المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكون عظيما



ابوعافيه المصري
21-06-2016, 04:24 PM
كيف تكون عظيما
التمارين الفاعلة لخلق القدرة الأعظم لدى العظماء








التنبه ... التحديق ... المراقبة والتوجيه في التأمل ...


التنبه هو اليقظة الدائمة من دقيقة إلى أخرى لكل الأحداثيات في عالمنا ، نزرع كل انتباهنا لنجعل عقلنا مجرد ملاحظ وبدون توسع ، وهذا الأسلوب من التأمل يناسب الناس الكثيري الأعمال لأنه لا يتطلب منا الجلوس لأوقات معينة ، حيث يعطي فاعليته مع استمرارية أعمالنا ومهما كان نوع العمل ، وهذا النظام معمول به عند بعض الطوائف البوذية
عندما نكون متنبهين ، فإننا نكون مهتمين لكل ما يحدث بالإضافة لما نحن مركزين عليه من أشياء مستقلة مثل لهب الشمعة ، فنحن نسمح لانتباهنا أن يتجول باستمرار من هدف لآخر بشكل طبيعي بين فعالياتنا اليومية ، فلا نوجه اهتمامنا لشيء معين ومستقل ، نكون قادرين على التنبه لأفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا وحساسيتنا ومشاعر جسمنا ، وإلى الظواهر الخارجية مثل الناس والأشياء والحركات ، بحيث يتجول انتباهنا من هدف لآخر ، نكون متنبهين بملاحظة الأشياء والأسباب التي ورائها
1- الأفكار التحليلية في التنبه مجرد ملاحظتها تكون أفكارنا كأنها تجري من خلالنا ، وأحياناً نستفيد من التباطؤ لأفكارنا كي نحفر بشكل أعمق فيها
2- التخيل أحيانا يحتاج إلى أحلام يقظة لتغلق عالمنا الخارجي لتؤدي وظيفة عدم الاهتمام
3- الرد الشخصي بدل أن يكون مجرد ملاحظة ربما نكون بحاجة لتأكيد هويتنا البشرية وحدودنا من خلال الانغماس بردة فعلنا الشخصية ، الأفكار المحببة أو الغير مستحبة ، إضافة لعملنا على التغيير لعناصر مختلفة في حياتنا
نستطيع جني الفوائد من الانتباه كما يلي :
1- نعمل بوعي أكثر من عملنا التلقائي ، وهذا يعزز قابليتنا على المرونة والخلق وحرية الاختيار ، لنكون جاهزين لكل شيء
2- نكون متنبهين أكثر لعواطفنا وأفكارنا ، وبذلك نكون أقل استعداداً للأخطاء
3- نستطيع الحصول على معلومات أكثر وتفاصيل وبدائل ، إضافة للتذكر الأفضل لأننا نكون قد أولينا الأمر حقه في التركيز والتفكر
4- إحساسنا يصبح مرهفاً وأكثر عملية ، فنحن نكون قد لاحظنا الجمال والخطر من حولنا
5- ندرك بشكل أدق والتنبه يساعدنا كي نرى الأشياء كما هي من خلال تطوير موقف طبيعي غير مشوه أو مفروض بشكل متحيز ،
6- نرفع مستوى فهمنا لجسمنا الفيزيائي ، لنصبح مدركين أكثر لهذا الجسم حيث يمكن :
- نعزز طاقة الجسم والسعادة والراحة والتنفس والاسترخاء وكفاءة الوضعيات والحركات ، وبذلك نزيد من جودة صحتنا
- نستطيع الملاحظة بشكل أكثر للألم والتوتر الذي يجعلنا في حالة تحتاج للتعديل وكذلك نختبر ردة فعلنا للأغذية الخاصة أو للعادات السيئة مثل التدخين أو المخدرات
- ربما نكون أيضاً متنبهين لحالة غير ملحوظة لجسمنا والتي قد تحدث أثراً في أفكارنا وعواطفنا
7- نتعلم كيف نعيش في اللحظة
8- نتعلم عن طبيعة الحياة اللاشخصية
