأ للاستقبال في تلك اللحظات ، وقد قال الشاعر قديما يصف تلك الحالة : تحدثني أحلام المنام أني أراهم فيا ليت أحلام المنام يقين
قد يكون التخاطر مجرد إيحاء وقد يكون تلباثي عبر المجال الكهربائي فهو ناتج عن إرسال والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية بين الأفراد المتآلفة أرواحهم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر دليل على هذا الأمر فقد قال : (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)،فعند تآلف الأرواح تصبح الفرصة لحدوث التخاطر أكبر من ذي قبل .
إن القدرة على الاتصال الروحي قد تكون موهبة عند الإنسان يستطيع ممارستها بسهولة وقد يحتاج الإنسان أن يدرب نفسه عليها حتى يستطيع ممارستها بكل سهولة مع مرور الوقت وقبل ذلك عليه أن يكون شفافا صافيا نقيا .
وصل الله علي سيدنا ومولانا محمد واله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما واسعه علم الله🌳🌴🌴🌹🌷🌹🌹🌴🌳