ابوعافيه المصري
12-06-2016, 04:46 PM
" الذوات السبع "
في سكون الليل العميق وقد بداء النعاس يغالبني ، جلست ذواتي السبع يتحدثن .
فقالت الاولى :" لقد مرت الايام والاعوام على وجودي في هذا المجنون ، وليس لي ماافعله سوى تجديد الامه نهارا واحزانه ليلا ، وقد كرهت نفسي القيام بهذه الوظيفه الممله فلأثورن عليه " .
فاجابتها الذات الثانيه :" انك اوفر مني حظا يا اختاه ، فقد قدر لي ان اكون شريكه لهذا المجنون في افراحه وملذاته ، فاضحك لضحكه ، واترنم في ساعات سروره وباقدام مثلثه الاجنحه ارقص لافكاره ابراقه ، فان تكن ثوره ، فمن احق بها مني ؟"
فقالت الذات الثالثه:" اواه ايتها الرفيقتان ، ان عملي ادعى الى الثوره من عمليكما ، فانا الذات المريضه حبا ، المتلهفه شوقا ، الهائمه حنينا ، الا ان الثوره على هذا المجنون من شاني ، وانا ذات الشقاء والاسى ! "
فقالت الرابعه :" انني اكثر منكن شقاء ايتها الرفيقات ، فقد قدر لي ان اثير كوامن البغض واوقظ نيران الكره والحقد في قلب هذا المجنون ، فانا الذات الثائره الهوجاء المولوده في كهوف الجحيم السوداء_ احق منكن بالثوره على مهمتي ".
وقالت الذات الخامسه :" انني اغبطكن جميعا ايتها الاخوات بما قدر لكن من العمل السعيد ، فقد اثر الدهر ان اجدد احلام هذا المجنون التي لاتنتهي ، واهيج جوعه وعطشه اللذين لايسكنان ، هائمه به على وجهي في فضاء الانهايه من غير ان اتذوق طعم الراحه ، ناشده ما لم يعرف قط وما لم يخلق بعد ، فانا انا اولى منكن بالثوره والعصيان".
فقالت الذات السادسه :" ما اسعدكن ايتها الاخوات وما اتعسني واشقاني ! فانا الذات المشتغله العامله الحقيره ، التي بيديها الدائبتين وعينيها الساهرتين ترسم من ايامها صورا ، وتمنح العناصر الدنيئه العادمه الشكل اشكالا جميله خالده_ الا انه اجدر بي انا الذات المعتزله الهادئه ان انقم واثور".
فتطلعت الذات السابعه في كل منهن وقالت :" اف منكن جميعا ! ما اغرب ثورتكن على هذا الرجل المسكين بحجه ان لكل منكن عملا محدودا ، حبذا لو اسعدتني الايام بعمل محدود كاعمالكن ، فانا ذات بطاله لاعمل لها ، اجلس ابدا بين اللانهايتين_ الصمت والظلام_ في حين ان كل واحده منكن دائبه في تجديد الحياه على تنوع مظاهرها ، بربكن قلن لي ايتها الشقيقات ، من منا احق بالثوره انتن ام انا ؟"
ولما فرغت الذات السابعه من كلامها نظرت اليها الذوات الست بشفقه وحنان ، ولم يحرن جوابا. وجن الليل فرقدن وفي طيات صدورهن استسلام جديد ، وخضوع سعيد ، كل لما قُسم لها من الواجب المحدود! اما الذات السابعه فظلت شاخصه تراقب اللاشي ، الذي وراء كل شي " .
في سكون الليل العميق وقد بداء النعاس يغالبني ، جلست ذواتي السبع يتحدثن .
فقالت الاولى :" لقد مرت الايام والاعوام على وجودي في هذا المجنون ، وليس لي ماافعله سوى تجديد الامه نهارا واحزانه ليلا ، وقد كرهت نفسي القيام بهذه الوظيفه الممله فلأثورن عليه " .
فاجابتها الذات الثانيه :" انك اوفر مني حظا يا اختاه ، فقد قدر لي ان اكون شريكه لهذا المجنون في افراحه وملذاته ، فاضحك لضحكه ، واترنم في ساعات سروره وباقدام مثلثه الاجنحه ارقص لافكاره ابراقه ، فان تكن ثوره ، فمن احق بها مني ؟"
فقالت الذات الثالثه:" اواه ايتها الرفيقتان ، ان عملي ادعى الى الثوره من عمليكما ، فانا الذات المريضه حبا ، المتلهفه شوقا ، الهائمه حنينا ، الا ان الثوره على هذا المجنون من شاني ، وانا ذات الشقاء والاسى ! "
فقالت الرابعه :" انني اكثر منكن شقاء ايتها الرفيقات ، فقد قدر لي ان اثير كوامن البغض واوقظ نيران الكره والحقد في قلب هذا المجنون ، فانا الذات الثائره الهوجاء المولوده في كهوف الجحيم السوداء_ احق منكن بالثوره على مهمتي ".
وقالت الذات الخامسه :" انني اغبطكن جميعا ايتها الاخوات بما قدر لكن من العمل السعيد ، فقد اثر الدهر ان اجدد احلام هذا المجنون التي لاتنتهي ، واهيج جوعه وعطشه اللذين لايسكنان ، هائمه به على وجهي في فضاء الانهايه من غير ان اتذوق طعم الراحه ، ناشده ما لم يعرف قط وما لم يخلق بعد ، فانا انا اولى منكن بالثوره والعصيان".
فقالت الذات السادسه :" ما اسعدكن ايتها الاخوات وما اتعسني واشقاني ! فانا الذات المشتغله العامله الحقيره ، التي بيديها الدائبتين وعينيها الساهرتين ترسم من ايامها صورا ، وتمنح العناصر الدنيئه العادمه الشكل اشكالا جميله خالده_ الا انه اجدر بي انا الذات المعتزله الهادئه ان انقم واثور".
فتطلعت الذات السابعه في كل منهن وقالت :" اف منكن جميعا ! ما اغرب ثورتكن على هذا الرجل المسكين بحجه ان لكل منكن عملا محدودا ، حبذا لو اسعدتني الايام بعمل محدود كاعمالكن ، فانا ذات بطاله لاعمل لها ، اجلس ابدا بين اللانهايتين_ الصمت والظلام_ في حين ان كل واحده منكن دائبه في تجديد الحياه على تنوع مظاهرها ، بربكن قلن لي ايتها الشقيقات ، من منا احق بالثوره انتن ام انا ؟"
ولما فرغت الذات السابعه من كلامها نظرت اليها الذوات الست بشفقه وحنان ، ولم يحرن جوابا. وجن الليل فرقدن وفي طيات صدورهن استسلام جديد ، وخضوع سعيد ، كل لما قُسم لها من الواجب المحدود! اما الذات السابعه فظلت شاخصه تراقب اللاشي ، الذي وراء كل شي " .