9- نتعلم عن الحياة العابرة والزائلة
10- نصبح أكثر اهتماماً في طاقتنا :
- عندما ندرك نوعية الحياة ونفهم أنها مجرد تغير للطاقة ، عندها نستطيع تعزيز قدراتنا لتغيير اتجاه اهتماماتنا
- نلاحظ الطرق التي تبدد الطاقة من خلال السلوك التلقائي واللاعقلي وردات الفعل العاطفية
- نلاحظ العناصر الهامة من حولنا ، وبذلك نكون بأقل حاجة لاختبار هدر الطاقة
- من خلال ما نستحضره في الحاضر نكون أقل خوفاً على الطاقة والاهتمام بها للمستقبل أو أن نأسى على أي شيء مضى
11- نتعلم ما ليس شفهياً من أعراض وظواهر في أنفسنا
12- نختبر الحياة بشكل أكثر وبكل إمكانياتها
تقنية الانتباه البسيط لكل شيء نفعله :
1- تقبل كل شيء يحدث ، بتعقل نتقبل كل شي مهما يجلب لنا ، بهذه المعرفة للأشياء ، وكما هي ، نكون غير غاطسين بالأفكار التفسيرية في العدالة وردة الفعل والمعتقدات والتوقعات وما هو مناسب وغير مناسب ، أو أننا نريد تغير أي شيء ، ففي التأمل الوعي كل شيء متساوي ، إنها ببساطة أحداث لتظهر ما كان البوذيون يقولون عنه الوعي بدون اختيار ، وكمثال : إذا شعرنا عدم السعادة نحمل عدم السعادة ، وإذا كنا مستبشرين نحيط أنفسنا بخبرتنا في الحياة بدل أن ننكر أو نتجنب ، ولكن إذا وجدنا أنفسنا ناكرين ومتجنبين نستطيع أن نكون واعين لهذه الأفعال أيضاً ، القبول ليس سلبياً إنه لا يحولنا إلى عدم الوعي ، الضحايا الذين يريدون الوعي بدون اختيار عن الحالة في المشي لتقاطع مزدحم ، نقبل الحقيقة التي تقول أننا يجب أن ننتظر الإشارة الضوئية ، وأننا نقبل الدخان الضبابي والأصوات ، أو نقبل حقيقة أن هذا يغضبنا ، وأننا نفهم الظروف التي تسمح بالعبور الآمن ، في وقت ما في هذا العالم المعقد ، علينا أن نحلل وأن نكون واعين لما نحلل ، وأن لا نسمح لعواطفنا بتشكيل ردات فعل حول العدالة والمعتقد مثلاً ، التحليل جزء من العقل ضروري لمثل هذه الظروف ، ولكن لا ضرورة لجعله مستمراً في السير كل الوقت بدون توقف ، علينا وقفه عندما نتم عبور الشارع ، ونستطيع تغيير الاتجاه لمادة مختلفة لتصبح موضع الانتباه
2- نتحرك ببطء ، نستطيع الانتباه في أي سرعة ، ولكن تمريننا أسهل إذا تحركنا ببطء ، عندما يكون فعلنا في حالة استرخاء ، نستطيع الشعور بجسمنا متزناً لمختلف العواطف ، ويكون لدينا الوقت لملاحظة عناصر أكثر من حولنا ، وعندما نقوي عادتنا في أن نكون منتبهين ، نستطيع الدخول بنفس الدرجة من اليقظة في التسريع الأمثل
تمارين التنبه ، نستطيع أن نكون متنبهين خلال كل الفعاليات ، ولكن هذه التمارين تعطينا بعض التحدي الخاص :
1- ردد فعل بسيط لمدة خمس دقائق ، نستطيع اختيار عمل بسيط جداً معتادون على الضجر منه بدون وعي ، وبينما نعل ذلك ، وعلى سبيل المثال : اجلس على طاولة وأذرعك مستريحة على الطاولة ، الآن ببطء شديد تحرك بضع إنشات لتأخذ القلم ، ارفعه لبضع الانشات ثم ضعه على الطاولة ، حرك يدك للخلف لوضعها الطبيعي في الراحة ، وبينما تعيد هذا العمل خلال الوقت المحدد ، اختبر كل إعادة بحيوية ونشاط كما لو أنك لم تمارس هذا العمل من قبل مطلقاً ، تستطيع توجيه انتباهك لسمات مختلفة من الحركات : مراقبة اليد آو الشعور بتجانس العضلات ، تستطيع حتى إغلاق عيونك والتركيز على حاسية اللمس وانزلاق يدك على الطاولة باتجاه القلم وجلبه بلطف بمختلف مظاهر الضغط ، ومع إغلاق العيون فإن الاختلاف يسكن الأصوات التي تخلق من خلال الانزلاق ومن تحريكك للقلم
2- استمع لموسيقى مفرحة وتجلب السلام ، كل مرة يتشتت انتباهك بالأفكار ، أكتب ملاحظات حول محتويات هذه الأفكار ، بعد خمس دقائق اقرأ هذه الملاحظات ، ما نوع هذه الأفكار التي تسحبك عن سماع الموسيقى لماذا تجذبك هذه الأفكار الفردية ومن أي طراز بدائي انبثقت هذه العناصر ؟؟؟
3- شاهد فيلم أو برنامج تلفزيوني بينما تكون مهتماً عقلياً ، كعادتنا ، والأهداف المحققة تجعلنا نفقد أنفسنا في المشاعر التي تدخل ، جرب برامج مختلفة ، مسرحيات هزلية ، تقارير إخبارية ، مسرحيات ، مسلسلات تلفزيونية ...الخ
4- دون تفاصيل أي عمل بعد أن تكون قد أديته بشكل واع ، وهذا العمل يمكن أن يكون مسيرة قصيرة أو غسل أدوات المطبخ ، ثم أعد العملية ولاحظ الكثير من التفاصيل التي لم تعرفها في المرة الأولى
5- نفذ عملية أليفة لك وكأنك تنفذها لأول مرة ، قل لنفسك أنك لم تنفذها من قبل ، في الزن يقولون عن هذه النقطة : العقل المبتدئ ، كن منسحراً ومندهشاً بكل خطوة من العملية ، وأنت لا تعلم بالتوقع لما بعدها ، لذا فإن الفعالية طازجة ومحببة تشعرنا بالنشوة
6- إحدى التغيرات المحبذة للتأمل المتنبه هي استعمال تعبير : هذا مجرد ـ مثل هذا مجرد سير ، هذه مجرد قيادة ، هذه العبارة يحررني من عبء التحليل للأفعال بطريقة الفائدة الشخصية وبذلك يحررني من خبرة العمل بأسلوبه الخاص ، وبالنتيجة المبهجة والخبرة الأليفة
المراحل المتقدمة في حالة الوعي ، نستطيع توقع تطورات كثيرة ، فخلال التمارين لا نعمل هذه الحالات بمثابة أهداف ، نحن علينا ممارسة التمرين ببساطة وتركه ليستوعب الأسلوب
1- نتقدم تدريجياً في انتباهنا للزيادات الصغيرة للظواهر المحيطة بنا ، وبذلك تكون الفائدة واضحة وعميقة لأننا نحصل على تفاصيل أكثر
2- الوعي يصبح عادة لأننا ننجذب للسعادة التي تخلق ، ولأن كفاءة أداء حواسنا تصبح طبيعية أكثر وبذلك تكون كفاءة العقل الروحي أكثر
3- نستكشف طبيعة الفهم ، فمن خلال إبعادنا للأغشية الشخصية لردات فعلنا العاطفية ، نصبح بمواجهة مباشرة مع ما يحيطنا ،وبعمل ذلك نتحقق من الاتصال المفترض كحدث بسلسلة من الرسائل العصبية وعمليات الدماغ والتي تعمل داخلنا ، نحن لا نعرف ما هو خارجها نحن فقط نعرف كيف أن العالم الخارجي يختبر خلال جهاز أعصابنا الإنساني ، وإذا رغبنا بعمق أكثر في الاتصال خلال الوعي ، ربما نتجاوز إحساسنا الجسدي لنصبح واعين للإلهام أو الإدراك النفسي لطاقة هذه الأهداف ، ولكن هناك مستويات لا نلاحظها خلف النفس كما سيوضح لاحقاً
4- نتأمل ثنائية الشخص الذي يرى والشيء الذي يرى ، ونصل لحالة تكون فيها الرؤية غير شخصية المزية ، الناظر والمنظور هما مجرد وجهان لهذه العملية ، فمثلاً عندما نمشي بوعي ، ربما نجد قدمنا يصل ليلمس الأرض بينما الأرض بشكل آني تصل للأعلى لتلامس القدم وباتصالهما يكون الإتمام الجيد ، الإتمام الذي اكتمل لم يدخل شيئاً في الكون باستثناء هذا الدمج الثنائي السريع ليصبح حدثاً واحداً في حقل من الفراغ ، وربما نحس بأن العقل والهدف الذي يدركه العقل يندفعان معاً من الفراغ ، سواء كان أحدهما ثابت النوعية أو متحرر الوجود ، أو كان يشكل ماذا نحن نكون أو السبب المؤثر في اهتاماتنا الشخصية
5- عندما نحافظ على وعينا مستمراً فإنه ينضج ليصبح تأمل بصيرة ، لأن وعينا ثابت لكل ما نواجهه ، نحن نبدأ بإدراك هذه العناصر التي تعمل وتظهر كنماذج ، وليس لدينا الاعتراض الذي يسبب فقداننا للحظة من الفعل ، ولأن يتركنا غائبين عن أشياء مهمة في هذه اللعبة ، عندها نبدأ بالتبصر في الطبيعة العامة للعالم ولأنفسنا
6- نستطيع المحافظة على وعينا أثناء النوم ، نستطيع تطوير هذه القابلية من خلال تقنية الأحلام الشفافة ويوغا الأحلام في مناطق التبت ، لنكون واعين خلال فترة النوم ، فخلال بعض الأحلام الشفافة نكون فارغين كما و الحال في التيقظ ، على أي حال لدينا الخيارات في أن نتمرن على الوعي بينما ندرك الأفعال خلال رؤية الأحلام ، بعض الناس يحافظون على وعيهم 24 ساعة في اليوم ، إنهم شفافين في أثناء حلمهم ومتيقظين أيضاً خلال فترة ما خارج الحلم ، وعند استيقاظهم يكونون نشيطين تماماً لأن جسمهم أخذ النوم الطبيعي وعقلهم أيضاً أعاد شحن نفسه
مثال على الوعي العقلي : أطبع على كمبيوتري ، لا نستطيع الوعي لكل شيء لكننا نستطيع أن نعي بعض العناصر التالية خلال الطباعة ، استطرادات ممكنة يمكن توضيحها :
1- مراقبة كمبيوتري : رأيت المؤشر يرتعش ، تواصلت مع فكرة الارتعاش للمؤشر بسرعة كبيرة وعلي أن أضبط السرعة ، لكنني بعدها عدت للوعي ببساطة أراقب الارتعاش ثم الملاحظة للمرة الأولى لنقاط على الشاشة تظهر مع المؤشر ، رأيت اللون الأبيض والأحمر للنص الخاص بي على الكمبيوتر ، دخلت بفكرة أنها تشبه اللون الأحمر الدموي وهكذا كان تسلسل ما حدث بكل التفاصيل
2- مراقبة يدي على لوحة الكمبيوتر
3- مراقبة نفسي
4- مراقبة ما يحيط بي

سيد مختار
21-06-2016, 05:03 PM
شكرا على الموضوعات والافادات القيمة جزاكم الله كل خير

محمد المازن
22-06-2016, 04:03 AM
شكرا على الطرح والافادة القيمة بارك الله فيكم

رضوى
22-06-2016, 06:06 AM
شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم والمعلومات المفيدة

جنة
22-06-2016, 08:37 AM
بارك الله فيك استاذ ابو عافية على مواضيعك المنتقاة والقيمة ونرجو المزيد دوما ورمضان كريم

ماجد
22-06-2016, 08:57 AM
شكرا جزيلا استاذ ابو عافية على مواضيعك القيمة لا عدمناكم اخى ورمضان كريم

داليا
23-06-2016, 07:03 AM
شكرا على المواضيع القيمة والمتميزة والمعلومات والافادة